وعملي هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بانهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين اطلب ايها الرسول المغفرة لهم او لا تطلبها لهم فان طلبتها سبعين مرة فانها على كثرتها لن توصل الى مغفرة الله لهم لانهم كافرون بالله ورسوله والله لا يوفق للحق الخارجين عن شرعه عن عمد وقصد وهنا ايها الاخوة في ختم الاية الكريمة بقوله تعالى والله لا يهدي القوم الفاسقين تبيين مؤكد لما قبله من الحكم فان مغفرة الكافر بالاقلاع عن الكفر والاقبال الى الحق اما اذا مات على كفره فانه لا ينفعه الاستغفار ولا صلاة الجنازة ولا غير ذلك وهذه ايات عظيمة من كتاب الله تعالى وفيها توجيه للنبي صلى الله عليه وسلم وتوجيه لامته فقوله تعالى استغفر لهم او لا تستغفر لهم. اي سواء طلبت يا محمد لهؤلاء المنافقين المغفرة او لم تطلبها فان الله لن يغفر لهم ولذلك ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في حديث ابن عباس عن عمر ابن الخطاب قال لما مات عبد الله ابن ابي ابن سلول دعي له رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وثبت اليه هكذا يقول عمر بن الخطاب وتأمل وثبت اليه فقلت يا رسول الله اتصلي على ابن ابي وقد قال يوم كذا وكذا كذا وكذا اعدد عليه قوله فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اخر عني يا عمر فلما اكثرت عليه قال اني خيرت فاخترت لو اعلم اني ان زدت على السبعين يغفر له لزدت عليها قال فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم انصرف فلم يمكث الا يسيرا حتى نزلت الايتان من براءة ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبرك انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون قال اي عمر ابن الخطاب فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ والله ورسوله اعلم اذا ربنا يقول لنبيه استغفر لهم او لا تستغفر لهم ثم جاء التعليل ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم اي ان تسأل الله المغفرة لذنوب هؤلاء المنافقين سبعين مرة فلن يسترها الله عليهم ولن يتجاوز عن مؤاخذتهم بها وهذا نحو قوله تعالى في سورة المنافقون سواء عليهم استغفرت لهم ام لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم ان الله لا يهدي القوم الفاسقين ثم قال تعالى ذلك بانهم كفروا بالله ورسوله اي عدم مغفرة الله ذنوب المنافقين بسبب كفرهم بالله سبحانه وتعالى وبرسوله عليه الصلاة والسلام والله لا يهدي القوم الفاسقين. اي والله لا يوفق للايمان به وبرسوله القوم الخارجين المؤثرين الكفر به المصريين على فسقهم ثم قال الله تعالى فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحرب قلنا نار جهنم اشد حرا لو كانوا لو كانوا يفقهون فرح المتخلفون من المنافقين عن غزوة تبوك بقعودهم عن الجهاد في سبيل الله مخالفين رسول الله صلى الله عليه وسلم وكرهوا ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله كما يجاهد المؤمن وقالوا مثبطين لاخوانهم من المنافقين لا تسيروا في الحر وكانت غزوة تبوك في زمن الحق قل لهم ايها الرسول نار جهنم التي تنتظر المنافقين اشد حرا من هذا الحر الذي فروا منه لو كانوا يعلمون اذا فرح المخلفون. المخلفون اي الذين تخلفوا عن غزوة تبوك واصل الخلف يدل على مجيء شيء بعد شيء وقيامه مقامه فرح المخلفون بمقعدهم خلافا اي بعد وايضا كشف المعنى مخالفين فهم بقوا في المدينة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وكان حولهم مخالفين لرسول الله صلى الله عليه وسلم والسعيد في هذه الدنيا هو الذي يكون على هدي النبي صلى الله عليه وسلم اذا يخبر الله تعالى ان المنافقين الذين تركهم الله وهذا من الخذلان ولن يوفقهم للجهاد فرحوا بقعودهم بعد خروج النبي صلى الله عليه وسلم الى تبوك مخالفين امره بالنهوض بالجهاد وكرهوا ان يجاهدوا الكفار باموالهم وانفسهم لنصرة دين الله واعلاء كلمته وقال بعضهم لبعض لا تخرجوا مع المسلمين الى تابوت لغزو الروم في شدة الحر فامر الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يقول لهم ان نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفهمون عن الله ويعقلون كلامه اذا يتأمل الانسان طبعا الاية التي بعدها فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون. معناه فليضحك المنافقون قليلا في هذه الدنيا الزائلة وليبكوا في الاثرة الابدية كثيرا في نار جهنم جزاء من الله بسبب ما كانوا يعملونه في الدنيا من الكفر والنفاق والمعاصي. طبعا الاخوة في المختصر قادم فليضحك هؤلاء المنافقون المتخلفون عن الجهات قليلا في حياتهم الدنيا الفانية وليبكوا كثيرا في حياتهم الاخرة الباقية جزاء على ما كانوا اكتسبوه من الكفر والمعاصي والاثام في الدنيا وهنا الامر في فليضحكوا يعني هو للتهديد بان حالهم انهم مخالفون اذا لما ذكر الله تعالى ما ظهر من النفاق والحزن من الذين خرجوا معه الى غزوة تبوك من المنافقين ذكر حال المنافقين الذين لم يخرجوا معه وتخلفوا عن الجهاد واعتذروا باعذار وعلل باطلة كاذبة فلما اعتذروا اذن لهم النبي صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم معروف برحمته ورأفته بالجميع فكشف الله للرسول صلى الله عليه وسلم عن احوالهم واعلمه بسوء فعالهم فقال تعالى فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله. اي فرح المنافقون الذين تركوا امر الله تعالى وامر نبيه. فتركهم الله تعالى ولم يوفقهم للجهاد بقعودهم بعد خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم الى تبوك مخالفة منهم لامره بالنهوض بالجهاد. لان الانسان يسارع في استجابة امر النبي صلى الله عليه وسلم فهو لا يأمر الا بامر من عند الله وكرهوا ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله. اي وكره هؤلاء المنافقون ان يجاهدوا الكفار ببذل اموالهم وغزوهم بانفسهم لنصرة دين الله سبحانه وتعالى واعلاء كلمته تعالى وقالوا لا تنفروا في الحر اي وقال المنافقون قال بعضهم لبعض لا تخرجوا مع المسلمين الى تبوك لغزو الروم في وقت شدة الحر قلنا نار جهنم اشد حرا. انتبه لتقرير العقيدة وتلقين العقيدة. فربنا يلقن نبيه صلى الله عليه وسلم كيف يرد على شبه الكفار والمنافقين وهذا في كل زمان ومكان ينبغي ينبغي ان يقوم الناس بجهاد القلم والكلمة والحجة والبيان والرد على الشبهات المفسدين قل نار جهنم اشد حرا. اي قل يا محمد للمنافقين الذين يتعللون عن الجهاد بسبب شدة الحر قل لهم نار جهنم التي يدخلها في الاخرة من خالف امر الله وعصى رسول الله اشد حرارة من حر الدنيا الذي لا تريدون النفر فيه فهذا تهديد شديد وبيان عظيم. قال قلنا نار جهنم اشد حرا لو كانوا يفقهون. نحن بامس الحاجة الى الفقه لان الانسان بالفقه يتعرف على مراد الله ليؤدي حق الله سبحانه وتعالى اي لو كان هؤلاء المنافقون يفهمون عن الله ويعقلون كلامه لنفروا مع الرسول صلى الله عليه وسلم في سبيل الله في الحق لماذا؟ ليتقوا به حر جهنم الذي هو اضعاف اضعاف هذا الحر ولما فروا من المشقة الخفيفة المنقضية الى المشقة الشديدة الدائمة وفي سورة النساء ربنا قال ان الذين كفروا باياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب وفي المتفق عليه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ناركم هذه التي يوقن ابن ادم جزء من سبعين جزءا من ارض جهنم قالوا والله ان كانت لكافية يا رسول الله. قال فانها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا. كلها مثل حرها اذا العذاب الذي عند الله تعالى عقاب شديد نعم فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا جزاء بما كانوا يكسبون. فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا. اي فليضحك المنافقون قليلا في هذه الدنيا الزاهرة وليبكوا في الاخرة الابدية كثيرا في نار جهنم جزاء بما كانوا يكسبون اي فسيبكي المنافقون كثيرا في الاخرة جزاء من الله لهم بسبب ما كانوا يعملونه في الدنيا من الكفر والنفاق والمعاصي اذا ربنا جل جلاله يهدد هؤلاء غاية التهديد طبعا هنا فليضحكوا بقليل ليس معناه ان الانسان لا يظحك ابدا ليس معناه وقد حصل لي ذات يوم يعني كان شخص من المصلين معنا ثم حتى صار لا يستطيع ان يصلي قائما فصار يصلي جالسا ثم ضعف حتى صار لا يستطيع ان يأكل فاهله طلبوا مني اللقاء وجلبوه وانا فرحت يعني حتى انا بوقته عرضت له المعالجة والمساعدة لاجل ان يذهب به كنا في العراق وكان في الامكان ان يرسل الى سوريا كان الناس يتعالجون فيها فسألته لماذا؟ قال انا قرأت هذه فصرت لا اضحك وقرأت عن الاكل والشرب فصرت لا اكل ولا اشرب فاصبح هكذا يعني ثم بينت له المراد ثم صار يأكل فبرئ بحمد الله والان بحمد الله هو يسد مسدي فيدرس صحيح البخاري ويعلم الناس الدين بحمد الله تعالى. فاذا فهم القرآن هو امر في غاية الاهمية ثم قال تعالى فان رجعك الله الى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج فقل لن تخرجوا معي ابدا ولن تقاتلوا معي عدوا. انكم رضيتم بالقعود اول مرة فاقعدوا مع الخالفين فان اعادك الله ايها النبي الى فريق من هؤلاء المنافقين ثابت على نفاقه فطلبوا منك الاذنة بالخروج معك في غزوة اخرى فقل لهم لن تخرجوا ايها المنافقون معي في الجهاد في سبيل الله ابدا عقوبة لكم وحذرا من المفاسد المترتبة على وجودكم معي فقد رضيتم بالقعود والتخلف في غزوة تبوك فاقعدوا وابقوا مع المتخلفين من المرضى والنساء وهنا في هذه الاية الكريمة فان رجعك الله. يعني معناه ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم مستقبله الا ما اخبره الله تعالى به اذا يقول الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ان ردك الله تعالى من غزوة تبوك الى جماعة من هؤلاء الذين تخلفوا عنك في المدينة. بلا عذر فاستأذنوك للخروج معك للجهاد في غزوة لاحقة فقل لهم لن تخرجوا معي ابدا ولن تقاتلوا معي عدوا وذلك لانكم رضيتم بالتخلف عن الجهاد حين دعيتم اول مرة للخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم الى تبوك اقعدوا مع المتخلفين عن الجهاد ثم ينهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يصلي على احد منهم كما في الايات التي سنقرأها بحمد الله اعلى فقال تعالى ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون ولا تصلي ايها الرسول على اي ميت من موتى المنافقين ابدا. ولا تقف على قبره بالدعاء له بالمغفرة ذلك لانهم كفروا بالله وكفروا برسوله وماتوا وهم خارجون عن طاعة الله ومن كان كذلك لا يصلى عليه ولا يدعى له اذا انهى الله نبيه صلى الله عليه وسلم ان يصلي على احد من هؤلاء المنافقين اذا مات ونهاه ان يقف على قبرك داعيا له لانهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون اي ماتوا على اعظم الفسق وهو الكفر بالله تعالى ونهاه ان يستحسن اموالهم واولادهم فيغتر بها فالله تعالى انما يريد ان يعذبهم بها في الدنيا وان تخرج ارواحهم وهم بالمبرونة على كفرهم. اذا فان رجعك الله الى طائفة منهم فاستأذنوك للخروج اي فان ارجعك الله وردك يا محمد اللهم صلي على من غزوة تبوك الى جماعة هؤلاء المنافقين الذين تخلفوا عنك في المدينة بغير عذر بغير عذر وفرحوا بذلك فاستأذنوك للخروج معك للجهاد في غزوة اخرى فقل لن تخرجوا معي ابدا ولن تقاتلوا معي عدوا. اي فقل يا محمد عقوبة لهم حتى نعلم ان من علامة السيئة السيئة بعدها وان هذه السيئات جراحات وان الذنوب سبب للخذلان لن تصحبوني ابدا في اي سفر للجهاد ولا لغيره كالنسك ولن تقاتلوا معي عدوا من الاعداء ابدا انكم رضيتم بالقعود اول مرة. اي وذلك لانكم رضيتم ايها المنافقون بالتخلف عن الجهاد. حين دعيتم اول مرة خروجي مع النبي صلى الله عليه وسلم الى غزوة تبوك وتأمل العقوبة كما في سورة الانعام ونقلب افئدتهم وابصارهم كما لم يؤمنوا به اول مرة ونذرهم في طغيانهم يعمهم قال تعالى فاقعدوا مع الخالفين اي فاقعد فاقعدوا ايها المنافقون مع المتخلفين عن الجهاد من الاشرار الفاسدين الذين تخلفوا بغير عذر. ومع المعذورين من المرضى والضعفاء والنساء والصبيان ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره انهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون فربنا جل جلاله امر رسوله صلى الله عليه وسلم بان يسعى في تخليد المنافقين. واهانتهم واذلالهم الذي سبق ذكره في الاية الاولى ومنعه من الخروج معه الى الغزوات سبب قوي من اسباب اذلالهم واهانتهم وهذا الذي ذكره في هذه الاية هو منع الرسول من ان يصلي على من مات منهم. سبب اخر قضيتي اذلالهم وتخبيدهم اذا هن قتلوا في حياتهم وبعد وفاتهم ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ومر معنا قبل قليل يعني صورة منصور رحمة النبي صلى الله عليه وسلم حينما صلى وتكلم معه عمر وعمر عجب من نفسه على جرأته ولا تصلي على احد منهم مات ابدا. اي ولا تصلي يا محمد على احد من هؤلاء المنافقين اذا مات ابدا وهذا ظرف لما يستقبل من الزمان ولا تقم على قبرها اي ولا تقم يا محمد على قبر احد من هؤلاء المنافقين لتولي دفن يعني لتولي دفنه والاستغفار والدعاء له نعم ولذلك هؤلاء لا يدعى لهم هؤلاء الذين يموتون على الكفر والنفاق لا يصلى عليهم ولا يدعى لهم نعم انهم كفروا بالله ورسوله اي لا تصلي على المنافقين اذا ماتوا ولا تقم على قبورهم لانهم كفروا بالله سبحانه وكفروا برسول الله صلى الله عليه وسلم وماتوا وهم فاسقون ايوا ماتوا وهم خارجون عن الايمان وطاعة الله سبحانه وتعالى ثم قال تعالى ولا تعجبك ابوالهم ولا اولادهم ولا تعجبك اموالهم واولادهم انما يريد الله ان يعذبهم بها في الدنيا وتزهق انفسهم وهم كافرون ولا تعجبك ايها الرسول اموال هؤلاء المنافقين ولا اولادهم انما يريد الله ان يعذبهم بها في الحياة الدنيا وذلك بما يعانونه من المشاق في سبيلها. وما يصابون به من مصائب فيها وان تخرج ارواحهم من اجسادهم وهم على كفرهم لما ذكر الله تعالى ما يدل على شقاوة المنافقين في الحياة الاخرة كان ذلك قد يثير في نفوس الناس ان المنافقين حصلوا سعادة الحياة الدنيا بكثرة الاموال والاولاد وخسروا الاخرة وربما كان في ذلك حيرة لبعض المسلمين ان يقولوا كيف من الله عليهم بالاموال والاولاد وهم اعداءه وبغضاء نبيه وربما كان في ذلك ايضا مسلاة لهم بين المسلمين فاعلم الله المسلمين ان تلك الاموال والاولاد وان كانت في صورة النعمة تاهي لهم نقمة وعذاب وان الله عذبهم بها في الدنيا في جمعها وفي الحرص عليها ثم لدينا قاعدة دوام كل نعمة لا تقرب الى الله فهي بلية فربنا يقول ولا تعجبك اموالهم ولا واولادهم اي ولا تستحسن يا محمد اموال المنافقين واولادهم مما انعمنا عليهم استدراجا طبعا هذا الخطاب هو للنبي صلى الله عليه وسلم ويدخل في ذلك امته نعم من اجل ان يعني لا ينظر الى زخارف الدنيا انما يريد الله ان يعذبهم بها في الدنيا اي انما يريد الله ان يعذب المنافقين باموالهم واولادهم في حياتهم الدنيا بالهموم والغموم وباخذ الزكاة منهم عن غير طيب نفس. المؤمن حينما يدفع الزكاة ينشرح صدره ويدفعها بطيب نفس والمنافق بانك تقتطع منه قطعا وبما الزموا بالانفاق فيه وبما يعتري اموالهم واولادهم من مصائب وتعب في جمع الاموال ووجل في حفظها وخوفا من زوالها وتفكير في عقوق الاولاد الذين يعني لا يستحقون هذا فيتفكر ذلك الذي لا يحتسب ان هذا المال سيذهب في يد من لا يستحقه ولذا ربنا قال ولا تمدن عينيك الى ما متعنا به ازواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وابقى نعم وربنا قال ايحسبون ان ما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون يعني لا يشعر الكافر انه في استدراج قال وتزهق انفسهم وهم كافرون اي ويريد الله ان تخرج ارواح المنافقين من اجسادهم وهم مقيمون على كفرهم ثم قال تعالى واذا انزلت سورة ان امنوا بالله وجاهدوا مع رسوله استأذنك اولوا الطول منهم وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين نعم واذا انزل الله سورة على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم متضمنا للامر بالايمان بالله والجهاد في سبيله طلب الاذن في التخلف عنك اصحاب الغنى واليسار منهم وقالوا اتركنا نتخلف مع اصحاب الاعذار كالضعفاء والزنة طبعا هكذا تجد يعني الذي يفتتن في الدنيا يتمسك بها خائفا عليها ولذلك تجده يعمل وهو مهموم وينفق وهو مهموم والذي يريح الانسان الذي يريح الانسان هو النية الصالحة فيستخدم الانسان النعم في طاعة الله سبحانه وتعالى. نعم وهنا لما بين الله تعالى في الايات المتقدمة ان المنافقين احتالوا في رخصة التخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والقعود عن الغزو زاد في هذه الاية مسألة اخرى. وهي انه متى نزلت اية مشتملة على الامر بالايمان وعلى الامر بالجهاد مع الرسول استأذن اولو الثروة واصحاب اليسار استأذنوا في التخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقالوا لم نكن مع القاعدين. اي مع الضعفاء من الناس والساكنين في البلد واذا انزلت سورة اي واذا انزلت عليك يا محمد اللهم صلي تورة من القرآن فيها امر الناس بالايمان بالله وجهاد الكفار مع رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذنك في التخلف عن الجهاد اصحاب الغنى والاموال من المنافقين وقالوا ذرنا نكن مع القاعدين اي وقال لك المنافقون يا محمد اتركنا نكن مع القاعدين في بيوتهم من الضعفاء والمرضى والعاجزين عن الجهاد في سبيل الله تعالى. اذا هذا هو ديدنهم في ذاك الزمان وفي كل زمان انهم قد فتنوا بما اوتوا وهكذا الانسان يستخدم نعم الله تعالى للتقرب بها الى الله تعالى من فوائد الايات الكافر لا ينفعه الاستغفار ولا العمل ما دام كافر الايات تدل على قصر نظر الانسان. فهو ينظر غالبا الى الحال والواقع الذي هو فيه ولا ينظر الى المستقبل وما يتمخض عنه من احداث التهاون بالطاعة اذا حضر وقتها سبب لعقوبة الله وتثبيطه للعبد عن فعلها وفضلها في الايات دليل على مشروعية الصلاة على المؤمنين وزيارة قبورهم والدعاء لهم بعد موتهم. كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك في المؤمنين هذه الفوائد التي ذكرها الاخوة في المختصر وبالامكان ان يزاد. اذا الكافر لا ينفعه الاستغفار ولا العامل ما دام كافرا وهذه يعني يأتي لها التأكيد ولا بتجد المفتونين كثيرا ما يمدحون من مات على الكفر يمدحون من مات على الكفر مثل اينشتاين او نحو ذلك فهذا من الفتنة ثانيا العدد لا مفهوم له فقوله سبعين مرة غير مراد غير مراد به المقدار من العدد بل هنا من اسماء العدد التي يراد بها الكثرة الاستغفار للمؤمنين نافعهم ولاحقا بهم اما عدم انتفاع المنافقين فهو كفرهم. ربنا قال ذلك بانهم كفروا بالله ورسوله رابعا من اكثر الذنوب واحاطت به خطيئته ورسخ في الفسق فلا يوفق للتوبة خامسا ينبغي لمن لا يصبر على حظ الشمس في الدنيا ان يجتنب من الاعمال ما يستوجب به صاحبه دخول النار اذ لا طاقة لاحد على تحملها. اذا كل شيء يلسع الانسان في هذه الدنيا يستذكر به امر الاخرة. انا يوم امس كنت اسير بالقرب من البيت واحمل معي الكتاب قلت لعلي اجد احد اعطيه هدية فرأيت رجل جالس سلمت عليه لاعطيه الكتاب ومددت يدي فلم يرد السلام ورفض الكتاب فوقفت يعني قليلا مبحوثا ثم رجعت قد يلتوا قليلا لكن ماذا تذكرت؟ تذكرت الخجل بالاخرة فالانسان ينتفع في كل شيء مؤلم في هذه الدنيا يستذكر امر الاخرة ثالثا طرح المتخلفين عن الواجب الشرعي دليل على نفاقهم. لانهم لو كانوا مؤمنين لكان التخلف نكدا عليهم وايضا لكان يعني نغص كما وقع للثلاثة الذين خلفوا فتاب الله عليهم تابعا على المرء ان يحذر مخالفة امر الله وامر رسوله صلى الله عليه وسلم وتأمل اختيار لفظة خلافة دون خلف مع ان خلاف لغة في خلف وفي ذلك اشارة الى ان قعودهم كان مخالفة لارادة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استنفر الناس كلهم للغزو ثامنا على المؤمن ان يصبر ويدفع بصبره وتحمله حر جهنم اما المنافق فهو يفر من حر الدنيا وبردها حتى يقع في حر جهنم وزمهريرها تاسعا من تصون من مشقة ساعة فوقع بذلك التصور في مشقة الابد كان من يعني كان اجهل من كل جاهل تاسعا لا اخزي اعظم من ان يكون انسان قد رفظه الشرع ورده عاشرا المنافق والمتثاقل المتخلف عن المأمور به عند انتهاز الفرصة يعني شخص يتثاقل ويتخلف عن ما امر به. عند انتهاء هذه الفرصة لان الانسان لما يفتح له باب خير يجب عليه ان يغتنمه. مثل الان نحن الان اليوم بالعشر الاواخر من رمضان فينبغي ان نغتنم النهار وان نغتنم الليل وان لا نفرط في ساعة وان نسعى لاجل ان ننال السلام الذي ذكره الله تعالى في سورة القدر اذا المتثاقل المتخلف عن المأمور به عند انتهاك الفرصة لا يوفق له بعد ذلك. ويحال بينه وبينه كما قال تعالى انكم رضيتم بالقعود اول مرة فاقعدوا مع الخالفين. فينبغي على الانسان حينما يفتح له باب الخير ان يغتنمه هذه عشر ان من جزاء السيئة السيئة بعدها لن تخرجوا معي ابدا ولن تقاتلوا معي عدوا تاني عشر في قوله ولا تصلي على احد منهم مات ابدا ولا تقم على قبره دليل على انتفاع المقبور بوقوف من يقف عنده من الداعين انا خرجت من العراق وليس معي سوى مصحف اهداه لي صديق وسبحان الله لما دخلت حدود هذه البلاد ناظرت خلفي ما حزنت على شيء فاتني من حطام الدنيا الا الوقوف عند قبر امي وابي داعية ولكن اسأل الله تعالى ان يتقبل دعائي