فهذا الامر يجعله الانسان نصب عينيه اي اني اخشى ان خالفت امر الله وبدلت شيئا من دينه عذاب يوم القيامة العظيم الاهوال مهما تخيلت شدة العذاب فهو اشد مما تتخيل بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما ابى قال الله تعالى واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاء نأتي بقرآن غير هذا او بدله قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي. ان اتبع الا ما يوحى الي اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم واذا تقرأ عليهم الايات القرآنية الواضحة الدالة على توحيد الله قال منكر البعث للذين قال منكر البعث الذين لا يرجون ثوابا ولا يخافون عقابا جئ يا محمد بقرآن غير هذا القرآن المشتمل على سب عبادة الاصنام او غيره بنسخ بعضه او كله بما يوافق اهواءنا قل لهم ايها الرسول لا يصح ان اغيره انا ولا استطيع بالاولى الاتيان بغيره بل الله وحده هو الذي يبدل منه ما يشاء فلست اتبع الا ما يوحيه الله الي اني اخاف ان عصيت الله باجابتكم الى ما طلبتم عذاب يوم عظيم وهو يوم القيامة هذه الايات الكلمات فيها بيان وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم وما لاقاه وكل من يدعو الى الله تعالى يجد شيئا بنحما وجده النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك لما قال ورقة بن نوفل للنبي صلى الله عليه وسلم ليتني فيها جذعا اذ يخرجك قومك قال اومخرجيهم قال لم يأت احد بمثل ما جئت به الا عود باذن الانسان لابد ان يقوم بواجب الدعوة ولابد ان يصبر ومنزلة الانسان عند الله تعالى على قدر عمله بالواجب وعلى قدر صبره واذا تتلى عليهم اياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاء نأتي بقرآن غير هذا او بدله اي اذا قرأ على مشركي قريش ايات القرآن حال كونها واضحات دالات على الحق قال الذين يكذبون بالبعث والنشور والحساب والجزاء يوم القيامة ولا يخافون عقاب الله ولا يطمعون في ثوابه احضر يا محمد قرآنا اخر ليس فيهما نكره من التوحيد والنهي عن الشرك وعيب عبادة الاصنام وذكر البعث والنشور او غير هذا القرآن بنفسك على الوجه الذي نحب والان الذين لا يرجون لقاء الله صاروا يغيرون ويغيرون ويغيرون ارظاء للكافرين فانت تدرك ان هذا القرآن هو كتاب هداية. وان النجاة بالتمسك به فالان التاريخ المعاصر تجد بعض من القم البرطيل لاجل نصرة الاباطيل تجده يغير كل يوم تجده يغير ثم يغير حتى بعضهم صار يصف كبار الصحابة وخيرة الصحابة بالفاظ في غاية الشناعة ارضاء لقوم او ارضاء لاسياد لكن الصبر على الدين هو الفوز الكبير وهو الفوز العظيم وهو الفوز المبين وان الانسان حينما يثبت على العقيدة يثبت على هذا الدين قل ما يكون لي ان ابدله من تلقاء نفسي. وتأمل هذا التلقين. فهذه السورة تعلمنا العقيدة وكيفية الثبات وان الانسان يثبت ولا يجامل في دين الله تعالى ابدا اي قل يا محمد لهؤلاء الكفار لا يحق لي ان اغير القرآن بمحظري ومقتضى اجتهادي بغير وحي من الله فليس لي من الامر شيء. اذا نبينا صلى الله عليه وسلم مبلغ ولا يستطيع احد ان يغير دين الله تعالى ابدا ان اتبع الا ما يوحى اليه. هو ده في انسان يتمسك بالوحي الذي انزله الله تعالى ويحرص الانسان ان يفهم الاسلام كما انزله الله تعالى ولذلك قد تأتي بعض اقيسة الناس تخالف النصوص تخالف الكتاب تخالف السنة لكن ليس لهم بد الا ان يأخذوا بالوحيين ان اتبع الا ما يوحى الي منهج مسلم يأخذه في حياته اي قل يا محمد لهؤلاء الكفار انما انا عبد لله مأمور بتبليغ الرسالة وليس لي الا ان اتبع ما يوحيه الله الي. ويأمرني به من غير زيادة ولا نقصان ولا ولا تبديل ولا تغيير اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم وددت من كل مؤمن ان يجعل هذه الاية نصب عينيه وان يكرر قراءتها ويكرر تطبيقها لانه انت تقول اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم كلما حركت نفسك الى المعصية فقل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. ومر نحو هذا في سورة الانعام قل اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه. وذلك الفوز المبين فاطمة بنت عبد الملك بن مروان كانت زوجة عمر بن عبد العزيز واصبح خليفة وازداد زهده في امر الدنيا وتورع كثيرا عن المال العام وبينما هو واضع رأسه على فخذها تفني له رأسه ذكرها انه لما كان امير وليس خليفة كان وضعه وضعهم الافضل فقالت له انت اليوم اقدر مما كنت فقال لها اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم فقالت له اسأل الله ان يعيذك من شر ذلك اليوم ولذا ربنا قال ان زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى كارا ولكن عذاب الله شديد اذا الانسان احذر الاخرة غاية الحذر ثم قال تعالى قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا ادراكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله افلا تعقلون قل ايها الرسول لو شاء الله ان لا اقرأ القرآن عليكم ما قرأته عليكم وما بلغتكم اياه ولو شاء الله ما اعلمكم بالقرآن على لساني فقد مكثت بينكم زمنا طويلا وهو اربعون سنة لا اقرأ ولا اكتب ولا اطلب هذا الشأن ولا ابحث عنه افلا تدركون بعقولكم ان ما جئتكم به هو من عند الله ولا شأن لي فيه اذا هذه اية عظيمة تبين رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم قل لو شاء الله ما تلوته عليكم اي قل يا محمد لهؤلاء الكفار لو اراد الله ما تلوت عليكم القرآن فالله وحده هو الذي انزله علي وهو وحده الذي امرني بتلاوته عليكم فهو ليس من قبلي ولا اقدر على ذلك ولا اقدر على الاتيان بقرآن غيره قال ولا ادراكم به. اي ولو اراد الله لما اعلمكم القرآن ولا اخبركم به لكنه ادراك به بعد ان لم تكونوا تدرون به فلو كان كذبا وافتراء كما تقولون لامكن لغيري ان يتلوه عليكم وتدرون به من جهته لان الكذب لا يعجز عنه البشر. وانتم لم تدروا بهذا من قبل. ولم تسمعوه من بشر غيري ثم قال فقد لبثت فيكم عمرا من قبله افلا تعقلون اي فقد اقمت فيكم يا اهل مكة حينا طويلا من عمري اربعين سنة قبل ان يوحى الي هذا القرآن ما جربتم علي كذبا قط تعرفون صدقي وتعرفون امانتي وتسمونني بالصادق الامين وانتم تعلمون اني لست ممن يقرأ ولا ممن يكتب ثم جئتكم بهذا القرآن العظيم افلا تعقلون انه وحي من عند الله تعالى لان الانسان اذا انكر هذه الاشياء فهذا يدل على خلل في عقله ولذلك ربنا قال ام لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون. اذا يعرفونه وهو فيهم ونسبه من اشرف الانساب ومعروف بالامانة ومعروف بالسفر نعم ولذلك جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس ان ابا سفيان اخبره ان قيصر سأله عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل كنتم تتهمونه قبل ان يقول ما قال قلت لا وذكر الحديث فيه قال سألتك هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل ان يقول ما قال فذكرت ان لا فقد اعرف انه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله ثم قال الله تعالى فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب باياته انه لا يفلح المجرمون فلا احد اظلم ممن اختلق على الله كذبا فكيف لي ان ابدل القرآن افتراء عليه ان الشأن ان المتجاوزين لحدود الله بالافتراء عليه لا يفوزون بمطلوبهم فمن اظلم ممن افترى على الله كذبا او كذب باياته. اذا الافتراء على الله خطير والتكذيب بايات الله تعالى خطير ولذلك فليحذر الذي يفتري على الله الكذب بالفتية غير الصحيحة. لان الله قد قرنه بمن كذب باياته لان من دواعي الايمان بالايات التعظيم وعدم الافتراء على الله الكذب اي لا احد لا احد اشد كذبا واوضع لقوله في غير موضعه ممن تقول الكذب على الله كمن زعم ان الله اوحى اليه او كذب بايات كتابه فلم يصدقها اذا تحريف الدين وتغيير الفتوى والتبديل لاجل مال او لاجل منصب او لاجل شهرة او لاجل شيء هذا من اخطر ما يكون عياذا بالله وقد فتن فيه كثير من الناس قال انه لا يفلح المجرمون اي لا يفوز الكافرون فالكافر لا يفوز بهذا. ولذلك المجرم في المفهوم القرآني هو المعتدي بذنب كبير يستحق عليه عذاب النار فيحذر الانسان هذا الظلم يقول ابن عاشور الظلم هنا بمعنى الاعتداء وانما كان احد الامرين اشد الظلم لانه اعتداء على الخالق بالكذب عليه وبتكذيب اياته اذا يحذر الانسان القول على الله بغير حق وكما ان التقول على الله خطير السكوت في موطن يجب فيه الكلام خطير ولذلك انا لي بحث صغير بعنوان فقه الكلام وخطورة التقول على الله واهل العلم ذكروا قالوا كما ان الناطق بالباطل شيطان ناذق فالساكت عن الحق شيطان مراء فعلى الانسان ان يعرف الواجب الذي يجب عليه في كل امر من الامور حتى لا يقع الانسان في الامر الذي يحاسب عليه قال تعالى ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض سبحانه وتعالى عما يشركون ويعبد المشركون من دون الله الهة مزعومة لا تنفع ولا تضر والمعبود بالحق ينفع قال هنا في التفسير ينفع ويضر متى شاء يعني كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يقول والشر ليس اليك. فنقول لا يأتي بالخير الا الله ولا يدفع الشر الا الله ويقولون عن معبوداتهم هؤلاء وسطاء يشفعون لنا عند الله فلا يعذبنا بذنوبنا. قل لهم ايها الرسول اتخبرون الله ان له شريكا وهو لا يعلم له شريكا في السماوات وهو لا يعلم له وهو لا يعلم له شريك في السماوات ولا في الارض تقدس وتنزه عما يقول المشركون من الباطل والكذب. اذا ربنا جل جلاله ليس له ولكن الظلمة يفترون ويكذبون فيجعلون لله تعالى الشريك. فينبغي على الانسان ان يحذر غاية الحذر من الكذب ومن الافتراء على الله سبحانه وتعالى فقالوا يعبدون من دون الله ما لا يظرهم ولا ينفعهم في هذه الاصنام لا تضر ولا تنفع لكن الانسان اذا فعل الباطل جلب الظرر على نفسه لمعصيته الله تعالى ويعبدون ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم اي ويعبد المشركون من دون الله الهة من الاصنام وغيرها. لا تضرهم ان تركوا عبادة ولا تنفعهم في الدنيا ولا في الاخرة ان عبدوها والنصوص في هذا كثيرة في كتاب الله تعالى كما قال تعالى في سورة النحل وهي السورة التي تعدد نعم الله. قال ويعبدون من دون الله ما لا يملك لهم رزقا من السماوات والارض شيئا ولا يستطيعون وتأمل هذا الاختيار لهذه الاية في سورة النحل باعتبار ان سورة النحل عددت نعم المنعم سبحانه وتعالى وفيها ذكر النعمة العظمى نعمة الرسول صلى الله عليه وسلم. يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها فهم يعرفون صدق النبي صلى الله عليه وسلم ويعرفون ان ما جاء به من القرآن هو الحق ولكنهم ينكرون تكبرا وتجبرا ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله اي ويقول المشركون هؤلاء الذين نعبدهم يشفعون لنا عند الله قل اتنبئون الله بما لا يعلم في السماوات ولا في الارض اي قل يا محمد لهؤلاء المشركين اتخبرون الله بما لا يقع ولا يكون ابدا في السماوات ولا في الارض وهو ان له شركاء يشفعون لكم عند الله اذا هؤلاء قد افتروا على الله كذبا وقد اخبركم بانه ليس له شريك. افتخبرونه بامر خفي عليه وعلمتموه؟ فربنا جل جلاله هو الذي خلق السماوات والارض وهو يعلم ما فيهما سبحانه وتعالى عما يشرك هنا تنزيه لله تعالى عن الشرك ما نسب اليه مما لا يجوز نسبته اليه. اي تقدس الله وتنزه عن ان يكون له شريك. ولذلك المؤمن حينما يسبح ربه فهو يسبح الله تعالى عن كل ما لا يليق به ثم قال تعالى وما كان الناس الا امة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون وما كان الناس الا امة واحدة مؤمنة موحدة فاختلفوا فمنهم من بقي مؤمنا ومنهم من كفر ولولا ما مضى من قضاء الله انه لا يهتم بينهم فيما اختلفوا فيه في الدنيا وانما يحكم بينهم فيه يوم القيامة لولا ذلك لحكم بينهم في الدنيا فيما يختلفون فيه فيتبين المهتدي من الضال لكن الله سبحانه وتعالى برحمته يؤخر الجزاء والحساب والقصاص وهذا امر لابد ان يعلمه الانسان فبعض الناس لما يجد في حال المسلمين من الشدة يستأخر النصر ويسأل فهن لا بد ان نعلم بان هذه الداهية ليست دار جزاء انما هي دار اختبار وامتحان يعني لم يجعلها الله تعالى نعيما لاوليائه ولا دار عقاب لاعدائه انما الحساب والجزاء والقصاص يوم القيامة وما كان الناس الا امة واحدة فاختلفوا ايهما كان الناس الا مجتمعين على توحيد الله. فاختلفوا في دينهم واشركوا بالله قال ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون اي ولولا انه سبق من الله انه يمهل المشركين والعصاة ويؤخر جزاءهم الى يوم القيامة له حكم في الدنيا بين المختلفين فينجي اهل التوحيد ويعجل عقوبته على المشركين وينزل بهم عذابه لكن الله سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة والنصوص في هذا كثيرة كما في سورة هود الاية الثامنة عشر والتاسع عشر بعد المئة وكما في سورة طه الاية التاسع والعشرين بعد المئة والاية ثلاثين بعد المئة وفي سورة الشورى الاية الرابعة عشرة وهكذا ثم قال الله تعالى ويقولون لولا انزل عليه اية من ربه فقل انما الغيب لله فانتظروا اني معكم من المنتظرين ويقول المشركون هلا انزل على محمد اية من ربه دالة على صدقه فقل لهم ايها الرسول نزول الايات غيب يختص الله بعلمه فانتظروا ما اقترحتموه من الايات الحسية اني معكم من المنتظرين لها ولذلك هذه الاية الكريمة يعني لها مناسبة فمناسبة هذه الاية لما قبلها ان هذه الاية عطف على جملة ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم فبعد ان ذكر افتراءهم في جانب الالهية نفى بهتانهم في جانب النبوة ويقولون لولا انزل عليه اية من ربه اي يقول المشركون اي مشركو قريش هلا انزل الله على محمد معجزة مما نقترح عليه حتى نعلم انه رسول من عند الله حقا انتم تحفظون سورة عبس وتولى وفيها لما ذكر الله حال الانسان قال ثم اذا شاء انشره فالنشر حاصل لكن كله بمشيئة الله ليس على ما يطلبه الذين يطلبون نعم فقل انما الغيب لله اي فقل يا محمد لهؤلاء المشركين انزالوا الايات من الغيب الذي لا يعلمه الا الله ولا يقدر ان ينزل اية احد الا الله. فان شاء انزلها. وان شاء لم ينزلها وهنا لقنه تعالى قال فانتظروا اني معكم من المنتظرين. وقلنا في اول درس ان في هذه السورة تلقين للنبي صلى الله عليه وسلم كيفية محاجة المشركين فانتظروا اني معكم من المنتظرين اي قل لهم يا محمد فانتظروا حكم الله فينا. بعقوبة المبطل منا. ونصر المحق اني معكم ممن ينتظر ذلك وربنا قال فهل ينتظرون ان لم الا مثل ايام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا اني معكم من المنتظرين ثم ننجي رسلنا والذين امنوا كذلك حقا علينا ننجي المؤمنين. فربنا جل اجلاله له الارادة المطلقة سبحانه وتعالى ذكر الاخوة في مركز تفسير هذه الفوائد قالوا من فوائد الايات عظم الافتراء على الله والكذب عليه وتحريف كلامه كما فعل اليهود بالتوراة اذا خطورة التقول على الله وخطورة التحريف وبعض الناس الان يحرفون في النصوص وبعضهم يحرف في المعاني وكل هذا خطير ولذلك الانسان لما ينشغل ببيان الدين الخالص وبيان الوحيين كما انزل الله تعالى الدين منزلة عظيمة من اعظم المنازل فكلما كثر صنيع الكفرة الفجرة كلما ازداد اجر الذين يثبتون على دين الله ويبلغون الرسالات وهنا يقول عبدالله بن المبارك يقول لا اعلم بعد النبوة درجة افظل من بث العلم لامة محمد صلى الله عليه وسلم النفع والضر بيد الله وحده دون ما سواه. نقول ان يعني انا قلت اذا اخترنا عبارة لا يأتي بالخير الا الله ولا يدفع الشر الا الله فهي الامثل ولا يحصل شيء في هذا الكون الا بقدرة الله سبحانه وتعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله بطلان قول المشركين بان الهتهم تشفع لهم عند الله اتباع الهوى والاختلاف على على الدين هو سبب الفرقة. فالانسان طبعا يبتعد عن الاختلاف قدر الامكان والانسان يبلغ الدين يبلغ الدين ويميت الباطل يقول عمر بن الخطاب اميت الباطل بعدم ذكره فالانسان يبلغ الدين حينما يبلغ الدين الخالص بالامكان ان تضاف بعض الفوائد وهي قليلة اولا الذي يتصدى لقيادة الناس لابد ان يكون مستعدا لكشف تأريخه الماضي. ولذلك تجد في هذه الايات البيان فقد لبثت فيكم عمرا من قبله فالنبي صلى الله عليه وسلم بين لهم حاله انه مكث فيهم هذا العمر الطويل وكان لا يقرأ ولا يكتب ولكنه قد جاءهم. اذا وامي وقد جاءهم بهذا الكتاب العظيم طبعا نحن حينما ننتهي بمشيئة الله تعالى من تفسير سورة يونس في يوم الامتحان سنضع مجلسا بالرواية احدثكم بحديث بالسند المتصل الى النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالتفسير بسورة من سور القرآن ونسوقه بالسند فمن يسمعه يحق له ان يحمل هذا الخبر ويحق له ان يبلغه. فيكون لديه سند متصل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يعني لابد ان يكون لك سند لان الاسانيد المتصلة الى رسول الله من دلائل نبوته تأملوا هذا في سورة الجمعة ربنا قال يسبح لله ما في السماوات وما في الارض الملك القدوس العزيز الحكيم تأمل بداية الاية التسبيح يسبح لله وهو تنزيه الله والتسبيح يأتي حينما يرى الانسان العجائب وهو ثمة شيء عجيب سيذكر في هذه الايات ثم قال هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم اياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين اذا هذي اية عظيمة انه رجل امي يعلم علم اهل زمانه ولم يقتصر الامر على تعليم اهل زمانه بل انه قد اتصلت سلسلة الاسناد الى يومنا هذا. والى ما سيأتي حتى يرث الله الارض ومن عليها ثم قال واخرين منهم لما يلحقوا بهم من الاخرون؟ انا وانت حينما اتصلت بنا سلسلة الاسناد الصحابة سمعوه من النبي نقله التابعون ثم تابع التابعين حتى وصل الينا بالاسانيد المتصلة واخرين منهم لما يلحق بهم وهو العزيز الحكيم. تأمل ختم الاية وهو العزيز الحكيم والاية الاولى ايضا ختمت بالعزيز الحكيم وبدايتها بالتسبيح باعتبار ان الله هو العزيز الحكيم الذي جعل رجلا واحدا اميا يعلم العوالم لانه لما اتصلت الاساليب منه الينا دل على انه هو الذي يعلمنا فاذا في هذه الايات بيان صحة رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم انه امي وقد جاء بهذه الرسالة العظيمة ثانيا الجمع بين المعصية وقلة الخوف من الله والدار الاخرة علامة من علامات مرض القلب والانسان مأمور ان يقول اني اخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم. فالانسان لا بد ان يعني يجعل الخوف مانعا له من المعصية. بل يشفق على نفسه من المعصية. فانت تخاف من الله وانت تهاب ان تعصيه لان الله سبحانه وتعالى الخالق الرب المالك المدبر تهابه ان تعصيه وتخاف ان تعصيه ويوجد عند بيته شفقة تشفق على نفسك انك تعرض نفسك لعذابه ثالثا مداومة تذكر الدار الاخرة حماية للانسان من الوقوع في المعاصي رابعا من الدعوة الى الله تلاوة القرآن على الناس. تذكيرا وتعليما ووددت من المشايخ اهل القرآن الذين يقرؤون الناس القرآن حينما يجيزون الطالب بعد ان يقرأ عليهم حفظا وتلاوة وتصحيحا ان ينصحوه بانه من الدعوة الى الله تلاوة القرآن الكريم على الناس تذكيرا وتعليما. كان عمر ابن الخطاب يأتي بابي موسى ويقول له ذكرنا امر ربنا خامسا ليس لاحد ان يزيد على الوحي ولا ان ينقص منه. فاذا كان حال النبي صلى الله عليه وسلم مقصور على اتباع الوحي فلا يستقل بشيء دونه اصلا فالام تبع له سادسا لا احد اظلم ولا اعتى ولا اشد جرما ممن كذب على الله والكذب على النبي هو كذب على الله تعالى. فليحذر اولئك الذين يتساهلون بايراد الروايات المكذوبة تابعا القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يكفي للدلالة على صدق النبي صلى الله عليه وسلم والداعي الى الله بهذه المعجزة الباقية يستطيع ان ينال قدرا كبيرا ممن ينتفع بهدايات القرآن. يعني انت تأمل اخي الكريم ان انبياء جاءوا بمعجزات ولكنه لما ذهب وذهبت معهم معجزاتهم لكن معجزة النبي بيدك للان فتستطيع انت من خلال هذه المعجزة ان تبصر الناس بدين الله تعالى ثامنا لما كان القرآن العظيم قد جاء به من لم يتعلم القراءة والكتابة علم بالضرورة انه لا يكون الا على سبيل الوحي والتنزيل تاسعا التعبير بتتلى جاء للدلالة على التكرر والتجدد. ولذلك فان المؤمن يتلو كتاب الله ويبث علومه دواما هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته