وقال عز وجل قل هو للذين امنوا هدى وشفاء قال سبحانه ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم وقال سبحانه وهذا كتاب انزلناه مبارك فاتبعوه. واتقوا لعلكم ترحمون في ايات وهكذا في الصحيح من حديث ابي هريرة ابي هريرة رضي الله عنه يقول صلى الله عليه وسلم من دعا الى هدى كانه من اجل اوتي من تبعه لا ينقص اجورهم شيئا بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده ورسوله وصفوته من خلقه وامينه على وهب نبينا وامامنا وسيدنا محمد بن عبدالله وعلى اله واصحابه ومن سلك سبيله واهتدى بهداه الى يوم الدين اما بعد فان التذكير بالله وبحقه والدعوة اليه من افضل القروبات ومن اجل الطاعات وهي منهج الرسل عليهم الصلاة والسلام كما قال الله عز وجل وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين يخاطب نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام بذلك وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين ويقول عز وجل فذكر انما انت مذكر والله بعث الرسل دعاة للحق ومذكرين به ومبشرين ومنذرين لان لا يقبل الناس على الله حجة بعد الرسل والواجب على المكلفين العناية بما جاءت به الرسل وتدبر لما دعوا اليه ولا سيما خاتموه وامامهم وافظلهم محمد عليه الصلاة والسلام فان الله بعثه رحمة للعالمين وحجة على العباد اجمعين وكان من قبله يبعث الى قومه خاصة اما نبينا محمد عليه الصلاة والسلام فقد بعثه الله الى الجن والانس الى جميع هادئا ومذكرا ومبشرا ومنذرا وداعيا وناصحا عليه الصلاة والسلام كما قال عز وجل يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وبان الى الله وسرر منيرة قال تعالى قل يا ايها الناس اني رسول الله لكم جميعا وقال سبحانه وما ارسلناك الا كافة للناس بشيرا ونذيرا قال عز وجل وما ارسلناك الا رحمة للعالمين يخاطب نبيه بذلك عليه الصلاة والسلام هو رحمة للعالمين جنهم وانسهم نفورهم واناثهم ارى بهم وعجمهم مسلميهم وكافرهم فالمسلم له بذلك الخير العظيم في الدنيا والاخرة والرحمة العظيمة في الدنيا والاخرة في الدنيا بالتوفيق والهداية والاعانة وتيسير الامور وفي الاخرة بادخاله الجنة ونجاته من النار والكافر نصيب له نصيب من هذه الرحمة مما انزل الله على يديه عليه الصلاة والسلام من خير العظيم للعالم من دعوته الى الله هذه رحمة عظيمة يدعو الى الله هم ينذرون ويبشرون وتبين لهم حقيقة ما بعث الله به الرسل وما خلق العباد لاجله هذه من اعظم الرحمة حتى لا تقوم حتى لا تكون لهم حجة ومن اجاب لهذه الرحمة تمت له السعادة ومن ابى وعانا فقد غابت عليه الحجة ورد هذه الرحمة وللكفار ايضا من هذه الرحمة نصيب بما يدر الله من الارزاق ويحصل من العهود والمواثيق والامان واهل الجزية وغير هذا مما يرحمون به والله بعث نبيه بخلق عظيم وامر العبادة يتأسون به في اخلاقه العظيمة كما قال عز وجل قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحبكم الله ويغفر لكم ذنوبكم قال جل وعلا وما اتاكم الرسول فاخرجوه وما نهاكم عن ما انتهوا وقال لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر الله كثيرا قال سبحانه قل اطيعوا الله واطيعوا الرسول فان تولوا فانما عليه ما حمل. وعليكم ما حملتم. وان تطيعوه تهتدوا. وما على الرسول الا البلاغ الطوموبيل قال عز وجل فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور لينزل معه اولئك هم المفلحون في ايات كثيرات ولما سلت عائشة رضي الله عنها ام المؤمنين الصديقة بنت الصديق ومن الله تعالى عنها وعن ابيها لما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن وقد قال الله جل وعلا في حقه وانك لعلى خلق عظيم فقال كان خلقه القرآن يعني انه يأتمر باوامر القرآن وينتهي عنه اهل القرآن ويتخلق بالاخلاق التي مدحها القرآن واثنى على اهلها ويبتعد عن الاخلاق التي نبهها القرآن وذم اهلها وكلمته كلمة هذه الليلة في بيان هذه الاخلاق التي هي اخلاق المؤمنين والمؤمنات الذين اتبعوه صلى الله عليه وسلم وتأسوا به واثاروا على خلقه عليه الصلاة والسلام فاخلاق المؤمنين والمؤمنات هي اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وهي الاخذ بما في كتاب الله وبما باهل السنة فانها الوحي الثاني والله سبحانه اوحى الى نبيه القرآن واوحى له السنة كما قال عز وجل والنجم اذا هوى ما ضل صاحبه وما غوى وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وقد اوحى الله اليه السنة كما اوحى اليه القرآن فالواجب على اهل الايمان من الذكور والاناث التخلق باخلاقه وجوا في الواجبات وسنة في مستحبات والحذر مما نهى عنه من سائر المحارم والمعاصي وقد بين الله جل وعلا في كتابه الكريم اخلاق المؤمنين واعمالهم وصفاتهم واخلاق اهل الجنة واعمال اهل الجنة وصفاتهم واخلاق الرسل عليهم الصلاة والسلام وخلق نبينا عليه الصلاة والسلام كما بين سبحانه اخلاق اهل النار وصفاتهم واعمالهم واخلاق الكافرين والمنافقين فتارة يذكر صفات اهل الجنة الذين وعدوا ويصفه بالايمان تارة وبالتقوى تارة وبالبر تارة اخرى ويذكر ويذكر صفات اهل النار مسارة بكفر بالله وتارة بالاجرام وتارة بالنفاق وتارة بالفسوق الى غير ذلك من صفاتهم فمن تدبر القرآن الكريم من اوله الى اخره بعناية واقبال على كتاب الله واخلاص ورغبة في الفائدة والعلم عرف هذه الاخلاق فالواجب عليه حينئذ ان يأخذ بالاخلاق التي امر بها سبحانه وفرضها على عباده وان يجتهد ايضا التحلي بالاخلاق الفاضلة التي شرعها لعباده واثنى على اهلها وان كانت غير واجبة وان يحذر الاخلاق التي ذمها الله وعابها وذكر انها من اعمال اهل النار او لم اهلها او علق عليها الوعيد حتى ليأخذ باسباب النجاة وحتى يبتعد عن اسباب الهلاك والله عز وجل انزل كتابه العظيم ليتلى ويتدبر ويتعقل ويعمل بما فيه ولم ينزل ينزله سبحانه لمجرد التلاوة فقط بل للتلاوة وما وراء التلاوة وهو المقصود من التدبر والتعقل والعمل كما قال عز وجل كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب قال سبحانه افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها كثيرات بين فيها اعظم هذا الكتاب وانه هدى وانه شفاء كما قال سبحانه في الاية الاخرى يا ايها الناس قد جاءتهم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين وبين انه جل وعلا وبين ان هذا الكتاب تبيان لكل شيء فقال سبحانه ونزلنا هذا الكتاب تبيانا لكل شيء جهوده ورحمه بشرع المسلمين فجدير بالمكلف من الممل والمؤمنات ايها النبي هذا الكتاب وان يقبل عليه وان يكثر من تلاوته متدبرا متعقلا مزيرا للفائدة مريدا للعلم وان يعمل بما امر به الله وينتهي عما نهى الله يضاف الى ذلك ما جاءت به السنة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام نعتني بها ويدرسها ويأخذها من مضامنها حتى يعمل بما وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم وارشد وحتى يتباعد عما نهانا عليه الصلاة والسلام وعن ما حذر منه فيظم ذلك الى ما اخذه من كتاب الله والقائل عليه الصلاة والسلام اني اوتي للقرآن ومثله معه الاواني اوتيت القرآن وعلى ان الاوان ما حرم رسول الله مثل ما حرمه الله ومن اجمع الايات في هذا الباب قوله سبحانه والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض نأمر بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله اولئك سيرحمهم الله ان الله عزيز حكيم. هذه من اجمع الايات لبيان اخلاق المؤمنين والمؤمنات التي رضيها الله منهم واوجبها عليهم ورتب عليها الرحمة والجنة قال في اخر هؤلاء سيرحمهم الله لمن تخلق بهذه الاخلاق فهو من اهل الرحمة ثم ذكر بعد ذلك قال وعد الله مؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها انهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوان من الله اكبر ذلك هو الفوز العظيم هذا جزاؤهم هذا مصيرهم من الجنة والكرامة والرضا من الله سبحانه وتعالى فالمؤمنون والمؤمنات اوضح الله سبحانه انهم اولياء ليسوا اعداء ليسوا متشاحنين ليسوا متناحرين ولا متفرقين بل هم اولياء متحابون في الله على طريق واحد ومنهج واحد في محبة الله ورسوله وطاعة الله ورسوله والاجتهاد في دائما اوجب الله وترك ما حرم الله والوقوف عند حدود الله مع التناصف والتهاب الله والتعاون على البر والتقوى هكذا المؤمنون والمؤمنات اولياء. ليسوا اعداء ما يغتاب بعضهم بعضا ولا يسب بعضهم بعضا ولا يكذب عليه ولا يشهد عليه بالزور ولا يهونوا في الامانة ولا يغشوا في المعاملة هكذا المؤمن مع المؤمن والمؤمنة هذا خلق القرآن وهذا خلق النبي الكريم عليه الصلاة والسلام هذه الاخلاق العظيمة محبة في الله وتعاون على البر والتقوى وتناصر وتواصوا بالحق هكذا ولاية او رياء لكل واحد ولي اخيه لا يؤذيه ولا يشبه ولا يتعاطى ما يسبب البغضاء والعذاب فالذي يتعاطى ما يؤذي اخاه ويضر اخاه او يضر اخته في الله من خالف هذه الاية ولم يتخلق بخلق المؤمنين والمؤمن في هذه الاية من فاته هذا الخلق العظيم والولاية فيما بين المؤمنين والتناصح والتعاون على على الخير والتواصي بالحق والصبر عليه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعض وشبك بين اصابعه وقال عليه الصلاة والسلام مثل المؤمنين بتوادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد تداعى له بالسهر والحمى كل واحد كالعقوق من اخيه الرجل والمرأة الايمان اجمعهم على الهدى يجمعهم على التحابي في الله والتواصي بالحق والتناصر كلهم عباد الله وكلهم اتباع شريعته وكلهم احبابه فلا يجوز منهم ان يخرجوا عن هذا السبيل وهذا المنهج ويقول عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه هذا عام كما تحب لنفسك الغنى والعلم والصلاح والاستقامة فانت كذلك لمن تحبه لاخيه وهكذا المؤمنة مع اخيها واختها في الله فيجب على كل واحد من المؤمنين والمؤمنات ان يحب لاخيه ولاخته بالله ما يحب لنفسه بكل انواع الخير في العاجل والاجل ويقول عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح للمسلم على المسلم ست خصال اذا لقيته وسلم عليه واذا دعاك فاجبه واذا استنصحك فانصح له واذا حمد الله واذا عطس وحمد الله فشمته واذا مرض فعده واذا مات فاتبعه وقال عليه السلام عودوا المريض واطعموا الجائع وفكوا العاني يعني الاسير في احاديث كثيرة بهذا المعنى ومنها قوله عليه الصلاة والسلام من احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه اذ يعاملهم بما يحب ان يعامل به النصح وتوجيه وارشاد وادعي امانة واسلوب حسن ورفق وحكمة الى غير ذلك حتى مع الكفار يقول جل وعلا وقولوا للناس حسنا فبما رحمة من الله لامتنهوا ولو كنت فظا غريظا من حولك ولما بعث موسى وهارون فرعون قال لهما قال له جل وعلا فقولا لهم لينا لعله يتذكر او يخشى وقال الله سبحانه في اهل الكتاب وهم اليهود والنصارى ولا تجادلوا اهل الكتاب الا بالتي احسن الا اذا ظلموا منه. يعني الا من ظلموا فذلك له شأن اخر او الحق ان يصبح على اخيه دعوة الى الله ونصيحته وتوجيهه الى الخير والسلام بدءا وردا ونصيحته في كل شيء وامره بالمعروف ونهي عن المنكر الى غير هذا جاءته اذا مرض تشبيطه اذا عطس وحمد الله اتباع جنازته كل هذه حقوق تجلب المحبة والالفة وتسبب توحيد الكلمة واذا حاسب المؤمن نفسه وهكذا المؤمنة لحاسب كل واحد نفسه عرف عرف تقصيره وعرف ما ندريه من النقص حتى يستدرك وحتى يعالج وحتى يتوب الى الله عز وجل فيرى من نفسه تقصيرا بغيبة او نميمة او شيء من المعاصي المتعلقة باخيه بادر بالتوبة وبادر بالاصلاح والتسامح مع اخيه واستباحته واعطائه حقه حتى تعود المياه الى مجاريها ويعود الوئام والمحبة والولاء ومن ذلك السبب عند اللقاء والمصافحة كل هذا من شعار المسلمين اذا لقي اهل الطريق الصبح او بعد السلام تحية المسجد او الراتبة سلم عليه وصافحه او في اي مكان تقابل يبدأ بالسلام وان بدء وان بدء رد وان صافح اخوه صافحه كان النبي صلى الله عليه وسلم يصافح اصحابه وكانوا يصافحونه وكان الصحابة اذا تلاقوا تصافحوا وسئل عليه الصلاة والسلام اي الاسلام افضل قال ان تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت من لم تعرف وقال عليه الصلاة والسلام المسلمون من سمع المسلم من لسانه ويده. فقوله جل وعلا بعضهم اليوم بعض يشمل هذا كله وان الواجب على المؤمنين والمؤمنات ان يكونوا اولياء ويحذر كل واحد اذا اخيه بسب او شتم او غيبة او نميمة او تعيير او تهاجر بغير حق او ظلم له في نفس او في مال او في عرض الى غير ذلك حتى تبقى هذه الولاية وهذه المحبة يقول الله جل وعلا في فيما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الله يوم القيامة اين المتحابون بجلالي اليوم اظله في ظله يوم لا ظل الا ظله ويقول صلى الله عليه وسلم سبعة يظلهم الله في ظله ذكر لهم المتحابين في الله وانما تحابا في الله اجتمع عليه فتفرقا عليه الولاية تقتضي المحبة والتعاون والتواصي بالحق كما قال عز وجل وتعاونوا على البر والتقوى قال سبحانه والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. هكذا المؤمنون والمؤمنات يتخلقن بهذه الصفات. الايمان الصادق بالله ورسوله. ومن كل ما اخبر الله به ورسوله. مع العمل الصالح. الله وترك محارم الله والتواصي بالخير والمسارعة اليه. مع التواصي بالحق والدعوة الى الله ومع التواصي بالصبر على ذلك ومن جملة ذلك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ولهذا قال يأمر بالمعروف وينهون عن المنكر. هذه من صفات المؤمنين والمؤمنات لا تحمله محبته لاخيه او قرابته لاخيه الا ينهى عن المنكر والا يأمرهم بالمعروف والمقتضى المحبة والقرابة ان تأمره بالمعروف وان حتى لا يهلك حتى لا يهلكه تعينه على نفسه وعلى الشيطان بامره بالمعروف ونهي المنكر بالحكمة والرفق والاسلوب الحسن لعل الله يهديه على يديك قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث سهل ابن سعد يقول لعلي رضي الله عنه لما بعثه الى خيبر فوالله لا يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حور النعم هكذا جاء في الصحيحين وفي صحيح مسلم عن ابي مسؤول البر رضي الله عنه يقول عليه الصلاة والسلام من دل على خير فله ذو اجر فائدة فاغتنم يا اخي الدعوة الى الله وهكذا المؤمنة تدعو الى الله بين اخواتها وبين اقاربها وبين اولادها واخوتها واحبائها وغير ذلك المؤمن ما يحكم نفسه المؤمن لا تحقر رأسها والمؤمن لا يحرم نفسه. كل منهما عليه يدعو الى الله حسن طاقته ويأمرون بالمعروف وينهى عن المنكر مع الكبير والصغير مع الزميل ومع من فوقه ومع من دونه مع الرجل والمرأة على وجه ليس فيه ما يخالف الشرع يعني في الحدود الشرعية ثم قال ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله هذه من اخلاقهم العظيمة مع المحبة والولاء فيما بينهم والتناصح والتعاون على الخير. والامر بالمعروف والنهي عن المنكر مع ذلك يقيمون الصلاة يبدأون بانفسهم ويحاسبونها ويحافظون على الصلوات الخمس في الجماعة هكذا الرجل والمرأة تحافظ عليها في بيتها في وقتها الخشوع والطمأنينة والاقبال عليها واحضار القلب والصلاة عمود الاسلام يجب على المؤمن والمؤمنة الحفاظ عليها من اهم الواجبات واعظم الفضائل بعد الشهادتين اصل الدين اساسه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. علما وعملا توحيدا لله واخلاصا له تصيغا للرسول عليه الصلاة والسلام واتباعا له هذا هو اساس الدين ان تحصوا الله بالعبادة دون كل ما سواه وهذا هو معنى لا اله الا الله اي لا معبود حق الا الله هو القبول بالحق سبحانه وتعالى وما سواه نعبد بالباطل وان تضم الى ذلك الشهادة بان محمدا رسول الله الى جميع الثقلين الجن والانس وخاتمهم ليس بعده نبي ولا رسول من اجاب واتبع ما اجاب فله الجنة والكرامة والعصاة بلغوا النار ثم بعد هذا الصلوات الخمس هي العمود الاعظم بعد الشهادتين وقد فرط الكثير من الناس في هذه العصور في هذا العمود العظيم منهم من يفرط في الجماعة ومنهم يفرط في الحفاظ عليها وعدم قيامه بواجبها ومنكم من تركها بالكلية نعوذ بالله من ذلك والصلاة عودوا الاسلام واهم واجباته واعظمها بعد الشهادتين فالواجب على الرجال والنساء من المؤمنين والمؤمنات العناية بها غاية العناية والحفاظ عليها واقامتها في اوقاتها كما امر الله بالخشوع والطمأنينة وعدم العجلة وعدم النقر مع احضار القلب وعلى الرد بالزيادة على ذلك يؤديها في الجماعة في مساجد الله مع اخوانه المسلمين والرسول يقول عليه الصلاة والسلام من سمع النداء فلم يأتي فلا صلاة له عند ولما استأذنه وهو اعمى ان يصلي في بيته قال يا رسول الله ليس لي قائد يلائمني هذه الرخصة ان اصلي في بيتي قال هل تسمعوا النداء بالصلاة؟ قال نعم. قال فاجبوا وخفيف ليس له قائد ملائمة فكيف بمن عفاه الله واعطاه نصب وصحة وكثير من الناس يسهروا في الليل وينام عن الفريضة صلاة الفجر وهذه مصيبة عظيمة في حق الرجال والنساء وهي من صفات المنافقين نعوذ بالله من ذلك فالواجب الحذر وان تبكر ولا تسهر حتى تؤدي الصلاة في جماعة والمرأة كذلك عليها ان تتقي الله وان تؤديها في وقتها قبل قبل الشمس بعد طلوع الفجر وكل شهر يسبب اضاعة الصلاة فهو شهر محرم وسفر محرم ولهذا كره النبي صلى الله عليه وسلم السفر بعدها بعد العشاء لان قد قد يفضي الى ترك هذه الفريضة والنوم عنه الواجب على كل مؤمن ومؤمنة ان يدعي بهذا الامر والمحافظة على هذه الصلاة في اوقاتها الخمسة ونسيهم الفجر فان كثيرا من الناس قد بلي في النوم عنها والتساهل بها حتى لا يؤديها الا اذا قام بعمله بعد الشمس هذا منكر عظيم وشر مستقيم ولذا تعمده الانسان كفر عند جمع من اهل العلم من تعمد تركه فالصادق قد قال عليه الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ومن تركها فقد كفر وقال ايضا عليه الصلاة والسلام بين الرجل وبين الكفر واشترك الصلاة وكذلك ابو مراهن فالواجب الحذر وهذا هو اصح قول العلماء ان من تركع تعاون كفر اما من جحد وجوبها وقال ليست فريضة هذا كافر ان الجميع ولو صلى وجوبه فهو كافر ولو صلى. نسأل الله السلامة وهكذا الزكاة الحفاظ عليها زكاة المال والحرص على ادائها لوقتها لاهلها هذا من اهم المهمات ثم قال بعد هذا ويطيعون الله ورسوله. هذه اخلاقهم العظيمة هذا كمالها طاعة الله في كل شيء المؤمن والمؤمنة هدفهما طاعة الله ورسوله في السراء والظراء في الشدة والرخاء في السفر والاقامة في الغنى والفقر في المرظ والصحة في كل الاحوال المؤمن هكذا وهكذا هدفه مطاعة الله ورسوله فهما مطيعا الله ورسوله كل شيء كلما يمكنهما من ذلك وذلك بالتفقه في الدين والتبصر والتعلم وصحبة الاخيار والحذر من صفات الاشرار حتى تكون على بينة من طاعة الله ورسوله. وحتى تعرف ما اوجب الله ورسوله وحتى تنتهي عما حرم الله ورسوله فعلى كل مؤمن ومؤمنة تفقه في الدين وان يتعلم ما لا يسعه جهل لا بد من هذا حتى يعلم ما اوجبه الله عليه وما حرمه عليه وحتى يتمكن من العبادة التي خلق لها وما خلقت الجن والانس ليعبدون. هذه العبادة لابد فيها من علم. حتى تؤديها كما امر الله ويقول عليه الصلاة والسلام من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين فعلى كل مؤمن ومؤمنة توقف الدين والتبصر ويتعلم ما لا اسأله جهل ويطيع الله ورسوله كل شيء في كل ما امر الله به الرسول ويحاسب نفسه ويجاهدها لله حتى يتصف بهذه الاخلاق العظيمة وحتى يكون من اهلها وعليه ان يلزم التوبة من كل المعاصي كلما عرف انه ازل انه قد زلت قدمه في شيء من المعاصي فليبادر بالتوبة ويبادر بالاصلاح والله يتوب على التائبين وكل بني ادم خطاء ولكن قال صلى الله عليه وسلم خير الخطائين التوابون فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة العناية بامر الله والالتزام بحق الله والاستقامة على ما اوجب الله وعلى ترك ما حرم الله والجدار بالتوبة من كل ما يخل بذلك ونجومها والعناية بها كما قال عز وجل واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا قال سبحانه وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون واجمل يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحة فالانسان يخطئ ويقع رجلا كان امرأة لكن هذا الخطأ له دواء والتوبة والرجوع الى الله والندم والاقرار من الخطأ والاستقامة على الحق هذا هو الدواء لكل ذنب ثم قال بعده سبحانه وتعالى اولئك سيرحمهم الله لمن تخلق بهذه الاخلاق هو محل الرحمة ودخول الجنة والنجاة من النار ومن ضيع هذه الاخلاق ترى من اهل النار الذين اوعدهم الله بها في قوله عز وجل ان المجرمين في عذاب جهنم خالدون ما يفترون وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمون الظالم بترك طاعة الله وترك القيام بامر الله وركوبهم محارم الله صاروا ظالمين بهذا فاستحقوا العقاب واستحقوا البعد من رحمة الله فعليك يا عبد الله ان تبتعد عن اخلاقهم الذميمة وهي رفع عن الله ودراره عن طاعته وركوب محارمه هذه اخلاق الظالمين والجاهلين والكافرين ومن اهم الامور تعبد الاخيار هذا من اهم الامور تعلم وتفقه في الدين ومذاكرة في العلم مع صحبة الاخيار حتى تزداد علما وبصيرة وحتى تبتعد عن من يجرك الى الباطل ومن يخدعك ويزين لك ما حرم الله عز وجل فكم من صالح جرهم اصحاب السوء والفساد فالواجب الحذر من صحبة الاشرار والحرص على صحبة الاخيار سواء كان مؤمن او مؤمنة المؤمنة تحذر تبذيرات من النساء والنون كمال يحذر نشرب من الرجال وكل يحرص على صحبة الخير والاستفادة منه والمذاكرة معه في الخير واصل ذلك ظله كتاب الله العظيم كما تقدم من تدبره واقبل عليه واكثر من تلاوته بقصد الهدى افلح ثم السنة العناية بها والحرص عليها وحفظ ما يسر الله منها ومن الاخرة في ذلك مع اهل العلم هذا هو طريق النجاة وهذا هو سبيل السعادة مع الاخلاص لله والصدق في العمل وسؤال الله التوفيق والهداية المؤمن يضرع الى الله وهكذا المؤمنة دائما دائما يضرعوا الى الله ويسعده الهداية والتوفيق والاعانة على كل خير ويثبتهم على الحق والهدى وليمنحوا الفقه بالدين وان يعيذه من شأن نفسه وهواه ومن شياطين الانس والجن هكذا المؤمن هكذا المؤمن بلغنا الله واياكم الاستقامة. وهدنا واياكم سبيل السعادة والسلامة. واعاننا واياكم من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا. ونسأله سبحانه ان ينصر كلمته وان يوفق ولاة امرنا لكل خير. وان يعينهم على كل خير. وان يصلح لهم البطانة. وان يرفع بهم علماء وان يقمع بهم اهل الشر والفساد. كما نسأل المسلم ان يصلح ولاة امر المسلمين جميعا في كل مكان. وان يصلح احوال المسلمين جميعا وان يولي عليهم خيارهم ويصلح قادتهم ويمنحهم الفقه في الدين ويعينهم على كل ما فيه سعادتهم ونجاتهم في الدنيا والاخرة انه ولي ذلك والقادر عليه. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله واصحابه واتباعه باحسان