المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فصل في التفريق بين الخلق والامر ولقد اتى الفرقان بين الخلق امر الصريح وذاك في الفرقان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله ولقد اتى الى اخره الفرقان الاول الفرق والثاني القرآن وهو قوله تعالى الا له الخلق والامر قال الامام ابن القيم رحمه الله وكلاهما عند المنازع واحد والكل خلق ما هنا شيئا قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله المنازع هم الجهمية والمعتزلة ونحوهم قال الامام ابن القيم رحمه الله والعطف عندهم كعطف الفرد منه نوع عليه وذاك في القرآن فيقال هذا ذو امتناع ظاهر بآية التفريق ذو تبيان فالله بعد الخلق اخبر انها قد سخرت بالامر للجريان وابان عن تسخيرها سبحانه بالامر بعد الخلق بالتبيان والامر اما مصدر او كان مفر عولا هما في ذاك مستويان ما اموره وقابل للامر كل مصنوع قابل صنعة الرحمن فاذا امتثل الامر انتفى المأمور كل مخلوقي فالنت فالحدثان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله والعطف عندهم الى اخره اي ان عطف الامر على الخلق من عطف الخاص على العام كما في قوله تعالى من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجب بريل وميكال فعطف جبريل على الملائكة من عطف الخاص على العام فيقال لهم هذا ممتنع لان الله اخبر اولا انه خلقها اي الشمس والقمر والنجوم ثم اخبر انها مسخرة بامره وبين ان تسخيره لها بالامر بعد ان خلقها والامر سواء كان مصدرا متصفا به الباري او متعديا الى المفعول بمعنى ان الامر هو المأمور فعلى كل ان كان هو المصدر فواضح وان كان هو المأمور فلابد للمأمور من امر فاذا قيل هذا مخلوق ومكتوب ومحمول ومصنوع فلا بد من خالق وكاتب وحامل وصانع فاذا انتفى الامر انتفى المأمور كما اذا انتفى الخلق انتفى المخلوق وهكذا الكتب والحمل والصنع قال الامام ابن القيم رحمه الله وانظر الى نظم السياق تجد به سرا عجيبا واضح البرهان ذكر الخصوص وبعده متقدما والوصف والتعميم في ذا الثاني قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله ذكر الخصوص وبعده الى اخره لفظة بعده غلط وخطأ ظاهر وصوابها وفعله ومعنى ذلك ان الله تعالى قال ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض فذكر الخصوص الذي هو السماوات والارض اذ ليست كل المخلوقات بل هي بعضها وذكر فعله وهو قوله خلق فذكر ذلك متقدما اي اولا وذكر الوصف والتعميم في ذا الثاني اي اخرا فقال الا له الخلق فالخلق صفة من صفاته وهي عامة في كل مخلوق السماوات وغيرها وكذلك ذكر الفعل والتخصيص والامر في قوله والشمس والقمر والنجوم مسخرات بامره فالتخصيص ان هذه وغيرها مسخر بامره ولكنه خصصها وقوله بامره فهو الفعل الصادر عن الامر وقوله انا له الخلق والامر فالامر صفة له وهي عامة في كل مأمور مسخر فهذا معنى قوله فاتى بنوعي خلقه وبامره الى اخره قال الامام ابن القيم رحمه الله فاتى بنوعي خلقه وبامره فعلا ووصفا موجزا ببيان فتدبر القرآن ان رمت الهدى فالعلم تحت تدبر القرآن