حديث المقداد ابن الاسود رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لقلب ابن ادم اشد انقلابا من القدر اذا اجتمعت غليا هذه صورة اخرى لتقلب القلوب مرة عبر عنها بالرياح تقلب ريشة عالقة باصل شجرة مرة الى هذه الجهة ومرة تقلبها لهذه تقلبها لهذه الجهة تقريبا الان عبر عنها بالقدر الذي يغلي عن عملية التقلب نفسها تقلب القلب عبر عنها بالقدر الذي يغلي جاء في رواية لحديث المقداد لقلب ابن ادم اسرع تقلبا من القدر اذا استجمعت غليانا فالرواية الاولى اشد انقلابا من القدر اذا اجتمعت غليا الحديث رواه احمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير والحاكم في المستدرك وابن ابي عاصم في كتاب السنة وقال الهيثمي رحمه الله رواه الطبراني باسانيد ورجال احدها ثقات مجمع الزوائد حسنه محققوا مسند احمد في طبعته الاخيرة وكذلك صححه الشيخ الالباني رحمه الله آآ مرة قال اسرع ومرة قال اشد اذا الانقلاب اتصف بالشدة وبالسرعة وهذان عاملان مختلفان لكن كل واحد يساعد على الاخر الشدة والسرعة فالانقلاب يعني انقلاب القلب شديد وسريع ايضا ومعنى الحديث ان القلب كاسمه على اسمه يتقلب تقلبا شديدا سريعا كتقلب ما في القدر اذا استحكم غليانها فانت تراها تفور وتغلي والاسفل يصعد والاعلى ينزل تقلبات شديدة وسريعة في القدر التي تغلي والتطارد فيه بين لمت الملك ولمة الشيطان تطارد سريع وقوي الى ان يقع الفتح لاحد الحزبين فيعلم حال القلب هل انتصرت في لمة الملك ولا لمة الشيطان؟ هل هذا القلب فتح المجال للخواطر الطيبة لمات الملك وهو اول الخواطر الرديئة ولمات الشيطان وكل ما ينبني على اضطراب القلب وهيجانه لا استقرار له حتى يستقر على الايمان والتوحيد ويثبت على العمل الصالح والبر والتقوى القلوب اشد تغيرا من القدر في غليانها لانها مترددة بين الاقبال والاعراض فكل ما يبنى على قلوب الخلق يضاهي ما يبنى على امواج البحر فانه لا ثبات له اذا الحديث هذا يرشدنا الى ان يدلنا الى ان القلب يدلنا على ان القلب لا استقرار له انه سريع التقلب شديد التقلب لا استقرار له الا اذا واحد ثبت نفسه قلبه ذكر الله والقرآن قصص الانبياء والدعاء دعاء الله واليقين بالحاجة اليه وعدم الاستغناء عنه والخوف على مصير قلبه هذا الذي يثبت قلبه اذا الاصل في القلب انه لا يستقر غير مستقر. عضو غير مستقر سريع التقلب وكذلك نتعلم من الحديث انه القلب فاعل همام كاسب فاعل همام كاسب قال شيخ الاسلام رحمه الله كل ادمي حارث وهمام الحارث من الحرث العملي حارث وهمام صاحب همة ونية وعزم ينبعث الى الى الشيء خيرا او شر كل ادمي حارث وهمام اي عامل كاسب وهو همام اي يهم ويريد فهو متحرك بالارادة وقد جاء في الحديث مثل القلب مثل ريشة ملقاة بارض فلاة ولا القلب اشد تقلبا من القدر اذا استجمعت غليانا فلما كانت الارادة يقول شيخ الاسلام ابن تيمية والعمل من لوازم ذاتها يعني قلوب عندها هي اصلا تحوي ارادة وعملا فاذا هداها الله علمها ما ينفعها وما يضرها فارادت ما ينفعها وتركت ما يضرها انتهى كلامه رحمه الله وقال في موضع اخر واذا كان كذلك فعدم احساسه وحركته ممتنع يعني لا يمكن القلب يكون لا يتحرك ابدا ولا يحس فان لم يكن احساسه وحركته من الحسنات المأمور بها او المباحات والا كان من السيئات المنهي عنها فاذا القلب همام بالفعل حارث فعال فاذا ما تحكم به صاحبه وما وضع فيه زمام العلم والتقوى وما ظبط حركات القلب وافعاله بالشريعة ضاع القلب ولذلك فان العناية بالقلب مهمة يعني كل واحد فينا ينبغي ان يبني قلبه ويعمر عمارة القلب قلوب معمورة بذكر الله قلوب معمورة بطاعة الله. معمورة بالقرآن بمعاني الايمان. معمورة بالاعمال اعمال القلب الايمانية وهناك قلوب خربة فيها اشياء اخرى مملوءة مملوءة باشياء اخرى. فهي تنبعث وتتحرك في الشر