المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله القرآن كله محكم. باعتبار وكلهم متشابه باعتبار وبعضه محكم وبعضه متشابه باعتبار ثالث وقد وصفه الله تعالى بكل واحدة من هذه الاوصاف الثلاثة فوصفه بانه محكم في عدة ايات وانه احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. ومعنى ذلك انه في غاية الاحكام ونهاية الانتظام. فاخباره كلها حق وصدق لا تناقض فيها ولا اختلاف. واوامره كلها خير وبركة وصلاح ونواهيه متعلقة والاضرار والاخلاق الرذيلة والاعمال السيئة. فهذا احكامه. ووصفه بانه متشابه في قوله الله نزل احسن الحديث في كتابا متشابهة اي متشابها في الحسن والصدق والحق وروده بالمعاني النافعة المزكية للعقول المطهرة للقلوب المصلحة للاحوال. فالفاظه احسن الالفاظ ومعانيه احسن المعاني ووصفه بانه منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات. فهنا وصفه بان بعضه هكذا وبعضه هكذا وان اهل العلم بالكتاب يردون المتشابه منه الى المحكم ويصير كله محكما ويقولون كل من عند ربنا. اي وما كان من عنده فلا تناقض فيه. فما اشتبه منه في موضع فسره الموضع الاخر فحصل العلم وزال الاشكال. ولهذا النوع امثلة منها ما تقدم من الاخبار بانه على كل شيء قدير وانه ما شاء كان وما لم يشأ لم وانه يهدي من يشاء ويضل من يشاء فاذا اشتبهت فاذا اشتبهت على من ظن به خلاف الحكمة وان هدايته واظلاله يكون جزافا لغير سبب. وظحت وظحت هذا الاطلاق الايات الاخر الدالة على انها هدايته لها اسباب العبد ويتصف بها مثل قوله يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام. وان اظلاله لعبده له اسباب في العبد وهو للشيطان. فريقا هداه فريقا حق عليهم الضلالة. انهم اتخذوا الشياطين اولياء من دون الله قال تعالى فلما زاغوا زاغ الله قلوبهم واذا اشتبهت على الجبري الذي يرى ان افعال العباد مجبورون عليها بينتها الايات الاخر الكثيرة الدالة على ان الله لم يجبر العباد وان اعمالهم واقعة باختيارهم وقدرتهم في اختيارهم وقدرتهم واضافها اليهم في ايات غير منحصرة. كما ان هذه الايات التي اضاف الله فيها الاعمال الى العباد حسنها وسيئها اذا اشتبهت على القدرية على القدرية النفاة. وظنوا انها منقطعة عن قضاء الله وقدره. وان الله ما شاء منهم ولا قدرها تليت عليه الايات الكثيرة الصريحة بتناول قدرة الله تعالى لكل الاشياء من الاعيان والاعمال والاوصاف. وان الله خالق وان الله وخالق كلي وان الله خالق كل شيء. ومن ذلك اعمال العباد. وان العباد لا يشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين وقيل للطائفتين ان الايات والنصوص كلها حق ويجب على كل مسلم تصديقها والايمان بها كل الايمان بها كلها. وانها لا تتنافى فهي واقعة منه وبقدرتهم وارادتهم. وان الله تعالى خالقهم وخلق قدرتهم وارادتهم وما وما اجمل في بعض الايات فسرته ايات اخر. وما لم يتوضح في موضع توضح في موضع اخر. وما كان معروفا بين الناس ورد فيه القرآن امرا ونهيا كالصلاة والزكاة والزنا والظلم. ولم يفصله فليس مجملا لانه ارشدهم الى ما كانوا يعرفون واحالهم على ما كانوا به ملتبسين فليس فيه اشكال والله اعلم