وعن سليمان بن سرد رضي الله عنه قال كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم ورجلان يستبان واحدهما قد احمر وجهه وانتفخت اوداجه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اني لاعلم كلمة وقالها لذهب عنهما يجده لو قال اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ذهب منه ما يجده. فقالوا له ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعوذ بالله من الشيطان الرجيم. متفق عليه. وعن معاذ ابن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من كظم غيظا وهو قادر على ان ينفذه. دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره من الحور العين ما شاء رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم كما اوصني قال لا تغضب فردد مرارا. قال لا تغضب. رواه البخاري وبالله التوفيق بسم الله الرحمن الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد فهذه الاحاديث الثلاثة كالتي قبلها الغضب واسبابه والحث على التعوذ بالله من الشيطان عند وجوده فالانسان عرضة لاسباب الغضب فينبغي له ان يتوقاها ويحذرها فاذا وجدت وحصل معه الغضب فليتعوذ بالله من الشيطان وليخذل وليصبر ولا ينفذ مقتضى الغضب لان الغضب جمرة تغلي في القلب شديد خطير قد يضرب وقد يقتل وقد يطلق فالواجب على الانسان ان يحذر ما يترتب على الغضب وذلك بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وتغيير الحالة كان قائما يجلس كان ماشيا يقف المقصود يغير حاله لعل الله ينهي عنه ما يجد في هذا ان شخصين تشابا واحمرت اوداج احدهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم اني لا اعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فبلغ ذلك فلم يفعله المقصود ان المؤمن يجب عليه ان يتحرى الخير في ما يأتي ويذر يمسك عن ما حرم الله ويؤدي ما اوجب الله واذا عرظ له عرظ يوجب الغظب فليحرص على اسباب التوقي. بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم والحذر من بقية الاسباب التي تزيد بالغضب وفي الحديث الثاني يروى عنه عليه السلام انه قال من كرم غيظا وهو قادر على ان ينفذه ناداه الله يوم القيامة حتى يخيره في الحور العين والله يقول جل وعلا في غسل المتقين والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس هذا مواصل المتقين قال تعالى وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس كالمرءين من خصال اهل التقوى ومن الصفات الحميدة فينبغي المؤمن ان يجاهد نفسه في ذلك عند وجود الغضب ان يكظم الغيظ ويعفو ويصفح ولا ينتقب يرجو ما عند الله من المثوبة وفي الحديث الثاني يقول صلى الله عليه وسلم الذي طلب الوصية قال يا رسول اوصني قال لا تغضب فردد مرارا قال لا تغضب يعني اوصى بترك الغضب تكرارا وذلك لاعظم ما يترتب على الغضب من الخطر فكم من غاضب غاية الندامة بشعب تنفيذه مقتضى الارض من قتل وضرب وطلاق وغير ذلك فالمشروع لك يا عبد الله ان تحذر اسبابه اولا ان تحذر اسباب الغضب فاذا وقع فعالج التعوذ بالله من الشيطان الرجيم وكظم الغيظ وحفظ اللسان وتغيير الحال انتقل من مكان الى مكان اجلس واصمت الى غير هذا من اسباب تهدئة الغضب نسأل الله للجميع التوفيق والهداية