بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن ان اردنا الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون ومن المنافقين ايضا اولئك الذين اغتنوا مسجدا لغير طاعة الله بل للاضرار بالمسلمين واظهار الكفر بتقوية اهل النفاق وللتفريق بين المؤمنين وللاعداد والانتظار لمن حارب الله ورسوله من قبل بناء المسجد وليحذفن هؤلاء المنافقون لكم ما قصدنا الا الرفق بالمسلمين والله يشهد انهم لكاذبون في دعواهم هذه اذا في هذه الاية الكريمة بيان لحال قد حصل وفيه حكم تلك الواقعة وما يأتي على مر الزمن وربنا جل جلاله لما ذكر طرائق ذميمة لاصناف من المنافقين. ذكر اقوالهم وذكر افعالهم ذكر ان منهم من بالغ في الشر حتى بنى مجمعا للمنافقين يدبرون فيه ما شاءوا من الشر ومع ذلك يتجرأ على الله وعلى دينه وسموا هذا المجمع بالمسجد فقال تعالى والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا. ايوة منهم اي المنافقين الذين بنوا مسجدا في المدينة لماذا بنوه؟ بنوه مضادة للمؤمنين؟ ولمسجد المؤمنين الذي يجتمعون فيه وبنوه ايضا كفرا بالله عز وجل وكفرا بنبيه صلى الله عليه وسلم وقال وتفريقا بين المؤمنين. اي وبين المنافقون مسجدهم لاجل التفريط بين المؤمنين فيصلي بعضهم في مسجد وبعضهم في مسجد اخر فيتفرقوا ويختلفوا بسبب ذلك قال تعالى وارسادا لمن حارب الله ورسوله من قبل اي وبنوا كذلك اعدادا وانتظارا وترقبا لمجيء من حارب الله ورسوله من قبل بناء هذا المسجد ثم اخبر ربنا عن حاله قال وليحدثن ان اردنا الا الحسنى. اي وسيحلف لكم المنافقون الذين بنوا مسجد الضرار انهم ما ارادوا من بنائه الا الخير للمسلمين والرفق بهم احسانا الى الضعفاء والعاجزين منهم لجعلهم مسجد ضرار اقرب اليهم من غيره لكن الله سبحانه وتعالى قد فضحهم بهذه السورة وهي سورة التوبة ومن اسمائه الفرش قال والله يشهد انهم لكاذبون اي والله يشهد ان المنافقين لكاذبون في حلفهم هذا. وانما بنوه ضرارا. وكفرا لله وتفريقا بين المؤمنين وارسالا لمن حارب الله ورسوله ثم قال تعالى لا تقم فيه ابدا لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المتطهرين نسجن هذه صفته لا تستجب ايها النبي لدعوة المنافقين لك للصلاة فيه فان مسجد قباء الذي اسس اول ما اسس على التقوى اولى بان تصلي فيه من هذا المسجد الذي اسس على الكفر في مسجد قباء رجال يحبون ان يتطهروا من الاحداث والاخباث بالماء. ومن المعاصي بالتوبة والاستغفار. والله يحب المتطهرين من الاهداف والاخباث والذنوب. اذا قال تعالى لا تقم فيه اي لا تصلي يا محمد في مسجد المنافقين مدة حياتك ثم بين ربنا جل جلاله المفاوضة لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم فيه اي لمسجد اسس من بنيانه على تقوى الله من اول يوم ابتدأ بانوه في تأسيسه وهو مسجد قباء ومثله بل اولى منه في الحكم المسجد النبوي. اولى بان تقوم فيه. يا محمد للصلاة طبعا هنا لا تقم فيه يقول ابن كثير لا تكن فيه نهي من الله لرسوله. صلوات الله وسلامه عليه. والامة تبع له في ذلك ان يقوم فيه ان يصلي فيه ابدا. وهذه قاعدة تتكرر معنا دواما. ان اي امر او نهي للنبي صلى الله عليه وسلم فتأتي امته تبعا الا ما ورد الدليل بتخصيصه طبعا روى مسلم في صحيحه من حديث ابي سعيد الخدري سعد ابن مالك ابن سلام قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت بعض النساء. فقلت يا رسول الله اي المسجدين الذي اسس على التقوى قال فاخذ كفا من حصباء فضرب به الارض ثم قال هو مسجدكم هذا بمسجد المدينة وقد ذكر الحافظ ابن حجر المزية التي اقتضت تعيين مسجده دون مسجد قباء لما اتفق من طول اقامته صلى الله عليه وسلم لمسجد المدينة بخلاف مسجد القوات فما اطاعنا به الا اياما قلائل نعم طبعا هذا خاص لرفع توهم ان ذلك خاص بمسجد قباء الى مسجد قباء اسس على التقوى ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم اسس على التقوى قال فيه رجال يحبون ان يتطهروا. اي في مسجد قباء رجال من اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يحبون ان يتطهروا من النجاسات ومن الذنوب. طبعا الانسان يتوظأ وحينما يتوضأ يدعو بالدعاء ويأتي بالشهادتين لانه قد طهر بدنه فيطهر قلبه ثم يأتي الانسان الى الصلاة فيترقى بالتوبة والعبودية الى الله تعالى قال والله يحب المطهرين اي والله يحب المتطهرين المؤدين للتطهر على سنة النبي صلى الله عليه وسلم وهم الذين يؤدون الطهارة من النجاسات ومن الذنوب والسيئات وربنا قال ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ثم قال الله تعالى افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوانه خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف هار تنهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين ايستوي من اسس بنيانه على تقوى من الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه ورضوان الله بالتوسل في اعمال البر مع من بنى مسجدا للاضرار بالمسلمين. وتقوية الكفر والتفريق بين المؤمنين لا يستويان ابدا. فالاول بنيانه قوي متماسك. لا يخشى عليه السقوط. وهذا مثله كمثل بنى بنيانا على شفير حفرة فتهدم وسقط فانهار به بنيانه في قعر جهنم والله لا يوفق القوم الظالمين. والله لا يوفق القوم الظالمين بالكفر والنفاق وغير ذلك اذا هذي الاية الكريمة فمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف ان تنهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين يعني هذه الاية الكريمة بيانا مستأنف للفرق بين اهل المسجدين في مقاصدهما اهل مسجد الضرار الذين زادوا بمسجدهم رجسا الى رجسهم. واهل مسجد التقوى وهم الرسول صلى الله عليه وسلم وانصاره والمهاجرون الذين هاجروا يحبون اكمل الطهارة لظاهرهم وباطنهم فحينما فعلوا ذلك وواظبوا عليه ورغبوا فيه استفادوا بذلك محبة وهذا تنبيه على ان الاعمال الصالحة تورث محبة الله تعالى زد على ذلك بان هذه الاية الكريمة تفريع على قوله تعالى لمسجد اسس على التقوى من اول يوم احق ان تقوم ما فيش وذلك لزيادة بيان احقية المسجد المؤسسي على التقوى بالصلاة فيه وبيان ان تفضيل ذلك للمسجد في انه حقيق للصلاة فيه تفضيل لاجل هذه المكانة العظيمة ولان مسجد الضرار ليس حقيقيا للصلاة فيه بعد النهي لان صلاة النبي صلى الله عليه وسلم لو وقعت لافسدت مقصد واضعيه رواجا بين الامة وهو التفريق بين جماعة المسلمين ولذلك فان المؤمن ينتبه ينتبه ولا يدخل المداخل التي وضعت لاجل الطعن في الدين يعني مثل تلكم القنوات الذي وضعت لاجل محاربة الدين وترويج الرذيلة. لا يصح لعالم من العلماء ان يظهر على هذه القنوات الفاجرة التي تحارب الدين اذا قال تعالى افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف هذا اي اي خير الذي اسس بناء مسجده متقيا لله مخلصا له طالبا رضاه فاعلا ذلك لاجل ان ينال محبة الله. ام الذي اسس بناء مسجد نفاقا وكفرا وضلالا واضلالا فهذا كمن يبني بناء على طرف حفرة يوشك ان تنهار بما بني عليها ولذلك في قلوب العطية البنيان الذي اسس على شفا جرفنهار هو مسجد الضرار باجماع طبعا النبي صلى الله عليه وسلم مدح المساجد وحث عليها فقال صلاة في مسجدي هذا افضل من الف صلاة فيما سواه الا مسجد الحرام وعن ابي سعيد الخدري قال لا تشدوا الرحال الا الى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الاقصى وايضا يعني ورد حديث سهل بن حنيف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تطهر في بيته ثم اتى مسجد قباء فصلى فيه كان له كاجر عمرة قال تعالى افمن اسس بنيان على تقوى من الله ورضوان خير ام من اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في في نار جهنم كيف انهار الجرف بالبنيان والباني جميعا في نار جهنم قالوا الله لا يهدي القوم الظالمين. اي والله لا يوفق هؤلاء الذين بنوا مسجد الضرار ولا يوفق غيرهم ممن يظلم نفسه بالكفر والنفاق لا يوفقهم لما فيه مصالح دينهم ودنياهم واخرتهم ما دام مقيمين على ظلمهم. ولذلك فاعلم بان هذه الذنوب فيها مطار كبيرة وربنا قال كيف يهدي الله قوما كفروا بعد ايمانهم وشهدوا ان الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين ثم قال الله تعالى لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم الا ان تقطع قلوبهم. والله عليم حكيم لا يزال مسجدهم الذي بنوه غرارا شكا ونفاقا ثابتا في قلوبهم حتى تتقطع قلوبهم بالموت او القتل بالسيف والله عليم باعمال عباده حكيم فيما يكتب به من جزاء على الخير او الشر اذا لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم اي لا يزال مسجد الضراء الذي بناه المنافقين يورثهم نفاقا في قلوبهم وشكا في الاسلام وبعدا عن الله تعالى قال الا ان تقطع قلوبهم اي حتى تتصدع قلوبهم فيموتوا على شكهم ونفاقهم. قال والله عليم حكيم اي والله عليم بكل شيء. ومن ذلك علمه باحوال المنافقين فربنا جل جلاله يعلم ما في قلوبهم وما تصير اليه امورهم في الدنيا والاخرة وربنا جل جلاله حكيم يضع كل شيء في موضعه اللائق به ومن ذلك حكمته في الحكم على اولئك المنافقين ومجازاتهم على اعمالهم التي عصوا الله تعالى فيها ثم قال ربنا جل جلاله مبينا حال المؤمنين. الذين اتقوا الله سبحانه وتعالى ودائما اقول بان القرآن مثاني اذا ذكر اهل السوء ذكر اهل الخير. فالانسان ينأى بنفسه عن طرائق اهل الضلال ويسعى لاجل ان يكون على هدي النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه ومن تبعهم. فقال ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن. ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ان الله سبحانه وتعالى اشترى من المؤمنين انفسهم مع انهم ملكه تفضلا منه بثمن غال هو الجنة حيث يقاتلون الكفار لتكون كلمة الله هي العليا فيقتلون الكفار ويقتلهم الكفار وعد الله بذلك وعدا صدقا في التوراة. كتاب موسى والانجيل كتاب عيسى والقرآن كتاب محمد ولا احد اوفى بعهده من الله سبحانه فافرحوا وسروا ايها المؤمنون ببيعكم الذي بايعتم به الله فقد ربحتم فيه ربحا عظيما. وذلك البيت هو الفلاح العظيم اذا لما ذكر الله تعالى فضائح المنافقين وذكر قضاء يعني قبائحهم بسبب تخلفهم عن غزوة تبوت بعد ان جاء الشرح والتمام ذكر اقسامهم وفر على كل قسم مما كان لائقا به جاء البيان الى فضيلة الجهاد والى حقيقة الجهاد. لان حقيقة الجهاد ان يكون على هدي النبي صلى الله عليه وسلم وايضا لما تقدم الانكار على المتثاقلين عن النفر في سبيل الله في قوله ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اتاقلتم بعد الان جاء الحزم والعزم بالجهاد بالنفس والمال. في قوله انفروا خفافا وثقالا ذكر فضيلة الجهاد وحقيقته وهذه الاية والتي بعدها في بيان حال المؤمنين حق الايمان. البالغين فيه ما هو غاية له من الكمال. جاءتا بعد بيانه هذه المنافقين واصناف المقصرين ومن هذا يعرف الانسان درجات الناس ويعرف الانسان المتخلفين عن الجهاد. فقال تعالى ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموات قال هم بان لهم الجنة اي ان الله اشترى من المؤمنين انفسهم ليقاتلوا بها الكفار واشترى اموالهم ليبذلوها في جهادهم وجعل ثمن تقديمهم انفسهم واموالهم في سبيل الله ان تكون لهم الجنة وتأمل في الجليل حينما تجد في طلب العلم وتبذل وتتعب. تأمل قول الله ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد. فانت قد تشفق على نفسك لكن اعلم انك لهذه النية وبهذا العمل ربنا جل جلاله ارحم بك وارأف بك من نفسك على نفسك اذا قال تعالى في حق المؤمنين يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون اي يقاتل المؤمنون لاعلاء كلمة الله ونصرة دينه فاما ان يقتلوا الكفار او يقتلهم الكفار فسواء قتلوا او قتلوا فقد وجبت لهم الجنة. ولذلك من رحمة الله تعالى بالمؤمنين قال وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن اي ربنا وعد وعدا ثابتا مكتوبا في التوراة التي انزلها الله تعالى على موسى وفي الانجيل الذي انزله الله على عيسى. وفي القرآن الكريم الذي انزله الله تعالى على محمد رحمة للعالمين انه سيوفي المجاهدين في سبيله ما وعدهم به فيدخلهم جنته ثم قال ومن اوفى بعهده من الله اي لا احد احسن وفاء بما عاهد عليه من الله فانه صادق لا يخلف الميعاد وربنا جل جلاله قال ان الله لا يخلف الميعاد وربنا قال والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا وعد الله حقا ومن اصدق من الله قيلا ثم قال ربنا فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به. اي فاظهروا السرور ايها المؤمنون المجاهدون وافرحوا بهذا البيع الذي بايعتم به الله قلب ذلك هو الفوز العظيم. اي وهذا البيع هو النجاة العظيمة. والظفر الكبير الذي لا اعظم منه فالجهاد في سبيل الله سبب لمغفرة الذنوب والسيئات ورفع الدرجات ودخول الجنات ثم ذكر الاخوة في المختصر في التفسير الفوائد من فوائد الايات محبة الله ثابتة للمتطهرين من الانجاس البدنية والروحية لا يستوي من عمل عملا قصد به وجه الله فهذا العمل هو الذي سيبقى ويسعد به صاحبه مع من قصد بعمله نصرة الكفر ومحاربة المسلمين وهذا العمل هو الذي سيفنى ويشقى به صاحبه مشروعية الجهاد والحض عليه كانت في الاديان التي قبل الاسلام ايضا كل حالة يحصل بها التفريق بين المؤمنين فانها من المعاصي التي يتعين تركها وازالتها كما ان كل حالة يحصل بها جمع المؤمنين وائتلافهم يتعين اتباعها والامر بها والحث عليها طبعا بالامكان انتظار فوائد اخرى اولا ان للمعصية شؤما كما ان للطاعة بركة فالمعصية تورث في البقاع والاماكن المضرة ولذلك تؤثر فيها اذ اكثرت معصية المنافقين في مسجد الضرار بالمقابل اثرت الطاعة وحسن النية في مسجد قباء والمسجد النبوي ثانيا فقه العبودية والاحتساب وعلم النيات مهم جدا فالعمل وان كان فاضلا تغيره النية الفاسدة فينقلب الى محرم كما حصل للمنافقين في بنائهم مسجدا لقصد المبارك ثالثا من خصال النفاق العملي ان يعمل الانسان عملا ظاهرا يعني ظاهره الصلاح لكنه يريد من ورائه الباطل رابعا من مقاصد صلاة الجماعة في المساجد تأليف القلوب واجتماع الكلمة على الطاعة والانس بالمخالطة الطيبة وتفقد الاخوان. وصفاء القلوب خامسا من مرتكزات العبودية الحب والرغبة والرهبة كما قال تعالى افمن اسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان اي حبا في الله وخوفا من عقاب الله ورغبة في ثواب الله سادسا العمل الصالح هو المبني على الاخلاص لله والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو العمل المؤسس على التقوى الموصل عامله الى جنة الدنيا وانشراح الصدر وجنة الاخرة والفوز برظوان الله تعالى سابعا العمل المبتدع والمبني على سوء النية هو العمل المؤسس على شفا جرف هار. ينهار به صاحبه في جهنم ثامنا العمل الصالح يبقى وينتفع منه صاحبه ويصعد الى الله تعالى ويرتفع به عامله هو الذي ابتدأ بنية تقوى الله والقصد لوجه الكذب والقصد لوجه الله الكريم. وكان على هدي النبي صلى الله عليه وسلم تاسعا النهي عن اماكن المعصية والبعد عنها وعن قربها عاشرا التحذير من اظرار المسلمين او تفريقهم وكذلك العمل الذي فيه معاونة لمن عاد الله ورسوله والمؤمنين هذه عشر حرمة بناء الاضرحة والمشاهد التي يحصل فيها من الشرك وعبادة القبور ثاني عشر المسجد العتيق في طاعة الله افضل ثالث عشر على المؤمن ان يوقر محبة الطاعة في قلبه وان يكثر من العمل الصالح حتى يكون العمل ديدنا وشيئا محبوبا وتأمل قوله تعالى فيه رجال يحبون ان يتطهروا فاطلقت المحبة يحبون كناية عن فعل الشيء المحبوب فالذي يحب شيئا يكثر من عمله اذا هم يتطهرون تقربا الى الله وتنشرح صدورهم لطاعة الله تعالى رابع عشر على المرء ان يكون ساعيا لتحقيق محاب الله. فقوله والله يحب المطهرين تبيل مناسب للمقام وفيه تنبيه ان نفوسهم وافقت شيء يحبه الله تعالى وهذا فيه تنبيه على ذكاء نفوسهم خامس عشر رحمة الله بعباده. فربنا خلقنا ورزقنا ويثيبنا على ما ننفقه وهنا عبر بالشراء مع ان جميع ما في الكون ملك لله وحده وانما يشتري المشتري ما لا ما لا ما لا يملك وهذا من حسن تلطف الله في دعوة عباده الى طاعته السادس عشر على المؤمن ان يعلم ان الله يحب الطاعة. وتأمل لفظ اشترى وفيها فائدة وهي رغبة المشتري فيما اشتراه. فانت لا تشتري شيء ولا ترغب هذا الشيء انما تشتري ما ترغب بهم فالانسان يسعى لتحقيق محاب الله تعالى. سابع عشر تأمل ان المشتري هو الله. وان الثمن هو اعظم الاعمار. فينبغي على المؤمن تمانية الشاي من اعظم الاعراض وهو الجنة. فينبغي على المؤمن ان لا يفرط بالعمل الصالح ابدا. تاسع اشهر من سعى في طاعة الله جادا في ذلك فقد باع نفسه لله واعتقها من عذابه. والانسان في هذه الدنيا له رقبة واحدة يسعى في فكاكها ولذلك الراوي عن عاصم ابن بهدلة ابو بكر ابن عياش الذي يقال له شعبة قال له شيخ في بداية طلبه قال له يا بني خلص رقبتك في الدنيا من رق الاخرة فان اسير الاخرة غير مفقوت ابدا فالانسان يسعى في هذه الدنيا لاجل ان يخلص رقبته من اسر يوم القيامة. اسأل الله تعالى ان يجعلنا واياكم من اهل النجاة في الدنيا وفي الاخرة هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته