الالحاد لغة مصدر من الحد يلحد الحادا بمعنى ما لعن القصد وعدل عنه والملحد العادل عن الحق المدخل فيه ما ليس فيه يقال قد الحد في الدين ولا حد اي حاد عنه وعدل عنه والالحاد في اصطلاح المتقدمين يعني التكذيب والعدول عن التوحيد الى الشرك اما الالحاد بالمعنى المعاصر فيعني مذهبا فلسفيا يقوم على فكرة عدمية اساسها انكار وجود الله الخالق سبحانه وتعالى ويذهب الى ان الكون وجد صدفة بلا خالق وان المادة ازلية ابدية وهي الخالق والمخلوق في الوقت نفسه كما ينكر الملحدون تبعا لذلك الرسالات والمعجزات والحياة الاخرة بل ينكرون المفاهيم الاخلاقية ويفسرون التاريخ بالنظرة المادية فقط ويعتبرون الحياة من اثر التطور الذاتي للمادة وظاهرة الالحاد المنتشرة اليوم في العالم تحت صور ومسميات عديدة لم نجد لها مثيلا في تاريخ البشرية من قبل من حيث سعت الانتشار والتأثير في حياة الناس وافكارهم وتصوراتهم وما احدثته من تحلل وفساد في كل مجالات الحياة البشرية المعاصرة وابرز طوائف الملحدين المعاصرة الشيوعية والوجودية والعالمانية الملحدة والحداثية اما علاقة الشرك بالالحاد فالشرك والالحاد يتفقان في ان كلاهما انحراف عن الايمان والتوحيد وكلاهما انتكاس يصيب البشرية حين ينحدر البشر الى الجاهلية فينحرفون عن الفطرة السوية التي خلقهم الله عليها اما ما يفترق فيه الشرك عن الالحاد فاولا المشرك يعرف ان الله عز وجل هو خالق هذا الوجود ومدبر امره لكنه لا يفرده بالعبادة سيعبد الهة اخرى مع الله او من دون الله يقدم لها شعائر التعبد ويجعلها واسطة بينه وبين ربه اما الالحاد في اصطلاح المعاصرين فهو انكار وجود الله تعالى اصلا الملحد هو الذي ينكر وجود الله اصلا وينسب الخلق والموت والحياة لغير الله تعالى ولا يؤمن بالبعث والنشور باختصار المشرك يقول لا خالق الا الله والملحد يقول لا خالق والمؤمن يقول لا اله الا الله الفرق الثاني ان الشرك هو الانحراف الغالب على البشر في جاهلياتهم خلال عصور التاريخ المختلفة اما الالحاد فنادر فيما عدا العقائد الجاهلية المعاصرة التي انحدر الناس فيها وغلب عليها الالحاد بصورة لا مثيل لها في التاريخ من قبل اما الفرق بين الكفر والالحاد فان الكفر اعم من الالحاد الكفر يشمل عدة شعب وصور والالحاد احدى هذه الصور وهي كفر الجحود قال الامام المروزي رحمه الله تعالى الكفر كفران كفر جحود بالله وبما قال فذلك ضد الاقرار بالله والتصديق به وبما قال والكفر خصال عديدة ومن بعد خصاله الشرك الذي يضاد التوحيد واصل الشرك التشبيه والمعطل قد شبه ربه بالمعدومات. يعني المعطل الذي ينكر وجود الله ويجحد وجود الله تعالى وهنا يشبه ربه بالمعدومات بل بالاحرى هو يجعله من جملة المعدومات غير الموجودة اذا فالالحاد المعاصر هو اقبح انواع الشرك على الاطلاق