المتفة الاشجار وهم اصحاب مدينة فكذبوا نبيهم شعيب الذي جاء بما جاء به مسلم اذ قال لهم شعيب الا تتقون الله فتترك فتتركون فتتركون ما يسقطون ثم يغضب من الكفر والمعاصي لكمال عقلهم ووزانته وسيأتينا الصوف القه فألقه اليهم ثم تولى عنهم اي استخر غير اي استأخر غير بعيد. فانظر ماذا يرجعون اليك وما يتراجعون به؟ فذهب به فالقاه عليها فقالت لقومها الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الثامن عشر يوم الخميس عام سبعة وثلاثين واربع مئة والف من اجت المصطفى صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان ونبدأ تيسير الكريم الرحمن حيث وقفنا على الاية السابعة والثمانين من سورة الشعراء نسأل الله ان يبارك لنا وننهي سورة الشعراء قبل الاقامة وقالوا كما قال من قبلهم تشابهت قلوبهم انقلبت تشابه تقوانا وكانوا مع شركه مائتون فاحشة لم يسبقهم اليها احد من العالمين يختارون نكاحا المستقبل الخبيث ويرغبون عما خلق لهم من ازواج ودفع شر عن عبده وبرحمته به يفعل ذلك ثم نبهه عن الاستعانة قرب الله والنزول في منزل الاحسان فقال الذي يراك حين تقوم في الساجد ان يراك في هذه العبادة العظيمة التي هي مع هذا لم ينتفع بها كثير من العالمين ولم ينتفع بها جميع المعاندين صونا لها عن عما لا خير فيه ولا صلاح ولا زكاة في قلبه وانما اهتدى بها من خصهم ودخل المدينة الى حين غفلة من اهلها اي اما وقت القائلة او غير ذلك من الاوقات التي بها يغفلون عن الانتشار فوجد فيها رجلا يقتتلان ان يختصمان ويتضارمان هذا من شيعتهم وتقر به عينها وتزداد به غطتا وشرا ومنها ان الخبط بها من الخلق لا ينافي الايمان ولا يزهر كما جرى لام موسى ولموسى من تلك المخاوف. ومنها ان الايمان يزيد وينقص ان من اعظم ما يزيد نعم القراءة مع الشيخ يوسف الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه وللمسلمين يا رب العالمين. قال الامام علامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تعالى في تفسير قوله تعالى ولا تخزني يوم يبعثون اي بالتوبيق على كبعض الذنوب والعقوبة عليها والفضيحة بل اسعدني في ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم فهذا الذي ينفعه عندك وهذا الذي ينجو من العقاب ويستحق جزيل الثواب. والقلب السليم معناه الذي سلم من الشرك والشك ومحبة الشر والاصرار على البدعة والذنوب. ويلزم من سلام مما ذكر اتصافه باضدادها من الاخلاص والعلم واليقين ومحبة الخير وتزيينه في قلبه وان تكون ارادته ومحبته تابعة لمحبة الله وهواه تبعا لما جاء عن الله ثم ذكر من صفات ذلك يوم عظيم وما فيه من الثواب والعقاب فقال وازلفت الجنة وان قربت للمتقين ربهم الذين امتثل اوامره واجتنبوا زواجره واتغوا سخطه وعقابه وفرجت الجحيم اي برزت واستعدت بجميع ما فيه من عذاب للغاوين الذين او في معاصي الله وتجرأوا على محارمه وكذبوا رسله وردوا ما جاءوهم به من الحق وقيل لهم اينما كنتم تعبدون من دون الله هل لينصرونكم او ينتصرون بانفسهم. اي فلم يكن من ذلك بشيء وظهر كذبهم وخزيهم ولاحق خسارتهم وفضيحتهم دا ما هو مضل سعيهم فكبكبوا فيها اي القوا في النار هم اي ما اي ما كانوا يعبدون والقاومون العابدونها. وجنود ابليس يجمعون من الذين ازاهم من المعاصي ازا وتسلط عليهم بشركهم وعذب ايمانهم فصاموا من دعاتهم والساعين في مرضاتهم وهم ما بين داع لطاعتهم ومجيب لهم مقلد لهم على شركهم. اي ازلفت تدل على بعد الجنة. وذلك لعلوها ودنو الارض وبرزت دل على قربها وانها مخفية. تحتاج الى اظهار. نعم قالوا اي جنود ابليس الغاوون لاصنامهم اثنى واغثانهما التي يعبدوها تالله ان كنا لفي ضلال مبين اذ نسويكم برب العالمين في العبادة والمحبة والخوف والرجاء وندعوكم كما ندعوه فتبين لهم حينئذ ضلالهم واقروا بيد الله في عقبتهم وانها في محلها وهم لم يسووهم برب العالمين الا في اختلاف الخلق بدليل قولهم برب العالمين انهم قرن ان الله رب العالمين كلهم الذين من جملتهم اصنامهم واوثانهم وما ظلنا عن طريق الهدى والفسق الا المجرمون وهم الائمة الذين يدعون الى النار فما لنا حينئذ من شافعين يشفعون لنا لينقذنا من عذابه ضيق حميم اي قريب مصاف ينفعنا بادنى نفع. كما جرت العادة بذلك في الدنيا فايسوا من كل خير والف وابلسوا بما كسبوا وتمنوا العودة الى الدنيا ليعملوا صالحا فلو ان لنا كرة اي رجعة الى الدنيا واعادة اليها فنكون من المؤمنين ثوب هيهات هيهات قد حيل بينهم وبين ما يشتهون. وقد خلقت منهم الرهون. ان في ذلك الذي ذكرنا لكم وصفا لاية لاية لكم وما كان اكثرهم مؤمنين مع نزول الايات. كذبت قوم نوح للمرسلين الى اخر القصة. يذكر تعالى تكذيب قوم نوح لرسولهم نوح وما رد عليهم وردوا عليه وعاقبة الجميع فقال كذبت قوم نوح المرسلين جمعهم ان تكذيب نوح تكذيب جميع الرسل لانهم كلهم متفقون على دعوة لو دعوة واحدة واخبار واحدة. فتكذيب احدهم كتكذيب بجميع ما جاءوا به من الحق كذبوا اذ قالوا لهم اذ قال لهم اخوهم في النسب نوح وانا ابتعث الله الرسل من نسب من من ارسل اليهم بان لا يشمئزوا من انقياد له لانهم يعرفون حقيقتهم فلا يحتاجون ان يبحثوا عنه فقال لهم مخاطبا بالطف خطاب. كما هي طريقة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم. الا تتقون الله فتتركون ما انتم مقيمون عليه من عبادة الاردن وتخلصون لعبادة الله وحده اني لكم مسؤول امين فكونه رسول اليهم بخصوص يوجب لهم تلقي ما ارسل به اليهم والايمان به ان يشكروا الله تعالى على ان خصهم بهذا الرسول الكريم وكونه امينا يقتضينه لا يقول على الله ولا يزيد في وحيه ولا ينقص وهذا يوجب له التصديق والطاعة لامره فاتقوا الله واطيعوني فيما امركم به ونهاكم عنه فان هذا هو الذي يترتب على كونه رسولا اليهم امينا لذلك رتبه بالفائدة الدالة على السبب فذكر السبب الموجب. ثم ذكر امتثال المانع فقال وما اسألكم عليه من اجر فتتكلفون من المغرم الثقيل الا على رب العالمين ارجو بذلك القرب منه والثواب الجزيل واما انتم فمنيتي ومنتهى ارادتي منكم النصح لكم وسلوككم الصراط المستقيم. فاتقوا الله واطيعوني كرر ذلك عليه السلام لتكريره دعوة قومه وطول مكثه في ذلك. كما قال تعالى فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما وقوله قال ربياني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي الا فرارا الايات فقالوا ردا لدعوتي ساكن الناس واراضيهم وسقطهم بهذا يعرف تكبرهم عن الحق وجهلهم بالحقائق فانه لو كان قصدهم الحق لقالوا ان كان عندهم اشكال في دعوته بين لنا صحة ما جئت به بالضرور الموصلة الى ذلك. ولو تأمل حق التأمل لعلم ان اتبعهم ونعلون خيار الخلق اهل العقول الرزينة والاخلاق الفاضلة وان الارض لمن سلب خاصية عقله فاستحسن عبادة الاحجار ورضي ان يسجد لها ويدعوها وابا قيادا لدعوة الرسل الكمل وبما يتكلم احد الخصمين في في الكلام الباطل يعرف فساد ما عنده بقطع النظر عن صحة دعوى خصمه فقوم نوح لما سمعنا عنهم انهم قالوا وفي ردهم دعوة نوح انؤمن لك واتبعك ارض نون؟ فبنوا على هذا الاصل الذي كل واحد يعرف فسأله ردد فساده فساده رد دعوته عرفنا انهم ضالون مخطئون ولو لم نشاهد بنايات نوح ودعوة عظيمة ما يفيد الجزم واليقين بصدقه وصحة ما جاء به. فقال نوح عليه السلام وما علمي بما كانوا يعملون ان حسابهم الا على ربي لو تشعرون اي اعمالهم وحسابهم على الله انما علي التبليغ وانتم دعوهم دعوهم عنكم ان كان ما جئتم قم به الحق فانقادوا له وكل له عمله. وما انا بطارد المؤمنين كأنهم قبحهم الله وطلبوا منه ان يطردهم عنه تكبر وتجبرا ليؤمنوا وما فقال وما انا بطارد المؤمنين فانهم لا يستحقون الطرد والاهانة وانما يستحقون اكرام القول والفعل كما قال تعالى واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل وسلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة. ثم قال ان انا الا نذير مبين اي ما انا الا منذر مبلغ عن الله هو في نصح العباد ليس لي ما ابي شيء ان الامر الا لله. فاستمر نوح عليه الصلاة والسلام نوح من دعوتك ايانا الى الله وحده لتكونن من المرجومين. اي لنقتلنك شر قتلة بالرمي بالحجارة كما يقتل الكلب فتبا لهم ما اقبح هذه المقابلة يقابلون الناصح الامين الذي هو اشفق عليهم من انفسهم بشر مقابلة لاجرم لما انتهى ظلمهم وشد كفرهم دعا عليهم نبيهم بدعوة احاطت به فقال ربي لا تذر على الارض من الكافرين وهنا قال ربي ان قومي كذبوني فافتح بيني وبينهم فتحا اي اهلك منا وهو يعلم انه البغاة الظلمة ولهذا قال ونجني ومن معي من المؤمنين. هنا يجب ان ننتبه ان نوح عليه السلام صبر على امه الف سنة الا خمسين عاما ما دعا عليه ما دعا عليه متى دعا عليهم؟ لما اوحى الله اليه يا نوح انه لن يؤمن من قومك الا من قد امن خلاص الان نص قطعي ما يمكن الان ينتفع الناس به. فحين اذ دعا عليه. نعم والحيوانات ثم اغرقنا بعد اي بعد نوح ومن معهم يوم من الباقين اي جميع قومه ان في ذلك نجاة نوح واتبعه واهلاك من كذبه لاية دانة على صدر رسلنا وصحة ما جاء به ووطنان ما عليه اعداء ومكذبون بهم. وان ربك لهو العزيز الذي قهر بعزه اعداءه فاغرقهم بالطوفان الرحيم حيث نجى نوح معه من الايمان كذبت عاد للمرسلين الى اخر القصة اي كذبت القبيلة المسماة عادا رسولهم هودا وتكذيبهم له تكذيب لغير باقي الدعوة اذ قالوا قد قال لهم اخوهم في النسب هود بلطف وحسن خطاب الا تتقون الله فتتركون الشرك وعبادة غيره اني لكم رحمة بكم واغتنامكم وانا امين تعرفون ذلك مني رتب على ذلك قوله فاتقوا الله واطيعوني اي ادوا حق الله تعالى وهو التقوى وادوا حقي بطاعته فيما امركم به ونهاكم عنه لان تتبعوني وتضيعوني وليس ثم مانع يمنعكم من الايمان فلست اسألكم على تبليغ اياكم ونصحينكم اجرا حتى تستقيموا ذلك المغرم ان اجري الا على رب العالمين الذي رباهم بنعمه ودر عليهم فضله وكرمه خصوصا ما ربى من اوليائه وامه اتبنون بكل دين اي مدخل الجبال اية اعلامة تعبثون اي تفعلون ذلك عبثا لغيره فانية تعود بمصالحكم بمصالح دينكم ودنياكم وتتخذون مصانعه بركا ومجابيا للمياه لعلكم تخلدون والحال انه لا سبيل الى الخلود لاحد يعني طريق ريع يعني طريق اي من البلد فلما قال اني لعملكم من القالين اي المبغضين له الناهين عن المحذرين فقال واهني مما يعملون من فعلهم وعقوبته واستجاب الله له فنجيناه اهلا واجمعين الا عجوزا في الغابين اي الباقين في العنابي وهي امرأته. ثم دمر لنا اخينا وانضم عليهم مضنا لحجارة من سجيل فساء مطر من اهلكهم الله على اخرهم ان في ذلك اية وما كان اكثر مؤمنين وان ربك لهو العزيز الرحيم. ثم قال كذب اصحاب المرسلين الى اخر القصة. اصحاب الايكتين البساتين الملتفة نعم واذا بطشتم بالخلق بطشتم جبارين قتلا وضربا واخذ اموال وكان الله تعالى قد اعطاهم قوة عظيمة وكان الواجب عليهم ان يستعينوا بقوتهم على طاعة الله ولكنهم فخروا واستكبروا وقالوا من اشد منا قوة واستعملوا قوتهم في معاصي الله وفي العبث والسفه. فلذلك نهاهم نبيهم عن ذلك فقال فاتقوا الله واتركوا شرككم واطيعوني حيث علمتم اني رسول الله اليكم امير الناصح. واتقوا الذين مدكم وان اعطاكم بما تعلمون ان يمدكم بما لا يجهل ولا ينكر من الانعام بانعام من ابل وبقر وغنم وبنين اي وكثرة نسل كثر اموالكم وكثر اولادكم خصوصا الذكور افضل القسم افضل القسمين هذا تذكيرهم ثم ذكرهم حلو اعذاب الله فقال اني اخاف عليكم عذاب يوم عظيم اي اني من شفقة عليكم وبري بكم اخاف ان ينزل بكم عذاب عظيم تمرينتم على كفركم وبغيكم فقالوا معيدين الحق من كدب ابيهم سواء علينا او لم تكن من الواعظين اي الجميع على حد سواء وهذا غاية فان قوما بلغت بهم الحال ان صارت مواعظ الله التي تذيب الجبال وتتصدع لها افئدة اولي الالباب وجودها وعدمها وعندهم على حد سواء لقوم كان ظلمهم واشتد شقاؤهم وانقطع الرجاء من هدايتهم. ولهذا قالوا ان هذا الا خلق الاولين اي هذه الاحوال والنعم ونحو ذلك عادة الاولين تارة وتارة يفتقرون وهذه احوال الدهر لان هذا لان هذه محن ومنح من الله تعالى لعباده وما نحن بمعذبين وهذا انكار منهم للبعث. او تنزل مع نبيهم وتهكم به اننا على فرض اننا نبعث فاننا كما ادرت علينا النعم في الدنيا كذلك لا تزال مستمرة علينا اذا بعثنا فكذبوها تكذب سجية لهم وخلقا لا يردعهم عنه راجع فهلكناهم بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية ايام حسوما فترى القوم فيها بسرعة كانه معجاز نخل خاوية ثم قال ان في ذلك لاية على صدق نبينا هود عليه السلام وصحة ما جاء به وطلان ما عليه قوم وما كان اكثرهم مؤمنين مع وجود الايات المقتضة في الايمان وان ربك لهو العزيز الرحيم الذي قوم هود على قوة وبطشهم الرحيم بنبيه هود حيث نجاهون معهم يوميا كذبت تمود الموصين الى اخر القصة كذبت تمود قبيلة معروفة في مدائن الحجر المرسلين كذبوا صالحا عليه السلام والذي جاء بالتوحيد الذي دعت اليه الموسى كان تكذبون وتكذيبا للجمع اذ قال لهم اخوهم صالح في النسب برفق وان الا تتقون الله وتدعون الشرك والمعاصي اني لكم رسول من الله ربكم منكم لطفا بكم ورحمة فتلقوا رحمة بالقبول وقابلوها بالانعام يمنعنا من اتباعك انك تريد اخذ اموالنا وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم. اي نضيد كثير اي اتحسبون انكم تتركون في هذه الخيرات والنعم سدى تتنعمون وتتمتعون كما تتمتعون الانعام وتتركون اسنان لا تؤمرون ولا تنهون وتستعينون بهذه النعم على معاصي الله وتنحتون من الجبال بيوتا فارهين اي بلغت فيكم الفراهة والحذق الى ان اتخذتم بيوتا من الجبال فاتقوا الله واطيعوني ولا تطيعوا امر المسرفين الذين تجاوزوا الحد ان الذين يفسدون في الارض ولا يصلحون اي الذين وصفهم وذهبهم لسانهم في الارض بعمل المعاصي والدعوة الى نفسا لا اصلاح فيها وهذا اضر ما يكون منه شر محمو وكأنه ناس مستعدون لمعروف نبيهم موضعون في الدعوة لسبيل الغي فنهاهم صالح عن الاقتران بهم ولعله الذين قال الله فيهم وكان في المدينة تسعة في الارض ولا يصلحون فلم يفد فيهم هذا النهي والوعد شيئا فقام من صالحه انما انت من المسحرين اي قد سحرت فانت تهذي بما لا معنى له ما انت الا بشر مثلنا فاي فضيلة فقتنى بها حتى تدعونا الى اتباعك مع ان مجرد اعتبار حالته وحالة ما دعا اليه من اكبر الايات على صحة ما جاء به وصدقه. ولكنه من قسوة انسانوا ايات الاقتراح التي في الغائب لا يصلح من طلبها لكون طلبه مبنيا على التعنت لا على استرشاد. فقال صالح هذه ناقة تخرج من صخرة صماء مساء تابعنا في هذا من المفسرين ولا مانع من ذلك ترونها وتشاهدونها باجمعكم لا شرب ولكم شرب شرب يوم معلوم اي تشرب ماء البئر يوما وانتم تشربون لبنها وتصدر عنكم اليوم الاخر وتشربون انتم ماء البئر ولا تمسوها بسوء بعقل او غيره وهي فيأخذكم عذاب يوم عظيم كالحارفان يؤمن رسلنا وبطلان قوم معارضيهم وما كان اكثرهم مؤمنين وان ربك لهو العزيز الرحيم. كذبت قوم لوط للمرسلين الى اخر القصة ان يتموه واكملوه ولا تكونوا من المحسنين. الذين ينقصون الناس اموالهم ويسلبونها لبخس المكيال والميزان وزنوا بقصاص مستقيم. اي بالميزان العادي الذي لا يميل اتقوا الذي خلقكم والجبلة الاولين اي الخليقة الاولين فكم انفرد بخلقكم وخلق من قبلكم من اجل مشاركة له في ذلك فافردوه بالعبادة والتوحيد وكما انعم عليكم بالايجاد والامداد بالنعم فقابلوه بشكره انما انت من المسحرين فانت تهدي وتتكلم كلام مسحور الا يعاقب به علينا حتى تدعونا الى اتباعك وهذا مثل قول قبلهم ممن عارضوا الرسل بهذه الشبهة التي لم يزالوا يدلون بها ويصولون ويتفقون عليها الاتفاق مع الكفر وتشابه قلوبهم وقد اجابت عنها الرسل ومن كونهم ان نحن الا بشر مثلكم ولكن الله يمن على من يشاء من عباده ثم قالوا وانهن من الكاذبين. وهذا جراة منهم وظلم وقول زور قد انطووا على خلافه فانهما ما من رسول واجه قومه ودعاهم وجد لهم الا وقد اظهر الله على يديه من ايات ما به تيقن عليه السلام الذي يسمى خطيب الانبياء لحسن مراجعته قوم مجادلة بالتي هي احسن فان قومه قد تيقنوا ان ما جاء به حق ولكن اخبارهم عن ظن عن ظن كذبه كذب منهم فاسقط علينا كسفا من السماء قطع عذاب تستأصلنا ان كنت من الصادقين. كقول اخوانهم واذ قال اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من من السماء او اجتناب عذاب اليم. او انهم طلبوا بعض ايات الاقتراح التي لا يلزم تتميم مطلوب من سالها. قال شعيب عليه السلام اعلم بما تعملون اي نزول العذاب وقوع ايات الاقتراح لست انا الذي اتي بها وانزلها بكم. وليس علي الا تبليغكم ونصحكم وقد فعلت وانما ما الذي ياتي يا ربي العالم باحوالكم باعمالكم واحوالكم الذي يجازيكم ويحاسبكم فكذبوه وانصار التكريم لهم وصفا والكفر لهم ديدنا بحيث الايات وليس بهم حيلة الا نزول العذاب فاخذهم فاخذهم عذاب يوم الظلة اظلتهم سحابة فاجتمعوا تحتها مستلدين لظلهم الى الدنيا فيستأنف العمل ولا يفتر عنهم لعذابه ساعة ولا هم ينظرون ان في ذلك لآية داد لصد شعيب وصحة ما دعا اليه بطلان رد قومه عليه ومن كان اكثر لانهم لا زكاة فيهم ولا خير لديهم وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وان ربك لهو العزيز الذي امتنع بقوة ادراك احد وقهر كل مخلوق الرحيم الذي الذي الرحمة وصفه من اتانيها جميع الخيرات في الدنيا والاخرة من حين من حين اوجد العالم من حين اوجد الله العالم ومن عزته ان اهلك اعداءه حين كذبوا الرسول ثم نزل به الروح الامينة لما ذكر قصص الانبياء الرسول الكريم والنبي المصطفى العظيم. وما جاء به من الكتاب الذي فيه اية اولي الالباب فقال وانه لتنزيل رب العالمين. فالذي انزله الارض والسماوات انزال هذا الكتاب الكريم الذي اشتمل الذي اشتمل على الخير الكثير والبر الغزير وفي ميزان مصالح الدرن والاخلاق الفاضلة ما ليس بغيره وفي قوله رب العالمين من تعظيم وشدة الاهتمام فيهما من كونه نزل من الله لا من غير مقصودا فيه نفعكم وهدايتكم نزل به الروح لمن وهو اللهم آتي مقواهم الأمين الذي قد امن ان يزيد فيها وينقص على قلبك يا محمد لتكون من المنذرين تهدي به الى طريق الرشاد وتنذره به عن طريق الغيب بلسان عربي وهو افضل الاسئلة بلغة من بعث اليه مباشر دعوتهم اصلا اللسان البين وواضح وتأمل كيف اجتمعت هذه الفضائل فاخرة في هذا الكتاب الكملي فان افضل الكتب نزلت به به اظلم الملائكة على افضل الخلق على بضعة فيه وهي قلبه على افضل امة اخرجت للناس ما صدقته وهو لما نزل طبق ما اخبرت به صدقها بل جاء بالحق واصدق الموصين اولم يكن لهم اية على صحته وانه من الله علماء بني اسرائيل الذين قد انتهى اليهم وصاروا يعلم الناس وهم اهل الصنف فان كل شيء يحصل به اشتباه يرجع فيه لاهل الخبرة والدراية فيكون قولهم حجة عليهم كما عرف اعرب السحرة الذين مهروا في علم في علم السين صدقا معجزة موسى وانه ليس بسحر فقول الجاهلين بعد هذا لا يقبه به ولو نزلناه على بعض الاعجب الذي لا يبطل لسانهم ولا يقدرون على التعبير لهم كما ينبغي ما كانوا به مؤمنين ربهم من جاءهم عن لسان افصح الخلق واقدارهم عن التعبير عن المقاصد بالامارة الواضحة وانصاحهم اني القي لي كتاب كريم اي جليل المقدار من اكبر ملوك الارض ثم بينت مضمونه فقالت انه من سليمان وانه بسم الله الرحمن عن الرحيم الا تعنوا علي واتوني مسلمين. اي لا تكونوا فوقي بل اخضعوا تحت السلطان وانقادوا لاوامر واقبلوا اليهم الا محض الكفر والعناد وامر عقد ورثته الامم المكذبة. فلهذا قال كذلك سلكناه في قلوب المجرمين كذلك سلكناه في قلوب المجرمين اي ادخلنا التكذيب وانظمناه في قلوب اهل الاجرام كما يدخل السلك في الابرة فتجربت وصار وصفا لها وذلك بسبب ظلمهم وجرمهم فلذلك لا يؤمنون به حتى من عذاب الليل مع تكذيبهم فيأتيهم بغثا مباشر اي يأتيهم على حين يأتيهم على حين بنزوله ليكون ابلغ في عقوبته والنكار بهم فيقول واذا كان نحن منظرون ينظر ويمهل والحال انهم قد فات الوقت وحل بهم العذاب الذي لا يرفع عنهم ولا يفتر ساعة افلامنا يستعجلون افرأيت سنين اي افريت اذا لم نستعجل عليه ميزان عذاب وعملناهم عدة سنين يدعون في الدنيا من اللذات والشهوات اي شيء تغني عنه تغني عنهم وتفيدهم واضمحلت واعقب التبع واعقب التبعات وضعف لهم عن العذاب عند طول المدة. القصد ان الحذر من وقوع العذاب واما تعجيله وتأخيره فلا اهمية تحته ولا جدوى عنده وما اهلكنا من قرية الا لها منذر الايات يخبر تعالى عن كما يعذبه فيه الهك المكذبين وانه ما اوقع بقرية لكن عذاب الا بعد ان يعذر منهم ويبعثني نذر ولاياتي البينات فيدعونهم للهدى وينهونهم عن الرضا ويذكرهم بايات الله وينبهونهم على ذكرى نوم اقامة حجة عليهم وما كنا ظالمين فنهلك القرى قبل ان ننذرهم ونأخذهم وهم غافلون عن النذر. كما قال تعالى وما كنا معذبين حتى نبعث رسولنا رسلا مبشرين ومنذرين للا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل من شياطين الجن والانس انا له لحافظون. ثم قال بذلك عن دعاء غير الله من جميع المخلوقين وان ذلك موجب للعذاب الدائم والعقاب والعقاب السراني لكونه شركا ومن يشرك بالله ومن الشرك يؤمن باخلاص عبادة الله وحده لا شريك له محبة وخوفا ووجاء وذلا وانابة اليه في جميع الاوقات. ولما امرهم بما فيه كمال نفسه امرهم بتكبير غيره فقال دير عشيرتك الاقربين الذين هم اقرب الناس اليك واحقهم باحسانك الديني والدنيوي وهذا لا ينافي امره بانذار جمع الناس فامتدل صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم مقدوره شيئا من نصحهم وهدايتهم الا فعله فاهتدى من اهتدى واعرض من اعرض. احسنت بارك الله فيك. نكمل بعد الصلاة يا شيخ بسم الله ثم قال تعالى واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين بلين جانبك ولطف خطابك لهم وتوددك وتحببك اليهم وحسن خلقك والاحسان التام بهم وقد فعل صلى الله عليه وسلم ذلك كما قال تعالى لهم وشاوذهم في الامر فهذه اخلاقهم صلى الله عليه وسلم اكمل الاخلاق التي يحصل بها من المصالح العظيمة ودفع المضاد وما هو مشاهد فهل يليق بمؤمن بالله ورسوله يدعي اتباعه واقتداء به ان يكون ان يكون كلا على ان يكون كلا على المسلمين شرس الاخلاق شرين الشك قيمة عليهم ورضا القلب فضل القول فظيعة. واذا وان رأى منهم معصية او سوى ادب هجرهم ووقتهم وابغظهم. لا لين عنده ولا ادبا لديه ولا توفيق عض قد حصل من هذه المعاملات من المفاسد وتعطيل المصالح ما حصل. ومع ذلك تجده محتقرا لمن محتقرا لمن يتصل بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم فقد رماه وقد رماه بنفاق المداهنة وذكر نفسه ورفع وذكر نفسه ورفعها فهل يعد هذا الا من جهله وتزيين الشيطان وخدعه ولهذا قال الله لرسوله فان عصوك في امر من اوفات تبرأ منهم ولا تترك معاملتهم بخفض الجناح الى جانب بل تبرأ من عملهم فعظهم فعظهم عليه وانصحهم وابذل وابذل قدرتك في ردهما ان هو توبة منه. وهذا دفع احتراز واحتراز وهم احتراز وهم من يتوهم ان قوله واخفض جناحك يقتضي الرضا بجميع ما يصدر منهم ما دام مؤمنين. فدفع هذا بهذا والله اعلم وتوكل على العزيز الذي يرى الكائنات اقوم الايات اعظم مساعد للعبد على القيام بامر به الاعتماد على ربه على توفيقه قيام بالمأمور. فلذلك امر الله تعالى بالتوكل عليه فقال وتوكل الرحيم والتوكل واعتماد القلب على الله تعالى في جلب المنافع ودفع مضارب مع ثقته به وحسن ظنه بحصول مطلوبه فانه عزيز رحيم بعزته خشع وذل واكملها وبتكميلها يكون سائر عمله ويستعين بها على جميع امورهن انه هو السميع انه هو السميع الاصوات على خلافها وتشتتها وتنوعها العليم الذي احاط بالظواهر والمواطن والغيب والشاهد واستحضار العبد رؤية الله له في جميع احواله وسمعه لكل ما ينطق به وعلمه بما ينطوي عليه ومن الهم والعزم والنيات مما يعينه على مسألة الاحسان هل ننبئكم على من تنزل الشياطين الايات؟ هذا جواب لمن قام من كذب الرسول ان محمد ينزل عليه الشيطان وهو قول من قال انه شاعر فقال ننبئك ما يخبركم الخبر الحقيقي الذي لا شك فيه ولا شبهة على من تنزل من تنزل الشياطين عليه اي صفة الاشخاص الذين تنزلوا عليهم الشياطين تنزلوا على كل افاكنتهم اي كذاب كثير القول والافك بالباطل. اثيم في فعله المعاصي هذا الذي تنزل عليه الشياطين وتناسب حاله حالهم. يلقون عليه السمع الذي يستنقونه من السماء واكثرهم كاذبون اكثر ما يلقون اليه فيصدق واحد فيصدق واحدة ويكذب معها مائة. فيختلط الحق بالباطل ويضحل الحق في السابق وعدم علمه فهذه صفة الاشخاص الذين الذين تنزلوا الذين تنزل عليهم الشياطين وهذه صفة وحيهم له وما محمد صلى الله عليه وسلم فحالت فحالهم مبينة لهذه الاحوال اعظم مباينة لانه الصادق الامين البار الذي جمع بين بر القلب وصدق اللهجة ونزاهة الافعال من المحرم. والوحي الذي ينزل عليه من عند ينزل محبوسا محفوظ مشتمل على الصخر العظيم الذي لا شك فيه ولا ريب فهل يستوي يا اهل العقول هذا واولئك وهل يشتبهان الا على مجنون لا يميز ولا يفرق بين فلما نزهه عن نزول الشياطين عليه برأه ايضا من الشعر فقال والشعراء اي هل انبئكم ايضا على هذا الشعراء ووصفهم الثابت فانهم يتبعوهم عن طريق الهدى المقبلون على طريق الغين والردى فهم في انفسهم غاون وتجد اتباعهم كل كل غاو والضال فاسد كل واد من اودية الشعر يهيمون فتارة في مدح وتارة في قدح وتارة في صدق وتارة من كذب وتارة يتغزلون واخرى يسخرون ومرة يمدحون فلا يستقم لهم قرار ولا يثبتون على حال من الاحوال وانهم يقولون ما لا يفعلون اي هذا وصف الشعراء انهم تخالفوا تخالف اقوالهم افعالهم فاذا سمعنا الشاعر يتغزل بالغزل الرقيق قلت هذا اشد الناس غراما وقلبه فارغ من ذلك واذا سمعته يمدحه ويذم قلت قلت هذا صدق وهو وتارة يتمدح بافعال لم يفعلها لم يتركها وكرم لم يحم حول ساحته وشجاعة يعلو بها على الفرسان وتراه واجبن من كل جبان هذا وصفهم فانظروا هل يطامقوا حالة الرسول صلى الله عليه وسلم الراشد البار قد استقام على الهدى وجانب الردى ولم تتناقض افعاله. ولم تخالف اقواله افعاله. الذي لا يأمر الا بالخير ولا ينهى الا عن الشر ولا اخبر بشيء ولا اخبر بشيء الا الا صدق ولا امر بشيء الا كان هو الفاعل له ولا نهى عن شيء الا كان اول تاركين له فلتناسبوا فلتناسب حاله حالة الشعراء نطالبهم ام هو مخالف له من ابن نجوم فصلوات الله وسلامه على هذا الرسول الاكمل والهمام الافضل ابد الابدين ودهر الداهرين الذي لا شاعر ولا ساحر ولا مجنون ولا يليق به الا كل كمال. واما وصف الشعراء بما وصفهم به استثنى منهم من امن بالله ورسوله واكثر من ذكر الله وانتصر من اعدائه المشركين من بعد ما ظلموهم فصار شعرهم من اعمالهم الصالحة واثاني ايمانهم لاشتماله على مدح اهل الايمان الاتصال من الشرك والكفر والذبيحة دين الله وتبيين العلوم النافعة والحث على الاخلاق الفاضلة فقال ان الذين امنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا ومن بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون. الى موقف وحساب لا يغادر صغيرة ولا لم يعطني الا احصاها ولا حقا الا استوفاه والحمد لله رب العالمين. تفسير سورة النمل وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم سين تلك ايات القرآن وكتاب مبين الايات. ينبه تعالى عباده على عظمة القرآن ويشير اليه اشارة كن على التعظيم اي هيض الاعمال وازكى الاخلاق ايات تدل على الاخبار الصادقة والاوامر الحسنة والنهي عن كل عمل وقيم وخلق ذميم ايات بلغت في روحها وبيانها البصائر النيرة والشمس للابصار ايات دلت على الايمان ودعت للوصول الى الايقان واخبرت عن الغيوب الماضية المستقبلة على طبق ما كان ويكون ايات دعت الى معرفة الرب العظيم باسمائهم وصفاته العليا وافعاله الكاملة ايات عرفتنا برسله واوليائه ووصفتهم حتى كأننا ننظر اليهم بابصارنا ولكن الله بالايمان والصراط بذلك قلوبهم وصفت سرائرهم فلهذا قال اتركوها ويتركوها وتبشرهم بثواب الله المترتب على الهداية على الطريق ان دعا انه يريد ذلك ام لابد لذلك من دين وهو الحق. فلذلك بينت الا صفة لونها فقال الذين يقيمون الصلاة فرضها ونفلها وسيأتون الظاهرة من اركانها وسوقها وواجباتها بين مستحباتها وافعالها الباطنة وما الخشوع الذي هو روحها ولبها باستحضار قرب الله وتدبر ما يقوله المصلي ويفعله اتون الزكاة المفروضة لمستحقيها وهم بالاخرة هم يوقنون. اي قد باغ معهم الايمان الى ان وصل الى درجة اليقين وهو العلم التام الواصل للقلب الدائم للعمل ويقينهم يقتضي كما نسعيهم لها ويكذبون من جاء باثباتها زينا لهم اعمالهم فهم يعمهون حائرين متردين مؤثرين سخط الله على رضاه. قد انقلبت عليهم الحقائق فرأوا الباطل حقا حق باطلا اولئك الذين لهم سوء العذاب اي اشد واسواه واعظمه وهم بالاخرة هم الاخسرون لكونهم خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة وخسروا الايمان الذي دعتهم اليه الرسل. وانك لتنط القرآن من لدن حكيم عليم. اي وان هذا القرآن ينزل عليك وتتلقنه ينزل من عند حكيم يضع الاشياء مواضعها وينزلها منازلها خبير باسرار الاحوال وباطنها وباطنها ظواهرها واذا كان من عند حكيم خبير علم ان انه كله حكمة ومصالح للعباد من الذي اعلم بصالح منه؟ من الذي يعلم من صالح منهم من الذي اعلم بمصالحهم منهم؟ اذ قال موسى لاهله اني انست نارا الى اخر قصته. يعني اذكر هذه الحالة الفاضلة الشريفة موسى ابن عمارة ابتداء ابتداء الوحي اليه واصطفائه برسالته وتكميم الله اياه وذلك انه لما مكث في مدينة عدة سنين متوجها مصر فلما كان اثنين ضل وكان فيه ليلة مضلمة باردة فقال لهم منها بخبر عن الطريق اواتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطنون اي تستنفئون وهذا دليل على انه تائه ومشتد برده هو واهله فلما نودي ان من في النار ومن حولها اي ناداه الله تعالى واخبره ان هذا محل مقدس مبارك ومن بركة ان جعله الله موضعا لتكريم الله لموسى نداءه وارساله وسبحان الله رب العالمين عن كل عنان عن ان يظن به نقص او سوء بل هو الكامل في وصف وفعله يا موسى انا الله العزيز الحكيم. اي اخبره ان الله اي اخبره الله انه من المستحق انه الله المستحق للعبادة وحده لا شريك له كما في اية اخرى اني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري العزيز الذي طهر جميع الاشياء واذعنت له وكل المخلوقات الحكيم في امره وخلقه ومن حكمته ان ارسل عبده موسى ابن عمران الذي علمه ومن عزته ان تعتمد عليه وان ان تعتمد عليه ولا تسمح بانفرادك وكثرة اعدائك وجبروتهم فان نواصيهم بيد الله وحركاتهم وسكونهم بتدبيره فالقاها فمرها تهتز كانها جان وهو ذكر الحيات سريع الحركة وقال هم بتكليمه الا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء. اي فهذا الذي هو محل الخوف والوحشة بسبب ما اسلم الظلم ما تقدم له من الجرم واما المسلمون فما لهم وان الوحش والخوف ومع هذا من من ظلم نفسه بمعاصي الله وتاب واناب فبدل سيئاته حسنات طاعتك فان الله غفور رحيم فلا ييأس احد من رحمته ومغفرته فانه يغفر الذنوب جميعا وهو ارحم بعباده من الوالدة بولدها وادخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء الا برص ولا نقص بالبيض بل بياض يبهر الناظرين شعاعه تسع ايات الى فرعون وقومه. هي هاتان الايتان انقلام العصا حية تسعى واخراج اليد من الجيب فتخرج بيضاء في جملة تسع ايات تذهب بها الى وتدعو بها فرعون وقومه انهم كانوا قوما فاسقين فسقوا بشركه واستكبارهم في الارض بغير الحق فذهب موسى عليه السلام الله تعالى وراهم اياتك لما جاءتهم اياتنا مبصرة مضيئة تدل على الحق ويبصر ويبصر بها كما تبصر الابصار في الشمس ان لم يكفهم مجرد القول بانه ظاهر لكل احد. وهذا من اعجب العجائب الايات المبصرات والانواع الساطعات تجعل من بين الخزعبلات واظهر السحر هل هذا الا من اعظم المكالمة واوقع السفسقة بايات الله جاحدين لها واستيقنتها انفسهم اي ليس جحدهم مستندا الى الشك والرهيب وانما دحدهم مع علمهم وتيقنهم بصحتها ظلما منهم لحق ربهم وانفسهم وعلوا عن الحق والعباد وعلى الانقياد انظر كيف كان عظمة المفسدين اسوأ عاقبة دمرهم الله وغرقهم في البحر يذكر في هذه في هذا القرآن وينوه بالنتهي على داوود وسليمان ابنه بالعلم الواسع الكثير. بدليل التنكير كما قال تعالى وداود وسليمان اذ يحكمان في الحرب اذ نافشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا اتينا حكمه وعلم الاية. وقالا شاكرين لربهما منته الكبرى تعميمهما الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين فحمد الله على جعلهما من المؤمنين اهل السعادة وانهم كانوا من خواصهم ولا شك ان ننويه اربع درجات الصالحون ثم فوقهم الشهداء ثم فوقهم الصديقون ثم فوقهم الانبياء وداوود وسليمان وخواص كانوا دون ذرة اولي العزم من الخمس لكنه من جملة الرسل الفضلاء الكرام الذين نوه الله بذكرهم ومدحهم في كتابه مدحا عظيما. فحمدوا الله على بلوغ هذه المنزلة وهذا عنوان سعادة العبد ان يكون شاكرا لله على نعمه الدنيا والدنيوية وان يرى جميع النعم من ربه فلا يفخر بها ولا يعجب بها بل يرى انها تستحق عليه شكرا كثيرا فلما مدحهما مشتركين سليمان بما خصه به لكون الله اعطاه ما لم يكن لابيه صلى الله عليه وسلم فقال ورث سليمان داوود ورث علمه ونبوته وانضم علم ابيه الى علمه فلعله تعلم من ابيه ما عنده من العلم مع ما كان عليه من العلم واقتابه كما تقدم من قوله ففهمناها سليمان وقال شكرا لله وتبجحا باحسانه وتحدثا بنعمته. يا ايها الناس علمنا منطق الطير فكان عليه الصلاة والسلام يفقه تقول ما تتكلم به كما راجع الهدهد وراجع وكما فهم قول النملة للنمل كما يأتي وهذا لم يكن لاحد غير سليمان عليه السلام من النعم ومن اسباب الملك ومن ومن السلطنة والقهر ما لم يؤت احدا من ولهذا دعا ربه فقال رب هب لي ملكا فقال ربي هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي. فسخر الله له الشياطين يعملون له كل ما شاء من الاعمال التي يعجز عنها غيرهم ان هذا الذي اعطانا الله وفضلنا واختصنا به لهو الفضل المبين. الواضح الجليل فاعترف اكمل فاعترف اكمل بنعمة الله تعالى هنا قال المصنف وصار له من الماجريات ما لم يكن لابيه ماجريات يعني الامور التي جرت على يديه وهي كلمة دخيلة على اللغة العربية مستخدمة عند الناس اليوم لكنها ليست فصيحة نعم احسن الله اليكم ثم قال الله تعالى فهم يوزعون يدبرون ويرد اولهم الى اعلى اخيهم وينظمون غاية التنظيم في سيرهم ونزلهم وحلهم وترحالهم. قد استعد لذلك واعد له عدة جنود مؤتمرة بامره لا تقدر على عصيها ولا تمرد عليه كما قال تعالى اي اعطي بغير حساب هذه الجنود المضخمة في بعض الاسبانية حتى اذا اتوا على وادي النمل قالت نملة منبهة لرجل رفقة غبن جنسها يا ايها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمن سليمان وجنوده وما يسعون فنصحت هذه النملة واسمعت النملة اما بنفسها ويكون الله قد اعطى النمل اسماعا وخارقة للعادة. لان التنبيه للنمل الذي قد ماء بصوت نملة واحدة من عجب العجائب واما بانها اخباط من حولها من نمل ثم سرى الخبر من بعضهن لبعض حتى بلغ الجميع وامرتهن بالحذر والطنغ في ذلك وهو كونوا مساكنهن وعرفت حالة سليمان وجنوده وعظمة سلطانه واعتذرت عنهم انهم ان حطموكم فليست عن قصد منهم ولا شعور فسمع عليه الصلاة والسلام قوله وفهمه فتبسم ضاحكا من قولها اعجابا منه بصاحتها ونصحها وحسن تعبيرها والا يبلغ ولا ولا يبلغ ولا يبلغ بهم الضحك الا الى التبسم. كما كان رسولنا صلى الله عليه وسلم جن ضحكيه التبسم. فان قهقهة تدل على خفة العظم وسئل وعدم وعدم التبسم والعجب مما يتعجب منه. يدل على سواصة الخلق والجبروت على سواسل الخلق والجبروت والرسل منزهون عن ذلك. وقال شاكرا لله الذي ارسله الى هذه الحالة ربي انزعني ان ينهني ووفقني ان اشكر نعمتك التي انعمت لي فان النعمة على الوالدين نعمة على الوالدين فسأل ربه توفيق الغيام بشكر نعمته الدينية والدنيوية عليه وعلى والديه وان اعمال صالحة ترضاه وان يوفقني ان اعمل صالحة لكونه موافقا لامرك مخلصا فيه مخلصا فيه سالم والمنقصات وادخلني برحمتك التي منها الجنة في جملة عبادك الصالحين فان الرحمة مجهولة لصالح فهذا نموذج ذكره الله من حالات سليمان عند سماع النملة كان يقولون انا كنا معكم لانه موافق للهوى فهذا صنف من الناس من الذين قال الله فيهم الناس من يعبد الله على حربهم ان اصابه خير واطمأن به وان اصابته اصابته فتنة وان اصابته دلنا هذا على كمال عزمه وحزمه وحسن ظنه بنفسه والكبار. حتى انه لم يهمل هذا الامر وهو تفقد الطيور. والنظر هل هي موجودة كلها مفقود منها شيء وهذا هو المعنى الاية ولم يصنع شيئا ولم يصنع شيئا من قال انه تفقد الطيرا لينظر اين الهدهد منه ليدله على بعض بعد الماء وقربه كما زعموا من الهدهد انه يبصر الماء تحت الارض الكثيفة. فان هذا القول لا يدل عليه دين بيد العقل واللفظ ودال على انه قد عرف بالعادة والتجارب والمشاهدات ان هذه الحيوانات كلها ليس منها شيء يبصر هذا البصر الخالق وينظر الماء تحت الارض ويمر الماء تحت الارض الكثيفة ولو كان كذلك قيل ذكره الله لانه من اكبر الايات واما الدين ضيوفنا واريد بهذا المعنى لطال وطلب الهدى لينظرنه الماء. فلما فقده قال ما قال او ففتش عن الهدى وبحث عنه ونحو ذلك من العبارة ونحو ذلك من العبارات وانما تفقد الطير لينظر الحاضر منها والغائب ولزومها والمراكز والمواضع التي عينها لها وايضا ان سليمان عليه السلام لا يحتاج الى الماء بحيث يحتاج الى هندسة الهدهد فان عنده من الشياطين والعفاريت ما يحفرون له الماء ولو بلغ في العمق ما بلغ وسخر الله له الريح فكيف مع ذلك يحتاج الى الهدهد؟ وهذا وهذه التفاسير التي توجد وتشتهر بها اقوال لا يعرف غيرها تنقل هذه تنقل وهذي تنقل وهذه الاقوال تنقل هذه الاقوال عن بني اسرائيل مجردة تنقل هذه يعني التفاسير تنقل اما تشكيلها بالكسر غلط نعم احسن الله اليكم. تنقل هذه الاقوال عن بني اسرائيل مجردة ويغفر الناقل مناقضتها للمعاني الصحيحة وتطبيقها على الاقوال. ثم لا تزال تتناقل ويقولون مسلما للمتقدم حتى يظن ان الحق فيقع من الاقوال رضية في التفاسير ما يقع والميم الفطن يعرف ان هذا القرآن الكريم العربي المبين الذي خاطب الله به الخلق كلهم عالمهم وجاهلهم وامرهم بالتفكر في معانيهم وتطبيقها على الافاضل العربية المعروفة والمعاني التي لا ولما قتل غير رسول الله صلى الله عليه وسلم ردها الى اهل الاصيفين وافقهم قبلها بكون اللفظ دلالا عليها وان خالفته لفظا ومعنى او لفظا او معنى ردها وجزم ببطلانها ان عنده اصل معلوم مناقضا لها وهو ما يعرفه من معنى الكلام وديانته. والشاهد ان تفقد سليمان عليه السلام للطير وفقده الهدهد يدل على كمال حزبه وتدبيره للملك لنفسه وكمال فطنته حتى فقد هذا الطائر الصغير فقال اي هل عدم هل عدم هل عدم رؤيته اياه لقلة فطنة به لكونه خفيا بين هذه الامور الكثيرة فحينئذ تغيب عنه فقال اي حجة واضحة على تخنقه وهذا من كمال ورعه وانصافه انه لم يقسم على مجرد عقوبته بالعذاب والقتل. لان ذلك لا يكون الا من ودب وغيبته قد قد تحتمل انها واضح فلذلك استثناه لورعه ثم جاء وهذا يدل على هيبة جنوده ومنه وشدة وشدة ائتمانه بامره الذي لم يقضي على التخلف زمنا كثيرا كمن سبأ القبيلة المعروفة باليمن بنبأ ثم فسر هذا النبأ فقال اني وجدت امرأة تملكهم اي سبأ وهي امرأة واوتيت من كل شيء يؤتاه الملوك من الاموال والسلاح والجنود والحصون وقلاع ونحو ونحو ذلك. ونهى عرش عظيم كرسي وملكها الذي تجلس عليه عرش تدل على عظمة المملكة وقوة السلطان وكثرة رجال الشورى وجدتها وقومها للشمس من دون الله ايه هم مشركون يعبدون الشمس وزين لهم الشيطان اعمالهم فرأوها ما هم عليه وهو الحق فرأوا ما هم عليه هو الحق فهم لا اين الذي يرى يرى ان الذي عليه حق لا مطمع في هدايته حتى تتغير عقيدته ثم قال الذي يخرج من الخبأ في السماوات والارض ان يعلم الخفي الخفي الخفي الخبي في اقطار السماوات وانحاء الارض من صغار المخلوقات وبدور النباتات ويخرج خبئ الارض والسماء من زان المطر وان بات النبات ويخرج خبأ الارض عند النخ في الصور واخراج الاموات من الارض يجازيهم باعمالهم ويعلم ما تخفون ما تعلنون الله لا اله الا هو اي لا تنبغي العباد وانما تودن والحب الاله لانه المألوف لما له من الصفات الكاملة والنعم الموجبة لذلك عرش العظيم الذي هو سقف المخلوقات ووسع الارض والسماوات فهذا فهذا الملك العظيم فهذا الملك فهذا الملك عظيم السلطان وانما يرجع نفعه الى صاحبه. فقال ومن شكر فانما يشكر لنفسه ومن كفر فان ربي غني من اعماله كريم كثير الخير يعم به الشاكر والكافر الا ان شكر نعمه دع المزيدين وكفرها داع لزوالها ثم قال ابن رشان هو الذي يوذل فهذا الملك عظيم السلطان كبير الشأن هو الذي يذل له ويخضع ويسجن له ويركع. فسلم الهدهد حين اليه هذا النبأ العظيم وتعجب فسلم الهدهد حين هذا النبأ العظيم وتعجب سليمان كيف خفي عليه وقال مثبتا مسلمين وهذا في غاية المجازة مع البيان التام فانه تضمن نهيه عن العدو عليه والبقاء على حالهم التي هم عليها والانقياد لامره والدخول تحت طاعته ومجيئهم اليه ودعوتهم الى الاسلام وفيه استحباب ابتداء الكتب والسنة كاملة وتقديم الاسم في اول عنوان الكتاب فمن هزمها وعقلها ان جمعت اذا اراد دولتها ورجال مملكتها وقالت يا فمن حزمها وعقلها ان جمعت كما ورجال مملكتها وقالت ماذا نجيبه؟ وماذا نجيبه به وان ندخله تحت طاعة وانقاض ما لا نفعل؟ ما كنت قاطعة امر حتى تشهدون اي ما كنت مستمدة بامر دون رأيكم ومشورتكم. قالوا نحن اولو قوة واولو بأس واولو بأس شديد. اي ان رددت عليه قوله ولم تدخلي في طاعة فان الذي لو تم لكان فيه دمارهم ولكنهم ايضا لم يستقروا عليه بل قالوا والامر اليك اي الرأي ما رأيت بعقلها وحزمها ونصحها لهم. ماذا تأمرين؟ فقالت لهم مقنعة لهم عن رأيهم وبينة سوء مغبة ان الملوك اذا دخلوا قرية فسدوها قتلا واسرا ونهبا اموالهم وتخريبا لديارها وجعلوا اعزة اهلها ذلة اي جعلوا رؤساء اي فهذا رأي غير صيني ايضا فلست بمطيعة له قبل الاختماء يكشف عن احواله ويتدبرها وحينئذ نكون من على فقالت واني محسنة اليهم بهدية فناضرة بما يرجع المرسلون منه الاستمرار على رأيه وقوله ام تخدعه الهدية وتبدل فهو كيف احواله وجنوده فارسلت اليه فارسلت اليه بادية مع رسل من عقلاء قومها وذوي الرأي منهم الرسل بالهدية قال امنكرا عليهم ومتغيظا على عدم اجابتهم اتمدونني بمال فما اتاني الله خير مما اتاكم فليست عند فليس التقوى عندي موقعا ولا افرح بها قد اغناني قد اغناني الله عنها واكثر علي النعم بكم الدنيا وقلة ما بايديكم بالنسبة لما اعطاني الله ثم اوصى الرسول بغير كتاب لما رأى من عقله لما رأى من عقله وانه سينقل كلامه على وجهه فقال ارجع فاضع اليهم اي بهديتك فنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها اين طاقتهم بها ولنخرجنهم منها اذلة وهم صايرون رجع اليهم وابلغهم ما قال سليمان وتجهزوا للمسير الى سليمان. وعلم سليمان انه لابد ان يسيروا اليه فقال لمن حضرهم الجن والانس. ايكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين اي لاجل ان نتصرف فيه قبل ان يسلموا فتكون اموالهم محترمة قال نأتي به قبل ان تقوم من مقامك واني عليه لقوي امين. والظاهر ان سليمان اذ ذاك في الشام فيكون بينه وبين سبأ نحو مسيرة مسيرة اربعة اشهر شهران مع معظم الضحى نحو ثلث يوم هذا نهاية المعتاد. وقد يكون دون ذلك واكثر هذا الملك العظيم والذي عندها احاد رعيته هذه وهذا المالك العظيم الذي عند احد رعيته هذه القوة والقدرة قال المفسرون هو رجل عالم صانع من عند سليمان يقال له ابن بربخيا كان يعرف كان يعرف اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطاءنا قبل ان يرتد اليك طرفك بان يدعو الله بذلك الاسم فيحضر حالا وانه دعا الله فحضره الله اعلم هل هذا المراد ام ان عند علم من الكتاب يقترب به على جلب البعيد وتحصيله الشديد. بعض العلماء يقول قال الذي عنده علم من الكتاب انه جبريل عليه السلام فالله اعلم هل هو جبريل او رجل صالح من وزرائه؟ نعم فلما راه صعيمان مستقرا عنده حمد الله تعالى نضره وسلطانه وقدرته كما هو دأب الملوك الجاهلين. بل علم ان ذلك اختبار من ربه فخاف ان لا يقوم بشكر هذه النعمة ثم بين ان هذا الشكر لا ينتفع الله به لهنكر لها عرشا غيره بزيادة ونقص ونحن في ذلك ننظر مختبئين لعقلها ان تكونوا من الذين لا يهتدون فلما جاءت قادمة على سليمان عرض عليها عرشا وكان عهدها به قد خلفته في بعدها قيل لها هكذا عرشك قيل هكذا عرشك اي انه استقر عندنا ان لك عرشا عظيما فهل هو كهذا العرش لم يحضرناه لك لم تكن هو لوجود التغيير والتنكيل ولم تنفي انه هو لانها عرفت فاتت بنفض محتمل للامرين صادق عن الحالين فقال سليمان متعجبا من هدايتها وعقلها وشاكرا لله ان اعطاه اعظمها العلم من قبلها الهداية والعقل والحزم من قبل هذه من قبل هذه من قبل هذه الملكة وكنا مسلمين وهي الهداية النافعة الاصلية ويحتمل ان هذا من قول ملكة السماء اوتنوع الملك سليمان وسلطانه وزيادة اقدامه من قبلها هذه الحياة التي رأيناها فيها قدرة على احوال العرش في مسافة بعيدة الله يعني الاسلام والا فلها من الذكاء والفطرة ما به تعرفه الحق من الباطل. ولكن العقائد الباطلة تذهب بصيرة القلب انها كانت من قوم كافرين استمرت على دينه وانفراد الانفراد الواحد عن اهل الدين. والعدد المستمرة بامر يراه بعقله من دارهم وخطأهم. من اندر ما يكون فلهذا لا يستغرب بقامه على الكفر ثمان سليمان اراد ان ترى من سلطانهما يبهر العقول فامرها ان تدخل الصرح وهو المجلس المرتفع والمتسع وكان مجلسا من قوارير تجري تحته الانهار قيل لها ادخل الصرح فلما رأته حسبته لجة ماء لان القوارير شفافة يغرى الماء الذي تحتها كانه بذاته يجري ليس دونه شيء وكشفت عن ساقيها للخياطة وهذا ايضا من عقلها وادبها فانها لم تمتنع من دخول المحل الذي امرت بدخوله العمياء انها لم تستدعى الاكرام وان ملك سليمان وتنظيمه قد بناه على الحكمة ولم يكن في قلبه ادنى شك من حالة السوء بعد ما رأت ما رأت فلما استعدت للخوض قيلها انه صرح ممرد اي مجلس من قوارير. فلا حاجة منك لكشف الساقين فحينئذ لما وصلت الى سليمان وشهدت ما شاهدت وعلمت نبوتهم تابت ورجعت عن كفرها وقالت ربي اني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين. فهذا ما قصنا الله علينا من قصة ملكة سبأ وما جرى لها مع سليمان وما عدا ذلك من فروع المولد والمنقولات وفي هذا الباب كلها واكثرها ليس كذلك. فالحزم كل الحزم الاعراض عنها وعدم ادخالها بالتماثيل والله اعلم. يعني ما جاء في الكتب ان سليمان تزوجها او لم يتزوجها هذا امر لا يهمنا. المهم ان نستفيد من هذه القصة كيف ان سليمان مع ملكه دعا دعا قومه ودعا غيرهم. وفي قصة القوارير ذي الدلالة على ان الملك له ان يتخذ من اهبة ومن ابهة الملك ما يبهر عقول الاعداء. ولو كان فيه ترف نعم ثم قال تعالى ولقد ارسلنا الى اخر قصة انه امرهم ان يعبدوا الله وحده ويتركوا الانداد والاوثان فانهم فريقان يغتصبون منهم معظمهم فقال يا قومي لم تستعجلوا بالسيئة قولا حسنا وتحرصون عليها قبل فعل الحسنات التي لا تحسن احوالكم وتصلح اموركم الدنيا والدنيوية والحال انه لا موجب لكم الا الى الذهاب لفعل السيئة الله بان تتوبوا من شرككم وعصيانكم وتدعون ان يغفر لكم لعلكم ترحمون فان رحمة الله قريب من المحسنين والتائب من الذنوب هو من المحسنين قالوا لنبيهم صالح المكذبين اطيرنا بك وبمن معك زعموا قبحهم الله انهم لم يروا على وجه وعلى وجه صالح خيرا على وجه صالح خيرا وانه هو من معه مطالبهم الدنيوية فقال لهم صالح الطائر انتم قوم تفتمون بالسماء والظهر ينظر هل هل تقلعون وتتوبون ام لا؟ فهذا دأبهم في تكذيب نبيهم وما قبل وما قابلوه به. وكان في المدينة التي فيها الجامعات لمعظم قومه تسعة نهط يفسدون في الارض ولا يصلحون. اي وصفهم الانسان في الارض ولا لهم قصد ولا فعل الا بالاصلاح. قد استعدوا لمعاداة صالح والطعن في نينه ودعوة وقومهم الى الى ذلك كما قال تعالى فاتقوا الله واطيعوني ولا تقيموا المسرفين الذين يفسدون في الارض ولا يصلحون فلم يزالوا بهذه الحال الشنيعة حتى انهم تقاسموا فيما بينهم كل واحد اقسم للاخرين لنبيتنه اهله اي لاتينهم ليلا هو واهله فلنقتلنهم ثم لنقولن لويه اذا قام فقال وما يشعرون وما يدرون ايانا يبعثون متى البعث والنشور والقيام للقبور فلذلك لم يستعدوا بل ادارك علمه في الاخرة اي بل ضعف وقل ولم يكن يقينا ولا علما واصلا الى القلب وهذا اقل وادنى درجة للعلم وضعفه ووهاؤه وان اودعينا انا قتلناهم ننكر ذلك وننفيه ونحلف انا لصادقون. فتواطؤوا على ذلك ومكروا مكرا دبروا امرهم على صالح واهله على وجه الخفية حتى من قوم خوفا من اوليائه ومكر ما مكر من الصيام وتيسير امره واليك قوم مكذبين وهم لا يشعرون فانظر كيف كان هل حصل مقصودهم ونراكم بذلك المكر مطلوبهم ام انتقض عليهم الامر. ولهذا قال انا دمرناهم وقومهم اجمعين اهلكناهم استأصلنا شأفتهم فجاءتهم صيحتهم عذاب فمنكوا عن اخرهم. فتلك بيوتهم قاومية قد تهدمت جدرانها على سقوفها واوحشت من سكامها قصصهم واخبارهم التي تقطع بها الاوقات وليس لها اصل ولا صدق في ولا صدق فيها فانتقل. فانتقل فانتقل في الاخبار عن احوال المكذبين بالاخبار انهم لا يدرون متى وقت الاخرة ثم الاخبار بضعف علمهم فيها ثم الاخبار بانه شك ثم الاخبار بانه عمى ثم من ساكنيها وعطلت من وعطلت من نازلها بما ظلموا هذا عاقبة ظلمهم وشركهم بالله وبغيهم في الارض ان في ذلك ايات لقوم يعلمون الحقائق ويتدبرون وقائع الله في اوليائه واعدائه فاعتمروا بذلك ويعلمون ان عاقبة الظلم الدمار والهلاك والنعاقة الايمان والعدل والعدل والفوز ولهذا قال وانجينا الذين امنوا وكانوا يتقون ايدينا المؤمنين بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر والقدر خيره وشره وكانوا يتقون الشرك بالله والمعاصي ويعملون طاعته وطاعة رسله. والوطن لقاء قومه يتأتون الفاحشة وانتم تبصرون يا اخي الغصة. اي ما اذكر عبدنا ورسولنا لوطا ونبأه الفاضل حين قال لقومه داع لهم الى الله وناصحة اتأتون الفاحشة اي الفعلة الشعناء التي تستفحشها العقول والفطر وتستقبحها الشرع وانتم تبصرون وتعلمون قبحه فعاندتم وارتكبتم ذلك ظلما منكم وجرة على الله ثم فسر تلك الفاحشة وقال انكم لتأتون الرجال شهوة من دون كيف توصلتم الى هذه الحال فصارت شهوتكم محلي الغائط والنجم والخبث؟ وتركتم ما خلق الله لكم للانسان محلي الطيبة التي جبلت عن النفوس الى الميل اليها وانتم انقلب عليكم الامر فاستحسنتم القبيلة واستقبحتم الحسنة بل انتم قوم مسرفون متجاوزون لا ينزلون جواب قومه الا ان قالوا اخرجوا عن لوط من قرأتكم فكأنه قيل ما نقمتم منهم وما دمهم الذي اوجب لهم اخراجا فقالوا انهم اناس يتطهرون اي عن اللواط وادبار الذكور فقبحهم الله جعلوا افضل الحسنات انزلت اقبح السيئات ولم يكتفوا بمعصية من ابيهم فيما وعظهم به حتى وصلوا الى والبلاء موكل بالمنطق. فهم قالوا اخرجوه من قريتهم انهم ناس مثلهم مفهوم هذا الكلام وانتم متلوثون بالخبث لقذعة نزول العقوبة بقريتكم ونجاة من خرج منها. ولهذا قال تعالى فانجيناه اهله الا امرأة قدرناها من الغابين. وذلك لما جاءته الملائكة من اضياف وسمع به قومه بدأوا اليه يريدونه بالسن واغلق الباب دونهم واشتد الامر عليه. ثم اخبرته الملائكة عن عن جرية الحال وانهم جاؤوا لاستنقاذ اخراجهم الصبح وصبحهم العذاب فقلب الله عليهم دينهم وجعل اعلاها اسفلها وامضى عليهم حجارة من سجيل منضوض مسوسة عند ربك ولهذا قال هنا وامطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين. اي بئس المطر مطرهم وبئس العذاب عذابهم لانهم منذر وخوفوا فلم ينزجروا ولم يرتعدوا فاحل الله بهم عقابهم شديد ولله الحمد. بارك الله فيك قراءة مع الشيخ عبد السلام هذه القصص ينوع الله تبارك وتعالى في ايرادها لتنوع دلالات المآخذ والعظات والعبر هذا هو السبب اما قصة يوسف عليه السلام فجمعها الله في مكان واحد لان القضية قضية واحدة نعم قال رحمه الله تعالى تفسير قوله تعالى قل الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى. الاية اي قل الحمد لله الذي يستحق كمال والمدح والثناء لكمال اوصافه وجميل المعروف وهباته وعدله وحكمته في عقوبته المكذبين وتعذيب الظالمين. وسلم ايضا على عباده الذين تخيروا على العالمين والانبياء والمرسلين وصفة الله رب العالمين وذلك لرفع ذكرهم وتنويهم بقدرهم وسلامة من الشر والادناس وسلامة ما قالوه في ربه من النقائص والعيوب االله خير مما يشركون وهذا استفهام وقد تقرر وعرف اي الله الرب العظيم كامل الوصاف عظيم الاطاف خير ام الاصنام والاوثان التي عبدوها معه وهي ناقصة من كل وجه لا تنفع ولا تضر ولا تملك لانفسها ولا لعابديها ولا لعابديها مثقال ذرة من خير فالله خير مما يشركون ثم ذكر تفاصيل ما به يعرف ويتعين انه الاله المعبود وان عبادته هي الحق وعبادة ما اسوأ وهي الباطل فقال امن خلق السماوات والارض موسى فلا منافاة على كل حال لا يعتمد على انه شعيب النبي بغير نقل صحيح. عن النبي صلى الله عليه وسلم والله اعلم الذي في كتب بني اسرائيل ان اسمه من خلق السماوات وما فيها من الشمس والقمر والنجوم والملائكة والارض ما فيها من جبال وبحار وانهار واشتال وغير ذلك وانزل لكم اي لاجلكم من السماء ماء فانبتوا ما به حدائق اي بساتين ذات حسن منظر من كثرة الجارية وتنوعها وحسن ثمارها ما كان لكم ان تنبتوا شجرها لولا منة لولا منة الله عليكم ان المطر اله مع الله فعلى هذه الافعال حتى يعبد معه ويشرك به بل هم قوم يعدلون به غيره ويساوون به سواه مع علمهم انه وحده العالم العلوي والسفلي ومنزل للرزق. قوله تعالى امن جعل الفقراء وجعل خلالها انهار الاية ايها الاصنام والاوثان الناقصة من كل وجه التي لا منها ولا رزق ولا نفع خير ام الله الذي جعل يستقر عليها العباد ويتمكنون من السكنى والحظ والبناء والذهاب والاياب. وجعل خلال انهارا جعل في خلال الارض انهارا ينتفع بها العباد في زروعهم واشجارهم وشربهم وشرب مواشيهم وجعل لها رواسي جبالا ترسيها وتثبتها تميد وتكون اوتادا لها لان لا تضطرب. وجعل بين البحرين البحر المالح والبحر العذب حاجزا يمنع من اختلاطهما فتفوت المنفعة المقصودة ومن كل منهما بل جعل بينهما حاجز من الارض جعل مجرى النهار في الارض مبعدة مبعدة عن البحار. فيحصل منها مقاصدها ومصالحها الله االه مع الله فعل ذلك حتى يعدل به الله ويشرك به معه بل اكثرهم لا يعلمون فيشركون بالله تقليدا لرؤساء والا فلو علموا حق العلم لم يشركوا به شيئا. امن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء لظلال هل يجيب المضطرون هو الذي اغلقته الكروب وتعسر عليه المطلوب واضطر للخلاص ما هو فيه الا الله وحده ومن يكشف السوء. اي البلاء والشر والنقمة الا الله وحده وما يجعلكم يمكنكم منها ويمد لكم بالرزق ويوصل اليكم نعمه وتكونون خلفاء. وتكونون خلفاء من قبل من قبلك وتكونون خلفاء من قبلكم كما انه سيميتكم ويأتي بقوم بعدكم االه مع الله يفعل هذه الافعال احد يفعل والله شيئا من ذلك حتى باقراركم ايها المشركون ولهذا كانوا اذا مسهم الضر دعوا الله مخلصين له الدين. لعلمهم انه وحده المقتدر على دفعه وازالته قليلا ما تذكرون قليلا تذكركم وتدبركم الامور التي اذا تذكرتموها اذكرتم ورجعتم الى الهدى ولكن الغفلة والاعراض شامل لكم فلذلك ما راويتم ولا قوله تعالى من يهديكم في ظلمات البر والبحر الاية اي من هو الذي يهديكم حين تكونون في ظلمات البر والبحر حيث لا دليل ولا معن ولا ولا معلم يرى ولا وسيلة الى النجاة الا هدايته لكم وتيسيره الطريق. وجعل ما جعل لكم من الاسباب التي تهتدون بها ومن يرسل بشرى بين يدي رحمتي بين يدي المطر فيرسلها فتسير السحاب ثم تؤلفه ثم تجمع ثم تلقحه ثم تدره فيستبشر بذلك العباد قبل نزول المطر. اي مع الله فعل ذلك ام هو وحده الذي فرج به معه غيره وعبدتم سواه تعالى الله عما يشركون لتعاظم وتنزه وتقدس عن شركهم يتيمه غيره. امن يبدأ الخلق ثم يعيده ومن يرزقه من السماء ورد الاية اي من هو الذي يبدأ الخلق وينشئ المخلوقات ويبتدي خلقها ثم يعيد الخلق ويوم البعث والنشور ومن يرزقكم من السماء المطر والنبات اله مع الله يفعل ذلك ويقدر عليه. قل هاتوا برهانكم حجتكم ودليلكم على ما قلتم ان كنتم والا فبتقدير انكم تقولون ان الاصنام لها مشاركة له في شيء من ذلك فذلك مجرد دعوة صدقوها بالبرهان والا فاعرفوا انكم مبطلون لا حجة لكم فارجعوا الى الادلة اليقينية والبراهين القطعية الدالة على ان الله هو المتفرد بجميع التصرفات وانه المستحق ان يصرف له جميع انواع العبادات قوله تعالى قل لا يعلم ما في السماوات والارض الغيب الا الله كقوله تعالى ومفاتح الغيب لا يعلمها الا هو يعلمها في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا احبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب قوله تعالى ان الله عنده علم وينزل الله على ما في الارحام الى اخر السورة. فهذه الغيوب ونحن اختص الله بعلمها فلم يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل واذا كان والمنفرد بعلم ذلك والمحيط وبالسرائر الباطل وخفاياه فهو الذي لا تنبغي العبادة الاله. ثم اخبر تعالى عن ضعف علم المكذبين بالاخرة متقين من شيء الى ما هو ابلغ منه وكانوا هم يسمون على انبيائهم فكون اسمه شعيب لا يعني انه شعيب النبي وانما في كتب بني اسرائيل انه انهم يلقبونه بشعيب الراهب او بشعيب العابد هذا لا يعني انه النبي نعم ليس عندهم علم ولا ضعيف وانما هم في شك منها. اي من الاخرة والشك والشك زال به العلم. لان العلم بجميع مراتبه اينما شك بل هم منها اي من الاخرة عمون قد عميت على بصائرهم ولم يكن في قلوبهم من وقوعها واللحم. ولم يكن في قلوبهم من وقوعها والاحتمال بلا انكروها واستبعدوها. ولهذا قال وقال الذين كفروا واذا كنا ترام واباؤنا الا لمخرجون هذا بعيد غير ممكن قاسوا قدرتك بقدرهم الضعيفة لقد وعدنا هذا للبعث نحن واباؤنا من قبل فلم يجئنا ولا رأينا منه شيئا. ان هذا الا ساطور الاولين الاخبار بانكارهم لذلك واستبعادهم وقوعه. اي وبسبب هذه الاحوال ترحل خوف الاخرة من قلوبهم فاقدموا على معاصي الله وسهل عليهم تكذيب الحق والتصديق بالباطل واستحلوا الشهوات على قيام العبادات فخسروا دنياهم واخراهم. ثم نبه على صدق ما اخبرت به الرسل فقال قل سيروا في الارض وانظروا كيف كان عاقبة المجرمين الا تجدون مجرما قد استمر على اجرامه الا وعاقبته شر عاقبة وقد احل الله به من الشر والعقوبة ما يليق بحاله. ولا تحزن عليه ولا تكن في ضيق مما يمكرون الايات تخيل لا تحزن يا محمد وعلى هؤلاء المكذبين وعدم ايمانهم فانك لو علمت ما فيه من الشر وانهم لا يصلحون للخير فلم تأس ولم تحزن ولا يضيق صدرك ولا تقلق نفسك ولا تقلق نفسك بمكره فان مكرهم سيعود عاقبته عليهم ويمكرون ويذكر الله والله خير الماكرين. ويقول المكذبون بالمعادم الذي جاء به الرسول مستعجلين العذاب كهذا الوعد ان كنتم صادقين وهذا من سفات ريم وجهل فانه وقته قد اجله الله باجله وقدره بقدره فلا يدل عدم استعجالها على بعض مطلوبهم ولكن مع هذا قال الله تعالى محذرا لهم وقوع ما يستعجلون وقل عسى ان يكون ردف لكم اي قرب منكم واوشك ان يقع بعض الذي تستعجلون من العذاب وان ربك لذو فضل على الناس ولكن اكثرهم لا يشكرون عباده على سعة جوده وكثرة افضاله ويحثهم على شكره ومع هذا اكثر الناس قد عرض عن الشكر واشتغلوا بالنعم على المنعم. وان ربك لا يعلم ما تكن صدورهم تنطوي عليه صدورهم وما يعلنون فليحذر من عالمي السرائر والظواهر وليراقبهم وما من قائمة بالسماء والارض خفية اي اي خفيت وسر من اسرار العالم والسفلي الا في كتاب المؤمنين قد احاط ذلك الكتاب بجميع ما كان ويكون الى ان تقوم الساعة فكل حادث يحدث جلي او خفي الا وهو ويقول ليهم لما كتب في اللوح المحفوظ. ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون. وهذا خبر عن هيمنة القرآن الكتب السابقة وتفصيله وتوضيحه لما كان فيها قد وقع فيه اشتباه واختلاف عند بني اسرائيل. فقصها بقرآن قصا زال به الاشكال وبين الصواب المختلف فيها واذا كان هذا واذا كان بهذه المثابة من الجلالة والوضوح وازالة كل خلاف وفصل كل مشكل. كان اعظم نعم الله على ولكنك ولكن ما كل احد يقابل النعمة بالشكر ولهذا بين ان نفعه ونوره وهداه مختص بالمؤمنين فقال وانه لهدى من الضلالة والغي والشبه له صدورهم وتستقيم به امورهم الدينية والدنيوية للمؤمنين به المصدقين له المتلقين له بالقبول المقبلين على تدبره والمتفكرين في معانيه فهؤلاء تحصونهم الهداية الى الصراط المستقيم والرحمة المتضمنة للسعادة والفوز والفلاح ان ربك يقضي بينهم بحفظه والعزيز العليم ان الله تعالى سيفصل بين المختصمين يحكم بين المختلفين بحكمه العدل وقضاء القسط القسط فالامور وان حصل فيها اشتباه في الدنيا بين المختلفين لبعض المقاصد. فانه سيبين فيها الحق مطابق الواقع حين يحكم الله فيها والعزيز الذي قهر الخلائق فيلعنونه العليم بجميع الاشياء العليم يقوى المختلفين وعن ماذا صدرت عن غايتها ومقاصدها وسيجازي كلا بما علمه في فتوكل على الله انك على الحق المبين الايات يعتمد على ربك بجلب المصالح ودفع المضاجع وتبليغ الرسالة واقامة الدين والجهاد الاعداء انك على الحق المبين الواضح والذي على الحق قيل والذي على الحق يدعو اليه ويقوم بنصرتها حقا احق من غيره بالتوكل فانه يسعى في امر مجزوم به معلوم صدقه معلوم صدقه لا فيه ولا مرية وايضا فهو حق في غاية البيان لا خفاء به ولا اشتباه. واذا قمت بما حملت وتوكلت على الله في ذلك فلا يضرك ضلال من ضل وليس ليس عليكم هداهم فلهذا قال انك لا تشبع الموتى ولا تسمع الصم والدعاء حين تدعو وتناديهم وخصوصا اذا ولى مدبرين فانه يكون ابلغ في عدم اسماعيل كما قال تعالى انك لا تهدي ما نحوت ولكن الله يهدي من يشاء ان تسمع الا من يؤمن باياتنا فهم مسلمون وهؤلاء الذين ينقادون لك. الذين يؤمنون بايات الله يا لها باعمالهم باعمالهم واستسلامهم كما قال تعالى انما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم اليه يرجعون. واذا وقع القول عليهم اخرجنا لهم دانون من الارض تكلمه ان الناس كانوا باياتنا لا يوقنون اذا وقع على الناس القول الذي حتمه الله وفرض وقته واخرجنا لهم دابة خارجة من الارض او دابة من دواب الارض ليست من السماء وهذه الدابة تكلمه وهي تكلم العباد ان الناس كانوا باياتنا لا يوقنون العيد لان الناس ضاعوا فعلمهم ويقين بايات الله بيضاء فاظهار الله هذه الدابة من ايات الله العجيبة ليبين الناس ما كانوا فيهم ترون وهذه الدابة المشهورة التي تخرج في اخر الزمان. وتكون من اشراط الساعة كما تكاثرت بذلك الحديث لم يذكر الله ما هو رسول كيفية هذه الدابة؟ وانما ذكر ثراء المقصود منها وانها من ايات الله تكلم الناس كلاما خارقا للعادة حين يقع القول عن الناس وحين يمترون بايات كيف تكون حجة وبرهانا للمؤمنين وحجة على المعاندين؟ طبعا هذه الدابة اه جاء في الاحاديث ان معها عصا ومعها خاتم وانها تضرب الكفار بالعصا وتضرب المسلمين بالخاتم فيقال هذا كافر وهذا مسلم نعم قوله تعالى ويوم نحشر من كل امة هودى ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون الاية قر تعالى عن حالة المكذبين في موقف القيامة وان الله يجمعهم ويحشر من كل امة من الامور فوجا وطائفة ممن يكذب باياتنا فهم يوزعون اجمع اولهم الا على اخرهم واخرهم على اولهم ليعمهم السؤال والتوبيخ واللوم حتى فاذا جاءوا وحضروا قال لهم يعني كذبتم باياتي ولم تحيطوا بها علما الواجب عليكم التوقف حتى ينكشف لكم الحق والا تتكلموا الا بعلم فكيف كذبتم بامر لم تحيطوا به علما اما اذا كنتم تعملون يسألون عن علمهم وعن عمله فيجد علمهم تكريما بالحق وعملهم لغير الله او على غير سنة رسولهم ووقع القول عليهم بما ظلموا وحقت عليهم كلمة العذاب الذي استمر عليه وتوجهت عليهم الحجة فهم لا ينطقون لانه لا حجة لهم والنعمة الجسيمة وهو تسخير الله لهم الليل والنهار وعذاب ظلمته ليشكا بظلمته ليسكن بها ويستريح من التعب ويستعيد العمل هذا بضياع لينتشروا فيه في معاشر ان في ذلك لايات لقوم يؤمنون على كمال وحدانية الله فزع من في السماوات شاء الله تعالى عباده ما امامهم من يوم القيامة وهذه من المحن والكروب مزعجات القلوب فقال ويوم ينفق في الصور ففزع بسم النفخ فيه ما في السماوات وما في طب انزعجوا وارتاعوا ومات بعضهم ببعض خوفا مما هو مقدمه مقدمة له. الا من شاء الله من اكرمه الله وثبته وحفظه من الفزع وكل من الخلق عند النفخة داخلين صاغرين ذليلين كما قال تعالى ان كل من في السماوات رضي الله الرحمن عبدا في ذلك اليوم يتساوى الرؤساء والمرؤوسون في الذل والخضوع لمالك الملك ومن هوله انك ترى الجبال تحسبها جامدة لا تفقد منها وتظنها باقية على الحال المعهودة وهي قد بلغت منها الشدائد والاهوال كل مبلغ وقد تفتت ثم تضمحل وتكون هباء منبثا ولهذا قال وهي تمر مر السحاب من خفتها وشدة ذلك الخوف وذلك صنع الله الذي اتقن كل شيء انه خبير ما تفعلون فيجازيكم باعمالكم ثم بين كيفية كيفية جزاءه فقال من جاء بالحسنة اسودس يشمل كل حسنة قولية وفي عناية او قلبية فله عشر امثالها هذا اقل التفضيل وهم بفزع يومئذ امنون اي من الامر الذي فزع الخلق لاجل يامنون وان كانوا يفزعون معهم ومن جاء بالسيئة اسم جنس يشمل كل سيئة فقبت وجوه في النار القوا في النار على وجوههم قوله وما تجزون الا ما كنتم تعملون انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها الايات قل لهم يا محمد انما امرت ان اعبد رب هذه البلدة مكة المكرمة التي حرمها وانعم على اهلها يجب ان يقابلوا ذلك بالشكر والقبول وله كل شيء من العلويات والسفليات اتى به لان لا يتوهم اختصاص ربويته بالبيت وحده امرت لان اكون ان اكون من المسلمين يبادر الى الاسلام قد فعل صلى الله عليه وسلم فانه اول هذه الامة اسلام واعظمها استسلاما. وامرت ايضا اتلو عليكم القرآن لتهتدوا من هدايته شيء وقل الحمد لله الذي له الحمد في الاولى والاخرة ومن جميع الخلق خصوصا اهل الاختصاص والصفوة من عباده فان الذي وقع والذي ينبغي ان يقع من الحمد والثناء على ربهم اعظم ما يقع على غيرهم لرفعة درجاتهم وكمال قربهم منه. وكثرة خيراته عليهم سيريكم اياته فتعرفونها معرفة تدلكم على الحق والباطل فلابد ان يريكم من اياته ما ستستنيرون به في الظلمات لاهلك من الهلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة فما ربك بغافل عما تعملون بل قد علم بما انتم عليه من الاعمال والاحوال وعليه مقدار جزاء تلك الاعمال وسيحكم بينكم حكما تحمدونه عليه ولا يكون لكم حجة بوجه من وجوه عليه. تم تفسير سورة النبي بفضل الله والتيسير ونسأله تعالى الا تزال الطافه ومعونته مستمرة عليها واصلة منه الينا فهو اكرم الاكرمين موصلا منقطعين مجيب ميسر الامور العسيرة وفاتح بابه بركاته يغدر ومدزل مدزل في جميع الاوقات هباتهم ويسر القرآن المتذكر يا مسهل طرقه وبابه للمقبلين ويمد مائدة خيراتهم ومضراته للمتبكين والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله وصحبه وسلم الحمد لله هذا الجزء انتهى بالمؤلف من كتابته في ذي الحجة عام ستة واربعين وثلاث مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى النسخة التي طبعت في حياة الشيخ نبدأ الان المجلد السادس نعم قال رحمه الله تعالى تفسير سورة القصص وهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم قاس ميم الايات تلك الايات المستحقة للتعظيم والتفخيمات في الكتاب المبين لكل امر يحتاج اليه العباد لمعرفة ربه ومعرفة حقوقه ومعرفة اوليائه واعدائه ومعرفة وقائه وايامه ومعرفة ثواب الاعمال وجزاء العمال فهذا القرآن قد بين غاية التبيين وجل اهل العباد وضحها من جملة ما ابان قصة موسى وفرعون فانه ابدىها وعادها في عدة مواضع وبسطها في هذا الموضع فقال اتلو عليك بالنبي موسى فان نبأهما غريب وخبرهما عجيب لقوم يؤمنون فاليهم يساق الخطاب حيث ان حيث ان معهم من الايمان ما يقبلون به على تدبر ذلك وتلقيه بالقبول والاهتداء بمواقع العبر ويزدادون به ايمانا ويقينا وخيرا الى خيرهم واما من عاداهم فلا يستفيدون منه الا اقامة الحجة عليهم وصانا والله عنهم وجعل بينهم وبين بينه حجابا ان يفقهوا. فاول هذه القصة ان فرعون علا في الارض في ملكه وسلطانه وجنوده وجبروته فصار من اهل العلو فيها لا من الاعلين في فيها وجعل اهلها شيعا طوائف متفرقة يسر الله فيه بشهوته وينفذ فيهم ما اراد من قهره وسطوته. يستضعف طائفة منهم وتلك الطائفة من بنو اسرائيل الذين فضلهم الله على العالمين الذين الذي ينبغي له ان يكرمهم ويجلهم لكنه استضعفهم بحيث انه رأى انهم لا منعة لهم تمنعهم مما فاراده في فصار لا يبالي بهم ولا يهتم بشأنهم وبلغت به الحال الى انه يذبح ابنائهم ويستحيي نسائهم خوفا من ان يكسروا فيغمروه في بلاده ويصير لهم الملك انه كان من المفسدين الذين لا قصر لهم في صلاح الدين ولا صلاح الدنيا وهذا من افساده في الارض. ونريد ان نمن على الذين ازيل عنهم مواجاة لاستضعاف ونهلك من ونهلك من قوامهم ونخذل ونهلك من قوامهم ونخذل من ناواهم ونجعلهم ائمة في الدين ذلك لا يحشر مع الاستضعاف الا بل لابد لهم ان التمكين في الارض وقدرة تامة ونجعلهم الوارثين للارض الذين لهم العاقبة في الدنيا قبل الاخرة. وان يمكن لهم في الارض فهذه الامور كلها قد تعلقت بها ارادة الله وجرت بها مشيئته وكذلك نريد ان نري فرعون وهامان وزيره وجنودهما التي بها صالوا وجالوا فعلوا وبغوا منهم اي من هذه الطائفة المستضعفة ما كانوا يحذرون من اخراجهم من ديارهم وذلك ولذلك كانوا يسعون في قمعهم وكسر شوكتهم وتقتيلهم لابنائهم الذين هم محل ذلك فكل هذا قد اراده الله واذا اراد امرا سهل اسبابه ونهج طرقه وهذا وكذلك فانه قد روى جرى من الاسباب التي لم يشعر بها اولياؤه والاعداء وهو سبب موصل الى هذا المقصود فاول ذلك لما اوجد الله رسوله موسى الذي جعل استنقاذ هذا الشاب الاسرائيلي على يده وبسببه وكان في وقت تلك المخافة العظيمة التي يذبحون بها الابناء الله اذا اوحى الى امه ان ترضعه ويمكث عندها. فاذا خفت عليه بان احسست احدا تخافين عليه من ان يوصله اليه مصر في وفي وسط تابوت مغلق ولا تخافي ولا تحزني ان رادوه اليك وداعين ومن المرسلين. فبشرا بانه سيرده عليها وانه سيكبر ويسلم من كيدهم ويجعله الله ورسوله وهذا من اعظم المشاعر الجليلة وتقديم هذه البشارة لام موسى ليطمئن قلبها ويسكن روعها. وكانها خافت عليه فعلت ما امرت به القته في اليم وساقه الله تعالى حتى التقطه اهل فرعون فصار من فصار من لقطهم وهم الذين باشروا ودا له ليكون لهم عدوا وحزنا لتكون العاقبة والمال ومن هذا الالتقاط ان يكون عدوا لهم وحزنا يحزنهم وحزنا يحزنهم بسبب ان الحذر لا ينفع من القدر وان الذي خافوا منه من بني اسرائيل قيد الله ان يكون زعيمهم يتربى تحت ايديهم وعلى نظرهم بكفالتهم تدبير الله عز وجل عجيب كيف جعل يعني نجاة موسى على يد من اراد هلاكه قبل ان يولد تدبير عجيب نعم وعند التدبر والتأمل وعند التدبر والتأمل تجده في طي ذلك من مصالح بني اسرائيل ودفع كثير من الامور الفادحة بهم ومنع كثير من التعديات قبل الرسالة بحيث انه صار من كبار المملكة. وبالطبع لابد ان يحصل منه مدافعة عن حقوق شعبي هذا وهو هذا وهو هو ذو الهمة العالية والغيرة المتنقلة ولهذا وصلت الحال بذلك شأن المستضعف الذي بلغ بهم الذل والاهانته الى ما قص الله علينا بعضا. انصار بعض افراده ينازع ذلك الشعب القاهرة العلي في الارض كما سيأتي بيانه وهذا مقدمة للظهور فان الله تعالى من سنته الجارية ان جعل الامور تمشي على تدريجه شيئا فشيئا ولا تأتي دفعة واحدة. وقوله ان فرعون وجنودهما كانوا خاطئين اي فاردنا ان نعاقبهما على خطئهما ونكيدهم جزاء على مكرهم وكيدهم فلما التقط ال فرعون حنن الله عليه امرأة فرعون الفاضلة الجليلة المؤمنة اسية بنت مزاحم وقالت هذا الولد قرة عين لي ولك لا تقتلوها يبقي لنا لتقر به اعيننا في حياتنا عسى ان ينفعنا ونتخذ ولدا لا يخلو اما ان يكون بمنزلة الخدم الذي الذين يسعون في نفعنا وخدمتنا ونرقيه درجة اعلى من ذلك نجعله لنا ونكرمه ونجله فقد الله تعالى انه نفع امرأة فرعون التي قالت تلك المقالة فانه لما صار قرة عين لها وحبة حبا شديدا فلم يزن لها بمنزلة الولد الشقيقي حتى كبر ونبهه الله وارسله في بادرة الى الاسلام والايمان به رضي الله عنهما وارضاهما. قال الله تعالى عن هذه المراجعة والمقاولات في شأن موسى وهم لا يشعرون هجرى به القلم ومضى به القدر من وصوله الى ما وصل اليه وهذا من لطفه تعالى فانهم لو شعروا لكان لهم وله شأن اخر. ولما فقدت موسى امه ولما افقدت موسى امه حزنت حزنا شديدا واصبح فؤادها فارغا من القلق الذي ازعجها على مقتضى الحالة البشرية مع ان الله تعالى نهاها عن الحزن والخوف وعدها برد ان كانت تبدي بها اي بما في قلبها لولا ان ربطنا على قلبها فثبتناها فصبرت ولم تبد به لتكون بذلك الصبر والثبات من المؤمنين فان العبد اذا اصابته مصيبة فصبر وثبت ازداد بذلك ايمانه. ودل ذلك على ان استمرار الجزع مع العبد دليل على ضعف ايمانه وقالت ام موسى لاخته قصيها اذهبي فقصي الاثر عن اخيك وابحثي عنه من غير ان يحس بك احد او يشعر بمقصودك فذهبت تقصه فبصرت به عن فبصرتني عن جنمهم وهم لا يشعرون ابصرته على وجهه كانها مارة لا قصد لها فيه وهذا من تمام الحزم والحزن فانها لو ابصرت وجاءت الى ايقاصنا لظنوا بها انها هي التي القت وربما عزموا على ذبحه عقوبة لاهله. ومن لطف الله موسى وامه ان منعه من قبول ثدي امرأة فاخرجوه الى السوق رحمة به ولعل احدا يطلب فجاءت اخته بتلك الحال فقالت هل ادلكما على ناصحون؟ وهذا يدل غرضه فانهم احبوه حبا شديدا وقد منعه الله من مراضعي فخاف ان يموت فلما قالت لهم اخته تلك المقالات المشتملة على الترغيب في اهل هذا البيت بتمام حفظه وكفالته ونصه له. بادروا الى اجابته فاعلمتهم ودلتهم على اهل هذا البيت رددناه لهم كما وعدناها بذلك لتقرعنا ولا تحزن بحيث انه تربى عندها على وجه تكون فيه امنة مطمئنة تفرح به وتأخذ الاجرة الكثيرة على ذلك ولتعلم ان وعد الله حق فريناها بعض ما وعدناها به عيانا ليطمئن بذلك قلبها ويزداد ايمانها ولتعلم انه سيحصل وعد الله في حفظه ورسالته لكن اكثرهم لا يعلمون فاذا رأوا السبب فاذا رأوا السبب متشوشا شوش ذلك ايمانهم ولعدم علمهم الكامل ان الله تعالى اجعلوا المحن والعقبات الشاقة بين يدي الامور العالية والمطالب الفاضلة. فاستمر موسى عليه الصلاة والسلام عند ال فرعون يتربى في سلطانهم ويركب المراكب ويلبس ملابسهم وامه بذلك فمطمئنة قد استقر انها امه من الرضاعة ولم يستنكر ملازمته اياها وحنوها عليه. وتأمل هذا اللطغ صيانة نبيه موسى من الكذب في وتيسير الامر الذي صار به التعلق بينه وبينه الذي بالناس والرضاع والذي يسميها اماه. فكان الكلام الكثير منه ومن غيره في ذلك كله صدقا وحقا. ولما بلغ اشده من القوة والعقل واللب وذلك نحو اربعين سنة في الغالب واستوى كبرت فيه تلك الامور اتيناه حكما وعلما حكما يعرف بالاحكام الشرعية ويحكم به بين الناس وعلما كثيرا وكذلك نجزي المحسنين في عبادة الله المحسنين لخلق الله يعطيهم علما وحكما يعطيهم علما وحكما بحسب احسانهم ودل هذا على كمال احسان موسى عليه السلام وهذا من عدوه من القبط واستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه. لانه قد اشتهر وعلم الناس انه من اسرائيل واستغاثته لموسى على انه بلغ موسى عليه السلام بلغني يخاف منه ويردى من بيت المملكة والسلطان. وهكزا وموسى اي وكزا الذي من عدوه استجابة الاستغاثة الاسرائيلية فقضى عليها يا ماتوا من تلك الوكزة لشدتها وقوة موسى فندم موسى عليه السلام على ما جرى منه وقال هذا من عمل الشيطان من تزيينه ووسوسته ان وعده مضل مبين فلذلك اجريت ما اجريت بسبع دعوته البينة وحرصي على الاضلال ثم استغفار ربه فقال ربي اني اني ظلمت نفسي فاغفر لي قال له خصوصا للمخبتين اليه المبادرين للانابة والتوبة كما جرى من موسى عليه السلام فقال موسى ربي بما انعمت علي بالتوبة والمغفرة والنعم الكثيرة فلن اكون ظهيرا معينا المجرمين لا اعين احدا على معصية. وهذا واد من موسى عليه السلام بسبب منة الله عليه الا يعينه مجرما كما فعل في قتل قبطي وهذا يفيد ان النعمة تقتضي من عبدي فعل الخير وترك الشر. فلما جرى منه قتل الذي هو من عدوه اصبح في المدينة خابئ ان يترقب هل يشعر به ال فرعون ام لا وانما خاف لانه قد علم انه لا يتجرأ على مثل هذه الحال سوى موسى من بني اسرائيل. فبينما هو على تلك الحال فاذا لا يستنصروا بالامس على عدو يستصرخه على قبضه موسى موبخا على انك لغوي مبين بين الغواية ظاهر الجراءة. فلما اراد ان يبطش بالذي هو فلما اراد ان يبطش موسى بالذي هو عدو لهما اي له المخاصم المستصرخ لموسى اي لم يزل اللجاج بين قبطه واسرائيل وهو يستغيث موسى فاخذته الحمية حتى هم ان يبطش بالقبط فقال له القبطي زاجرا له عن هي تريد ان تقتلني كما قتلت كما قتلت نفسا بلمس تريد الا ان تكون جبارا في الارض لان من اعظم اثار الجبار في الارض قتل النفس بغير حق وما تريد ان تكون من المصلحين والاردت الاصلاح لحلت بيني وبينه من غير قتل احد فانكف موسى عن قتله وارعوى لوعظه وزجره يعني موسى عليه السلام استغفر ربه من قتل كافر ها هذا دليل يعني ان الكافر اذا لم يكن مأذونا بقتله فان قتله ذنب ولو كان كافرا مشرك نعم وشاع الخبر بما جرى من موسى في هاتين القصة في هاتين القضيتين حتى تراود له فرعون وفرعون على قتله وتشاوروا على ذلك فقيض الله ذلك ذلك الرجل النصيحة وبادره من اخبار موسى لما اجتمع عليه رأي ملائي فقال وجاء رجل من اقصى المدينة يسعى ركظا على قدميه ونصحه لموسى وخوفه ان يوقعوا قبل ان يشعر فقال يا موسى ان الملائكة مرونة يتشاورون فيك ليقتلوك فاخرج عن المدينة اني لك من الناصحين فخرج منها خائفا يترقب ان يوقع ان يوقع به القتل ودعا الله وقال ربي نجني من القوم الظالمين. فانه قد تاب من ذنبه وفعله وفعله غضبا من غير بقصد منه للقتل فالتوعد فتوعدهم له ظلم منهم وجراءة ولما توجهت القائمة قاصدا بوجهه مدينة وهو جنوبي فلسطين حيث لا ملك لفرعون قال عسى ربي ان يهديني سواء السبيل اي وسط الطريق المختصر الموصل اليها بسهولة ورفق فهداه الله سواء السبيل لا فوصل الى ولما ورد عليه امة من الناس مواشيهم وكانوا اهل ماشية كثيرة ووجد من دونهم توردون تلك الام دون تلك الامة امرأتين تزودان غنمهما عن حياض الناس لعجزهما عن مزاحمة للرجال وبخلهم وعدم مروءتهم عن السقي لهما قال لهم قال لهما موسى ما خطبكما اي ما شأنكما بهذه الحالة قالت على نصره حتى يصدر الرعاية وقد جرت العادة انه لا يحصل لاسقا حتى يصدر الرعاء ومواشيهم فاذا خلى لنا الجو سقينا وابونا شيخ كبير لا قوة على السعي فليس فينا قوة نقتدر بها ولا لنا رجال يزاحمون الرعا فرق لهما موسى عليه السلام ورحمهما فسقى لهما طالب منهما الاجر ولا له قصد غير وجه الله تعالى فلما سقى لهما وكان ذلك وقت الشدة حر وسط النار بدليل قوله ثم تولى الى الظل مستريحا لتلك الظلال بعد التعب فقال في تلك الحالة مسترزقا ربه ربي اني لما انزلت الي من خير فقير اني مفتقر للخير الذي تسوق الي وتيسره لي وهذا سؤال منه بحالي والسؤال في حال ابلغ من السؤال بلسان المقال فلم يزل في هذه الحالة داعيا رب متملقا واما المرأتان فذهبتا الى ابيه ما اخبرتا وما جرى فارسل ابوهما احداهما موسى فجاءته تمشي على استحياء وهذا يدل على كرم عنصرها وخلقها الحسن. فان الحياء فان الحياء من اخلاق الفاضلة وخصوصا في النساء ويدل على ان موسى عليه السلام لم يكن فيه ما فعله من السقين وهو منزلة الاجير والخادم الذي لا يستحي. والخادم الذي لا يستحى منه عادة وانما هو عزيز قراءة من حسن خلقه ومكارم اخلاقه ما اوجب لها الحياء منه. قالت له ان ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا لا لمن لا لمن عليك بل انت فالذي ابتدأتنا بالاحسان وانما قصده ان يكافئك على احسانك فاجابها موسى. فلما جاءه وقص عليه قص من احداث السبب الموجب لهربه الى ان وصل اليه قال له تكرره جابرا قلبه لا تخف نجوت من القوم الظالمين ليذهب خوفك روعك فان الله نجاك منهم حيث وصلت الى هذا المحل الذي ليس لهم عليه سلطان احدى ابنتي ابت استأجر واجعل واجره عندك يرى الغنم ويسقيها ان خير ما استأجرت القوي والامين ان موسى اولى من استأجر فانه جمع القوة والامانة وخير من جمعها من جمعهما اي القوة والقدرة على ما استوجر عليه والامانة فيه بعدم الخيانة وهذان الوصفان ينبغي اعتبارهما لكل من يتولى للانسان عملا بايجارة او فان الخلل لا يكون الا بفقدهما وفقد احداهما واما اجتماعهما فان العمل يتم واما اجتماعهما فان العمل يتم ويكمل وانما قالت ذلك لانها شهدت من قوة موسى عند السقي لهما ونشاطهما عرفت به قوته وشاهدت من امانته وديانته وانه رحمهما في حالة لا يرجى نفعهما وانما قصده بذلك وجه الله تعالى فقال صاحب مدين لموسى اني اريد ان انكحك احدى ابنتي هاتين على ان تأجرني اي تصيرا جهرا عندي ثمانية سنين فان اتممت عشرا من عندك تبرأ منك لا شيء واجب عليك. وما اريد ان اشق عليك فاحتم عشر السنين وما اريد ان استأجرك لاكلفك اعمالا شاقة ما يستأجرك لعمل انسان يسير الا مشقته ستجده ان شاء الله من الصالحين. فرغبوا في سهولة العمل وفي حسن معاملته وهذا يدل على ان الرجل الصالح ينبغي له ان يحسن خلقه مهما امكن وان الذي يطلب منه ابلغ من غيره. فقال موسى عليه السلام تبا له فيما طلبه منه ذلك بيني وبينك هذا الشرط الذي انت ذكرت رضيت به وقد تم فيما بيني وبينك ايما الاجلين قضيت فلا عدوان علي. سواء قضيت الثماني الواجبة او تبرعت بالزائد عليها والله على ما نقول وكيل حافظ يراقبنا ويعلم ما تعاقدنا عليه. وهذا الرجل ابو ابو ابو المرأتين صاحب اليس بوشعيب النبي المعروف كما اشتهر عند كثير من الناس فان هذا قول لم يدل عليه دليل وغاية ما يكون ان شعيبان عليه السلام قد كانت بلده مدين. وهذه القضية جرت في مدينة فان التزمت بين الامرين وايضا فانه غير معلوم ان موسى ادرك زمان شعيب فكيف بشخصه ولو كان ذلك الرجل شعيبا لذكره الله تعالى ولسمته المرأة وايضا فان شعيبا عليه الصلاة والسلام قد اهلك الله قومه بتكذيبهم اياه ولم يبقى الا من امن به وقد عاذ الله مؤمنين به. وقد اعاذ الله المؤمنين به ان يرضوا لبنت لبنتي نبيهم بمنعهما عن الماء وصد ماشيتهما حتى يأتيهما رجل غريب فيحسن اليهما اسقي غشيتهما وما كان شعيب ليرضى ان يرعى موسى عنده ويكون خادما له وهو افضل منه اعلى درجة الا ان يقال هذا قبل نبوة قوله تعالى فلما قضى موسى الاجل ايحتمل انه قضى الاجل الواجب او الزائد عليه كما هو الظن الموسى ووفائه اشتاق الى الاصل الى اهل والدته وعشيرة وطنه وظن طول المدة انه قد تناسوا ما صدر منه سار باهله قاصدا مصر انس ان يبصر من جانب الطور نارا فقالوا لاهل الكثير واتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون وكان قد اصابهم قدوتاه طريق موسى اني انا الله رب العالمين فاخبره بالوهيته ورويته والزم من ذلك ان يأمره بعبادته وتألهه كما صرح في ولاية اخرى فاعبدني واقم الصلاة لذكري. ولها صورة مهيلة كانها جان ذكر الحيات ذكروا الحيات العظيم واللامدبر ولم يعقب يرجع الاستيلاء الى الضوء على قلبه فقال الله له يا موسى قل ولا تخف انك من الامنين وهذا ابلغ ما يكون للتأمين وعدم فان قوله اقبل يقتضي الامر باقباله ويجب عليه الامتثال. ولكن قد يكون اقباله فقال ولا تخف امر امر امر له بشيء اقباله والا يكون في قلبه خوف ولكن يبقى احتمال وهو انه قد يقبل وهو غير خائف ولكن لا تحصل له الوقاية والامر بالمكروه فقال فحينئذ اندفع المحظور من جميع الوجوه فاقبل موسى عليه السلام غير خائف ولا مرعوب بل مطمئنا واثقا بخبر ربه قد ازداد ايمانه وتم يقينه. فهذه اية اراه الله الله اياها قبل ذهابه الى فرعون ليكون على يقين تام ليكون اجرى له واقوى واصلب ثم اراه الاية الاخرى فقال اسلك يدك ليدخلا في جيبك تخرج بيضها من غير سوء فسلكها واخرجها كما ذكر الله تعالى واضم يدك واضم اليك جناحك من الراب ايضم جناحك وهو عضدك الى دمك ليزول عنك الرهب والخوف فذلك انقلاب العصا حية وخروج اليد بيضاء من غير سوء برهانا لمن ربك اي حجتان قاطعتان من الله الى فرعون وملأ انهم كانوا قوما فاسقين فلا يكفيهم مجرد الانذار وامر الرسول اياه بل لا بد من الاية الباهرة ان نفعت فقال موسى عليه السلام معتذرا من ربه وسائله المعونة على ما حمله وذاكرا له الموانع وذاكرا له الموانع التي فيه ليزيل ربه ليزيل ربه ما يحذره منها ربي اني نؤمن نفسنا اي فاخاف ان يقتلوني واخيار وافصح مني لسانا فارسلوا معي ردا اي معاونا ومساعدا يصدقوني فانه معي تضافر الاخبار يقوى الحق اجابه الله الى سؤاله فقال سنشد عضدك باخيه فنعاونك به ونقويك ثم زال عنه محذور القتل فقال ونجعل لكما سلطانا تسلطا وتمكنا تسلطا ولما الدعوة بالحجة والهيبة الالهية من عدوهما لهما فلا يصلون اليكما وذلك بسبب اياتنا وما دلت عليهم الحق وما ازعجت به من باشرها ونظر اليها فهي التي بها حصل لكم السلطان واندفع بها عنكم كيد عدوكم وصارت لكم مبلغ من الجنود اولي العدد والعدد ان تو انتما ومن اتبعكم الغالبون وهذا بعد في ذلك الوقت هو وحده فريد وقد رجع الى بلده بعدما كان شريدا. فلم تزل الاحوال تتطور والامور تنتقل حتى انجز له موعوده ومكنه من العباد والبلاد وصار له والاتباع الغلبة والظهور فذهب موسى برسالة ربه فلما جاءه موسى باياتنا وضحات الدلالات على ما قال بعد ما قال لهم ليس فيها قصور ولا خفاء قالوا وعلى وجه الظلم والعلو والعناد ما هذا الا سحر مفترى. كما قال فرعون في تلك الحال التي ظهر فيها الحق واستعلى على الباطل واضمحل الباطل وخضع له الرؤساء والعارفون حقائق انه لكبيركم الذي علمكم السحر هذا وهو الذكي غير الزكي. الذي بالغ من البكر والخداع والكيد ما قصه الله علينا فهؤلاء الا رب السماوات والارض ولكن الشقاء غالي. وما سمعنا بهذا في اباء الاولين وقد كذبوا في ذلك فان الله ارسل يوسف قبل موسى كما قال تعالى ولقد جاء يوسف من قبل البينات فما زلتم في شك مما جاءكم به. حتى اذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولا كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب. وقال موسى زعموا ان الذي جاءهم به سحر وضلال وانما هم عليه هو الهدى ربي اعلم من جاء بالهدى من عندي يوم تكون له عاقبة الدار اذا لم تفد المقابلة معكم مذهبين الايات البينات وابيتم الا التبادي في غيكم اللجاج على كفركم الله تعالى العالم بالمهتدي وغيره وان تكون له عاقبة الدار انتم نحن انتم انه لا يفلح الظالمون فصار عاقبة الدار بمساواة باع والفلاح والفوز وصار لاولئك الخسارة وسوء العاقبة والهلاك. وقال فرعون مجتريا على منوها على قومه السفهاء خفاء العقول يا ايها الملأ ما علمت لكم من اله غيري اي انا وحدي الهكم واعبدكم ولو كان ثم اله غيري لعلمت لعلمته فانظروا والى هذا الورع التام فرعون حيث لم يقل ما لكم من اله غيري بل تورع وقال ما علمت لكم من اله غيري وهذا لانه عندهم العالم الفاضل الذي مهما قال فهو الحق ومهما امر اطاعوا. فلما قال هذه المقالة التي قد تحتمل ان نثم الها غيره اراد ان يحقق النفي الذي جعل فيه الاحتمال فقال لها ما نفعوك قد لي يا هامان على الطين ليجعله لبنا من فخار. يجعله لبنا من فخار فاجعل لي صرحا منها عاليا يطلع الى اله موسى واني لاظنه بالكاذبين كاذبا ولكن سنحقق هذا الظن ونريكم كذب موسى. فانظر هذه الجراءة العظيمة على الله التي ما بلغها ادمي كذب موسى وادعى انه الله ونفى ان يكون له علم بالاله الحق وفعلسه فليتوصل الى اله موسى وكل هذا ولكن العجب من هؤلاء الملاء الذين يزعمون انهم كبار المملكة المدبرون شؤون كيف لعب هذا الرجل بعقول ما استخف احلامهم وهذا لفسقهم الذي صار صفة قدمه فسد دينه ثم تبع ذلك فساد عقولهم. فسد دينهم ثم فسد ثم تبع ذلك فساد عقولهم. فنسألك اللهم على الايمان والا تزهي قلوبنا بعد اذا هديتنا تهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب. يعني فرعون هو اول من انكر علو الله عز وجل اول من انكر علو الله ولهذا قال لهامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب اسباب السماوات فاطلع الى اله موسى. واني لاظنه قال هناك واني لاظنه لمن الكاذبين. قال هنا واني الى اظنه كاذبة فهو فهذا دليل ان الانبياء اخبروا بعلو الله وان فرعون انكر ان يكون الله في العلو. نعم قال تعالى واستكبر هو وجنوده في الارض بغير الحق استكبروا على عباد الله وساموا سوء العذاب واستكبروا على رسل الله وما جاءهم بملايات فكذبوها وزعموا ان ما هم عليه على منها وافضل وظنوا انهم الينا لا يرجعون فلذلك تجرأوا والا فنعلموا وظنوا انهم يرجعون يرجعون الى الله الى ما كان منهم ما كان فاخذناه وجنوده استمر عنادهم بغيهم فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين كانت انشر العواقب اخسرها عاقبة. اعقبتها العقوبة الدنيوية المستمرة اتصلت بالعقوبة الاخروية وجعلناهم ائمة يدعون الى النار جعلنا فرعون وملا ومن الائمة الذين يقتدى بهم ويمشى خلفهم الى الدار الخزي والشقاء ويوم القيامة لا يصلون من عذاب الله فهم اضعفوا شيء من عند دفعه عن انفسهم وليس لهم من دون الله من ولي ولا نصير واتبعناهم في الدنيا في هذه الدنيا لعنة. اي اتبعناهم زيادة في عقوبة وخزهم في الدنيا لعنة يلعنون ولهم عند الخلق الثناء القبيح والمقت والذم وهذا امرة من فهم ائمة الملعونين في الدنيا ومقدم ومقدمتهم يوم القيامة هم من المقموحين المبعدين المستحضرات افعالهم الذين اجتمع عليهم وقت الله ووقت خلقهم ووقت انفسهم. ولقد اتينا موسى الكتاب هو التوراة من بعد ما القرون الاولى الذين كان خاتمتهم في الاهلاك العام فرعون وجنوده وهاد على انه بعد نزول التوراة انقطع الاهلاك العام وشرع جهاد الكفار بصائر للناس كتاب الله الذي انزله على موسى في بصائر الناس اي امور يبصرون بها ما ينفع ما يضر فتقوم الحجة على العاصمة ينتفع بها المؤمن فتكون رحمة في حقه وهداية له الى الصراط المستقيم. ولهذا قال الهدى ورحمة لعلهم يتذكرون. ولما قص الله على رسله ما قص من الاخبار الغيبية تنبهوا العبادة على ان هذا خبر الهي محض ليس للرسول طريق الى علمه الا من جهة الوحي ولهذا قال ما كتب الجهل الغربي اي بجانب الطول الغربي وقت قضائنا لموسى الامر وما من الشاهدين على ذلك حتى يقال انه وصل اليك من هذا الطريق. ولكن انشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر فاندرس العلم ونسيت اياته وبعثناك في وقت اشتدت الحاجة اليك والى ما علمناك وحينا اليك ما كنت ساويا مقيما في اهل المدينة تتلوا عليهم اياتنا تعلمهم ما تتعلموا منهم. حتى اخبرت بما اخبرت من شأن موسى بمدينة ولكنا كنا مرسلين اي ولكن ذلك الخبر الذي جئت به عن موسى اثر من اثار ارسالنا اياك وحي لا سبيل لك الى علمه بدون ارسالنا. وما كنت نادينا موسى وامرنا ان يأتي قوم الظالمين ويبلغهم رسالتنا ويريهم من اياتنا وعجائبنا ما قصنا عليك والمقصود ان المدليات التي جرى بموسى عليه الصلاة والسلام في هذا قصصتها كما هي من غير زية ولا نقص. لا يخلو من احد امرين اما ان تكون حضرتها وشاهدتها وذهبت الى محالها فتعلمتها من اهلها فحين قل لا يدل وذلك على انك رسول الله اذ الامور التي يخبر بها ان الامور التي يخبر بها عن شهادة ودراسة من الامور المشتركة غير المختصة بالانبياء ولكن هذا قد علم وتيقن انه ما كان وما صارف اولياؤك واعدائك يعلمون عدم ذلك فتعين الامر الثاني وهو ان هذا جاءك من قبل الله وحي وارساله فثبت بالدليل قطعه صحة رسالتك ورحمة الله تعالى بك للعباد. ولهذا قال ولكن رحمة من ربك وما اتاهم الذين من قبلك اي العرب قريش فان الرسالة عندهم لا تعرف وقت ارساله وقت ارسال الرسول يقابله متطاولة لعلهم يتذكرون تفصيل الخير فيفعلون والشر فيتركونه. فاذا كنت بهذه المنزلة كان الواجب عليهم مبادرته الى الايمان بك اكره هذه النعمة التي لا يقدر قدرها ولا يدرك شكرها وانذاره للعرب لا يفي ان يكون مرسلا لغيره فانه عربي والقرآن الذي نزل به والقرآن الذي نزل عليها عربي الاول باشرد بدعوته العرب فكانت رسالته لهم اصلاوا لغيرهم تبعا كما قال تعالى كان سعجبا اوحينا الى رجل من منازل الناس وقال تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا. قوله تعالى ولولا ان تصيبهم مصيبة ما قدمت ايديهم من الكفر والمعاصي لقالوا ربنا لولا ارسلت الينا الرسول اياتك ونكون من المؤمنين فارسلنا فرسالك فارسلناك يا محمد لدفع عجتهم وقطع مقالتهم فلما جاءهم الحق الذي لا شك عن حكمه وحكمته بعقوبات الامم المكذبة وان الله اوصل عبده ورسوله نوحا عليه الصلاة والسلام الى قوم يدعوهم الى التوحيد وافراد الله بالعبادة والنهي عن الامداد واصنام فلبث فيهم نبيا داع الف الف سنة عندنا هو القرآن الذي اوحيناه اليك قالوا مكذبين له معترظين بما ليس يعترض به لولا اوتي مثلما اوتي موسى. اي انزل عليه كتاب من السماء جملة واحدة فاما ما دام ينزل متفرقا فانه ليس من عند الله واي دليل في هذا واي شبهة انه ليس من عند الله حين نزل مفرقا. بل من كمال بهذا القرآن واعتناء الله بمن انزل عليه ان نزل متفرقا ليثبت الله به فاتى رسوله ويحصل زيادة الامام المؤمنين ولا يأتون كمثلا الا جناك بالحق واحسن تفسيرا وايظا فان قياس ملكنا موسى قياس قد نقضوه فكيف يقيسونه على كتاب كفروا به ولم يؤمنوا به ولهذا قال اولم يكفروا الموت يا موسى من قبل؟ قالوا سحران تظاهر القرآن التوراة تعاونا في سحر ما واضلال الناس. وقالوا انا بكل كافرون فثبت بهذا ان القوم يريدون ابطال الحق ما ليس برهان وينقضونه بما لا انقضوا ويقولون الاقوال المتناقضة المختلفة. وهذا شأن كل كافر ولهذا صرح انهم كفروا بالكتابين والرسولين ولكن الكفر بهما طلبا للحق واتباعه قال لابني عندهم خير منهما مجرد هوى. قال تعالى ملزماهم بذلك قل فاتوا بكتاب من عند الله واهدى منهما اي من التوراة والقرآن يتبعون كنتم صادقين ولا سبيلهم ولا لغير من مثلهما فانهما طرقا العالم منذ خلقه الله مثل هذين الكتابين مثل هذين الكتابين علما وهدى وبيانا ورحمة للخلق وهذا من كمال الانصاف من الداعين. قال انا مقصود الحق والهدى والرشد بهذا الكتاب المشتمل على ذلك الموافق لكتاب موسى. فيجب علينا جميعا الاذان لهما واتباعهما من حيث كونهما هدى وحقا فان جئتموني بكتاب عند الله هو دا من اتبعته والا فلا يترك هدى وحقا قد علمته لغير هدى وحق. فان لم يستجيبوا لك فلم يأتوا بكتاب اهدى منهما فاعلم انما يتبعون اهواءهم علمت ان تركهم اتباعك ليسوا ذاهبين الى حق يعرفونه ولا الى هدى وانما ذلك مجرد اتباع لاهواء. ومن اضل ماتباه من الله فهذا من اضل الناس حيث وعرض عرض علي هدى والصراط المستقيم الموصل الى الله ولا دار كرامته ولم يلتفت اليه ولم يقبل عليه ودعاه هواه الى سلوك الطرق الموصلة الى الهلاك والشقاء. فاتبعه وترك الهدى فهل احد اضل ممن هذا وصفه ولكن ظلمه وعدوانه وعدا محبته للحق هو الذي اوجب له ان يبقى على ضلاله يهديه الله فلهذا قال ان الله لا يهدي قوم الظالمين اي الذين صار ظلما لهم وصفا والعناد لهم نعتا جاءهم الهدى فرفضوا وعرض لهم الهوى فاتبعوه شدوا على انفسكم الهداية وطرقها وفتحوا عليهم ابواب الغواية وسبلها فهم في غيرهم وظلمهم يعمهون وفي شقائهم وهلاكهم يترددون وفي قوله فان لم يستجيبوا لك فاعلم انما يتبعون اهوهم دليل على ان كل من لم يستجب للرسول وذهب الى قول مخالف لقول الرسول فانه لم يذهب الى هدى وانما ذهب الى هوى ولقد وصلنا لهم القول اي تابعناه وواصلناه وانزلناه شيئا فشيئا رحمة بهم ولطفا لعلهم يتذكرون حين تتكرر عليهم اياته وتنزل عليهم بيناته وقت الحاجة اليها فصار نزوله متفرغا رحمة بهم فلما اعترضوا بما هو من مصالحهم فصل في ذكر بعض الفوائد والعبر في هذه القصة العجيبة فمنها ان ايات الله تعالى وعبره وايامه في الامور السابقة انما يستفيد بها ويستنير ويستنير المؤمنين ويستنير المؤمنون فعلى حسب ايمان العبد تكون عبرته ان الله تعالى انما يسوق القصة لايديهم واما غيرهم فلا يعبأ الله بهم وليس لهم منها نور وهدى. ومن ان الله تعالى اذا اراد امرا هي اسبابه واتى بها شيئا فشيئا دفعة واحدة ومنها ان الامة المستضعفة ولو بلغت في الضعف ما بلغت لا ينبغي لها ان يستولي عليها الكسل عن طلب حقها قال الاياس من التقائها الى اعلى الامور. خصوصا اذا كانوا مظلومين كما استيقظ الله امة بني اسرائيل امة الضعيفة من اسف فرعون فلن يمكنهم في الارض وملكهم بلاد ومنها ان الامة ما دامت ليلة مغفورة لا تأخذ حقها ولا تتكلم به لا يقوم لها امر دينها ولا دنياها ولا يكون لها امامة فيه منها لطف الله باموسة وتهوينه عليها المصيبة بالبشارة بان الله تعالى سيرد اليها ابنها ويجعله من المرسلين ومنها ان الله تعالى يقدر على عبده بعض المشاق ليني له سرور اعظم من ذلك اتى عنه ان شاء الله ان اكثر منه كما قدر على ام موسى ذلك الحزن الشديد والهم البليغ الذي الذي هو وسيلة الى ان يصل اليها ابنها على وجه تطمئن به نفسه به الايمان ويتم به اليقين والصبر عند المزعجات والتثبيت بين الله عند المقلقات كما قال تعالى لولا ان ربطنا على قلبها لتكون من وليدنا ليزداد ايمانها بذلك ويطمئن نقلبها ومنها ان من اعظم نعم الله على عبده واعظم معونة للعبد على اموره تثبيت الله هي هو ربط جأشه وقلبه عند المخاوف عند الامور المذهلة فانه بذلك يتمكن من قول الصواب والفعل الصواب خلاف من استمر قلقه وربعه وازعاده فانه يضيع فكره ويذهل عقله فلا ينتفع بنفسه في تلك الحال. ومنها ان العبد يوم عرفة ان القضاء قدر وعد الله نافذة لابد منه فانه لا يهمل في لا يهمل فعل الاسباب التي امر بها ولا يكون ذلك منافيا للايمان بقدر الله فان الله قد وعد ام موسى ان يرده ومع ذلك اجتهد في رده وارسلت اخته لتقصه وتطلبه ومنها جواز خروج المرأة في حوائجها وتكليمها للرجال من غير محظور كما جرى لاخت موسى وابنته صاحب مدين ومنها جواز اخذ الاجرة على الكفالة والرضاع والدلالة على يفعل ذلك ومنها ان الله من رحمته بعبده الضعيف الذي يريد اكراما وكما رد الله عن موسى على امه حق وحق ومنها ان قتل الكافر الذي له عهد بعقد او عرف لا يجوز فان موسى عليه السلام عد قتله القبطي الكافر ذنبا واستغفر الله ومنها ان الذي يقتل النفوس بغير حق يعد يعد من الجبارين الذين يفسدون في الارض ومنها ان من قتل النفوس بغير حق وزعم انه يريد الاصلاح في الارض تهيب وتهيب وتهيب اهل المعاصي فانه كاذب بذلك ومفسدا كما حكى الله قول القبطيين تريد الا تكون جبارا في الارض وما تريد ان تكون المصلحين على وجه التقرير له لا الانكار ومنها وان اخبار الرجل غيره بما قيل فيه على وجه التحذير له من شر يقع فيه لا يكون ذلك نميمة بل قد يكون واجبا كما اخبر ذلك الرجل لموسى ناصحا له محذرة ومنها انه اذا خاف القتل والتلف بالاقامة فانه لا يلقي بيده الى التهلكة ولا يستسلم من ذلك بل يذهب عنه كما فعل موسى ومنها انه عند تداهم السجدتين كان لابد من ارتكابها احداهما. فانه يرتكب الاخاف منهما الاسل فانه يرتكب الاخف منهما الاسلم. كما ان موسى لما دار الامر بين في مصر ولكنه يقتل او يذهب الى بعض البلدان البعيدة التي لا يعرف طريقها اليها وليس معه دليل يدله غير ربه ولكن هذه الحالة ارجى للسلامة من الاولى فتبعها موسى. ومنها ان الناظر في العلم عند الحاجة الى تكن فيه اذا لم يترجح عند احد فانه يستهدي ربه ويسأل ان يهديه والصواب من القولين بعد ان يقصد بقلبه الحق ويبحث عنه فان الله لا يخيب من هذه حاله. كما خرج موسى تلقاه فقال عسى ربي ان يهديني سواء السبيل ومنها ان الرحمة بالخلق والاحسان على من يعرف ومن لا يعرف من الاخلاق الانبياء. وان من الاحسان سقي الماشية الماء واعانة العاجز استحباب الدعاء بتبيين الحال وشرحها ولو كان الله عالما بها. لانه تعالى يحب تضرع عبده واظهار ذله ومسكنته كما قال تعالى ربي اني لما انزلت من خير فقير منها ان الحياء خصوصا من الكرام من الاخلاق الممدوحة. ومنها المكافأة على الاحسان لم يزل دأب الامم السابقين. ومنها ان العبد اذا فعل العمل لله تعالى ثم وحصل مكافأة عليه من غير قصد بقصد الاول فانه لا يلام على ذلك ما قبل الى موسى صاحب معروفه الذي لم يبتغي له ولم يستشر بقلبه على ومنها مشروعية الاجارة وانها تدل على رعاية الغنم ونحوها ما لا يقدر به العمل وانما مرده العرف منها انه تجوز الاجارة ولو كانت منفعته بضعاف ومنها ان خطبة الرجل ابنته الرجل الذي يتخيره لا يلام عليه منها ان خير الدين وعامل يعمل الانسان ان يكون قويا امينا. ومن هذا من مكارم على ان يحسن خلقه لاجله وخادمه لا يشق اليهم العمل قوله وما يريد ان يشق عليك سجدا ان شاء الله من الصالحين ومنها جواز عقد الادارة وغيرها من عقوده من دون لقوله والله اعلم نقول وكيل ومنها ما اجرى الله عليه موسى من الايات البينات والمعجزات الظاهرة من الحية انقلاب يده بيضاء من غير سوء. ومن عصمة الله لموسى وهارون من الغرق ومنها ان من اعظم العقوبات ان يكون الانسان اماما في الشر وذلك بحسب معارضته لايات الله وبيناته. كما ان من اعظم نعمة انعم الله بها على عبده ويجعله اماما في الخير هاديا مهديا ومنها ما فيه من الدلالات على لسانه محمد صلى الله عليه وسلم. حيث اخبر بذلك تفصيلا مطابقا وتفصيلا موافقا قصه قس قصا صدق تصدق به المرسلين وايد به الحق المؤمن من غير حضوره شيء من تلك الوقائق ولا ولا مشاهدة لموضع واحد من تلك المواضع. ولا تلاوة فيها شيئا من هذه الامور ولا مجالسة احد من اهل العلم ان هو الا رسالة رحيم الرحمن ووحي نزله عليه الكريم منان. ليذر به قوما جاهلين النذر والرسل غافلين فصلوات الله وسلامه على من مجرد خبره ينبئ انه رسول الله مجرد امر ونهي ينبه العقول النيرة انهم عند الله كيف وقد تطابق الى صحة ما جاء به وسطه خبر الاولين والاخرين والشرع الذي جاء به من رب العالمين وما اجبل عليه من الاخلاق الفاضلة التي لا تناسب ولا تصح الا لعالج الخلق والنصر المبين لدينه وامته حتى بلغ دينه مبلغ الليل والنهار وفته وفتحت امته معظم البلدان والامصار بالسيف وسنان وقلوبهم بالعلم الايمان ولم تزل الامم معاندة الملوك الكفرة المتعاضدة ترميه بقوس واحدة وتكيد له المكائد. وتمكر اطفائه واخفائه واخماده من الارض وهو وقد بهرها وعلاها لا يزداد الا نموا ولا ايات وبراهن الا ظهورا. وكل وقت من الاوقات يظهر من اياته ما هو عبرة للعالمين وهداية للعالمين ونورا وبصيرة للمتوسمين والحمد لله وحده. احسنت بارك الله فيك. قراء مع الشيخ غلام في قصة موسى عليه السلام فوائد عظيمة زادت عن خمس مئة فائدة جمعها بعض المفسرين ولا شك ان الفوائد متعددة في اماكن متفرقة نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير قوله الذين اتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون. قال رحمه الله يذكر تعالى عظمة القرآن وصدقه وحقه وان اهل العلم بالحقيقة يعرفون ويؤمنون به. ويقرون بانه الحق فقال الذين اتيناهم الكتاب من قبلي وهم اهل التوراة والانجيل الذين لم يغيروا ولم يبدلوهم به اي بهذا القرآن ومن جاء به يؤمنون. واذا يتلى عليهم السمع واذنوا وقالوا امنا به انه الحق من ربنا لموافقته لما جاءت به الرسل ومطابقته لما ذكر في الكتب واشتمالها للاخبار الصادقة والاوامر والنواهي لغايات الحكمة وهؤلاء الذين تفيد شهادة ما ينفع قولهم لانهم لا يقولون ما يقولون الا عن علم وبصيرة ولانهم اهل الخبرة واهل الكتب وغيرهم لا يدل ردهم ولا معارضة للحق على شبهة فضلا عن الحجة لانهم ما بين جاهل فيه او متجاهل المعاندين للحق قال تعالى قل امنوا به او لا تؤمنوا ان الذين اوتوا العلم من قبله وقوله انكن من قبلي مسلمين. ولذلك ثبتنا على ما من الله به ثبتنا على ما من الله به علينا من الامام تصدقنا بهذا القرآن امنا بالكتاب الاول والكتاب الاخر وغيرنا ينقض تكذيبه بهذا الكتاب ايمانه بالكتاب الاول. اولئك الذين امنوا بكتاب يؤتون نجرا برأتين اجرا على الايمان الاول واجرا على الايمان الثاني بما صبروا وعلى الايمان وثبتوا على العمل فلم تزعزعهم عن ذلك شبهة. ولا تنام الايمان رئاسة ومن خصالهم الفاضلة التي هي من اثار النوم يدرؤون بالحسنة السيئة اي دأبون طريقتهم الاحسان لكل احد حتى للمسيء اليهم بالقول كان يقابل هنا وبالقول الحميد والفعل الجميل لعلمه بفضله بفضيلة هذا الخلق العظيم انه لا يوفق له الا ذو حظ عظيم. واذا سمعوا اللغو جاهل خاطبهم به قالوا وقالت عباد الرحمن اولي الالباب لنا اعمالنا ولكم اعمالكم اي كل سيجازي سيجازى بعمله الذي عمله وحده ليس تعليم وزر غيره شيء والذي من ذلك انهم يتبرأون مما عليه الجاهلون من اللفظ والباطن والكلام الذي لا فائدة فيه. سلام عليكم اي لا تسمعون منا الا الخير ولا نخاطبكم بمقتضى جاركم فانكم ان رضيتم لانفسكم هذا المرتع اللئيم. فانا ننزه انفسنا عنه ونصونها عن الخوض فيه لا نبتغي الجاهلين من كل وجه. وقوله انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو اعلم بالمهتدين. يخبر تعالى انك محمد وغيرك فمن بابها لا تقدر على هدايته يعني لو ولو كان من احب الناس اليه. فان هذا امر غير مقدور للخلق هداية التوفيق وخلق الايمان في القلب وانما ذلك بيد الله تعالى يهدي من يشاء وهو اعلم بمن يصلح لنداه يهدي ممن لا يصلح لها فيبقي على ضلاله واما اثبات الهداية للرسول واما اثبات الهداية للرسول في قوله تعالى وانك لتهدي الى صراط مستقيم. فتلك هداية البان والارشاد فالرسول يبين الصراط المستقيم ويرغب فيه ويبذل جهدا في سلوك خلق الله واما كونه يخلق في قلوبهم الايمان ويوفقهم بالفعل فحاشا وكلا لهذا لو كان قادرا عليها لهدى من وصل اليه ونصره ومنعه من قومه عمه ابا طالب ولكنه اوصل اليه من الاحسان بالدعوة له وبالدين والنصح التام ما هو اعظم مما فعله معه وعمه. ولكن الهداية بيد الا وقوله وقالوا تعالى ان المكذبين من قريش واهل مكة يقولون للرسول صلى الله عليه وسلم الهدى مات نتخطف من ارضنا بالقتل والاسر ونهب الاموال فان الناس قد عادوك وخالفوك فدوت لتعرضنا لمعاداة الناس كلهم ولم يكن لو اننا طاقة وهذا الكلام منهم يدل على سوء الظن بالله تعالى وانه لا ينصر دينه ولا يعلي كلمته. بل يمكن الناس من اهل دينه فيسومونهم سوء العذاب. وظنوا ظنا الباطل سيعلو على الحق. قال الله مبين لهم حالة هم بها دون الناس ان الله اختصهم بها فقال او لم نمكن لكم حرما امنا يجبى اليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا. اي او لم نجعل المتمكنين ممكنين في الحرم؟ في حرم يكثر المنتابون الزائرون فقد احترمه قريبه البيت فلا يهاد اهله ولا ينتقصون بقليل ولا كثير. والحال انكن ما حولهن من الاماكن قد حف بها الخوف من كل جان واهلها غير امنين ولا مطمئنين وليحمدوا ربهم على هذا الامر التام الذي ليس فيه غيرهم وعلى الرزق الكثير الذي يجبى اليهم من كل مكان من الثمرات والاطعمة والبضائع ما يرتزقون ويتوسلون وليتبعوا على الرسول الكريم ليتم لهم الامن والوعد. وان ليتم لهم الامن والرغد واياهم بتكذيبه وانبطر بنعمة الله فيبدلوا من من بعده فيبدلوا من بعد امنهم خوفا وبعد عزهم ذلا وبعد غناهم فقرا. ولهذا توعد بما فعل قبلهم فقال وكم اهلك من قرية بطرت معيشة اي فخرت بها والهتها واشتغلت بها عن الايمان وازال عنهم النعمة هل بهم النقبة فسيف تلك مساكنهم لم تسكن من بعدهم الا قليل وللهلاك لتوالي الهلاك والتلف عليهم ويحشايا من بعدهم وكنا نحن الوارثين للعباد انه يميتهم ثم يرجع الينا جميع ما ما متعنا بهم من النعم. ثم نعيدهم الينا فنجازيهم باعمارهم. ومن حكمته ورحمته الا يعذب الامم بمجرد كفرهم قبل اقامته الحجة عليهم بارسال الرسل اليهم ولهذا قال وما كان ربك مهلك القرى اي بكفر وظلمهم حتى يبعث في امها اي في القرية والمدينة التي هي اليها يرجعون ونحو يترددون وكل ما حولها ينتجعها ولا تخفى عليه اخبارها ما جاء به وصدق ما دعاهم اليه. فيبلغ قوله قاصيا مدانيا بخلاف باعث الرسل في القرى البائدة الاطراف النهاية فان ذلك مظنة الخفاء والجفاء والمدن والأمهات مضنة الظهور والإنتشار في الغالب انهم اقل جفاء من غيرهم. بالكفر والمعاصي المستحقون العقوبة الحاصل ان الله لا يعذب احدا الا بظلمه واقامة الحجة عليه. وقوله وما اوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وزينتها الايات. هذا خص هذا حظ منه تعالى لعباده على الزهد في الدنيا وعدم الاغترار بها وعلى الرغبة في الاخرى. وجعلها مقصودة العبد ما هو مطلوبه ويخبرهم ان جميع ما الخلق من الذهب والفضة والحيوانات والامتعة. والنساء والبنين والماكل والمشارف واللذات كلها متاع الحياة الدنيا وزينتها. اي يتمتع به وقتا قصيرا متاعا قاصرا محشوما بالمنغصات ممزوجا بالغصص ويتزين به زمانا يسيرا للفخر والرياء ثم يتلو ذلك سريعا وينقطع جميعه. ولم صاحب منه الا حسرة الندم والخيبة والحرمان وما عند الله من النعيم المقيم والعيش السليم خير وابقى. اي افضل في وصفه وكمية وهو دائم ابدا مستمر سرمدا افلا تعقلون افلا تكون لكم عقول بها تزنون اي امرين اولى بالايثار واي الدارين احق للعمل لا فدل ذلك انه بحسب عقل العبد يؤثر الاخرى الدنيا وانه ما اثر احد الدنيا الا لنقص في عقله. ولهذا نبه العقول على الموازاة بين عاقبة مؤثر بين عاقبة مؤثري الدنيا ومؤثري الاخر اخرتي فقال افمن وعدنا وعدنا حسنا فهو لاقي اي هل يستوي مؤمن ساع للاخرة سعيها وقد امن على وعد ربه له بالثواب الحسن الذي والجنة. وما فيها من فالاقيه من غير شك ولا ارتكاب لانه وعد من كريم صادق الوعد لا يخلف الميعاد لعبد قام بمرضاته وجانب سخطه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ويأخذ فيها ويعطيها ويأكل ويشرب ويتمتع كما تتمتع الباء قد اشتغل بدنياه عن اخرته ولم يرفع بها بهدى الله رأسه ولم ينقض بمرسلين فهو لا يزال ذلك لا يتزود من دنيا الا الخسارة والهلاك ثم هو يوم القيامة من المحضرين ان الحساب قد علم انه لم يقدم خيرا لنفسه وانما قدم ما يضره وانتقل دار الجزاء بما عمل فما ظنكم الا ما يصير اليها فما تحسبون ما يصنع به. فليختر العاقل لنفسه ما هو اولى بالاختيار واحق الامرين بالايثار وقوله ميلادهم ان يقولوا اين شركائي الذين كنتم تزعمون الايات؟ هذا اخبار من الله تعالى ما يسأل عنهم الخلائق عما يسأل عنه الخلائق يوم القيامة وانه يسأل عن الوصول الى عبادة الله واجابة رسله فقال ويوم ينادي اي ينادي من اشركوا به شركاء يعبدونه ويرجون نفعهم ودفع الضرر عنهم وينادي يبين لهم عجلة وانظر لها فيقول اين شركائنا وليس لله شريك؟ ولكن ذلك بحسب زعم وافتراءهم ولهذا قال الذي كنتم الذين كنتم تزعمون اي فان لهم بذواتهم واين نفعهم واين دفعهم؟ ومن المعلوم انهم يتبين لهم في تلك الحال ان الذي عبدوه ورجوه باطل مض محل في ذاتي وما رجو منه فيطرون على انفسهم بالضلال والغواية ولهذا قال الذين لو حق عليهم القول من الرؤساء والقادة في الكفر والشر مقرون بغوايتهم واغوائهم ربنا هؤلاء التابعون قد الذين اغوينا اغويناهم كما غوينا اي كلنا قد اشترت قد اشترك في الغواية وحق عليه كلمة العذاب تبرأنا اليك من عبادتهم اي نحن منهم وهم منا مريم ما كانوا ايان يعبدون انما كانوا يعبدون الشياطين واذ وقيل لهم ادعوا شركاءكم على ما املتم فيه من النفع فامروا دعائهم في ذلك الوقت الحرج الذي يضطر فيه العابد الى من عبده. فدعوهم ينفعهم او يدفع عنهم من عذاب الله من شيء فلم يستجيب لهم فعلم الذين كفروا انهم كانوا كاذبين مستحقين للعقوبة. ورأوا العذاب الذي سيحل بهم عيانا بابصارهم بعد ما كانوا مكذبين بهم منكرين لولا انه لو انهم كانوا اينما حصل عليه من ما حصل ولهدوا الى صراط الجحيم كما هدوا الى صراط الجنة كما اهتدوا في الدنيا ولم لكن لم يهتدوا فلم يهتدوا وقوله ويناديه فيقول ماذا اجبتم المرسلين ان صدقتموه ما اتبعتموه من كذبتموهم وخالفتموهم فعميت عليهم الأنباء فهم لا يتساؤلون ان هذا السؤال جوابا ولم يهتدوا الى الصواب من المعلوم انه لا ينجي في هذا الموضع الا التصريح بالجواب الصحيح المطابق لاحوالهم اننا اجبناهم بالايمان والقيادة ولكن لما علموا تكذيبا لهم ما لامرهم لم ينطقوا بشيء ولو لا يمكن ان يتساءلوا ويتراجعوا بينهم في ماذا يجيبون به ولو كان كذبا ومن الصالحين فعسى ان يكون للمفلحين ما ذكرتها على سؤال الخلق عن معبودهم عن رسلهم الذي ينجو به العبد من عقاب الله تعالى والنوم لا نجاة الا لمن اتصل بالتوبة من الشرك والمعاصي ولا يدفع عنه عقابه. فامن له لوط وقال اني مهاجر الى رب الايات اي لم يزل ابراهيم عليه الصلاة والسلام يدعو قومه وهو مستمر على عنادهم الا انه امن له بدعوة امن بالله فعبده وامن برسله فصدقهم وعمل صالحا متبعا فيهن الرسل فعسى ان يكون من جمع هذه الخصال من المفلحين الناجحين بالمطلوب الناجين منهم فلا الى الفلاح بدون هذه الامور. وقوله ربك يخلق ما يشاء ويختار الايات هذه الايات فيها عموم خلق نساء لمخلوقات ونفوذ مشيئته بجميع البريئة والانفراج باختياره باختيار من يختاره ويختص ويختص من الاشخاص والاوامر والازمان والاماكن وان احدا ليس له من الامر واختيار شيء وانه تعالى منزل عن كل ما يشركون به من الشريك والظهير الولد والصاحبة ونحو ذلك مما اشرك به المشركون. وانه العالم بما بما اكنته الصدور وما اعلنه. وان وحده المعبود المحمود في الدنيا والاخرة وهم على ما له من صفة الجلال والجمال على ما اسداه الى خلقه من الاحسن والافضل وانه الحاكم في الدارين في الدنيا بالحكم القدري الذي اثر الذي اثره جميع ما خلق ودار الحكم الديني الذي اثاره جميع الشرائع والنواهي. وفي الاخرة يحكم بحكمه القدر والجزاء ولهذا قال واليه ترجعون فيجازي كلا منكم بعمله من خير وشر قل ارأيتم ان جعل الله عليكم ليل سرمد الايات؟ هذا امتنان من الله على عباده يدعوهم به الى شكره والقيهم بعبوديته بعبوديته وحقه جعل له من رحمته النهار يبتغوا من فضل الله وينتشر لطلب ارزاق ومعايشهم في ضيائه. والليل يهدأ فيه ويسكن ابدان وانفس من تعب التصرف في النهار فهذا من فضله ورحمته بعباده فهل احد يقدر على شيء من ذلك ولو جعل عليكم الليل سرمدا الى يوم القيامة من من اله غير الله يأتيكم بضيا افلا تسمعون مواعظ الله افلا تسمعون مواعيد الله وآياته سماع عليكم الى يوم القيامة من اله غير الله يأتيكم بليل تسكنوا فيه افلا تبصرون مواقع الابر ومواضع الايات وتستنير بصائركم وتسلكون الطريق المستقيم وقالا في الليل ابلغ من سلطان البصر وعكس النار. وفي هذه الاية تنبئون الى ان العبد ينبغي له ان يتدبر نعم الله عليه ويستبشر فيها ويقيس بحال عدمها فانه اذا وازن بين حالة وجود بين حالات عدمها تنبه عقله لموضع المنة من خلاف من جرى مع العوائد ورأى ان هذا امر لم يزل مستمرا ولا يزال وعمي قلبه عن اي على الله بعلمه ورأى افتقاره اليه في كل وقت فان هذا لا يحدث له فكرة لا يحدث له فكرة شكر ولا ذكر وقوله ويومئدين فيقول اين شركائي الذين كنتم تتزامن الايتي؟ اي واي ويوم ينادي الله المشركين بالعدل نبي غيره الذين يزعمون ان له شركاء يستحقون ان يعبدوا وينفعون ويضرون. فاذا كان يوم القيامة اراد الله ان يظهر جرائتهم وكذبهم في زعمهم وترتيب من انفسهم يناديهم اين شركائي الذين كنتم تزعمون؟ اي بزعم يملأ بنفس الامر كما قال وما يتبع الذين من دون الله شرا من من دون الله شركاء يتبعون الا الظن وانهم الا يخلصون. فاذا فاذا واياهم نزع من كل امة من الامم المكذبة شهيدا يشهد على ما جرى بالدنيا من شركهم واعتقادهم وهؤلاء بمنزلة المنتخبين اي انتخبنا امير واسع ما يتصداه للخصومة عنهم والمجاهدة ان يقال لهم على طريق واحد. واذا برزوا للمحاكمة فقلا تبرانكما اي حجتكم ودليلكم على صحة شرككم هذا وهل امرناك؟ وهل امرنا بذلك هل امرت هل امرتكم رسلي؟ هل وجدتم ذلك في شيء من كتب؟ هل فيهم احد صحيح القسيم من الايات هل ينفعونكم ويدفعون عنكم من عذاب الله او يغنون عنكم وليفعلوا اذا ان كانت هي مهلية ليريكم ايها ليريوكم ان كان لهم قدرة. فعلموا حينئذ مطلعان قولهم وفسادا ان الحق لله تعالى قد توجهت عليهم الخصومة وانقطعت حجتهم فافلجت حجة الله. وضل عنه ما كانوا يفترون من الكذب ليذكر محله وتلاشى وعدم. وعلموا ان الله قد عدل فيهم حيث لم يضع العقوبة الا بمن حقها واستهلها واستأهلها. وقوله ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم الى اخر قصة. يقول تعالى عن حالة قارون وما فعل وفعل به ونصح ووعظ فقال ان قارون كان من قوم موسى من بني اسرائيل الذين فضلوا العالمين وفاقوهم في زمانهم وامتن الله عليهم بما امتن في فكات حالهم بمناسبة الاستقامة ولكن قارون هذا بغى على قومه وطغى بما اوتيهم من الاموال العظيمة المطية واتيناه من الكنوز اي كنوز كنوز الاموال شيئا كبيرا ما ان مفاتيحه لا تنوي بالعصبة وللقوة العصبة من العسرة من العشرة الى التسعة الى السبعة ونحو ذلك اي حتى ان مفاتح زينب ولتثقلوا الجماعة القوية عن حملها. هذه المفاتيح فما ظنك بالخزائن؟ لا تفرح ان الله لا يحب في حين لا تعتبر هذه الدنيا العظيمة وتفتخر بها وتلهيك عن الاخرة فان الله لا يحب الفرحين بها المكبين على محبتها وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة اي قد حصل عندك من وسائل الاخرة ما ليس عند غيرك من من الاموال وابتغي بها ما عند الله وتصدق ولا تقتصر على مجرد في شهوات تحصل الى الذات ولا تنسى نصيبك من الدنيا الى ان يأمرك ان تتصدق بجميع مالك وتبقى ضائعة بل انفق لاخرتك واستمتع بدنياك واستمتاع لا دينك ولا يضر بعثرتك واحسن الى عباد الله كما احسن الله عليك بهذه الاموال ولا تبغى الفساد في الارض بالتكبر والعمل بمعاصي الله والاشتغال بالنهاية ان الله لا يحب المفسدين بل يعاقبهم على ذلك اشد العقوبة فقال لقرن رادا لنصيحة الكافرة نعمة ربه من عندي اي انما ادركت هذه الاموال بكسبي ومعرفتي بوجوه المكاسب وحذقي او على علم من الله بحالي اعلم اني اهل لذلك فلم تنصحوني وعلى ما اعطاني الله قال قال تعالى مبين ان عطاؤه ليس دليل على حسن جماعة فما المانع منه لاعتقار مع مضي عادتنا وسنة نبي الله من هو مثله واعظم منه اذا فعل ما يوجبنا له ولا يسأل عن ذنوبهم المجرمون بل يعاقبهم الله يعذبهم على ما يعملون منهم على ما يعلمه منهم فهم وان اثبتوا لانفسهم حالة حسنة وشهدوا لها بالنجاة فليس قول مقبولا وليس ذلك رادا عنهم من العذاب شيئا لان ذنوبهم غير خفية فانكارهم لا لا محل لها. ولم يزل قارون مسلما وبقي وعدم قبول نصيحة قومه. فرحا بطنا قد نفسه وغره ما اوتيه من الاموال فخرج من ذات يوم في زينته ارفع ما يكون من احوال دنياه. وقد استعد وتجمله بعظهم وتلك الزناة بالعدد من مثله تكون اية جمعت جنة الدنيا وزهرة وباجتها وغدارتها ونوى فخرها ورمقته بتلك الحياة العيون والملأت والزر بزته القلوب زينته النفوس انقسم فيه الناظرين قسمين كلهم تكلم بحسب ما عنده من الهم والرغبة فقال الذين يريدون الحياة الدنيا اي الذين تعلقت ارادة فيها وصارت منتهى رغبتهم ليس لهم ارادة بسوايا يا ليت لنا مثل ما اوتي قارون من الدنيا متاع الزهرة انه لذو حظ عظيم وصدقوا وصدقوا انه لذو حظ عظيم لو كان الامر منتهيا الى رغباتهم انه وانه ليس وراء الدنيا دار اخرى. فانه قد اعطي منها ما به غاية التنعيم بنعيم الدنيا. واقتدر بذلك جميع مطره فصار هذا الحظ العظيم بحسب همته ان همة جعلت هذا غاية المراد والمنتهى من مطلبها لمن ادنى لمن ادنى الهمم واسفل وليس لها ادنى صعود الا مرادات العاريات والمطالب الغالية. وقال الذين اوتوا العلم الذين عرفوا حقائق الاشياء ونظروا الى باطن الدنيا اين نظر اولئك الى ظاهرها ويلكم متوجهين مما تمنوا لانفسهم رائين بحال راتين بحالهم راسين لحالهم منكرين ثواب الله العاجل من لذة العبادة ومحبته والانابة اليه والاقبال عليه والاجر من الدنيا وما فيها من تشتهي الانفس تنزل وعين وخير من هذا الذي تمنيت ما رغبتم فيه فهذه حقيقة الامر ولكن ما كل من يعلم ذلك مثله الاعلى على ادناه فما ذلك ويوفق له الا الصابرون الذين حبسوا انفسهم على طاعة الله وعن معصية وصبروا على الجواذب الدنيا وشهواتها. وان تشغلهم عن ربهم وان تحول بينهم وبين ما خلقوا له فهؤلاء الذين يؤثرون ثواب الله يا للدنيا الفانية. فلما انتاجوا ترون حالة البغي والفقر وتزينت الدنيا عنده وكثر من اعجابه بغته العذاب. فقسمنا به وبداره الارض جزاء من جنس عمله فكما رمى الى على عباد الله انزلهم الله وما اغتر به وما من داره واثاره ومتاعه فما كان له من فئة اي جماعة عصبة اخذ من الجنود ينصرونه من دون لا ما كان من المنتصرين اذ جاءه العذاب فما نصر ولا انتصر واصبح الذين تمنوا ما كانوا بالامسين الذين يريدون الحياة الدنيا والذين قالوا يا ليتنا فلما اوتي قارون يقولون متوجعين ومعتبرين وخائفين من وقوع العذاب بهم ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر ان يضيق الرزق على من يشاء فعلمنا حينئذ ان بصير قارون. ولولا ان من الله لولا ان من الله علينا ولم يعاقبنا على ما قلنا فلولا فضل ومنة لخسف بنا فصارها لا تقارن عقبة له وعبرة وموعظة لغيره حتى ان الذين غلطوا وسمعت اسمعت كيف ندموا وتغير فكرهم الاول. ويكأنه لا يفلح الكافرون الا في الدنيا ولا في الاخرة. وقوله تلك الدار الاخرة نجعلها للذي لا يريدون علوا في الارض ولا فسادا لمن امن وعمل صالحا فقال تلك الدار الاخرة التي اخبر الله بها في كتبه واخبرت بها رسله التي قد جمعت كل نعيم عنها كل مكد ومنغط القرآن ليس لهم ارادة فكيف العمل للعلوم في الارض؟ على عباد الله والتكبد عليهم وعلى ولا فساد ولا شيء من جميع المعصية فاذا كان لا ارادة لهم في العلو في الارض ولا فسأل الفساد الاجل من ذلك ان تكون ارادتهم مصروفة وحالهم لعباد الله القيادة للحق والعمل الصالح. وهؤلاء هم المتقون الذين لهم العاقبة ولهذا قال لمن اتقى الله وغيرهم ان حصل لهم بعد الظهور والراحة فانه لا يطول وقته. ويزول عن قريب. واعلم وعلم وعلم من هذا الولاية الكريمة ان الذين يريدون العلو في الارض او الفساد ليس لهم في الدار الاخرة تنصيبهم ولا لهم منها نصيب. وقول من جاء بالحسد ولهم خير من الاية اخبره تعالى عن مضاعفة وضعه واثب من عده فقال من جاء بالحسنة شرط في ان يأتي بي العامل. لانه قد يعملها ولكن يقترن بها ما لا تقبل منه او يبطل افهادها لم يجيء بالحسنة والحسنة اسم جنس يشمل جميعها ما امر الله به ورسوله من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة المتعلقة بحقه تعالى وحقوق عباده فلو هو خير منها اي اعظم واجل وفي الاية الاخرى فله عشر امثال هذا التضيق لحسنة لابد منه وقد يقترن بذلك من اسباب ما تزيد به المضاعفة كما قال تعالى يضاعف لمن يشاء. بحسب حال العمل وعمله ونفعه ومحله ومكانه ومن جاء بالسيئة كل ما نهى الشأن عن تحريم فلا يجزى الذين عملوا السيئات الا ما كانوا يعملون كقول من جاء بالحسن وعشر امثالها لا يظلمون وقوله ان الذي فرض عليك القرآن يرادك الى معاد الايات. يقول تعالى ان الذي فرض عليك القرآن ينزله وفرض فيه الاحكام في الحلال والحرام ومركب تبليغه للعالمين والدعوة لاحكام جميع المكلفين لا يليق بحكمته ان تكون الحياة هي الحياة الدنيا فقط من غير ان يثاب العباد ويعاقب وبلغت بد ان يردك حينما عدم يجازى به المحسنون باحسانهم المسيئون بمعصيتهم وقد بينت لهم الهدى وقد بينت لهم الهدى واوضحت لهم المنهج فان اتبعوا كفر ذلك حظهم وسادتهم ان الا عصيانك والقدح بما جئت به من الهدى ما معهم من الباطل. على الحق فلم يبق للمجادلة محل ولم يبق الا المجازاة والا ما له من العالم طيب والشهادة والمحيطون والمبطلون؟ اذا قال قل ربي اعلم بما هو اعلم من جاء بالهدى من هو في ضلال مبين. وقد علم ان رسوله هو المهتدي الهادي وان اعداؤه هم الضالون المضلون. وما كنت ترجوا ان يلقى اليك الكتاب اي ولم تكن اي لم تكن متحريا لنزول هذا الكتاب عليك ولا مستعدا له ولا متصديا لا من ربك بك وبالعباد فارسلك بهذا الكتاب الذي رحم به العالم وعلمه ما لم يكونوا يعلمون وزكاة وعلمه من كتاب الحكمة وان كانوا من قبل لفي ظالم مبين. اذا علمت انه انزل اليك برحمة منه وعلمت ان جميع ما امر به ونهى عنه فانه رحمة وفضل من الله اولئك في صدرك حرج من شيء منه وتظن ان مخالفته ان مخالفه اصلح وانفع فلا تكونن ظهيرا للكافرين معينا لهم على ما هو من شعب كفرهم ومن جملة مظاهرة من يقال في شيء انه خلاف الحكمة والمصلحة والمنفعة. ولا يصدنك عن ايات الله بعد انزلت اليك بل ابلغها وانفذها. ولا تبالي مكرم ولا يخدو كان ولا تتبع هوائهم وادعوا الى ربك اجعل الدعوة الى ربك منتهى قصرك وغاية عملك. فكل من خالف ذلك فارفضه من رياء او سمعة او موافقة اغراض اهل الباطل فان ذلك داع الى الكون ومعه هموم سادتهم على امرهم لهذا قال ولا تكونن من المشركين في شركهم ولا في فروعه وشعبه التي هي جميع المعاصي الا الله الكامل الباقي الذي كل شيء عالك الا وجاه. واذا كان كل شيء عالك من محل سواه فعبادة ذلك للباطل باطلة ببطلان غايته او فساد نهايتها له الحكم في الدنيا والاخرة واليه لا الى غيره ترجعون فاذا كان ما سوى الله باطلا هالكا والله هو الباقي الذي لا اله وله الحكم في الدنيا والاخرة اليه مرجع الخلائق كلهم فليجازيهم باعمالهم. تعين على من له عقل ان يعبد الله وحده لا شريك له ويعمل لما يقربه اليه. ويحذر من سخطه وان ان يقدم على ربه غير تائب ولا مطلع عن خطئه وذنوبه. تم تفسير سورة القصص ولله الحمد والثناء والمجد دائما وابدا. احسنت تراه مع الشيخ عبد السلام ونبي يخلص لنا سورة العنكبوت نعم قال رحمه الله تعالى تفسير سورة العنكبوت فهي مكية بسم الله الرحمن الرحيم الف لام ميم حسب الناس ان يتركوا ان يقول امنا وهم لا يفتنون الايات يخبرون عن تمام حكمته وان حكمته لا تقتضي ان كل من قال انه مؤمن وادعى لنفسه يبقى في حالة يسلمون فيها من الفتن والمحن ولا ولا يعرض لهم ويشوش عليه ايمانا وفروعا فانه لو كان الامر كذلك لم يتميز صادهم الكاذب والمحق من المبطل ولكن سنته عادته بالاولين وفي هذه الامة ان يبتليهم بالسراء والضراء والعسر واليسر والمنشط والمكره والغنى والفقر وادالة الاعداء عليهم في بعض الاحيان. ومجاهدة الاعداء بالقول والعمل ونحو ذلك من الفتن التي ترجع كلها الى فتنة الشبهات فريضة العقيدة والشهوات المعارضة لارادة من كان عند ورود الشبهات يثبت ايمانه ولا ويدفعها بما معه. ويدفعها بما معه من الحق وعند ورود الشهوات الموجبة والداعية للمعاصي والذنوب والصاربة عن ما امر الله تعالى به ورسوله يعمل بمقتضى الايمان ويجاهد شهوته ودل ذلك على صوت ايمانه وصحته ومن كان عند ورود الشبه تؤثر في قلبه شكا وريبا. وعند اعتراض الشهوات تصرفه الى المعاصي او تصدفه عن الواجبات. دل ذلك على عدم صحته والناس في هذا المقام درجات لا يحصيها الا الله ومستقل ومستكثر. فنسأل الله تعالى ان يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة وان يثبت قلوبنا على دينه الامتحان النفوس بمنزلة الكيل منزلة الكير يخرج خبثها ويخرج خبثها وطيبها. الكير اللي هو النار نار الحداد. نعم. ام حسب الذين يعملون السيئات ان يسبقون اساء ما يحكمون احسب الذين همهم وفعل السيئات وارتكاب الجنايات ان اعمالهم سدوهم وان الله سيغفل عنهم او يفوتونه ولذلك اقدموا عليها وسألوا عليهم عملها سها ما يحكمون سها حكمه فانه حكم جائر لتضامنه انكار قدرة لا يحكم وان لديهم قدرة يمتنعون بها من عقاب الله وهم اضعف شيء واعجزه يعني يا ايها المحب لربه المشتاق لقربه ولقاء المسارح في مرضاته ابشر بقرب لقاء الحبيب فانه ات وكل ما هو ات قريب فتزود للقاء والسر نحوه مستصحب الرجاء ومن الوصول اليه ولكن ما كل من يدعي ما كل من يدعي يعطى بدعواه ولا كل من تمنى يعطى ما تمناه فان الله سميع الاصوات عليهم بالنيات كان صادرا بذلك ناله ما يرجو من كان كاذبا لم تنفع دعواه وهو العلي ومن يصلح لحبه ومن لا يصلح ومن جاهد نفسه وشيطانه عدوه الكافرين لنفسه ان نفعه راجع اليه وثمرته عائدة اليه والله غني عن العالمين والنواة وقد علم النوامر والنواة يحتاج المكلف فيها الى جهاد نفسه وتتداخل بطبعها عن الخير والشيطان ينهاه عنه. وعدو كافر يمنعه من الدين كما ينبغي وكل هذه معارضات تحتاج الى مجاهدات وسعي شديد. والذين امنوا وعملوا الصالحات لكفرا عنهم سيئاتهم ولنجزيهم احسن الذين كانوا يعملون. يعني ان الذين ان الله علي من وعمل صالحا فيكفر الله عنه سيئاتهم لان الحسنات تذهب من السيئات ولنجزيهم احسن الذي كانوا يعملون وهي اعمال الخير من واجبات ومستحبات فهي احسن ما يعمل العبد لانه يعمل ايضا وغيرها وصينا الانسان بوالديه حسن الاية. ايعمر الانسان وصينا بوالديه حسنا ببرهما والاحسان اليهما من قول والعمل ان يحافظ على ذلك ولا يعوقهما اليهما بقول وعمله وان جاهداك على ان تشرك به ما ليس لك به علم وليس لاحد علم بصحة الشرك بالله وهذا تعظيم لامر الشرك فلا تطعهما الي موضعكم جميعا فانبئكم ما كنتم تعملون فاجازيكم باعمالكم فبر والديكم وقدموا طاعتهما الا على طاعة الله ورسوله فانه على كل شيء والذين امنوا وعملوا الصالحات ارسلن من الصالحين اي من امن بالله وعمل صالحا فان الله وعده ان يدخله الجنة في جملة عباد الله الصالحين من نبينا الصديق والشهداء والصالحين كل على حسب درجته ومرتبته عند الله فالايمان الصحيح والعمل الصالح عنوان على سعادة صاحبه. وانه من اهل الرحمن والصالحين من عباد الله ومن الناس من نقول امنا بالله فاذا هدي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله الاية لما ذكرت على انه لابد من حين من ادعى الايمان ليظهر الصادق بالكاذبين ان من الناس فريقا لا صبر لهم المحن ولا ثبات لهم على بعض الزلازل. فقال امنا بالله فاذا اوذي في الله بضرب او اخذ مال او تعيير ليرتد ليرتد عن دينه وليراجع الباطل جعل فتنة الناس كعذاب الله يجعلها صادة له عن الايمان والثبات عليه. كما ان العذاب صاد عن ما هو سببه. ولئن جاء نصر من ربك انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين. حيث اخبركم بهذا الفريق الذي حال وكما وصف كما تعرفون بذلك كمال العلم وسعة حكمته وليعلم ان الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين فلذلك قدر محنا وابتلاء ليظهر علمه فيهم فيجازيهم بما ظهر منهم لا بما يعلمه لانه قد يحتجون على الله انهم لو ابتلوا لثبتوا. وقال الذين كفروا للذين امنوا اتبعوا سبيلا الايتين عن اضطراب كفار دعوة المؤمنين الى دينه وفي ظل ذلك تهديد المؤمنين والوقوع في مكرهم فقال وقال الذين كفروا الذين امنوا واتبعوا سمعنا ويتركوا دينكم وبعضهم واتبعونا في ديننا فاننا نضمن لكم الامر ونحمل خطاياكم وهذا الامر ليس بايديهم فلهذا قال وما هم بحملهم من خطاياهم من شيء الا قليل ولا كثير فهذا التحمل ولو رضي به صاحبهم فانه لا يفيده شيء فان الحق لله والله تعالى لم يمكن العبد من التصرف في حقه لا بامره وحكمه. وحكمه الا تزر وازرة وزر اخرى ولما كان قوله وما هم بحاملهم خطايا من شيء قد ثواب وايضا ان الكفار الداعين الى الكفر ونحن ممن دعا الى باطنه ليس عليهم ذنبهم الذي ارتكبوا. ليس عليه ليس عليهم الا ذنبهم الذي ارتكبوه دون الذنب الذي فعله غيرهم ولو كانوا متسببين فيه قال عن هذا الوهم ولا يحملن اثقال واثقال ذنوبهم التي عملوها واثقالا مع اثقالهم وهي ذنوب التي بسببه ومن جرائهم ومن جرائهم فذنب الذي فعله التابع لكل من التابع والمتبوع حصة منه هذا لانه فعله وباشر هو المتبوع لانه تسبب ودعا اليه كما ان الحسنة اذا فعل التابع له اجرها بالمباشرة. وللداعي اجره بالتسبب وليسألن يوم القيامة عن ما كانوا يفترون من الشر وتزينه وقولهم ولنحملن ولنحمل خطاياكم. قوله تعالى ولقد ارسلنا نوحا الى قومه فلبث فيهم الف سنة الا خمسين عاما وهو لا ينيم دعوتهم ولا يفتر في نصحهم يدعوهم ليل ونهار والسمع والجار فلم يرشدوا ولا اهتدوا بل استمروا على كفر مطغنهم حتى دعا عليهم نبي نوح عليه الصلاة والسلام عن شدة صبره وحلمه واحتماله ويستحقون للعذاب فانجينا واصحاب السفينة الذين ركبوا معه اهله ومن امن به وجعلنا هاي سفينة او قصة نوح اية للعالمين يعتبرون بها على من على ان من الرسل على ان من كذب الرسل اخر امره الهلاك وان المؤمنين سيجعل الله لهم من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا وجعل الله ايضا سميع للعالمين يعتبرون بها رحمة يعتبرون بها رحمة ربهم التي الذي قيظت لهم اسبابها ويسر لهم امرها وجعلهم وجعلها تحمل تحمل متاعهم من محل الى محل يوم قطر الى قطر وابراهيم اذ قال قومي اعبدوا الله واتقوه ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون الايات ذكره تعالى انه ارسل خليل ابراهيم عليه السلام الى قومه يدعو الى الله فقال لهم اعبدوا الله اي وحدوه واخلصوا له العبادة فابتدوا ما امركم به واتقوا وان يغضب عليكم ويعذبكم ذلك بترك ما يغضبه من المعاصي. ذلكم يا عبادة الله وتقوى وخير لكم من ترك ذلك وهذا من باب مطلق افعال التفضيل لما ليس بالطلب الاخر منه شيء فان ترك عبادة الله وترك تقواه لا خير في وجه وانما كانت عبادة الله وتقوى خير الناس لانه لا سبيل الكرامة في الدنيا والاخرة الا بذلك. وكل خير يوجد في الدنيا والاخرة فانه من اثار عبادة الله وتقوى وان كنتم تعلمون ذلك فاعلموا الامور وانظروا ما هو اولى بالايثار اما امرهم عبادة الله وتقواهم عن عبادة الاصنام وبين لهم نقصا وعدم استحقاقها للعبودية. فقال انما تعبدون من دون الله اوثانا وتخلقون افكا تنحتون وتخلقونها بايديكم لها اسماء الالهة وتختلقون الكذب بالامر بعبادتها والتمسك بذلك ان الذين تدعون من دون الله بنقصه وانه ليس فيه ما يدعو الى عبادة لا يملكون لكم رزقا فكأنه قيل قد بان لنا ان هذه الاوثان مخلوقة ناقصة لا تملك نفعا ولا ضن ولا موت ولا حياة ولا نشورا وانها من هذا وصفه لا يستحق ادنى ادنى ادنى مثقال مثقال مثقال ذرة لوطنا الذي نبهه الله وارسله الى قومه كما سيأتي ذكره وقال ابراهيم حين رأى ان دعوة قومه لا تفيده شيئا يهاجر الى ربه يهاجر ارض السوء ومهاجر الى الارض المباركة والى الشام بالعبادة والتأله الى القلب والقلوب ولابد ان تطلب معبودا تأله وتسأل حوائجها. وقال حاسا لهم على من يستحق العبادة فابتغوا عند الله رزقا. فانه هو الميسر انه المقدر المجيب لدعوة من دعاه لمصالح دينه ودنياه وعبدوه وحده لا شريك له للكون الكامل النافع الضار للمتفرد المتفرد بالتدبير واشكروا له وحده لكون جميع وصل ويصل الى الخلق من النعم فمنه وجميع من دفع ومن دفع من النقم عنه. ويندفع من النقم عنه فهو الدافع لها اليه ترجعون فيجازيكم على ما عملتم ثم ينبئكم بما اسررتم واعلنتم فاحذروا القدوم عليه وانتم على شرككم وارغبوا فيما يقربكم اليه ويسيبكم عند القدوم عليه اولم يروا كيف يبدأ الله الخلق ثم يعيده يوم القيامة ان ذلك على الله يسير كما قال تعالى والذي يبدأ الخلق ثم يعيده واهن عليه قل لهم ان حصل معهم ابراهيم وشك في الابتداء سيروا في الارض بأبدانكم وقلوبكم انظروا كيف بدأ الخلق فإنكم ستجدون امما من الآدمين والحيوانات. لا تزال توجد شيئا فشيئا وتجدون النبات والأشجار كيف تحدث وقتما وقت ما تجدون السحاب والرياح ونحن مستمرة في تجددها بل الخلق دائما في بدء واعادة فانظر اليهم وقت موته موتتهم الصور النوم وقد هجم عليهم الليل بالظلام فسكنت منهم الحركات وانقطعت منه الاصوات وصاروا في فرشهم ومأواهم كالميتين ثم انهم لم يزالوا على ذلك طولا ليهم حتى بلغ الاصباح. فانتبهوا من رغدة ما بعثوا من موتتهم قائلين الحمد لله الذي احيانا بعد ما اماتنا واليه نشر ولهذا قال ثم الله بعد الاعادة الاخرة وان نشأة التي لا تقبل موتا ولا نوما وانما هو الخلود والدوام في الدارين ان الله على كل شيء قدير فقدرته تعالى لا يعجزها شيء وكما قدر بها على ابتداء الخلق فقدرته على اعادته من باب اولى واحرى. يعذب من يشاء ويرحم من يشاء وهو المفرد بالحكم الجزائي وهو اثابت الطائعين ورحمتهم وتعذيب العاصين والتنكيل بما اليه تغلبون ترجعون الى الدار بها تجري عليكم الاحكام وعذابه ورحمته فاكتسبوا في هذه الدار ما هو من اسباب رحمته من الطاعات وابتعدوا من اسباب عذابه والمعاصي ياها يا هؤلاء المكذبون والمتجرؤون على المعاصي لا تحسبوا انهم مغفور عنكم او انكم معجزون لله في الارض ولا في السماء فلا تغرنكم قدرتكم وما زينت لكم انفسكم وخداعتكم النجاة من عذاب الله فلست معجزين الله في جميع اقطار العالم وما لكم من دون الله احصل لكم مصالح دينكم ودنياكم ولا نصير ينصركم عنكم المكاره والذين كفروا بايات الله ولقائه اولئك يئسوا من رحمته واولئك لهم عذاب اليم للغفرة على من هم الذين زال عنهم الخير وحصل لهم الشر وان هم الذين كفروا به وبالرسل وبما جاءوا وجاؤوهم به وكذبوا بلقاء الله فليس عندهم الا الدنيا فلذلك اقدموا على ما اقدموا عليه من الشرك والمعاصي لانه ليس في قلوب ما يخوف ومن عاقبة ذلك ولهذا قال اولئك يئسوا من رحمته فلذلك لم يعملوا سببا واحدا يحصنون به الرحمة والا فلو طمعوا في رحمته لعملوا لذلك اعمالا واليأس من رحمة الله من اعظم الاحاديث وهو نعى نيأس الكفار منها وتركهم جميع سبب يقربهم منها ويأسوا العصاة بسبب كثرة جنايتهما اوحشتهم فملكتهم قلوبهم اذا احدث لهم الاياس واولئك لهم عذاب اليم يؤلم موجع وكأن هذه الايات معترضات بينك معترضات بين كلام ابراهيم لقومه وردهم اي والله اعلم بذلك فما كان جواب قومه الا قالوا اقتلوه وحرقوه فانجاه الله من النار لابراهيم الابراهيمي حين دعاهم الى ربه قبول دعوة واهتداء بنصحه ورؤيته ونعمة الله تعالى عليه بارساله اليهم وانما كان مجاوبة له شرا مجاوبة. قالوا اقتلوه واحرقوه اشناء القتلى وهم اناس مقتدرون لهم السلطة ارهاقه في النار فانجاه الله منها ان في ذلك الاية لقوم يؤمنون فيعلمون صحة ما جاءت فيهم الرسل وبرهم نصحهم وبطلانا قول من خالفهم وناقضهم وان المعارضين كأنهم تواصوا وحسب بعضهم بعضا على التكذيب وقال له ابراهيم في جملة ما قاله من نصحه انما اتخذت من دون الله اوثان مودة بينكم في الحياة الدنيا غاية ذلك مودة في الدنيا ستنقطع وتضمحل وثم يوم القيامة يكفر بعضكم لبعض ويلعن بعضكم بعضا يتبرأ بكل من العابدين والمعبودين من الاخر واذا حشر الناس كانوا هم اعداء وكانوا الكافرين فكيف تتعلق ولمن يعلم انه ويلعنهم وانما والجميع العابدين والمعبودين النار وليس احد ينصره من عذاب الله انه هو العزيز الذي وله القوة وهو قادر عليه يعني حتى ابراهيم عليه السلام كان يرى ارض بابل ارض السوء. ولذلك هاجر منها نعم اي هاجر ارض السوء ومهاجر الارض المباركة وللشام انه هو العزيز الذي له القوة وهو يقدر على هدايتكم ولكنه حكيم ما اقتضت حكمته ذلك ولما اعتزلهم فارقوا ما هو بحالهم ولم يذكر الله ولم لم يذكر الله عنهم انه اهلكم بالعذاب والذكر اعتزاله اياه وهجرته من بين ظهره اما ما يذكر به الاسرائيليات ان الله تعالى فتعال قومي باب البعوض فشرب دماءه واكل لحمه واسلفهم عن اخره فهذا يتوقف الجزم به على الدليل الشرعي ولم يوجده فلو كان الله استئصالهم لذكره كما ذكر اهلاك الامم المكذبة ولكن هل من اسرار ذلك ان الخليل عليه السلام من ارحم الخلق وافضلهم واحلم واجلهم فلم يدعوا على قومه كما دعا غيره ولم يكن الا ليجزي بسببه عذابا عاما مما يدل على ذلك انه راجع الملائكة باهلاك قوم لوط وجادلهم ودافع عنهم وهم ليسوا قوما والله اعلم بالحال ووهبنا له اسحاق ويعقوب اي بعد ما هجر الى الشام وجعلنا في ذرية النبوة والكتاب لم يأت بعده نبي الا بذريته ولا نزل كتاب الا على ذريته حتى ختم به محمد صلى الله عليه وسلم عليهم اجمعين وهذا من اعظم المناطق المفاخرة ان تكون مواد الهداية والرحمة والسعادة والفلاح والفوز في ذريته. وعلى ايديهم اهتدى المهتدون وامن المؤمنون وصلح الصالحون واتيناه واجرهم في الدنيا من زوجته الجميلة فائقة الجمال والرزق الواسع والاولاد الذين بهم ومعرفة الله ومحبته والانابة اليه وانه في الاخرة لمن الصالحين بل هو محمد صلى الله عليه وسلم صلى الله عليهما وسلم افضل الصالحين على الاطلاق واعلاها واعلاهم منزلة فجمع الله له بين السعيات الدنيا والاخرة انكم لا تاتون الفاحشة ما سبقكم بها من احد من العالمين الا يتقدم ان لوطن عليه السلام امن ابراهيم وصاروا مهتدين به وقد ذكروا انه ليس من ذرية ابراهيم انما هو من اخ ابراهيم قوله تعالى واجعلنا في ذرية نبوة الكتاب وان كان عملا فلا يناقض كون لوط النبيا رسولا وهو ليس من ذريته. لان سياق المدح والثناء على اخبرنا من اهتدى على يده ومن اهتدى على يده اكمله ممن اهتدى بالذرية بالنسبة الى فضيلة الهادي والله اعلم. فارسل الله الوطن الى قومه وكانوا مع شركه فقد جمعوا بين فعل فاحشتي في الذكور وتقطيع السبل وتقطيع السبيل وفشو المنكرات في مجالسهم فنصحهم الوطن من عن هذه الامور وبين لهم قبائحها في نفسها ما تؤول اليه من عقوبة بليغة فلم يرعوا فما كان جاء قوم الا قالوا واتنا بعذاب الله ان كنتم من الصادقين فايس منهم نبيهم وعلى مسحقاهم العذاب وجزع من شدة تكريمهم له فدعا عليهم وقال ربي انصرني على القوم فارسل الملائكة لاهلاكهم. فمروا بابراهيم قبل ذلك وبشروا باسحاق من وراء اسحاق ثم سأله ابراهيم واين يريدون فخره وانهم يريدون هلاك قوم فجعلوا يراجعهم ويقولون فيها لوط فقالوا له ننجيهن هو اهله الا امرأته وكانت من الغابرين ثم مضوا حتى اتوا الوطى جاءه مجيء مضغ بمدران بحيث انه لم يعرفه ما ظن انه من جملة ابناء السبيل الضيوف فخاف عليه من قومه فقالوا له لا تخاف ولا تحزنوا واخبروه انهم رسل الله انهم نجوك الا امرأة الغابرين انهم ينزلون على اهل هذه القرية عذابا من السماء ما كانوا يفسقون. فامروا ان يسري باهله فلما اصبحوا قلب الله عليهم ديارهم وجعل ابن سجين متتابعة حتى ابادهم واهلكتهم فصاروا سمرا من الاسمار وعبرة من الاعبار ولقد تركنا منها اية بينة لقوم يعقلون لتركنا من ديار قوم لوط اثارا بينة لقوم يعقلون العبر فعبي قلوبهم فينتفعون بها كما قال تعالى وانكم لتمرون عليهم بالليل افلا تعقلون؟ والى من اخاهم شائبا فقال يا قوم اعبد الله واردوا اليوم الاخر ولا تذهب الى ايات اي وارسلنا الى المدينة قبيلة معروفة مشهورة شعيبا وامرهم بعبادة الله وحده لا شريك له والايمان بالبعث والرجاء والعمل له ونهاهم عن الافساد في الارض بخس المكاييل والموازين والسعي بقطع الطرق فكذبوا فاخذهم عذاب الله فاصبحوا في دارهم جاسمين. وعادوا ثمود وقد تبين لكم من مساكن والآيات وكذلك ما فعلنا بعاد وثمود وقد عالمتى قصصه وتبين لكم بشيء تشاهدون مساكنهم واثارهم التي بانوا عنها وقد جاءتهم رسل الولايات البينات المفيدة للبصيرة فكذبوه وجادلوه وزين لهم الشيطان اعمالهم حتى ظنوا انهم افضل مما جاءتهم به الرسل وكذلك قارون قارون فرعون وهامان حين بعث الله اليه موسى ابن عمران بالاية البينات والبراهين الساطعات فلم ينقادوا واستكبروا بالارض على عباد الله فذلوهم. وعلى الحق فردوهم فلم يقدروا على نزلت فيهم عقوبتهم ما كانوا سابقين الله ولا فائتين بل سلموا واستسلموا. فكلا من هؤلاء الائمة المكذبة اخذنا على قدره قدره وبعقوبة مناسبة له فمنه من اصلنا عليه حاصبا عذابا يحصدهم كقوم عاد حينئذ صلى الله عليهم الريح العقيم وسخرها وعليهم سبعة ليالي وثمانية ايام جنودهم وما كان الله اي ما ينبغي ولا يليق به تعالى يظلم لكمال عدله وغناه التام عن جميع الخلق. ولكن كانوا انفسهم يظلمون منعوها حقها التي هي بصدده فانها مخلوقة لعبادة الله وحده هؤلاء وضعوها بغير موضعها وشغلوها بالشهوات والمعاصي فضروها غاية الضر من حيث ظنوا انهم ينفعونها. احسنت. بارك الله فيك. ما قصرت ان شاء الله غدا الموعد الساعة الثانية الساعة الثانية ظهرا ان شاء الله ما جاء في القرآن من قوله تعالى وما كان وما كان في حق الله تعالى او في حق رسوله فهذا لازم تضع في ذهنه انه من المحالات الشرعية والعقلية ما كان اي لا ينبغي لا عقلا ولا شرعا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين والحمد لله رب العالمين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك