المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله عشرون ومن رسالة الرد على الفصوص اربع وثلاثمائة حقيقة الدين والايمان واليقين امران احدهما كون الله في قلب العبد بالمعرفة والمحبة فهذا فرض على كل احد ولابد لكل مؤمن منه فان ادى واجبه فيه فهو مقتصد. وان ترك بعض واجبه فهو ظالم لنفسه وان تركه كله فهو كافر بربه. والثاني موافقة ربه فيما يحبه ويكرهه ويرضاه ويسخطه. فهذا على الاطلاق كما هو للسابقين المقربين الذين تقربوا الى الله بالنوافل التي يحبها ولم يفرضها. بعد الفرائض التي يحبها ويفرضها عذب تاركها. ولهذا كان هؤلاء لما اتوا بمحبوب الحق من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة المنتظمة للمعارف والاحوال. احبهم الله فعلوا محبوبه فاحبهم فان الجزاء من جنس العمل مناسب له مناسبة المعلول لعلته ولا يتوهم ان المراد بذلك ان يأتي العبد بعين كل حركة يحبها الله فان هذا ممتنع وانما المقصود ان يأتي منها ما يقدر عليه من الاعمال الباطنة والظاهرة يمكنه ان يأتي منها باكثر مما يأتي به من الظاهرة. كما وردت بذلك النصوص. خمسة وثلاثمائة. عموم خلقه وربوبيته وعموم احسانه وحكمته اصلان عظيمان في الكتاب والسنة. والنصوص الدالة عليهما شيء كثير. وجميع الكائنات آيات له شاهد مظهرة لما هو مستحق من الاسماء الحسنى والصفات العليا. وعن مقتضى اسمائه وصفاته وخلقه الكائنات. وكما علينا ان نشهد وتدبيره العام المحيط وحكمته ورحمته. فعلينا ان نشهد الهيته العامة فان الذي في السماء اله وفي الارض اله. فان الذي في السماء اله وفي الارض اله في السماء واله في الارض. ونشهد ان كل معبود سواه من لدن عرشه الى قرار ارضه فانه باطل الا وجهه الكريم. كما نشهد انها كلها مفتقرة اليه في مبدأها. نشهد انها مفتقرة اليه في منتهاها الا كانت باطلة والكائنات ليس لها من نفسها شيء بل هي عدم محض ونفي صرف وما بها من وجود فمنه وبه ثم انه اليه مصيرها مرجعها وهو معبودها والهها لا يصلح ان يعبد الا هو كما لم يخلقها الا هو لما هو مستحق في نفسه ومتفرد به من الالهية التي لا شريك له فيها ولا سمي له وليس كمثله شيء. وهو الظاهر الذي ليس فوقه شيء وهو الباطن الذي ليس دونه شيء وهو معنا اينما كنا ونعلم ان معيته مع عباده على انواع وهم فيها درجات. وكذلك ربوبيته لهم التهم التي هم بها متعبدون له وكذلك الوهيتهم اياه والوهيته له وعبادتهم التي هم بها عابدون. وكذلك قربه من وقربهم منه ستة وثلاثمائة. الحق له معنيان احدهما الموجود الثابت والثاني المقصود النافع كقوله صلى الله عليه وسلم الوتر حق. سبعة وثلاثمئة. والباطل نوعان ايضا. احدهما المعدوم. واذا كان معدوما كان وجوده والخبر عن وجوده باطلا. لان الاعتقاد والخبر تابع للمعتقد المخبر عنه. يصح بصحته ويبطل ببطلانه. فاذا كان المعتقد المخبر عنه باطلا. كان الاعتقاد والخبر كذلك وهو الكذب. والثاني ما ليس بنافع ولا مفيد. وما لا منفعة فيه. فالامر به باطل وقصده وعمله باطل. اذ العمل به والقصد اليه والامر به باطل. ثمانية وثلاثمائة فنفى عن نفسه تعالى في سورة الاخلاص الاصول والفروع والنظراء. وهي جماع ما ينسب اليه المخلوق من الآدميين والبهائم والملائكة والجن. بل والنبات وغير لذلك فانهما من شيء من المخلوقات الا ولابد ان يكون له شيء يناسبه. اما اصل واما فرع واما نظير او اثنان من ذلك او الثلاثة