مضى الكلام على الانفاق في سبيل الله وبذل المال للمحتاجين من الاقرباء وغيرهم ويأتي بعدها الكلام على بذل الارواح والانفس. فالمال اخو الروح. بل هو اغلى عند كثير من الناس وهدى القلوب لذة الايمان وبحكمة نحيا بها قلوبنا بخلاصة التفسير للقرآن. لا تهجروا القرآن يا احزاب فهو الشفيع لنا بيوم حسابي وهو المعلم يا اولي الالباب. هيا بنا نحيا به هي يا بنا بخلاصة التفسير للقرآن اعوذ بالله من الشيطان الرجيم كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون. فرض الله تعالى على المؤمنين قتال المشركين المعتدين. وهو يعلم ان القتال مكروه لهم وشاق على نفوسهم. لما فيه من الالام وتعريض النفس للهلاك. ولكن قد تكره نفوسكم شيئا ويكون فيه النفع والخير. وقد تحب انفسكم شيئا ويكون فيه الخطر والضرر. فالله الذي فرض عليكم القتال اعلم بعواقب الامور منكم واعلم بما هو خير لكم وما هو شر لكم. فاستجيبوا لامر الله ففيه الخير لكم. اننا معاش المسلمين لا نحب الحروب. بل نؤثر العافية والاستقرار بين الاهل والاحبة. والقتال كره لنا كما قال الله فلا بأس بالسلام مع صون الحقوق واحترام العقيدة. اما اذا كان السلام يعني الاستسلام وقبول الدنية فلا مرحبا به يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه. قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام والمسجد الحرام واخراج اهله منه اكبر عند الله والفتنة اكبر من القتل ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان ومن يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر فاولئك فاولئك حبطت اعمالهم في الدنيا والاخرة واولئك اصحاب النار هم فيها خالدون ذكر المفسرون ان بعض المسلمين بقيادة عبدالله بن جحش رضي الله عنه اغاروا على قافلة لقريش في شهر حرام. وكان ذلك في اول ليلة من شهر رجب. وقد ظنوها اخر ليلة من شهر جمادى. فهم قل المشركين في شهر رجب الحرام على سبيل الخطأ. فقالت قريش لقد استحل محمد واصحابه القتال في الشهر الحرام فاشتد هذا الكلام على المسلمين واخذوا يسألون فانزل الله تعالى هذه الاية يسألك اصحابك يا محمد عن القتال في الاشهر الحرم ذي القعدة وذي الحجة ومحرم ورجب ازن ام حرام؟ قل لهم القتال في الشهر الحرام حرام. وامره كبير، ووزره عظيم ولكن اعلموا ان هناك ما هو اعظم واخطر من ذلك ما تفعله قريش من منع من يريد الاسلام من واعلان الكفر بالله وصد المسلمين عن المسجد الحرام بمنعهم من الحج والعمرة وباخراج النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة من بلدهم مكة كل ذلك اعظم وزرا وذنبا عند الله. من القتال في الشهر الحرام مشركوا مكة ان كانوا مستعظمين لقتالكم لهم في الشهر الحرام خطأ فليعلموا ان ما ارتكبوه هم في حق النبي عليه الصلاة والسلام والمؤمنين هو اعظم واشنع. وكذلك فتنة المسلم عن دينه حتى يردوه الكفر اكبر عند الله تعالى من القتل. وما حواجز التعذيب والفتنة التي فعلتها قريش مع عمار باب وبلال وغيرهم ببعيدة عن الاذهان. واعلموا ايها المسلمون ان سبيل كفار قريش معكم هو سبيل التجني والظلم. وانهم سيظلون يقاتلونكم ويضمرون لكم السوء لكي يعيدوكم الى الكفر انقدروا فهم يريدون ردتكم وفتنتكم عن الاسلام فاثبتوا على دينكم. اما اه من يستجيب منكم لهم فيرتد عن الاسلام ثم يموت على الكفر فقد بطل عمله الصالح هذا ثوابه ومآله في الاخرة الى النار. لا يخرج منها ابدا ان الذين امنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله اولئك اولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم بعد ان بين الله تعالى في الاية السابقة عاقبة من يرتد عن دينه اتبع هنا في هذه الاية بيان عاقبة المؤمنين الصادقين الثابتين. ان الذين امنوا بالله ورسوله والذين فارقوا الاهل اوطان مهاجرين في سبيل الله ومجاهدين لاعلاء كلمة الله اولئك يطمعون في رحمة الله ومغفرته. وهم الجديرون بان يغفر الله لهم ذنوبهم. وان ينالوا رحمة الله تعالى الواسعة يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر ومن نفعهما ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون لا تقوم دعائم الدولة الا على الاصلاح. في الشأن الخارجي والشأن الداخلي. ففي الايات السابقة ساق الله تعالى احكام القتال حماية للامة من ان يلتهمها العدو الخارجي. وذكر في هذه الاية ما يتعلق بالاصلاح للمجتمع الداخلي. الذي يقوم على اسس الفضيلة ونبذ ما يضاد ذلك. يسألون بكى محمد عن حكم تعاطي الخمر وحكم لعب القمار. فقل لهم ان فيهما ظررا عظيما واثما كبيرا. اضافة الى وجود منافع مادية نسبية. ففي الخمر ارباح تجارية فقط لمن يتاجر فيها. وفي القمار ارباح مالية فقط لمن يربح فيه بدون تعب ولا هدى لكن ظررهما على الافراد والمجتمع اعظم بكثير من نفعهما النسبي الظئيل المحصور لبضعة افراد. فالخمر تذهب العقل وتهلك المال وتضيع الصحة وتخرب البيوت. لذا كانت ام الخبائث اما القمار فانه يضيع الوقت ويهلك المال قال ويدمر الاسر ويحدث العداوة والبغضاء بين اللاعبين. واذا قيس الظرر الفادح بالنفع التام ظهر خطر هذه المنكرات الخبيثة. علما بان هذه الاية نزلت قبل تحريم الخمر تحريما قطعيا فالخمر حرمت بالتدرج كما هو معلوم. ويسألونك ماذا ينفقون اي عن قدر ما ينفقونه من اموالهم على وجه التطوع. قل لهم انفقوا العفو اي المقدار الزائد عن حاجتكم وحاجة من تعولونهم. ولا تنفقوا المال الذي تحتاجون اليه حتى لا تضيعوا انفسكم. وبمثل هذا البيان الواضح الذي لا لبس فيه يبين الله لكم طائرة احكام الشرع لكي تتفكروا فيما ينفعكم في دنياكم واخرتكم في الدنيا والاخرة ويسألونك عن اليتامى قل اصلاح لهم وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ولو شاء الله لاعنتكم ان الله عزيز حكيم كان بعض الاوصياء يخلطون طعام اليتامى بطعامهم. واموال اليتامى باموالهم. وكان الظرر يقع احيانا على اليتامى. فنزلت ايات تخوف من اكل اموال الايتام فتحاشى الصحابة عن خلط اموالهم باموال اليتامى خوفا من العقوبة. فصاروا يجعلون طعامهم على وطعام اليتامى على حدى. وكان في ذلك ظرر على مال اليتيم. احيانا لذلك سألوا الله صلى الله عليه واله وسلم. هل يخالطون اموالهم باموال اليتامى في النفقة والمطاعمة والمساكنة فكان الجواب بان المقصود هو اصلاح اموال اليتامى بحفظها وللاتجار فيها. ومخالطة اموالكم باموالهم جائز اذا كان لا يضر باليتامى. اما ان كان يضر باليتامى فلا يجوز. لانهم اخوانكم في الدين. ومن حقوق هذه الاخوة الامانة وعدم الاضرار. والله تعالى يعلم من ينوي الخيانة والافساد. ويعلم كذلك من يقصد لهم الاصلاح والمنفعة فيجازي كلا بعمله. ولو شاء الله تعالى لاوقعكم في الحرج والتضييق بان اوجب عليكم ترك المخالطة او ترك بيان هذا الامر فيشق عليكم ذلك. ولكن الله تعالى يسر لكم سبيل التعامل مع اموال اليتامى فاشكروه على ذلك. واعلموا ان الله تعالى غالب على امره حكيم لا يشرع الا ما فيه مصلحتكم ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمنن ولا امات مؤمنة خير من مشركة ولو اعجبتكم ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولا عبد مؤمن خير من مشرك ولو اعجبكم اولئك يدعون الى النار والله يدعو الى الجنة والمغفرة بإذنه ويبين اياته للناس لعلهم يتذكرون شرعت سورة البقرة في الحديث عن جانب من دستور الاسرة. وقانون الجماعة الصغيرة التي يقوم عليها المجتمع المسلم. والتي احاطها الاسلام برعاية واهتمام واخذ في وتطهيرها من فوضى الجاهلية. وكانت البداية مع قضية الزواج انه نواة المجتمع. لذا جعل الاسلام اساس الاختيار في الزواج هو التدين السليم والخلق القوي ولا يتأتى ذلك الا باختيار الزوج والزوجة. بناء على اسلامه وخلقه. فقال الله تعالى على محذرا لا تتزوجوا بالمشركات من غير اهل الكتاب. حتى يؤمنن بالله واليوم الاخر امة مؤمنة خير وافضل من حرة مشركة. ولو اعجبتك بمالها وجمالها وحسبها او نسبها وسائل مواصفاتها. وكذلك لا تزوجوا بناتكم من المشركين وثنيين كانوا ام اهل كتاب حتى يؤمنوا ولو قمتم بتزويجهن من عبد مؤمن خير لكم من تزويجهن من حر مشرك. مهما اعجبكم هذا الحر في حسبه ونسبه وجماله. والسر في التحريم ان الازواج المشركين سيؤثرون على من يعاشرونهم قطعا. فيدعون غيرهم باقوالهم او افعالهم الى الشر والشر سيقودهم الى النار فليس لهم دين يردعهم ولا كتاب يهديهم. اما الله تعالى فهو يريد بكم الخير ويدعوكم للاعمال الصالحة التي توصلكم الى الجنة ومغفرة الذنوب. باذن الله تعالى الا وفضله والله تعالى انما يبين للناس حججه وادلته ليتذكروا فيميزوا بين الخير والشر وبين الخبيث والطيب ويسألونك عن قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فاذا تطهرن فاتوهن من حيث امركم الله اه ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين في المدينة المنورة احتك المسلمون باليهود. وكان اليهود يتشددون في معاملة المرأة الحائض فيعتزلونها بالكلية في المأكل والمشرب والجماع بل حتى اللمس. لانهم يعتبرونها نجسة. فاذا مس الرجل عندهم جسد الحائض وجب عليه ان يغسل جسده بالماء. وثيابه بالماء ويكون نجسا اما النصارى فكانوا على العكس تماما يفعلون مع الحائض كل شيء. حتى الجدار فكان هذا داعيا لتساؤل المسلمين. فاجابهم الله تعالى بان الحيض شيء مستقذر وجماع الحائض فيه اذى يضر الرجل والمرأة على السواء. لذا اجتنبوا معاشرة النساء فترة الحيض فلا تجامعوهن حتى ينقطع عنهن دم الحيض ويغتسلن بعدها. فاتى حكم الاسلامي وسطا بين تشدد اليهود وبين تساهل النصارى. فالممنوع هو الجماع فقط والمسموح سائر انواع التعامل والمعاشرة كالاكل والنوم واللمس والمجالسة وغير ذلك اذا تطهرن نسائكم من الحيض ثم اغتسلن بالماء ابيح لكم جماعهن. في الموضع الذي الله لكم وهو القبل وليس الدبر. فمن وقع منه شيء مخالف لذلك فليتب الى الله. فان الله تعالى يحب التائبين من الذنوب ويحب المتطهرين الذين يتنزهون عن الفواحش والاقذار نساءكم حرث لكم فأتوا حرثكم انا شئتم وقدموا لانفسكم واتقوا الله واعلموا انكم ملاقوه وبشر المؤمنين ميمي زوجاتكم مكان زرعكم. وفي ارحامهن يتكون اولادكم فاتوا محل الزرع وهو القبل. من اي جهة شئتم وكيفما شئتم. بشرط ان يكون وطؤه في القبل. وقدموا لانفسكم بفعل الاعمال الصالحة التي تكون لكم ذخرا في الاخرة منها ان يجامع الرجل امرأته بقصد التقرب الى الله تعالى وطلب الذرية الصالحة. وليس لمجرد قضاء الشهوة. واتقوا الله تعالى بامتثال اوامره واجتناب نواهيه. ومنها ما شرع لكم في احكام النساء وايقنوا بان مصيركم الى الله وسيجازيكم على اعمالكم. وبشر يا المؤمنين الذين يطيعون الله ورسوله بما يسرهم عند لقاء ربهم قال في اياته ونذوب طعم الشند في كلماته متعلمين الفقه من لمحاته. انا ارى به اراحنا تسمع بخلاصة التفسير للقرآن. قصص به لتعطيلنا اسم العبر تحكي لنا انباء فيها مزدجر مع وتكون تثبيتا لقلبك قلبي حبيبنا بخلاصة التفسير للقرآن التفسير للقرآن