باب الورع وترك شبهات. قال الله تعالى وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم وقال تعالى ان ربك لبالمرصاد. وعن النعمان ابن بشير رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الحلال بين وان الحرام بين. وبينهما مشتبهات لا كثير من الناس. فمن اتقى الشبهات استبراد لدينه وعرضه. ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالرعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه. الاوان لكل ملك حماه. الا وان حمى الله محارمه. الاوان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله. واذا فسدت فسد الجسد كله. الا الا وهي القلب متفق عليه. او على انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم وجد تمرة في الطريق فقال لولا اني اخاف ان تكون من الصدقة لاكلتها. متفق عليه. وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت يطلع عليه الناس. رواه مسلم. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهن اما بعد هذه الاحاديث ثلاثة والايتين الايتان الكريمتان فيما يتعلق بالوراء والبعد من الشبهات المؤمن ينبغي له ان يحتاط لدينه وان يبتعد عن الشبهات لئلا يقع في الحرام يقول جل وعلا في قصته عائشة وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم الخوف في اعراض الناس قد يظنه بعض الناس هين فيغتاب الناس ويبهتهم ويقذفهم وهو عند الله العظيم نسأل الله العافية ويقول عز وجل ان ربك بالمرصاد لا يخفى عليه خاشع وجميع اعمال الناس واقوالهم كلها لا تخفى عليه جل وعلا فالواجب عليك يا عبد الله ان تحذر ان تهجر ربك وان تحذر نغبته وبطشه كما قال تعالى ويحذركم الله نفسه قال تعالى واعلموا ان الله يعلم ما في انفسهم فاحذروه وقال في حديث النعمان ابن بشير يقول صلى الله عليه وسلم ان الحلال بين والحرام بين وبينما مشتبهات يعني امور قولية وفعلية تشتبه على الانسان قد يخفى عليه دليلها وحكمها فمن اتقى الشبهات الصبر على الدين ان اخذ بالبراءة لدينه وعرضه ثم وقع في الشبهات وقع في الحرام جره ذلك الى الوقوع في الحرام في الراعي يرى حول الحمى يجب ان يقع فيه يتساهل شيء فشيء هذه سهلة هذه سهلة هذه سهلة ثم يقع في الحرام كرع اليه يرعى ابله وغنمه او بقرة حول مزارع الناس يوشك ان يغفل او ينعس او يشغل ترتع فيه شرع الناس واموال الناس لكن اذا ابعد عن الحمى صار اقرب الى السلام لو غفل او نعس او شغل ما امكنها ترتع الا وقد انتبه لها الا وان اليهود لملك حمى الملوك قد يحمون اودية لخيلهم او لابلهم الا وان حفظ الله محارمه رحم الله المحارم المعاصي التي حرمها على عباده يجب الحذر منها هذا هو الحمى ان تحذر محارم الله من سائر المعاصي زنا السرقة الظلم الغش الخيانة الربا الغيبة النميمة العقوق القطيعة الى غير هذا ثم يبين صلى الله عليه وسلم انه البضعة قطعة من اللحم صغيرة اذا صلحت صلح الجهاد كله واذا فسدت فساد الجهد كله الا وهي القلب. هذه القطعة هي القلب. ان امره الله بالتقوى والخشية لله استقام الانسان وان عمر بالغش والخيانة والشرك حب الدنيا والرغبة فيها فسد الجسد فينبغي للعبد ان يجتهد في اسباب صلاح قلبه من خوف الله وخشية الله واكل الحلال خطة الاخيار وعبوة عن خطة الاشرار الى غير هذا من اسباب صلاح القلب وقد مر صلى الله عليه وسلم على تمرة في الطريق فقال لولا ان تكون صدقة لاكلتها هذا فيه صلى الله عليه وسلم خاف ان تكون من الزكاة المحرمة عليه هذا فيه ورع فاذا كان الانسان عنده مال يخشى انه من حرام يبتعد عنه يعطيه الفقراء والمساكين لولا ان تكون صدقة لاكلتها ويقول صلى الله عليه وسلم البر حسن الخلق والاثم ما حاكم في نفسك وكره عليه الناس. اعتبره من الاثم حتى تدعه كل شي تخافي الطلعة هنا تقول وش هذا؟ فعل فلان كذا فلان ادعمه حتى تعرف انه مباح ومن هذا الحديث الحسن ابن علي رضي الله يقول دع ما يريبك الى من لا يريبك ايداع الشك الذي تشك به الى الشيء الذي لا شك فيه والحاصل من هذا ان المؤمن يتحرى على الخير ويتحرى المباح يتحرى الطيب بقوله وعمله وسيرته ويتباعد عن المشتبهات او محل الذئب يرجو ما عند الله يرجو ثواب الله وفضله واحسانه سبحانه وفق الله الجميع