وعن عائشة رضي الله عنها قالت كان لابي بكر الصديق رضي الله عنه غلام يخرج له الخراج. وكان ابو بكر كلوا من خراده فجاء يوما بشيء فاكل منه ابو بكر فقال له الغلام تدري ما هذا؟ فقال ابو بكر ما هو؟ قال كنت تكهنت لانسان في الجاهلية. وما احسن الكهانة الا اني خدعته فلقيني بذلك هذا الذي اكلت منه فادخل ابو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه. رواه البخاري وعن نافع ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان فرض للمهاجرين الاولين اربعة الاف. وفرض لابنه ثلاثة الاف وخمسمية فقيل له هو من المهاجرين فلم تنقصه؟ فقال انما هاجر به يبوه يقول ليس هو كمن هاجر بنفسه. رواه البخاري. وعن عطية بن عروة السعدي الصحابي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يبلغ العبد ان يكون من المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا ما به بأس رواه الترمذي وقال حديث حسن. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصابه من اهتدى بهن اما بعد. فهذه الاحاديث الثلاثة كالتي قبلها في الحث على الورع وترك الشبهات وهي ظهر الدين المؤمن يحتاط لدينه ويترك المشتبهات ويتورع عنها كما قال صلى الله عليه وسلم من اتقى الشبهات فقد استفرغ لدينه وعرضه وما وقع في الشبهات وقع في الحرام. كالراعي يرعى حول الحمار يوشك ان يقع فيه وقال صلى الله عليه وسلم لوابصة البر مطمئنة في النفس واطمئن اليه القلب. والاثم ما حكى في نفسك. وكرهت ان يطلع عليه الناس وفي هذا ان الصديق رضي الله عنه كان له ولا يؤدي خراجا له لا بأس يجعل الغلام خراج لكان الانسان عنده مماليك عبيد وجعل لهم كل يوم يعطونه كذا او كل شهر يعطونه كذا والباقي لهم يقول لك تعطيني في الشهر عشرة ريال والباقي هو لك. تعطيني مئة والباقي هو لك لا بأس يسمى خراج. فاعطاه ولام خراج ذات يوم فاكل منه ثم سأله ثم قال لها الغلام اتدري ما هذا؟ قال وما هو؟ قال هذا كنت تكهنت لواحد في الجاهلية تكهنت الانسان في الجاهلية وما يحسن الكهانة فاعطاني هذا الشيء فادخل يده في جوفه كراهة لهذا الكشف الخبيث الذي ذكره الغلام وغدا من وراء الصديق وحرصه على الخير ولا لا شيء عليه اذا ما جرى. لكن من ورائه وحرص على الا يدخل جوفه شيء فيه شبهة. ومن وراء عمر رضي الله عنه وعن انه كان فرض المهاجرين في بيت المال اربعة الاف كل سنة من بيت المال. اربعة الاف كل سنة مثل ما يسمى الان في الدولة الان بعدها سنوية يسمونها مناخ تعليم مساعدة للشعب المهاجري والانصاري كل واحد يعطى اربعة الاف سنويا واعطى ابنه عبد الله ثلاثة الاف وخمس مئة ونقص عن في الكبار فسألوه فقال لان عبد الله كان صغيرا هاجر مع ابويه لم يهاجر مستقلا افرأيت ان انقصه عن الكبار. وهذا من وراء عمر رضي الله عنه الحرص على براءة ذمته وكان عبد الله حين هاجر فوق العشر من عشر سنين او احدى عشر سنة من احدى عشر سنة وكان يوم احد من اربع اشهر وام الخندق ابن خمسة عشرة ومن ذلك حديث عطية السعدي يقول صلى الله عليه وسلم لا يبلغ العبد ان يكون المتقين حتى يدع ما لا بأس به. حذر ما به بأس هذا من كمال التقوى تقدم قوله الحسن رظي الله عنه عن النبي قال دع ما يريبك الى ما لا يريبك قال من اتقى الشبهات فقد استمر على دينه وعرضه والمقصود من هذه الاحاديث كلها ان المؤمن يحرص على ان تكون اقسامه جيدة سليبة بعيدة عن الشبهة ووفق الله الجميع