لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فنبدأ درسنا في كتاب اصول الايمان للامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ونسأل الله جل وعلا ان يرزقنا صدق الايمان ويقينه والثبات عليه فنبدأ على بركة الله تعالى ونسأله جل وعلا التوفيق والسداد والهدى والرشاد نعم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واصلي واسلم على مبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال الشيخ رحمه الله تعالى في كتابه اصول الايمان وعن ابي موسى رضي الله عنه قال جينا بالاول خلاص؟ ايه وعن ابي موسى رضي الله عنه قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال ان الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط رفعوه يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفوا لحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه. رواه مسلم هذا الحديث الذي رواه ابو موسى الاشعري واسمه عبد الله ابن قيس رضي الله تعالى عنه صحابي مشهور وهو الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم لقد اوتي مزمارا من مزامير ال داوود وتولى القضاء في زمن عمر رضي الله تعالى عنه وفي زمن عثمان وفي زمن علي يقول قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات دل على ان قيامه عليه الصلاة والسلام بهذه الكلمات الخمس كان مقصودا حتى تحفظ عنه هذه الكلمات وتظبط وكانت هذه في احد خطبه عليه الصلاة والسلام لان كلمة قام لا تستخدم الا في خطأ فقال عليه الصلاة والسلام ان الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له ان ينام هذا الحديث العظيم يدل على اصل من اصول الايمان الا وهو الاصل الاول معرفة الله عز وجل والايمان به لا يمكن لانسان ان ليصح ايمانه ما لم يؤمن بالله عز وجل والايمان بالله تبارك وتعالى مبني عن الايمان بربوبيته تبارك وتعالى وعظو مبنى الربوبية ان تعلم افعاله المختصة به جل في علاه ومن اعظم افعاله التي اختص بها وعجزت الخلائق عن مشابهته فيها الخلق والرزق والملك والتدبير ومن اعظم ما اختص به ربنا تبارك وتعالى من افعال الربوبية انه جل وعلا الذي تفرد بهذه الصفات العظيمة وهذا داخل في توحيد في توحيد الايمان بالاسماء والصفات او في توحيد الاسماء والصفات وهو الامر الثاني الذي يقوم عليه الايمان والايمان بالربوبية والايمان بالاسماء والصفات داعيان ودليلان للايمان بالالوهية والتعبد لان الانسان العاقل اذا عرف ربه وتفرده بالجلال والجمال وعرف ما له من الكمالات في الاسماء والصفات والفعال فانه يشتاق لعبادته تبارك وتعالى وهو يجد لذة في الانطراح بين يديه سبحانه وتعالى ويجد من نفسه الانجذاب والرجاء والخوف والمحبة لعبادة الواحد الاحد الفرد الصمد تبارك وتعالى اذا الايمان بالله عز وجل يقوم على الايمان بربوبيته الوهيته واسمائه وصفاته وفي هذا الحديث بيان ما ينبغي للرب تبارك وتعالى وما لا ينبغي وما يجب وما لا يجوز يجب على المسلم ان يعلم ان الله تبارك وتعالى العلي الاعلى منزه عن كل عيب ونقص منزه عن كل عيب ونقص وذلك لكماله سبحانه وتعالى كما قال عن نفسه يمدح نفسه وهو الغني الحميد ومن تمام غناه عدم افتقاره لشيء ومن تمام حمده اتصافه بكل كمال ولا يزال المسلم يقول قال الله سبحانه وتعالى وسبحانه تنزيه اي ننزه الله عز وجل عن كل نقص وتعالى تمجيد اي نمجده ونجله ونقر له بكل كمال ومثل هذا قول المسلم قال الله جل ذكره تجلى او عز وجل عز اي ارتفع عن كل عيب ونقص وجل اي اتصف بكل كمال ومجد ومن اعظم الايات في كتاب الله عز وجل اية الكرسي التي ما انزل الله مثلها لا في التوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور هي اعظم اية في كتاب الله عز وجل لاشتمالها وتظمنها على اسماء الله عز وجل وصفاته الحميدة ومنها الله بهذا الاسم العظيم الذي اذا سمعته القلوب سماع بصيرة ان جذبت واذا سمعته الاذان سماع تفرغ استجابت هذا الاسم العظيم الذي مرجع اسماء الله كلها اليها الى هذا الاسم مرجع اسماء الله كلها الى هذا الاسم العظيم الله لا اله الا هو الحي القيوم وتأملوا معي ان الله عز وجل الذي نعبده ليس كمعبودات سمى الناس اسماءها ذكر الناس اوصافها احدث الناس لها من عند انفسهم وادعوا لها ادعاءات من عند انفسهم ولو بحثنا لن نجد كلمة واحدة يقول فيها عيسى انا الله او انا الرب او اعبدوني او اني فعلت كذا وكذا وصنعت كذا وخلقت كذا فلماذا الناس يعبدونه لان الله يقول ان هي الا اسماء سميتموها انتم اباءكم اما الله سبحانه وتعالى فله الاسماء الحسنى ازلا قبل وجود المخلوقات والمحدثات الله سبحانه وتعالى موصوف بالكمالات وموصوف بالجلال قبل وجود اثار افعاله سبحانه وتعالى ولهذا قال الحي القيوم الحي معناه اسم من اسماء الله عز وجل وهو متظمن لصفة الحياة والقيوم اسم من اسماء الله عز وجل وهو متظمن لصفة القيومية والحي من اوصاف الذات العلية والنفس القدسية والقيوم من اوصاف افعاله تبارك وتعالى وصفاته جل في علاه ثم قال لا تأخذه سنة ولا نوم اذا الله سبحانه وتعالى منزه عن كل نقص وعيب. لا تأخذه سنة ولا نوم والزنا والنوم صفتان طارئتان على الاحياء كما هو في المشاهد لكن الرب الكريم تبارك وتعالى المنزه عن كل عيب لا تأخذه سنة ولا نوم وفي هذا الحديث قال ان الله تعالى لا ينام ومعنى لا ينام اي لا يلحقه نوم ولا ينبغي له ان ينام كلمة لا ينبغي اذا سمعتها في كتاب الله عز وجل وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فالمعنى يستحيل. كما قال عز وجل وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا اي يستحيل ان يتخذ ولدا لان اتخاذ الولد نقص وما ينبغي لهم وما يستطيعون يعني نفي استحالة دلالة على الاستحالة اذا الله تعالى لا ينام ولا ينبغي له ان ينام لا ينبغي اي لا يليق به جل وعلا لان صفات النقص لا تليق بالرب العظيم صفات النقص من صفات المحدثين و الله سبحانه وتعالى بين انه يمسك السماوات والارض ولو ترك ذاك ان امسكهما من احد من بعد. انه كان حليما غفورا ولهذا جاء في حديث موسى عليه السلام انه سأل ربه قال اي ربي اتنام فقال الله عز وجل له كما جاء في هذا الحديث قال لموسى ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام ومن هنا قال العلماء الصفات في حق الباري جل في علاه منقسمة الى ثلاثة اقسام صفات واجبة في حق الله تبارك وتعالى وذلك لربوبيته سبحانه وتعالى ولولا هذه الصفات لما امكن تمييزه عن غيره. وهذه الصفات اعظمها هي الصفات التي جاءت على وجه الاختصاص الله الرب الرحمان ارحم الراحمين اكرم الاكرمين الحي القيوم السميع البصير على وجه التلازم ونحو ذلك من الاسماء والصفات و الظابط في هذا الباب ان كل صفة كمال فالله اولى به ولهذا قال سبحانه وله المثل الاعلى في السماوات والارض المثل الاعلى يعني القياس الاعلى الاتم الاكمل ولله المثل الاعلى ولا الصنف الثاني من الصفات هي صفات النقص وكل صفة نقص فالله منزه عنه كل صفة نقص فالله منزه عنه وهناك صفات لا يتصف بانها نقص ولا كمال من حيث هي فهذه يتصف الله تبارك وتعالى بها ويتصف بضدها وهو سبحانه وتعالى يرضى ويسخط. يحب ويكره ونحو ذلك من الصفات قال صلى الله عليه وسلم يخفض القسط ويرفع. القسط بمعنى العدل يجعل العدل سائرا ويرفع العدل متى شاء فيوجد بين المخلوقات الابتلاء ولو كان على الدوام عدل لما ظهر الابتلاء ولو كان على الدوام ظلم وجور لمال الناس وشكوا في وجود العدل فمن حكمته سبحانه وتعالى انه اوجد الشيء وضده. اوجد الحسن وضده يخفض القسط القسط بمعنى العدل ولهذا الله سبحانه وتعالى يحب المقسطين اي الذين يعدلون واما الذين يعدلون عن الحق وهؤلاء هم القاسطون وقسط يقسط فهو قاصد يعني عن الحق. بعيد عنه ولهذا قال عز وجل اما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا واما اقسط اي بمعنى اتى بالعدل اقسط يقسط فهو مقسط ولهذا جاء في القرآن يحب المقسطين وهنا قال يخفض القسط وهو العدل ويرفعه سواء قلنا ان المقصود هنا يخفض القسط ويرفعه يعني بين الخلائق ابتلاء او انه سبحانه وتعالى هو الذي بيده ازمات الامور كما جاء في الحديث الاخر قالوا يا رسول الله تعر لنا الاسواق ترتفع وتنزل حط لنا سعر معين. فقال صلى الله عليه وسلم انما انا قاسم والله هو المساعد والله هو المسعر اي هو الذي يضع الاسعار وليس المساعد من اسماء الله يضع الاسعار تجد بين الناس غلاء وفجأة يحصل كساد تجد بين الناس كسادا وفجأة يحصل الغلاء وذلك يكون باسباب يجيدها الله تبارك وتعالى ثم قال يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل فيه دلالة على علو الله عز وجل على خلقه وهو العلي الاعلى خلق السماوات والارض لما ذكر خلق السماوات والارض ربما اقول ربما يتوهم متوهم انه صار فيهما كما هو الحال بالنسبة للمخلوق يصنع بيتا فيكن فيه يصنع قصرا فيستريح فيه يصنع جحرا فيدخل فيه فلما قال عز وجل خلق السماوات والارض فلدفع هذا التوهم قال ثم استوى على العرش وهو ليس بحاجة لا الى السماوات ولا الى الارض وليس هو في داخل المخلوقات هو فوق العرش والعرش فوق المخلوقات وحتى لا يظن ظان ان كونه جل وعلا على العرش استوى قد يغيب عنه شيء مما تحت الثرى قال يعلم ما في السماوات والارض فتأملوا المناسبة الدقيقة بين هذه المعاني والجمل الثلاث خلق السماوات والارض ثم استوى على العرش يعلم ما في السماوات والارض اذا يرفع اليه عمل الليل لانه جل وعلا فوق المخلوقات ويرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار معنى هذا انه لا ينتهي الليل الا وعمله يرفع وجاء في الحديث الاخر ان ذلك يكون بارتفاع ملائكة الليل في صلاة الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا يعني صلاة الفجر ولا ينبغي وعمل النهار قبل عمل الليل وذلك في صلاة العصر اذا الاعمال ترفع وهنا ينبغي للعاقل اذا اراد ان يكون صادقا مع نفسه ان ينظر كل يوم وليلته اي عمل له رفع واي عمل له ارجى ويزيد واي عمل له ثقل بميزان السيئات فيتوب ويرجع الى الله عز وجل قال حجابه النور وفي رواية حجابه النار والنور او النار معناهما الظوء حجابه النور يعني الظوء وكيف هذا النور لا نعلم عنه شيء وما نور السماوات والارض الا من نوره جل وعلا كما قال سبحانه الله نور السماوات والارض وقال عز وجل واغطش ليلها واخرج ضحاها الاصل بالموجودات الظلمة فالله سبحانه وتعالى هو الذي اورد الظحى والنهار عن المخلوقات والموجودة الاصل في القلب قلب الانسان نور الفطرة ثم مع ما حول تصبح هناك ظلمة ثم يأتي نور الايمان فيرجع القلب الى الضياء يخرجهم من الظلمات الى النور قال حجابه النور الله سبحانه وتعالى محتجب عن الخلائق فلا يراه الخالق وبعض الصعاليك اليوم يقولون احنا ما نؤمن بالله ليش؟ قال ما نرى الله هذا مثل الذي يقول انا لا اؤمن بان هناك شيء اسمه موسى ليش؟ لانني ما رأيت موسى طيب انت ما رأيته ولا سمعته هناك من رآه وسمعه ربنا جل في علاه سمع كلامه ادم وموسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم والملائكة المقربون وجبريل حتى اذا فزي عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربك فلا يقولن احد ان هؤلاء الانبياء والصالحون والملائكة المقربون الذين يسمعون كلام الله عز وجل واخبروا عن ذلك يقول لا على ما هو من لاني ما اراه هذا معناه انه لا يؤمن الا بالماديات ويلزم على هذا ان ينكر تعقله لان التعقل امر غير محسوس العقل الذي هو الدماغ محسوس والتعقل غير محسوس يلزمه ان ينكر روحه لان الروح غير محسوس بقدرنا واستطاعتنا الغير محسوس وان كانت الملائكة ترى الارواح كما جاء في الحديث يقول رح من هذه الروح الطيبة اذا حجابه النور هو سبحانه وتعالى محتجب ولهذا لما قال موسى ربي ارني انظر اليه قال لن تراني ولكن انظر الى الجبل فان استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا تجلى تجلى كيف كان هذا التجلي يوضحه لنا ابن عباس كما جاء في التفسير عند ابن جرير وابن ابي حاتم وغيرهما قال فكشف الحجاب بمقدار انملة او بمقدار ثقب الابرة فصار الجبل دكا من نور وجه الله عز وجل وخر موسى صعقا ولهذا لا يمكن في دار الفناء ان نرى الله الباقي الدائم سبحانه وتعالى ولهذه الله جل في علاه يقوي الناس يوم القيامة فيقدرون على النظر الى وجهه جل وعلا في غير ظراء مظرة قال حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه لو كشف الله عز وجل الحجاب لاحرقت سبحات وجه والسبحات هي التهاويل والنور والظياء الذي يخرج ويكون من اثر نور وجه الله عز وجل لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه ومعلوم ان بصره سبحانه وتعالى نافذ الى كل الخلق فمعنى هذا ان الله سبحانه وتعالى لو كشف الحجاب لاصبحت الموجودات الدنيوية كلها دكا كما حصل للجبل دكا اذا هذا الحديث العظيم يدلنا ايها الاخوة على امر عظيم من امور من امور افعال الرب تبارك وتعالى واوصافه وهذا يزيد الايمان ويثبته في القلب. نعم بعد بعد ما نخلص فقلت ما اخذنا بس ابو يوسف يقول اخذناه انا اقول ما اخذناه ما اخذنا شفت شلون يلا اقرأ قال رحمه الله بنت في الشرح نعم. قال رحمه الله تعالى عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه رواه مسلم. هذا الحديث الاول قدمه المصنف رحمه الله لان فيه بيان كمال الرب تبارك وتعالى. وانه سبحانه وتعالى احسن الشركاء فهو اذا رأى احدا يعمل عملا فيه شركة يتركه هو الشريك ولا يأخذ منه شيئا وذلك لكماله وانما يخاصم الشريك الشريك لحاجته وفقره اما الله سبحانه وتعالى اغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا جعله نصيب جعل فيه نصيبا لله ولغير الله قال الله له اجعله كله لغير الله خلاص اذهب خذ اجرك مني هذا الحديث العظيم يدلنا على اهمية معرفة الله بامرين. الاول معرفته جل وعلا بالتوحيد ونعني بذلك توحيد العبادة توحيد الوهية وانه سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجهه وهذا هو التوحيد الذي من اجله انزل الله الكتب وارسل الرسل واقام الشرائع واوجد الموجودات وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون لذلك قال انا اغنى الشركاء عن الشرك هو سبحانه وتعالى اغنى الشركاء لانه ما من شريك الا هو مفتقر لشريكه اما الله ليس مفتقر الى شريك فان زعم زاعم ان فلانا شريك لله فالله يقول انا اغنى عنه لا اخذ من عملك الذي عملته لي وله لا اخذ منه شيء كله لفلان اذهب وخذ اجرك منه انا اغنى شركائي عن الشرك الشركة او الشركة آآ الشرك مصدر والشركة اسم الشركة متصورة في احد الاحوال الثلاثة اما ان الانسان يتخذ شريكا لنقصه انت عندك مال تريد ان تعمل تجارة لكن ما عندك مال كافي فتبحث عن شريك يشاركك لكي تزداد حتى يمكنك ايجاد الشركة الله سبحانه وتعالى لا ينقصه شيء هو الغني الحميد سبحانه وتعالى السبب الثاني من اسباب الشركة قد لا يكون النقص قد يكون الكمال المالي والكمال الوسعي موجود لكن لا يوجد كمال في العلم انت والله عندك فلوس وعندك كل شي بس ما عندك علم بالتجارة فانت تحتاج الى شريك لكي يعمل في ما لك الله سبحانه وتعالى العليم حكيم جل في علاه لا يحتاج الى احد لا ظهير ولا وزير ولا مشير لكمال علمه لكمال غناه لكمال قيوميته بكمال حياته سبحانه وتعالى السبب الثالث الذي يجعل الانسان يتخذ الشريك ما هو قد يكون عنده مال ما عنده نقص مالي. قد يكون عنده علم ما عنده نقص علمي. لكن عنده مال هنا وعنده مال هنا وعنده علم هنا وعنده علم هنا لكنه منشغل بالمال والعلم في الجهة الفلانية لا يستطيع ان انشغل في الجهة الثانية وهو يحتاج الى شريك لكي يسد عنه ما هو مشغول عنه وربنا سبحانه وتعالى لا يشغله شيء عن شيء فاذا كان الله لا يشغله شيئا شيء اذا انتفت الشركة بتاتا لا يمكن وجود شريك لله عقلا والنقل متواتر لكماله سبحانه وتعالى فهو الذي اوجد المادة وصنعتها اوجد المادة وتدبيراتها اوجد المادة وتكويناتها. اوجد المادة وترتيباتها وسننها وهو سبحانه وتعالى عليم دليل علمه عظيم العناية دليل علمه عظيم الرعاية التي نشاهدها في المخلوق كل واحد منا يشاهد هذه العناية والرعاية ولو لم يكن من عنايته بابن ادم على وجه الخصوص الا ان جعل كل شيء مسخرا له ولا يستطيع شيء ان يسخره اللهم الا الجن وهم مكلفون مثله هذا اعظم دليل على الرعاية والعناية كل ما في الارض مسخر للانسان والانسان يسخره وهذا مشاه سخروا الرمال والبحار والانهار والاشجار حد الدواب والهوام والى اخره خلق لكم ما في الارض جميعا منه سخر لكم ما في السماوات وما في الارض جميعا اذا الله سبحانه وتعالى له العلم له الغنى المطلق له العلم المطلق ولا يشغله شيء عن شيء اذا لم الشريك هنا ايها الاخوة يأتي يأتي يقيننا بانه ما من شرك الا وبدايته سوء ظن بالله جل وعلا والا يعقل ايعقل ان عاقلا عاقلا يترك ارحم الراحمين يترك اكرم الاكرمين وينادي ويقول يا جيلان المدد وينادي ويقول يا هبل وينادي ويقول يا لات يا عزة يا ودي يا يغوث هل يعقل هل يعقل ان انسانا يترك ارحم الراحمين اكرم الاكرمين السميع العليم؟ الرحمن الرحيم ويقول يا عيسى المدد هذا امر غريب هذا الدليل على ان هؤلاء ما عرفوا الله عز وجل بكماله فتوحيد الالوهية ينبئ عن وجود اعتقاد اعتقاد الكمال لله عز وجل عن وجود اعتقاد الكمال لله تبارك وتعالى فيما يتعلق بربوبيته وفيما يتعلق باسمائه وصفاته قال انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا من؟ هذا للعموم افرظ انهم كانوا انبياء قال الله عنهم ولو اشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون من عمل عملا للعموم افرظ ان هذا نبي قال الله عز وجل لئن اشركت ليحبطن عملي ويستحيل وجود الشرك من النبي صلى الله عليه وسلم ومن الانبياء عليهم الصلاة والسلام لكن هذا على سبيل الفرظ وعلى سبيل التحذير ان قدواتكم وائمتكم وانبيائكم ورسلكم لو وقعوا في الشرك لحبط عنهم ما كانوا يعملون ولهذا قال من عمل عملا عملا نكرة في سياق استفهام من يدل على العموم اي عمل كان من الاعمال التعبدية صغيرة او كبيرة. واجبة او مندوبة عبادة بدنية او عبادة مالية عبادة قلبية او عبادة ظاهرة من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه ومن هذه السور ما ذكره الله عن المشركين في القرآن انهم كانوا ينذرون ويقولون هذه الجهة او هذه الحرف او هذا الارظ لله وهذه لاصنامنا فيقولون هذا لله بزعمهم وهذا لشركائهم هذا من من اوصاف الاعمال الشركية التي وقعت واخبر الله عنها انهم يقولون هذا لله وهذا لشركائه وانا رأيت بعيني رجلا قد ربى نعجتين كبيرتين قال احدهما لله والاخر للسيد هذه من الصور الاعمال اذا جاء وقت الصلاة يصلي لله ثم اذا ذهب الى القبر يسجد للقبر اذا كان في شدة يقول يا الله. واذا كان في رخاء يقول يا منات يا لات يا عزة من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشك ولو كان نسبة الشركة واحد في المئة ايضا العمل مردود ولو كان نسبة الشركة واحد من تسعة وتسعين فاصلة تسعة هذا العمل لا يقبله الله ولو كان المشرك مع الله نبيا اوليا صالحا او خليا المعنى لا يختلف هو شركه الله لا يقبل الشرك ولهذا يقول الله لاكثر من عبد على وجه الارض وهو عيسى يا عيسى. اانت قلت للناس اتخذوني وامي الهين من دون الله؟ قال سبحانك ما يكون لي ان اقول ما ليس لي بحق ما قلت لهم الا ما امرتني به. ان اعبدوا الله ربي وربك كنت عليهم شهيدا ما تغضب فلما توفيتني قبضتني كنت انت الرقيب عليهم وانت على كل شيء شهيد تعذبهم فانهم عباد وان تغفر له فانك انت العزيز الحكيم ولهذا يقول الله عز وجل يوم القيامة للمشركين اصنام احجار اشجار اوليا شياطين ايا كان يسألهم الله عز وجل هؤلاء شركاؤكم الذين كنتم تزعمون هو ربنا عز وجل يسأل العابدين عن المعبودين. المعبودون يبادرون ويقولون سبحانك يعني انت المنزه نحن ما قلنا لهم اعبدوا ولهذا الله سبحانه وتعالى ذكر هذا حتى عن الملائكة حتى عن الملائكة الذين زعم المشركون انهم يعبدونهم فهم تبرأوا واخبروا انهم انما كانوا يعبدون الجن اكثرهم بهم مؤمن فهذا الحديث ايها الاخوة اصل في الايمان لان الايمان مبناه على امرين صرف العبادة لله عز وجل اعتقاد عظمة الله وكماله وانه لا يمكن ان يكون معه شريك لان الشرك انما يتصور في نقص وتعالى الله هو الغني او في عيب علمي وتعالى الله هو العليم الحكيم او في انشغال والله يقول يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن ولا يشغله شيء عن شيء سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليك قال رحمه الله تعالى وعن ابي هريرة رضي الله عنه مرفوعا يمين الله ملأى لا تغيظ لا لا تغيظها نفقة سحاء الليل والنهار ارأيتم ما انفق من منذ خلق السماوات والارض انه لم يغض ما ما في يمينه القسط بيده الاخرى يرفع ويخفض اخرجاه هذا الحديث ايضا فيه دلالة على عظمة الله سبحانه وتعالى الله جل في علاه كلما اردت ان يزيد ايمانك اقرأ في صفاته تعلم ما له من الكمالات والجلالات يصبح قلبك مذعنا يقول النبي صلى الله عليه وسلم يمين الله ملأى وفيه دلالة على اثبات ان الله سبحانه وتعالى يمين والذي عليه جماهير العلماء ان كلتا يدي ربنا يمين كما جاء في حديث ادم ان الله عز وجل قبض قبضة من ذريته في عالم الذعر فقال يا ادم اختر قال اختار يمين ربي وكلتا يدي ربي يمين واما لفظ الشمال فهذا جاء في صحيح الامام مسلم لكن بعض العلماء يقول ان هذه اللفظة شاة يمين الله ملأى ومما يدل على ان هنا يمين مفرد مضاف يدل على تعميم في الجنس. هذه قاعدة لغوية ان المفرد المضاف يعم مثل قوله عز وجل وان تعدوا نعمة الله هي نعمة واحدة كيف ما نحصيها لكنها اظيفت نعمة الله. فلما اظيفت دل على العموم في الجنس دل على العموم في الجنس. وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها اي جنس نعم الله لا تحصونه فظلا عن افرادها. وهنا ابلغ لما تقول ان النعمة مفرد مظاف دل على التعميم في الجنس ابلغ من انك تقول انه مفرد مضاف دل على العموم في المفردات فرق بين الامرين هنا يمين الله مفرد مضاف. وقد جاء في القرآن في قوله عز وجل بل يداه مبسوطتان وهذا يؤكد ان الله سبحانه وتعالى يداه ملأى يمين الله ملأى وفيه اثبات صفة اليد لله عز وجل لان اليمين لا يقال الا لليد ملأى ملأى مثل ما اخبر الله في القرآن لما زعم اليهود وقالوا ان الله فقير ونحن اغنياء. قال الله سنكتب ما قالوا وقتلهم الانبياء ونقول ذوقوا عذاب الحي. ورد الله عليهم لما قالوا ان لما قالوا يد الله مغلولة قال غلت ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء ولهذا قال ملأى ملأى يمين الله ملأى بيبقى مصدر اه ملأ يملأ ملأ مصدر والمصدر ابلغ من الفعل قال لا تغيظها نفقة وغيظ الماء غيظة بمعنى نقص لا تغيظها نفقة يعني لا تنقصها نفقة مهما اعطى مهما اعطى لا ينقصه شيء ومن هنا تدرك انه اذا لم يعطي عافية لم يعطي صحته لم يعطي مالا لم يعطي بيتا لم يعطي لم يعطي لم يعطيه تعلموا علم اليقين ان هذا المنع لحكمة الابتلاء يعلمها الله لا لنقص راجع الى ملكه فان انفاقه لا يغيظ ما عنده سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الحديث الاخر قال لو ان اولكم واخركم حديث ابي اه ذر لو انولكم واخركم وانسكم وجنكم كانوا في صعيد واحد فسأل كل واحد منهم مسألته ما نقص ذلك من ملكي شيئا الا كما ينقص المخيط اذا ادخل البحر خذ ابرة ودخلها البحر طلعها. شنو نسبة الماء المعلق في هذه الابرة بالنسبة الى البحر؟ لا شيء اصلا بل ربما لا تراها بالعين المجردة. هذه القطرة المعلقة بالابرة ربما لا تراها بالعين المجردة فارأيت ما انفق مذ خلق السماوات والارض الى اليوم ما هي الا نقطة في بحر ملكوت الله عز وجل وفي بحر رزق الله وفي بحر ما عند الله وفي بحر ما في يده اي الله سبحانه وتعالى انسان يعرف قدر نفسه الان انت تنظر لنفسك انك مفخم كبير تركب الطيارة تشوف البلدة كاملة كأنها نقطة كيف لو صعدت الى السماء اكثر ترى الارض كانها نقطة كيف لو صعدت اكثر ترى المجرة الشمسية كأنها نقطة كيف لو صعدت اكثر ترى درب التبانة كانها نقطة هذا كله في ملكوت الله ليس بشيء ولهذا قال عز وجل وما قدروا الله حق قدره والارض جميعا قبضته يوم القيامة. والسماوات مطويات به. تأمل عظيم ملك الله سبحانه وتعالى. قال سحاء الليل والنهار سحابي معنى عظيم الانفاق كثير العطاء واصلوا السحر هو الجود بالعطاء تحاء الليل والنهار وهو سحابة مثل سخاء لكن سخاء وصف والسحاء وصف للعطاء الليل والنهار اي انه سبحانه وتعالى يعطي على وجه الجود والكرم الليل والنهار اذا اردت ان تتيقن من هذا المعنى فانظر الى عطائه للكافرين وانظر الى عطائه للطغاة الظالمين تعلم ان عطاءه سحار لان الدار دار ابتلاء ثم قال صلى الله عليه وسلم ارأيتم يعني رؤية اعتبار وبصيرة ونظر ارأيتم اي تأملوا ما انفق منذ وفي بعظ الروايات مذ خلق السماوات والارض اما المعي من يوم خلق الله السماوات والارض الى الان ها كم سنة؟ الاف اه ملايين الله اعلم مليارات الله اعلم ايا كان ما هو منذ خلق ادم لا مو اذ خلق السماوات والارض الى اليوم الى اليوم ارأيتم ما انفق منذ خلق السماوات والارض فانه لم يغظ في يمينه اي لم ينقص ما في يميني لم ينقص ما في يده سبحانه وتعالى والقسط بيده الاخرى. القسط بمعنى العدل كما ذكرنا يرفع ويخفظ. قال بيد الاخرى وهي ايظا موصوفة باليمن يرفع ويخفض سبحانه وتعالى وهذا دليل على حكمته سبحانه وتعالى فالانسان المؤمن اذا تصور كرم الله عز وجل من جهة وعظيمة نعم الله من جهة وعظيمة الابتلاء من الله من جهة زاد ايمانه واستطاع ان ينظر الامور نظرة توقن ايمانه نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين