الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس العشرون من مجالس قراءتنا لكتاب زبدة التفسير. ونحن في عصر الثلاثاء السادس عشر من آآ شهر رمضان عام اربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وكنا قد وقفنا عند تفسير سورة غافر فنبدأ على بركة الله تعالى والقراءة مع الشيخ محمد احمد شلوت. الحمد لله وحده والصلاة السلام على من لا نبي بعده. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولمشايخه والمسلمين اجمعين. قال الشيخ محمد سليمان الاشقر رحمه الله تعالى في زبدة التفسير سورة واثقة. وتسمى ايضا سورة المؤمن حميم. هذا من الحروف المقطعة في فواتح السور وتقدم الكلام فيها ففي اول سورة البقرة تنزل الكتاب من الله العزيز العليم. المعنى ان القرآن منزل من عند الله ليس بكذب عليه والعزيز الغالب القاهير. والعليم البالغ العلم بخلقي وما يقولونه ويفعلونه غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب. المعنى انه تعالى غافر الذنب لاوليائه ومن توبته شديد العقاب لاعدائه. ذي الطول اي ذي الانعام على عبادي والتفضل عليهم بما لم يكن حقا لهم بل بمحض احسانه تعالى. لا اله الا هو الليل المصير وهي الرجوع لا الى غيره وذلك في في اليوم الاخر. ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا اي ما يخاصم في دفع ايات وتدريبها ان الذين كفروا والمراد الجدال بالباطل والقصد الى والقصد الى دحض الحق فان الجدال لاستيضاح الحق ورفع اللبس ورد الضالين بالجدال الى الحق فهو من اعظم ما يتقرب به المتقربون. قال الله تعالى ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي هي احسن فلا يضرك تقلبهم في البلاد. نهى رسوله صلى الله عليه وسلم عن ان يغتر بشيء من حظوظهم الدنيا كالتجارة في البلاد وما يحصلونه من الارباح ويجمعونه من الاموال. فانهم معاقبون عما قليل. وان امهلوا فانهم لا يهملون كذبت قبلهم قوم نوح والاحزاب من بعدهم اي وكذبت الاحزاب التي نتحزب على الرسل من بعد من بعد قوم نوح كعاد وثمود وهمت كل امة برسول ليأخذوه اي همت كل امة من تلك الامم المكذبة برسولهم الذي ارسل اليهم ليتمكنوا منه فيحبسوا ويعذبوه ويصيبوا منه ما ارادوا وجادلوا بالباطل يدحضوا بالحق اخاصموا رسولا بالباطل من يدحدوا به الحق ليزيلوه وليبطلوا الايمان فاخذتهم اي فاخذتهم هؤلاء المجادلين بالباطل قبل ان يأخذوا رسولهم فكيف كان عقاب اي عقاب الذي عقدتم به؟ وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا المعنى وكما حقت كلمة العذاب على الامم المكذبة للغصون حقت على الذين كفروا بك يا محمد وجدلوك بالباطل وتحزبوا عليه انهم اصحاب النار اي وتلك الكلمة هي انهم مستحقون للنار الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون بي ويستغفرون الذين امنوا اي ان الملائكة الذين هم حاملات العرش اعلى طبقات الملائكة وكذلك الملائكة الذين هم حول العرش ينزهون الله ملتبسين بحمده على نعمه يستغفرونه لعباده المؤمنين به ويقولون ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما اي وسعة وسعت رحمتك وعلمك كل شيء. فاغفر للذين تبعوا سبيلك للذين حصلت منهم التوبة الذنوب واتبعوا سبيل الله هو دين الاسلام وقهم عذاب الجحيم اي احفظهم منه. ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم اياها ومن صلح من ابائهم وازواجهم ايها ادخل معهم من صلح من هؤلاء بان كان مؤمنا موحدا قد عمل الصالحات تتمينا لنعمتك عليهم وتماما لصغورهم. واقيموا السيئة احفظوا من عذاب ما من العذاب على ما عملوا من الاعمال السيئة ان تغفرها لهم ولا تؤاخذهم بشيء منها وقم ما يسوغ من العذاب. ومن تقي السيئات يومئذ اي يوم القيامة فقد رحمته من عذابك وادخلته جنتك. ان الذين كفروا نادونا لمقت الله اكبر من مقتكم انفسكم. اي يقول كل انسان من اهل لنفسه مقدك في الدنيا في الدنيا مقتك في الدنيا يا نفس فتقول الملائكة لهم وهم في النار ان مقت الله اياكم في الدنيا اذ تدعون الى الايمان فتكفرون اكبر مما قوتكم لانفسكم اذا عينتم النار. قالوا ربنا ما ابتلى اثنتين احيتنا اثنتين المراد بالاماتتين انهم كانوا نططا لا حياة لهم في اصلاب هذا يبثوا ما ماتوا بعد ان صاروا احياء في الدنيا والمرود بالاحياء اتين انه احياهم الحياة الاولى في الدنيا ثم احياهم عند البعث فاعطى عرفنا بذنوبنا التي اسلفناها في الدنيا من تكذيب الرسل الاشراك بالله وترك توحيده. فاعترفوا حيث لا ينفعهم الاعتراف ونادي موحي حيث لا ينفعهم الندم فهل الى خروج من سبيل اي هل تيسر لنا طريقا كيفما كانت من الخروج من النار والرجوع الى الدنيا؟ ذلكم بانه اذا دعي الله وحده لو كفرتم اي ذلك الذي انتم فيه من العذاب سبب انكم كنتم اذا دعي الله في الدنيا وحده دون غيره كفرتم به وتركتم توحيدا. ويشرك به غيره من الاصنام او غيرها لا تؤمنوا بالاشراك بما تجيبوا الداعي اليه فالحكم لله وحده دون غيره هو الذي حكم عليكم بالخلود في النار وعدم الخروج منها العلي المتعالي على عن ان يكون له مثل في ذاته من صفاته الكبيرة الذي كبر عن ان يكون له مثل او صاحبة او ولد او شريك. هو الذي يريكم اياته اي دلائل توحيده وعلامات متى قلت ذو علامة قدرته وينزل لكم من السماء رزقا يعني المطر فانه سهو الارزاق جمع سبحانه بين اظهار الايات وانزال الارزاق لان باظهار الايات يأتي قوام الادين في الارزاق قوام الابدان. وما يتذكر الا من ينيب واما يتذكر ويتعظ بتلك الايات الباهظة الا من يرجع الى طاعة الله بما يستفيد من النظر في اية الله فادعوا الله مخلصين له الدين والمخلصين له العبادة التي امركم بها ولو كره الكافرون ذلك فلا تلتفتوا الى كراهتهم ودعوهم يموتون بغيظهم ويهلكوا بحسرتهم رفيع الدرجات اي هو الذي يريكم اياته ورفيع الدرجات والمعنى عالي الصفات ذو العرش اي صاحب العرش مالكه وخالقه والمتصرفة فيه المستوي عليه. وذلك يقتضي علو شأنه وعظم سلطانه. يلقي الروح من امره سمي سمي سمى الوحي الروحى بان الناس يحيون به من موت الكفر. كما تحيا الابدان بالارواح على من يشاء من عباده والانبياء يختارون ممن يصطفي من عباده. ومعنى من التي يوحي بها الانبياء ليتمثل ويسير في حياتهم بموجبها. ينذر للمتلقئ لينذر العذاب يوم يلتقي اهل السماوات والارض في المحشر ويتقي الاولون والاخرون يومهم بارزون خارجون من قبورهم في العراء لا يسترون شيء لا يخفى على الله منهم شيء من اعمالهم التي عملوها في الدنيا ولا يخفى عليه ما تكن صدورهم وما يعلنون لمن الملك اليوم اي اذا حضر كل من في السماوات والارض يقول الرب تبارك وتعالى لمن الملك اليوم؟ يعني يوم القيامة فلا يجيبه احد فيجيبه تعالى سوف يقول اله الواحد القهار وقال الحسن هو السيل تعالى والمجيب حين لا احد يجيب فيجيب نفسه. اليوم تجزى كل نفس بما كسبت من خير وشر لا ظلما يوم على احد منهم بنقص من ثوابه او بزيادة في عقابه. ان الله سريع الحساب اي سريع سريع حسابه لانه سبحانه لا يحتاج الى معين. لعلمه بكل شيء فلا يعزب عن ومثقال ذرة وانذرهم يوم الآسفة اي يوم القيامة سميت بذلك لقربها اذ القلوب لدى الحناجر كانها تزول عن مواضع من الخوف حتى يصير الحنجرة حتى تصل والى الحنجرة كاظمين مضمومين مكروبين ممتلئين ضما ما للظالمين من حميم اي قريب ينفعهم. ولا شفيع يطاع في شفاعته لهم يعلم الله خائنة الاعين وهي مسارق وهي مسارقة النظر الى ما لا يحل النظر اليه. وقال قتادة خائنة الاعين الهمز بالعين فيما لا يحب الله وما تخفي الصدور ما تسره الضماير من معاصي الله. والله يقضي بالحق فيجازي كل احد مما يستحق من خير وشيء الذين يدعون من دونه الاصنام المعبودات التي يرفع اليها المشركون اكفهم بالدعاء من دون الله. لا يقودون بشيء لانهم لا يعلمون شيئا ولا يقدرون على شيء. اولم يسيروا في الارض فانظروا كيف كان عقب الذين كانوا من قبلي مرشدا سبحانه الاعتبار بغيرهم فان الذين مضوا من الكفار كانوا هم اشد منهم قوة اي اشد من هؤلاء الحاضرين بالكفار واقوى واثارا في الارض بما عمروا فيها من الحصون والقصور فاخذهم الله بذنوبهم اي بسبب ذنوبهم. وما كان لهم من الله منه واقع من دافع يدفع عنهم العذاب. ذلك بانهم كانت تأتي مغسولهم بيناتي الحجج الواضحة فكفروا بما جاءوهم به فاخذهم الله انه قوي. يفعل كل ما يريده لا يعجزه شيء شديد العقاب طب لمن عصاه ولم يرجع اليه. ولقد ارسلنا موسى باياتنا هي الايات التسع التي تقدم التي قد تقدم ذكرها في غير موضع سلطان مبينه حجة بينة واضحة الى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذابون ايهما فيما جاء به ساحر وكذاب نقصهم بالذكر لانهم رؤساء المكذبين بموسى اما جاءوا بالحق من عندنا وهي معجزات ظاهرة واضحة تقال. قالوا اقتلوا ابناء الذين امنوا مع السحب نسائهم لما بعث الله مساعدة فرعون والقتل على بني اسرائيل فكانوا بقتل الذكور وترك النساء لمن يريده بهن وكلا الامرين بلاء مبين. وقال لما يريده بهن وكلا الامرين بلاء مبين وقال فرعون ذرني اقتل موسى اتركوني اقتل واليد اقتله وليدعو ربه اي الذي يزعم انه ارسلهم الينا فليمنعوا من القتل ان قدر على ذلك فانه لا رد له حقيقة بل ان ربكم الاعلى اني اخاف ان يبدل دينكم الذي انتم عليه من عبادي في غير الله. ويدخلكم في دينه الذي هو عبادة الله وحده او ان يظهر في الارض ان يوقع بين الناس الخلافة والفتنة. وقال موسى اني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب. استعاذ بالله عز وجل من كل متعظم عن الايمان غير مؤمن بالبعث والنشور ويدخل ويدخل فرعون في هذا العمر دخولا اوليا. بل هو المراد بذلك بالقصد الاول. وقال الرجل المؤمن من ال فرعون يقوم ايمانه قال الحسن كان قبطيا وهو ابن عم فرعون اتقتلون رجلا ان يقول ربي الله؟ اي بسبب قولي هذا وقد جاءكم البينة من ربكم يرحل انه قد جاءكم بالمعجزات الواضحة وثلاثت الظاهرة عن هوة وصحة رسالته ثم تلطفلهم في الدفع عنه فقال وان يكن كاذبا فعليه كذب وان يكن صادقا يصبكم. بعض الذي يعدكم ولم يكن قول هذا لشك منه فانه كان مؤمنا كما وصفه الله. ومعنى يصيبكم بعض الذي يعدكم انه اذا لم يصبكم كله فلا اقل من ان يصيبكم بعضه وفي بعض ذلك هلاككم. ان الله لا يهدي من يوصيكم كذاب. وهذا من تمام كلام رجل المؤمنين اي لو كان موسى مسرفا كذابا لما هداه الله من البينات ولا ايده بالمجلة ولو كان كذبا على الله لقتل واهلكه فلا حاجة لكم الى قتله. يا قوم لكم اليوم ظاهرين بالارض ذكرهم ذلك الرجل المؤمن بذلك ليشكروا الله ولا يتمادوا في كفرهم والظهور على الناس الغلبة والظهور على الناس الغلبة لهم الاستعلاء وعليهم الارض ارض مصر. فمن ينصرنا من بأس الله ان جاءنا امن يمنعون من عذابه ويحول بيننا وبينه عند مجيئه فلما سمعت فرعون ما قال هذا الرجل النصر الصحيح بمراوغة يوهم بها قومه انه لو من من النصيحة والرعاية بمكان مكين. وانه لا يسلك بهم الا مسكن يكون فيه جلب النفع لهم وتفضل عنهم. ولهذا قال قال قال فرعون ولهذا قال فرعون ما اغريكم الا ما ارى ما اشير عليكم الا بما ارى لنفسي وما اهديكم الا سبيل الرشاد. اي ما اهديكم بهذا الرأي الا طريق الصواب الذي اذا اتبعتموه لن تضلوا واخرجوا واخرج ابو نعيم في فضائل الصحابة والبزار عن علي ابن ابي طالب انه قال ايها الناس اخبروني من اشجع الناس من اشجع الناس؟ قالوا انت. قال اما اما اني ما برزت احدا الا انتصفت منه ولكن اخبروني باشجع الناس. قالوا لا نعلم فمن؟ قال قال ابو بكر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واخذته قريش فهذا يجئه وهذا يكلده وهم يقولون انت الذي جعلت الهتنا الى واحدة قال فوالله ما دنا منا احد الا ابو بكر. نعم. اقرأ اقرأ. اقرأ. قالوا لا نعلم فمن قال ابو بكر رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واخذته قال شهداء وهم يقولون انت الذي يتلتله يتلتلها. نعم. وهذا ينتج يدله بمعنى متقارب. نعم. احسن الله اليكم. قال وهذا يدلدل وهم يقولون انت الذي جعلت الهتنا الها واحدا. قال فوالله ما ادنى منا احد الا ابو بكر يضربها ويذهب هذا ويتلد هذا ويكلتل هذا ويتلتل هذا احسن الله اليك. ويقول ويلكم اتقتلون رجل يقول ربي الله ثم رفع عليهم بردة كانت عن اصابتها حتى حتى قلت لحيته ثم قال انشئ انشئ انشدكم انشدكم. امؤمن ال فرعون العذاب وتعلمون اني قد بالغت في نصحكم وتذكيركم وافوضوا امري الى الله يتوكل عليه وسلم امري اليه. قيل انه قال هذا لما ارادوا الايقاع به قال مقاتلون. هرب هذا المؤمن الى خير ام ام ابو بكر فسكت القوم فقالوا الا تجيبونكم فما لسعة من ابي بكر لساعة من ابي بكر خير من مثل مؤمن ال فرعون ذاك رجل وهذا رجل اعلن ايمانه. ماذا مثل يوم الاحزاب اي مثل يوم مثل يوم عذاب الامم الماضية الذين تحسبوا على انبيائهم. مثل ده قومي نوح وعد وثمود والذي من بعدهم اي مثل حال في العذاب او مساعدة في الاقامة على التكذيب. وما الله يريد ظلما للعباد الا يعذب بغير ذنب ويقول اني اخاف عليكم يوم التنازل يوم ينادي بعضهم بعضا يستغيث بعضا ببعض او ينادي اهل النار اهل الجنة واهل الجنة اهل النار. يوم تولون مدبرين اي منصرف عن الموقف الى النار ان منه ما نكون من الله من عاصم يعصمكم من عذاب الله ويمنعكم منه. ولقد جاءكم يوسف من قبل بينة يوسف بن يعقوب عليهما السلام جاءوا بالموعزة بالمعجزة الواضحة المبينة لدين الله وشرائعه من قبل مجيء موسى اليهم اي جاء الى ابائكم فما زلتم في شك مما جاءكم به من البيانات ولم تؤمنوا بي حتى اذا هلك يوسف وقلتم لن يبعث الله من بعدي رسولا فكفروا به في حياته وكفروا بهم بعدهم الرسل بعد موته كذلك يطمئن الله من هو مسرف مغتاب مسرف في معاصي الله مستكثر منها مكتب في دين الله شك في وحدانيته ووعده ووعيده. الذين يجادلون في ايات الله بيغيظوا ان اتاهم ان يجادلون في ايات الله ليبطنوها بغير حجة واضحة ولا دليل نبين كبر موقوتا عند الله عند الذين امنوا اما اكبر ما يمقت الله ما يمقت الله الله والمؤمنون جدال لهم هذا لان جدال لانه جدال بالباطل ابطال دعوة الله والتلبيس على من يريد الايمان. كذلك الضام على كل قلب جبار كما على قلوب هؤلاء المجادلين فكذلك يختم على قلوب جميع المتكبرين الجبارين. وقال فرعون يا هامان بن لي صرحا اي قصرا مشيدا عني ابلغ الاسباب اي الطرق اي طرق وقلق وقال قتادة هي الابواب اسباب السماوات اي اصعد في الصلح فاصل الى السماء فاذا وصلت اليها بحثت عن الاله الذي يدعي موسى انه هناك فاطلع الى الى موسى انظر اليه. فقد كان موسى اخبر ان الله في السماء وانا لاظنه كاذبا في ان له او فيما يدعي من الرسالة وهو الخبيث انه غير مستيقن بوجود الله وانه بزعمه في سبيل البحث عن صحة ذلك. وانه يظن ان لا وجود لله سيراميه الحقيقة. كل ذلك ليستخف بعقول ويوهمهم بما يريد كذلك زينا لفرعون سوء عمله من الشرك والتدليب فتمادى في الغيب واستمروا عنه على على الطغيان. وصد عن السبيل اي زين له الشيطان سوء عمله فصد عن سبيل الرشاد. وما كيد فرعون الا في تباب كيد وهو التدبير الذي دبره ليصرف الناس عن ايمان بموسى عليه السلام والهلاك. وقال الذي امن يا قوم اتبعوني اهديكم سبيل الرشاد اي اقتدوا بي في الدين فان فعلتم عرضتم الطريق الذي الخير حقيقة وينجو من من سلكه. وهو طريق الجنة يقم انما هذه الحياة الدنيا متاع يتمتع يتمتع بها قليلا ثم تنقطع وتزول وان الاخرة هي ذو القرية دائمة لا تنقطع مستمرة لا تزول. من عمل سيئة فلا يجازى الا مثلها من عمل في دار الدنيا في دار الدنيا معصية من معصية هنا تما كانت فلا يعذب الا بقدرها. ومن عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن اي من عمل عملا صالحا. فاولئك الذين جمعوا فينا وعمل الصالح يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب رزقا حسنا وافرا بغير تقدير ومحاسبة وقال مقاتل يقول لا لا تبعة عليهم فيما يعطون في الجنة من طيب ويقوم بما لي ادعوكم الى النجاة كرر ذلك الرجل المؤمن دعاءهم الى الله وصرح بايمانه ولم يسلك المسالك المتقدمة من من في هذه لهم انه منهم اي اخبروني عنكم كيف ادعوكم الى النجاة من النار ودخول الجنة بالايمان بلا اجابة رسله. وتدعونني الى النار بما تريدونه مني الشدة ثم فسر الدعوتين فقال لا جرم اي ليس الامر كما تزعمون بل قد حق وثبت ما اذكر لكم انما تدعونني اليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الاخرة اي حق ووجب بطلان دعوة كل من يدعي من دون كل من كل من يوعد. نعم يدعى من دون الله. احسن الله اليكم. كل من يدعى من دون الله فان كل من يرفع اليه الدعاء غصبا والموتى لا يقدر ان يستجيب لداعيه بان يصنع له شيء مما يطلب او ينفع داعيه بشيء من وجوه النفع. وقيل المعنى ليس له دعوة توجب له الالوهية في الدنيا ولا في الاخرة. وان مردنا الى الله مرجعنا مصيرنا اليه بالموت اولا ببعث اخر وان المسرفين هم اصحاب النار المستكثرين من معاصي الله هم اهل النار الذين يصيرون اليها فستذكرون ما اقول لكم اذا نزل الجبل فلم يقدروا عليه. فقال ناصيات اهتمامكم ويقال الله ما ارادوا به من المكر السيء وما ارادوا به من الشر. وحاق بال فرعون سوء العذاب اي حاطبهم عليهم سوء العذاب وقد عذبوا في الدنيا جمعا بالغرب وسيعذبون في الاخرة بالنار. النار يعرضون عليها غدوا وعشيا زهب الجمهور وان هذا العرض هو البرزخ. اي بعد وقبل مجيء القيامة اخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان احدكم اذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي ان كانوا من اهل الجنة فمن اهل الجنة ومن كان من اهل النار فمن اهل النار. يقال له هذا مقعدك حتى يبعثك الله اليه يوم القيامة يوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب يقوم الملائكة ادخلوا ال فرعون في جهنم المكان الذي العذاب فيه اشد من غيره. واذا تحاجوا في النار يتخاصم اهل النار فيها فيقول الضعفاء الذين للذين استكبروا عن انقياد الانبياء والاتباع والاتباع لهم. ومكة ووسط الناس عن الايمان بهم رؤساء الكفر انا كنا لكم تبعناه تابعين لكم وكنتم قادتنا ورؤساؤنا وقد صدقنا وقد صدقنا ما كنتم تقولونه له. فباتباعنا لكم اما النوم فهل انتم مغنون عنا نصيبا من من النار؟ اي هل تدفعون عنا نصيبا منها او تحملونه معنا؟ قال الذين استكبروا انا كل في هون معنى انا نحن وانتم جميعا في فكيف نغني عنكم؟ ان الله قد حكم بين العبادين قضى بينهم بان فريقا في الجنة وفيه وفريق في السعير. وقال الذين في النار من الامم الكافرة مستكبر وضعيفهم جهنم وملائكة القائمون عليها بتعذيب اهل النار ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب. طلبوا من الملائكة ان يشفعوا لهم بلاد الله تعالى تخفيف يسير قالوا الم تكن تاتكم رسلكم بالبينات؟ قالوا بلى. اي اتونا بها فكذبناها ولم نؤمن بها ولا بما جاءوا به من الحجج فلما قالوا اي قال لهم الملائكة الذين الخزنة جهنم فادعوا. اي اذا كان الامر كذلك فادعوا انتم اي فانا لا ندعوا لمن كفر بالله وكذب رسله بعدما بالحجج الواضحة ثم اخبرهم بان دعاءهم لا يفيد شيئا فقالوا وما دعاء الكافرين الا في ضلال اي في ضياع وبطلان فلن يستجاب انا انصروا رسلنا والذين امنوا اين جعلهم اين جعلهم الغالبين الاعداء من قاهرين لهم في الحياة الدنيا بما عودهم الله من الانتقام منهم بالقتل والسب القادم ويوم ويوم ويوم يقوم الاشهاد وهو يوم القيامة والاشهاد الملائكة تشهد الانبياء بالابلاغ والانبياء يشهدون معنى ام ميم ومعنى نصرهم ان الله يجازيهم باعمالهم فيدخلهم الجنة اكل بكرامة ويجازي الكفار بعملهم فيلعنهم ويدخلهم النار. يوم لا ينفع من المعذرة لانها معذرة باطلة وتعلة داحضة وشبهة زائفة ولهم اللعنة والبعد عن الرحمة ولهم سوء الدار اي النار. ولقد اتينا موسى الهدى اي اتينا التوراة والنبوة قال مقاتل الهدى من الضلالة عن التوراة. واورثنا بني اسرائيل الكتاب التوراة بقيت بعد موسى التوراة بقي بعد موسى فيهم وتوارثوها خلفا عن سلف هدى وذكرى لاولي الالباب اي هاديا ومذكرا لاهل العقول السليمة فاصبر على اذى المشركين كما صبر من قبلك من الرسل ان وعد ان وعد الله الذي وعد به رسوله حق لا خلف فيه ولا شك في وقوعه. واستغفر لذنبك لزيادة الثواب فقد غفر الله ما تقدم من ذنب تأخر وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار اي دم على تنزيلين ملتبسا بحمده وقيل المراد وصلي في الوقتين صلاة العصر وصلاة الفجر. ان الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتوا ما بغير حجة ظاهرة واضحة جاءتهم من جهة الله سبحانه في صدورهم الا كبر تكبر عن الحق. يحملهم على تكذيب كما هم البالغية اي تكب على محمد صلى الله عليه وسلم وطمع اي اي تكبر على محمد صلى الله عليه وسلم وطمع ان يغلبوه. وما هم بباليه ذلك او يطلبون امرا كبيرا يصلون به اليك من القتل ونحن يبلغون ذلك فاستعذ بالله انه السميع البصير. اي فالتجأ اليه من شرهم وكيدهم وبغيهم عليك انه السميع في اقوالهم. البصير افعى عليهم لا تخفى عليهم ومن ذلك خافية لخلق السماوات والارض اكبر من خلق النساء اعظم في النفوس واجل في الصدور لعظم اجرمه واستقرارهما من غير عمد وجريان الافلاك بالكواكب اي فكيف ينكرون البعث واحياء ما هو ودونهما من كل من غير عمد او من غير عمد نراه. نعم. من غير عمد نعم. احسن الله اليكم. واستقرارهما من غير عمد جريان وجريان الافلاك بالكواكب اي فكيف ينكرون البعث ويحيى ما هو دونهما من كل وجه كما في قوله اوليس الذي خلق السماوات والارض بقادر على ان مثلهم ولكن اكثر الناس لا يعلمون بعظيم قدرة الله. وما يستوي الاعمى البصير الا الذي يجادل بالباطل والذي يجادل بالحق والذين امنوا وعملوا الصالحات والمسيء ولا يستوي محسن بالايمان وعمل الصالح والمسلم والمسيء بالكفر والمعاصي قليلا ما تتذكرون ان الساعة الاتية لا ريب فيها لا شك في مجيئها وحصولها ولكن اكثر الناس لا يؤمنون بذلك ولا يصدقون لاصول افهامهم ضعف العقود عن ادراك الحجة. وقال ربكم ادعوني استجب لكم المراد بالدعاء السؤال بجلب النفع دفع الضر والدعاء في نفسه عبادة بل ومخ العبادة كما ورد بذلك الحديث الصحيح وهذه الاية ذاتها يحج هي الحجة في ذلك فان الله تبارك وتعالى قال ادعوني استجب لكم ثم قال ان الذين يستكبرون عن عبادتي اي عن دعائي وعلى هذا فمن طلب من الؤتى قضاء الحوائج قضاء الحوائج وجلب النفع ودفع الضر كان قد عبدا بدعاء ذلك وظنهم يعلمون الغيب. وصرف اليهم ما لا يجوز صفو الى الله تعالى. ثم ان دعا غير الله طيب ثمان دعاء غير الله لا يفيد الداعي شيئا والقادر على اجابة الدعاء هو الله. فالله سبحانه قد امر عباده بدعائه وعده بالاجابة ووعده الحق ان الذين عباد الله عن عبادته اي عن دعائي سيدخلون جهنم داخلين هذا وعيد شديد فاستكبروا عن دعاء الله. فيا عباد الله وجهوا رغباتكم وفي كل طلباتكم على من امركم بالتوجيه اليه وكفل لكم الاجابة به فهو الكريم. اجيب دعوة الداعي اذا دعاه ويغضب على من لم يكن من فضله العظيم ملكه الواسع ما يحتاج من امور الدنيا والدين. الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه من الحركة في طلب الكسب للكون يجعله مظلما باردا يناسب الراحة بالسكون والنهار مبصرا اي مضيئا لتبصروا في حوائجكم وتتصرفوا في مطلب معايشكم. ان الله لذو فضل على الناس يتفضل عليهم بنعمه التي تحصى ولكن اكثر الناس لا يشكرون النعم. ولا يعترفون بها اما لجحودهم لها او لاغفالهم للنظر واهمالهم لما يجب من شكر المنعم ان دوكا كنائي فكيف تتقلبون اي فكيف تنقلبون عن عبادتي وتنصرف عن توحيده؟ كذلك يوفق الذين كانوا بايات الله اي مثل هذا الافك يؤفك الجاحدون لايات لا ينكرون لتوحيد اي يصرفون عن اتباع الصراط القويم. الله الذي جعل لكم الارض اي موضع قرار تستقرون عليه وتستقر عليها مبانيكم وامتعاتكم وهي ثابتة بكم. مع كونها متحركة في فلكها بسرعة خارقة وفيها تحيا وفيها والسماء بناء اي سقفا قائما ثابتا وصوركم فاحسنوا صوركم اي خلقكم في احسن صورة خلقكم احسن الحيوان كله ورزقكم من الطيبات اي مستلذات ذلكم المنعوت به النعوت الجليلة الله ربكم فتبارك الله رب العالمين ان كثر خيره وبركاته. والحي لا اله الا هو الباقي الذي لا يفنى المنفرد بالالوهية فادعمه الصين لو الجناية اخلصوا له الدعاء والعبادة. الحمد لله رب العالمين عن ابن عباس قال قال من من قال لا اله الا الله فليقل على اثرها الحمد لله على على اثرها الحمد لله رب العالمين. وذلك فادعوا مخلصا الحمد لله رب العالمين. قل اني نريد ان اعبد الذين تدعون من دون الله وهي الاصنام والموت الذين يدعون الذين يدعوهم المشركون لما ثانيا البيانات المربية والادلة العقلية والنقية فانها توجب التوحيد والمسلمين رب العالمين ان يستسلم له بالانقياد الامني والخضوع له. هو الذي خلق من ترب اي خلق اي خلق اباكم الاول وادم خلق من تراب وخلقه من تراب يستلزم خلق ذريته منه ثم من نطوفة ثم من علقات قد تقدم تفسير هذا في اول سورة الحج والمؤمنون ثم يخرجهم طفلا اي اطفال على معنى يخرج كل واحد منكم طفلا ثم لتبلغوا اشدكم وهي الحالة التي تجتمع فيها القوة والعقل قد سبق بيان الاشد مستوفى. في الانعام الاية الثانية والخمسين بعد المئة. ثم لتكونوا شيوخا الشيخ من تجاوز اربعين سنة ومنكم من يتوفى من قبل اي من قبل الشيخوخة ولتبلغ الجاموسة من اي وقت الموت اي يوم القيامة ولعلكم تعقلون لكي تعقلوا توحيد ربكم وتعلموا عظم قدرته البالغة في خلقكم على هذه الادوار المختلفة هو الذي يحيي ويميت اي يقدر على الاحياء واللي ماتت فاذا قضى امر من الامور التي يريدها فانما يقول له فيكن من غير توقف. الم ترى الى الذين يجادلون في ايات الله ان يصرفون اي كيف يصرف المشركون عن الايمان بها مع قيام الادلة الدالة على صحتها وانها في انفسها موجبة للتوحيد. الذين كذبوا بالكتاب بالقرآن او جنس الكتب المنزلة من عند الله وبما ارسلنا به اصولنا اما يوحي ما يوحى الى الرسل من غير كتاب فسوف يعلمون عاقبة امرهم وبر كفرهم اذ الاغلال في اعناقهم والسلاسل في اعناقهم يسحبون في الحمام في اعناقهم الاغلال يسحبون بها في الحميم. والحميم والمي متناهي في الحرارة ثم في النار يسجرون. توقد بهم النار فصاموا وقودها فصاموا وقودهم. ثم وقيل لهم تقول لهم توفيقا اي ما كنتم تشركون من دون الله اين الشركاء؟ اين الشركاء الذين كنتم تعبدون من دون الله ما لهم لا ينقضونكم بما انتم فين؟ قالوا ضلوا عنا اضاعوا وفقدناهم فلا نراهم بل لم تكن بل لم نكن ندعوا من قبل شيء لم نكن نعبد شيئا قالوا هذا ثم تبين لهم ما كانوا فيما الضلالة والجهالة وانهم كانوا يعبدون ما لا يبصر ولا يسمع ولا يضر ولا ينفع ذلك الذي صنعهم اعترافا منهم بان عبادتهم اياها كانت باطلة. كذلك الله الكافرين اي مثل ذلك الضلال يضل الله الكافرين حيث عبدوا هذه الاصنام التي اوصلتهم الى النار. ذلكم بما كنتم تفرحون في الارض اي ذلك العذاب سببه ما كنتم تظهرونه في الدنيا من الفرح بمعاصي الله والسرور بمخالفة رسله وكتبه. وبما كنتم تمرحون اي اي تغترون تأشيرون والمرح البطر والخيلاء. ادخلوا ابواب جهنم خالدين فان يقال لهم هذا بعد ما يدخلون تبكيكا لهم توبيقا وتيئيسا لهم العذاب او الخلاص منه. فبئس مثوى المتكبر عقب الحق جهنم. فاصبر ان وعد الله حقا يعد باللي انتقم منه. كائن لا حالتهما في الدنيا وفي الاخرة فايمن هناك بعض الذين من العذاب في الدنيا بالقتل والاسر والقهر او نتوفينك قبل ان ترى انزال العذاب فلا تشك في انه ات لا محالة ان نصرة العاقبة لدعوة الاسلام فاننا يرجعون يوم القيامة فنعذبهم. ولقد ارسلنا رسلا من قبلك منهم من قصصنا عليك ان ينبأناك باخبارهم ما لقوه من اقوامهم وما لقوه من اقوامهم. ومنهم ممن لم نقصص عليك ما اوصلنا اليك علم ما كان بينه وبين قومه. والذي ذكرهم الله في القرآن من الرسل قريب من خمسة وعشرين رسولا. اما الذين لم يذكروا ان الذين لم يذكروا فيه فاكثروا من ذكر في بعض الحديث ان الرسل ان الرسل كلهم اكثر من ثلاثمائة رسول. وما كان للرسول ان يأتي باية الا باذن الله. لا من لا من قبل نفسه والمرض بالاية المعجزات الدالة على نبوته فاذا جاء امر الله اي اذا جاء الوقت المعين لامر الله بقيام الساعة قضي بالحق فيما بينهم فينجي الله بقضائه الحق عباده المحقين فخسر هنالك ايه في ذلك الوقت المبطنون. الذين يتبعون الباطل ويعملون به اي فعليك بالصبر يا رسولنا تأسيا بالانبياء قبلك. واذا جاء الله بالفصل بينك وبين قومك وقضي بينكم الحقيقة نصرت فنصرت وخسر المؤمنون الذين يصدون عن دعوتك. الله الذي جعل لكم الانعام خلقها لاجلكم وهي الازواج الثمانية المذكورة في المذكورة في سورة الانعام في الاية الثالثة والاربعين بعد المئة. لتركبوا منها ومنها تأكلون معنى لتركبوا تأكل بعضها لكم فيها منافع اخرى غير الركوب والاكل. من الوبر والصوف والشعر والزبد والسمن والزبد والسمن والجبن وغيرها ذلك ولتبلغوا عنها حاجة في صدوركم تحمل اثقالكم من بلد الى بلد فتقضون حاجاتكم في البلاد البعيدة بيسر وسهولة وعليها وعلى الفلك تحملون اي على الابل في على السفن في البحر. ويريكم اياتي اي دلالاته الدالة على كم القدرة وحدانيته. فاي اية لا تنكرون؟ فانها كل فانها كلها من وعدم الخفاء بحيث لا ينكرها ذو بصيرة نيرة ان كان منصفا. افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عقبة عاقبة الذين من قبلي من الام التي عصت الله وكذبت رسلها. فان الاثر الموجودة في ديارهم تدل على ما نزل بهم من عقوبة وما صاروا اليه من سوء العاقبة كانوا منه اشد قوة. اي اكثر منهم عددا واقوى منهم اجسادا واوسع منهم اموالا واظهر منهم اثارا في الارض بالعمائر والمصانع والحطب ما اغنى عنهم ما كانوا اي لم يغن عنهم ما كان عنهم كل ما عملوا في دنياهم من الشرك والكيد والمكر ولا نفعهم قوتهم ومبانيهم في رد امر الله عنهم تأتيهم علامات تجني ايديهم من الظلم ومخالفة امر الله. فلما جاءتهم رسل ببينتي بالحجج الواضحة والمعجزات الظاهرة فرحوا بما عندهم من الماء يظهر الفرح بما عندهم ما انه من العلم. وهو في حقيقة من الشبه اللاحضة والدعوة الزائغة وقيل المرض ما عنده من علم احوال الدنيا لاحوال الدين. كما في قوله يعلمون ظاهرا من الدنيا وحاط بهم ما كانوا بيستهزؤون ايحاط بهم جزاء استهزائهم. فلما رأوا بأسنا اي عاينوا عذابنا النازل بهم قالوا امنا بالله وحده كفرنا بما كنا بمشركين من الاصنام التي كانوا يعبدونها. فلم يكن ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا. اي عند معاينة بنا لان ذلك الايمان ليس بالايمان النافع لصاحبه فانه انما ينفع الايمان الاختياري لا الايمان بالاضطراري. فانه عند عند الحق لا يبقى للتكليف مجال فالكل يومئذ حين فالكل يؤمن حينئذ وهكذا في الاخرة لا ينفع الايمان من امن عند قيام الساعة ولم يكن امن الدنيا سنة الله التي قد خلت في عباده والمعنى ان الله سبحانه سن هذه السنة في الامم كلها انه لا ينفعهم الايمان اذا رأوا العذاب وخسر هنالك الكافرون. اي وقت رؤيتهم بأس الله ومعاينتهم لعذابه. والكافر خاسر في كل وقت. ولكنه يتبين لهم خسرانهم اذ رأوا العذاب. سورة فصلت وتسمى ايضا سورة حميم السجدة. تنزيل من الرحمن الرحيم ايا ذا القرآن تنزيل منه تبارك وتعالى رحمة منه للعالمين. كتاب فصلت اياته المراد بينت احكام حلاله من حرام وطاعته من معصيته جعلت معانيه مبينة محكمة. تفهم بيسر وسهولة القرآن العربي ان فصلت ايتها حالة من القرآن العربي بلغة العرب ليكون لهم ذكرا عليهم حجة وليكون لهم نعمة لقوم يعلمون يعلمون ان القرآن نزل من عند الله. ويوقنون بذلك اما الذين لا يوقنون فلا يكون لهم نعمة بل هو عليهم اعمى بشيرا لاولياء الله ونذرا لاعدائه فعرض اكثرهم اي فاعرض اكثر الكفار عما اشتم عليه من النذارة فهم لا يسمعون سماعا ينتفعون بالاعراض معا. وقالوا قلوبنا في اي في اغطية فهي لا تفقه ما تقول ولا يصل اليها قولك. وفي اذاننا وقر اي صمم ومن بيننا وبينك حجاب اي ساتر يستر عنا رؤيتك صوتك لا نعلم ما تقول هذه تمثيل تمثيلة من املي لنبوء لنبو قلوبهم عن ادراك الحق امتناع المواصلة بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم. فاعمل فاعمل اننا عاملون اي اعمل على دينك اننا عاملون على ديننا وقيل المرض واعمل لاخرتك في معامل لدنيانا قل انما انا بشر مثلكم يوحى اليه انما الهكم اله واحد اي اي انما انا كواحد كواحد منكم لولا الواحد. ولم اكن من جنس مغاين لكم حتى تكون قلوبكم في اكنة ولم اكن الى ما يخالف العقل وانما ادعوكم ولم ادعوكم الى ما يخالف العقل وانما ادعوكم الى التوحيد. وقد اوحي الي دونكم فصرت بالوحي نبيا وجب عليكم اتباعي. فاستقيموا اليه بالطاعة ولا تميلوا عن سبيله. واستغفروا لما فرط منكم من الذنوب والوا للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة انهم يمنعونها ويخرجونها للفقراء ولا ينفقون في الطاعة وهم في الاخرة هم كافرون جاحدون لها. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم اجر غير ممنون. اي غير مقطوع عنهم. وقيل معنى الاية لا يمن عليهم به لانه انما يمن اما الاجر فحق اداه. قل قل ائنكم لتقوم بالذي خلق الارض في يومها قيل اليوم انهما يوم الاحد ويوم الاثنين. وقيل والمراد مقدار يومين لان اليوم الحقيقي انما يتحقق بعد وجود الارض والسماء. وتجعلون له اندادا ايضا مساوين له في القدر عندكم ذلك المتصف بما ذكر هو رب العالمين. ومن جملة العالمين ما تجعلونها اندادا لله فكيف تجعلون بعض مخلوقاته شركاء له في عبادته. وجعل فيها جبالا ثوابت من فوقها مرتفعة عليها لانها من اجزاء الارض وبارك فيها. اي جعل الارض مباركة كثيرة مباركة كثيرة الخير ما خلق فيها من المنافع للعباد وقدر فيها اقواتها اي ارزاق اهلها وما يصلح لمعايشه من الاشجار والمنافع. وجعل في كل بلد ما لم يجعله في الاخرى ليعيش بعض من بعض بالتجارة والاسفار من بلد الى بلد في اربعة ايام منها اليومان الاولان. سواء للسائلين كأنه قيل هذا الحصن ينارون في البعث والنشور وقد علموا ان الله خلقهم اول مرة. احسنت بارك الله فيك. قراءة مع الشيخ عبد السلام. الاية هذه سنريهم اياتنا في الافاق والصواب انها عامة. تشمل كل الايات الافاقية التي تكون علوية او للذي يسألون قائلين فيه كم خلقت الارض وما فيها ثم السوائل السماء عمدا وقصد نحوها قصدا سويا من قولهم استوى الى مكان كذا اذا توجه اليه توجها لا يلتفت معه الى عمل اخر. ويدخن الدخن مرتفع من لهب النار فقال لها والارض ائتيا طاعا او كما قال المفسرون. قيل لهما اما اما انت يا سما فاطلعي شمسك وقمرك وقمرك ونجومك واما انت يا ارض فشقي انهارك انهارك واخرج سماعك ونباتك. قالت اتينا طائعين ايتين امرك منقادين خلق الله تعالى فيهما الكلام. فتكلمتا كما اراد سبحانه قيل هو تمثيل من ظهور الطاعة منهم وتأثير القدرة الربانية فيهما الصواب من هذا الكلام حقيقي. كيف لا نعلم صواب ان هذا الكلام حقيقي. كيف لا نعلم؟ نعم نحن اليوم نرى ان الاجهزة الالكترونية تتكلم وان كنا لا نعقل كيف لكن المهندسين يعقلون. فرب العالمين جل وعلا اقدروا على انطاق السماوات والارض. نعم. فقضوهن سبع سماوات يخلقهن واحكمهن وفر منهن في يومين فالجملة ستة ايام قال مجاهد ويوم من الستة الايام كالف سنة مما تعدون واوحى في كل سماء امراء جعل فيها النظام الذي تجري عليه الامور فيها فقال قتادة خلق فيها شمسها وقمرها نجومها وافلاكها وما فيها من الملائكة والبحر والبرد والثلوج والارض بعد ذلك دحاها كورها فالارض فالارض متقدمة خلقا متأخرة نحو والله اعلم. وزينا السماء الدنيا بمصابيح بكواكب مضيئة متلألأة عليها كتلألؤ المصابيح وحفظا اي خلقنا المصابي حزينة وحفظا المرض حفظها من الشياطين الذين يسترقون السمع. ذلك تقدير عزيز عليم اي هذا النظام البديع ومن ترتيب القادر على صنع كل شيء الذي يعلم كل شيء. فان ارادوا اي عن التدبير عن التدبر والتفكر في هذه المخلوقات وعن طاعة هذه الايات التنزيلية والايمان بها فقل لهم يا رسولنا هل زرتكم خوفتكم صاعقة مثل صاعقة عهد وثمود المراد بالصاعقة التي تقتل في الحال؟ اذ جاءته نقص بين ايديهم ومن خلفهم اي متقدمون متأخرون متأخرون فقدرهم بانفسهم اما المتأخرون فقدرهم بانفسهم واما المتقدمون فقد بلغ كلامهم فكان الرسل قد سابوهم وخطبوا بقولهم الا تعبدوا ان الله قالوا لو شاء ربنا لنزل ملائكة لارسلهم الينا ولم يصلنا بشر من جنسنا فانا بما اوصيتم به كافرون تزعمونه من ان الله ارسلكم الينا فاما عدوا فاستكبروا في الارض بغير حق ليتكبر عن الايمان به بالله والتصديق ينصري واستعلوا على من في الارض الاستحقاق وقالوا من اشد منا قوة وكانوا ذوي اجسام طوال وقوة شديدة فاضطروا باجسامهم حين تهددهم بالعذاب ومراد بهذا القول انهم قادرون على دفع ما ينزلون من عذاب او لم يروا ان الله الذي خلقهم واشد من قوة فهو قادر على ان ينزل به من وعقابه ما شاء بقوله كن فيكون. وكانوا باياتنا يجحدون اي بمعجزات الرسل فارسلنا عليهم ريحا صفصا الصرصار الشديد الصوت وقيل هي الريح الشديدة البطن التي تحرق الزروع والاشجار كما تحرقها النار في ايام مشؤومات ذوات نحوس. وكانت السابع وكانت السابعة وثمانية ايام حصوما كما ذكر الله تعالى في سورة الحاقة اذ ذي قوم عذاب الخزي في الحياة الدنيا الخزي هو الذل والهوان بسبب ذلك الاستكبار والعذاب الاخرة باغزى يشد اهانة واذلالا وهم لا ينصرون ليدفع عنهم دافع. واما ثمد فدينهم بينا لهم سبيلا سبيل النجاة ودللناهم على على طريق الحق بإسلام رسلهم ونصب الدلالة لهم من مخلوقات الله. فاستحبوا العمل على الهدى ان يقتوا الكفر على الايمان واقتضوا المعصية على الطاعة فاخذتهم صاعقة العذاب نون. الصاعقة النار التي تقتل من اصابته فورا وعذاب الهون هو العذاب المهين بما كانوا يكسبون اي بسبب كسبهم ولم يظلمهم الله تعالى الذين امنوا وكانوا يتقون وهم صالحون معهم من المؤمنين ويوم نحب ويوم يحشر اعداء الله الى النار ان يساقون جميعا اليها بعنف. واعداء الله تعالى كل من كذب رسله واستكبر عن عبادته فهم يوزعون اي يحبسوا اولهم على اخر مئة لحقوا ويجتمعوا. حتى اذا ما جاءوها شهد عليهم سمع وابصارهم وجلود ما كانوا يعملون في الدنيا من المعاصي تنطق جوارحهم بما كتمت الالسن بما كتمت الالسن من من عملهم بالشد والجلود والجلود هي المعروفة وقيل هي كناية عن الفروج. وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء فينطق كل شيء مما ينطق مما ينطق المخلوقات فانه كما انطق الالسنة في الدنيا. فكذلك انطقنا في الاخرة فشهدنا عليه بما عملتم من القبائح واخلاقهم اول مرة واليه ترجعون. المعنى ان من قدر على خلق من شئتم ابتداء ابتداء قادر على اعادتكم ورجوعكم قم اليه وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم. قيل قيل هذا من كلام الله سبحانه من كلام الجلود اي ما كنتم تستخفون عند الاعمال القبيحة حذر من شهادة الجوارح عليكم. ولما كان ولما كان الانسان يقدر على ان يستخفي من جوارحه عند مشارة المعصية كان معنى الاستخفاء هنا ترك المعصية خوفا من هذه الشهادة ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون من المعاصي فاشترطتم على فعلها. وذلكم ظنكم الذي ظنتم بربكم وارضاكم اي المعنى ان ظنكم بان الله لا يعلم كثيرا ما تعملون جراء اقمار المعصية فتسارعتم فيها. وذلك اهلككم وطرحكم في النار. فان يصبروا او مثوى لهم اي محل محل استقرارهم واقامتهم لا خروج لهم منها. وان يستعفف فمنا فما هو من المعتب من المعنى انهم يسألون ان يرجع بهم الى ما يحبون لم يرجع. والمعنى ان يسألوا ان يرجع بهم الى ما يحبون لم يرجع لانهم لا يستحقون ذلك وان يطلبوا الرضا لم يقع الرضا عنهم بل لابد مد له من النار وقيدنا لهم قرناء اتحنا لهم قرناء من الشياطين بمنزلة الاخلاء لهم حتى اضلوهم. فزينوا لهم ما بين ايديهم من امور الدنيا فواكهة وحملوا مع الوقوع في معاصي الله من ايماكهم فيها وزين لهم ما خلفهم من امور الاخرة فقبل بعث ولا حساب ولا جنة ولا نار. وحق عليهم القول ثبت عليهم العذاب في يوم منهم الكافرة التي قد اخذت ومضت من قبلي من الجن والانس عن الكفر انهم كانوا حاصين انفسهم بتكذيبهم وسوء افعالهم. ولم يربحوا شيئا. وقال كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن اي قال بعضهم لبعض لا تنصتوا له وقيل لا تطيعوه والغو فيه. اي عارضوه باللغو والباطل او يرفعوا اصواتكم ليتشوش القارئ له او الغوا فيه بالنكه والتصديق والتصفيق والتخليط لعلكم تغلبون اي لكي تغلبوهم فيسكتون فيسكتون فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديد هذا وعد لجميع الكفار اسوأ الذي كانوا يعملون اي ولا نجزينهم في الاخرة جزاء اقبح جزاء حرام عليهم التي يعملوها في الدنيا وهو الشرك. وقيل المعنى يجازيهم بمساوئ اعمالهم لا بمحاسنها كما يقع منهم من صلة الارحام واكرام الضيف لان ذلك بضع لا اجر له فيه مع كفرهم. ولان هذا الذي عملوه من الحسنات هي في مقابل النعم التي اعطاهم الله مع انها لا توفي نعم الله تعالى. فلم يبقى لهم الا الجزاء في مقابل السيئات. نعم. لهم فيها دار قل دي دار الاقامة المستمرة التي ننضغط عليها جزاء بما كانوا بايات ناجحتون يجزون ذلك بسبب جحدهم القرآن يجحدون انهم من عند الله وقال الذي ربنا ان الذين اضلانا من الجن والانس طلبوا من الله سبحانه ان يريهم من اضلهم من فريق الجن والانس من الشياطين الذين كانوا يسولونه من الكفر يزينونهم معصوم الرؤساء الذين كانوا يزينون لهم الكفر نجعلهما تحت اقدامنا اي لكي ندوسهما باقدامنا نستشفي منهما ليكون من اسفل نفيهما يا ما كان او ليكون من الازلين المهانين. ان الذين قالوا ربنا الله وحده لا شريك له ثم استقاموا على التوحيد ولم يلتفتوا الى اله غير لا يستقموا ترى كيف عملوا بالطاعة واجتنبوا معصيته حتى ماتوا تتنزل عليهم الملائكة من عند الله سبحانه البشرى التي يريدونها. قال مجاهد ذلك عند وقال قتادة اذا قام من قبورهم للبعث الا تخافوا مما تقدمون عليه من امور الاخرة. ولا تحزنوا على ما فاتهم من امور الدنيا من اهل وولد ومال وابشر في الجنة التي كنتم توعدون بها في الدنيا فانكم واصلون الى مستقرون بها خالدون في نعيمها. نحن اولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الاخرة يا نحن متولون. المتولون لحفظكم ومعوناتكم في امور الدنيا وامور الاخرة ومن كان الله ولي فزر كل مطلب. ونجى من كل مخافة وقيل تقول الملائكة نحن الحفظة في الدنيا في الاخرة وتلقونه بالكرامة. ولكم فيها ما تشتهي انفسكم من صنوف اللذات والنعم ولكم فيها ما تدعون اي ما تطلبون مما تشتم ينفسكم نزلا من غفور رحيم. النزل ما يعد للضيوف عند نزول من من الرزق والضيافة. ومن احسن قولا ممن دعا الى الله توحيد الله وطاعته فذلك احسن ما يقول انسان. وعمل صالحا وقال انني من المسلمين لربه فكل من جمع بين دعاء لعباده لما شرع الله وعمله عمل صالحا ووجدت تأدية ما فرض الله عليه مع شناب ما حرمه عليه وكان المسلمين دينا لا من غيرهم فلا شيء احسن منه قولا ولا اوضح منه طريقة ولا فاكثر من عمله ثوابا. ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ولا تستوي الحسنة التي يرضى الله بها ويثيب عليها ولا السيئة التي يكرهها الله يعاقب عليها فوق لحظتها المداراة وسيئة الغلق الغلظة. ادفع بالتي هي احسن ادفع السيئة اذا جاءت من المصيبة احسن ما يمكن دفعها به من الكلام الطيب ومنه مقابلة الاساءة بالاحسان والذنب بالعفو. والغضب احتمال المكروهات فاذا الذي بينك وبينه عدة كان ولي حميم. المعنى انك اذا فعلت ذلك الدفع صار العدو كالصديق. قال مقاتل نزلت ابي سفيان ابن في ابي سفيان ابن حرب. كان معاديا النبي صلى الله عليه وسلم فصار له وليا بالمصارة التي وقعت بينه وبينه ثم اسلم فصار وليا في الاسلام حميما بالمصارى. وهذا الادب في الايات موجه اصالته للدعاة الى الله للناس كذلك وما يلقى الا يؤتى القدرة على هذه الخصلة وهي دفع وهي دفع السيئة بالحسنة الى الذين صبروا على على كظم الغيظ وحده من المكرون ومن القائل لذو حظ عظيم في الثواب والخير فانها هبة من الله. واما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله النزغ شبيه النقص شبه به الوسوسة لانها تبعث على الشر. والمعنى من صرفك الشيطان الدفع بالتي هي احسن. وزين لك ان تقابل السيئة بمثلها في السوء واشد منها فاستعذ بالله من شره ومن اياته الليل والنهار والشمس والقمر ان هي من العلامة الدالة على قدرة الله وعظمته وحكمته لا تسجد للشمس ولا للقمر لانهما مخلوقا من مخلوقات كيف لا يصح ان يكون شري ان يكونا شريكين او في ربوبيته واسجدوا لله الذي خلقه ما خلق هذه الاربعة المذكورة؟ ان كنتم اياه تعبدون قيل يسجدون الشمس والقمر كالصابئين في عبادتهم كواكب. ويزعمون انهم يقصدون بالسجود لهما السجود لله فانوه عن ذلك. فان استكبروا والذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسهون ان استكبر هؤلاء عن الامتثال فالملائكة لا يستكبرون من عبادته تعالى بل يديمون التسبيح لله سبحانه بالليل والنهار وهم لا يملون ولا يفطرون ومن اياته انك ترى الارض خاشعة اذا يبست الارض ولم تمطر. قيل قد خشعت فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت تحركت بالنباتين اي اهتز النبات عليها وردت انتفخت وعلت قبل ان تنبت وقيل ربوها انها زادت بما عليها من النبات ومعنى الكلمتين تصوير الارض المنبتة بصورة الحي المتحرك. ان الذي احياها لمحي الموتى بالبعث والنشور ان على كل شيء قدير شيء كائنا ما كان. ان الذين يمحضون في اياتنا يمهلون عن الحق فيحرفون كلام الله ويضعونه في غير مواضع لا يخفون علينا به نحن بل نحن نعلمهم فنجازيهم بما يعملون. افمن يلقى في النار خيرا من ياتي امنا يوم القيامة المرض وان الملحدين في الايات يلقون في النار. وان المؤمنين بها يأتون ام يوم القيامة فاحكموا اي فاحكموا اي الحالين افضل. اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير. فهو مجازيكم على كل ما تعملون. قال الزجاج لو تعمل لفظ الامر ومعناه الوعيد ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم ان الذين كفروا بالقرآن لما جاءهم يجاوزون بكفرهم وانا له كتاب عزيز الذي كانوا يلحدون فيه عزيز عن ان يعارض او يطعن في او يطعن فيه الطعنون منيع عن كل عيب. لا يأتيه الباطل من بين يدي ولا من خلفه محفوظ من ان ينقص منه او يزاد فيه. ولا يأتيه التكذيب من الكتب التي قبله ولا يجيء من بعده كتاب فيبطله. تنزيل من حكيم حميد كيف يأتيه الباطل والذي انزله لكم كمال له انزله له كمال الحكمة. واعلى الصفات ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك اي ما يقول لك هؤلاء الكفار من وصفك بالسحر والكذب والجنية مثل ما قيل من الصين من قبل الا مثل ما قيل لرسل من قبلك فان كانوا يقولون لهم مثل ما يقولون لك هؤلاء قوله تعالى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد من دلالات في هذه الاية حفظ الله تعالى القرآن من الزيادة عليه في مستقبل الازمان او من النقص منه فيما كان نعم. ولو جعلنا القرآن الاعجمي اي لو جعلنا هذا القرآن بغير لغة العرب لقد لو لفصلت اياته اي هلا بينت بلغاتنا انا نعرض لا نفهم لغة العجم اعجمي وعربي هو من جملة قولهم اذ قالوا اا كلام اعجب ورسول عربي؟ وقيل المراد وهلا فصلت اياتي ان فصلتا يده فجعل فجعل بعضها اعجم يعني يفهم العجمي وبعضها عربيا يفهم العرب. ولو فعلنا ذلك لقالوا هذا كلام مختلط تلط قل هو للذين امنوا هدى وشفاء اي يهتدون بنا الحق ويشفون به من كل شيء من كل شك وشبهة والذين لا يؤمنون في اذانهم وقعون يصومون عن سماعهم فهم معانيه ولهذا تواصوا باللغو فيه وهو عليهم عمى يبهر عيونهم فلا يستطيعون رؤية الحق فقد عموا عن القرآن وصموا عنه. اولئك اولئك منادوا من مكان بعيد كحال من يناديه غيره من مسافة بعيدة يسمع صوته. من منها ولا يفقه ما ما يقال له. ولقد اتينا موسى الكتاب فاختلف فيه اي في هذه عادة قادمة في امم الرسل فانهم يختلفون في الكتب المنزلة اليهم لولا كلمة سبقت من ربك في تأخير العذاب عن مكذبنا من امتك لقضي بينهم بتعجيل عذاب لمن لمن كذب منهم وما ربك بظلام للعبد فلا يعذب واحدا الا بذنبه اليه يرد علم الساعة ان علمها اليه لا الى غيره. وما تخرج من ثمرات من اكمامها اكمامها اعيادها التي التي تخلق الثمار فيها فكل ثمرة تخلق فيكم من يحميها الى ان تزهر فتتفتح او تنضج وما تحمل من انثى ولا لا توضع الا بعلماء ما يحدث من شيء من قبور ثمرت منكم بها ولا حملي حامل ولا موضع. حامل لحملها الا بعلم الله فاليه يرضع من سعة كما اليه يرد علم هذه الامور ويوم ينادي من ينادي الله سبحانه المشركين وذلك يوم القيامة اين شركائي؟ الذين كنتم تزعمون الاصل من غيرها فدعوهم الان فليشفعوا لكم يدافع عنكم العذاب او يدفع عنهم العذاب؟ قالوا اذنك ما منا من شهيد اعلمناك ما منا احد يشهد بأن لك شريكا. وضل عن امة يدعون من قبل وان زال بطل في الاخرة ما كانوا يعبدون في الدنيا من اصنام ونحوها وظنوا ما لهم مما حسن ان ايقنوا وعلموا انه لا محيص لهم ولا مهراد. لا يسأم الانسان من دعاء اي ان الانسان ليمل من دعائي بين نفسه وجلبه اليها. والخير هنا المال والصحة والسلطان والرفعة. وان مسه الشر فيغوص قانوت. اي وان الزول بلاء والشدة والفقر والمرض كان بالغا اليأس من رح الله من روح الله. قنوط من رحمته حتى يظن عدم زوال ما به من المكروه ولئن رزقناه رحمة منا من بعد ضراء السقاء ولئن اتيناه خيرا وعافية وغنا من بعد شدة ومرض وفقد ليقولن هذا ليه هذا القول الذي وصل الي شيء استحقه على الله. لي رضاه بعملي فظن ان تلك النعمة التي صار التي صارت التي صارت فيها وصلت اليه بسحره لها ولم يعلم ان الله يبتلي عباده بالخير والشريعة بينه الشاكرون الجاحد والصابر من الجزع. وما وما اظن الساعة قائمة كما يخبرنا به الانبياء هو الشك في البعث لا يكون الا من الكافرين او المتزلزلين في الدين المتطهرين بالاسلام من مبطنين الكفر ولئن رجعت الى ربي اعلى تقديري صدق ما يخبرنا به الانبياء من قيام الساعة واحرصوه للبعث ونشورهن لعنده للحسنى الكرامة وظن انه استحق خير الدنيا بما فيه من القي واستحق خير اخرة بذلك فلنبين فلننبئن الذين كفروا بما عملوا. اي لنخبرنهم يوم بها يوم القيامة عنا الانسان اي هذا طبع من حيث هو انسان باعتبار غالب افراده اعرض عن الشكر ونأى بجانبي ترفع الانقياد للحق وتكبر وتجبر واذا مسه شر البلاء والجهد والفقر والمرض فذو دعاء عريض. اي كثير فاذا مسه الشر تضرع الى الله واستغاث بان يكشف عنه ما نزل بها واستكثر ومن ذلك فذكر فذكره في الشدة واستغاث به عند نزول النقمة وترك عند حصول النعمة وهذا صنيع الكافرين ومن كان غير مثابت من من ثابت القدم من المسلمين. قل ارأيتم ان يخبروني ان كان من عند الله القرآن ثم كفرتم به كذبتم به ولم تقبلوا ولعملتم بما فيهم اضل ممن هو في شقاق بعيد. اي لا احد اضل منكم لشدة عداوتكم سنريهم اياتنا اي سنريهم دلالة صدق القرآن وعلامات كونه من عند الله في الافاق يعني اقطار السماوات والارض من الشمس والقمر والنجوم والليل والنهار والرياح والامطار والرعد والبقر والصواعق والجبال والبحار وغير ذلك وفي انفس من لطيف الصنعة وبديع الحكمة في صنعته تعالى لابدان بني ادم وتركيبهم النفسي. وقيل في الافاق القرى التي التي يسر الله لرسوله وللائمة بعده وفي انفسهم فتح مكة نفسها حتى يتبين لهم انه الحق. اي يتبين لهم بجلالنا القرآن ومن نزله من جاء به حق او لم يكف بربك انه على كل شيء شهيد؟ شاهد على اعمال الكفار وشاهد على ان القرآن منزل من عندك الا انهم في مرية من لقاء ربهم بالبعث والحساب والثواب والعقبة لانه بكل شيء محيط. واحاطت قدراته بجمع المقدورات فما لهم لتكون مستقبلية فهي تشمل الافاق المكانية وتشمل الافاق الزمانية وفي انفسهم كذلك تشمل الاعيان والاماكن والزمن الحالي. نعم قال رحمه الله تعالى تفسير السورة الشهورى بسم الله الرحمن الرحيم حا ميم عين سين قاف قد تقدم الكلام في لهذه الحروف المقطعة التي في اوائل السور في اول سورة البقرة كذلك يوحي اليك والى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم واي مثل ذلك الايحاء الذي اوحي الى سائر الانبياء من كتب الله المنزلة عليهم مشتملة على الدعوة الى التوحيد والبعث يوحي اليك يا محمد في هذه السورة لهما السماوات وما في الارض وهو العلي العظيم. ذكر سبحانه لنفسه هذه الاذ هذا لدلالته على كمال قدرته ونفوذ تصرفه في جميع مخلوقاته السماوات يتفطرن من فوقهن يتفطرن يتشققن من عظمة الله وجلاله من فوقه ويحتمل ان المراد لكثرة ما عليهن من الملائكة وفي الحديث قبضت السماء وحق لها ان تعق ما فيها موضع قدم الا وفيه ملك راكع او ساجد اخرجه احمد والترمذي وقيل المراد كدن يتفطرن من قول المشركين اذا اتخذ الله ولدا والملائكة يسبحون بحمد ربهم وينزلونه عما لا يليق به ولا يجوز عليه متلبسين بحمده ويستغفرون لمنفرد عباد الله المؤمنين والطمعا في ايمان الكافر وتوبة الفاسق. الا ان الله هو الغفور الرحيم. كثير المغفرة والرحمة والذين اتخذوا من دونه اولياء اصناما يعبدونها الله حفيظ عليهم احفظ اعمالهم ليجازيهم بها وما انت عليهم بوكيل لم يوكلك بهم حتى حتى تؤاخذ بذنوبهم ولا ولا وكل اليك هدايتهم وانما عليك البلاء. وكذلك اوحينا اليك اخوانا عربيا بلسان قومه كما ارسلنا كل رسول بلسان قومه لتنذر ام القرى وهي مكة والمراد انه ينذر اهلها ومن حولها من الناس العذاب وتنذر يوم الجمع يوم القيامة لانه مجمع الخلائق ويجمع الارواح بالاجساد. لا ريب فيها لا شك فيه فريق في الجنة وفريق في السعير يتبعون في المحشر ثم يتفرقون الى مصائرهم. ولو شاء الله لجعلهم امة واحدة اهل دين واحد اما على هدى واما على ضلالتهم ولكنهم افترقوا على اديان مختلفة بالمشيئة الازلية ولكن يدخل من يشاء في رحمته في الدين والاسلام والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير للمشركون ما لهم من ولي يدفع عنهم العذاب ولا نصير ينصرهم في ذلك المقام ام اتخذوا من دونه اولياء بل هل اتخذ الكافرون من دون الله اولياء من اصنام يعبدونها لتنصرهم فالله هو الولي ايه هو الحق ان يتخذوا وليا فانه خالق الرازق الضار النافع الناصر لمن اراد. وهو اي ومن شأنه انه يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير يقدر على كل مقدور فهو الحقيقي وتخصيصه بالالوهية وافراده بالعبادة وبافراده باتخاذه وليا. وما اختلفتم فيه من شيء فعفوه الى الله كل ما اغتنم فيه العباد من امر الدين فان حكمه مرجعه الى الله وسوف يحكم فيه يوم القيامة في حكمه ويفصل الخصومة المختصين فيه وعند ذلك يظهر المحق من المبطل ويتميز فريق اهل الجنة وفريق اهل النار. ذلكم الحاكم بهذه الحكم الله ربي عليه توكلت. قل يا رسولنا ان اعتمدت عليه في جميع امورنا على غيره وفوضته في كل شؤوني واليه ريبا يرجع اليه تائبا لا الى غيره. فاطر السماء السماوات والارض خالقهما وابدعهما من العدم. جعل لكم من انفسكم من خلق لكم من جعل لكم من انفسكم ازواجا لخلق لكم من جنسكم نساء نسلم بعد نسل. ومن الانعام اي وخلق لكم الانعام اصنافا من الذكور والاناث وهي ثمانية التي ذكرها في سورة ام يذرأكم فيها ان يمسكم ويكثركم فيها ان يكفركم بجعلكم ازواجا من الذكور والاناث لان ذلك سبب النسل. ليس كمثله شيء اي لا يبلغ شيء من مخلوقاته تعالى ان يكون مثله في حكمته وقدرته وعلمه اثنى على نفسه تعالى بذلك لدلالة على مدى حكمته بث في الارض باستخدام طريقة الزوجية والتزاوج. وهو السميع لكل الاصوات البصير بالغور فيصنعها على وجه الحكمة وينصر المخلوقات صغيرها وكبيرها ظاهرها وخفيها له مقاليد السماوات وربع خزائنهما ومفاتيح تصرف فيهما يبسط الرزق لمن يشاء فهو يقدر يوسعه لمن يشاء من خلقه ويضيقه على من يشاء. شرع لكم من الدين الخطاب لامة محمد صلى الله عليه وسلم بين واوضح لكم من الدين ما اوصى به نوحا من التوحيد واصول الشرائع التي لم يختلف فيها الرسل وتوافقت عليها الكتب. والذي اوحينا اليك من القرآن وشرع الاسلام والبراءة من الشرك ووصينا به ابراهيم وموسى وعيسى بما تطابقت عليه شراعف العذب من الغسل هؤلاء. النقيم اي توحيد الله والايمان بهم وطاعة رسله وقبول شرائعه قال مجاهد لم يبعث لم يبعث الله نبيا قط الا وصاه باقامة الصلاة وايتاء الزكاة والاقراء لله بالطاعة فذلك دين الذي شرعه له ولا تتفرقوا فيه اي لا تختلفوا في التوحيد والايمان بالله وطاعة رسله وقبول شرائعه فلا ينبغي الخلاف في مثلها وليس من الشعائر وليس من هذا الشعائر الفرعية وانواع العبادات وتفاصيلها فانها تختلف من شريعة الى اخرى لقوله تعالى شرعته ومنها جاء كبر على المشركين ما تدعوهم اليه عظمة وشق عليه ما تدعوهم اليه من التوحيد ورفض الاوثان واشتد عليهم ان لا اله الا الله وحده وضاق بها ابليس واجردوه فابى الله الا ان يصرى ويعليها ويظهرها ويضفرها. الله يجتبي اليه من يشاء يختار لتوحيده والدخول في دينه من يشاء من عباده ويهدي اليه من ينيب ويوفق لدينه ويستخلص لعبادته من يرجع الى طاعته ويقبل ويقبل على عباده سادتي وما تفرقوا الا من بعد ما جاءهم العلم لما تفرغ للكتاب عن علم بان الفرقة ضلالة لكن كان منهم التفرغ للبغي بينهم بطلب الرئاسة وشدة الحمية. يعني ومن الانبياء المتقدمين وانهم اختلفوا لما طال بهم المدى امن قوم وكفر قوم ولم يكفروا الكافرون الا تكبرا وحسدا وهذا تحذير لهذه الامة من ان تفترق فيها بل فيما بينها بغيا وحسدا ولولا كلمة سبقت من ربك وهي تأخير عقوبتي لاجل مستمر وهو يوم القيامة لقضي بينهم لوقع القضاء بينهم بانزال العقوبة به معجلة من الكافرين والنجاة المؤمنين وان الذين اورثوا الكتاب اليهود والنصارى من بعدي من بعدي ومن قبلهم. لفي شك من القرآن يا محمد او من مريب موقع في الريب موقع في الريب ولذلك لم يؤمنوا. وقيل المراد ان كفار المشركين من العرب او بورثوا قرآنا من بعد ما اورث اهل الكتاب كتبهم وهم في شك من القرآن مريب. فلذلك فادعوا واستقم اي ما ذكر من التفرق والشك ولاجل انه من الدين ولاجل انه شرع من الدين ما شرع. فادعوا الى الله والى توحيده واستقم على ما دعوت اليه واستمع على تبليغ رسالتك ما امرت بذلك من جهة الله. ولا تتبع اهواءهم الباطلة وتعصباتهم زائغة ولا تنظر الى خلاف من خالفك من في ذكر الله وقل امنت بما انزل الله من كتابه اي بجميع الكتب التي انزلها الله على رسله لا كالذين امنوا ببعض منها وكفروا ببعض وامرت لاعدل بينكم في احكام الله اذا ترافعتم الي ولا احيف عليكم. الله ربنا وربكم الهنا والهكم وخالقنا وخالقك وخالقنا خالقكم لنا اعمالنا اثوابها وعقابها خاص بنا ولكم اعمالكم ثوابها وعقابها خاص بكم. لا حجة بيننا وبينكم لا خصومة بيننا وبينكم لان الحق قد ظهر وضح والله يجمع بيننا في المحشر واليه المصيرين نرجع يوم القيامة ويجازي كلا بعمله. والذين في الله من بعد ما استجيب له قال مجاهد هؤلاء قوم توهموا ان الجاهلية ستعود فجادلوا الذين استجابوا للاسلام لعلهم يردونهم الى الجاهلية فقتلتهم اليهود والنصارى ومحاجتهم وقولهم نبينا قبل نبيكم وكتابنا قبل كتابكم حجتهم داحضة عند ربهم لا فبات لها كالشيء الذي يزل عن موضعه وعليه غضب عظيم من الله لمجادلته بالباطل ولهم عذاب شديد في الاخرة. الله الذي انزل الكتاب الحق فيشمل جميع الكتب المنزلة على الرسل والميزان العدل وسمي العدل ميزانا لان الميزان الة الانصاف والتسوية بين الخلق فيما يبيعون ويشترون فيما ميزان ما في الكتب منزلة من بيان ما هو خير وما هو شر. وقيل المراد علم الله الناس الوزن بالموازين الا تضيع الحقوق فيما بينهم استعجلوا بها الذين لا يؤمنون بها استعجال استهزاء منهم بها وتكذيب بمجيئها والذين امنوا مشفقون منها خائفون وجنون من فيها لانهم يعلمون انهم محاسبون وبالديون. ويعلمون انها الحق واين انها اتية لا ريب فيها. لان الذين يمارون في الساعة يخاصمون فيها شك غريبة لفي ضلال بعيد عن الحق ولو تفكروا لعلموا ان الذي خلقهم ابتداء قادر على الاعادة. الله لطيف بعباده اللطف بهم بالغ الرأفة لهم ومن جملة ذلك الرزق الذي يعيشون به في الدنيا يرزق من يشاء منه كيف يشاء في وسع على هذا ويضيق على هذا ومن كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه من كان يريد باعماله وكسبه ثواب الاخرة والاتضاعف الله له ذلك الحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضعف. وقيل معناه يزيد في توفيقه واعانته وتسهيل سبل الخير له ومن كان يريد حرصا الدنيا نؤتيه منها ما قضت ما قضت به مشيئتنا وقسم له وقسم له في قضائنا وماله في الاخرة من نصيب لانه لم يعمل للاخرة فلا نصيب له فيها ام له شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله من الشرك والمعاصي فاوقعوا اتباع في الحيرة من الشأن الاديان ولولا كلمة الفصل وهي تأخير الفصل في شأن اختلاف المختلفين الى يوم القيامة لقضي بينهما بين المؤمنين والمشركين والمشركين وشركائهم فعادل ائمة الشرك ائمة الشرك بالعقوبة في الدنيا ترى الظالمين مشفقين مما كسبوا وخائفين وجليل مما عملوا من السيئات وذلك الخوف والوتر يوم القيامة وهو واقع بهم اي وجزاء ما كسبوا واقع بهم لازم عليهم لا حالتها يشفقوا او لم يشفقوا والذين امنوا وعملوا الصالحات في روضات جنات. الروضة الموضع النزيه الكثير الخطرة قيل وروضة الجنة ومساكنها كما انها في الدنيا احسن مكنتها لو ما شاؤون عند ربهم من صنوف النعم وانواع المستلذات ذلك وهو الفضل الكبير. اي الذي لا يوصف ولا العقول الى معرفة حقيقته. ذلك الذي يبشر الله عباده الذين امنوا وعملوا الصالحات فهؤلاء جامعون بين الايمان والعمل ما امر الله به وترك ما نهى عنه مبشرون بتلك البشارة قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى اي ولكن اسألكم المودة في القرابة التي بيني وبينكم فارقبوني فيها ولا تعجلوا علي ودعوني والناس. قال ابن عباس كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قرابة من جميع قريش فلما ابوه وابوه يتابعه قال يا قومي اذا ابيتم ان تتبعوني فاحفظوا قرابتي فيكم. ولا يكن غيركم من العرب اولى بحفظه ونصرته منكم فهو عليه وسلم لم يسأل على التبليغ اجرا على الاطلاق يومين. لم يسأل عن التبليغ اجره على الاطلاق. ومن يقترف نزد له فيها حسنة يوم يكتسب حسنة نزيد له فيها ان نزيد له هذه الحسنة حسنا بمضاعفة ثوابها. ام يقولون على الله كذبا اي بدعوى النبوة فان يشاء الله يختم على قلبك المعنى لو حدثتك نفسك ان تفتري على الله كذبا لطبع الله على قلبك والله الباطل اي لو كان ما اتى به النبي صلى الله عليه وسلم باطلا لمحى. كما جرت به عادته في المفترين ويحب الله اي الاسلام ويثبته بكلماته اي بما انزله من القرآن. ويستجيب الذين امنوا وعملوا الصالحات يستجيب الله للذين امنوا ويعطيهم ما طلبوه ويزيدهم من فضله يزيدهم على ما طلبوه منه او على ما يستحقونه من الثواب. ولا وسط الله الرزق لعباده الا وسع الله لهم ورزقهم في النار عصوا فيها وبطلوا النعمة وتكبروا وطلبوا ما ليس لهم طلبه ولكن ينزل بقدر ما يشاء ينزل من الرزق لعباده بتقدير محسوب على حسب ياتي ما تقتضي حكمته البالغة انه بعباده خبير باحواله بصير بما يصلحهم من توسيع الرزق وتضييقه وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنط ومن بعد ما ايسوا من ذلك فيعرفون بهذا الاجزاء المطر بعد القنوط مقدار رحمته لهم ويشكرون له ما يجب الشكر عليه يجب الشكر عليه وهو الولي للصالحين من عباده بالاحسان اليهم وجلب منافع لهم ودفع الشرور عنهم. الحميد المستحق للحمد منهم على انعامه وما مس في امام دابة قيل اراد ما بث في الارض دون السماء قلت الظاهر ان الله عز وجل يخبرنا في هذه الاية بانه خلق السماوات خلق في السماوات دواب لعلها في بعض الكواكب الصالحة في الحياة الحيوانية. وهو على جمعهما لحشرهم يوم القيامة اذا يشاء قدير اي هو يجمع تلك الدواب حيث كانت عندما يشاء وهو على وهو على ذلك ذو قدرة تامة. هنا الاية وما بث فيهما اي في السماوات والارض الظمير راجع الى السماوات والارض. من دابة كل ما يدب كل ما هو حي كائن يقال عنه دابة الجن والانس ملائكة وغيرها. نعم. وما اصابكم من مصيب مصيبتي فبما كسبت ايديكم اي ما اصابكم من المصائب كائنة ما كانت فانكم تصابون بها عقوبة لكم. بسبب ما كسبت بسبب ما كسبت ايديكم من المعاصي ويعفو عن كثير من المعاصي التي يفعلها العباد فلا يعاقب عليها وما انتم بمعجزين في الارض بفائتين عليها وافرض بل ما قضاه عليكم من المصائب واقع عليكم نازل بكم وما لكم من دون الله من ولي واليكم فيمنع عنكم ما قضاه الله ولا نصير ينصركم من عذاب الله الجواري وهي السفن الجارية للساهرة بالبحر كالاعلى بيت الجبال قال مجاهد اعلامك الاعلام قصور يسكني الريح التي تجري بها السفن فيظل اي السبل الرواكدي سواكد ثوابت على ظهري اي على ظهر البحر ان في ذلك الذي ذكر من امر السبل اعتداءات عظيمة لكل صبار شكوى لكثير الصبر على البر وكثير الشكر على النعماء. او يوبقهن بما كسبوا اي وان يشاء عليكمن بالغرق بما كسبوا من الذنوب ويعفو عن كثير ويعفو عن كثير من اهلها بالتجاوز عن ذنوبهم فينجيهم من الغرق ويعلم الذي يجادلون في اياتنا ما لهم من محيص مفران ولا مهرب. فما اوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا اذا اعطيتم من الغنى والسعة فانما هو متاع قدير في ايام قليلة ينقضي ويذهب ما عند الله من ثواب الطاعات والجزاء عليها في الجنات خير من متاع الحياة الدنيا وابقى لانه دائم لا ينقطع ومتاع الدنيا ينقطع بسرعة. للذين امنوا وعلى ربهم يتوكلون يفوضون اليه امورهم ويعتمدون عليه في كل شؤونهم والذين يجتنبون كبائر الاثم وهي كبائر من الذنوب. وقد قدمنا تحقيقها في سورة النساء الاية الواحدة والثلاثين والفواحش هي من الكمال والفواحش والفواحش هي من الكبائر ولكنها كأنها فوقها وذلك كالقتل والزنا ونحو ذلك واذا ما غضبوا هم يغفرون يتجاوزون عن المظلم الذي اغضبهم ويكظمون الغيظ ويحلمون عمن ظلمهم وفي منتقم النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه قط والا تتاك حرمات الله. والذين لربهم اجابوه الى ما دعاهم اليه واطاعوا الرسل واقاموا الصلاة واقيتها بشروطها وهيئتها وانما خصها بالذكر لانها اعلى انواع العبادة وهي الصلة بين العبد وبين ربه يتشاورون فيما بينهم ولا ولا يعجلون ولا ينفردون بالرأي في كل امر يعرض يعرض له فلا يستأثر بعضهم على بعض برأي وهذا في الشؤون العامة كتولية الخلافة وشؤون تدبير الدولة وادارة مصالحها. وادارة مصالحها وتولية في احكام القضاء وكذلك الاستشارة في الشؤون الخاصة. ومما رزقناهم ينفقون ان ينفقونهم في سوء الخير ويتصدقون به على المحاويج وفي سبيل والذين اذا اصابهم البغي هم ينتصرون ان اصابهم بغي بغير الحق لان التذلل لمن بغى ليس من صفات من جعل الله له العزة حيث قال لله العزة ولرسوله وللمؤمنين في الاتصال والانتقام من بغى عليك وفضيلة من الفضائل الدينية. وليس العدل من صفات المؤمنين والمهانة ليست لهم بل يعدى امام الكفر بالله والجهل به والانتصار اذا كان والانتقام اذا كان للدين فهذا هو المقصود اما اذا كان للنفس فهذا ليس بمطلوب. وهذا ليس من عزة المؤمن بالعكس هذا من صفات اه اهل الدنيا الله السلامة والعافية. نعم. وجزاء سيئة سيئة مثلها متى انتقمت من ظالمك فلا تزد على قدر ما اذاك قال مجاهد وسني هو جواب قبيح اذا قال اخزاك الله يقول اخزاك الله من غير ان يزيد. فمن عفا واصلح فاجره على الله من عفا عمن ظلم واصلح بالعفو ما بينه وبين ظالمه متى قدر عليه وتمكن من الانتقام اما العجز والذلة فليس من الفضائل بل هي من المخازي. اي فان الله سبحانه انما يأجره قدر على اخذ حقه والانتقام ممن ظلمه وترك وترك ذلك لله. انه لا يحب الظالمين المهتدين بالظلم ولا يحب من يتعدى في الاختصاص ويجاوز الحد فيه لان المجاوزة ظلم انتصر بعد ظلمه انتقم من ظالمه فاولئك ما عليهم في سبيل المؤاخذة او اخوتي فان حق القصاص في الجنايات المتعمدة عليه شرعا وكذلك الضمان في الجنايات بغيره. وكذلك الضمان في الجنايات غير والاتلافات وبالشتم والسب يجوز القصاص دون اعتداء. انما السبيل على الذين يضربون الناس ان يتعدون عليهم ابتداء ويبغون في الارض وللحق يتعدون على النفوس والاموال بغير الحق يتكبرون يتجبرون بظلم الناس واقتطاع حقوقهم من نفسه وتمكن من اخذ حقه من ذلك الصبر والمغفرة الثبات فيها والرسوخ وعدم الانطلاق وراء شهوة الانتقام. ومن يضلل الله فما لهم ولي من بعده فما له من احد يلي هدايته وينصره وترى الظالمين المشركين بالمكذبين بالبعث لما روا العذاب حين نظروا النار يقولون هل هل الى رجعة الى الدنيا من طريق وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذلاء ساكنين متواضعين لما لحقهم من الذل والهوان ينظرون للطرف الخفي ذليل يسارقون النظر من شدة الخوف. وقال الذين امنوا ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة الكاملين في الخسران هم هؤلاء اما خسرانهم لانفسهم فلكونهم صاروا في النار معذبين بها قد اسلموا للعذاب دون ادنى امل في النجاة. واما خسران لاهله فلانهم ان كانوا معهم في النار فلا ينتفعون بهم وان كانوا في الجنة فقد حيل بينهم وبينهم. وما كان لهم من اولياء ينصرونهم من دون لم يكن لهم اعوان يدعون عن ولدها في ذلك الموطن من دون الله وما يرضي الله فما له في سبيله في طريق يسلك اي في طريق يسلكها الى النجاة استجيبوا لربكم من يستجيبوا لدعوته لكم الى الايمان به وبكتبه ورسله من قبل ان يأتي يوم لا مرد له من الله من قبل من الله يوم عذاب لا يرده احدا او لا يرده الله بعد ان حكم به. والمراد به يوم القيامة او يوم الموت ما لكم ممن يومئذ تلجأون اليه وما لكم من نكير لا تجدون يومئذ منكرا بما ينزل بكم من العذاب. فان اعرضوا فما ارسلناك عليهم حفظا تحفظ اعمالهم حتى تحاسبهم عليها ولا موكلا بهم رقيبا عليهم ان عليك الا البلاغ لما امرت بابلاغه وليس عليك غير ذلك بما قدمت من الذنوب فان الانسان كفور لما انعم به عليه من نعمه ينسى كل النعم السابقة بسبب الضر الواقع عليه. يهبني من يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور يهب لمن يشاء اناثا لا ذكور معه نوايا معهن ويهب لمن يشاء ذكورا لا اناثا معهم او يزوجوا ذكرانا واناثا يقرن بين الاناث والذكور فيهما الجميع لبعض خلقه فالتزويج هنا والجمع لمن شاء لمن شاء الله بين البنين والبنات ويجعل من يشاء عقيما لا يولد له ذكر ولا انثى انه علي مقدر العلم عظيم القدرة بقدرته تعالى ان يهب من يشاء ان يهب من شاء من شاء سبحانه من اصناف الذرية وما كان لبشر ان يكلم والله الا وحي يوحى اليه يوحى اليه فيلهمه ويقذف في قلبه كما اوحى الى موسى والى ابراهيم في ذبح ولده والوحي وهو الاخبار بسرعة على وجه الخفية او من وراء حجابك ما كلا موسى عليه السلام يريد ان كلامه يسمع من حيث لا يرى او رسولا فيوحي باذني ما يشاء ويرسل ملكا فيحيي ذلك الملك الى الرسول من البشر بامر الله وتيسير ما يشاء ان يوحي الى ايه؟ وكذلك وحينا اليك روحا من امرنا اوحينا اليك القرآن هو من امر الله وهو روح اي انه يهتدى به ففيه حياة من موت كفو ما كنت تدري ما الكتاب اي شيء هو لانه صلى الله عليه وسلم كان اميا لا يقرأ ولا يكتب ولان ولا الايمان كان صلى عليه وسلم قبل الوحي لا يعرف معنى الايمان ولا تفاصيل الشرائع ولا يهتدي الى معاني ولا يهتدي الى معالمها وخص الايمان لانه رأسها اساسها ولكننا جعلناه نورا نهدي به من نشاء ويجعل الروح الذي اوحيناه اليك ضياء ودليل على التوحيد والايمان وطلاق الحياة نهدي النشأ هدايته ونخرج به من نشاء من ظلمات الجهالة والضلالة والهداية والعلم. سورة الزخرف حامي الكتاب المبين الله تعالى بقراء نفسه على ان القرآن هداية. انا جعلناه قرآنا عربيا انزل اي انزل من انزل بلسان العرب لان كل نبي انزل كتابه بلسان قومه لعلكم تعقلون ان جعلناه قرآنا عربيا لكي تفهموه هي معشر العرب وتتعقلوا معانيه وتحيط بما فيه فانه في اعلى درجات البلاغة والبيان والفصاحات مبين عن عن المراد ييسر للفهم. مبين عن مبين عن المراد ميسر للفهم لدينا عندنا لعلي الحكيم رفيع القدر محكم النظم لا يوجد فيه اختلاف ولا تناقض. افنضرب عنكم الذكر صفحا ان كنتم انتم قوم مسلمين تظنون ان الحق وتذكير وتذكيركم به قال قتادة في تفسيرها. والله لو ان هذا القرآن رفع ردته اوائل هذه الامة لهلكوا لكن رحمهم فكرره عليهم ودعاهم اليه عشرين سنة او ما شاء الله من ذلك انتهى. يعني حتى امن بالقرآن القرآن من امن وارتفعت كلمة الاسلام اي فلم يترك دعوته الى الخير والى القرآن وان كانوا مسرفين معرضين عنه ليهتدي من قدر الله له الهداية تقوم الحجة على ما قدر عليه الشقاوة. وكما ارسلنا من نبيه في الاولين السابقة هلكنا اشد منهم بطشا اهلكنا قوما اشد قوة وقوى بطح من هؤلاء القوم مضى مثل الاولين اذ سلفا في القرآن ذكره في غير مرة. اي فقد علمت اخبارهم فاحذروا مثل ما صائرهم ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض ليقولن خلقهن العزيز العليم ولئن سألت هؤلاء الكفار من قومك من خلق هذه الاجرام الكريم ان هذا العذاب كنتم به تمترون اي تشكون فيه حين كنتم في الدنيا من سندس واستبرقني السندس ما رق من الديباج والاستبرق ما غلظ منه متقابلين في مجالسهم ينظر بعضهم الى بعض من كل المحبة والسرور العلوية والسفلية اقر بان الله خالقهن ولم ينكروا ذلك وهم لم يكونوا ينكرون فراد الله بخلق العالم كالدهليين. ولكن كانوا يعبدون الصالحين والاصنام له مسائط بينهم وبين الله خالق الكل وكانت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لابطال هذه الوسائط وتحقيق الوحدة الذي جعل الارض بعد المهاد الفراش والبساط وجعل لكم فيها سبل الطرق تسلكونها الى حيث تريدون لعلكم تهتدون بشروكها الى مقاصدكم ومنافعكم والذي نزل من السماء ماء بقدره بقدر الحاجة وحسب ما تقتضيه المصلحة دون زيادة لئلا يهلك الزهر لان لا يهلك زرائعكم ومنازلكم بالغرق ولا دونها تحتاج الى الزيادة. فانشرنا به بل سميتنا حيينا بذلك الماء بلدة مغفرة من النبات. كذلك تخرجون تبعثون من قبوركم احياء والذي خلق الازواج كلها الاصناف كلها وقنا ازواج الحيوان بذكر انثى والازواج من النبات الذكر والذكر والانثى من كل صف كذلك. لتستووا على ظهورهم السعل على ظهور ما تركبون من الفلك والنعيم ثم تذكروا نعمة ربكم واذا استويتم عليه لكي تتذكروا هذه النعمة التي انعم بها عليكم من تصغير ذلك الموقف من البر البحر والبر وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا اذا هذا المركب وما كنا له مقرنين ما كنا مطيقين لتسخيره لولا ان سخره الله لنا وانا الى ربنا لمنقلبون راجعون اليه هل من عمارة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا سافر ركب راحلته ثم كبر ثلاثا ثم قال سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مخرجين وانا الى ربنا لمنقلبون. وجعلوا له من عباده جزءا مرادا وجزء من الملائكة فانهم جعلوهم بنات لله سبحانه ان الولد جزء به ان الانسان لكفور مبين فانه يجحد نعم الله عليه جحودا بينة. اذ لما كانت النعم من الله شديدة الوضوح كان جحودها من ابيها الكذب كما فعل هؤلاء الجهلة اذ نسبوا اليه الولد وخصه باضعف الاولاد. واصفاكم فجعل لنفسه المفضول من الصفين ولكم الفاضل منهما فكيف يستقيم هذا مع انه هو الخالق لكم؟ مع انه مع انه الخالق ولكل مخلوق والقول قوله والامر امره. واذا بشر احدهم بما ضرب للرحمن مثلا لان الولد يكون ماثلا لوالده. والمعنى انه اذا بشر احد بان ولدت له بنت اغتم لذلك وظهر عليه اثره وهو معنى قوله ظل وجوه اسودا اي صار وجهه اسود حزن ولابس محدوث الانثى حيث لم يكن الحادث له ذكرا مكانها وهو كظيم شديد الحضن كثير الكرب مملوء منه في الحلية وهو في الخصام غير مبين اي لما جعلوا له البنات قد جعلوا له سبحانه من شأنه ان يربى في الزينة عن ان هو لنفسه واذا خصم لا يقدر على اقامة حجته. ودفع ما يدادله به خصمه لاقصان عقله وضعف رأيه وهكذا بنات وجعلوا وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن الى ثنين لقولهم السابق ان الملائكة الله يتضمن فسادا اخرهم ان الملائكة اناس لشهدوا خلقهم اي هل حضروا خلق الله اياهم؟ حتى يعلموا بانهم اناث او المعنى هل رأوا خلقة الملائكة حتى يشهدوا انهم هنا ستكتب شهادتهم في ديوان اعمالهم يجازيهم على ذلك ويسألون عنها يوم القيامة الملائكة لا يجوز وصفهم بالانوثية فهذا كفر ولا يوصفون بالذكورية. هم جنس لا يوصفون بالذكورية والانوثية. ولذلك ينبغي علينا نعلم انهم صمد ومعنى صمد الى جوف لهم. وهم عباد الرحمن وانهم يطيعون الله ولا يعصونه نعم. ايها المؤمنون الا نعبد هذه الملائكة ما عبدناها. الا نعبد هذه الملائكة ما عبدناهم. وهذا كلام حق يراد به باطل لانهم يريدون بذلك ان الله راضي عن عبادتهم للاصنام. ما لهم بذلك من علم وزعموا انه اذا شاء فقد رضي ان هم الا يخلصون ما هم الا يكذبون فيما قالوا ويتمحنون تمحلا باطلا فان الله خلق المؤمن والكافر وهو يحب المؤمن ويبغض الكافر. والله يأمر بالحق والايمان والخير ولا يرضى لعباده هذه الكفر اما اتيناهم اما اتيناهم كتابا من قبله اي بل اعطيناهم كتابا من قبل القرآن مكتوبا اليهم فيه اعبدوا غير الله فهم به مستمسكون يأخذون بما فيه ويحتجون به ويجعلونه لهم دليلا بل قالوا انا وجدنا اباءنا على امتي اي على عادتي تعودوها وطريقتي جاروا عليها في عبادتهم لهذه الاصنام وانا على اثارهم مهتدون فاعترفوا بانه لا مستند لهم ولا حجة بايديهم ولا شبهة ولكنهم اتبعوا ابائهم في الضلالة. وانا على اثارهم مقتدون اي متبعون وخص المترفين تنبيها على ان التنعم والسبب اهمال النظر وترك التفكر فيما حفظته الرسالة. قال ولو جئتكم باهدى مما وجدتم عليه ابائكم اي قال لهم رسول اباءكم ولو جئتكم بدين لاهداء من دين ابائكم فانتقمنا منه بما اوقعه الله بهم وكما اوقعه بقوم نوح وعاد وثمود فانظر كيف كان عاقبة المكذبين من تلك الامم فان اثارهم موجودة واذ قال ابراهيم لابي وقومه الذين ولدوا اباهم وعبدوا الاصنام اليه براء مما تعبدون لبريء من هذه الاصنام لا يعبدها ولا يدعوها ولا يتخذها الهة بل اكفر بها واعاديها الا الذي فطرني خلقني فانني اعترف برؤيتي واصرف اليه عبادتي وادعوه دون غيري فانه سيهديني سيرشدني لديني ويثبتني على الحق. وجعلها كلمة باغية وجعل كلمة التوحيد والبراءة من الشرك باقية في ذريته فلا يزال فيهم من يوحد الله سبحانه وقال اجاهدوا وقتالته كلمة لا اله الا الله لا يزال من عقب فيه من يعبد الله الى يوم القيامة لعلهم يرجعون ان يجعلها باقية لاجل ان يرجع اليها من يشرك منهم بدعوة من يوحد بل متعت هؤلاء واباء فاغتروا بالمهلة واكبوا على الشهوات حتى جاءه الحق يعني القرآن ورسول مبين يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وقالوا لولا انزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم اي عظيم في الجاه والمال سيد في قومه المراد بالقرية لمكة والطائف وبالرجلين الوليد وابو هريرة من مكة وعروة ابن مسعود الثقفي من الطائف كذا قال قتلت وغيره والمعنى انه لو كان قرآنا لنزل على رجل من عظيم من عظماء القريتين. يعني النبوة نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا. فكيف لا يقنعون بقسمة في امر النبوة وتفويضها الى من يشاء من خلقه. ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات كما في الرزق والرياسة والقوة والحرية والعقل والعلم ليتخذ بعض بعض السخرية اني استخدم بعضهم بعض ما يكون بعضهم سببا لمعاش بعض ورحمة ربك. ورحمة ربك ايها ما اعده الله قول عباده الصالحين في الدار الاخرة خيرا مما يجمعون من الاموال وسائر متاع الدنيا. ولولا ان يكون الناس امة واحدة لولا يجتمع على الكفر ميلا الى الدنيا والزخرفها فلا يبقى في مؤمن لجعلنا لمن يكفر بالرحمة لبيوتهم سقفا من فضة لاعطيناهم في الدنيا ما وصفناه بهوان الدنيا عند الله لكي نستدر الى الكافرين من حيث لا يعلمون. ومع رجال سلالم ومصاعد من فضة عليها يظهرون على المعالي ليترقون ويصعدون الى الغرف والمباني العالية وسر من فضة عليها يتكئون وزخرفا ولجعلنا لهم مع ذلك زخرفا في السقوف والابواب والسرر وغيرها والزخرف قيل له والذهب وقيل والنقوش يقال زخرفت الدار اي زينتها. وان كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا ليس كل ذلك الا شيء يتمتع به في يتمتع به في الدنيا والاخرة عند ربك للمتقين لمن اتقى الشرك والمعاصي وامن بالله وحده وعمل بطاعته فانها الباقية التي لا تفنى ونعيمها الدائم الذي لا يزول ومن يعش عن ذكر الرحمن اي ومن ترد تظلم عينه فلا يعرف حق ربه والاعشى هو الذي لا يبصر ويبصر بالنهار. يقيض له شيطان يهيئ له وقيل بمعنى غير ذلك اخرجه حاتم ان قريش قالت قيدوا لكل رجل من الصحيح محمد رجلا يأخذه ومن يضل لابي بكر طلحة بن عبيد الله فاتاه وهو في القبر فقال ابو بكر قال ادعوك الى عبادة الله والعزى قال قال اولاد الله قال وما العزى؟ قال بنات الله قال ابو بكر فمن امه فسكت طلحة فلم يجبه. فقال لاصحابه يجيهم الرجل سكت القوم فقال طلحتكم يا ابا بكر اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله فانزل الله الاية فهو له له قرين فيكون الشيطان ملازما له لا يفارقه بل يتبعه في جميع اموره ويطيعه في كل ما يوسوس به اليه. وانهم دونهم عن السميع وان الشياطين الذين يقيضهم الله لكل احد ممن يعشوا عن ذكر الرحمن يحولون بينهم وبين سوء الحق ويمنعونهم منه ويوسون له رغم انهم على الهدى ويحسبون انهم مهتدون يحسب الكفار بسبب تلك الوسوسة انهم في انفسهم مهتدون ما قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين يتمنى الكافر يوم القيامة ان بينه وبين الشيطان يقال له من البعد ما بين المشرق والمغرب فبئس القرين اي بئس الصاحب الملازم للانسان انت يقول ذلك لشيطانه ولن ينفعكم اليوم هذا يقال لهم يوم القيامة ان ظلمتم بين ايدي ظلمكم انفسكم انكم العذاب مشتركون الي ينفعكم يوم اشتراككم في العذاب. اي بخلاف بخلاف الحال في الدنيا فان المصيبة فيها اذا عمت هانت وهذا لشدة عذاب الاخرة لا تهونه المسكنات. ليس لك ذلك فلا يضيق صدرك لان كفروا ومن كان في ضلال مبينا اي انك لا تهدي من كان كذلك وهؤلاء الكفار منزلة الصم الذين لا يسمعون ما جئت به ومنزلة العمي الذين لا لافراطهم في الضلالة وتمكنهم في من الجهالة. فانا نذهبن بك بالموت قبل ان ينزل عذابهم فان فمنهم منتقمون اما في الدنيا او في الاخرة او نرينك الذي وعدناهم من العذاب قبل موتك فانا عليهم مقتدرون متى شئنا عذابا عذبناهم وقدراه الله ذلك يوم بدر. وانه لذكر لك ولقومك اي وان القرآن لشرف لك ولقومك من قريش اذ نزل عليك وانت منهم ولغتهم وقيل تذكرة تتذكرون بها امر الدين وتعملون به وسوف تسألون عما جعله الله لكم من الشرف يسألون عما يلزم من القيام بما فيه والعمل به. واسأل من اوصلنا من قبلك من رسلنا جعلنا من دون الرحمن الهتين يعبدون المراد سؤال الانبياء الهة عند ملاقاته لهم وقيل واسألوا من قد ارسلنا هل اذن الله بعبادة او ثاني في ملة من من الملل وهل سوغ ذلك لاحد من ولقد ارسلنا موسى باياتنا وهي التسع التي تقدم بيانها في سورة الاسراء الى الاية الواحدة بعد المئة الى فرعون وملأه الملأ اشرف فقال اني رسول رب العالمين ارسلني اليك من اية لله اكثر من اختها اي كل واحدة من ايات موسى اكبر مما قبلها عظيمة نفسها وقيل معنى انه اذا ضمت الثانية الى الاولى ازداد الوضوح لعلهم يرجعون اي بسبب تكذيبهم بتلك الايات وقالوا يا ايها الساحر قيل كانوا يسمون العلماء سحرة ويوقرون السحرة ويعظمونهم ادعو لنا ربك ما عهد عندك اما اخبرتنا من عهده اليك ان ان اذا امنا كشف عنا العذاب اننا لمهتدون فيما يستقبل من الزمان والمؤمنون بما جئت به كشفنا عنهم العذاب الا هم يمكثون التقدير هداه موسى ربه فاكشف عنهم العذاب فلما كشف عنهم العذاب نقضوا عهدهم ونادى فرعون في قومه اليس لي ملك مصر لا ينازعني فيه احد ولا يخالفني مخالف وهذه الانهار تجري من تحتي اي تحت قصري والمراد نهر النيل مفروع افلا تبصرون ذلك وتستدلون به على قوة ملكي وعظيم قدري وضعف بموسى عن مقاومة امان خير من هذا الذي هو مهين اي بل انا خير من موسى الذي هو ضعيف حقير ممتهن في نفسه لا عز له ولا يكاد الكلام لما في لسانه من العقدة وقد تقدم بيانه في سورة طه. فلولا القي علينا سورة من ذهب فهلا كان عظيما او جاء معه الملائكة مقترنين متتابعين متقاربين ان كان صادقا يعينونه على امره ويشهدون له بالنبوة فاوهم اللعين قومه ان الرسل لابد ان يكونوا على هيئة الجبابرة ومحفوفين بالملائكة. فاستخف قومه فاطاعوه واي حملهم بكلامه هذا على خفة الجهل والسهر بقوله وكيده وغروره فاطاعوا فيما امرهم به وقبلوا قوله خفة منه مرعونة وكذبوا موسى انهم كانوا قوما فاسقين اي خارجين عن طاعة الله. هنا قول فرعون وجماعة او جاء معه الملائكة مقترنين فيه دلالة على ان فرعون وجماعته يؤمنون بالملائكة ولا ليش يطلبون الملائكة؟ طيب فان قال قال فانه انكر وجود الله هو انكرها في موضع بلسانه والا هو يعرف ان هناك رب وهناك خالق. نعم فلما اسفونا اسفونا ان يغضبون انتقمنا منهم فاغرقناهم اجمعين في البحر فجعلناهم سلفا اي قدوة لمن عمل بعملهم بعملهم من الكفار في استحقاق العذاب ومثلا للاخرين اي عبرة وموعظة لمن يأتي بعدهم قصة عجيبة تجري مجرى الامثال. مثلا لما نزل قوله تعالى انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم فقال الزبعري خصمتك ورب الكعبة اليست النصارى يعبدون المسيح. قال ابن الزعبلي خصم ورب الكعبة اليست النصارى يعبدون المسيح واليهود وعزيرا وبنو مليح للملائكة ففرحوا بذلك من قولهم فانزل الله ان الذين سبقت لهم منا الحسنى اولئك عنها مبعدون ونزلت هذه الاية المذكورة هنا اذا قومك منه يصدون اي يضج ناصحون فرحا بذلك المثل المضروب. وقالوا الهتنا خير من هو هل الهتنا خير ام المسيح خاصموه وقالوا ان كان كل من عبد غير الله في النار فنحن نرضى ان تكون الهتنا عيسى وعزير والملائكة ما ضربوا لك الا جدلا لما ضربوا لك هذا المثل في عيسى الا اني اجادلوك واي ولم يريدوا الحق فان عيسى عليه السلام جاء بالتوحيد وصى به قومه قائلا الرب الهنا اله واحد. بل هم قوم خصمون شديد الخصومة كثير اللدد عظيم الجدل هو الا عبد انعمنا عليه اكرمناه بانعامنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل اي اية وعبرة لهم يألفون به قدرة الله سبحانه فانه كان من غير ابى وكان يحيى وكان يحيي الموتى ويبرئ الاكماء وكل مريض باذن الله. ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة من يخلفون الى نشاوى لكناكم واجعلنا بدلا منكم ملائكة في الارض يعمرونها ويخلفونكم فيها. وانه نعيم للساعة المراد المسيح ان نزولهم ما يعلم به قيام الساعة لكونه من اشراطها لان الله سبحانه ينزله من السماء قبيل قيام الساعة. كما ان خروج الددان من علامات الساعة ولا تنترن بها اي فلا تشكوا في وقوعها ولا تكذبن بها فانها كائنة لا محالة. واتبعوني هذا صراط مستقيم اتبعوني فيما به من التوحيد وبطلان الشرك وهذا الذي امركم به وادعوكم اليه طريق قيم موصل الى الحق. ولا يصدن ولا يصدنكم الشيطان لا تغتروا بوساوسه وشبهه التي يقعها في قلوبكم ويمنعكم ذلك من اتباعه انه لكم عدو مبين اي مظهر لعداوته لكم غير متحاش عن ذلك ولا يمت ولا متكتم بي ولما جاء عيسى بالبينات بالمعجزات الواضحة والشرائع وهي الانجيل قال قد جئتكم بالحكمة النبوة وقيل الحكمة هنا ما يرغب فيه ما يرغب في ما ما يرغب في الجميل ويكف عن القبيح قيل لكم بعض الذي تختلفون فيه من احكام التوراة فاتقوا الله وان اتقوا معاصي واطيعوني فيما امركم به من التوحيد والشرائع. ان الله وربي وربكم هذا بيان لما امرهم بان يطيعوه فيها صراط مستقيما. اي عبادة الله وحده والعمل بشرائعه طريق يوصلنا الى مرضاة الله لا عوج فيه فاختلف الاحزاب من بينهم اختلفوا من بين من بعث اليه من اليهود والنصارى والاحزاب هي الفرق المتهزبة فويل الذين ظلموها من هؤلاء وهم الذين اشركوا بالله ولم يعملوا بشرائعه. من عذاب يوم اليم اليم عذابه وهو يوم القيامة. هل ينظرون هل هل يرتقب هؤلاء الاحزاب وينتظرون الا الساعة تأتيهم بغتة اي فجأتهم وهم لا يشعرون الا يفطرون بذلك. الا خلان يومئذ بعضهم لبعض عدونا اخلاء في الدنيا المتحابون فيها يوم تأتيهم الساعة يعادي بعضهم بعضا ووجدوا تلك الامور التي كانوا فيها اخلاء اسبابا هذا يحصى اعداء الا المتقين فانهم اخلاء في الدنيا والاخرة يا عبادي لا خوف عليكم اليوم ولا انتم تحزنون ان يقال من هؤلاء المتقين في الله هذه البقالة فيذهب عند ذلك خوفهم ويرتفع حزنهم. الذين امنوا باياتنا وكانوا مسلمين ليس قول يا عبادي لجميع العباد بل المؤمنين والمسلمين ادخلوا الجنة انتم ازواجكم الازواج نساء وبنات وقيل قرناء من المؤمنين وقيل زوجاتهم من الحور العين تحضرون تكرمون يتنعمون وقيل وقيل تلذذون بالسماع. يطاف عليهم بصحاف من ذهب لهم في الجنة اطعمة يطاف عليهم بها ابي الصحاب الذهبي ولهم فيها اشربة يطاف عليه بها في اكواب من ذهب وفيها ما تشتهي الانفس وتلذ الاطعمة والاشربة ونحوها مما تطلبون مما تطلبه الناس وتهواه كائنا ما كان وتلذذ علم كل المستلذات التي تستلذ بها وتطلب مشاهدتها انتم فيها خالدون لا تموتون ولا تخرجون منها وتلك الجنة التي ولدتموها ما كنتم تعملون صارت اليكم كما يصير ميراثنا فيما كنتم تعملونه في الدنيا من الاعمال الصالحة. لا يفتر عنهما اي لا يخفف عنهم ذلك العذاب فترة ليستريحوا منه وهم فيه مبلسون يائسون من ونادوا يا ما لك اي نادى المجرمون منها اي نادى المجرمون هذا النداء ومالك هو خاسر النار من ليقض علينا ربك بالموت توسل بمالك الى الله سبحانه وليسأله له من يقضي عليهم بالموت ليستريحوا من العذاب قال انكم ماكثون اي مقيمون في العذاب لقد جئناكم وارسلنا اليكم الرسل وانزلنا عليكم الكتب يعني المشركين حتى في في جهنم اه يستغيثون ثم بعد الاستغاثة اف يختم على السنتهم فلا ينطقون. عندما يقول الله لهم اخسئوا فيها ولا تكلموا. اما قبل ذلك يستغيثون يطلبون الشفاعة من المالك يطلبون الشفاعة يطلبون من الله جل في علاه. نعم جيناكم ارسلنا اليكم الرسل وانزلنا عليهم الكتب فدعوكم فلم تقبلوا ولم تصدقوا ولكن اكثركم للحق كارهون لا يقبلونه ومن ربوا امرا فان المضربون معنى اأحكموا كيدا للنبي صلى الله عليه وسلم؟ فلا فلا يظن ذلك فانا سندبر امرا نهلك امه؟ ام يحسبون انا لا نسمع اللهم اللهم اما يتحدثون به سرا في اماكنهم الخالية الا منهم وما يتناجون به فيما بينهم بلى نسمع ذلك ونعلم به. ورسلنا لديهم يكتبون عندهم يكتبون جميع ما يصدر عنهم من قول انه في علم. معنى قل يا محمد اثبت ان لله ولدا فانا اول من يعبد هذا الولد الذي تزعمون ثبوته ولكنه يستحيل ان يكون له ولد. سبحان رب السماوات والارض رب العرش عما يصفون تنزيها له وتقضي مما يقولون من الكذب ان له ولدا يفترون عليه سبحانه ما لا يليق بجنابه يخوضوا ويلعبوا ويخوضوا في اباطهم ويلهوا في دين دنياهم حتى يلاقوا يومهم الذي يوعدونه يوم القيامة وهو الذي في السماء لا هو في الارض الهنا اي هو الذي اي هو الله الذي هو معبود في السماء ومستحق للعبادة في السماء والعبادة في الارض. قال قتادة يعبد في السماء والارض. وهو الحكيم العليم البليغ في الحكمة كثير العلم وتبارك الذي له ملك السماوات والارض وما بينهما البركة كثرة الخيرات والمراد بما بينهما الفضاء والهواء وما فيه من الحيوانات وعنده علم علم الوقت الذي يكون قيامها فيه واليه ترجعون في اعجاز كل احد بما يستحقه من خير وشر. ولا يملك الذين يدعون من دونه شفاعة ولا الاصنام وكل من يدعى من دون الله شفاعة عند الله كما يزعمون انهم يشفعون لهم الا من شهد بالحق اي بالتوحيد وهم يعلمون وهم على علم كبصيرة مما شهدوا به لكن من شهد بالحق وشهد بالوحدانية فان الشافعين يشفعون له ان اذن الله تبارك وتعالى فان سألتهم من خلقهم ليقولن الله اقر واعترفوا بان خالقهم الله ولا يقدرون على الانكار فانى ينفقون عليه فكيف ينقلبون عن عباده الى عبادة غيره وينصرفون عنها مع هذا الاعتراف اي عند الله علم الساعة وعلم قيله اي قول النبيين يا ربي ان هؤلاء الذين ارسلتني اليهم قوم لا يؤمنون اي فان الله يستمع لشكوى الرسول صلى الله عليه وسلم الى الله من من اعراض قومه عن دعوته لهم وعنادهم واصرارهم على الكفر ولا يخفى ذلك على الله تعالى مما يقولون وما يرضونك به من السحر لو كانت واصبرهم على دعوتهم الى ان يأتي امر الله وقل سلام اي امري تسليم منكم ومتركة لكم فسوف يعلمون فيه تهديد وعيد عظيم من الله عز وجل. سورة الدخان انا انزلناه في ليلة مباركة كنا منذرين اي انزلنا القرآن لكي ننذر به للبشر عن الشرك والمعاصي والليلة هي ليلة القدر فيها يقرأ كل ما من حكيم يفرق ويفصل ويبين والامر حكيم محكم هو ذلك ان الله سبحانه يكتب في ليلة القدر ما يكون في السنة من حياة غوت وبسط وقبض وخير وشر وغير ذلك كما قال مجاهد وقتالتها الحسن. عمر من الذي لا ينزل الله القرآن متضمنا وحي الله وشرعه انا كنا مرسلين رحمة من ربك المعنى انا فعلنا ذلك الانذار لاجله انا كنا ارسلنا الرحمة الى البشر وهي رسالة الرسل بل هم في شك من التوحيد والبدء يلعبون في اقرارهم ان الله خالقهم وخالق وسائر المخلوقات وان ذلك منهما لا طريقة اللعب والهزوء. نرتقب يا رسولنا يوم تأتي السماء بدخان مبين وها الدخان المذكور ان قريش لم يستعصت على رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعة عن الاسلام. قال اللهم اعني عليهم بسبعك سبع يوسف اي سبع سنين مذنبة فاصابهم قحط وجهد حتى اكلوا العظاما فجعل الرجل ينظر الى السماء فيرى ما بينه وبينها كياتي الدخان من الجوع السماء بدخان مؤمن اية فاتي النبي صلى الله عليه وسلم فقيل يا رسول الله استسق الله لمضرة فاستسقى لهم فسقوا يغشى الناس يشمله دخان ويحيط بهم هذا عذاب اليم يقولون هذا عذاب اليم ويقول الله لهم ذلك ربنا اكشف عنا العذاب انا مؤمنون يقولون ذلك وقد النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا انكشف الله عنا هذا العذاب اسلمنا والمراد بالعذاب الجوع الذي كان بسببه ما يرونه من الدخان لهم الذكرى اي كيف يتذكرون ويتعظون بما نزل بهم والحال ان قد جاءهم رسول مبين يبين له كل شيء يحتاجون اليه من امر الدين ثم تولوا عنه ويعرض عن ذلك الرسول وقالوا مع اللام مجنون اي قالوا انما يعلمه القرآن بشر وقالوا انه مجنون فكيف يتذكر هؤلاء فانا تذكر بعيد عنهم انا كاشف العذاب قد الناس يرفع عنه زمانكم اعيدون الى ما كنتم عليه من الشرك وقد كان رجعوا الى ما كانوا عليه من الكفر والعناد نبطش المقصة الكبرى. قيل هي يوم بدر لما عادوا الى التكذيب والكفر بعد رفع العذاب عنهم. انتقم الله منهم بوقعة بدر. وقيل المراد عذاب النار. ولقد فتنا قبلهم فهو فرعون ابتليناهم وارسلنا اليهم رسله وامره بما شرعه لهم فكذبوه ما وسع عليهم ارزاقهم بغوا وبغوا وجاءه رسول كريم اي كريم على الله كريم في قومه وموسى عليه السلام. ان ادوا الي عباد الله ارسلوا معي عباد الله والا تعنوا على الله لا تتدبروا وتتكبروا رسله اني اتيكم بسلطان مبينا بحجة واضحة لا سبيل الى انكارها وهي معجزات العصا واليد وسائر الايات التسع. واني عذت برب وربكم ان ترجموا الاستعاذة بالله سبحانه ولم ما توعدوه بالقتل بالحجارة وان لم تؤمنوا لي فاعتزلوني وان لم تصدقوني وتقروا بنبوتي واتركوني ولا يتعرضوا ولا تتعرضوا لي باذى الى ولا تتعرضوا لي بهذا الاله ان يحكم الله بيننا فاسري عبادي اجاب الله سبحانه ابرأ ان يسري بالبني اسرائيل ليلا انكم متبعون اتباعكم برا وجنوده واترك البعض لا يتحرك الا ودند مغرقون اخبر سبحانه موسى بذلك ليشكر قلبه يطمئن جشع نشأ ونعمة وهي المال والخير الواسع كانوا فيها باكيني ناعمين والفاكهة هو المستمتع والفاكه هو المستمتع بانواع اللذة كما يتمتع الرجل بانواع الفاكهة. كذلك اورثناها قوما اخرين سلمناهم اياها واهلكناهم واورثناها بني اسرائيل هلكت عليهم السماء والارض لم يكونوا يعملون على الارض عملا صالحا تبكي عليه بسببه. ولم يصعد لهم الى السماء طيب تبكي عليه به ما بكى عليه ما للسماء والارض من الملائكة والناس ويحتملن المراد ان الكافر اشرا للباطرة لا يرى شيئا في الدنيا قدر نفسه. فهي اعظم شيء في اخبر الله تعالى انهم ذهبوا فلم يتغير شيء وبقيت الدنيا على حالها. وشدة عنادهم لقد نجينا بني اسرائيل من العذاب المهيناك عدوهم مما كانوا فيه من الاستعباد وقتل الابناء واستحياء النساء وتكليفهم للاعمال الشاقة من فرعون من عذاب فرعون انه كان عاليا عاليا في التكبر والتجبر من المسلمين بالكفر بالله وارتكاب معاصيه. ولقد اخترناهم اختاره الله على الناس على علم منهم استحقاقهم لذلك لكثرة الانبياء فيهم ولصبرهم مع موسى وجهادهم في سبيل الله فلما غيروا غير الله عليهم واتيناهم من الايات معجزات موسى ما فيه بلاغ به اختبار ظاهر امتحان واضح للنظر كيف يعملون من اية جاءوا من الغرق وفق البحر لومة تظليل الغمام وانزال المن والسلوى لهم ثم اعطاؤهم التوراة. ان هؤلاء كفار قريش لا يقولون اذ هي لا موتتنا الاولى اي ولا حياة بعد انتهى ولا بعث وما نحن من شرين اي بمبعوثين. فاتوا بها ارجعوهم بعد موتهم الى الدنيا ان كنتم صادقين فيما تقولونه وتخبروننا به من المال اهم خير قوت بينهم خير من قوة والمنعة. قوم تبع الحميري الذي دار في الدنيا بجوشه وغلب اهلها وقهرهم والذين من قبلهم عادوا ونحوهم اهلكناهم انهم كانوا مذنبين فهل فهناكم لمن هو دونهم بسبب كونه مجرما مع ضعفه وقصور قدرته بالاولى ان يوم الفصل ميقاتهم اجمعين انه الوقت المدعو لتمييز المحسن من المسيء والمحق من الباطل محدد في علم الله تعالى لهم يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا لا ينفع بذلك اليوم قريب قريب ولا يدفع عنه شيء ولا هم ينصرون ولا هم يمنعون من لا بالله الا من رحم الله لكن من رحمه الله فانه ينتصر وينجو. انه هو العزيز الرحيم لا ينصر احدا من اراد عذابه الرحيم لعباده المؤمنين. ان شجرة الزقوم هي الشجرة التي خلق الله في جهنم وسماها شجرة ملعونة من النار التجأوا اليها فاكلوا منها طعام لثيم كثير الاثم. كالمهل وهو درب وهو دردي الزيت وعكروا القطران وقيل والنحاس المذهب كغد الحميم والماء الشديد الحرار. خذوه فاعتلوها يقال الملائكة الذين هم خزنة النار خذوها الى فاعتلوا غي فجروها يحملوه الى سواء الجحيم اي الى وسط النار. ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم وهو الماء شديد الحرام لقينك انت العزيز الكريم وقولوا له تكمل وتقنيعا وتوبيخا ذقن العذاب ايها المتعز المتكرم في زعمك وفيما كنت تقوله اخرج فقال ان الله امرني ان اقول لك اولى لك فاولى ثم اولى لك فاولى قال فنزع يده من يده وقال ما تستطيع لي انت ولا صاحبك من شيء لقد علمت لقد علمت امنع اهل البقاء وانا العزيز الكريم فقتله الله يوم بدر واذله وعيره بكلمته. وانزل ذقنك انت العزيز وزوجناهم بحور عين اكرمناهم بان قرناء قرناهم بنساء الحور ان احللنا لاحللتن الهن لهم بكل لكل منهم ما شاء منهن والحور جمع حوراء وهي البيضاء. وقيل هو من وللعين حور العين وهو شدة بياض العين في شدة سوادها والعين الواسعة الاعين والواحدة عينا. والعين الواسعات الاعين والواحدة عينا. يدعون فيها بكل فاكهة من التقم والاسقام والالام وامنين من الموت والاصعب والشيطان من انقطاع ما هم فيه من النعيم. لا يذوقون فيها الموت الا الموتة الاولى الى يموتون فيها ابدا لكن الموتة التي ذاقوها في الدنيا قد ذاقوها والتعب رؤية هؤلاء المؤمنون هم الذين هم الذين لا يذوقون الموت الا الموتة الاولى بخلاف الكفار الذين قالوا ان والسنة الاولى ونحن مبشرين فانهم يبقون من العذاب ما هو اشد من الموت ووقاهم عذاب الجحيم اذ صرف عنهم وحماهم منه. فانما يسرناه لسانك لعلهم يتذكرون انما انزلنا القرآن في لغتك التي هي لغتهم وجعلناه ميسرا للفهم كي يفهمه قومك فيتذكروا ويعتمروا ويعملوا بما فيه. فارتقب انهم مرتقبون اي فانتظر ما وعدناك من النصر عليهم واهلاكهم على يدك ان استمروا على الكفر بدعوة الله والمشاقة لله ورسوله ينتظرون ما ينزل بك من موت او غيره احسنت بارك الله فيك واثابك الله. نكتفي بهذا القدر ان شاء الله نكمل في الغد سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك