والصدق يعبر بهم عن كل فعل فاضل ظاهرا وباطنا وكل شيء اضيف اليه فهو ممدوح يعني كل شيء نضيفه الى الصدق فهو ممدوح واصل صدقة يدل على قوة في الشيء بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد سورة يونس مكية من مقاصد السورة مواجهة المكذبين للوحي بالحجج والبراهين ودعوتهم للايمان ترغيبا وترهيبا اذا نحن ابتدأنا بهذه السورة الكريمة سورة يونس سميت هذه السورة بسورة يونس لذكرها قصة يونس عليه الصلاة والسلام مع قومه في قوله تعالى فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس وقد جاءت تسميتها عند السلف فمن ذلك ما اخرجه ابنه ابي شيبة في المصنف عن الاحنف قال صليت خلف عمر الغداثة فقرأ بيونس وهود ونحوهما. اذا جاءت الصفوف ايضا عن السلف في باستعمالها وقد جاءت في المصاحف هكذا وهي سورة عظيمة طبعا هنا الاخوة ذكروا في المقاصد هكذا مواجهة المكذبين للوحي بالحجج والبراهين ودعوتهم للايمان ترغيبا وترهيبا يعني بالامكان ان نقول ان مقاصد هذه السورة اولا تقرير اصول العقيدة واثبات التوحيد والرسالة والبعث طبعا هذا هو الغالب عن العهد المكي وهذه السورة مكية ثانيا دفع شبه المشركين ومر في سورة الانعام تقرير العقيدة تلقينا وتقريرا وها هنا ايضا في هذه السورة دفع شبه المشركين موضوعات السورة هذه السورة لها خمسة موضوعات اولا اثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم ثانيا التذكير بما حل باحدى القرون الماضية لما اشركوا وكذبوا الرسل وايضا اخذ العبرة من ذلك ثالثا الاعتبار بما خلقه الله تعالى الاعتبار بما خلق الله للناس من القدرة على السير في البر والبحر وما في احوال السير في البحر من الالطاف رابعا اثبات ان القرآن منزل من عند الله تعالى وهذه مسألة الانتصار للقرآن يهتم لها الانسان ولابد للانسان ان تكون له يد في خدمة كتاب الله تعالى خامسا الامر باظهار السرور والفرح بالاسلام والقرآن بسم الله الرحمن الرحيم. الف لام راء تلك ايات الكتاب الحكيم قال الاخوة في التفسير الذي نقرأ منه الف لام راء سبق الكلام على نظائرها في بداية سورة البقرة هذه الايات المتلوة في هذه السورة ايات القرآن المحكمة المتقن المشتمل على الحكمة والاحكام اذا نقول هذه الحروف وغيرها من الحروف المقطعة في اوائل السور والتي تقرأ باسماء حروفها الف لام راء فيها اشارة الى اعجاز القرآن الذي فحد الله به المشركين من العرب والعجمي والجن والانس في ذاك الزمن وهذا الزمان وفيما يستقبل الى اخر يوم من ايام الدنيا كما قال تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون الذي جعل لكم الارض فراشا والسماء بناء وانزل من السماء ماء فاخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا لا تجعلوا لله اندادا وانتم تعلمون وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين فان لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين اهداف الزمان عجزوا عن معارضته وما زالوا عاجزين ويعجزون فيما يستقبل كالقرآن الكريم كلماته مركبة من هذه الحروف التي تتكون منها لغة العرب فدل عجز العرب عن الاتيان بمثله مع انهم افصح الناس على ان القرآن وحي من عند الله تعالى اذا هذا امر في غاية الاهمية علينا ان نرعاه غاية الرعاية هو ان نهتم بهم وان الانسان يدرك اهمية فهم القرآن لاجل تبليغ رسالات الله تعالى به نعم فقال هنا الف لام راء تلك ايات الكتاب الحكيم فهذا القرآن هو كتاب حكيم انزله الله سبحانه وتعالى تلك ايات الكتاب الحكيم اي تلك الايات الرفيعة الشأن هي ايات القرآن الكريم المحكم المشتمل على الحكمة والاحكام وقد جعله الله تعالى حاكما بين عباده يبين لهم الحق من الباطل والصواب من الخطأ والحلال من الحرام والمواعظ والعبر التي من اعتبر بها نجا وظفر ولذلك نحن حينما بدأنا بهذه السورة قلنا نسأل الله تعالى ان ينجينا كما انجى يونس وان يرزقنا الله تعالى الظفر كما ان يونس قد ظفر بايمان قومه طب من الايات كثيرة بهذا المعنى منها في سورة هود الف لام راء كتاب احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ثم قال الله تعالى اكان للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهم ان انذر الناس وبشر الذين امنوا ان لهم قدر عند ربهم قال الكافرون ان هذا لساحر مبين اكان باعتا للناس على التعجب ان انزلنا الوحي على رجل من جنسهم امرين اياه ان يحذرهم من عذاب الله واخبر ايها الرسول الذين امنوا بالله بما يسرهم ان لهم منزلة عالية جزاء على ما قدموه من عمل صالح عند ربهم سبحانه قال الكافرون ان هذا الرجل الذي جاء بهذه الايات لساحر ظاهر السحر طبعا اكان للناس عجبا ان اوحينا. العجب حالة الانسان من رؤية الشيء على خلاف العادة هل كان للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهم ان انذر البدء بالنذارة يذكرنا ما ورد في سورة البقرة في اوائلها في اولئك الذين يقولون امنا وهم لا يؤمنون ثم ذكر ربنا ان هؤلاء ينصحون واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون والذال في الافساد في الارض امر حسي يدركه الانسان باحساسه وشعوره اما السفه فهو امر معنوي يدركه الانسان باثاره بعد النظر وامعان الفكر فيناسبه العلم وهذه الاية مع التي قبلها قد حويتها ما ينبغي فعله على كل مؤمن اذ ان كمال الايمان باجتماع الامرين اولا الاعراض عما يجب الاعراض عنه وهو المقصود بقوله لا تفسدوا في الارض ثانيا الاتيان بما يجب فعله وهو المطلوب بقوله ان واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمنوا كما امن السفهاء اذا بدأ بماذا؟ بدأ بالنهي عن الذنوب والمعاصي بانه راجع الى دفع العذاب المؤلم. ثم عقبه بالامر بالايمان لرجوعه الى جلب النعيم المقيم بدفع المفاسد مقدم على جلب المصالح والفلاح يكون بالنجاة من المرهوب والفوز بالمطلوب. طبعا هذه يعني عدنا الى سورة البقرة قليلا لاجل البدء بالنذارة اكان للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهم ان انذر الناس فهذا هو السبب في هذا اما تفسير الاية الكريمة اي كيف يتعجب كفار قريش وكفار العرب وغيرهم من ايحاءنا القرآن على رجل من البشر ينذر جميع الناس عقاب الله على الكفر به ومعصيته قال وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم ايوة كيف عجب الكفار من ايحاءنا الى رجل من البشر ان يبشر المؤمنين بانه سبقت لهم من الله السعادة في اللوح المحفوظ بما قدموا من اعمال صالحة وايمانا بمحمد صلى الله عليه وسلم الذي ارشدهم الى ذلك الخير العظيم الذي ينالون به النجاة من النار والجنة وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم قدم صدقي تقدمة خير من الاعمال الصالحة وكل سابق في خير او شر فهو عند العرب قدم واصل قدم يدل على سبق قولا وغيرهم اذن قال وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم. حقيقة هذه الاية الكريمة تشد الانسان الى العمل الصالح الذي يقربه الى ربه نعم قال كان للناس عجبا انه حيينا الى رجل منهم ان انجى للناس وبشر الذين امنوا ان لهم قدر صدق عند ربهم. وتأمل عند ربهم وهذه العندية حينما يكون لك عمل صالح عند الله فعملك لن يضيع عند الله ابدا فهو باق قال الكافرون ان هذا لساحر مبين اي مع انا بعثنا اليهم رسولا منهم مؤيد بالايات وهو رجل من جنسهم بشيرا ونذيرا قال الكافرون ان هذا الرجل لساحر ظاهر السحر يسحر الناس بالقرآن الذي جاء به هذه اشارة الى انهم لا يستطيعون معارضة القرآن وان القرآن له تأثير على القلوب ثم قال الله تعالى ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يدبر الامر ما من شفيع الا من بعد ابنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه افلا تذكرون ان ربكم ايها المتعجبون هو الله الذي خلق السماوات على عظمها والارض على اتساعها في ستة ايام ثم علا وارتفع على العرش فكيف تعجبون من ارساله رجلا من جنسكم وهو وحده الذي يقضي ويقدر في ملكه الواسع وما لاحد ان يشفع لديه في شيء الا بعد اذنه وللبر. عن الشافعي ذلكم المتصف بهذه الصفات هو الله ربكم فاخلصوا له العبادة وحده افلا تتعظون بكل هذه البراهين والحجج على وحدانيته فمن كان له ادنى اتعاظ علم ذلك واعلم اذا هذه الايات العظيمة تشد الانسان على الايمان والعمل وان الانسان يتعظ بكل شيء حوله. اذا هذا الكون كل ما فيه هو يدلنا على الله سبحانه تعالى فقال تعالى ان ربكم الله ان ربكم الله ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض لما تمر عندك كلمة الرب استذكر الخلق الملك التدبير. فربنا هو خالقنا هو مالكنا هو مدبر امورنا ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام اي ان مالكة ايها الناس وخالقكم ومدبر شؤونكم هو المستحق للعبادة وحده الذي خلق السماوات والارض ولذلك النظر الى السماء عبادة يؤجر الانسان حينما ينظر الى السماء نظر تفكر واعتبار بل نحن مأمورون بالنظر اعادة النظر هو المستحق للعبادة وحده الذي خلق السماوات السبع والارضين السبع في ستة ايام. طبعا ربنا قادر ان يخلقها بطرفة عين ولكن الله سبحانه وتعالى يعلمنا كيف نعمل. قال ثم استوى على العرش اي ثم علا الله وارتفع على عرشه في المحيط بجميع خلقه قال يدبر الامر اي يدبر امور جميع خلقه وشؤونهم طبعا في سورة الرعد يدبر الامر يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون فالانسان ينتفع من جميع الايات وربنا قال وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين اذا ربنا يدبر امر الخلائق ويعلم بامرهم قال ما من شفيع الا من بعد اذنه اي لا يشفع عند الله اي شافع يوم القيامة الا من بعد ان يأذن الله بذلك ولذلك الانسان انما يطلب من عند الله تعالى طبعا الشفيع بمعنى الناصر والمعين يقال شفع لفلان اذا جاء ملتبسا مطلبه. ومعينا له ولما يقال الشفع هو ظم الشيء الى الشيء واصل شفع يدل على مقارنة الشيئين ولو تتأمل في سورة النساء الاية ثلاثة وثمانين مع اربعة وثمانين مع خمسة وثمانين وتتدبر هذه الايات الكريمة من سورة النساء يعني تدرك كيف ان الله سبحانه وتعالى قد جعل القرآن كل شيء مع شيء يأخذ الانسان منه المعاني الاخرى فربنا قال في الاية اربعة وثمانين فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله ان يكف بأس الذين كفروا والله اشد بأسا واشد تنكيلا. لما ذكر الله تعالى امر الجهاد في هذه الاية الكريمة قال من يشفع شفاعة حسنة باعتبار ان المجاهد في سبيل الله على هدي النبوة في عمله يؤجر ويؤجر لانه قد زال عدد المؤمنين فلما يكون المرابط واحد ويذهب معه واحد جعله شفعا اجرة اجرين اجر لجهاده واجر لنفعه لاخيه. بحيث جعل الاخر الفردة شفعت لما ذكر الايظ الاية ما يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها ان يحيي الله الخلق بعد موته يوم القيامة ليثيب المؤمنين لانه يوم القيامة حساب جزاء قصاص فربنا جل جلاله يثيب المؤمنين الذين عملوا ما امرهم الله بك وتركوا ما نهاهم عنه ومن يشفع شفاعة سيئة يكن له طفل منها. وكان الله على كل شيء مقيتا. انظر الاية التي بعدها لما اية خمسة وثمانين لها تعلق ولايتي قبلها الاية خمسة وثمانين لها تعلق بالاية التي بعدها. بعدها قال واذا حييتم بتحية فحييوا باحسن منها من المعاني ان الانسان حينما يعني يسلم على اخوانه فهي شفاعة له يشفع له. طبعا معنى التحية هو الدعاء له بالحياة ها معنى التحية وتحية الاسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تدعو له بالسلامة. فانت لما تدعي له بالسلامة وتدعو له بالرحمة لهم البركة فانت تطلب له من الله تعالى ان يسلمه وان يرحمه وان يبارك له فاذا الايات القرآنية ايها الاخوة كما قال سفيان ابن عيينة خزائن الله في الارض. فاذا دخلت خزانة فلا تخرج منها حتى تعلم ما فيها اذا ربنا يقول ما من شفيع الا من بعد اذنه اي لا يشفع عند الله اي شافع يوم القيامة الا من بعد ان يأذن الله بذلك والايات في هذا المعنى في كتاب الله كثيرة وبعضهم الف كتبا في الشفاعة قال ذلكم الله ربكم فاعبدوه ذلكم الله ربكم فاعبدوه اي داركم الذي هذا شأنه وهذه صفته وفعل تلك الاشياء العظيمة هو المستحق لان يفرد في العبادة دون من سواه فهو مالككم وخالقكم ومدبر اموركم. هذي من اين اخذناها؟ ذلكم الله ربكم كلما مر عندك اسم الرب استذكر الخلق الملك التدبير اذا هو معرفكم وخالقكم ومدبر اموركم ايها الناس فاعبدوه وحده. لا تعبدوه غيره الا له الخلق والامر. فما دام انه الخالق فهو الامن يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون. اذا الخالقية معراج العبودية فاستفتوا دواما انك مخلوق هو انك عبد للخالق سبحانه وتعالى ثم قال افلا تذكرون؟ اي افلا تتعظون ايها الناس بتلك الايات والبراهين وتتذكرون ان الله هو المتفرد بالخلق فتعبدونه وحده وتتركون عبادة غيره من المخلوقات. ان الانسان لا بد ان يعتبر بكل شيء حوله ثم قال اليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا انه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات بالقسط والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب اليم بما كانوا يكفرون اليه وحده رجوعكم يوم القيامة ليجازيكم على اعمالكم وعد الله الناس بذلك وعدا صادقا لا يخلفه انه على ذلك قادر يبدأ ايجاد المخلوق على غير مثال سالب ثم يعينه بعد موته ليجزي سبحانه الذين امنوا بالله وعملوا الاعمال الصالحات بالعدل فلا ينقص من حسناتهم ولا يزيد في سيئاتهم والذين كفروا بالله وبرسله لهم شراب من ماء متناهي الحرارة يقطع امعائهم ولهم عذاب موجع بسبب كفرهم بالله وبيغسله. اذا هذه الاية العظيمة تذكر الانسان بالرجوع. ونحن حينما يمر بنا شيء نقول انا لله وانا اليه راجعون. فنحن عبيد له ونحن نرجع اليه حسابا وجزاء وقصاصا اذا ان الله تعالى لما ذكر الدلائل الدالة على اثبات المبدأ اردفه بما يدل على صحة القول بالميعاد لو تتأمل السور القرآنية المبدوءة الحمد لله تجد هذه السور يعني اما ان الله سبحانه وتعالى يحمد نفسه على الخلق او على الاعادة. فهنا الخلق والاعادة. قال والذي نفسي بيده كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم انه يقول والذي نفسي بفداءك ذكر المبدأ والميعاد فقال هنا اليه مرجعكم جميعا اي الى الله وحده. فربنا جل جلاله لما ذكر الدلائل الدالة على اثبات المبدأ اردفه بما يدل على صحة قول بالميعاد فقال اليه مرجعكم جميعا. اي الى الله وحده مرجعكم جميعا ايها الناس يوم تخرجون من قبوركم احياء يوم القيامة وعد الله حقا ان يعدكم الله ايها الناس وعدا صدقا لا يخلف انه سيبعثكم من قبوركم احياء ثم قال انه يبدأ الخلق ثم يعيده اي ان الله يبدأ انشاء الخلق وايجاده من العدم ثم يعيده بعد موته ويحيي يوم القيامة كما بدأه اول مرة ثم جاء البيان لماذا؟ قال ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات بالقسط طبعا هذه المقطع مناسبته لما قبله لما كان الفرار في سياق البعث قدم اهل الجزاء وبدأ باشرافهم فقال ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات بالقسط هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته بالعدل وهو مجازاتهم على الحسن من اعمالهم. الحسن من الثواب في الاخرة ولا كلما حسن الانسان في هذه الدنيا فهو ينال الشيء الحسن لنفسه فعلى الانسان ان لا يفرط في هذا ابدا ثم قال تعالى والذين كفروا لهم شراب من حميم وعذاب اليم بما كانوا يكفرون الكفار في الاخرة ماء قد اغلي وبلغت حرارته الغاية ولهم ايضا مع هذا عذاب موجع وذلك كله بسبب معاصيهم في هذه الدنيا فان طبعا نصوص عديدة في هذا المعنى منها قوله تعالى وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا فالانسان عليه غاية الحذر. ثم قال الله تعالى هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا قدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق يفصل الايات لقوم يعلمون هو الذي جعل الشمس تشق الظوء وتنشره وجعل القمر نورا يستنار به وقدر سيره بعدد منازله الثماني والعشرين والمنزل هي المسافة التي يقطعها كل يوم وليلة لتعلموا ايها الناس بالشمس عدد الايام. وبالقمر عدد الشهور والسنين ما خلق الله السماوات والارض وما فيهما الا بالحق ليظهر قدرته وعظمته للناس. يبين الله هذه الادلة الواضحة والبراهين الجلية على وحدانيته بقوم يعلمون استدلال بها على ذلك اذا هذه الايادي الكريمة تذكرنا بانه يجب علينا ان نعتبر بكل شيء مما حولنا لان كل شيء حولنا يدلنا على الله تعالى فالله الذي جعل الشمس مضيئة في النهار وصير القمر منيرا في الليل وقدر سيره في منازل لماذا؟ لتعلموا ايها الناس عدد السنين وتعلم حساب الليالي والشهور ولن يخلق الله ذلك الا بالحق يبين الله الحجج والادلة والبراهين لقوم يعلمون. فالانسان لا بد ان يعلم كل شيء حتى يتقرب الى ربه فربنا لما قرر ربوبيته والهيته ذكر الادلة العقلية الافقية الدالة على ذلك لاننا ينبغي ان ننتفع من الكتاب المسطور وهو القرآن والكتاب المنظور وهي ايات الله في الافاق فلننظر في هذه الايات التي تدل على كمالك في اسمائه وصفاته من الشمس والقمر والسماوات والارضين وجميع ما خلق الله تعالى فيها من سائر اصناف المخلوقات اذا هذا هو استدلال اخر على انفراده تعالى بالتصرف في المخلوقات وهذا لون اخر من الاستدلال على الالهية ممزوج بالامتنان على المحجوجين به اذا لابد ان نستذكر ماء العظمة منة الله تعالى علينا قال هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا. اي الله الذي صير الشمس مضيئة اضاءة ساطعة قوية في النهار شديدة الحرارة في الصيف وهذا الشمس ننتثر يرتفع منها الانسان والحيوان والتربة والنباتات يعني هي ينتفع الانسان ويندفع ايضا ما يدر رزق الله به على الانسان وربنا صير القمر منيرا في الليل وربنا ذكر القمر والشمس في ايات كثيرة وكل شيء يتكرر لابد ان نعي اهميته قال وقدره منازله اي وقدر الله وقضى مسير القمر في منازل ينزل في كل يوم وليلة منزلا منها وهيئ ذلك في كل شهر كما قال تعالى والقمر قدرناه منازلا حتى حتى عاد كالعرج القديم ثم قال لتعلموا عدد السنين لتعلموا عدد السنين والحساب اي قدر الله القمر منازل لتعرفوا ايها الناس عدد السنوات ولتعرفوا ايها الناس حساب الليالي والشهور فتنتفعوا بذلك في امور دينكم ودنياكم قال ما خلق الله ذلك الا بالحق اي لم يخلق الله الشمس والقمر ومنازله الا لحكمة عظيمة تدل على وحدانيته وعظمة صفاته ولن يخلق ذلك عبثا ولا باطلا ولن يتركنا سدى كما قال تعالى وما خلقنا السماء والارض وما بينهما لاعبين قال يفصل الايات لقوم يعلمون يفصل الايات لقوم يعلمون اي يبين الله الحجج والادلة الباهرة بقوم يعلمون اذا تدبروها وتدبروا وحدانيته سبحانه وتعالى. وتدبروا قدرته وتفكروا باثار احسانه ويستدلون بها على شئون وصفات مبدعها سبحانه وتعالى وربنا قال كذلك نفصل الايات لقوم يعقلون فالانسان لا بد ان ينتفع وان يتدبر وان يتفكر قال ان في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والارض لايات لقوم يتقون ان في تعاقب الليل والنهار على العباد وما يسحب ذلك من ظلمة وضياء وقصر احدهما وطوله والمخلوقات التي في السماوات والارض لعلامات دالة على قدرة الله لقوم يتقون الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه اذا هذه الايات يذكرنا ان في تعاقب ليل ونهار او في كل ما خلق الله في السماوات والارض لادلة واضحة على الخالقين وعلى ثبوت المرجع اليه يوم القيامة لقوم يتقون غضب الله ويتقون عقابه اذا لما استدل الله تعالى لما استدل الله تعالى على اثبات الالهية والتوحيد بقوله ان ربكم الله الذي خلق السماوات والارض وايضا يعني اوتي ثانيا باحوال الشمس والقمر استدل ثالثا بقوله تعالى ان في اختلاف الليل والنهار اي بالمجيء والذهاب والزيادة والنقصان ثم قال وما خلق الله في السماوات اي من ملائكة وشمس وقمر ونجوم وغير ذلك من العوالم العظيمة التي بثها الله تعالى في هذه الكاميرا اذا هذه الاية الكريمة كما ان اننا تمرنا في القرآن مثلها فعلينا ان نتعظ على تكرار هذه الايات ان في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السماوات والارض لايات لقوم يتقون. اي ان في تعاقب الليل وتعاقب النهار وخلف احدهما الاخر طبعا الليل ياخذ من النهار والنهار يأخذ من الليل هذا التعاقب اية واخذ احدهما من الاخر اية وكذلك في كل ما خلق الله في السماوات والارض لادلة واضحة على خالقها فالمخلوق يدل على الخالق ويدل على ثبوت المعاد اليه يوم القيامة وهؤلاء الذين يستدلون على ذلك قوم يتقون غضب الله وعقابه فيصرفون العبادة له وحده لا شريك له وهم يمتثلون اوامره ويجتنبون نواهيه لا يحملهم هواهم على خلاف ما وضح لهم من الحق. بل يتبعون الحق ويعملون بطاعة الله سبحانه وتعالى ذكر الاخوة في هذا التفسير المختصر من فوائد الايات اثبات نبوة النبي وان ارسال اثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم وان ارساله امر معقول لا عجل فيه لان الناس بهم حاجة الى الوحي لاجل ان يدبروا امورهم خلق الله خلق السماوات والارض وما ومن فيهما وتدبير الامر وتقدير الازمان واختلاف الليل والنهار كلها ايات اذا خلق السماوات والارض ومن فيهما وتدبير الامر وتقدير الازمان واختلاف الليل والنهار كلها ايات عظيمة دالة على الوهية الله سبحانه الشفاعة يوم القيامة لا تكون الا لمن اذن الله له ورضي قوله وفعله تطوير الله لحركة الشمس والقمر يساعد على ضبط التاريخ والايام والسنين. اذا هذه الايات العظيمة يستفاد منها فوائد ويضاف على ما ذكره الاخوة في مركز تفسير. اولا قدم الانذار على التبشير لحال الناس حين ذاك. وازالة ما لا ينبغي مقدم على فعل ما ينبغي وهذا يمرنا كثيرا كما مر الاشارة اليه في سورة البقرة واذا قيل لهم لا تفسدوا في الارض قالوا انما نحن مصلحون. الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون بعدها واذا قيل لهم امنوا كما امن الناس قالوا انؤمن كما امن السفهاء؟ الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون وهذه مسألة يعني ترك الذنوب باب من اعظم ابواب الحسنات وهو يقدم على فعل المندوبات. ترك المحرمات مقدم على فعل المندوبات فاتي بالانذار لاهميته ولان اهل ذات الزمان كانوا بحاجة الى نذير ينذرهم ثانيا روعة الخطاب وتأمل هذا الخطاب اكان للناس عجبا ان اوحينا الى رجل منهم ان انذر الناس وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق عند ربهم فالانذار عام. اما البشارة فهي خاصة بمن؟ بالذين امنوا قال الله تعالى وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق ثالثا على المسلم ان يكون من اهل الصدق ومع اهل الصدق والصدق في القرآن ذكر كثيرا وقد ذكر الله تعالى خمسة اشياء مضافة الى الصدق وهي اولا قدم الصدق كما هنا ومدخل الصدق ومخرج الصدق كما في سورة الاسراء اية ثمانين وايضا ربنا ذكر لسان الصدق كما في سورة الشعراء الاية اربعة وثمانين وايضا مقعد الصدق كما في سورة الامر عند كما في سورة القمر عند الاية الخامسة والخمسين. اذا الصدق هو الحق الثابت المتصل بالله الموصل الى الله وهو ما كان به وله من الاقوال والاعمال وجزاؤه في الدنيا والاخرة ولذلك منزلة الصدق مهمة قيل للامام احمد بما سبق القوم قال بالصدق والاخلاص رابعا حذف المنذر به للتهويل فانت هنا حينما قال ان انذر الناس وهنا المنذر به محدوث وهنا حذف المنذر به للتهويل ولانه يعلم حاصله من مقابلته بقوله وبشر الذين امنوا ان لهم صدقا فهؤلاء ليس لهم بشار بشار وان امرهم سيء للغاية خامسا من يقرأ القرآن وهذه القراءة تحركه على العمل اذا كان يتدبر الايات تدبرا حقيقيا وتأمل هذا في قوله وبشر الذين امنوا ان لهم قدم صدق اي ثابتة ومنزلة رفيعة سميت قدما لان السبق بها كما سميت النعمة يدا لانها تعطى باليد واضافة قدم الى صدق لتحققها والتنبيه على انهم يعني ينالون هذه المنزلة بصدق القول والنية. اذا الصدق مع الله هو اعظم الصدق الانسان حينما يصدق مع الله يصدق في تعامله مع البشر سادسا ربنا جل جلاله هو المنعم بجميع النعم ولذلك هو المستحق لجميع العبادات ولذلك قال عند ختم الاية الثالثة ذلكم الله ربكم فاعبدوه افلا تذكرون بعد ان ذكر دلائل النعم والتعظيم ونبه على التذكر عند كل اية. اذا علينا ان نستذكر في كل شيء يمرنا عظمة الخالق وان نستذكر النعم سابعا افردت الارض ولم تجمع بخلاف السماوات لثقل جمعها وهي ارظ ولحيتهم اخرى ومما يظهر للمتأمل اننا انتفعنا من الارض الاولى التي نعيش على بسيطتها. اما السماوات فقد نزل القرآن من فوق سبع سماوات رحمة بالعباد ثامنا اثبات الشفاعة لمن اذن الله له ما من شفيع الا من بعد ابنه تاسعا ربنا جل جلاله يعيد جميع المخلوقات يوم القيامة قال اليه مرجعكم جميعا وعد الله حقا انه يبدأ الخلق ثم يعيده ولذلك فان العبد حينما يفارق اصحابه في هذه الدنيا يعلم ان ثمة لقاء اخر فيحسن العمل ليكون مع احبابه في الاخرة على خير يقول ابن عقيل الحنبلي لولا ان القلوب توقن باجتماع تان لتفطرت المرائر لفراق المحبين عاشرا عدم التفكر لروعة الخلق. اهمال لامر الله واغلاق لزيادة الايمان وجمود للدهن والقريحة. اذا لا بد ان يتفكر الانسان دواما ليزداد قربا وعلى الانسان ان ينمي عقله وذهنه حادي عشر الشمس سراج وضياء لان فيها مع الانارة الاشراق الاشراق والتسخين ثاني عشر معرفة ضبط التاريخ نعم انعم الله بها على البشر ثالث عشر المتقون يحذرون الوقوع في شيء يخالف مراد الله ويخافون العواقب فتحملهم التقوى على التدبر والنظر في ايات الله رابع عشر البعد عن التقوى سبب الحرمان من الانتفاع بالايات خامس عشر التقوى تدفع المؤمنة على دفع ما يوقع الخسران فيطلب المؤمن اسباب النجاح بالتفكر والنظر والانتفاع من كل اية. اذا كل اية قرآنية وكل اية كونية علينا ان ننتفع منها سادس عشر اهمية عدل ومكانته وتأمل هذا في قوله انه يبدأ الخلق ثم يعيده ليجزي الذين امنوا وعملوا الصالحات بالقسط اي بالعدل وهذا بيان للحكمة من الاعادة بعد الموت فدار الدنيا دار عمل والاخرة دار جزاء على العمل سابع عشر خص الشراب بالحبيب قص الشراب الحميم بالذكر من انواع العذاب لان المجرمين يشربون الماء في الدنيا ولا يؤدون شكره في حال بينهم وبين ما يشتهون وتكون اغلب شهوتهم يوم القيامة على الماء. كما قال تعالى ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ان افيضوا من الماء او مما رزقكم الله قالوا ان الله حرمهما على الكافرين وايضا يعني شرب الحميم اكره انواع يعني اكره انواع الامور في مألوف في مألوف النفوس. يعني شيء مكروه جدا ان الانسان يقدم على شرب الشيء الساخن جدا الثامن عشر ثبات المؤمن على دعوته الى الله دليل صدقه والعكس بالعكس ولذلك الانسان لما يعقد على العقيدة الصحيحة الثابتة يثبت ثامن عشر ثواني المؤمن كما قلنا التاسع عشر المهمة الرئيسة للرسول صلى الله عليه وسلم هي وهي ظرورية لكل مؤمن الانذار والتبشير عشرون ان السعي والسبق لا يحصل الا بالقدم فعلى المرء ان يكون سباقا لتحقيق الفضائل وليحذر الانسان السعي في المحرم ورحم الله عروة ابن الزبير حينما قطع ساقه بسبب المرض قال يعلم الله اني لم امشي بها الى محرم حادي وعشرون واخيرا كن صادق القول والنية هنا للمكارم جعلنا الله تعالى واياكم ممن لهم قدم صدق عند ربهم