وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والاثم فقال البر حسن الخلق والاثم ما حاك في نفسك وكرهت ان يطلع عليه الناس. رواه مسلم. وعن عبدالله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا. وكان ان من خياركم احسنكم اخلاقا. متفق عليه فبناء التوفيق. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله. وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهداه اما بعد. هذا حديثان وما سبق قبلهما كل ذلك يدل على فضل حسن الخلق وعدم الغلظة وعدم الكفرار وعدم التلبس يكون الانسان منبسط على وجه طيب او خلق طيب الكلام قيل يا رسول الله ما هو البر والاثم؟ قال البر حسن الخلق والاثم ما حاكى في نفسك ان يطلع عليه الناس وقال صلى الله عليه وسلم انكم لا تسعون الناس باموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق فبسط وجه والطلاقة فيها الخير العظيم قال عليه الصلاة والسلام ان احبه الي واقربكم من المنزلة يوم القيامة احاسنكم اخلاقا وان ابغضكم الي وما بعدكم للمزيد يوم القيامة المصدقون المتفرقون. فهذا يدل على ان حسن الخلق من اسباب توفيق الله للعبد وكونه مع رسول الله الاخر في الجنة. وان سوء الخلق من اسباب البعد من الله ومن رسوله ومن الخير واهله بل واجب على المؤمن ان يجاهد نفسه حتى يبتعد عن الغلظة والشدة وسوء الخلق مع اخوانه المسلمين وحتى يكون طيب الخلق حسن الخلق لين الجان مع اخواني المسلمين يقول صلى الله عليه وسلم ما تواضع عبد لله الا رفعه وقال في المتقين في وصف المتقين والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. وقال جل وعلا فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ الغنم فاظوا من حولك فالمؤمن يجاهد نفسه في حسن الخلق مع اخوانه المؤمنين ومع اهل بيته زوجته واهل بيته ومع اولاده ومع جيرانه لكن من ظهرت مثل المعاصي والشرور ولم يقبل النصيحة جاز لاغلاق والديه الاغلاق عليه الانكار عليه كما قال جل وعلا ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي هي احسن الا الذين ظلموا منهم فاذا اظهر الشر ولم يقبل النصيحة هو محل الاغلاظ والتشييد عليه او العقوبة اما ما دام يرجى انه يستجيب لحسن الخلق والكلام الطيب فهو مقدم. مهما امكن علاج الامور بطيب الخلق والكلام الطيب والاسلوب الحسن هذا مقدم ومطلوب رزق الله الجميع التوفيق والهداية منه