وهذا معنى اخر وقال اخرون ان الاله من الوله وهو الذي تألهه القلوب محبة ولهذه اذا هاب في حبه وقيل معنى الاله من التأله وهو التعبد. وهذا هو المعنى الصحيح الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. اما بعد قال الشيخ رحمه الله تعالى وهذا التوحيد هو معنى لا اله الا الله. فان الاله عندهم هو الذي لاجل هذه الامور. يريد بهذا رحمه الله تعالى ان الاله هو الذي تألهه القلوب محبة وتعظيما واجلالا وذلا وخضوعا. فمن قصد شيئا بهذا المعنى فقد اتخذه الها وعبده من دون الله عز وجل واشرك به مع الله سبحانه وتعالى فان هذا هو الذي يطلق عليه الاله ويؤخذ من هذا مسائل المسألة الاولى معنى الاله معنى الاله اختلف اهل العلم في معنى الاله ومما اشتق على خلاف بينهما هل لفظ الجلالة الى الله ومشتق او جامد؟ والصحيح انه مشتق ومن قال نطاق اختلف اختلفوا ايضا ما المراد بهذا الاشتقاق. فمنهم من قال ان الاله اصلها من ابها اذا اذا تحير واصابه الحيرة فسمي الاله الها لان الاذهان تحتار فيه وقال بعضهم ان الاله بمعنى من اله اذا فزع. وهو الذي يفزع اليه وتفزع اليه القلوب كما قال عقبة بن الحجاج لله در الغاليات المدعي سبحن واسترجعن من تأله. فاصل التألق هو التعبد والاله اصلها من الهة يأله من الهة يأله الهة فهو مألوف. والمألوف هو المعبود اذا اصبح معنى الاله هو الذي يعبد محبة وتعظيما واجلالا وذلا وخضوعا فكل من عبد فانه اله. والالة التي تعبد في الارض اما ان تعبد بحق او تعبد باطل وكل من سوى الله سبحانه وتعالى فاتخاذه الها اتخاذ باطل. ولذلك عرف مشرك العرب ومشركوا قريش ان الاله هو الذي يقصد هو الذي يقصد بهذه الافعال كالذبح والنذر والدعاء والطواف. ولذلك لما قال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم قولوا لا لا اله الا الله قالوا اجعل الالهة الها واحدا؟ فعرفوا ان معنى قوله لا اله ان يكفروا بكل الهة سوى الله وان يكفر عابديها. وان يتبرأوا منها. فتعاظموا هذا القول وقالوا ان هذا القول فيه تسليم لاحباب ابائنا واجدادنا وفيه ابطال لالهتنا فانكروا ذلك ولم يجري على على ذهنهم او يجري على معتقدهم ان الاله والخالق الرازق المدبر لانهم يقرون بهذا الامر ولو كان معنى الاله هو الخالق الرازق المدبر لسمعوا واطاعوا واستجابوا لانهم يقولون خالقنا هو الله له هو الله والوحي المميت هو الله سبحانه وتعالى ولم يكن هناك خلاف بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة الا وهي ان الله والخالق الرازق كما ذكر الله ذلك وذكر ادلته شيخ الاسلام في هذا الكتاب بقوله ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض يقولون ليقولن الله هم يقرون بان الله هو الخالق الرازق فعلموا ان قوله اله هو الذي يقصد بالدعاء والسؤال والذبح وصرف العبادة له فان هذا الذي يسمى اله. وعلى هذا نأخذ مسألة ثانية ان كثيرا من اهل الكلام الذين ضلوا وتخبطوا في مسألة الاله انما خبطت فروعهم وتخبطت فروعهم لان اصولهم فاسدة لان اصولهم فاسدة في حقيقة التوحيد ومعنى لا اله الا الله. فعندما تنظر في فيما يقوله اهل الكلام للاشاعرة وما وغيرهم حتى الجهلية فانهم يقولون ان معنى لا اله الا الله فمعناها عندهم اي لا خالق ولا رازق الا الله فيعبر السالوس في ام البراهين بقوله المستغني عما سواه الفقير له ما عداه. وهذا المعنى بمعنى بمعنى الربية لا بمعنى الالوهية. فالذي هو فقير فالذي هو غني عما سواه. وكل شيء فقير اليه هذا معنى بمعنى توحيد الربوبية لا بتوحيد الالوهية. واما قول بعضهم انه القادر على الاختراع او القادر على الخلق والرجف هذا ايضا ومعنى معنى الروبية لا معنى الالوهية. فلما خلطوا في خلطوا في معنى الربوبية والالوهية ولم بينهما جعلوا سؤال الاموات ودعاء الاموات والتقرب اليهم باي قربة من القرب التي لا يستحقها الا الله جعل اولئك ليس جعلوه جعلوه من التوسل سواء كان عندهم محرما ولكنه لا يبلغ عندهم ان يكون شركا اكبر الا اذا كان معه الاعتقاد. ويقصدون بالاعتقاد ان يقصد في هذه الالهة انها تخلق او ترزق او تنفع او تبر من دون الله عز وجل. فاذا وقع في قلب ذلك العابد العابد بتلك الالهة انه انه فيها ان لا تقلق او ترزق فانه يكون قد اشرك الشرك الاكبر وهذه الدعوة باطلة بنص الكتاب والسنة عن النبي صلى الله عليه وسلم فربنا سبحانه وتعالى اخبر عن المشركين انهم يقولون ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله فلم تكن عبادة اللات والعزة وملاك وغيره من اصنام الا بقصد ان يتخذوها شفعاء ووسائط عند الله عز وجل والا هم يعتقدون ان الخالق الرازق النافع الضار هو الله سبحانه وتعالى. اذا هذا ومعنى لا اله الا الله اي لا مألوها يعبد ولا اله يعبد الا الله بحق. وكل اله سوى الله فعبادته فعبادته باطلة وهذا ومعنى هذا ومعنى الله الذي يقصد بمثل هذه الافعال وهذا الذي قصده شيخ الاسلام بهذا التبيين فقال رحمه الله تعالى فان الاله عنده هو الذي يقصد لاجل هذه الامور. سواء كان ملك او ملك او نبيا او وليا او شجرة او قبرا او جنيا لم يريدوا انها تخلق وترزق وتنفع وتضر لانهم يعتقدون ان المتصرف هذا ومن هو الله سبحانه وتعالى وان هذه الاية التي يتقربون اليها انما هي عند بمنزلة الوسائط التي الى الله سبحانه وتعالى. فاذا علمنا ذلك وعلمنا ان هذا التوحيد الذي اقر به المشركون هو توحيد الربوبية وان التوحيد الذي لا يزع فيه هو توحيد الالوهية وان مشرك زماننا وفي كل زمان انما كان شركهم في توحيد الالوهية وهم يتفاوتون ايضا في هذا الشرك نسأل الله العافية والسلامة. فمن الناس من يظن في من يدعوه من دون الله من الاولياء والصالحين والاحجار والاشجار من يعتقد فيها ما يعتقد في الله عز وجل من جهة النفع والضر ومن جهة التصريف لهذا الكون وهو مع هذا ايضا يصرف لها نوعا من العبادة كالسجود والدعاء والذبح والنذر والاستغاثة وما شابه هذه العبادات التي لا الا لله عز وجل. اذا هذا هو معنى الاله ولا اله الا الله معناها اي لا معبود بحق الا الله. وهذه هي كلمة التوحيد وهي الكلمة التي جعلها ابراهيم عليه السلام في عقبه. وهي الكلمة التي يدخل بها العبد في الاسلام. اذا اذا قالها ونطق بها وشهد بشهاد بشهادة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم دخل في الاسلام وهذه الكلمة هي التي تفتح بها ابواب الجلال وهي التي تنجي العبد من الكفر والشرك بالله عز وجل بشرط ان يحقق شروطها ويأتي بمقتضاها ومعناها اما اذا تلفظ بها ولم يدري ما حقيقتها وما معناها فانها لا تنفعه ولا ينجو بها عند الله عز وجل بل تكون حجة عليه لا له لانه جاهل بمعناها. قال بعد ذلك وانما يعلون بالاله ما يعني المشركون في زمان بلفظ سيد وقفت رحمه الله تعالى تعالى بهذه المسألة ان مشرك زمانه رحمه الله تعالى مشرك زماننا غيروا الاسماء وسموها بغير اسمائها الحقيقية. فسموا الذي يدعى من دون الله عز وجل ويتقرب اليه بالقرابين. سموه اذا ولم يسموه الها وذلك وذلك لكي يبعدوا عن عن اسماع هذه اللفظة المستشنعة فان الناس اذا سمعوا ان هذا اله تعاظموا ذلك وهروا منه وفروا منه الى الله عز وجل. لكن اذا سمعوه اذا سمعوا انه اما بالسيد والفقير والولي لم يتعاظموا ان يدعوه من دون الله عز وجل. ولم يتعاظموا ان يصفوا له شيئا من العباد بجهلهم بمعنى لا اله الا الله. فهذا السيد الذي يطلق عليه القبوريون اسم السيد او اسم الفقير او اسم الولي او اسم الخادع وما شابه ذلك هو في الحقيقة اتخذ الها مع الله عز وجل حيث انه يصرف له العبادة التي لا اتصرف الا لله عز وجل. فعندما تمر بقبور بعض الاولياء في بعض البلدان. وترى الناس حولها شرفات ووحدانا ذلك يطوف بها واخر يسجد لها واخر يصلي لها واخر يدعوه ويستغيث به من دون الله عز وجل وان سموه بالسيد او بالولي او بالصالح او بالخارجة فانه شرك اكبر يخرج من دائرة الاسلام وصاحبه خالد مخلدا في نار التوحيد في نار جهنم نسأل الله العافية والسلامة. قوله فاتاه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوهم الى كلمة التوحيد. وهي لا اله الا والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها والكفار الجهال يعلمون ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة هو أفراد الله بالتعلق والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه فهذا هو معنى لا اله الا الله. معنى لا اله الا الله نأخذها مسألة لا يا لها معنى ومعناها هو ان تفرد الله عز وجل بالعبادة وان تعتقد كفر كل من عبد من دون الله عز وجل او عبد غير الله سبحانه وتعالى. ويقوم معنى هذه الكلمة على ثلاثة او على ثلاث اشياء تقوم هذه الكلمة على ثلاثة اشياء. الامر الاول افراد الله عز وجل بالعبادة هذا معنى قوله الا الله. والامر الثاني نفي العبادة عما سوى الله عز وجل ان تنفي العبادة عما سوى الله سبحانه وتعالى وان تتبرأ منه. وهذا معنى قوله لا اله والمعنى الثالث الكفر بكل ما يعبد من دون الله عز وجل وتكفير عابد غير الله سبحانه وتعالى اذا تحقيق العبودية لله ونفي العبادة عما سوى الله والبراءة ممن عبد غير الله عز وجل وهذا معنى كلمة التوحيد وهو دين ابراهيم عليه السلام وهي ملته التي اتبعها عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم وهي اخلاص لعباد الله وحده والكفر والكفر بما يعبد من دون الله وتكفير عابد ذلك المعبود الذي يعبد من دون الله عز وجل وهذه الكلمة لها شروط. فشروطها عند اهل العلم سبعة شروط. وقد استقرأها اهل العلم من كتابه الله عز وجل ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذه الشروط ذكرها شيخ شيخ الاسلام عبدالرحمن بن الحسن رحمه الله تعالى في شرح معنى في شرح كلمة التوحيد. واول هذه الشروط العلم. فلابد لمن نطق بلا اله الا الله ان يكون اذا بها ان يكون عالما بها علما يفيد ان المعبود وحده هو الله سبحانه وتعالى. اما اذا جهل معناها فقال لا اعلم هل الله والمعبود وحده او غيره؟ نقول لا تنفعك هذه الكلمة لقوله تعالى فاعلم انه لا اله الا الله فلا بد للمسلم ان يعلم ان المعبود وحده هو الله. الشرط الثاني اليقين. وذلك ان يوقن جازما لا شك فيه ولا ريب فيه ان المعبود وحده هو الله وان الاله المستحق للعبادة هو الله وحده اما اذا وقع في قلبك شك ان هناك اله غير الله يعبد او ان هناك من يستحق العبادة سوى الله او انك لا تدري اي على حق من يعبد الاولياء والصالحين او من يعبد الله عز وجل فان هذه الكلمة لا تنفعك عند الله عز وجل لقول تعالى انما المؤمنون الذين امنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا. فاذا وقع فاذا وقع الريب في قلب العبد لم ينفعه او توحيده ولم ينفعه نطقه بالشهادتين. واقول هذا خاصة في هذه الازمنة التي اصبح بعض المسلمين يشكك شيخ الاسلام رحمه الله تعالى قال بعد ذلك فلا خير في رجل قال بل يظن بل يظن ان ذلك والتلفظ بحروف من غير اعتقاد القلب لشيء من المعاني. والحاذق منهم من يظن ان معناها لا يخلق ولا يرجو في توحيد وفي عقيدته ويقول لا ندري من هو من هو الذي على الحق انحن ام اليهود ام النصارى ام الرافضة ام غيرهم ممن يعبد غير الله عز وجل نقول لهذا الجاهل اعد اسلامك واعد نطق هذه الشهادتين وتب الى الله عز وجل فان اسلامك لا يصح الا اذا تيقنت يقينا لا شك فيه ان الله هو المعبود وحده. وان دين الاسلام والدين الصحيح وان كل دين سوى الاسلام فهو باطل واهله كفار خالدون مخلدون في نار جهنم نسأل الله العافية والسلامة. الشرط الثالث ان يقول صادقا الصدق في نطقها فلا ينطق بها كاذبا او ينطق بها ليحفظ دمه او يحفظ ما له او يحفظ عرضه فان نطقه بهذه الكلمة كاذبا ينفعه في الدنيا. اما في الاخرة فهو في الدرك الاسفل من النار. لان هذا هو حال المنافقين فالمنافقون نطقوا بها ليعصموا دماءهم وليعصموا اموالهم وليعصموا انفسهم من القتل فهؤلاء لا كلمة التوحيد وان نفعتهم في الدنيا فلا تنفعهم في الاخرة. كما قال تعالى احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا ام انهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الولا الكاذبين. فالكاذب لا تنفعه كلمة التوحيد ولا ينفع النطق بها حتى يقولها صادقا من قلبه ويكون نطقه بلسانه مواطئا لما في قلبه اما اذا قال وكفر بها بقلبه فانه يقول في الدرك الاسفل الى النار. الشرط الرابع الاخلاص ومعنى الاخلاص ان يكون ان تكون عبادته كلها لله عز وجل. وان يخلص العبادة لله وحده. ومتى ما وقع في صرف العباد لغير الله عز وجل ولو مرة واحدة في عمره فانه يخرج من دائرة الاسلام الا ان يتوب. لان الله يقول وما امروا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. والله يقول الا لله الدين الخالص. فالدين كله لله عز وجل. فلو صمت وصليت وحججت زكيت ثم دعوت غير الله في مسألة واحدة فانك تكون مشركا بالله الشرك الاكبر المخرج من دائرة الاسلام فلا بد ان توحد الله بافعالك وان تصف العباد لله وحده من رجاء وخوف وذبح ونذر وما شابه ذلك فكل عبادة لا يستحقها الا الله لا تصرف الا لله سبحانه وتعالى. الشرط الخامس القبول ومعنى القبول ان يقبل هذه الكلمة وان يقبل كل ما جاء من عند الله عز وجل وضد القبول الامتناع ضد القبول الامتناع. فاذا امتنع من شريعة شرائع الله او امتنع عن التزام توحيد الله او التزام شريعة من شرائع الله فانها لا تنفعه واذا استكبر والذي لا كما قال سبحانه وتعالى واذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون. فاذا استكبر وامتنع من القيام فان كلمة التوحيد لا تنفعه حتى يقبلها ويقبل ما جاء من عند الله عز وجل. الشرط السادس الانقياد وهو ان ينقاد لاوامر الله عز وجل واعوان رسوله صلى الله عليه وسلم. ومعنى الانقياد هو ان يعتقد وجوب طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم اذا قال لا يلزمني طاعة الله ولا يلزمني طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فان كلمة التوحيد ايضا لا تنفعه ولا تنجيه من عذاب الله عز وجل فلابد من الانقياد ومن لوازم الانقياد القبول. فكل من انقاد قد قبل ولا يلزم من الانقياد وهذا هو الفرق بين الانقياد والقبول ان نقول ان المنقاد قابل ولا يلزم من القبول الانقياد. قد تقبل ولا تنقاد. اما اذا انقذت فانك قد قبلت. هذه ستة شروط. الشرط السابع المحبة لا اله الا الله والمحبة بمعنى محبة التوحيد ومحبة اهل التوحيد ومحبة اهل الاسلام فاذا ابغضت التوحيد او كرهته او كرهت اهل الاسلام لاسلامهم ودينهم فان كلمة التوحيد ايضا لا تنفعك حتى تحبها وتحب اهلها دينهم واسلامهم فان احببتهم واحببت توحيدهم واحببت الدين الذي هم عليه فانك تكون من الموحدين. اما اذا ابغضت التوحيد واحببت الشرك واحببت النفاق واحببت الكفر فانت قد نقضت توحيدك بكراهيتك لكلمة التوحيد واهلها وكفرت لاهل الشرك ومحبة شركهم وكفرهم نسأل الله العافية والسلامة. اذا هذه شروط لا اله الا الله وهي سبعة شروط هي سبعة شروط واما اركانه قد ذكرناه بمعناها وهي اثبات العبادة لله وحده ونفي العبادة عما سوى الله هذان الركنان متعلق بعضهما ببعض اثبات العبادة لله عز وجل يستلزم نفي العبادة عما سوى الله سبحانه وتعالى. ونفي العبادة عما سوى الله يستلزم اثبات العباد لله سبحانه وتعالى وحده. قال بعد ذلك والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها والكفار الجهال يعلمون ان مراد النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الكلمة هو افراد الله بالتعلق والكفر بما يعبد من دونه والبراءة منه فانه لما قالهم قولوا لا اله الا الله قالوا اجعل الالهة الها واحدا. مراد رحمه الله على ان كثيرا ممن ينتسب الى الاسلام وينطق بالشهادتين ينطق بها وهو لا يعرف معناها. وقد وقفت على على اناس كثيرين يقولون لا اله الا الله وهو لا يعرف معناها ولا يدري ما تدل عليه خاصة اذا اذا فاتى بما ينافيه وبما يناقضها فان كثيرا ممن ينتسب الى الاسلام في هذه الازمنة تراه يذهب الى قبور الاولياء والى السحرة والى الكهان ويصرف العبادة لهم من دون الله عز وجل. فبعضهم يأتي الى قبر عبد القادر الجيلاني ويدعوه من دون الله عز وجل دعاء صريحا ويقول يا عبد القادر انا في حسبك انا في حماك انا في رجال ثم يسأله ويطلبه ان يشفي ان يشفي مريض مثلا او ان يرزقه مالا والقصص في هذا كثيرة نسأل الله العافية والسلامة. وترى هذا السائل وهذا الداعي يردد صباح مساء معنى قوله لا اله الا الله ويقولها وهو ينقضها في صباحه وينقضها في مسائه. فلو لا اله الا الله وان معناها انه لا معبود الا الله سبحانه وتعالى وان العبادة وان العبادة لا تصرف الا لله عز وجل كالدعاء والسجود والسؤال وما شابه ذلك لا يصرف الا لله لما اتى الى قبور هؤلاء الاولياء والصالحين مثلا او الى قبر محمد صلى الله عليه وسلم فقد رأيت من يطوف على قبري سبعة اشواط يطوف على الحرم كله بنية التقرب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأيت من يصلي له دون القبلة ورأيت من يسجد لقبره دون القلة وهذا كله صرف عبادة لغير الله عز وجل بل رأيت من يسجد لحجر وجبل من دون الله عز وجل وهو يقول لا اله الا الله بل وقفت على اناس يقولون اني انا انا انا انحاكي علي علي جبل من من من الجبال العظام بمنطقتهم وهم يدعون ويستغيثون به صباح اساء ان يدفع عنه المصائب والبلاء وهم يقولون لا اله الا الله. فلو عقلوا مع لا اله الا الله وفهموا معناها لما دعوا غير الله عز عز وجل ولكنهم لما نطقوا بها بلفظها ولم يعقلوا معناها ولم يعرفوا حقيقتها حصل هذا الشرك العظيم وحصل هذا الكفر بالله عز وجل بل كما ذكر الشيخ رحمه الله تعالى ان كفار قريش لعربيتهم ولمعرفة بلسان العرب ولمعرفة بلسان العرب عرفوا ان معنى قول لا اله الا الله ان كل اله سوى الله ان عبادته باطلة. اما في هذه الازمنة فلجهل نساء للعرب ولجاهل معنى لغة العرب اصبحوا يتخططون في ضلالهم ويتخبطون في شركهم ولا يعرفون معنى لا اله الا الله اسأل الله العافية والسلامة فلزاما لزاما ان يبين للناس حقيقة التوحيد وان يبين لهم معنى لا اله الا الله وان الدعاء والذبح بذر وكل عمل صالح لا يتقرب به الا لمن؟ الا لله عز وجل. بل حدثني بعض الاخوة في هذه البلاد ان اما له وهي امرأة صالحة قوامة صوامة كانت تقول لابنه وقد كان ينام عن صلاة الفجر يقول لهذا الرجل اني كانت تفوتني صلاة الفجر بعض فقالت امي او جدته رحمها الله عز وجل يا بني اراك تفوتك صلاة الفجر كثيرة؟ قال نعم يا اماه قالت ساعلمك دعاء اذا قلته لم تفت الصلاة ابدا. قال وما هو؟ قالت قل يا بني عند نومك يا رسول الله ايقظني يا رسول الله ايظا قال يا امي ان تقولي قالت نعم انا اقولها من سنوات طويلة وما فاتتني صلاة الفجر ولا مرة واحدة بفضل هذا الدعاء. وما علمت هذه المرة بجهل يا جماعة لا اله الا الله انها منذ من السنوات السابقة والماظية انها واقعة في الشرك الاكبر واشركت بالله عز وجل حتى انقذها ولدها من هذا الشرك العظيم ومن هذا الكفر الصريح لانها جهلت مع لا اله الا الله والا قولها يا رسول الله هذا دعاء لا يصرف الا لمن؟ الا لله عز وجل. فهذه اتاها الشيطان. لما اشركت بالله سبحانه وتعالى هو الذي كان عند صلاة الفجر بل يوقظها لقيام الليل بل بل يأمرها بالصيام حتى تمضي على هذا الدعاء الذي اشركت به الشرك الاكبر وخرج من دائرة الاسلام فاصبح كفار قريش وجهال العرب اعلوا التوحيد من اناس يزعمون انه من اهل انهم من اهله وانهم ممن ينطق بالشهادتين وهم يجهلون معناها ولا يعرفون حقيقتها. وهذا الذي هو الذي نبه عليه الا الله ولا يدبر الامر الا الله فلا خير في رجل جهال الكفار اعلم من معنى لا اله الا الله المراد رحمه الله تعالى علماء وقته فان الشيخ رحمه الله تعالى ابتلي بعلماء ابتلي بعلماء ضلال في زمانه علماء السيول للناس دعاء دعاء الاولياء والصالحين ويقولون ان هذا ليس من الشرك الاكبر وانما من التوسل بالصالحين والتوسل بجاههم بحجج باطلة وادلة لا لا لا تسعدهم ولا تسعهم ما يستدلون به على تجويد الشرك بالله سبحانه وتعالى لانهم عرق قالوا ان معنى لا اله اي لا خالق ولا رازق ولا مدبر الا الله سبحانه وتعالى كما ذكرت ان من عقائد الاشاعرة ان معنى لا اله الا الله اي الغني عما سواه الفقير الفقير اليه ما عداه او معنى القادر على الاختراع فهذا ومعنى لا اله الا الله ولا شك ان توحيد الرومية يفارق توحيد الالوهية عند الاجتماع فان توحيد الربوبية هو ان نوحد الله بافعالنا وتوحيد الالوهية ان نوحد الله توحيد به ان نوحد الله بافعاله توحيد الالوهية ان نوحد الله بافعالنا. فهل فتوحيد بها ان تعتقد ان الخالق الرازق المدبر المحيي المميت. وان كل ما يقول في هذا الكون من خلق هو خلق الله وتدبير الله وملك لله سبحانه وتعالى. واما ما يتعلق بافعالنا من سجود ودعاء وخضوع وخشوع وخشية واستغاثة ونذر وما شابه ذلك فلا يصرف الا لله عز وجل. وهذا هو الذي نبه عليه الشيخ ان ان مشركي زمانه اعظم شركا من مشرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم من جهة جهلهم بمعنى لا اله الا الله ومن جهة ان مشركون في الرخاء والشدة ومن جهة انهم يشركون بالفجرة والفسقة دون الصالحين. قال رحمه الله تعالى اذا عرفت ما قلت لك معرفة قلب وعرفت الشرك بالله عز وجل الذي قال الله فيه ان الله لا يقدر ان يشرك به وعرفت دين الله الذي بعث به الرسل من اولهم الى اخرهم الذي لا يقبل الذي لا يقبل الله من احد وعرفت ما اصلح غالب الناس فيه من الجهل بهذا افادك فائدتين. قال رحمه الله تعالى من عرف هذه المقدمات الاربع اولا ان يعرف الشرك ومعرفة الشرك من التوحيد معرفة الشرك من لوازم التوحيد. فان العبد اذا جهل الشرك ولم يعرفه فانه قد يقع فيه وهو لا يشعر. وما احسن ما قاله حذيفة ابن اليمان رضي الله تعالى عنه. كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم الخير وكنت اسأله عن الشر مخافة ان يدركني وكما قيل عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه ومن لا يعرف الخير من الشر ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه. فلا بد للمسلم ان يعرف الشرك. بل من فوائد معرفة الشرك ان تعرف حقيقة التوحيد. فان الضد يظهر حسنه الضد. وبضدها تتبين الاشياء. فلن تعرف حقيقة التوحيد الله عليك بهدايتك لتوحيده ولهدايتك الى معرفته الا اذا عرفت الشرك وخطره. فالشرك هو من التشريف وهو ان تجعل مع الله عز وجل الها اخر فان الشرك في اللغة يطلق على التشريك وهو ان اجعله مع الواحد اثنين يجعل مع الواحد مع الواحد اخر فانك اذا اشركته في امر او اشركته في امرك فانه يكون شريكا معك هذا اصل في اللغة من التشريق وهو جعل الواحد اثنين او جعل مع الواحد ثاني. واما في الاصطلاح فالشرك هو مساواة المخلوق بالخالق فيما هو من خصائص الخالق. مساواة المخلوق بالخالق فيما وبالخصائص الخالق وهذا يدخل فيه توحيد الربوبية ويدخل فيه توحيد الالوهية ويدخل في توحيد الاسماء والصفات. مساواة المخلوق بالخالق فيما هو من خصائص الخالق. والشرك ينقسم الى اقسام. شرك اكبر وشرك اصغر. ومن اهل العلم من يقسمه الى ثلاثة اقسام شرك اكبر وشرك اصغر وشرك خفي. والصحيح انه ينقسم الى قسمين. الصحيح انه ينقسم الى قسمين شرك اكبر وشرك اصغر. اما الخفي فانه يدخل في القسمين جميعا. فهناك شرك اكبر ظاهر وهناك شرك اكبر خفي. وهناك شرك اصغر خفي وهناك شرك اصغر ظاهر فهو يدخل في القسمين على الصحيح وليس قسيما لهما. اذا الشرك قسمان شرك اكبر وشرك اصغر. اما الشرك الاكبر فيدخل في اقصى فاقسامه كثيرة جدا اقسام الشرك الاكبر كثيرة جدا ولكن الذي يعنينا منه ما يتعلق بالقلب واللسان والجوارح فشرك الارادة والقصد هذا يتعلق بالقلب. شرك الارادة وشرك الارادة والقصد. هذا القسم الاول القسم الثاني شرك الدعوة. وهذا يتعلق باللسان. تلك الدعوة دعاء غير الله عز وجل يتعلق باللسان القسم الثالث ايضا شرك الطاعة شرك الطاعة وهو ان ينقاد لغير الله عز وجل ويطيعه كما يطيع الله ورسوله. ويمكن ان تذكر اقساما اخرى كشرك محبتي وشرك الرجاء وشرك الخوف وشرك اه الخشوع والخشية والرجاء وما شابه ذلك فكل عبادة لا يستحق والا الله فان صرفها لغير الله تدخل في حق الشرك. اذا الشرك الاكبر هو صرف هو صرف ما يستحقه الله عز وجل لغيره سبحانه وتعالى او بضابط سابق ذكرناه مساواة المخلوق بالخالق فيما هو من خصائص فيما هو من خصائص الخالق سبحانه وتعالى والشرك يدور على القلب وعلى اللسان وعلى الجوارح وعلى الجوارح. مثلا شرك الجوارح تلك الجوارح مثلا السجود للصنم. ان يسجد لصنم او وثن او اي شيء يسجد له على وجه العبودية والطاعة له ومن شرك الافعال ايضا الذبح لغير الله سبحانه وتعالى. اما شرك الاقوال فكثيرة ايضا فيدخل في ذلك دعاء الابوات والاستغاثة بهم وسؤالهم وما شابه ذلك هذا كله يذكر في شرك الاقوال اما شرك القلب او ما يتعلق بالقلوب فهو شرك النية والارادة والمحبة والخشوع والخشية والتوبة والانابة كلها لتتعلق بالقلوب هذا هو الشرك الذي ذكره الشيخ فلابد ان نعرف الشرك وان نعرف حقيقته وان نعرف معناه وان نتصور صوره ونعرف صوره حتى لا نقع فيها ونحن ونحن لا نشعر. فمتى ما اردنا ان نعرف هذا العمل هل هو شرك او لا؟ عرضنا فهذا العمل هل هذا العمل يستحقه الله وحده؟ او يجوز ان يشرك معه غيره سبحانه وتعالى؟ فمثلا الاستغاثة هل الاستغاثة وخاصة بالله عز وجل؟ او يجوز ان تشرك مع الله ان تستغيث بغير الله سبحانه وتعالى؟ يجوز يجوز لله فقط ولا دعاء يجوز الشرك بغير الله. ها نقول الاستغاثة تجوز للمخلوق شروط تجوز للمخلوق بشروط ان يكون حيا حاضرا قادرا واضح وان يكون المستغاث به ليس فان الله سبحانه وتعالى واضح فاذا توفرت الشروط جاز ان نستغيث بالمخلوق. عندما يأتي غريق الى رجل وهو قد غرق فيقول اغثني يا نقول لا حرج في ذلك بشرط ان يكون حيا حاضرا قادرا. وكذلك انقاذه امر مقدور عليه من هذا الشخص اما اذا استغاث المخلوق فيما لا يقدر عليه الا الله سبحانه وتعالى مثل يا فلان اشف مريظي. هل هل يقدر على ذلك ذلك المستغاث به؟ ام هل من خصائص الله؟ نقول هذا من خصائص الله فاستغاثتك بهذا المخلوق بهذا الامر تكون قد وقعت بسبب الشرك الاكبر في الشرك الاكبر. كذلك اي عمل اي عمل لا يستحق الا الله يكون صرف لغير الله عز وجل الذبح عبادة لا يتقرب بها الا لمن؟ الا لله عز وجل. فلو اتى انسان وذبح الذبيحة متقربا بها لميت اول نقول ذبيحتنا ذبيحة شركية وتخرج بها من دائرة الاسلام بذبحك لهذا الميت او لهذا الغائب او لهذا الولي الذي وهناك فرق بين ان يذبح له على وجه التقرب والعبادة وبين من يذبح له علاج التكريم. فالذبح له عند التكريم لا حرج فيه ومن باب الاكرام اشتاق ان يسمي الله عز وجل على هذه الذبيحة وليذكر اسم الله عز وجل عليها. هذا من جهة الذبح. اما وجه التعبد فلا تصرف الا لله عز وجل. اذا ضابط الشرك هو ان نصف شيئا مما يستحقه الله لغير الله عز وجل. سواء بما يتعلق بالقلوب او الجوارح او الاقوال اما بالقلوب او بالاقوال او بالافعال. قال بعد ذلك ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما ذلك من يشاء هذه المسألة تتعلق بخطر الشرك ولابد ان نعرف خطر الشرك حتى نجتنبه. اولا الشرك له مخاطر عظيمة على الانسان في دنياه وفي اخرته. اما اخباره على العبد في الدنيا فاولا الشرك يخرج العبد من دائرة الاسلام والمشرك بشركه يكون كافرا خارجا من دائرة الاسلام. الامر الثاني ان ولايته تبطل ولايته تبطل على المسلم فاذا اشرك بالله الشرك الاكبر بطلت ولايته على موليته من النساء فلا ولاية له ولا ينكح منه. الامر الثالث ان ذبيحته لا تحل ان ذبيحته لا تحل وان عقد نكاحه يبطل. فاذا كانت المرأة متزوجة برجل واشرف فان عقده يبطل حتى يتوب الى الله ويرجع الى التوحيد والى الاسلام. ايضا مما يترتل على الدنيا انه بالشرك يستباح دمه ويستباح ماله بعد اقامة الحجة عليه فانه يكون مشركا كافرا يستوجب العقوبة بالذبح واراقة دمه ايمانه واخذه ويكون معسر لبيت مال المسلمين. هذا ما يترتب عليه في الدنيا. واما في الاخرة فانه اذا مات لا لا يورث وان كان له ميت من اوليائه فانه لا يلد. واما في قبره فانه لا ينفى مع المسلمين ولا يصلى عليه وانما يدفن كما تدفن سائر الكلاب وسائر الجثث يوارى في الارض ولا يكون ظاهرا. اذن نعم هذا ما يتعلق باثر الشرك على العبد في الدنيا اما في قبره فقد ذكرنا انه لا يدفن مع المسلمين ولا يصلى عليه وانما توارى جثته احتراما لاهل الاسلام احتراما لاهل الاسلام وليس له حتى لا يتأذى به المسلمون برائحته. واما في الاخرة فان المشرك يستوجب الفروج في النار. كما قال تعالى انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة رواه النار ويستوجب ايضا حبوط جميع عمله كما قال تعالى لئن اشركت ليحبطن عملك فالشرك يحبط جميع الاعمال ويجعلها يوم القيامة هباء منثورا. والامر الثالث ايضا ان المشرك ان المشرك لا يغفر الله شركه ابدا ان المشرك لا يغفر له وكل ذنب سوى الشرك فانه تحت مشيئة الله عز وجل اذا لم لصاحبه الخروج من دائرة الاسلام. فاما الشرك والكفر فان الله سبحانه وتعالى لا يغفره للعبد ويكون بفعله لذلك خالدا مخلدا في نار جهنم. اما النوع الثاني من انواع الشرك فهو الشرك الاصغر. وضابطه وكل ما جاء وصفه بانه شرك ولم يبلغ بصاحبه الخروج من دائرة الاسلام. او ما كان وسيلة وسببا الى الشرك الاكبر او ما سماه الشارع شركا اصغرا فمثل ذلك الرياء والسمعة. فقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم سماه شركا اصغر وايضا السمعة ايضا يسمى شركا اصغر كذلك التنديد الجزء الى الكلي تمديد الجزء الى الكل في في الالفاظ والاقوال مثل من يقول ما شاء الله وشاء فلان ولولا الله ولولا فلان والحلف بغير الله عز وجل فان هذا كله من الشرك الاصغر. والشرك الاصغر اختلف اهل العلم فيه. هل يغفر لا يغفر والذي عليه اكثر المحققين ان الشرك الاصغر لا يغفر لانه يدخل في عموم قوله تعالى ان الله لا ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك من يشاء. فان هذا يدخل تحته مسمى الشرك الاصغر كما ذكر ذلك شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الله تعالى فانه ادخل الشرك الاصغر تحت ان تحت هذه الاية وقال له لا يغفر. ومعنى ومعنى كونه انه لا يغفر انه يؤاخذ به العبد يوم القيامة ولا يحطه الله عنه وانما يكون دخوله الجنة والنار بعد الموازنة كانت حسناته اكثر دخل الجنة وان كانت سيئاته اكثر دخل النار. والفرق بين الشرك الاصغر وسائر الذنوب سائر الذنوب وان زادت على الحسنات فان الله قد يغفرها وقد يتجاوز عنها. اما اذا زادت سيئة الشرك الاصغر على حسنات الاب فانه سيؤاخذ بهذا الذنب ويعذب في نار جهنم الى الى ما شاء الله عز وجل ثم بعد ذلك الى النار. واما الفرق بينه وبين الشرك الاكبر الفرق بين الشرك الاكبر والشرك الاصغر انه انه لا يحبط العمل كله وانما يحبط العمل الذي قارنه واختلط به. ثانيا ان الشرك الاصغر لا يخرج العبد من دائرة الاسلام. وانما بذلك مرتكبا الكبيرة من كبائر الذنوب. وثالثا انه لا ولايته ولا يحرم الميراث ولا الوث. وانه يدفن مع المسلمين يصلى عليه لكن واقع في ذنب من عظائم من عظائم الذنوب. اذا عرفنا ذلك لا بد ايظا نعرف الامر الثاني وهو وهي وهي التي ذكر رحمه تعالى عرفت دين الله الذي بعث الله به الرسل اجمعين الذي بعث الله به الرسل اجمعين. فالله سبحانه وتعالى بعث جميع الرسل بالاسلام والاسلام اسلامان. اسلام عام واسلام خاص وهو معنى قوله ان الدين عند الله الاسلام لا يقبل الله يوم القيامة دينا قبل قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم الا الاسلام الصحيح الذي والاستسلام له بالتوحيد والانقياد له والبراءة من الشرك واهله فهذا هو الاسلام الذي يقبله الله يوم القيامة. اما بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فلا الله من عبد الا الاسلام الخاص الذي جاء به رسولنا صلى الله عليه وسلم. وكل يهودي او نصراني او وثاني او او مشرك اتى بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم فان الله لا يقبل منه عمل حتى يشهد بالشهادتين بشهادة ان لا اله الا الله وشهادة ان محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومراد الشيخ رحمه الله تعالى ان جميع الرسل من لدن نوح عليه السلام الى محمد صلى الله عليه وسلم كلهم يدعون الى افراد الله بالعبادة. ولم يأت نبي ولا رسول يدعو الى عبادة غير الله عز وجل بل كل متفقون على هذه الشعيرة وعلى هذه الشريعة ان يعبد الله وحده كما قال تعالى ولقد بعثنا بكل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فكل الرسل كان دعوتهم ان يعبد الله وحده وان يغفر بالطاغوت الذي يعبد مع الله سبحانه وتعالى. هذا هو الامر الثاني. الامر الثالث ان يعرف ان الله لا يقبل من عبد العمل حتى يحقق الاسلام. وان العبد الذي حقق شيئا من الاسلام وتلبس بشيء من الشرك والكفر. فان الله لا لا يقبل عمله والله لا يقبل الا الاسلام كاملا ولا يقبل الا الدين كاملا. اما من اخذ بعض الدين وترك بعضه فانما اخذ لا لا ينفعه حتى يقبل الاسلام كله حتى يأخذ الاسلام كله ويأخذ الدين كله. فاذا حقق فاذا اتى والصيام والزكاة والحج. وفعل جميع القرب التي تقربه الى الله عز وجل. لكنه اشرك بالله عز وجل كأنصرف دعاء لغير الله سبحانه وتعالى او ذبح لغير الله او نذر لغير الله او تقر بقرب قربة لا يستحقها الا الله لغير الله عز وجل فانه يكون خالدا مخلدا في نار جهنم وخارج من دائرة الاسلام وخارج من دائرة الاسلام. الامر الرابع ان تعرف حال اهل الوقت واهل الزمان فان كثيرا ممن ينطق بالشهادتين ينطق بها وهو مخالف لها بل ينطقها وهو جاهل بمعناها وجاهل لمقتضاها وجاهل بشروطها واركانها وهذا الصنف من الناس لا ينفعه قوله لا اله الا الله حتى يأتي ويحقق ويحقق الشروط والاركان. وان العبد لا ينتفع باللفظ حتى يأتي بالمعاني لا ينتفع حتى يأتي بالمعاني ويحقق معنى هذه الكلمة. قال بعد ذلك فاذا عرفت هذا افادك فائدتين الاولى الفرح العظيم بفضل الله عز وجل. ولا شك ان ان من عرف احوال الناس ونظر في حال وحال الكفار وتنظر في احوال اهل الارض فترى الارض قد امتلأت بالكفار والمشركين. ثم ترى نفسك قد انقذك الله عز وجل من هذا الشرك وعصمك الله عز وجل من هذا الكفر فهذه هي اعظم نعمة يتقلب بها العبد. وما احسن ما قاله من بشر الحافي رحمه الله تعالى عندما وقف على عتبة بابه واطال القيام فقالت اخته يا بشر ما الذي اصابك؟ قال ذكرت بشرا يهودي وذكرت بشرا للنصراني وذكرت بشرا المجوسي والرافضي وذكرت بشرى المسلم فبأي شيء فضلني الله عز وجل عندما فضل الله عليه عندما ترى فضل الله سبحانه وتعالى عليك. وان الله فضلك بهذا التوحيد العظيم. وكنت من اهله الذين حققوا ومقتضاه واتيت بشروطه واركانه فهذه اعظم نعمة تتقلب بها ان تكون من اهل الاسلام. ان تكون من اهل فالمسلم فالمسلم الموحد ناج لا محالة يوم القيامة وان عذب على كبائره وعلى معاصيه فان مآله ومرده الى جنة عرضها السماوات والارض. اما اذا كان على الكفر والشرك وعلى عبادة غير الله عز وجل فان مآله النار خالدا فيها ابد الاباد لا يخرج منها ابدا. فاعظم نعمة علينا ان عرفنا الله التوحيد. وان علمنا اياه وان جعل من اهل لا اله الا الله ومن اهل الاسلام فنسأل الله كما هدانا اليه ان يميتنا عليه وان يثبتنا عليه فهذه اعظم نعمة فرح بفضل الله وبرحمته كما قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا وخير مما يجمعون. وافادك ايضا فائدة اخرى وهي الخوف العظيم. الخوف العظيم عليك ايها الموحد. الخوف العظيم عليك ايها المسلم فانك قد من دائرة الاسلام وانت لا تشعر قد تنتقل من الكفر من الايمان الى الكفر بكلمة تقولها او بفعل تفعله وانت لا تسعك مخلدا في نار جهنم وتموت على هذه الكلمة فتكون من اهل النار. فهذا يفيدك الخوف العظيم اذا رأيت احوال الناس ورأيت احوال اكثر الخلق فهذا يتخبط في كفره وذاك يتخبط بظلاله وقد عصمك الله عز وجل فانت فانت تدور بين الفرح بين الخوف الفرح ام هداك الله للاسلام؟ والخوف ان يسلب منك هذا الايمان فان اناسا كانوا على توحيد واسلام وكانوا على الايمان العظيم اليوم هم ملحدون كافرون بالله عز وجل حتى ان بعضهم يرفع قيرته قائلا انا لا ديني ولا الى دين نسأل الله العافية والسلامة وهذا المسكين ما علم انه بهذا القول قد خلد نفسه في نار جهنم عذاب الله وسخطه بهذا القول واقول هذا لاننا في هذه الايام نسمع من شباب المسلمين وممن كثير ممن هو من ابناء المسلمين انه انتسب الى الالحاد فترى بعضهم يشكك بوجود الله سبحانه وتعالى واخر يشكك بالاسلام واخر يتبرأ من الاديان ويقول انا لا ديني وهذا منكسر في فيما يسمى بقنوات التواصل التي هي على شبكة النت تجد ذلك واضحا فيفيدك هذا الخوف العظيم ان يسلك الله الايمان او ان يسلك الله سبحانه وتعالى الاسلام في الصحيحين يصبح كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافر تأمل يصبح مؤمنا ويمسي كافرا يبيع دينه بعرضه من الدنيا قليل يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل فمن الناس من يكفر ليشفى من مرضي ومن الناس من يكب ليحصل مالا قليلا ومن الناس من يكفر لاجل شهوة يحققها او يحصل عليها بل خاف الامر خطير جدا والخطب عظيم نسأل الله العافية والسلامة فمراد الشيخ رحمه وتعالى ان تتذكر هاتين الفائدتين وان تلزمهما قلبك دائما بفضل الله عليك وتخاف ان يسلبك الله عز وجل الايمان. قال بعد ذلك رحمه الله تعالى فانك اذا عرفت ان يكفر بكلمة يخرجها من لسانه وقد يقولها وهو جاهل فلا يعذر بالجهل. ومعنى كلامي هذا رحمه الله تعالى ان الانسان قد يكفر بالكلمة كما يكفر بالفعل وكما يكفر بالاعتقاد وان قوله هذا يرد على غلاة الجهمية القائلين ان الكفر لا يكون الا بالجحود والتكذيب بل نقول ان الكفر يكون بالجحود ويكون بالتكذيب ويكون بالاعراض ويكون ايضا بالافعال والاقوال فان العبد قد يقول كلمة يخلو من ذات الاسلام خاصة من يجري على لسانه سب الله او سب رسوله او الاستهزاء بدين الله عز وجل فان المستهزئ الساب كافر بالله عز وجل وخارج من ذات الاسلام. وحيث ان هذه المسألة تحتاج الى طول كلام نؤجلها باذن الله عز وجل الى الدرس القادم. والله تعالى اعلم واحكم وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد