بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلاة وسلاما على المبعوث رحمة للعالمين. نبينا محمد صلى الله عليه وعلى من تبعه باحسان الى يوم الدين. ايها الاخوة المشاهدون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ما زلنا نتحدث في برنامجكم شبهات عن القرآن العظيم. نتحدث في هذا البرنامج عن الشبهات المثارة عن القرآن العظيم ذلك الكتاب الذي اختاره الله ليكون شاهدا على العالمين الى قيام الساعة. تحدثنا في حلقة سابقة عن حفظ القرآن الكريم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ووصلنا في حديثنا الى امر الا وهو لان القرآن لم يجمع كاملا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. وان كان قد كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم الا انه لم يجمع في كتاب واحد. والسبب في ذلك انه نزل منجما فكان ينزل بعضه من اخر القرآن وبعضه من اول القرآن. والنبي صلى الله عليه وسلم يتعاهد ذلك كله فيرتبه ويضع كل في مكانه صلى الله عليه وسلم. لذلك يقول لنا زيد بن ثابت رضي الله عنه قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم ليكن القرآن قد جمع في شيء لم يجمع في شيء واحد. لم يجمع في كتاب واحد. بعدما اليمامة والتي قتل فيها الف من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذعر عمر بن الخطاب لكثرة من مات من حفرة القرآن فذهب الى الصديق واشار عليه ان يكتب القرآن الكريم ويجمعه في مصحف واحد خشية ان يضيع شيء من القرآن اذا مات المزيد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. بعد وقت ومراجعة واخذ ورد وافق الصديق رضي الله عنه على جمع القرآن في مصحف واحد تردده كان بسبب ان النبي صلى الله عليه وسلم مات ولم يصنع ذلك. فكان يقول للفاروق كيف اصنع شيئا لم يصنعه النبي صلى الله عليه وسلم. والفاروق يقول هو والله خير. هو والله خير. فما زال كذلك حتى الله صدر الصديق. ان كتب الصديق لمهمة جمع القرآن العظيم شابا معروفا بالاخذ عن النبي صلى الله الله عليه وسلم ومعروفا ايضا بالكتابة للوحي بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم. هذا الشاب الذكي هو زيد ابن ثابت رضي الله عنه الذي بفرط ذكائه تعلم السريانية في عشرين يوما رضي الله من هو ارضاه؟ اوكلت المهمة الى زيد. يقول زيد فقلت فتتبعت القرآن املؤه من اين يجمع القرآن حتى نعرف منهج زيد في التتبع والتثبت للنص القرآني. فتتبعت القرآن اجمعه من الرقاب والاكتاف والعصب وصدور الرجال. يبحث عن القرآن في الرجال وفي محفوظاتهم الكتابية فقد كانوا يكتبون القرآن في الرقاء او في المخاف او في الاكتاف من وسائل الكتابة حينذاك. حتى وجدت من سورة التوبة ايتين مع خزيمة الانصاري لم اجد مع احد غيره لم يكن رضي الله عنه يعتمد على حفظه فهو يحفظ القرآن الكريم لكنه يريد ان يجمع القرآن من صدور الصحابة رضي الله عنهم. فما زال يبحث ويستوثق للنص القرآني حتى جمع القرآن العظيم العلماء بينوا لنا منهج زيد في الكتابة. لقد كان رضي الله عنه لا يقبل شيئا يحضر اليه على انه من القرآن الا بشهادة شاهدين. يشهد على انه قد كتب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم. يقول يحيى ابن عبدالرحمن ابن حاطب قام عمر رضي الله عنه في الناس فقال من كان تلقى من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا من قال فليأتنا به. اذا كتب احد ما شيئا من القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فليأتنا به وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والالواح والعصر. وكان لا يقبل من احد شيئا حتى يشهد له شهيدان. يشهدان بانه قد كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم يقول الامام ابو شام المقدسي كان غرضهم الا يكتبوا الا من عين ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لا من مجرد الحفظ. الحفظة كثيرون لكنهم يريدون ان يجمعوا ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم ويريدون ان يستوثقوا له بشهادة شاهدين يشهدان انه كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم واكمل زيد رضي الله عنه مهمته فجمع القرآن العظيم بتمامه فاخذت هذه فوضعت عند خليفة المسلمين ابي بكر فلما مات رضي الله عنه وضعت عند خليفة المسلمين واميرهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلما مات جعلت عند ابنته حفصة كم من مؤمنين رضي الله عنها وارضاها لذلك يكون قد انتهى الجو الاول للقرآن وهو الجو الذي تم في عهد ابي بكر في عجل عثمان رضي الله عنه بعد ان ساح المسلمون في الارض جعل بعضهم يقرأ مع بعض فالشامي يقرأ امام الكوفي والكوفي يقرأ امام المصري. ومن المعلوم لدينا بان القرآن نزل على سبعة احرف فنزل موافقا لبعض لهجات العرب فكان بسبب ذلك يحصل شيء من الاختلاف فلربما قرأ النبي صلى الله عليه وسلم الاية على الشامي على غير ما وقرأها على الكوفي. كقول الله تبارك وتعالى ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتثبتوا. وكل ذلك يصنعه بوحي الله تبارك وتعالى ففي الحديث المتواتر ان القرآن نزل على سبعة احرف. فعندما اجتمع هذا فوجد ان صاحبه يقرأ فتبينوا وهو يقرأ فتثبتوا. جعل يشك في قراءة الاخر. فاورث ذلك نوعا من الجدل والجدل في القرآن كفر. لذلك جاء حذيفة رضي الله عنه الى الخليفة يشكو له ذلك. فقال له ادرك هذه الامة قبل ان يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى. فهؤلاء الجهلة ظنوا بان قراءة الاخرين ليست قرآنا نزل من الله وان قراءته هي الصحيحة وان قراءة الاخرين خطأ وهذا من قلة العلم وعدم معرفة الاحرف السبعة التي نزل بها القرآن العظيم. فقال عثمان رضي الله عنه ما الحل لهذا الامر فاشار الصحابة رضي الله عنهم على عثمان بان يجمع القرآن مرة اخرى. ان يجمعه او ان يعيد كتابته من خلال ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم. وان يكتبه بلغة قريش لان القرآن انما نزل ابتداء بلغة قريش. وانما سمح للنبي صلى الله عليه وسلم ان يقرأ لعرب بلغاتها تخفيفا عليهم وحتى يسهل عليهم حفظ القرآن العظيم. والا فاصل القرآن كان نزوله بلغة قريش. فتبادر الصحابة رضي الله عنهم الى كتابة القرآن على لغة قريش يقول علي رضي الله عنه لان عثمان قال للصحابة قد بلغني ان بعضهم يقول ان قراءتي خير من قراءتك وهذا يكاد ان يكون كفرا. نرى ان نجمع الناس على مصحف واحد فلا طرقة ولا يكون اختلاف. فقال الصحابة رضي الله عنه فنعم ما رأيت. فكيف جمع عثمان رضي الله عنه القرآن. شكل عثمان رضي الله عنه لجنة من اربعة اشخاص. ثم تكاملت اللجنة ما يقول كثير ابن افلح رضي الله عنه حتى وصلت الى الى اثني عشر صحابيا من قراء القرآن الى هذه اللجنة ان تنسخ الصحف التي كتبت في عهد ابي بكر رضي الله عنه الذي موافقا لما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم. فقاموا باعادة كتابته. يقول حذيفة رضي الله عنه فارسل عثمان الى حفصة التي عندها ما جمع في عهد ابي بكر. ان ارسلي الينا بالصحف ننسخها ننسخها في المصاحف. لقد كان عمل اللجنة الاول هي اعادة نسخ الصحف التي جمعت على عهد ابي بكر. ننسخها في المصاحف ثم نردها اليك. فارسلت بها حفصة الى عثمان فامر زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام انا ساخوها في المصاحف. وبين عثمان رضي الله عنه منهج النسخ لهؤلاء الكتبة فقال اذا اختلفتم انتم وزيد ثلاثة من اللجنة من المهاجرين ورابعهم زيد من الانصار. اذا اختلفت انتم وزيد في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش. فانما نزل بلسانه جاء في رواية الترمذي انهم لم يختلفوا الا في كتابة كلمة واحدة هي التابوت ليأتيكم التابوت فيه سكينة من ربكم. فقال الثلاثة تكتب التابوت بفتح التاء الاخيرة قال زيد رضي الله عنه بل تكتب بتاء مضمومة. بتاء مربوطة فمال الصحابة الى الطريقة اهل قريش في كتابتها لان القرآن انما نزل بلسانه. فقد رفعوا اختلافهم هذا الى عثمان رضي الله عنه فقال اكتبوه بالتابوت بتاء مفتوحة فانما نزل بلسان قريش وتكامل الجمع العثماني ووافق اجماع الصحابة رضي الله عنهم. يقول حذيفة رضي الله عنه حتى اذا نسخوا الصحف اي صحف ابي بكر حتى اذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف الى وقال ابقيها عندك وارسل الى كل افق بمصحف مما نسخوا امر بما سواه من القرآن ان يخرق وفي رواية ان يحرم. لماذا امر عثمان رضي الله عنه من كان عنده شيء من القرآن ان يخرق او يحرق. ذلك بانه اراد ان يجمع الصحابة رضوان الله عليهم على لغة قريش على اللغة التي نزل فيها القرآن اولا. هذا الامر الذي ومعه عثمان لم يعيبه لم يعيبه فيه احد. بل وافق اجماعا من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول علي رضي الله عنه ايها الناس لا تتحدثوا في عثمان ولا تقولوا الا خيرا في هو احراق المصاحف. فوالله ما فعل الذي فعل من المصاحف الا على ملأ منا اي حصل هذا باجماع وتوافق من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. والله لو وليت هذا الامر لفعلت مثل الذي فعل رضي الله عنه. فيقول مصعب ابن سعد رضي الله عنه ادركت الناس حين شقق عثمان المصاحف فاعجبهم ذلك ولم يعد منهم احد ذلك. وهكذا امتثلت الامة طائعة فمزقت وحرقت ما بين يديها من المصاحف. مما كتبه الواحد منهم فلربما ما فيه خطأ لربما كتبه لنفسه فنسي كلمة او زاد كلمة ولربما كتبه على احرف غير الحرف الذي اراد عثمان رضي الله عنه ان يجمع الصحابة عليه وهو لغة قريش. فعلو ذلك رضي الله عنه برضاهم لم يأمر عثمان احدا بان يذهب الى بيت فلان فينظر هل امتثل الامر ام لم يمتثل؟ فعل ذلك اصحاب النبي صلى الله عليه عليه وسلم برضاهم. لماذا؟ لانهم ادركوا الحكمة وان عثمان رضي الله عنه انما جمع النص قاله النبي صلى الله عليه وسلم كما قاله جبريل عليه السلام وجمع النص الذي كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم والذي جمع على عهد ابي بكر رضي الله عنه وها هو يجمعه من جديد فينسخه في مصحف واحد ويرسل به الى الانصار. ونسخ عثمان رضي الله عنه بل نسخت اللجنة بامر عثمان نسخا مما قد جمع وارسل الى الانصار فارسل الى كل مصري بمصحف وارسل معه بقارئ يقرئهم القرآن العظيم فاجتمع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن الكريم وتركوا الاختلاف الذي نتج عن الاحرف التي شراها الله تبارك وتعالى تسهيلا على الامة لحفظ القرآن. هذه الاحرف ثبت نزول القرآن فيها بحديث متواتر. وهو قول النبي صلى الله عليه وسلم ان القرآن نزل على سبعة فاقرأوه بها فانها كلها شاف كاف. هذه الاحرف لم تكن من صنع النبي صلى الله الله عليه وسلم. فالنبي لا يملك ذلك. ولو تقول علينا بعض الاقاويل لاخذنا منه باليمين. ثم لقطعنا منه الوكيل فما منكم من احد عنه حاجزين. لكنه صلى الله عليه وسلم حين نزل القرآن بلغة قال اسأل الله عفوه ومعافاته ومغفرته. ان امتي لا تطيق ذلك. فطلب من جبريل السلام ان يستأذن الله تبارك وتعالى بان ينزل القرآن على حرفين وعلى ثلاثة وعلى اربع حتى انزله على سبعة احرف قال له ان امتي لا تطيق ذلك. ان فيهم الشيخ الكبير والمرأة العجوز وغير ذلك ثم يصعب عليه ان يقرأ القرآن. فرخصة من الله تبارك وتعالى اباح للامة ان تقرأ القرآن على غير لغة قريش ذلك ان الناس اعتادوا على كلمات معينة فقرأ القرآن على بعض لغات العرب هذه الاحرف كانت رخصة من الله تبارك وتعالى. فلما ضربت السن الناس على لغة قريش على كيفية قراءة القرآن. ونشأ جيل في الاسلام يجيد قراءة القرآن على لغة قريش رأى عثمان رضي الله عنه ان يعود الى الاصل في نزول القرآن اذ ان سبب الرخصة قد فات. بل قد تؤدي هذه الرخصة عند بعض الجهلة الى شيء من الخطأ الذي يخشى على صاحبه من الكفر اذا انكر شيئا من الاحرف التي نزل بها القرآن العظيم. وهكذا قرأ القرآن وجمع على لغة قريش كما نزل اول مرة وما زال المسلمون يستنسخون كتابهم ويحفظونه بصدورهم حتى وصل الينا كما انزله الله تبارك وتعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون علينا جمعه وقرآنه. فاذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم ان علينا بيانه وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه من حكيم حميد. ايها الاخوة المشاهدون لنا عودة اخرى باذن الله تبارك وتعالى. للحديث عن بالقرآن العظيم وذب الشبهات التي يلقيها الافاكون عن هذا القرآن العظيم فالى ذلك الحين اسأل الله عز وجل ان يديم علينا وعليكم ستره انه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته