السلام عليكم ورحمة الله. احبتي متابعي سلسلة نصرة للشريعة. دعوني احدثكم عن قصة عجلان. عجلان رجل تعلق قلبه بسليمة. اراد خطبتها من ابيها فطلب منه ابوها مهرا عاليا اجتهد عجلان وفكر وقاس المصالح وقدر هو يستطيع ان يدفع هذا المهر. لكن هناك طريقة اوفر. سيأتي بالمأذون وبالعروس اما ابو سليمة فسيتجاوزه عجلان ويأتي بدلا منه بصديقه برمان. وهو شاب محترم متدين. سيطلب عجلان فتاته من برمان بدلا من ان يطلبها من ابيها. لان برمان سيوافق على مهر اقل. وبالفعل ارتبط عجلان بسليمة وقرأ في حفلهما وكان حفلا اسلاميا بامتياز دعي اليه المشايخ والفضلاء. عاش عجلان وسليما في بيت واحد. وكانا يقومان الليل ويصومان بالنهار. كان عجلان يحرص كل ما اتى اهله ان يقول بسم الله. اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا. اصبح لديهما اولاد. اما المال الذي وفره عجلان عندما تجنب اعطاء المهر العالي لوالد سليمة فقد انفقه عجلان على تحفيظ الاولاد القرآن في المراكز الاسلامية. كانت هذه باختصار قصة عجلان وسليمة. اسئلة تطرح نفسها واود منك اخي ان تجيبني عنها السؤال الاول هل زواج عجلان بسليمة زواج شرعي؟ الجواب في الحديث الذي صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اي ما امرأة نكحت بغير اذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل فنكاحها باطل. اذا فزواجهما غير شرعي السؤال الثاني كون برمان شابا محترما متدينا الا يضفي هذا شرعية على زواج عجلان بسليمة؟ الجواب ما دام ان سليمة طلبت من غير وليها فلا فرق بين ان يكون هذا البديل عن الولي شر الخلق ام رجلا متدينا. بل ان المتدين ان رضي ان يمارس هذا الدور والباطل فلا خير فيه ولا في تدينه. اذ تدينه المزعوم يضفي شرعية موهومة على هذا الزواج الباطل السؤال الثالث لكن ماذا عن حرص عجلان على اسلامية العرس وعلى ذكر الله كلما غشي سليما. الا يستحق هذا كله منا الثناء؟ اليس هذا افضل مما لو جاء بالمغنيات في عرسه. اليس حرصه على قيام الليل معها افضل من سهرهما على الافلام الماجنة؟ اليس التقليل من شأن هذه ايجابيات حدية وسلبية وعدم انصاف وسوداوية. اليس لديكم اي اعتبار للجوانب الاسلامية من حياتهما؟ الجواب ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله طيب لا يقبل الا طيبا. علاقة عجلان بسليمة دون اذن وليها علاقة خبيثة. فقراءة وذكر الله عند الجماع هذا كله ذكر الله على استفتاح معصية. فلو انهما اجلا الله عن ذلك لكان اقل اثما وبقاءها في خلوتهما غير الشرعية يأثمان عليه حتى لو قاما الليل فيه السؤال الرابع ماذا عن الاولاد وانفاق عجلان عليهم في دور تحفيظ القرآن؟ الجواب بما ان النكاح باطل. فالاولاد الناتجون غير شرعيين وعجلان بصرفه مال المهر الى دور القرآن بدلا من صرفه في مكانه ليكون نكاحه شرعيا عجلان في ذلك اثم غير مأجور السؤال الخامس هل يعقل ان كل هذه التبعات الكارثية في علاقة عجلان بسليمة هو من خطأ واحد في البداية وهو عدم طلبها من ابيها الجواب نعم فهذا الخطأ الواحد في البداية هو فرق ما بين النكاح الشرعي المبارك والزواج الباطل وكل ما بني على باطل فهو باطل. احبتي في الله ان تطبيق الشريعة من خلال البرلمان هو طلب للشريعة من غير وليها. تطبيق الشريعة من خلال البرلمان هو طلب للشريعة من غير وليها. فاستئذان البرلمان في تطبيق الشريعة معناه جعله حكما على شريعة الله. فان طبق حكم من الاحكام فلا يطبق لانه واجب التطبيق من حيث هو حكم الله بل لان البرلمان اذن لهذا الحكم ان يطبق ان طبق حكم من الاحكام فلا يطبق لانه واجب التطبيق من حيث هو حكم الله. بل لان البرلمان اذن لهذا الحكم ان يطبق فحتى لو افترضنا ان البرلمان اختار ان يطبق الاحكام الاسلامية كاملة فان هذه الاحكام لا تسمى اسلامية ولا تسمى للشريعة ابدا لانها طبقت باسم البرلمان لا بسم الله كما طلب عجلان فتاته من برمان لا من وليها. فالمسألة ليست هل سيوافق البرلمان؟ وهل سيوافق الشعب على احكام الشريعة بل لا بل مجرد استئذان البرلمان في تطبيق هذه الاحكام يسقط عنها صفة انها احكام الشريعة ويجعلها احكام البرلمان. ولا فرق هنا اطبقت هذه الاحكام دفعة واحدة ام طبقت بالتدريج؟ فما دام ان تطبيقها مرتبط باذن البرلمان وصادر باسم الشعب فهي احكام الطاغوت. وان كانت ثقة في الصورة باحكام الله. اذ ان الطاغوت كل ما عبد من دون الله باذنه وادعاء حق التشريع والزام الناس بطاعته من صفات والمسألة هنا ليست مسألة شكلية. بل هي فرق ما بين العبودية لله والعبودية للبشر من دون الله انت عندما تدبح شاة تقول بسم الله. فان قلتها كانت ذبيحة تتقرب بها الى الله وكان لحمها طيبا. يجوز لك اكله. ان قلت باسم الشعب او باسم البرلمان على ذبيحتك كنت اثما مشركا لانك تهل بها لغير الله. والذبيحة حينئذ ميتة ويحرم عليها اكلها. المادة الرابعة والعشرون من الدستور المصري تقول تصدر الاحكام وتنفذ باسم الشعب. اي لان الشعب اذن بها وارادها هذا الفرق الذي يراه البعض بسيطا بسم الله او بسم البرلمان هو فرق ما بين التوحيد والشرك هو فرق ما بين الاحتكام الى الله واحتكام والاحتكام الى البشر من دون الله البعض يظن ان تطبيق الشريعة من خلال البرلمان فرق شكلي عن تطبيقها اذعانا لله تعالى. ما دام ان الاحكام في المحصلة متفقة في صورتها. يعني يقول لك نحن نريد ان نطبق الشريعة باية طريقة. المهم ان نصل الى تطبيق الشريعة. والحق ان الاحتكام الى البرلمان شرك والفرق بعد ذلك بين ان تطبق احكام موافقة للشريعة في الصورة او مخالفة لها هو الفرق الشكلي اخواني هنا نقطة مهمة جدا تطبيق الشرع بحد ذاته لا يعتبر غاية قصوى بل هو وسيلة لتحقيق العبودية لله عز وجل. فليس الهدف الوصول الى تطبيق الشريعة بشكل مجرد. بل الهدف الوصول الى تطبيق الشرع المحقق للعبودية لله عز وجل ليس الهدف الوصول الى تطبيق الشريعة بشكل مجرد. بل الهدف الوصول الى تطبيق الشريعة المحقق للعبودية لله عز وجل. والا فاحكام الشريعة لنفعنا نحن معاشر البشر. الذي يريده الله منا ان يكون تطبيقنا لشريعته من بالامتثال لامره لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم الهدف الاعظم من تطبيق شرع الله هو اظهار الخضوع والانقياد والاستسلام له تعالى. وحين يخلو تطبيق الشريعة من هذا الهدف الاعظم فلا لا قيمة له عند الله عز وجل. وبالتالي فكل ما يريده الله منا هو هذه الكلمة. تصدر الاحكام وتنفذ باسم الله. اما ان كانت احكام الشريعة تصدر وتنفذ باسم الشعب فما كان لشركائهم فلا يصل الى الله. وما كان لله فهو يصل الى شركائهم ساء ما يحكمون. ليس لله في هذه الاحكام نصيب. كل ما يريده الله منا ان نمتثل اوامره طاعة له تعالى. له وحده. هذه هي الكلمة التي يريدها الله منا يصدر الاحكام وتنفذ باسم الله. تطبيق الشريعة انما المقصود منه ان يكون مظهرا من مظاهر الاسلام. ما معنى اسلام الاسلام هو الاستسلام والانقياد التام والاذعان غير المشروط لحكم الله تعالى. وتطبيق امر الله تعالى لانه امر الله لا لان الاغلبية وافقت عليه. استئذان البرلمان في تطبيق امر الله شرك بالله بل اخضاع امر الله لامر البشر ساء ما يحكمون. فمن اللحظة التي تصدر فيها الاحكام باسم البرلمان فقد انهار هذا المعنى معنى العبودية انهيارا تاما. ولا ينفع بعد ذلك اه كون النواب محترمين كبرمان ولا بسملة في بداية الجلسات كما كان يبسمل عجلان عندما يأتي اهله ولا ينفع بعد ذلك المظهر الاسلامي لقرارات هذا المجلس كاولاد سليمة غير الشرعيين. ولا يثنى على نشاطات هذا المجلس ولا على ما قد ينتج عنه من مكافحة للفساد ورفع للظلم كما لا يثنى على صرف عجلان مهر فتاته لتحفيظ القرآن عندما استثقل صرف هذا المهر وتبعات طلبها من وليها. فطلب سليمة من برمان جعل العلاقة غير شرعية من اولها الى اخرها. وجعلها باطلا وكل ما بني على الباطل فهو باطل. لذا فاني اتألم عندما يسألني البعض طيب يا شيخ افترض ان البرلمان نجح فعلا في تطبيق الشريعة. هل تغير رأيك في المشاركة فيه؟ وهذا السؤال من من نفسه كأنهم يقولون افترض ان برمان نجح في جعل زواج عجلان به سليمة زواجا شرعيا. هل ستغير رأيك في وتعتبرها شرعية حينئذ لن تكون علاقتهما شرعية الا اذا طلب عجلان فتاته من وليها وتحمل تكاليف ذلك هذا المبدأ على وضوحه وبداهته اصبح للاسف الشديد موضع نقاش. وهذا من الثمار السلبية لمواقف الاحزاب اسلامية من العملية الديموقراطية وتصريحاتهم المتخبطة بخصوص تطبيق الشريعة. في الواقع اخواني اهم اهداف السير في هذه السلسلة كانت تنبيه على هذه الثمار المشؤومة لاخطاء الاحزاب الاسلامية ومن ثم تشخيص هذه الاخطاء وتحديد اعراضها وعلاجها هذا المحور سيكون موضوع الحلقات القادمة يتبعها باذن الله محاور اخرى مهمة فتابعوا معنا. اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم خلاصة الحلقة استئذان البرلمان في تطبيق الشريعة يجعلها حكم البشر لا حكم الله عز وجل. والسلام عليكم ورحمة الله