الحديث العشرون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا تشهد احدكم فليستعذ بالله من اربع يقول اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال رواه مسلم وهو في البخاري دون لفظ التشهد لاهمية هذه الامور الاربعة كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمها اصحابه يعني الاستعاذة منها كما يعلمهم السورة من القرآن كما ورد في الحديث فقد جاء عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن يقول قولوا اللهم انا نعوذ بك من عذاب جهنم واعوذ بك من عذاب القبر واعوذ بك من فتنة المسيح الدجال واعوذ بك من فتنة المحيا والممات قال مسلم بالحجاج بلغني ان مسلم صاحب الصحيح بلغني ان طاووسا يعني هذا الرجل العظيم من رجال السلف الصالح قال لابنه ادعوت بها في صلاتك فقال لا. قال اعد صلاتك لان طاووسا رواه عن ثلاثة او اربعة او كما قال صحيح مسلم قال ابن القيم رحمه الله وهذا من اكد ادعية الصلاة حتى اوجب بعض السلف والخلف الاعادة على من لم يدعو به في التشهد الاخير واوجبه ابن حزم في كل تشهد فان لم يأت به بطلت صلاته. يعني عند ابن حزم كما في بداعي الفوائد. لكن الراجح وهو قول جمهور العلماء ان الدعاء على الاستحباب وان امر طاووس الابنة بالاعادة انما كان تأديبا له لئلا يتهاون بتلك الدعوات فيتركها فيحرم من فائدتها ثوابها الحديث فيه استحباب الاستعاذة بالله تعالى من هذه الاربع في اخر التشهد في كل صلاة لعظم امرها وشدة البلاء بها ولان اكثرها او كلها امور غيبية ايمانية من الايمان فعقل ذلك وفهمه يجعل الانسان على صلة عظيمة بالله كما في رياض الافهام في شرع عمدة الاحكام للفكهاني فتنة المحيا ما يعرض للانسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات والابتلاء مع عدم الصبر والرضا والوقوع في الافات والاصرار على السيئات فتنة المحيا تشمل فتنة المال وفتنة النساء والفتنة بالولد. وفتنة الشبهة والشهوة. فتنة الدين كالفتنة في الدين كفر والبدعة والفسوق والعصيان كما في اختيار الاولى في شرح حديث اختصام الملأ الاعلى اما فتنة الممات فالمقصود بها عند الاحتضار فيصرعه الشيطان ويتخبط عند الموت فلا يقول الشهادة او يكفر او او وكذلك فتنة الممات بعد الموت بسؤال المنكر والنكير له في قبره وعدم ثباته والفتنة عند الاحتضار هي اللحظة الحاسمة التي ينتظرها الشيطان ويكون احرص ما يكون فيها على اغواء المؤمن وان ينال منه في اللحظة الاخيرة قال ابن تيمية رحمه الله وقت المؤمن احرص ما يكون الشيطان على اغواء بني ادم. لان وقت الحاجة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم الاعمال بخواتيمها ولهذا روي ان الشيطان اشد ما يكون على ابن ادم حين الموت يقول لاعوانه دونكم هذا فانكم فانه ان فاتكم لن تظفروا به ابدا انتهى من مجموع الفتاوى. ولهذا كانت الادعية الشرعية وقاية للمسلم واي وقاية من تسلط الشيطان عليه في تلك الحال. وقد قال تعالى توفني مسلما والحقني بالصالحين وكذلك قوله في الحديث واعوذ بك ان يتخبطني الشيطان عند الموت يشبه اعوذ بك من فتنة الممات فتنة المحيا والممات وكذلك فان عذاب القبر داخل في فتنة الممات وفتنة المسيح الدجال داخلة في فتنة المحيا لكن افردها لعظمها عذاب القبر داخل في فتنة الممات كما قلنا فيكون من باب اضافة الخاص الى العام قال ابن القيم رحمه الله يستعيذ المصلي بالله من مجامع الشر كله فان الشر اما عذاب الاخرة واما سببه فليس الشر الا العذاب واسبابه والعذاب نوعان عذاب في البرزخ وعذاب في الاخرة واسبابه الفتنة وهي نوعان كبرى وصغرى فالكبرى فتنة الدجال وفتنة الممات والصغرى فتنة الحياة التي يمكن تداركها بالتوبة بخلاف فتنة الممات وفتنة الدجال. فان المفتون فيهما لا يتداركهما ابن القيم في الصلاة واحكامها وحكم تاركها