المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله تسعة عشر من تفسير سورة الاخلاص ستة وتسعون ومئتان. ذكر نصوصا كثيرة من القرآن في الامر بالرجوع الى القرآن في كل ثم قال فهذه النصوص وغيرها تبين ان الله ارسل الرسل وانزل الكتب لبيان الحق من الباطل وبيان ما اختلف فيه الناس وان الواجب على الناس اتباع ما انزل اليهم من ربهم ورد ما يتنازعون فيه الى الكتاب والسنة وان من لم يتبع ذلك كان منافقا ان من اتبع الهدى الذي جاءت به الرسل فلا يضل ولا يشقى. ومن اعرض عن ذلك حشر ضالا شقيا معذبا. وان الذين فارقوا دينهم قد برئ الله ورسوله منهم سبعة وتسعون ومئتان. ولا يجوز ان يكون في القرآن ما يخالف صريح العقل او الحس الا وفي القرآن بيان معناه فان القرآن جعله الله شتاء لما في الصدور. وبيانا للناس. فلا يجوز ان يكون بخلاف ذلك. لكن قد تخفى اثار في بعض الامكنة والازمنة حتى لا يعرفون ما جاء به الرسول. اما الا يعرفوا اللفظ واما ان يعرفوا اللفظ ولا يعرفوا معناه. فحين ان يصيرون في جاهلية بسبب عدم نور النبوة. ومن ها هنا يقع الشرك وتفريق الدين شيعا كالفتن التي تحدث بالسيف. فالفتن القولية الفعلية من الجاهلية بسبب خفاء النور عنهم. فاذا انقطع عن الناس نور النبوة وقعوا في ظلمة البدع. وحدثت البدع والفجور ووقع الشر بينهم ثمانية وتسعون ومئتان. يحتاج المسلمون الى شيئين. معرفة ما اراد الله ورسوله بالفاظ الكتاب والسنة بان يعرفوا لغة القرآن التي بها نزل وما قاله الصحابة والتابعون لهم باحسان وسائر ائمة المسلمين في معاني تلك الالفاظ اصل العلم والايمان والسعادة والنجاة. ثم معرفة ما قاله الناس في هذا الباب لينظر المعاني الموافقة للرسول فتقبل. والمخالفة فتردد فيجعل كلام الله ورسوله ومعانيهما هي الاصل وما سواها يرد اليها تسعة وتسعون ومئتان. التأويله هو بيان العاقبة ووجود العاقبة فقد تبين ان تأويل الخبر هو وجود المخبر به وتأويل الامر هو فعل المأمور به. فالاية التي مضى تأويله قبل نزولها من باب الخبر يقع فيذكره الله كما ذكر ما ذكره من قول المشركين للرسول وتكذيبهم له. وهي وان مضى تأويلها فهي عبرة ومعناها ثابت في نظيرها. واذا تبين ذلك فالمتشابه من الامر لابد من معرفة تأويله. لانه لابد من فعل المأمور وترك المحظور وذلك لا يمكن الا بعد العلم لكن ليس في القرآن ما يقتضي ان في الامر متشابها فان قوله واخر متشابهات قد يراد وبه من الخبر مثلما اخبر به في الجنة من اللحم واللبن والحرير ونحو ذلك كأن بين هذا وبين ما في الدنيا تشابها في اللفظ والمعنى مع ذلك فحقيقة هذا مخالفة لحقيقة هذا وتلك الحقيقة لا نعلمها نحن في الدنيا ثلاثمائة ومن اعظم الاختلاف الاختلاف في المسائل العلمية الخبرية المتعلقة بالايمان بالله واليوم الاخر. فلابد ان يكون الكتاب حاكما بين الناس فيما اختلفوا فيه من ذلك. ويمتنع ان تكون حاكما ان لم يكن معرفة معناها ممكنا. وقد نصر الله عليه دليلا. والا فالحاكم الذي لا يتبين ما في نفسه لا يحكم بشيء واحد وثلاثمائة. اهل البدع الذين ذمهم الله نوعان احدهما عالم بالحق يتعمد خلافه. والثاني جاهل متبع لغيره. فالاولون يبتدعون ما يخالف كتاب الله ويقولون هو من عند الله. اما احاديث مفتريات واما تفسير وتأويل للنصوص باطل ذلك بما يدعون من الرأي والعقل. وقصدهم بذلك الرئاسة والمأكل. وهؤلاء اذا عرضوا بنصوص الكتب الالهية وقيل لهم هذه تخالفكم حرفوا الكلمة عن مواضعه بالتأويلات الفاسدة. واما النوع الثاني فهم الاميون الجهال الذين لا يعلمون الكتاب الا اماني وان هم الا يظنون اثنان وثلاثمئة فهو تعالى احد لم يكن من جنس شيء من المخلوقات وانه صمد كامل الصفات مقصود في كل الحاجات وليس هو من مادة بل هو صمد لم يلد ولم يولد. واذا نفي عنه ان يكون مولودا من مادة الوالد. فلان ينفى عنه ان يكون مولودا من سائر المواد اولى واحرى. فان المولود من نظير مادته اكمل من مادة ما خلق من مادة اخرى. كما خلق ادم من الطين فالمادة التي خلق منها اولاده افضل من المادة التي خلق منها هو ولهذا كان خلقه اعجب. فاذا نزه الرب عن المادة العليا فهو عن المادة السفلى اعظم تنزيها. كما انه اذا كان منزها عن ان يكون احد كفوا له فلا ان يكون منزها عن ان يكون احد افضل منه من باب اولى واحرى. وهذا مما يبين ان هذه السورة اشتملت على جميع انواع التنزيه والتحميد على النفي والاثبات ولهذا كانت تعدل ثلث القرآن. فالصمدية تثبت الكمال المنافي للنقص. والاحدية تثبت الانفراد بذلك. ثلاثة ثلاثمئة يعتبر متابعة الرسول في قصده في اموره العادية اذا علمنا انه فعلها لقصد القربة صارت مستحبة والا ثلاث