وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم عيينة ابن حصن فنزل على ابن اخيه الحر بن قيس. وكان من النفر الذين يدنيهم عمر رضي الله عنه وكان القراء اصحاب مجلس عمر رضي الله عنه ومشاورته كهولا كانوا او شبان اه فقال عيينة لابن اخيه يا ابن اخي لك ودن عند هذا الامير فاستأذن لي عليه فاستأذن فاذن له عمر فلما دخل قال هي يا ابن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزل ولا تحكم فينا بالعدل فغضب عمر رضي الله عنه حتى هم ان يوقع به فقال له الحر يا امير المؤمنين ان الله تعالى قال لنبيه صلى الله عليه وسلم خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين. وان هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها وكان وقافا عند كتاب الله تعالى. رواه البخاري. وعن ابن مسعود رضي الله عنه ان رسول الله الله عليه وسلم قال انها ستكون بعدي ترى. وامور تنكرونها. قالوا يا رسول الله ما تأمرنا؟ قال تؤدون الحق الذي عليكم. وتسألون الله الذي لكم متفق عليه. وبالله بالتوفيق يا ابو سمو بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه. اما بعد هذه الاحاديث الثلاثة التي قبلها بالحث على صبر وكظم الغيظ وعدم المسارعة في الانتقام فان الانسان قد يغضب وقد يغضب يغضبه غيره فالواجب النظر في العواقب والصبر حتى لا يقع فيما حرم الله عليه والله يقول واصبروا ان الله مع الصابرين ويقول سبحانه واصبر وما صبرك الا بالله ويقول جل وعلا انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فالمؤمن من صفته الصبر ويقول صلى الله عليه وسلم عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته ظراء صبر فكان خيرا له وان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وليس ذلك لاحد الا للمؤمن وفي هذا الحديث يقول صلى الله عليه وسلم لا يزال بلاء بمؤمن في نفسي وولده وماله حتى يلقى الله ما عليه خطيئة فالانسان يبتلى تارة في نفسه بالمرظ ونحوه تارة للولد تارة في المال فلا بد من الصبر والحديث الاخر ما اصابه من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا اذى حتى الشوكة يشاكها الا كفر الله بها من خطاياه فلابد من الصبر في جميع الامور عندما يحب وعندما يكره يصبر حتى يؤدي ما اوجب الله يصبر حتى يبتعد عن ما حرم الله يرجو ثواب الله ويخشى عقابه سبحانه وتعالى هذه الثانية ان علينا من حصن البزاري رئيس وزارة من قبيلة من العرب قدم على عمر في زمن خلافته رضي الله عنه وكان ابن اخيه الحر بن قيس من جلساء عمر ومن اهل العلم فقال للحر استأذن لي على هذا الامير فاستأذن له الحر واخبره بهذا فلما دخل على عمر وسلم عليه قال حيه يا ابن الخطاب انك لا تعطينا جزل ولا تحكم فينا بالعدل وهذه كلمة جافية قد كذب فيها واخطأ فيها فان يضرب به المثل وتحريث الحق رضي الله عنه وحرصه على نفع الرعية والزامهم بالحق ومنعهم من كل ما حرم الله فغضب عمر عند ذلك وهم به يعني ان يوقع به تأديبا فقال له الحر يا امير المؤمنين ان الله يقول لنبيه صلى الله عليه وسلم هدي العفو وامر بالعرف واعرظ عن الجاهلين والله ان هذا من الجاهلين فما جاوزها عمر وسمح وعفى وصفح عن كلمته القبيحة ففي هذا منقبة لعمر رضي الله عنه وحث على التأسي به عندما يتكلم الجهال بما يغضب المسؤول من الامراء او القضاة لابد من الصبر واحد التحمل واحتساب الاجر قد كان كثير من الاعراب وغير الاعراب يغضبنا النبي صلى الله عليه وسلم ويتحمل ويصبر عليه الصلاة والسلام قد كان في بعض طرقاتها فصادفه اعرابي عليه الصلاة والسلام وامسك فداءه وجره بعنف حتى اثر في رقبته عليه الصلاة والسلام وقال اعطنا مما لله الذي عندك فانك لا تعطي لا من مالك ولا من مال ابيك فتبسم عليه الصلاة والسلام ولم يقل له شيء وعفا عنه وامر اعطائه بعض الشيء فالمقصود ان الصبح والصبر من ولاة الامور ومن المسؤولين منقبة عظيمة فينبغي المسؤول بالامير او قاضي او غيرهما ولكل مسلم تحمل والصبر وعدم العجلة في الانتقام تقدم قوله جل وعلا في وصف المتقين والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس قوله جل وعلا فمن عفا واصلح فاجره على الله قوله سبحانه وان تعفو اقرب للتقوى الصفح الجميل يقول عليه الصلاة والسلام انه تعرفون وتنكرون الامراء فيهم الطيب وفيهم الخبيث فيهم الظالم وفيهم غيره قال ابن مسعود قال الصابر متى امرنا يا رسول الله قال ادوا اليهم حقهم واسألوا الله الذي لكم يعني اسمعوا واطيعوا وادعو الى حقهم السمع والطاعة. واذا قصروا في حقكم فاسأل الله الذي لكم ولا تنزعوا يدا من طاعة ولا تفتحوا باب الفتنة اصبروا ان ادوا اليكم حقوقهم فالحمد لله والا فلا تنزعوا يدا من طاعة اصبروا ولهذا قال ادوا اليهم حقهم واسألوا الله الذي لكم فوالله ان الله يهديهم حتى يعطوهم حقوقهم حتى ينفق بيت المال في وجهه حتى يسوس الرعية بما ينبغي لابد من الصبر العبد عليه السمع والطاعة فيما احب وكره سد لباب الفتن وحسبا للشرور التي قد ترتب على المعصية. ووفق الله