واعلموا ان الله مع المستقيم امر الله المؤمنين بقتال من يجاورهم من الكفار لما يسببون من خطر على المؤمنين بسبب قربهم وامرهم كذلك ان يظهروا قوة وشدة من اجل ارهابهم لما انزل الله ايكم زادته هذه السورة ايمانا بالله وباياته فربنا جل جلاله يرد على اولئك وهذا فيه تعليم على ان على المؤمنين ان يدافعوا عن الدين وان المؤمن يعتز بدينه ويثبت عليه بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة ودفع شرهم والله تعالى مع المؤمنين المتقين بعونه وتأييده اذا هذه الاية الكريمة فيها ارشاد ارشد الله تعالى المؤمنين للجهاد في سبيل الله تعالى وارشدهم ان يبدأوا بالاقرب فالاقرب من الكفار والغلظة عليهم والشدة في القتال والشجاعة والثبات يقول الحافظ ابن كثير علينا وعليه رحمة الله امر الله تعالى المؤمنين ان يقاتلوا الكفار اولا فاولا. الاقرب فالاقرب الى حودة الاسلام ولهذا بدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتال المشركين في جزيرة العرب فلما فرغ منهم وفتح الله عليه مكة والمدينة والطائف واليمن واليمامة وهجر وخيبر وحضرموت وغير ذلك من اقاليم جزيرة العرب ودخل الناس من سائر احياء العرب في دين الله افواجا شرع في قتال اهل الكتاب فتجهل لغزو الروم الذين هم اقرب الناس الى جزيرة العرب واولى الناس بالدعوة الى الاسلام لكونهم اهل الكتاب فبلغ ثبوت ثم رجع لاجل جهد الناس وجذب البلاد وضيق الحال اذا ربنا يقول يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار. اي يا ايها الذين امنوا امنوا اي ايها المؤمنون ابدأوا في الغزو بقتال الكفار القريبين من دياركم لان الحياة لابد ان تبنى على الترتيب والتنظيم في امور الجهاد وكذلك في امور الدعوة الى الله تعالى والانسان لابد ان يجعل لنفسه هدفا في حياته والا كان هدفا لغيره حتى اليوم وحتى الليلة وحتى السفرة في اي شيء لابد للانسان ان يرتب حاله. ليستثمر الاوقات بالانفس الانفس قال وليجدوا فيكم غلظة اي وليجدوا الكفار المحاربون لكم ايها المؤمنون شدة وخشونة كان منكم عند قتاله وهذا كقوله تعالى يا ايها النبي جاهل الكفار والمنافقين واغلظ عليهم وربنا قال محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم ثم ختمت هذه الاية الكريمة بعد الامر بالقتال قال واعلموا ان الله مع المتقين وهذا كامره تعالى بالاحسان ثم قوله وان الله لمع المحسنين فهذه المعية هي اعظم شيء وقال واستعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين فهذه المعية هي اعظم ما يناله الانسان في هذه الدنيا الفانية. واعلموا ان الله مع المتقين اي ايقنوه ايها المؤمنون ان الله معكم للنصر على اعدائكم. ان اتقيتموه في امتثال اوامره واجتناب نواهيه ومن ذلك التقوى في الجهاد ولذلك التقوى لها فوائد عظيمة وابن جوزيف في تفسيره عند تسيير الاية الف لام ميم ذلك للكتاب ولا ريب فيه هدى للمتقين. ذكر خمس عشرة فائدة للتقوى فقال اولا الهدى كقوله هدى للمتقين. قال والنصرة لقوله ان الله مع الذين اتقوا والولاية لقوله الله ولي المتقين والمحبة لقوله ان الله يحب المتقين والمغفرة لقوله ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا والمخرج من الغم والرزق من حيث لا يحتسب لقوله ومن يتق الله يجعل له مخرجا وتيسير الامور لقوله تعالى ومن يتق الله يجعل له من امره يسرا وغفران الذنوب واعظام الاجور لقوله ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجرا وتقبل الاعمال لقوله انما يتقبل الله من المتقين والفلاح في قوله واتقوا الله لعلكم تفلحون والبشرى لقوله لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة ودخول الجنة لقوله ان للمتقين عند ربهم جنات النعيم والنجاة من النار لقوله ثم ننجي الذين اتقوا اذا ذكر فوائد ثم ذكر البواعث على التقوى وهي خوف العقاب الاخروي خوف العقاب الدنيوي رجاء الثواب الدنيوي رجاء الثواب الاخروي خوف الحساب الحياء من نظر الله وهو مقام المراقبة الشكر على نعمه بطاعته العلم لقوله انما يحشر الله من عباده العلماء تعظيم جلال الله وهو مقام الهيبة صدق المحبة وهكذا ذكر كلاما طيبا فيما يتعلق بالتقوى. اذا قوله واعلموا ان الله مع المتقين اية عظيمة فيها حث على التقوى عموما وفي هذا المقام بالخصوص والانسان يقف عند هذه الايات ويتدبر ما فيها الانسان يصلي ويقرأ ويصلي خلف الامام ويستمع ويقرأ وردة حتى يقف عند هذه الايات ليزداد ايمانا وليزداد عملا قال تعالى واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون واذا انزل الله سورة على رسوله صلى الله عليه وسلم فمن المنافقين من يسأل مستهزئا ساخرا ايكم زادته هذه السورة النازلة ايمانا بما جاء به محمد فاما الذين امنوا بالله وصدقوا رسوله فقد زادهم نزول السورة ايمانا الى ايمانهم السابق وهم مسرورون بما نزل من الوحي. بما فيه من منافعهم الدنيوية والاخروية اذا هذه الاية الكريمة فيها بيان عظيم لحال المنافقين. مر الكلام على المنافقين وجاء الخضار للمؤمنين ولكن ايضا هذه السورة ذكر فيها حال المنافقين فهي السورة الفاضحة وايضا ليأخذ المؤمن العبرة لاجل ان يخالف طرائق الاشراط قال واذا ما انزلت سورة فمنهم من يقول ايكم زادته هذه ايمانا اي واذا انزل الله سورة من القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فمن المنافقين من يقول لغيره استخفافا اي فاما المؤمنون قال فاما الذين امنوا فزادتهم ايمانا وهم يستبشرون اي فاما المؤمنون فزادتهم السورة التي انزلها الله ايمانا الى ايمانهم وهم فرحون بفضل الله وما انزل عليهم في القرآن من الهدى والرحمة. والوعد بالخير في الدنيا والاخرة وسيأتينا باذن الله تعالى بعد ايام في سورة يونس. يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين. قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. هو خير مما اجمعون وفي سورة النحل التي هي تعداد النعم ونعمة الرسول هي اعظم النعم. ربنا قال ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء. وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين اذا المؤمن يفرح بالايات ويفرح بالسنة ويزداد علما قال واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم. وماتوا وهم كافرون واما المنافقون فان نزول القرآن بما فيه من احكام وقصص يزيدهم مرضا وخبثا بسبب تكذيبهم بما ينزل فيزداد مرض قلوبهم بزيادة نزول القرآن لانهم كلما نزل شيء شكوا بما فيه وماتوا على الكفر اذا واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا. اي واما الذين في قلوبهم شك ونفاق فزادتهم السورة التي انزلها الله كفرا الى كفرهم. وشك الى شركهم وربنا قال وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا وربنا قال قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقروا وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد اذا ربنا قال واما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا الى رجسهم وماتوا وهم كافرون اي وماتوا وهم كافرون المنافقون وهم مصرون على كفرهم لم يتوبوا الى الله تعالى ولذلك الاعراض عن الايات يعني سبب لسوء الخاتمة. نسأل الله العافية والسلامة. ثم قال تعالى اولا يرون انهم تنون في كل عام مرة او مرتين ثم لا يتوبون. ولا هم يذكرون اولا ينظر المنافقون معتبرين بابتلاء الله لهم بكشف حالهم. وفضح نفاقهم في كل سنة مرة او مرتين ثم مع علمهم بان الله تعالى هو فاعل ذلك بهم. لا يتوبون اليه من كفرهم. ولا يقلعون عن نفاقهم ولا هم يتذكرون ما حل بهم وانه من الله. اذا هم يعلمون انهم بسبب هذه الخطايا يحصد لهم ما يحصل لما بين الله تعالى ان الذين في قلوبهم مرض يموتون وهم كافرون. وذلك يدل على عذاب الاخرة انهم لا يتخلصون في كل عام مرة او مرتين من عذاب الدنيا. وهذه الذنوب هي مضرة في الدنيا والاخرة والسيئة ما سميت سيئة الا لانها تسيء لصاحبها فهنا ربنا قال اولا يرون انهم يفتنون في كل عام مرة او مرتين اي او لا يرى المنافقون ان الله يختبرهم في بعض الاعوان مرة وفي بعض الاعوام مرتين لكن ما النتيجة؟ قال ثم لا يتوبوا. ولا هم يذكرون. لان الانسان لا بد ان يعتبر في كل شيء حتى اليوم لما يأتيك اليوم الجديد حتى تعلم انه يوم جديد. وانه ينقص من عمرك. وانه يقربك الى القبر اي ثم لا يتوبون عن ذنوبهم رغم البلاء الذي يصيبهم الله به في كل عام ولا يستعظون فيرجعون الى الله وهذا كما قال تعالى فلولا اذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم. وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون. وربنا قال ولقد لاخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون ثم قال ربنا جل جلاله واذا ما انزلت سورة نظر بعضهم الى بعض هل يراكم من احد ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم بانهم قوم لا يفقهون واذا انزل الله سورة على رسوله صلى الله عليه وسلم. فيها ذكر احوال المنافقين نظر بعض المنافقين الى بعض قائل هل يراكم احد؟ فان لم يرهم احد انصرفوا عن المجلس الا صرف الله قلوبهم عن الهداية والخير وخذلهم بانهم قوم لا يفقهون اذا هذا نوع اخر من مخازن منافقين. وهو انه كلما نزلت سورة مشتملة على ذكر المنافقين وشرح فضائحهم وسمعوها تأدوا من سماعها. ونظر بعضهم الى بعض النظر المخصوصا دالا على الطعن في تلكم الصورة وايضا مستهزئين مستحقرين شأنها فاذا يحصل بينهم من التغامز وانهم غير معظمين لايات الله. والمؤمن يعظم القرآن حتى انه لا يمس المصحف الا وهو طاهر فقال واذا ما انزلت سورة نظر بعضهم الى بعض هل يراكم من احد؟ اي واذا انزل الله سورة من القرآن فيها افظح اسرار المنافقين. نظر بعظهم الى بعظ وقالوا خفية وبالاشارة المفهمة احيانا هل يراكم احد اذا خلوتم ودبرتم اموركم فينقل كلامكم الى محمد ويطلعه على اسرارنا هكذا لما تأتي الايات تبين فضائحهم قال ثم انصرفوا اي ثم انصرف المنافقون عن الاهتداء بما سمعوا في السورة التي انزلها الله على رسوله ولم يهتدوا مع اخبار القرآن باسرارهم ثم قال تعالى صرف الله قلوبهم بانهم قوم لا يفقهون اي صرف الله قلوب المنافقين عن الانتفاع بتلك السورة وصرفهم عن الايمان والعمل الصالح وخاذلهم واظلهم بسبب انهم قوم لا يفقهون كتاب الله ولا يفهمونه بل يتكبرون عليه ويتكبرون عن سماع الايات ويتكبرون عن العمل ولذلك كل ذنب هو من الكبر عياذا بالله وربنا قال فلما زاغوا ازاغ الله قلوبهم وربنا قال ولكن المنافقين لا يفقهون ولذا في الحديث من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فالسعيد الذي يتفقه في الدين ويتقرب الى الله سبحانه وتعالى نعم ثم قال تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف الرحيم لقد جاءكم يا معشر العرب رسول من جنسكم فهو عربي مثلكم. شاق عليه ما يشق عليكم شديدة رغبته في هدايتكم والعناية بكم وهو بالمؤمنين خاصة كثير العطف والرحمة طبعا روى البخاري في صحيحه برقم الفين وثمان مئة وسبعة من حديث خارج ابن زيد ان زيد ابن ثابت رضي الله عنه قال نسخت الصحف في المصاحف ففقدت اية من سورة الاحزاب كنت اسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها فلم اجدها الا مع خزيمة ابن ثابت الانصاري الذي جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم شهادته شهادة رجلين وهو قوله من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه نعم طبعا هذا فيما يتعلق بهذا الصحابي وايضا يعني جاء عند البخاري يقول ارسل لي ابو بكر رضي الله عنه قال انك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم اتبع القرآن فتتبعت حتى وجدت اخر سورة التوبة ايتين مع ابي خزيمة الانصاري لم اجدهما مع احد غيري لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم وهذا يعني الحديث حديث عظيم دل على حرص الصحابة رضوان الله عليهم على تجليغ كتاب الله وشدة مخافتهم عليه من الضياع مع انه محفوظ من عند الله ولهذا لما كثر القتل في حفظة القرآن بادر الصحابة الى كتابته لئلا يضيع شيء. وهذا يدل على شدة ورع الصحابة وتثبتهم عند ارادة نسخ القرآن. فالواجب على المؤمن ان يحذر من التقول على الله وعلى رسوله. ومن ذلك ان يفتي الناس بغير علم يعني الانسان مطالب بان يدقق. فزيد ابن ثابت كان يسمع هذه الايات من الصحابة وهي موجودة. وكان ايضا يطلب الكتابة. فنبينا صلى الله عليه وسلم لما بلغ القرآن بلغه مكتوبا وبلغه مسموعا فاذا وجد هاتين الايتين مع ابي خزيمة الانصاري. وقبل شهادته لان شهادته بشهادة رجل قال نعم. قال فاعمل من وراء البحار فان الله لن يترك من عملك شيء هذا الاعرابي الذي بال في المسجد قال لا تزرموه اي لا تقطعوا عليه بوله. فلما فرغ دعا بدلو الماء فصبه ثم قال كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اذا هو لم يجدهما مكتوبتين عندما جمع المكتوب في الرقاع والاكتاف والعشب. في هذه السورة الا عند خزيمة. نعم وعلما انها موجودة ومحفوظة ومقروءة عند الصحابة لقد جاءكم رسول من انفسكم اي لقد ارسل الله اليكم ايها العرب محمدا رسول الله عربيا منكم تعرفون لغته ونسبه فيكم وحاله ونصحه وانه كان يسمى بالصادق الامين وهو دعوة ابينا ابراهيم كما قال تعالى عنه ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم اياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك انت العزيز الحكيم وايضا في سورة الجمعة هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين فتأمل هنا تعليم الكتاب تعليم الحكمة التزكية بالايتين مية تسعة وعشرين والاية اثنين من سورة الجمعة وتأمل ان الاية من سورة البقرة ختمت اسمين من اسماء الله العزيز الحكيم وسورة الجمعة في الاية الثالثة بعد الاية الثانية ايضا ذكر فيها اسم العزيز الحكيم. والسوء والاية الاولى من سورة الجمعة وفيها التسبيح ايضا ختمت بهذين الاسمين. فربنا هو العزيز الحكيم الذي جعل رجلا اميا واحدا يعلم العوالم والمؤمن لما يرى مسألة التزكية وتعليم الكتاب والحكمة يحرص ان يعلم الناس القرآن وان يعلم الناس السنة النبوية وان يحث الناس على الطاعة لاجل ان يتزكى الانسان بالتوبة والعبودية قال عزيز عليه ما عنتم. اي يشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم دخول المشقة عليكم ولحوق الظرر والاذى بالكم وهذا من رحمته والمؤمن ايضا يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في هذا قال حريص عليكم اي حريص على هدايتكم وايصال الخير لكم في دنياكم واخرتكم. وينبغي على الانسان ان يكون حريصا في هداية الاخرين ودعوتهم وايصال الخير لهم نعم وطبعا الاحاديث كثيرة يقول انما مثلي ومثل امتي كمثل رجل كمثل رجل استوقد نارا فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه فانا اخذ بحجزكم وانتم تقحمون فيه يعني في التصوير في غاية البلاغة في حرص النبي صلى الله عليه وسلم على هداية الناس ومن يستطيع ان يرجع الى كتاب التوظيح شرح الجامع الصحيح لابن الملقن فليرجع الى شرح هذا الحديث. اتذكر لما كنت في العراق وقرأت شرحه اعتبرت كثيرا والانسان يزداد حبه للنبي صلى الله عليه وسلم حينما يزداد علما بالقرآن وعلما بالسنة قال تعالى بالمؤمنين رؤوف رحيم اي هو شديد الرقة والرفق والشفقة بالمؤمنين شديد الرحمة بهم والانسان طبعا يجد تأملوا قول الله تعالى في سورة ال عمران بعد ذكر قصة احد قال فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك انظر الى هذه الرقة والرحمة والعفو من النبي صلى الله عليه وسلم بعد ان حصل وماذا حصل رأى ان لا يخرج الى صريخ خارج المدينة. في ملاقاة معرفة احد. رأى ان يقاتلهم داخل المدينة وبعد ان لبس لأمة الحرب وصار عند ابواب المدينة قالوا ان رأيت ان لا نخرج. فقال ما كان لنبي ان يلبس لأمة الحرب ثم ينزعها حتى يفصل الله بينه وبين اعدائه ثالثا مخالفة الرماة وقد اكد عليهم ان لا يبرحوا مكانهم. ان لا يتركوا المكان ابدا. حتى لو انتصر المسلمون وحتى لو حصل ما حصل فامرهم واكد عليهم بالثبات رابعا فرار البعض حينما قيل له قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم حينما يعني حصل ما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم وناداهم من الذي ثبت؟ لم يثبت ولم يستجب الا القليل. اذا خمس اشياء من العظائم. لكن ربنا قال فبما رحمة من الله اه لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك وربنا قال واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين وهذا تعليم علينا ان نخفض الجناح مع الاهل مع الزوجة مع الابناء مع الجيران وربنا قال محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم في البيعة حينما كان الصحابة يبايعونه يقول فيما استطعت ولما جاء رجل يريد ان يبايعه على الهجرة قال ويلك او قال له ويحك نسيت ان شأن الهجرة شديد هل لديك من ابل تؤدي زكاتها ان هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من القذر والنجس اذا رحمته صلى الله عليه وسلم بالصحابة عظيمة ظاهرة ثم قال تعالى فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم فان اعرضوا عنك ولم يؤمنوا بما جئت به فقل لهم ايها الرسول. يكفيني الله الذي لا معبود بحق سواه. عليه وحده اعتمدت وهو سبحانه رب العرش العظيم. اية عظيمة فان تولوا فقل حسبي الله لا اله الا هو. اي فان اعرض الكفار والمشركون عن الايمان بك وعن طاعتك فقل يكفيني الله جميع ما اهمني وهو ناصري على عدوي لا معبود بحق الا هو. وحده لا شريك له. عليه توكل وهو رب العرش العظيم اي على الله وحده اعتمدتم واليه استندت وفوضت جميع اموري والله هو مالك العرش العظيم وخالقه ومالك وخالق جميع ما دونهم من المخلوقات كما قال تعالى رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا طبعا البخاري روى في صحيحه من حديث ابي العالي عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب لا اله الا الله العظيم الحي لا اله الا الله رب العرش العظيم لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم ولذلك الانسان يقرأ الايات يطبق ويقرأ هدي النبي ويعمل به فمن رحمة الله بعباده ان علمهم ما يقولونه لدفع ما ينزل بهم من السوء وفي هذا الحديث بيان ما يشرع للانسان قوله اذا نزل به الكر وقد تخير النبي صلى الله عليه وسلم فيه من الالفاظ ما يناسب الحال التي عليها الانسان يقول الطيب صدر هذا الثناء بذكر الرب ليناسب كشف الكرب لانه مقتضى التربية طبعا ايظا ناسب ان يتضرع العبد الى الله في حال الكرب باسمه الحليم. لان ما يصيب المؤمن فانه غالبا يكون على تقصير في الطاعات فيطلب من الله العفو عنه. وعدم مؤاخذته على تقصيره في توحيد العبد لربه تبارك وتعالى وذكره باسمه العظيم تضرع منه اليه بما هو عليه من العظمة والقدرة على رفع الكرص وانه لا يقدر على ذلك الا هو اذا هذا تعليم للنبي صلى الله عليه وسلم فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما امره الله تعالى به وكان ايضا يدعو لتلكم الكلمات التي رواها عنه الصحابي الجليل عبد الله ابن عباس ولذلك جاء في سنن ابي داوود من حديث ابي الدرداء قال من قال اذا اصبح واذا امسى لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات شفاه الله ما اهمه اذا هذه الايات العظيمة يقف العبد عندها متدبرا الايات متدبرا المعاني عاملا بها ومسترشدا لمقتضاها الاخوة قالوا هنا من فوائد الايات وجوب ابتلاء القتال بالاقرب من الكفار اذا اتسعت رقعة الاسلام ودعت اليه والالحاد داعية دواما. لكن الجهاد يجب ان يكون على هدي النبي صلى الله عليه وسلم فليس كل قتال جهاد. بيان حال المنافقين حين نزول القرآن عليهم وهي الترقب والاضطراب. اذا المؤمن يطمئن وتجد المنافق دائما مضطرب. بيان رحمة النبي بالمؤمنين عليهم في الايات دليل على ان الايمان يزيد وينقص. وانه ينبغي للمؤمن ان يتفقد ايمانه ويتعاهده. في وينميه ليكون دائما في صعود هذه الفوائد التي ذكرها الاخوة وبالامكان ان يساد على ذلك. فنقول اولا اقرأ القرآن لاجل مواعظه ولاجل فقهه ولاجل التقرب الى الله واقرأه بنية الزيادة في الايمان واقول لمن يسمعني ويستطيع التأليف باتقان يصح ان تؤلف كتيبا صغيرا بعنوان لماذا نقرأ القرآن فالانسان يقرأ القرآن لاجل المواعظ ولاجل التفقه ولاجل التقرب الى الله. وايضا لاجل زيادة الايمان ثانيا اذا اردت معية الله فحقق التقوى وذلك بتقديم امر الله على هوى النفس. وربنا جل جلاله يقول واعلموا ان الله مع المتقين ثالثا اذا كانت مواعظ القرآن لا تزجرك فاعلم ان في قلبك مرضا فسارع لعلاجه رابعا صفات الرسول صلى الله عليه وسلم يأتسي بها المؤمن ويسعى لتحصيد المكان خامسا اذكار القرآن وادعيتهم لا يفرط بها المؤمن فالقرآن نبه على الكلمات المباركة التي في اخذها سعادة المؤمن ومن ذلك ان يكثر القول حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سادسا كما ان المؤمن يقرأ القرآن ولا يفرط به يقرأ السنة ويتعلم الصحيح المعمول به من الباطل المردود لان في ذلك سعادة المؤمن كما قال الله في صفة النبي صلى الله عليه وسلم حريص عليكم اي حريص على ايمانكم وسعادتكم سابعا المؤمن الكامل هو الذي يكون رفيقا باخيه المؤمن غليظا على عدوه الكافر ثامنا شؤون الجهاد والدعوة الى الله يجب ان تخضع لخطة مدروسة فالقرآن الكريم امر بمجاهدة العدو الاقرب ثم الابعد الى تحقيق قتال المشركين كافة وكذلك دعوة يبدأ الانسان بالاقربين حتى يصل الى الابعد تاسعا حينما تقرأ القرآن فينبغي ان تزداد تصديقا وتعظيما لله ولامره ولشرعه عاشرا كان الصحابة يفرحون بتتابع نزول الوحي والمؤمن يزداد فرحا كلما زاد حفظه هو فهمه للقرآن وكلما تحسنت قراءته ويفرح معلم القرآن كلما حمل عنه الاخرون هذا العلم ليعلموه للاجيال اللاحقة جيلا بعد جيل الحادي عشر القرآن رحمة وهداية للمؤمنين وحجة وشقاء على الكافرين الثاني عشر من استثقل مجالس القرآن وانصرف عنها فهو يعب الخسارة والحرمان ثالث عشر على كل احد ان يعرف ان بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم هي النعمة العظمى والمنة الكبرى والسعيد من اخذ من الوحيين بحظ وافر والشقي من سد على نفسه منافذ الخير وعند ذلك يعرف المؤمن قدر المسؤولية التي تجب عليه في خدمة القرآن والسنة وتبليغهما لامتي الدعوة والاجابة. بكل وسيلة مشروعة ممكنة رابع عشر عظيم نسب النبي صلى الله عليه وسلم. فهو من صميم العرب وخالصها خامس عشر يتأمل المؤمن صفة من صفات الرسول حريص عليكم اي حريص على هدايتكم. وسعادتكم فما اكثر ما تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم من اجل هداية الناس ونصحه للامة وهكذا يقتدي المؤمن بهدي النبي صلى الله عليه وسلم سادس عشر وددت من الذي يدعو الى الله كلما دعا ولم يستجب له ان يقول حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سابع عشر هذه السورة العظيمة بدأت بالبراءة من المشركين وختمت برحمة الله العظمى والمنة الكبرى ببعثة خاتم الانبياء والمرسلين والسعادة الحقيقية هو هي الاستجابة لهدايات القرآن والسنة ليسعد المؤمن برسالة النبي الكريم الثامن عشر المؤمن الكامل هو الذي يكون رفيقا لاخيه المؤمن الكامل هو الذي يكون رفيقا لاخيه المؤمن غليظا على عدوه الكافر وربنا قال فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ادلة على المؤمنين اعزة على الكافرين لماذا اذل على المؤمنين؟ لانهم احباب المحبوب لماذا اعز على الكافرين؟ لانهم اعداء المحبوب يجاهدون لماذا يجاهدون؟ يجاهدون اعداء المحبوب ولذلك هذه المحبة لها امور حتى يصدق الانسان في دعواه للمحبة التاسع عشر التقوى هي ملاك الدين والدنيا وبها يلاقي المؤمن عدوه عند النزال كي ينالوا معية الله بالنصر والتمكين فربنا امر بقتال الكفار ثم قال واعلموا ان الله مع المتقين ومن كان الله معه فلن يغلب عشرون ينبغي للمؤمن ان يتفقد ايمانه ويتعاهده وينميه ليكون دواما في توبة وترق في العبودية حادي وعشرون الروح لها مرظ فمرظها الكفر والاخلاق الدليلة. وصحتها الايمان والعلم والاخلاق الفاضلة تاني وعشرون من اصيب بمصيبة فليعجل الى التوبة كي لا يشبه المنافقين في عدم الاعتبار بتقلب الاحوال ثالث وعشرون الايمان يزيد وينقص. يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية الفرح والسرور بالله وبرسوله وبالايمان والقرآن والسنة فهذا الفرح والسرور بالله ورسوله بالايمان والقرآن والسنة من مقامات العارفين والفرح بالعلم النافع دليل على تعظيمه عند صاحبه وايضا انسان يحب العلم ويؤثره على غيره فالفرح تابع للمحبة والرغبة. والسعيد من جعل محابه على ما يحبه الله خامس وعشرون مرض القلب هو المانع من الهداية ويشهد لذلك الف لام ميم دال في الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين طبعا هذه الصفحة الاولى من سورة البقرة. في الصفحة التي بعدها ان الذين كفروا سواء عليهم اانذرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون هؤلاء من؟ هم الكفار المصرون على الاعراض حال الانذار. سواء عليهم ما قال سواء عليك لماذا؟ لانهم اغلقت قلوبهم بسبب الاستكبار والاصرار على الاعراض اذا القرآن هداية لمن اراد ان يهتدي سادس وعشرون ليحذر المؤمن الذنب الذي يستحق ان يدعى عليه وتأمل هذا في قوله صرف الله قلوبهم فهذا مستأنف استئنافا بيانيا غرضه الدعاء عليهم بصرف قلوبهم عما في قلوب اهل الايمان وهذا نحو ويل للمطففين فويل كلمة دعاء لسوء الحال وهو في القرآن وعيد بالعقاب وتقرير سابع وعشرون الى الله تنتهي القوة والملك والعظمة والسلطان والبقاء والجاه وربنا جل جلاله كافي من لاذ به وكافي من ولاه ومن تولى الله تولاه الله طبعا في الاية الثامنة والعشرين بعد المئة وصف الله النبي صلى الله عليه وسلم بستة اوصاف وقد بدأت بالرسالة فالسعيد من اخذ بحظ وافر في تبليغ رسالتي تسع وعشرون تخصيص العرش بالذكر لانه اعظم المخلوقات فربنا العظيم قادر قادر ان يكفيك ما اهمك لكن انت مطالب ان تكون على ما يحبه الله فتتوكل على الله وتعبد الله العباد الحق فان الله سبحانه وتعالى يتولى من تولاه وهو العظيم سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته