باب فضل الاختلاط بالناس وحضور جمعهم وجماعاتهم ومشاهد الخير ومجالس الذكر معهم مريضهم وحضور جنائزهم ومواساة محتاجهم. وارشاد جاهلهم وغير ذلك من مصالحهم لمن قدر على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقمع نفسه عن الايذاء وصبر على الاذى. اعلم ان لا طب الناس على الوجه الذي ذكرته هو المختار الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسائر الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم. وكذلك الخلفاء الراشدون ومن بعدهم من الصحابة والتابعين. ومن بعدهم من علماء المسلمين واخيارهم وهو مذهب اكثر التابعين ومن بعدهم وبه قال الشافعي واحمد واكثر فقهاء رضي الله عنهم اجمعين قال الله تعالى وتعاونوا على البر والتقوى والايات فيما ما ذكرته كثيرة معلومة. باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين. قال الله تعالى واغفر جناحك لمن اتبعك من المؤمنين. وقال تعالى يا ايها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه. اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين وقال تعالى يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا مائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم. وقال الله تعالى فلا تزكوا هو اعلم بمن اتقاه. وقال تعالى ونادى اصحاب الاعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم قالوا ما اغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون. اهؤلاء الذين اقسمتم لا الله برحمة وادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا انتم تحزنون. وعن عياض ابن رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان الله اوحى الي ان تواضعوا حتى لا يفخر احد على احد ولا يبغي احد على احد. رواه مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو الا وما تواضع احد لله الا رفعه الله. رواه مسلم. وعن انس رضي الله عنه انه مر على صبيان فسلم عليهم. وقال كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعله. متفق عليه بسم الله الرحمن الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد هذه الاثار الحديث والايات كلها تدل على انه يشرع للمؤمن الاختلاط بالمؤمنين والتعاون معهم على البر والتقوى والتواصي بالحق والامر معروف والنهي عن المنكر هكذا ينبغي هكذا كان الرسل عليهم الصلاة يختلطون بالناس بتعليمهم وتوجيههم وهكذا اصحابهم وهكذا نبينا صلى الله عليه وسلم واصحابه يختلط بالناس للدعوة والتعليم والامر بالمعروف والنهي عن المنكر منكر وارشاد رجال الجاهل تعليم الجاهل مساعدة الفقير الى غير ذلك قال الله جل وعلا واخفض جناحك للمؤمنين. قال تعالى فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبون اذلة للمؤمنين عزة على الكافرين. ويقول صلى الله عليه وسلم المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على اذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على تقدم في الدروس الماضية ان ما ورد من فظل العزلة انما هو في عند فساد هالزمان وتغير الاحوال اذا كانت العزلة اسلم لدينه يسارع اختلاف اهل الزمان في قريته او في بلده وظهور المنكرات وعدم قدرته على التغيير فالعزلة حينئذ التي ذكرها في قوله صلى الله عليه وسلم فلما سئل اي الناس افضل قال مؤمن مجاهد في سبيل الله ثم قال في شيء من الشعاب يعبد الله ويدعوا الناس من شره هذا عند الحاجة اما اذا استطاع ان يختلط بالناس وان ينصح ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويعلم الجاهل فهذا هو المشروع وهذا عمل الرسل وهذا طريقهم عليهم الصلاة والسلام ثم في الاختلاط بالناس مساعدة الفقير والتواضع لله جل وعلا وتعليم الجاهل وافشاء السلام وامر بالمعروف مصالح كثيرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم ما نقص الصدقة من مال وما توضأ احد لله الا رفعه فالتواضع لله فيه الخير العظيم وصدق على الفقير المحتاج فالمؤمن يخفض الجناح للمؤمنين ويتواضع ويعين الملهوف ويأمر بالمعروف ينهى عن المنكر يرشد الجاهل الى غيرها الصدقة لا تنقص بل تزيدها الاموال تزداد بالصدقات وما انفقتم من شيء فهو يخلفه. هو خير الرازقين. ويقول الله جل وعلا يا ابن ادم انفق انفق عليك في حديث عياض ابن حمار يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله الي ان تواضعوا حتى لا يبغي احد احد ولا يفخر احد على احد. والله يقول جل وعلا يا ايها الناس لخلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا هم اللي تفاخروا لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم فاكرم الناس عند الله اتقاهم واقوم بحقه وان كان فقيرا. وفق الله الجميع. امين. والجميع الله