الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الثاني من مجالس قراءتنا لكتاب الفوائد العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى ونحن في يوم الاحد الثاني من شهر شعبان عام اربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ولا زلنا في ما يتعلق بالفائدة الاولى حيث قال رحمه الله ثم اخبر عن احوال الخلق في هذا اليوم العظيم الذي هو يوم القيامة يوم نفخه في الصور. فنبدأ على بركة الله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. وكان قد بين قبل ذلك ان القيام قيامتان. قيام وهي موت الانسان ثم ذكر الله القيام الكبرى قال ونفخ في الصور ذلك يوم الوعيد. ثم صار يتكلم عن القيامة الكبرى نعم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. اما بعد فاللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ثم اخبر عن احوال الخلق في هذا اليوم وان كل احد يأتي الله سبحانه ذلك اليوم معه سائق يسوقه وشهيد يشهد عليه وهذا غير شهادة جوارحه وغير شهادة الارض التي كان عليها له وعليه. وغير شهادة رسوله والمؤمنين. فان من هذا ان الشهداء على الانسان خمسة. شهيد الملائكة وشهادة الجوارح. وشهادة في الارض التي كان عليها سواء له او عليه وشهادة الرسول بالبلاغ وشهادة مين بالمشاهدة في بالصلاح او الطلاح؟ نعم. قال رحمه الله فان الله سبحانه انه يستشهد على العباد الحفظة والانبياء والامكنة التي عملوا عليها الخير والشر. والجلود التي عصوه بها ولا يحكم بينهم بمجرد علمه وهو اعدل العادلين. واحكم الحاكمين. ولهذا اخبر نبيه صلى الله عليه وسلم انه يحكم بين الناس بما سمعوا من اقرارهم وشهادة البينة لا بمجرد علمه. فكيف يسوغ لحاكم ان يحكم وبمجرد علمه من غير بينة ولا اقرار. اذا كان رب العالمين وهو احكم الحاكمين واعدل العادل لا يحكم بعلمه وانما يحكم بالبينات التي يقر بها الخصم غيره من الحكام من باب اولى الا يحكموا في القضايا الخصومية بعلمهم وانما يحكمون بما عندهم من والادلة. نعم. ثم اخبر سبحانه ان الانسان في غفلة من هذا الشأن الذي هو حقيقة بان لا يغفل عنه والا يزال على ذكره وباله. وقال في غفلة من هذا ولم يقل عنه قال وانهم لفي شك منه مريد. ولم يقل في شك فيه. وجاء هذا في المصدر وان لم يجيء في الفعل فلا يقال غفلت منه ولا شككت منه كأن غفلته وشكه ابتداء منه كأن غفلته وشكه ابتداء منه فهو مبدأ غفلته وشكه وهذا ابلغ من ان يقال في غفلة عنه وشك فيه فانه جعل ما ينبغي ان يكون مبدأ التذكرة اليقين ومنشأهما مبدأ للغفلة والشك. يعني سبب الغفلة والشك هو نفس المبدأ نفسه وهو انه سائر في حياته على الغفلة وعلى الشك. فانى له الانتباه ليوم القيامة لقد كنت في غفلة من هذا. ولم يقل عن هذا. دل على ان الغفلة مصاحبة له ابتداء كما ان الغفلة مصاحبة له انتهاء. فلا يمكن له التذكر الا اذا تخلص من الغفلة والشك نعم. ثم اخبر وان ان غطاء الغفلة والذهول يكشف عنه ذلك اليوم كما يكشف غطاء النوم عن القلب. فيستيقظ عن العين فتنفتح فنسبة كشف هذا الغطاء عن العبد عند المعاينة كنسبة كشف غطاء النوم عنه عند الانتباه ثم اخبر سبحانه بل ان نسبة كشف الغطاء يوم القيامة اعظم وانما هذا للتقريب اعظم بكثير. واقرب مثال لكشف الغطاء هو من اغلق الباب وصار يرتكب المحرم. فدخل عليه اشراف قومه وهو على هذه الحالة فكشف غطاؤه. فكيف فاي حال هو عليه؟ واي بؤس هو عليه واي شدة هو عليها. فحينما يأتي الموت ينكشف في الغطاء. فيصبح ما كان غيبا حاضرا. شاهدا ان ملذات الدنيا كانت انية فانية. وانما هو مقبل على الاخرة كن ثابت هذا من معنى معاني كشف الغطاء فبصره اليوم حديد نعم ثم اخبر سبحانه ان قرينه وهو الذي قرن به في الدنيا من الملائكة يكتب عمله وقوله قولوا لما يحضره هذا الذي كنت وكلتني به في الدنيا قد احضرته واتيتك او اتيتك به. هذا قول مجاهد وقال ابن قتيبة المعنى هذا ما كتبته عليه واحصيته من قوله وعمله حاضر عندي. والتحقيق ان الاية تتضمن الامرين اي هذا الشخص الذي وكلت به وهذا عمله الذي احصيته عليه. يعني ان يأتي الانسان ويشهد عليه بما عمل ويقول هذا هو الذي عمل وهذا عمله وهذا موجود في دنيا الناس. فتجد في المحاكم ان العام ياتي ومعه المتهم. وفي يده ملف او اوراق فيها قضية المتهم. واقوال المتهم. ويقول للقاضي هذا هو المتهم وهذه تهمته. فالله جل وعلا اخبر ان السائق والشهيد يأتي يسوقه لانه متهم. ويشهد عليه. هذا من يشمل الامرين معا الشوق شوق العامل والشهيد على عمله. نعم. فحينئذ يقال ان القيا في جهنم وهذا اما ان يكون خطابا للسائق والشهيد او خطابا للملك الموكل بعذاب وان كان واحدا وهو مذهب معروف من مذاهب العرب في خطابها او تكون الالف منقلبة عن نون التوكيد عن نون اكيد الخفيفة ثم اجري الوصل مجرى الوقف. هذه ثلاثة اقوال قيلت في الاية. القيا الاول ان الف الف التثنية وان المقصود بالمثنى السائق والشهيد. هذا لا اشكال فيه لا من حيث الاعراب ولا من حيث المعنى واضح وجلي وهذا اقرب المعاني. وهذا اقرب الاقوال. ان الالف الف التثنية وان المقصود المثنى السايق والشهيد. القول الثاني القول الثاني ان الخطاب فخطاب للملك الموكل. هو واحد فشلون قال له القياء. قال هذا مذهب معروف من مذاهب العربي في خطابها انها تخاطب المفرد بالمثنى. وبالجمع. هذا معروف من خطاب العرب انها تخاطب المفردة بالمثنى وبالجمع. فعلى هذا لا اشكال ايضا هذا القول الثاني لكن هذا شاذ عند العرب والقرآن لم يأتي باللغة الشاذة. واضح؟ وانما جاءت باللغة فصيح القول الثالث او تكون الالف منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة. يعني اصل الكلمة القيم في جهنم. القين في جهنم. هذي نون التوكيد الخفيفة واضح؟ القين في جهنم. ثم قلبت النون التوكيد الخفيفة لسكونها وفتح ما قبلها الى الف. واضح ولا لا؟ القياء في جهنم النطق وهذا اقرب من القول الاوسط. لكن الاول هو الذي اه صار عليه الفصاحة والبلاغة نعم. ثم ذكر صفات هذا الملقى فذكر له ست صفات. احداها انه كفار لنعم الله وحقوقه. كفار بدينه وتوحيده واسمائه وصفاته. كفار برسله وملائكته كفار بكتبه ولقائه. اذا كفار صيغة مبالغة. دل على امرين. الاول كثرة فهو كافر بالنعم كافر بالحقوق كافر بالله كافر بالاسماء كافر بالرسل ها كثر صيغات مبالغة فعال. المعنى الثاني انه عظيم الاقامة على الكفر مديم. لان صيغة المبالغة تدل على هذا المعنى ايضا. فاذا اول صفة لمن قال الله عز وجل عنه القيا في جهنم كل كفار لكثرة كفره ها دوام كفره. نعم. الثانية انه معاند للحق بدفعه جحدا وعنادا ولانه قال كفار عنيد وعنيد ايضا فعيل صيغة مبالغة. عنيد صيغة مبالغة. فهو يدل على ان عناده ان عناده ناشئ لا عن جهل بل عن علم واستكبار وانفة. نعم. الثالثة انه مناع للخير عموما منعه للخير الذي هو احسان الى نفسه من الطاعات والقرب الى الله والخير الذي هو احسان الى الناس وليس فيه خير لنفسه ولا لبني جنسه كما هو حال اكثر الخلق. ومناع ايضا صيغة مبالغة على وزن فعال فصار كفار مبالغة وعنيد مبالغة ومناع مبالغة. دل على انه كان مناعا ان يمنع الخير عن الغير. يمنع الخير عن الغير. وهذا من اظهر معاني مناع يمنع الخير عن الغير. رجل يريد ان يهتدي يمنعه. رجل يريد ان يعمل الصالحات يمنعه. رجل تصدق يمنعه مناع للخير. تأمل هذا الوصف العظيم. فهو كثير منعتي كثير المنعة عن الخير في نفسه وكثير منع الخير عن الغير. فشمل الامر طيبين. كثير المنع كثير المنع عن الخير في نفسه وكثير منعت الخير عن الغير. نعم الرابعة انه مع منعه للخير معتد على الناس. ظلوم رشوم معتد عليهم بيده ولسانه نعم. ومعتد اسمه فاعل. ومعنى الاعتداء هنا يشمل الاعتداء في الاعراظ وفي الاموال وفي الانفس وفي الديانات وفي العقول. فهي صيغة اسم فاعل دل على انه عظيم الاعتداء. نعم. الخامسة انه مريب اي صاحب ريب وشك ومع هذا فوءات لكل ريبة. يقال فلان مريب اذا كان صاحب ريبة. ومريب ايضا اسم فاعل ومريب ايضا اسم فاعل. يشمل امرين ما هما؟ مريب في نفسه دائم الشك ومريب لغيره يدخل الشك عليهم. بمعنى شكاك مشكك. مريب في نفسه ويدخل الريب على غيره شكاك مشكك. نعم. السادسة انه مع ذلك مشرك بالله قد اتخذ مع الله الها اخر يعبده ويحبه ويغضب له ويرضى له ويحلف باسمه وينذر له ويوالي فيه ويعادي فيه. اذا ختم صفات هذا الملقى في ختمه بالصفة التي تدل على خلوده في النار. وعدم خروجه منها. وهي صفة الشرك الذي جعل مع الله الها اخر فالقياه في العذاب الشديد. وختم الايات بهذه الصفة فيها ناحية بلاغية عظيمة وهي انه لو كان مناعا ومعاندا وكفارا وعنيدا ومريبا لكن لو تاب لما كان هذا حاله. لكن المصيبة ان ختمه لهذه مال كان على ماذا؟ على الشرك. الذي جعل مع الله الها اخر. فالقياه في العذاب الشديد. نعم قال رحمه الله فيختصم هو وقرينه من الشياطين ويحيل الامر عليه وانه هو الذي اطغاه واضله فيقول قرينه لم يكن لي قوة ان اضله واطغيه. ولكن كان في ضلال بعيد اختاره لنفسه واثره الحق كما قال ابليس لاهل النار وما كان لي عليكم من سلطان الا ان دعوتكم فاستجبتم لي. وعلى هذا القرين هنا هو شيطانه يختصمان عند الله. هذا هو القول الاول. وقال قرينه ربنا ما اطغيته لكن كان في ظلال بعيد. القول الاول ان هذا القرين ليس هو قرين السائق والشهيد. وانما هذا القرين هو قرين الشيطان طيب وما من انسان الا ومعه قرينه من الملائكة ومعه قرينه من الجن. اذا الاول السايق والشهيد قرينه الملكي. الثاني وقال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان في ضلال بعيد قرينه الشيطان الجني. هذا القول الاول. نعم. وهو واضح وجلي. نعم. وقالت طائفة بل قرينه وها هنا هو الملك فيدعي عليه انه زاد عليه فيما كتبه عليه وطغى. وانه لم يفعل ذلك كله وانه اعجل بالكتابة عن التوبة ولم يمهله حتى يتوب. فيقول الملك ما زدت في الكتابة على ما عمل ولا اعجلته عن التوبة ولكن كان في ضلال بعيد. هذا القول الثاني محكي عن بعض السلف. لكن الاول هو الاظهر. نعم ولا مانع ان يحصل هذا وهذا. لا مانع ان يحصل هذا وهذا كيف؟ فيقول الكافر العنيد لما يلقى ويؤمر به بالالقاء في جهنم يقول ان القرين الملكي زاد علي وطغى الله هو. فحينئذ يسقط في يده. فلما يترك ويتكلم ارجعوا اللوم الى الغير وهو القرين الشيطاني. هذا لا يستبعد من الكافر العنيم. هو يبحث مثل ما يقول العامة الغريق يتعلق باي قشة فهو يبحث عن اي عذر حتى لا يلقى في جهنم. نعم. اذا الاية للمعنيين. نعم. فيقول الرب تعالى لا تختصموا لدي. وقد اخبر سبحانه عن اختصام الكفار والشياطين بين يديه في سورتي الصافات والاعراف. واخبر عن اختصام الناس بين يديه سبحانه في سورة الزمر. واخبر عن اختصام اهل النار في فيها في سورة الشعراء وسورة صاد. ثم اخبر سبحانه انه لا يبدل القول لدي. فقيل المراد بذلك قوله لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. ووعده لاهل الايمان بالجنة. وان هذا لا يبدل ولا يخلف. قال ابن عباس يريد مالي وعدي خلف لاهل طاعتي ولا لاهل معصيتي. قال مجاهد قد قضيت ما انا قاض. وهذا اصح القولين في الاية. نعم. لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين. ووعد الله حق. واخبر سبحانه باثابة وعقوب العاصين فوعده حق ولابد من وقوع ذلك. نعم. وفيها قول اخر ان المعنى ما يغير القول عندي بالكذب والتلبيس كما يغير عند الملوك والحكام. يكون المراد بالقول قول المختصمين مختصين فيكون المراد بالقول قول قول قول المختصمين اللي هو العاصي الكفار العنيد ملك او الكفار العنيد وقرينه الجني. نعم. وهو اختيار الفراء وابن قتيبة. قال الفراء المعنى ما يكذب عندي لعلمي بالغيب. وقال ابن قتيبة اي ما يحرف القول عندي ولا يزاد فيه. ولا ينقص منه قال لانه قال القول لدي ولم يقل قولي وهذا كما يقال لا يكذب عندي. والصواب ان كلا المعنى صحيح فالاول صحيح والثاني صحيح والاية محتملة للمعنيين. نعم. فعل فعل القول الاول يكون قوله وما انا بظلام للعبيد من تمام قوله ما يبدل القول لدي في المعنى. اي ما قلته ووعدت به لابد من ومع هذا فهو عدل لا ظلم فيه ولا جور. وعلى الثاني يكون قد وصف نفسه بامرين احدهما ان كمال علمه واطلاعه يمنع من تبديل القول بين يديه وترويج الباطل عليه. والثاني ان كمال عدله وغناه يمنع من ظلمه بايدي لكمال غناه فلا يمكن ان يظلم من الذي يظلم؟ الذي يظلم هو الناقص. هو الذي يظلم الناس يحس بنقص في نفسه في ظلم يحس بنقص في ملكه في ظلم يحس بنقص في ماله في ظلم وهكذا اما الغني الغنى المطلق فهو سبحانه لا يمكن ان يظلم. قال وما انا بظلام امن للعبيد. فاذا نفى الظلم العظيم فالظلم القليل من باب اولى انه منفي لان العظيم لان العظيم اذا اراد ان يظلم هل يظلم في حقير او يظلم في كثير بكثير يعني مثلا ملك من ملوك الدنيا يريد ان يظلم فيأخذ احسن البيوت ظلما وقهرا ولا اسوأ البيوت احسن البول. فاذا نفى عنه الاكبر فمن باب اولى انه ينفى عنه الاصغر. فهمنا الان ما معنى وما انا لا من للعبيد. لماذا قال ظلام ما قال بظالم؟ لانه يمكن لو نفى الظالم يمكن يتصور وقوع شدة الظلم فلما نفى شدة الظلم واعظمه واكبره علمنا ان نحقره واصغره منفي من باب اولى. نعم قال رحمه الله ثم اخبر عن سعة جهنم وانها كلما القي فيها تقول هل من مزيد واخطأ من قال ان ذلك للناس اي ليس في مزيد والحديث الصحيح يرد هذا التأويل. نعم. ثم اخبر عن تقريب الجنة من الاستفهام هنا هل من استفهام للطلب. وليس استفهام للنفي. نعم. والحديث الصحيح يؤكد هذا معنى وجاء في البخاري. نعم. ثم اخبر عن تقريب الجنة من المتقين وان اهلها هم الذين اتصفوا بهذه الصفات الاربع وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد. هذا ما توعدون لكل اواب اذا الجنة تقرب. تقرب. كما ان النار يؤتى بها. لكن من ما هي صفات الذين اتصفوا بهذه الصفات الاربعة من المتقين هم اهلها. ايوة ان يكون اوابا. الله اكبر. اي رجاعا الى الله من معصيته الى طاعته. ومن الغفلة عنه الى ذكره. قال عبيد ابن عمير الاواب الذي يتذكر ذنوبه ثم يستغفر منها. قال مجاهد هو الذي اذا ذكر ذنبه في الخلاء استغفر ومنك قال سعيد بن المسيب هو الذي يذنب ثم يتوب ثم يذنب ثم يتوب. وتأمل معي لما ذكر صفات الذي القي في النار قال كفار على صيغة المبالغة. لما ذكر صفات اهل الجنة قال اواب صيغة مبالغة كثير الاوب وكلمة اواب يشمل القولين ما ذكره مجاهد وما ذكره سعيد ابن المسيب. فهو نعم قول ايش؟ مجاهدين انا ايش قلت؟ مو موجود ايش اسوي يعني؟ اروح اصلح نسخ الناس ها اكتبه انت وقال مجاهد اكتبه. وقال مجاهد هو الذي اذا ذكر ذنبه في الخلاء استغفر منه. ها اذا كلمة اواه يشمل المعنيين معا وهو انه كلما ذكر الذنب ندم واستغفر. وقول سعيد انه كلما كرر الذنب استغفر ولم ييأس بس. فكلمة اواه يشمل الامرين معا. قول سعيد موجود؟ زين. نعم. الثانية ان يكون حفيظا. قال ابن عباس رضي الله عنهما لما ائتمنه الله عليه وافترضه. وقال قتادة حافظ لما استودعه الله من حقه ونعمته. وحفيظ غير حافظ ترى حافظ اسم فاعل. لكن حفيظ من صيغ المبالغة من صيغ ايش؟ المبالغة. دل على عظم دل على عظم حفظه لحقوق الله وحق الادميين. فهو دائم الحرص على حفظ حقوق الله وحقوق الادميين ليس مجرد حافظ لا حفيظ. يحفظ حقوق الله وحقوق الادميين. نعم. قال رحمه الله الله ولما كانت النفس لها قوتان قوة الطلب وقوة الامساك. كان الاواب مستعملا لقوة الطلب في رجوعه الى الله ومرضاته وطاعته. والحفيظ مستعملا لقوة الحفظ في الامساك عن معاصيه ونواهيه فالحفيظ الممسك نفسه عما حرم عليه والاواب المقبل على الله بطاعته. اذا اواه حفيظ يحتاج اليه كل احد. لان كلمة اواه هذه قوة الامساك. الانسان بحاجة الى الامساك على على الاستقامة وكلمة اواب قوة الطلب. وايضا له معنى اخر اخر وهو قريب من هذا المعنى وهو ان اواه اي كلما زل كلما زل نهض حفيظ لحفظه قام ولم يخلد. ها انتبهتم لهذا المعنى قويم جدا ترى نعم الثالثة قوله من خشي الرحمن بالغيب يتضمن الاقرار بوجوده وربوبيته وقدرته وعلمه واطلاعه على تفاصيل احوال العبد. ويتضمن القراءة بكتبه ورسله وامره يتضمن الاقرار بوعده ووعيده ولقائه. فلا تصح خشية الرحمن بالغيب الا بعد هذا كله لهذه الصفة الاواب صفة فعلية قولية. حفيظ صفة فعلية. من خشي الرحمن بالغيب هذه صفة علمية. وهو عظيم مراقبته لله تعالى هذي صفة علمية وهو عظيم مراقبته لله تعالى. تأمل الصفة الرابعة وجاء بقلب منيب اذا لاحظوا الان الذي يدخل الجنة عنده اربع صفات صفة متعلقة بالقول اواب كثير الاستغفار صفة متعلقة بالعمل حفيظ صفة متعلقة بالعلم ها والمراقبة صفة متعلقة بالقلب الله اكبر. اذا كنت كذلك فابشر بالجنة. الرابعة الرابعة قوله وجاء بقلب منيب. الله يجعلنا منهم يا رب. نعم. قال ابن عباس رضي الله عنهما راجع عن معاصي الله مقبل على طاعة الله حقيقة الاناب الانابة عكوف القلب على طاعة الله ومحبته والاقبال عليه. يعني قد يقول قائل ما الفرق بين قلب المنيب وبين الاواح. ها بين الاواب. ما الفرق؟ قلنا الاواب كثير الاستغفار عظيم الاستغفار عظيم الانابة لكن هذا ينشأ ينشأ عن ماذا؟ ينشأ عن القلب المنيب ينشأ عن القلب المنيب. وحفظه ناشئ عن القلب المنيب. وناشئ عن العلم والمشاهدة لله عز وجل. فالصفتان الاخيرتان الصفتان الاولى اوليان مبنيان عليهما. فاواب حفيظ مبني على خشي الرحمن وجاء بقلب. فلا لانسان ان يكون اواها حفيظا ما لم يكن ذا قلب منيب وذا مراقبة لله عز وجل شديد. نعم. ثم ذكر سبحانه جزاء من قامت به هذه الاوصاف بقوله ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد. الله يجعلنا واياكم والدينا ومشايخنا وطلبتنا من هؤلاء برحمته وفضله وجوده وكرمه يوم الخلود. لماذا سمي يوم الخلود؟ لانه ليس بعده يوم. ليس بعده يوم خلاص هو يوم واحد. نعم. ثم خوفهم بان يصيبهم من الهلاك ما اصاب من قبلهم. وانهم كانوا تقلبوا وطافوا في البلاد. وانهم كانوا اشد من منهم بطشا ولم يدفع عنهم الهلاك شدة بطشهم وانهم عند الهلاك تقلبوا وطافوا في البلاد. هل يجدون محيصا ومنجا من عذاب الله قال قتادة رحمه الله حاص اعداء الله فوجدوا امر الله لهم مدركا. وقال الزجاج طوفوا وفتشوا فلم يروا محيصا من الموت. فحقيقة ذلك انهم طلبوا المهرب من الموت فلم يجدوه ذكر الله لاهلاك من سبق من اعظم الادلة على ربوبيته والوهيته وعلى البعث وعلى البعث لان هؤلاء الذين هلكهم الله انكروا هذه الامور الثلاث انكروا المرسل والوهيته وانكروا الرسالات وانكروا الرسل. فماذا كانت عاقبتهم الهلاك؟ ولا نجد رسولا من معه من المؤمنين قد هلكوا. هذا لا لا نجد له واقع. بل ان العاقبة للمتقين. نعم ثم اخبر سبحانه ان في هذا الذي ذكر ذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد. ثم اخبر انه خلق السماوات والارض وما بينهما لو سألناكم عن الدرس الماظي فان في ذلك لذكرى. اذا الذكر ايش نسميه المؤثر قصص الماضي له قلب ايش نسميه؟ المحل. او القى السمع ايش نسميه؟ نسيتم اربعة اشياء ايش اربعة اشياء القى السمع اللي هو ها التأثر وهو شهيد دفع الموانع كرر الاية مرة اخرى. نعم. ثم اخبر انه خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ولم يمس من تعب ولا اعياء تكذيبا لاعدائه من اليهود حيث قالوا انه استراح في اليوم السابع. ثم امر نبيه تأسي به سبحانه في الصبر على ما يقول اعداؤه فيه. كما انه سبحانه صبر على قول اليهود انه استراح ولا احد اصبغ على اذى يسمعه منه ثم امره بما يستعين به على الصبر وهو التسبيح بحمد ربه قبل طلوع الشمس وقبل غروبها وبالليل وادبار السجود فقيل هو الوتر وقيل الركعتان بعد المغرب والاول قول ابن عباس الاصل الثاني قول عمر وعلي وابي هريرة والحسن ابن علي واحدى روايتين يعني ابن عباس وعن ابن عباس رواية ثالثة انه التسبيح باللسان ادبار الصلوات المكتوبات والصواب ان الاية عامة يدخل فيها كل ذلك وماذا روي عن هؤلاء فانما هو تفسير لللفظ العام ببعظ مفرداته. وليس من باب التعارض بل هو من باب نعم ثم ختم السورة بذكر المعادي ونداء المنادي برجوع الارواح الى اجساد للحشر واخبر ان هذا النداء من مكان قريب تسمعه كل احد يوم يسمعون الصيحة بالحق بالبعث لقاء الله يوم تشقق الارض عنهم كما تتشقق عن النبات فيخرجون سراعا من غير مهلة ولا بطء ذلك حشر يسير عليه سبحانه. كيف لا يكون يسيرا وقوله كن وفعله يكون كن فيكن. لا راد لقظائي ولا معقب الحكم. سبحان الله العظيم نعم ثم اخبر سبحانه انه عالم بما يقول اعدائه. وذلك يتضمن مجازاته لهم بقولهم اذا لم اذا لم يخف عليه اذ لم يخف عليه. اذ لم يخف عليه نعم وهو سبحانه يذكر علمه وقدرته لتحقيق الجزاء. ثم اخبر انه ليس بمسلط عليهم ولا قهار ولم يبعث ليجبرهم على الاسلام ويكرههم عليه. وامره ان يذكر بكلامه من يخاف وعيده. ثم اخبر انه الظمير هنا في الاولى ثم اخبر سبحانه انه الظمير راجع الى الله. وفي الثانية ثم اخبر انه الظمير راجع للنبي صلى الله عليه وسلم. واضح؟ نفرق بين الامرين. نعم. وامره ان يذكر بكلامه من يخاف وعيده فهو الذي ينتفع بالتذكير. واما من لا يؤمن بلقائه ولا يخاف وعيده. ولا يرجو ثوابه فلا ينتفع قال رحمه الله فائدة. اي الفائدة الثانية. الفائدة الاولى انتهينا منها. نعم. قول النبي صلى الله عليه لعمر وما يدريك ان الله اطلع على اهل بدر؟ فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. اشكل على كثير من الناس معناه فان ظاهره اباحة كل الاعمال لهم وتخيرهم فيما شاءوا منها وذلك ممتنع. هذا الحديث اشكل حتى على بعض المنتسبين الى العلم. فالفائدة التي ذكرها العلامة ابن القيم ان نفهم معنى قوله اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. هذا الحديث ايها الاخوة من الاحاديث التي تدل على فضل المهاجرين والانصار على وجه الخصوص اهل بدر منهم. نعم. فقالت طائفة منهم ابن الجوزي ليس المراد من قول اعملوا الاستقبال وانما هو للماضي وتقديره اي عمل كان لكم فقد غفرته. قال ويدل على ذلك شيئان احدهما انه لو كان للمستقبل كان جوابه قوله ساغفر لكم. والثاني انه كان يكون اطلاقا في الذنوب. ولا وجه لذلك. ومعنى اطلاقا في الذنوب يعني اباحة للذنوب. ولا يمكن ان الله يبيح الذنوب على تفسير ابن الجوزي وحقيقة هذا الجواب اني قد غفرت لكم بهذه الغزوة ما سلف من ذنوبكم. يعني كأن مثل الحج صار. اللي غفر الله له بالحج ما قد سلف ولا لا؟ نعم. اذا شو الميزة؟ بين اهل بدر وبين الحجاج فيه ميزة؟ فيه ميزة في ميس شارك الحاج الذي غفر له ذنبه كالبدري الذي غفر له ذنب. هذا جواب ضعيف ولا لا لذلك قال ابن القيم وهذا ضعيف من وجهين ايوة مم قال رحمه الله لكنه ضعيف من وجهين احدهما ان لفظ اعملوا يأبى فانه للاستقبال دون المضي وقوله قد غفرت لكم لا يوجب ان يكون اعملوا مثله فان قوله قد غفرت تحقيق لوقوع المغفرة في المستقبل. كقوله اتى امر الله وجاء ربك ونظائره لا سيما وانه قد وقع موقع الجواب اعملوا ما شئتم. فقد غفرت لكم. فصار فقد غفرت لكم جواب اعملوا فهو مستقبل. نعم. الثاني ان نفس الحديث يرده فان سببه قصة حاطب جسه على النبي صلى الله عليه وسلم وذلك ذنب واقع بعد غزوة بدر لا قبلها. وهو سبب الحديث وهو مراد منه قطعا يعني النبي صلى الله عليه وسلم لما قال لعمر لما قال عمر نافق حاطب قال وما يدريك يا عمر؟ ان الله اطلع على قلوب او على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. الان هو يتكلم عن ذنب حصل لحاطب بعد بدر ولا بعد بدر فاستدل النبي صلى الله عليه وسلم لكونه بدريا ان هذا الذنب مغفور له. فاذا سياق النبي للحديث دليل على ان المقصود الذنوب المستقبلية وليس الذنوب الماظية قبل الغزوة. نعم. وهذا استدلال قوي فالذي نظن في ذلك والله اعلم ان هذا خطاب لقوم قد علم الله سبحانه انهم لا يفارقون دينهم بل يموتون على الاسلام وانهم قد يفارقون بعض ما وانهم قد يقارفون بعض ما يقارفه غيرهم من الذنوب. ولكن لا سبحانه المصيبين عليها لانهم ليسوا معصومين. لكن الله سبحانه من فضله وكرمه لا يجعلهم مصرين عليها نعم بل بل يوفقهم لتوبة نصوح واستغفار وحسنات تمحو اثر ذلك ويكون تخصيصهم دون غيرهم لانه قد تحقق ذلك فيهم وانهم مغفور لهم ولا يمنع ذلك كون المغفرة حصلت باسباب تقوم بهم ما لا يقتضي ذلك ان يعطلوا الفرائض وثوقا بالمغفرة. فلو كانت قد حصلت بدون الاستمرار على القيام بالاوامر. لما احتاجوا بعد ذلك الى صلاة ولا صيام ولا حج ولا زكاة ولا جهاد. وهذا محال. ومن اوجب الواجبات التوبة بعد الذنب المغفرة لا يوجب تعطيل اسباب المغفرة. نعم. ونظير هذا قوله في الحديث الاخر اذنب عبد ذنبا. فقال اي رب اذنب يبدو ذنبا فاغفر لي فغفر له. ثم مكث ما شاء الله ان يمكث ثم اذنب ذنبا اخر. فقال اي رب اصبت ذنبا سره لي فغفر له ثم مكث ما شاء الله ان يمكث ثم اذنب ذنبا اخر فقال ربي اصبت ذنبا فاغفره لي فقال الله علم عبدي ان له ربا يغفر الذنب ويأخذ به قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء. هم. فليعمل ما شاء مثل يعملوا ما شئتم في فرق؟ ما في فرق ها نعم قال رحمه الله فليس في هذا اطلاق واذن منه سبحانه لو في المحرمات والجرائم. وانما يدل على انه يغفر له ما دام كذلك اذا اذنب تاب. واختصاص هذا العبد بهذا لان انه قد علم انه لا يصر على ذنب وانه كلما اذنب تاب حكم يعم كل من كانت حاله حالة لكن ذلك العبد مقطوع له بذلك كما قطع به لاهل بدر. وكذلك كل من بشره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة او اخبره بانه مغفور له لم يفهم منه هو ولا غيره من الصحابة اطلاق الذنوب والمعاصي له ومسامحته او بترك الواجبات بل كان هؤلاء اشد اجتهادا وحذرا وخوفا بعد البشارة منهم قبلها كالعشرة المشهود لهم بالجنة وقد كان الصديق رضي الله عنه شديد الحذر والمخافة وكذلك عمر رضي الله عنه فانهم علموا ان البشارة المطلقة مقيدة بشروطها والاستمرار عليها الى الموت. مقيدة بشروطها والاستمرار عليها الى الموت ومقيدة بانتفاء موانعها ولم يفهم احد منهم من ذلك الاطلاق والاذن فيما شاءوا من الاعمال. يعني هؤلاء الذين بشروا بالجنة ننظر الى احوالهم بعد البشارات سواء اهل بدر واهل بيعة الرضوان عشان المبشرين بالجنة ننظر الى احوالهم بعد البشارات نجدها طاعات على طاعات. وزيادة في الاعمال الصالحات. بخلاف المنتسبين الى الدين اليوم من اهل التصوف الغالي احدهم اذا رأى في المنام انه مبشر بالجنة يترك الاعمال ويقول خلاص انا مبشر بالجنة ويرتكب المحرمات ويقول رفع عني القلم. نقول صدقت رفع عنك القلم لانك صرت مجنون. المجنون مرفوع عنه القلم. اما ما لو كنت صادقا فهذه البشارات كان المفروض ان يكون بالنسبة اليك قربات تزداد بها طاعات وطاعات وقربات الى الله سبحانه وتعالى. نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك