بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين نحمده عز وجل ونثني عليه الخير كله ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فقال الله جل وعلا في محكم التنزيل وجاء المعذبون من الاعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب اليم جاء وجاء المعذبون اي كثيروا الاعذار فاكثروا من الاعذار في القعود عن الجهاد في سبيل الله جل وعلا او الذين قصروا وهم كذلك ولذا في قراءة وجاء المعذرون من الاعراب بالتخفيف ليؤذن لهم في القعود وقعد الذين كذبوا الله ورسوله وهؤلاء صنف اخر. وهم المنافقون هؤلاء قعدوا واما الاولون فاكثروا من الاعذار ثم قال جل وعلا سيصيب الذين كفروا منهم عذاب اليم. وهم الذين قعدوا وهم نعم ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله هم الذين كذبوا الله ورسوله من المنافقين سيصيب هؤلاء عذاب اليم. فخص الله عز وجل منهم الذين كفروا وهم الذين كذبوا الله ورسوله ثم بين جل وعلا من هم الذين يعذرون في القعود وعن الجهاد في سبيل الله جل وعلا فقال تعالى مبينا هؤلاء ليس على الضعفاء ولا على المرضى فالذين ليس بهم قوة على الجهاد من كبار السن والمعاقين نعم والذين لا يستطيعون فهؤلاء لهم العذر في التخلف ولا على المرضى نعم لعدم قدرتهم ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون. ينفقون في الجهاد نعم بحيث ليس عندهم ما يستعدون به لاخذ اهبة الجهاد نعم وليس عندهم ما يركبون فهؤلاء ايضا يعذرون ولا على الذين لا يجدون ما ينفقون حرج بشرط اذا نصحوا لله ورسوله. نعم يعني في حال قعودهم وتخلفهم هم ناصحون لله ولرسوله وهم محسنون في طاعة الله جل وعلا في باقي الاعمال التي يستطيعون عليها ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم جل وعلا ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم هنا بعد ان عمم الله عز وجل هنا خاصة خص الذين جاؤوا الى الرسول صلى الله عليه وسلم. وهم سبعة او نحو هذا العدد وطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم ان يحجوا معه ولكن ليس عندهم ظهر يركبونه وليس عندهم من المال ما يبلغهم الى مكان الجهاد ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه تولوا تولوا واعينهم تفيض من الدمع. حزنا الا يجدوا ما ينفقون في سبيل الله فهؤلاء تولوا وهم يبكون حزنا لانهم لم يستطيعوا الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم للجهاد في سبيله جل وعلا وهذا دليل على ايمانهم وقوة يقينهم بالله عز وجل. وانظروا الى موقف هؤلاء وموقف اولئك الذين تقدمت صفتهم وقصتهم. نعم يكثرون من الاعذار يقعدون ويتخلفون ويفرحون بهذا القعود بينما هؤلاء يبكون حزنا الا يجدوا ما ينفقون. وما يخرجون به في الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال عز وجل انما السبيل اي انما الشأن على الذين يستأذنونك وهم اغنياء عندهم قدرة واستطاعة مادية وجسدية مالية وايضا جسدية حسية ومعنوية وهم اغنياء رضوا بان يكونوا مع الخوالف وطبع الله على قلوبهم نعوذ بالله من نعم نعوذ بالله من الطبع على القلوب بحيث يصبح قلب الانسان لا منكر ولا يعرف معروف. نعوذ بالله من ذلك وقد قال الله عز وجل افمن زين له سوء عمله. فرآه حسنا نعوذ بالله. فهذا الذي يرى سيء العمل حسن متى يتوب وينيب ويرجع الى الله عز وجل فنعوذ بالله من الطبع على القلوب نعم ويا ايها الاخوة اذا لم يتيسر للانسان الجهاد في سبيل الله جل وعلا اي جهاد السيف والسنان فبحمد الله جهاد الحجة بيان هذا موجود بحمد الله وقد سماه الله عز وجل جهادا كبيرا. وجاهدهم به جهادا كبيرا فهذه في سورة الفوقان وهي مكية قبل ان يفرض جهاد السيف والسنان هذا بحمد الله موجود. نعم فنسأل الله عز وجل ان يرزقنا الجهادين نعم يعتذرون اليكم اذا رجعتم اليهم نعم قل لا تعتذروا ما في فائدة من اعتذاركم لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من اخباركم قم وتقدم لنا ان سورة التوبة تسمى بالكاشفة والفاضحة لانها فظحت هؤلاء المنافقين نعوذ بالله لن نؤمن لكم قد نبأنا الله من اخباركم وسيرى الله عملكم ورسوله ثم الى عالم الغيب والشهادة سيرى الله عملكم لعل الشيخ مصطفى ينتبه ورسوله اي ان كنتم صادقين في توبتكم وفي اعتذاركم نعم سيرى الله عز وجل اعمالكم المستقبلية كيف المستقبل ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة جل وعلا. فينبئكم بما كنتم تعملون سيحلفون بالله لكم اذا انقلبتم اليهم لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم انهم رجس نعوذ بالله اعمالهم رجس واقوالهم رجس. نعم. لانهم نعم قعدوا عن الجهاد واعتذروا بالاكاذيب نعم ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا عنهم. تلاحظون تكرار هذه المعاني فيما يتعلق بالتخلف وتقبيح هذا الشيء نعم وفي هذا حث اهل الايمان على الاقبال على الله جل وعلا نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم الاقبال جل وعلا يحلفون لكم لترضوا عنهم فان ترضوا عنهم فان الله لا يرضى عن القوم الفاسقين ادعو بالله تعالى التوفيق. امين