وان اراد بالواسطة انه لابد من واسطة في جلب المنافع ودفع المضار مثل ان يكون واسطة في رزق العباد ونصرهم وهداهم. يسألونه ذلك ويرجون اليه فيه فهذا من اعظم الشرك الذي كفر الله به المشركين. حيث اتخذوا من دون الله اولياء وشفعاء. يجتنب هنا بهما المنافع ويجتنبون المضار. لكن الشفاعة لمن يأذن الله له فيها قال تعالى الله الذي خلق السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع وقال تعالى وانذر به الذين يخافون ان يحشروا الى ربهم ليس لهم من دونه ولا شفيع. وقال قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه ان عذاب ربك كان محظورا. وقال قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماء السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما لهم منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن ادين له وقالت طائفة من السلف كان اقوام يدعون المسيح والعزير والملائكة فبين الله لهم ان الملائكة والانبياء لا يملكون كشف الضر عنهم لا يملكون كشف الضر عنهم ولا تحويلا. وانهم يتقربون الى الله ويرجون رحمته ويخافون عذابه وقال تعالى وما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله. ولكن كن ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون. ولا يأمركم ان تتخذوا الملائكة والنبيين اربابا ايأمركم بالكفر بعد اذ انتم مسلمون؟ فبين سبحانه ان اتخاذ الملائكة والنبي فمن جعل الملائكة والانبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار مثل ان يسألهم غفران الذنب وهداية القلوب وتفريج الكروب وسد الفاقات. فهو كافر باجماع المسلمين وقد قال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون. لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون. يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يشفعون الا لمن ارتضى وهم من كذلك نجزي الظالمين. وقال تعالى لن يستنكف المسيح وان يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون. ومن يستنكف عن عبادته وقال تعالى وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا. وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا. ان كل من في السماوات والارض بسم الله الرحمن عبدا. لقد احصاهم وعدهم عدا. وكلهم اتيه يوم القيامة فردا وقال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم. ويقولون هؤلاء شفعاء سبحانه وقال تعالى وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا الا من بعد الله لمن يشاء ويرضى وقال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه وقال وان الله بضر فلا كاشف له الا هو. وان يردك بخير فلا رادني فضله. وقال تعالى ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها. وما يمسك فلا مرسل له من بعده. وقال تعالى الله بذر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته. قل حسبي الله لا قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون. ومثل هذا في القرآن ومن سوى الانبياء من مشايخ العلم والدين. فمن اثبتهم وسائط بين الرسل وامته يبلغونه ويعلمونهم ويؤدبونهم ويقتدون بهم. فقد اصاب في ذلك. وهؤلاء اذا اجمعوا فاجماعهم قاطعة لا يجتمعون على ضلالة. وان تنازعوا في شيء ردوه الى الله والرسول. اذ الواحد منهم ليس بمعصوم على الاطلاق بل كل احد من الناس يؤخذ من كلامه ويترك الا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الانبياء. فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم. فمن اخذه فقد اخذ بحظ وافر وان اثبتهم وسائط بين الله وبين خلقه. كالحجاب الذين بين الملك ورعيته. بحيث يكونون هم يرفعون الى الله حوائج خلقه. فالله انما يهدي عباده ويرزقهم بتوسطهم الخلق يسألونهم وهم يسألون الله. كما ان الوسائط عند الملوك يسألون الملوك الحوائج للناس بقربهم منهم والناس يسألونهم ادبا منهم ان يباشروا سؤال الملك. او لان طلبهم من الوسائط لهم من طلبهم من الملك. لكونهم اقرب الى الملك من الطالب للحوائج. فمن اثبتهم وسائط على هذا هذا الوجه فهو كافر مشرك. يجب ان يستتاب فان تاب والا قتل. وهؤلاء مشبهون شبه المخلوق بالخالق. وجعلوا لله اندادا. قال واذا اراد بالوساطة انه لا بد من طلب النفع منها ودفع الضر وكذلك طلب الشفاعة انهم يطلبون الشفاعة منها هنا سوى بين طلب نافع ودفع الضار وبين طلب الشفاعة جعلها كلها شرك وسيأتي التصريح بهذا في اخر الكلام مستدل قال لكن الشفاعة لمن يأذن الله فيها يعني انها لا تقع الا لمن يأذن الله له ان يشفع بل لا احد يشفع الا بعد اذنه. كما هو صريح القرآن في ايات كثيرة. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه فلا تقع الشفاعة من المطلوب من رأس اذا لم يأمره الله جل وعلا فلا يشفع وذلك لان الشفاعة فيها طلب شيء يملكه الله جل وعلا هو بيده. والله له تمام الملك. لهذا لما ذكر الله جل وعلا المشركين قال قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له هنا ذكر الامور الاربعة التي هي على سبيل الاستقراء ليس بعدها شيء. اصلا فالمطلوب منه يجب ان يكون مالكا لما طلب منه والا يكون طلب طلب منه ضلال. فاخبر جل وعلا ان الذين يطلبون منهم لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض الذي لا يملك هذا المقدار كيف؟ كيف يطلب منه تبين ظلال الطالب من غير الله جل وعلا وهذا الطلب هو طلب دفع الظهر وجلب المنافع قد يقال مثلا التقدير الثاني انهم لا يملكون هذا المقدار ولكنهم يكونوا شركاء للمالك فنفى هذا؟ قال وما لهم فيهما؟ يعني في السماوات والارض. وما لهم فيهما من شرك ماذا بقي المساعدة والمظاهرة والمعاونة والموازرة فنفاها جل وعلا قال وما له منهم من ظهير الامر الرابع بقيت الشفاعة فنفاها. ولا تنفع الشفاعة عنده الا لمن اذن له فاستثنى من الشفاعة من يأذن له والشفاعة كما سيأتي سميت شفاعة لانها دعاء الشافع ضم دعاءه الى دعاء المشفوع له فصار شفعا. والشفع الاثنان والاربعة ستة ثمانية والوتر الواحد والشفع هو الخلق. ما تجد مخلوق الا وله ما يضاده مثل ذكر وانثى حار وبارد ويابس وما اشبه ذلك. ولهذا قال بعض المفسرين او كثير منهم في قوله تعالى والشفع والوتر. قال الشفع المخلوق ووتر الله. المخلوق شفع. لانه له نظير. الوتر الله لانه لا نظير له جل فالمقصود ان الشفاعة هي دعاء وطلب ممن يملك الامر وحقيقتها ارادة رب العالمين رحمة المشفوع لها واظهار كرامة الشافع هذا حقيقة الشفاعة. والا فهي لله الله جل وعلا يقول قل لله الشفاعة جميعا فاذا اراد ان يكرم احدا من عباده امره بان يشفع في من يريد رحمته. ولهذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في الشفاعة فيحد لي حدا. فيقول هؤلاء اشفع فيهم. لا يشفع من يريد ولا يوجد من يشفع في من يريد عند الله جل وعلا الشفاعة كلها لله جل وعلا واصل الشرك هو الشفاعة. وقعوا فيها كما ذكر المؤلف انهم قاسوا رب العالمين على المخلوق من المعظمين. انه لا يطلب منه الطلب رأسا اما ادبا وتعظيما او لاجل ان نجاح الطلب لا يكون الا بالوساطة بالمقرب عندهم وقوله جل وعلا قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة وقبلها يقول قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الظر عنكم ولا تحويلا. هذي هي الذي يقول قالت طائفة من السلف هم اقوام كانوا يدعون المسيح والازير لان فيها اولئك الذين يدعون يبتغون الى ربهم الوسيلة ايهم اقرب؟ ويرجون رحمته ويخافون عذابه. اذا كان مثلا المطلوب الذي يرجو الرحمة ويخاف العذاب. ويبتغي الوسيلة الى ربه جل وعلا. كيف تطلب منه انت؟ اذا قال ان عذاب ربك كان محظورا والعارف هو الذي يحذر عذاب ربه ويطلبه بما يمكن ان يكون مجابا في ولا يكون مجاب الا اذا كان عابدا لله وحده مخلصا له عبادته يقول ان هؤلاء كالذين يدعون اشارة الى عيسى وعزير والملائكة فانهم كانوا معبودين. وبعضهم يقول ان اناسا من المشركين كانوا يعبدون اناسا من الجن فاسلم الجنيون وبقي المشركون على دعوتهم يدعونهم. فهم يبتغون الى ربهم وسيلة يتقربون اليه يقفون عذابه ويرجون ثوابه واولئك يدعونهم كيف الذي يخاف ويرجو ويفتقر الى ربه يدعى مع الله فهو ظلال قوله جل وعلا قل ادعوا الذين زعمتم هو امر تعجيز نرى هم فهم عاجزون فهم لا يستطيعون ان يجيبوا بل لا يستطيعون ان يحولوا الالم من مكان الى اخر ولا يستطيعون ايضا ان يملكوا مع المالك شيء وهذا لا يملكون كشف الظر ولا تحويله ولا تحويله من مكان الى اخر اذا كانوا لا يستطيعون ذلك فهم عاجزون وقوله تعالى ما كان لبشر يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي يعني ان الرسالة جاءت بوجوب عبادة الله جل وعلا ليست بعبادة البشر. والرسول بشر بشروا لهذا قال ما كان لبشر فهو بشر فقير الى ما ينفعه ودفع ما يضره الرسل الفقراء الى الله جل وعلا لا يملكون مع الله شيئا فمن دعاهم او استنجد بهم في جلب المنافع ودفع المضار فهو مشرك كافر ولهذا اخبر جل وعلا انهم لا يأمرون الا بطاعة الله جل وعلا. وبين سبحانه ان اتخاذ الملائكة والنبيين اربابا كفر من جعل الملائكة والانبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم يسألون جلب المنافع فقد كان مجانبا لطاعة الله جل وعلا. وبين ان كل من في السماوات والارض سيأتي الى الرحمن عبدا ذليلا خاضعا فالعبودية هنا عبودية القهر اه الله جل وعلا هو القهار فمعنى ذلك ان العبودية تنقسم الى قسمين. عبودية مطلقة تأمل الخلق كلهم مؤمنهم وكافرهم اجرهم وصالحهم. فهم كلهم عباد بمعنى انهم مقهورون ذليلون هم تحت قهر الله وتحت قدره. لا يستطيعون الخلاص من ذلك وسوف يأتون الى الله يوم القيامة ذليلين خاضعين وعبودية تكون بمعنى عابد الاولى بمعنى معبد مذلل مقهور والثانية بمعنى عابد ذال قاهر تكون العبادة منه صدرت منه وهذه هي التي تنفع وهي التي يجب ان تكون باتباع الرسول طاعة لله جل وعلا وقوله جل وعلا لن يستنكف المسيح الى اخره. الاستنكاف كونه يستنكر من العبادة يعني يتكبر منها ويترفع يترفع عنها فعبادة الله هي غاية الكرامة وغاية الرفعة ولهذا لما ذكر الله جل وعلا من يسجد له الشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب قال وكثير من الناس لما قال وكثير منهم حق عليهم العذاب ومن يهن الله فلا مكرم له يعني ان الذي لا يسجد لله مهان مهان لا مكرم له السجود لله رفعة وعبادته شرف عظيم خص الله جل وعلا به من يشاء ممن تفضل عليهم فكيف يستنكف عناء يستنكف اهل اهل الرسالة من الملائكة والرسل من البشر يستنكرون على العبادة هذا نفى الله جل وعلا ذلك عن المسيح وكذلك الملائكة لن يستنكر المسيح ان يكون عبدا لله وذلك لان النصارى زعموا انه انه الله او انه ابن الله لو انه ثالث ثلاث تعالى الله عن قوله الولا الملائكة المقربون على المقربين حتى يعم الملائكة جميعا ثم قال ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم اليه جميعا اما الذين استنكوا واستكثروا فعذابهم جهنم. اما الذين اطاعوا سوف يكرمهم الله جل وعلا وقوله جل وعلا ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم. هذا عام في العاقل وغير العاقل انه لا يظر وينفع فان حصل له شيء من الاسباب التي يقوم بها فهي لا تستقل بذلك. والله هو الذي اوجده ويقولون هؤلاء شفعاء عند الله. قل اتنبئون الله بما لا يعلم السماوات ولا في الارض الذي لا يعلمه الله جل وعلا لا وجود له فهو يخبر جل وعلا انه لا يعلم لا في السماوات والارض ان هناك من يشفع من دونه هذا معنا اخبار بالعدم بانه لا وجود لذلك وقوله ومن سوى الانبياء من من مشايخ العلم والدين يعني من يسمونهم اولياء فمن اثبت وسائط بين الرسول وامته يبلغونهم ويعلمونهم ويؤدبونهم فلا فلا بأس لان العلماء يبلغون امر الرسول ويبينونه ويعلمونه اما انهم يكونون مدعوين او انهم يطلب منهم ان ينفع ويضر فهذا لا يجوز ان يكون لا منهم ولا من الرسل ولا من مخلوق من الملائكة وغيرهم. يجب ان يكون هذا لله وحده ولهذا قال جل وعلا واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي سألك فانه قريب انت اي مكان كنت فالله قريب منك اذا اردت ان تسأل فهو يسمعك ويراك وانما عليك ان تمد يديك الى ربك جل وعلا. وتخلص الندا له والدعوة اه من يثبت وسائط بين الله وبين خلقه يقول كالحجاب الذين بين الملك ورعيته اذ يكونون هم يرفعون الحوائج فهذا مشرك ولكن في هذا التصريح بانه لا فرق بين ذلك وبين طلب الشفاعة وهذا يفيدنا لانه جاء الشيخ رحمه الله في كتاب الوسيلة توسل كلام اظنه مدخل عليه وليس من كلامه. وهو انه قال فمن جاء الى الميت او الى القبر وطلب منه انه يشفع له او انه يسأل له وما اشبه ذلك فهذا بدعة من كرة وليست بشرك اما الذي يسأله بعيدا او يسأله سؤالا عام فهو مشرك نقول الكلام هذا متناقض وليس هذا من كلام الشيخ ولكن المشكل ان بعض المشايخ انهم تعتمدوا ذلك وصار ينشر الان في الكتب وفي بعض الرسائل به من يغتر حتى الذين صاروا يكتبون يقولون المسألة فيها قولان ثم يقولون ان طلب الشفاعة عند القبر من هذا اما ان يكون شرك واما ان يكون بدعة من كرة ثم يقولون القول الثاني انه بدعة منكرة واختيار شيخ الاسلام ابن تيمية واختيار ايضا ائمة الدعوة كيف يكون هذا؟ واين هذا الاختيار مشكلة وهنا يقول للشيخ هنا ومن اثبت وسائط بين الله وبين خلقه كالحجاب الذين بين الملك ورعيته بحيث يكون هم يرفعون الى الله حوائج خلقه والله انما يهدي عباده ويرزقهم بتوسطه الخلق يسألونهم وهم يسألون الله كما ان الوسائط عند الملوك يسألون الملوك الحوائج للناس لقربهم منهم والناس يسألونهم ادبا منهم ان يباشروا سؤال الملك او لان طلبهم من الوسائط انفع لهم من طلبهم من الملك لكونهم اقرب الى الملك من الطالب للحوائج. فمن اثبت وسائط على هذا الوجه فهو كافر مشرك سواء للشفاعة بالشفاعة او طلب الحوائج كافر مشرك يجب ان يستتاب فان تاب والا قتل هذا تصريح في نقيض ما ذكر في تلك الرسالة وهذا كثير جدا في كلام الشيخ ولو قدر ان الشيخ مع انه ما قال هذا باعتقادنا انه قال ذلك يقول انه هذا غير مقبول لماذا لاننا نعلم وبالقرآن سيرة الرسول ان المشركين الذين يدعون الشجر والحجر يطلبون منها الشفاعة ما كانوا يعتقدون انها تنفعهم. وانها تجلب لهم المصالح وتدفع عنهم المضار وقد يقولون نسألهم ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى فلا فرق بين طلب الشفاعة او طلب النفع في غير الشفاعة او دفع الظر او ازالته او غيره من طلب من مخلوق توسط له عند الله سواء بطلب الشفاعة هذا شيء. الشيء الثاني ان الشفاعة ملك لله. كما قال الله جل وعلا ام اتخذوا من دون الله شفعا او لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون. قل لله الشفاعة جميعا. الشفاعة لله. ولهذا قال العلماء حقيقتها انها اظهار كرامة الشافع وايراد ارادة رحمة المشفوع له فقط. هذي حقيقة الشفاعة احسن الله اليك. وفي القرآن من الرد على هؤلاء ما لم ما لم تتسع له هذه الفتوى فان الوسائط التي بين الملوك وبين الناس يكونون على احد وجوه ثلاثة. اما لاخبارهم من احوال الناس بما لا يعرفونه. ومن قال ان الله لا يعلم احوال عباده حتى يخبره بتلك بعض الملائكة او الانبياء او غيرهم فهو كافر. بل هو سبحانه يعلم السر واخفى. لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء وهو السميع البصير. يسمع ضجيج الاصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات. لا يشغله سمع عن سمع ولا تغلطه المسائل ولا يتبرم بالحاح الملحين. نقول هذا الوجه الاول الذي يجعل بينه وبين رب العالمين وسائط يدعوهم ويطلب منهم سواء الطلب المباشر او ان يكونوا هم يطلبوا بواسطتهم. يقول اطلبوا لي واسألوا لي او اشفعوا لي انه يكون كافرا ذلك لانه قد يقول انه لا يعلم حال الناس حتى يعلم بذلك او انه كما سيأتي يحتاج الى من يجعله راحما وعاطفا على خلقه كما يقول مثلا الذي عند الملوك بان يحسنوا له العفو سامحت الناس رحمة لهم فيؤثر ذلك في الملك فيفعل ما قالوا فيه الله لا يؤثر فيه دعاء الداعي ولا يؤثر فيه ايضا احد من خلقه تعالى وتقدس وانما جعل الدعاء سببا والعبادة سببا لانه يرحم العابد ويكرمه ولهذا اخبر الرسول صلى الله عليه وسلم انه لا احد يدخل الجنة بعمله وانما برحمة الله جل وعلا. حتى قالوا ولا انت يا رسول؟ قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته هذا الوجه الاول انه اذا كان مثلا الذي يجعل بينه وبين ربه وسائط يزعم بانه الوسايد تعرف تعرف الله بعباده. هذا كفر صريح ان الله علام الغيوب. نقوله يعلم السر واخفى ما هو الذي اخفى من السر المفسرون السر ما كان في النفس ولم يتكلم به ولم يخبره به احد ما كان في خاطره في نفسه ردده في نفسه ولكنه لم يتكلم به ولم يطلع عليه احد. هذا سر يعلمه الله واخفى منه الشيء الذي لم يحدث يعلم انه سيحدث بكذا وكذا في وقت كذا وكذا كل هذا مبالغة في كون الله جل وعلا لا يخفى عليه شيء هذه الثاني انه جل وعلا لا يشغله شيء عن شيء لا يشغله سماع دعاء هذا عن سماع دعاء هذا وهذا من خصائصه جل وعلا ولهذا تجد الارض مملوءة الان وقبل الان وفيما بعد والسماء والسماوات اوسع من الاراضين الاف المرات كلها مملوءة بملائكة الله وكلهم يعبدون ويتضرعون الى الله ويسبحونه ويقدسونه وكلهم يسمعه في ان واحد لا يشغله سمع هذا عن سمع هذا مع الكثرة الكافرة التي لا حد له هذا يطلعك على ان افعال الله لا يجوز ان تكون مشبهة بافعال خلقه ومثل ذلك المحاسبة فان الله يجمع الاولين والاخرين في مكان واحد ثم يحاسبهم في وقت واحد كلهم جميعا. كل واحد يرى انه يحاسب وحده وهو وهو يحاسب الجميع وهو سريع الحساب فينبغي ان نستدل بهذا على ما قاله بعض الناس مستشكلا في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في نزول رب العالمين في كل ليلة الى سماء الدنيا قالوا لو قلنا بهذا للزم ان يكون ربنا جل وعلا نازلا كل اربعة وعشرين ساعة هذا كلام وذلك لانهم قاسوا النزول على النزول المعهود لهم فنزول الله جل وعلا من افعاله التي لا يجوز ان نقيسها على الافعال المعروفة لنا يقول هذا خاص به ونزوله بالنسبة للخلق وان تعدد فهو واحد اليه جل وعلا لكونه يستمع للخلق كلهم في ان واحد. وكونه يحاسبهم في ان واحد فهو جل وعلا لا يتبرم ايضا بالحاح الملحين. كيف يتبرم؟ ايش معنى يتبرم يعني لا يظهره ذلك ولا يؤثر فيك تعالى وتقدس بل هو يحب يحب الملحين ابن ادم اذا سأله سائل والح والح والح واكثر كره صار هذا من الامور التي تضجر منها. ويكرهها اشد الكراهة رب العالمين كلما الح السائل وطلب صار ذلك اقرب الي واحب الي فهو يحب الذين يبالغون في الدعاء ويكثرون منه ويلحون في ذلك نعم الوجه الثاني الله اليك الوجه الثاني ان يكون الملك عاجزا عن تدبير رعيته ودفع اعدائه. الا باعوان يعينونه. فلا بد له من انصار واعوان لزله وعجزه الله سبحانه ليس له ظهير ولا ولي من الذل. قال تعالى قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض. وما لهم فيهما من شرك وما لهم منهم من ظهير. وقال تعالى وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا. وكل ما في الوجود من الاسباب فهو خالقه وربه ومليكه. فهو الغني عن كل ما سواه. وكل ما سواه فقير اليه بخلاف الملوك المحتاجين الى ظهائرهم. وهم في الحقيقة شركاؤهم في الملك. والله تعالى شريك في الملك من لا اله الا هو وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وهذا ايضا الوجه يعني في بيان صفات الله جل وعلا وان من صفاتهن على كل شيء قدير وبكل شيء عليم وانه الغني عن كل احد وكل احد فقير اليك ليس بحاجة لا الى الملائكة ولا الى الرسل ولا الى العابدين كلهم انه غني بذاته عما سواه. ولهذا يجب ان يعلم هذا ويعلم ان الانسان فقير الى الى ربه جل وعلا فقر ذاتي الذاتي الملازم لذاته من خلاف رب العالمين فهو غني غنى ذاتي ذات له جل وعلا ملازمة لذاته لا تنفكوا عنه وان عبادة العابدين ودعائهم انه لا ينفع الله ولا معصية العاصين وكفرهم يضر الله ان الخلق لا يبلغ ضرة فيضرونه ولا يبلغون نفعه فينفعونه وانما المطيع ينفع نفسه اذا اطاع نفع نفسه واذا عصى ظر نفسه ايضا الله جل وعلا المالك لكل شيء فهو الذي اوجد الاشياء بدون ان يسبق لها وجود واذا شاء اعدمها واوجدها بقدرته خلقهم في قوله لهم كونوا فكانوا كما اراد جل وعلا وهو غني عنهم ايضا الفقير الظعيف ابن ادم وان كان ارفع الناس من من بني ادم مثل الملك انه بحاجة الى جنود بحاجة الى وزراء بحاجة الى من يعينه على ملكه. لهذا يقول فهم هؤلاء الذين يعينونه من الوزراء والامرا والجنود هم شركاء له في ملكه يتقاسمون الملك ولولا منافعهم ما اجتمعوا على ذلك الله جل وعلا لا يجوز ان يقاس عليه ان يقاس على خلقه هذا مغزى المسألة والقياس هو اصل الشرك كله الشرك تشبيه للمخلوق بالخالق شبه المخلوق برب العالمين جل وعلا فوقعوا في الشرك والتشبيه يأتي من وجهين احدهما تشبيه المخلوق بالخلق وهذا كثير جدا في الناس وكل من طلب من مخلوق ما هو من خصائص الله فقد شبه ذلك المخلوق بالله جل وعلا وهو الشرك الاكبر الوجه الثاني تشبيه الخالق بالمخلوق. وهذا وان كان اكثر كلام المتكلمين فيه فهو قليل قليل بالنسبة الاول جدا الذين شبهوا الخالق بمخلوق قلة من الناس ولكن كثير منهم يزعم ان اثبات الصفات تشبيه وليس تشبيها نعم