وهل نحن انا في الارض نخرج ما يزرع فينا او ما يغرس فينا. فالمرأة كالارض بالنسبة للرجل ولذلك قالت الاعرابية لابنته قال لها يا ابنتي كوني له مهادا يكن لك سماء دين وذروته واعلاه وسواء كان جهادا بسلاحي او جهادا بالعلم والحجة فالنفقة في هذا السبيل وسالك هذا السبيل معان من الله ميسر له امره. ومن تيسير الله عز وجل للمجاهد الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد كنا قد وقفنا عند الحديث الثامن والاربعين من احاديث بهجة قلوب الابرار قرة عيون الاخيار في شرح جوامع الاخبار العلامة السعدي الله فنبدأ مع هذا الحديث الجديد وما يستفاد منه فعلى بركة الله نبدأ. الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. قال المؤلف رحمه الله تعالى ثامن ولا اربعون. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة حق على الله المكاتب يريد الاداء والمكاتب المكاتب فتح التاء المكاتب يريد الاداء والمتزوج يريد العفاف. والمجاهد في سبيل الله. رواه اهل السنن الا النسائي. هذا من جوامع الاخبار من حيث انه جمع اصولا ثلاثة بها يحصل العبد عون الله تبارك وتعالى. واذا لم يكن للفتى عون من الله فاول ما يؤتى انه يؤتى من قبل نفسه والانسان في كل لحظة بحاجة الى عون الله تبارك وتعالى. ولهذا ينبغي الاكثار من قول لا حول ولا قوة الا بالله ومن قول اياك نعبد واياك نستعين ومن قول حسبنا الله ونعم الوكيل. فهذه ثلاثة الفاظ بها لا ينال العبد عون الله سبحانه وتعالى ومدده ونقرأ الان شرح الشيخ. نعم قال وذلك ان الله تعالى وعد المنفقين بالخلف العاجل واطلق النفقة. وهي وهي تنصرف الى النفقات التي يحبها الله لان وعده بالخلف من باب ثواب الذي لا يكون الا على ما يحبه الله. واما النفقات في الامور التي لا يحبها الله اما في المعاصي واما في الاسراف في المباحات. فالله لم يضمن الخلف لاهلها. بل لا تكون الا مغرما. الانسان الذي ينفق اما ان يكون ينفق في اداء حق واجب او في اداء حق مندوب ومستحب الحقوق الواجبة مثل النفقة على الزوجة والاولاد والحقوق المندوبة مثل الانفاق على الايتام والفقراء والمساكين. واما ومن الحقوق الواجبة ك فكل انسان يؤدي هذه الحقوق الواجبة او المستحبة فان الخلف من الله عز وجل له ظاهر والخلف من الله تبارك وتعالى ات ولا ريب ولهذا يقول جل وعلا مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة. والله يضاعف لمن يشاء. والله واسع عليم اما الذين ينفقون اموالهم في المحرمات او حتى في المباحات فهؤلاء لا خلف لهم ولا خلف لهم فانهم لا يجدون اثر البركة في اموالهم وعن قريب يجدون الحسرات على ما انفقوا عياذا بالله تعالى وهذه الثلاثة المذكورة في هذا الحديث المكاتب يريد الاداء. والمكاتب بفتح التاء هو العبد الذي يقول لسيده اعتقني وانا ساجلب لك مالا بقدر كذا وكذا واما المكاتب بكسر التاء فهو السيد الذي يريد ان يعتق عبده في مقابل مالي وكان هذا من قبل يوم ان كان هناك عبيد. المكاتب يريد الاداء والصنف الثاني المتزوج يريد العفاف وهو حق على الله ان يعينه. ذلك لان ارادة الاول اداء الدين والقاعدة الشرعية ان من ترتب عليه حق مالي او بدني وفي نيته اداء هذا الحق صدقا ويقينا فان الله تبارك وتعالى يعين ولهذا جاء في الحديث الاخر من اشتدان اموال الناس يريد اداءها ادى الله عنه. وهذا من عون الله عز وجل وهذا من عون الله تبارك وتعالى اما الانسان الذي اه يرتب على نفسه الحقوق ويترتب عليه الحقوق ثم بعد ذلك في نيته انه لا يريد الاداء او انه يتكاسل او يتخاذل فان الحقوق تتراكم عليه حتى يهلك ولم يؤدي حقا واجبا فضلا عن حق مندوب ثم يحاسب على ذلك لنيته الفاسدة وهذا كله يجعلنا ايها الاخوة نهتم بصلاح نياتنا. لا سيما في اداء الحقوق. اي حق ترتب ليك فانوي من قلبك الصدق والاخلاص انك تريد اداء هذا الحق قل يا رب اعني على اداء حق والدي. يا رب اعني على حق الجيران. يا رب اعني على حقوق الزوجة او الزوجية يا رب اعني على الاولاد يا رب اعني على حقوق العمل يا رب اعني على حقوق ولي الامر. يا رب اعني على حقوق المجتمع وهكذا. اطلب الله عز وجل العون وفي نيتك الصدق واليقين والاخلاص لله عز وجل تجد البركة والعون ان شاء الله عز وجل. نعم قال وهذه الثلاثة المذكورة في هذا الحديث من افضل الامور التي يحبها الله. فالجهاد في سبيل الله هو سنام في سبيل الله انه يذهب الى حراسة البلد او يذهب الى الدفاع عن البلد ثم يجد البركة في اولاده ومن عون الله عز وجل لطالب العلم انه يجد ان الملائكة تضع اجنحتها رضا لطالب العلم هذا من عون الله عز وجل للعبد ويجد طالب العلم البركة في عمره بخلاف الذين لا يكونون في في سبيل الله فانهم لا يحسون الا باعمار قد انقضت ولم يعرفوا ما حصلوا فيها الا ندامات قد سبقت نعم قال اما المكاد اما المكاتب فالمكاتبة قد امر فالكتابة احسن الله اليكم فالكتابة قد امر الله بها في قوله تعالى فكاتبوهم ان علمتم فيهم خيرا اي صلاحا في تقويم دينهم ودنياهم فالسيد مأمور بذلك والعبد المكاتب الذي يريد الاداء ويتعجل الحرية والتفرغ لدينه ودنياه يعينه الله وييسر له اموره ويرزقه من حيث لا يحتسب وعلى السيد ان يرفق بمكاتب بمكاتبه في تقدير الاجال التي تحل تحل فيها نجوم ويعطيه من مال الكتابة اذا اداها ربعها. وفي قوله تعالى في حق المكاتبين واتوا واتوهم من مال الله الذي اتاكم. امر امر للسيد وغيره من المسلمين. ولذلك جعل الله له نصيبا من الزكاة في قوله وفي الرقاب وهذا من عونه تعالى. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ما هو اعم من هذا فقال من اخذ اموال الناس يريد اداءها اداها الله عنه. ومن اخذها يريد اتلافها اتلفه الله واما النكاح بالنسبة للكتابة هل النكاح تبت السيد لعبده مندوب او واجب ذاق العلماء رحمهم الله ان المكاتبة مندوبة. فاذا ما طلب العبد الحرية بالكتابة بمقابل شيء يبذله في نجوم مختلفة يعني في اشهر مختلفة فيندب للسيد قبول المكاتبة لا سيما اذا علم انه ذو صلاح وتقى وانه يريد من وراء الحرية نفع نفسه ونفع مجتمعي فحينئذ ينبغي ان يعان على هذه المكاتبة. وقوله جل وعلا فكاتبوهم ان علمتم فيما خيرا هل ان علمتم فيهم خيرا شرط في ندب الامر؟ هذا قال به جمع من المفسرين. والمعنى اذا علم السيد ان عبده يريد المكاتبة لاجل ان يخرج مع الخوارج مثلا. قالوا لا يكاتبه. اذا علم ان العبد يريد ان يكاتبه لاجل ان يخرج مع اللصوص. قالوا لا يكاتبه. وهذا المعنى دقيق وهو مفهوم من عموم لقوله جل وعلا ان علمتم فيهم خيرا. وهكذا اذا علم السيد ان عبده لو اعتق فانه يفسد فلا فلا ينبغي له ان يعينه على الكتابة قوله على السيد ان يرفق بمكاتبه في تقدير الاجال. تقدير الاجال ان يقول له آآ على اربعة اشهر على سنة سنتين التي تحل فيها نجوم الكتاب ونجوم الكتابة هي الاقساط. والاقساط في قديم الزمان لم تكن شهرية وانما كانت احيانا شهرية وفي اكثر الاحيان تكون ربع سنوية ونصف سنوية او تكون سنوية قال ويعطيه من مال الكتابة اذا اداها ربعها. هذا من التيسير ان العبد فرضا قاله السيد اذا اعطيتني الف دينار فانت حر. فاذا ما دفع اليه الف دينار فعلى سيدي ان يرفق به ويرجع اليه ربع الالف. وهذا من باب الاحسان. وهذا كله من باب الاحسان والمكاتب شرعا يعطى من الزكاة حتى يصبح حرا. وهذا لان الشريعة قد يسرت كل السبل الموصلة الى العتاق. فقال جل وعلا كما في سورة توبة انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب. كلمة في الرقاب اول ما تبادل للذهن في تحرير الرقاب اي تحرير الرقاب العبيد. نعم قال واما النكاح فقد امر الله به ورسوله ورتب عليه من الفوائد شيئا كثيرا. عون الله وامتثال امر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وانه من سنن المرسلين. وفيه تحصيل الفرج وغض البصر وتحصيل النسل على الزوجة والاولاد فان العبد اذا انفق على اهله نفقة يحتسبها كانت له اجرا عند الله سواء كانت مأكولا او مشروبا او ملبوسا او مستعملا في الحوائج كلها. كله كله خير للعبد وحسنات جارية وهو افضل من نوافل العبادات القاصرة وفيه تذكر لنعم الله على العبد والتفرغ لعبادته. وتعاون الزوجين على مصالح دينهما ودنياهما. وقد قال تعالى فانكحوا فانكحوا ما طاب لكم من النساء. وقال صلى الله عليه وسلم تنكح المرأة لاربع لمالها وجمالها اذا بها تقول اه اه تخاطب بعلها وتقول ما لابي فلانة يعني يقصد ابو اه لا يأتينه وهو في البيت الذي يلينه غضبان الا نلد البنين. تالله ما ذاك في ايدينا وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك. لما فيها من صلاح الاحوال والبيت والاولاد تكون قلب الزوج وطمأنينيته. فان فان حصل من الدين فان حصل مع الدين غيره والا فالدين اعظم الصفات المقصودة. قال تعالى فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله. وعلى الزوجة القيام بحق الله وحق بعلها وتقديم حق البعل على حقوق الخلق كلهم وعلى الزوج السعي في اصلاح زوجته وفعل جميع الاسباب التي تتم بها الملاءمة بينهما. فان الملاءمة هي المقصود الاعظم هذا ندم النبي صلى الله عليه وسلم الى النظر الى المرأة التي يريد خطبتها ليكون على بصيرة من امره والله اعلم النكاح من سنن الانبياء والمرسلين. فلا ينبغي العدول عنه. واذا كان العبد فقيرا فانه عليه ان ينوي النية الحسنة فالله جل وعلا يغني الفقير اذا ما تزوج كيف لا وقد قال جل وعلا وانكحوا الايامى منكم والصالحين من عبادكم وامائكم. ان يكونوا يغنهم الله من فضله هذا خبر الله جل وعلا ان يكونوا فقراء يغنيهم الله عز وجل. الذي يريد ان يتزوج ويريد العفاف فانه يجد عون الله سبحانه وتعالى والامر كما قيل المرأة تأتي ومعها رزقها المرأة تأتي ومعها رزقها انت لا ترزقها بل ربما تكون المرأة ذات رزق واسع فتجد سعة الرزق بسبب زواجك اياها وقد يكون وقد تكون المرأة مقتورة الرزق لكنها تأتي برزقها لكنها تأتي ومعها رزقها. فمهما نظرنا الى محاسن الزواج لا نجد لا نجد الا ان ان الزواج كله محاسن وما قد نسمعه من بعض المتأثرين اليوم بالغرب ان الزواج قيد ان الزواج صعب ان الزواج كذا كل هذا بسبب التقليد الاعمى للغرب والا لو اخذنا الزواج وفق هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بلا كلفة في المهر ولا كلفة في الزواج ولا كلفة في في حفلة الزواج ولا كلفة في المسكن والملبس والمشرب والمأكل لو ان الزواج يسر ميسور اما وان المرأة تشترط او اهلها يشترطون كيت وكيت من المهر وكيت وكيت من حفلات الزواج وكيت وكيت من المساكن والبيوت والفروشات فحينئذ تبقى بنتهم عانسة في بيتها وربما لا يطرق بابهم احد لكن الزواج كله خير سواء للرجل او للمرأة. فينبغي على الاولياء والاباء ان يزوجوا ابناءهم اذا يسر الله لهم في الارزاق. وكما انهم يزوجون ابناءهم عليهم ان يزوجوا بناتهم. والا يعذروهن وان يسارع في الزواج بمن يبادر اليهن فان الزواج خير كله. وما قد يتصور او يتوهم من المشاق على الزواج فان اكثره يمكن حله لا سيما اذا كان بين رجل وامرأة مؤمنين صالحين ما يوجد انسان الا وبينه وبين اخر مشاكل. حتى وانت تسافر مع اصحابك يحصل بينكم مشاكل. لكن العقلاء دون المشاكل ولا يهربون منها. العقلاء يحلون المشاكل. ولابد ان الانسان حينما يريد ان يتزوج يريد بزواجه العفاف عفاف نفسه من المحرمات. فالمتزوج يريد عفافها معان من الله عز وجل ولا ننسى معاشر الشباب اه ومعاشر المتزوجين ان الزواج لا ينبغي ان نجعله سببا للفقر. اما قوله جل وعلا فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع. فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم فهذا على سبيل الاباحة فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع هذا على سبيل الاباحة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم تنكح المرأة لاربع فاذا كان الله اباح الزواج من اربع فان الناس انما يتزوجون لاربع اما لمالها او لجمالها او لحسبها او لدينها ولذلك قال عليه الصلاة والسلام حاثا ومرغبا على سبيل الندب والاستحباب لا على سبيل الوجوب بذات الدين يعني يحرص على صاحبة الدين. تربت يمينك شربت يمينك فسر بتفسيرين. التفسير الاول اي امتلأت يداك من من تراب الارض اي حصلت ارضا عظيمة فان المرأة بالنسبة للرجل كالارض ولهذا اشتكت امرأة من بعاد زوجها عنها لانها كانت تنجب الاولاد. تنجب البنات فقط ولا تنجب ذكور فذهب وتزوج غيرها ثم اولدت اه الثانية له ابنا فصار لا الاولى وكان متجاورين. فسمعت يوما صوت بعلها. واشتاقت المسكينة اليه من حيث كلما تواضعت المرأة كلما كان الرجل لا سيما ذات الدين وذا صاحب الدين يكونان على احسن الاخلاق وفسر بتفسير اخر صحيح. فقوله صلى الله عليه وسلم فاظفر بذات الدين انقطع الكلام تربت يمينك جملة مستأنفة اي ان لم تفعل ولم تخطب ذات الدين تربت يمينك يعني افتقرت كيف يفتقر الانسان وهو يتزوج من امرأة ذات غنى؟ لان الفقر ليس فقط في فقر المال. قد يكون الانسان فقيرا قد يكون الانسان فقيرا الراحة والبال. ربما لو تزوج من صاحبة المال افقر دينا وتزوج من صاحبة الجمال افقر غما. لانها كلما خرجت الناس ينظرون اليها وهو يعيش في غم ونكد واذا تزوج من صاحبة الحسب افقر فكرا وهما لانها تتعالى عليه. لكن ذات الدين للمؤمن ان يحرص عليها وهنا ايضا كان المغيرة ابن شعبة رضي الله عنه اذا جاءه رجل واراد ان يتزوج يسأله لماذا تتزوج فيقول اتزوج لذات الدين. يقول عليك بها فان اراد ان يتزوج الثاني يقول لماذا تتزوج؟ قال ذات الدين. قال عندك ذات الدين. خذ ذات المال وهذا من الارشاد ان الانسان قد يتزوج من ذات المال قد يتزوج من ذات الجمال هذا مباح لكن ذات الدين هو الافضل فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله والبيت قوامه على الزوج والزوجة. اذا كانت الزوجة قائمة بحقوق الزوجية والزوج قائم بحقوق الزوج الزوجية فان البيت فيه صلاح وتقى ونور وهدى. كما قال جل وعلا والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وبهذه المناسبة اوصي نفسي واياكم على ان نجعل حبنا لازواجنا وحبنا لاولادنا وبناتنا حبا في الله لا تجعل هذا الحب متعلقا بمجرد الزوجية او متعلقا بمجرد النسبية. فانك ستجد حسرات والام لكن اجعل هذا الحب في الله سبحانه وتعالى. فاذا ما احببت زوجتك لله عز وجل. وهي احبتك لله تجدان ثوابا من عند الله تبارك وتعالى. ثم اذا نقص دينها نقص حبك لها. واذا زاد دينها زاد حبك كان هذا امر عظيم. ولهذا اذا قامت البيوت على المحبة في الله كانت تلك البيوت المطمئنة. نعم احسن الله اليكم قال الحديث التاسع والاربعون عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرم من ما يهرو من الولادة متفق عليه وذلك ان المحرمات من النسب بنص القرآن والاجماع. الامهات وان علونا من كل جهة. والبنات نزلنا من كل جهة والاخوات مطلقا وبنات الاخوة وبنات الاخوات وان نزلن والعمات والخالات فجميع القرابات حرام الا بنات الاعمام وبنات العمات وبنات الاخوال وبنات الخالات. وهذه سبعة محرمات في الرضاعة من جهة المرضعة. وصاحب اللبن. واذا كان الرضاع خمس رضعات فاكثر. في الحولين يعني المحرمات معروف ذكره ذكرهم الله عز وجل في اية النساء حرمت عليكم امهاتكم وهي كل من لك لها ولادة عليك امك ام امك ام ابيك ام جدك ام جدتك ام اي جد من جدودك ام اي جدتي من جداتك وهكذا لان ام مفرد مضاف والمفرد المضاف يعم. كذلك عماتكم وخالات كل عمة عمتك عمة ابيك عمة امك كأمة جدي كأمة جدتك وهكذا. وخالاتكم كل خالة. خالتك خالة ابيك خالة امك خالة جدك خالة جدك وهكذا وان علا فهذه المحرمات هؤلاء المحرمات ذكرهم الله عز وجل في اية سورة النساء. والنبي صلى الله عليه وسلم اظاف على نوعين. الاول في حال الجمع. آآ حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمع بين المرأة وبين المرأة وخالاتها فهذه تضم الى قوله جل وعلا وان تجمعوا بين الاختين. فالجمع بين الاختين لا يجوز في وقت واحد ولا يجوز الجمع بين المرأة وخالتها والمرأة عمتها واما الشيء الثاني الذي بينه النبي صلى الله عليه وسلم واظافه الى المحرمات هو هذا الحديث العظيم يحرم من الرضاعة ايحرم من الولادة وفي رواية ما يحرم من النسب وبناء على هذا فانت اذا ارظعتك امرأة فهي تصير امك خلاص وصاحب اللبن ابوك الرضاعة وكل اخوات هذه المرأة خالاتك من الرضاعة. وكل عمات هذه المرأة عماتك من الرضاع مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقا رضي منها اخر. رواه مسلم. هذا الحديث اصل في اصول التعامل. وهو ان الانسان المسلم الانسان المؤمن والمرأة المؤمنة دائما لا ينظرون الى الاشياء السلبية وكل اخوان صاحب اللبن اعمامك من الرضاع وكل اخوات صاحب اللبن هم عماتك من الرضاع. وهكذا تمشي لكن يخطئ كثير من الناس من يظن ان احد الاخوة اذا ارظع اذا رظع من لبن امرأة ان ان الرظاع يسري الى خواته لا هذا غير صحيح اليس هناك سريان في الرضاعة الا من جهة اصحاب اللبأ الا من جهة اصحاب اللبن فهذه قظية مهمة ولذلك قال المصنف رحمه الله ان الرظاعة المحرمة ما هي عند الحنابلة وهو الصحيح لحديث خمس رضعات الذي يحرم من الرضاع خمس رضعات مشبعة وعلامة المشبعات صورتان الاولى ان تكون في مجالس متعددة اليوم رضعة بكرة رضعة خمس مرات والصورة الثانية ان الولد يمسك الزرع ويشرب ثم يترك وينتهي بشيء اخر ثم يبكي فتلقمه المرأة ثديها مرة اخرى. حتى يسكن ثم يتركها فممكن في ثلاث ساعات اربع ساعات خمس ساعات ممكن انها ترضعه خمس مرات هذه خمس رضعات وتلك خمس رضعات المعتبر ان يكون الولد هو الذي ترك الثدي ترك الرضع فهذه خمس رضعات مشبعة وعند بعض العلماء رضعتان وعند بعض العلماء رضعتان خمس رضعات مشبعات هذا بالاجماع طيب اذا كانت رضعة ورضعتين فهذه شبهة وان لم نقل انها محرمة لكن تركها اولى. لماذا لان الاصل في الابظاع التحريم ولا ننتقل من هذا الاصل وهو التحريم الى الحل الا بيقين فاذا قيل ان فلان ارضعت فلان رضعة ورضعتين حصل عندنا شك ولذلك قال بعض العلماء لا ينبغي ان يتزوجها وان لم نقل انها محرمة ولذلك نقول الصحيح ان التحريم يسري بخمس رضعات والشبهة موجودة برضعة او رضعتين. نعم قال واما من جهة اقارب الراظع فان التحريم يختص بذرية الراظع واما ابوه من النسب وامه واصولهم فروعهم فلا تعلق لهم بالتحريم. هذا الذي قاله الشيخ هو اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ان جهة اقارب الرضع ها اللي آآ عفوا آآ يعني هذه المسألة جهة اقارب لا يسري التحريم الى جهة اقارب الرابع اللي هو الولد. وهذا بالاجماع. ليست هذه المسألة مال شيخ الاسلام هذا بالاجماع ان التحريم لا يسري الى جهة الراظع اللي هو الولد فمثلا لو ان امرأة ارظعت ابنا ابنا لجارتها فان ام الابن لا يصبح اختها وابو الولد لا يصبح محرما لها معنى هذا الكلام انها هذه التي ارظعت هي ام هذا الولد. طيب بالنسبة للاب؟ بالنسبة للاب لا ولا شيء بالنسبة للاب لا يعتبر شيء. طيب معنى هذا الكلام؟ على هذا القول؟ هل يجوز لو ان هذه المرأة طلقت من زوجها او تزاوجها. هل يجوز لاب الابن من الرضاعة ان يتزوجها؟ الجواب نعم. يجوز لان الاب ما له اي صلة بهذه المرأة لان الرظاع من جهة الرضع لا يتعدى الحليب لا يتعدى الرابع بس نعم قال وكذلك يحرم الجمع بين الاختين وبين المرأة وعمتها او خالتها في النسب. ومثل ذلك في الرضاعة. نعم. يعني لا يجوز للجمع بين المرأة وعمتها التي من الرضاعة ولا بين المرأة وخالتها من الرضاع. نعم وكذلك تحرم امهات الزوجة وان علون وبناتها وان نزلن اذا كان قد دخل بزوجته وزوجات الاباء نعلوا وزوجات الابناء وان نزلوا من كل جهة ومثل ذلك في الرضاع. نعم هذه المسألة واضحة. لو ان الرجل تزوج من امرأة حرم ودخل بها حرم عليه ان يتزوج بناتها وان تزوج من امرأة وان لم يدخل بها حرم عليه امها وجدتها. وهكذا من من الرضاع وهكذا من الرضاع المسألة هذه من الرضاعة نفس الحكم لو ان الرجل تزوج من امرأة لها ام مرضعة. فامها من الرظاع لا يجوز لهذا الزوج ان يتزوجها. هذا معنى قوله وان نزلوا من كل جهة ومثل ذلك في الرظاع. نعم قال ومسائل تحريم الجمع والصهر في الرضاع فيه خلاف. ولكن مذهب جمهور العلماء والائمة الاربعة تحريم ذلك هذه التي ذكرت ان شيخ الاسلام خالف فيها وهو انه رحمه الله كان يرى ان مسائل الرظاء خاص من جهة النسب ولا يسري في جهة المصاهرة ما معنى هذا الكلام؟ معنى هذا الكلام ان لشيخ الاسلام رحمه الله مذهب وهو قول بعض السلف ان الرجل لو تزوج من امرأة ولها ام من الرظاع ثم طلق هذه المرأة يجوز له ان يتزوج امها من الرضا لكن هذا قول ضعيف والصواب قول جمهور العلماء ان الرظاء يسري في جهة النسب ويسري في جهة المصاهرة نعم الله اليكم قال الحديث الخمسون عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفرك وانما ينظرون للاشياء الايجابية هذا من حيث العموم فلا يجوز للزوج ان ينظر الى سلبيات الزوجة فقط والعكس ايضا كذلك في عموم التعامل لا يجوز للرجل ان ينظر الى سلبيات ابنه فقط او الابن ينظر الى سلبيات ابيه فقط او ينظر الى سلبيات جاره فقط لا. هذا الحديث يدلنا على ان الاصل في المؤمن والمؤمنة انهما ينظران الى الايجابيات راضون عن السلبيات. هذا اصل في التعامل ولذلك كان هذا الحديث من جوامع اخبار كلم النبي الكريم صلى الله عليه وسلم. نعم قال هذا الارشاد من النبي صلى الله عليه وسلم للزوج في معاشرة زوجته من اكبر الاسباب. والدواعي الى احسان العشرة المعروف فنهى المؤمن عن سوء عشرته لزوجته. والنهي عن الشيء امر بضده وامره ان يلحظ ما فيها من الاخلاق الجميلة والامور التي تناسبه وان يجعلها في في مقابلة ما كرهه من اخلاقها فان الزوج اذا تأمل ما في زوجته من الاخلاق الجميلة والمحاسن التي يحبها ونظر الى السبب الذي دعاه الى التضجر منها وسوء عشرتها رآه شيئا واحدا او اثنين مثلا. وما فيها مما يحب اكثر. فاذا كان منصفا غض عن مساوئها لاضمحلالها في محاسنها. طبعا هذا حال اهل الدين واهل الديانة. الذين يتعاملون مع الاخلاق اما حال اهل الدنيا الذين لا يتعاملون مع الخلائق الا بالصور والمصالح فلا ينفعهم الفظائل لا يرون الا المصالح ولا يرون الا الصور. نسأل الله السلامة والعافية ومن هنا ندرك سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم فاظفر بذات الدين لان صاحبة الدين عندها اخلاق وانت صاحب دين تنظر الى الاخلاق. اما اصحاب الدنيا من الجهتين فهم لا ينظرون الا الصور والى منافع دنيوية. فاذا ما ذهبت الصور واضمحلت المصالح آآ صار البيت مكسورا او صار البيت مهدوما نعم قال وبهذا تدوم الصحبة وتؤدى الحقوق الواجبة والمستحبة. وربما ان ما كرهه منها تسعى بتعديله او تبديله. واما من غظ عن المحاسن ولاحظ المساوئ ولو كانت قليلة فهذا من عدم الانصاف ولا يكاد يصفو مع زوجته لان الكمال لا يوجد في الدنيا لا يمكن لانسان اذا كان رجلا ان يجد امرأة كاملة ولا يمكن لامرأة ان تجد رجلا كاملا فلابد ان يكون هناك شيء من النقص وهذا من الابتلاء في الدنيا لان الله عز وجل جعل الدنيا دار ابتلاء ولولا النقص لما امكن الابتلاء فوجود النقص من اسباب الابتلاء. نعم قال والناس في هذا ثلاثة اقسام اعلاهم اللحن والاخلاق الجميلة والمحاسن وغمض عن المساوئ بالكلية وتناساها واقلهم توفيقا من هؤلاء اصحاب الاحسان اصحاب التقى الذين نظرتهم الى نظرة شرعية يحبون لله ويبغضون لله. فاذا رأوا اصحاب الاخلاق الجميلة والمحاسن نسوا المساوئ. نعم قال واقلهم توفيقا وايمانا واخلاقا جميلة. من عكس القضية فاهدر المحاسن مهما كانت. وجعل المساوئ نصب عينيه وربما مددها وبسطها وفسرها بظنون وتأويلات تجعل تجعل القليل كثيرا كما هو الواقع. واذا الظنون والتأويلات بين الزوجين فسد الحال. وفسدت المآل فالزوجة تقول انا انت اردت كذا وكذا وكذا ويحلف من مسكين يقول والله ما اردت كذا وكذا ثم هي تقول كلمة وهو يقول والله اردت كذا وكذا. قل والله ما اردت كذا. فاذا ينبغي غلق باب الظنون طويلات وهنا اضيف اضافة يجب ما اقول ينبغي يجب غلق باب اللوازم فان اكثر ما يفسد بين الزوجين اللوازم الفاسدة انتي قلتي تشذي معناه معنى كلامك تشذي هذا يفسد العلاقة الزوجية وهي تقول انت قلت كذا ويلزم من قولك كذا وكذا تجد الرجل يمدح اخته واذا بها تقول ها يعني انا ما ني جميلة من قال لك انت منتي جميلة هذا عقلك اللي يقول شيطانك نفسك الامارة بالسوء اللي تقول لك. لا انت يعني هل انا اذا مدحت انسان معناته اني انا اذمتك هذا غير صحيح والعكس بالعكس تجد ان المرأة المسكينة ربما ما خطر في بالها هذا الظن وهذا التوهم. قال له شوف فلان ما شاء الله خلق زين قال قال ها يعني انا اللي اخلاقي مو زينة ولا المثل الكويتي يقول لي على راسه ريشة قام يتحسس انت ما فيك الا العافية ليش تتحسس نعم قال والقسم الثالث من لاحظ الامرين ووازن بينهما وعامل الزوجة بمقتضى كل واحد منها وهذا منصف ولكنه قد حرم الكمال. وهذا الادب الذي ارشد اليه صلى الله عليه وسلم ينبغي سلوكه واستعباده مع جميع المعاشرين والمعاملين. فان نفعه الديني فان نفعه الديني والدنيوي كثير وصاحبه قد سعى في راحة قلبه وفي السبب الذي يدرك به القيام بالحقوق الواجبة والمستحبة ان الكمال في الناس متعذر وحسب الفاضل ان ان تعد معايبه وتوطين كفى بالمرء نبلا ان تعد معايبه. نعم وتوطين النفس على ما يجيء من المعاشرين مما يخالف رغبة الانسان يسهل عليه حسن الخلق وفعل المعروف مع الناس والله الموفق. الخلاصة ان الانسان اذا اراد ان يرتاح ويكون رائح البال ان لا يطلب من الناس ان يكونوا مثله وانما يعامل الناس باخلاقه هو فاذا كان كذلك يرتاح اما ان تطلب من كل احد ان يكون مثلك فهذا امر يتعبك ويغمك. الامر الثاني لا نطلب من الناس كلهم ان يكونوا كمسطرة واحدة. فهذا امر غير ممكن. فالله اوجد الاختلاف لكن نطلب ان ننظر الى المحاسن فنغلبها وان نغض عن المساوئ حينئذ ندرك الحسن وننمي الحسنى ونجود الحسنى الحسن. نسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم الاخلاق الفاضلة. نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد