بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين ام ابى قال الله تعالى ومنهم من ينظر اليك افانت تهدي العميا ولو كانوا لا يبصرون ومن المشركين من ينظر اليك ايها الرسول ببصرها الظاهر لا ببصيرته افانت تستطيع تبصير الذين سلبت ابصارهم انك لا تستطيع ذلك وكذلك لا تستطيع هداية فاقد البصيرة ايها الاخوة الان الانسان لما يقرأ هذه الاية ويستذكر كان الصحابة الذين اشبعوا بصرهم وبصيرتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم وايضا الانسان يتفكر بالكفار الذين نظروا الى النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينتفع منه فالانسان لما لم تتحقق له الرؤية البصرية الان فعليه ان يحقق النظرة العلمية بان يقرأ هدي النبي صلى الله عليه وسلم وان يقرأ شمائله الشريفة وان يقرأ ما يتعلق به والصحابة قد نقلوا كل شيء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالانسان اذا فاته شيء عليه ان لا يفوته ما يستطيع حصوله وهذه الاية الكريمة لما اخبر الله تعالى ان طريقا عظيما من طرق العلم قد انسد على المشركين وهو طريق المسموعات المتعلقة بالخير ذكر انسداد الطريق الثاني وهو طريق النظر. فقال تعالى ومنهم من ينظر اليك والان في الانسان يكون له في كل شيء فائدة وهنا دل قوله منهم ان ينظر اليك ان النظر الى حالة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه واخلاقه واعماله وما يدعو اليه من اعظم الادلة على صدقه وصحة ما جاء به وانه يكفي البصير عن غيره من الادلة. ولذلك نحن ينبغي علينا ان نبلغ هذا وان نشرحه للناس لان هذا فيه دلالات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك كانوا ينظرون الى ما اعطاه الله تعالى من التؤدة والسمت الحسن والخلق العظيم وايضا دلائل النبوة التي كانت تظهر بين يديه وفيها تقوية للايمان الصحابة وفيها تبصير بان هذا نبي للجميع حتى ان تلك المرأة التي رأت الماء قد فار من بين اصابعه قالت ما بين هذه وهذه اسحر منه او انه نبي فجعلت احتمالا ثم امنت وامن قومها نعم اذا من ينظر الى ما اعطاه الله من التوبة والسمت والخلق والدلالة الظاهرة على النبوة فيه دلالة لاصحاب البصائر واصحاب العقول وهؤلاء ينظرون كما ينظر غيرهم لكن الكفار الذين كانوا ينظرون لا يحصد لهم من الهداية شيء كما يحصل لغيرهم بل المؤمنون ينظرون اليك بعين يقار وهؤلاء الكفار ينظرون اليك بعين اخرى ولذلك هذا المعنى في هذا الذي سقناه ان يشبه المعنى في اول صفحة من سورة البقرة الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين فهو فيه هداية لكن من اقبل عليه واستمعه واراد ان يستبصر الصفحة التي بعدها ان الذين كفروا سواء عليهم اامدرتهم ام لم تنذرهم لا يؤمنون ففرق بين الذي يستمع القرآن لاجل ان ينتفع فينتفع وفرق بين من يستمع القرآن ولا يريد ان ينتفع وايضا فرق بين الذي كان ينظر الى النبي صلى الله عليه وسلم ليريد ان يعرف الحق فيعرف من خلال اول جلسة صدق هذا النبي وتظهر له دلائل النبوة ولكن اولئك المعاندون هم لا ينتفعون من هذه الايات اذا ومنهم من ينظر اليك ايوة من الكفار من ينظر اليك يا محمد ولكنهم لا ينتفعون بذلك النظر ولذلك ربنا قال واذا رأوك ان يتخذونك الا هزوا اهذا الذي بعث الله رسولا ان كان ليضلنا عن الهتنا لولا ان صبرنا عليها وسوف يعلمون حين يرون العذاب من اضل سبيلا فتأمل كيف انهم وصفوا ان النبي صلى الله عليه وسلم يظلهم عن الهتهم ولكن الله سبحانه وتعالى دافع عن نبيه وابانا لهم من الذي هو اضل سبيلا فقال تعالى ومنهم من ينظر اليك افانت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون اي افانت يا محمد تستطيع ان ترشد العميا الذين لا بصر لهم ينتفعون بهم وخصوصا اذا انضم الى ذلك فقد البصيرة فكذلك لا تقدر على هداية الكفار الذين عميت قلوبهم عن الحق كما قال تعالى فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور وربنا جل جلاله قال وما انت بهذي العمي عن ضلالتهم نعم ثم قال تعالى ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون ان الله تنزه عن ظلم عباده فهو لا يظلمهم مثقال ذرة ولكنهم هم الذين يظلمون انفسهم موارد الهلاك هم الذين يظلمون انفسهم بايرادها موارد الهلاك بسبب التعصب للباطل والمكابرة والعناد اذا هذه اية عظيمة ان الله لا يظلم الناس شيئا كما في سورة النساء في الاية الاربعين فيما ان الله لا يظلم الناس مثقال ذرة وان تك حسنة يضاعفها فربنا لا يظلم ولا يهضم طبعا الظلم هو يعني الزيادة في اساءة من اساء والهضم هو انقاص في حسنات من احسب فربنا لا يظلم ولا يهظم سبحانه وتعالى بل هو الحكم العدل فقال ان الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون وهنا ربنا قال انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا لو تتدبر اخي الكريم حينما ذكرت الامانة وذكر الظن والجهل الذي يصيب كثير من الناس يدرك ان الانسان حينما يفرط في هذه النعم التي جعلها الله تعالى سبيلا لتلقي الانسان تدرك ان الانسان صار جاهلا لهذه النعم وانه صار ظالما لنفسه حينما لم يستخدم هذه النعم في مرضاة مفديها وذاك كم الان تجد من طرق الخير الكثيرة ولكن الكثير من الناس يخططون في الاعمال الصالحة اذا لما ذكر الله تعالى في الايتين السابقتين فريقين ووصفهما بالشقوة ينظرون ويسمعون. ولكن لا يعقلون ولا يؤمنون اخبر الله تعالى في هذه الاية ان تقدير الشقة عليهم ما كان ظلما منه ودال في الكمال عدله اذ ان الله سبحانه وتعالى يضع الامور في مواضعها ويوقعها في مواقعها عن علم بمن يستحق الهدى او الضلالة والعمم واذا كسبوا المعاصي فقد ظلموا انفسهم لانهم لم يضعوا انفسهم الموضع الذي تكون وانهم قد قصروا فيها وهم قد ظلموا انفسهم لان الفعل منسوب اليهم وان كان القضاء لله تعالى فربنا جل جلاله علم الامور قبل ان تكون فكتبها اذا الانسان يستذكر دائما بعض الناس يصاب بمصيبة يقول لماذا حصل لي كذا بل بعضهم يناجي يقول لماذا يا رب وهذا باب خطير جدا ان الانسان يعترض على القضاء ولذلك مرتبة الرضا من اعظم المراتب ان الانسان يصبر ويرضى ويشكر الله سبحانه وتعالى على ما يمر به من اختبار وامتحان حتى قال عمر ابن عبد العزيز قال اني لاصبح وليس لي سرور الا في مواضع القضاء والقدر ان الله لا يظلم الناس شيئا. اي ان الله لا يفعل بخلقه ما لا يستحقون منهم فلا يسلب احدا الايمان ولا يصرفه عن الهدى الا اذا استحق ذلك وهذا لكمال علمه سبحانه وتعالى ولعظيم حكمته وعدله فهو لا يعاقب من لم يستوجب العقاب ولا يزيد في سيئات المسيئين ولا ينقص من حسنات المحسنين وربنا قال وما ربك بظلام للعبيد. فربنا ليس بظالم وليس بظلام للعبيد بل لا يظلم الناس شيئا ولا يظلم الناس مثقال ذرة مهما كان الامر يسير فربنا لا يهظم ابدا ولذلك في حديث اهل الشام حديث ابي ذر وفيه يا عبادي اني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ذكر النووي في كتاب الاذكار ان اهل الشام اذا حدثوا بهذا الحديث جثوا على ركبهم ولذلك الامام احمد يقول هذا اشرف حديث لاهل الشام قال تعالى ولكن الناس انفسهم يظلمون نعم وهذا اللي هو يعني المراد بالوعد هو قيام الساعة فهذا من تجبرهم انهم يتجبرون ويتكبرون ثم جاء التلقين فقال تعالى قل لا املك لنفسي ظرا ولا نفعا الا ما شاء الله اي ولكن الناس هم الذين يظلمون انفسهم ويضرونها بكفرهم بالله ومعصيته فيستحقون عقابه ولا يضرون الله شيئا ربنا جل جلاله لا تنفعه طاعة الطائعين ولا تضره معصية العاصي انما الانسان ينفع نفسه بفعله الحسنات التي سميت حسنات وتسمى بالصالحات لانها تصلح حاجة الانسان في الدنيا والاخرة وتصلحه لان يكون من اهل الجنة وان يكون في جوار الرحمن وربنا قال فما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا انفسهم يظلمون ثم قال تعالى ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا الا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين ويوم يحشر الله الناس يوم القيامة لحسابهم كأن لم يمكثوا في حياتهم الدنيا وفي برزخهم الا ساعة من نهار لا ازيد يعرف بعضهم بعضا فيها. ثم تنقطع معرفتهم لشدة ما شاهدوا من اهوال القيامة قد خسر الذين يكذبون بلقاء ربهم يوم القيامة. وما كانوا مؤمنين في الدنيا بيوم البعث حتى يسلموا من الخسران. ولذلك في الايمان هو سبب للنجاة فهذه الاية العظيمة فيها بيان حال الناس حينما يعرف بعضهم بعضا حينذاك لكن هل ينتفعون؟ لا ينتفعون فربنا جل جلاله لما وصف الكفار بقلة الاصغاء وترك التدبر اتبعه بالوعيد عليهم وتأمل هذا المعنى مع صنيع جبريل عليه السلام مع نبينا صلى الله عليه وسلم في اول لقاء عندما انزل الله على نبيه القرآن فقال له اقرأ فضمه ثلاث مرات لاجل ان يصغي ويجعل السمع والبصر والفؤاد مع ما يسمع من الوحي ولذلك انت الان لمن تقرأ صفحة من الصفحات من صفحات القرآن تجعل السمع والبصر والقلب ولا تشتت الذهن ولا تجعل الافكار تسترق منك الاصغاء فهؤلاء لما وصف الله الكفار بقلة الاصغاء وترك التدبر اتباعه بالوعيد عليه لان هذا سيجر الى التضييع. وان الانسان سيفوته خير قال ويوم يحشرهم كان لم يلبثوا الا ساعة من النهار اي ويوم يجمع الله الكافرين في موقف الحساب كي يستقلون حين ذاك مدة مكثهم في الدنيا كأنهم لم يعيشوا فيها الا ساعة من نهار طبعا هذا يشمل العيش في الدنيا ويشمل المكوث في القبر وحتى من يعذب في عذاب القبر ويرى اهوال يوم القيامة يرى ان ما مره كان يسيرا ولذلك ينبغي على الانسان يعني ان يخشى ان يخشى هذا الامر يقول ابن حزم في الاخلاق والسير اذا تأملت في مدة الدنيا لم تجدها الا الان الذي هو فصل الزمانين فقط واما ما مضى ولم يأت فمعدمان كما لم يكن. فمن اضل ممن يبيع باقيا خالدا لمدة هي اقل كل من كظ الطرف ولذلك يعني مقدار هذه الدنيا كالذي يجلس في صالة الانتظار ثم يذهب هذا الوقت فينبغي على الانسان ان يعطي الوقت والزمان حقه وان يستبدل ان هذا يذهب لكن هذا الذي يذهب لا بد ان يعبئه الانسان وان يجعله خزائن العمل الصالح. وان اهوال يوم القيامة اهوال عظيمة. تنسي الانسان الشيء الطويل ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا الا ساعة من النهار وربنا قال قال كم لبثتم في الارض عدد سنين؟ قالوا لبثنا يوما او بعض يوم. فاسأل العادل قال ان لبثتم الا قليلا لو انكم كنتم تعلمون وربنا قال ويوم ينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم ان لبتم الا عشرا نحن اعلم بما يقولون اذ يقول امثالهم طريقة ان لبثتم الا يوما وربنا قال ويوم تقوم الساعة يقسم المجرمون ما لبثوا غير ساعة. كذلك كانوا يؤفكون وقال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله الى يوم البعث. فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون. وهذا دليل على ان المقصود لم يلبثوا الا ساعة هو مكث الدنيا والمكوث في القبر وربنا قال كانهم يوم يرونها لم يلبثوا الا عشية او ضحاها ثم ذكر ربنا جل جلاله في هذا الحشر ماذا سيحصل حينما يرى الناس بعضهم بعضا. قال يتعارفون بينهم اي يعرف الناس بعضهم بعضا يوم القيامة كما كان في الدنيا يعرفون بعضهم وهذا يدل على تكبر الكافر ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين؟ اي ويقود المشركون متى سيأتينا عذاب الله ان كنتم ايها الرسول ومن اتبعك صادقين فيما تعدوننا به من العذاب لكن لا ينتفعون بهذه المعرفة اذ كل واحد مشغول بنفسه ولا يسأل حميم حميما يبصرونهم يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه وصاحبته واخيه فاذا هم سيعرفوا بعضهم بعضا وايضا في هذا الموقف سيتذكر كيف ان بعضهم قد اضل بعضا عياذا بالله تعالى قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كان مهتدون اي قد خسر ثواب الله وجنته الجاحدون للقاء الله يوم القيامة فاستحقوا دخول النار وما كان موفقين للحق بتكذيبهم بالبعث بعد الموتى. طبعا الانسان يخسر في حياته لكن الخسارة الحقيقية هي خسارة يوم القيامة الخسارة الحقيقية هي خسارة يوم القيامة ثم قال الله تعالى واما نريينك بعض الذين نعدهم او نتوفينك فالينا مرجعهم ثم الله شهيد على ما يفعلون واما نريينك ايها الرسول بعظا مما وعدناهم به من العذاب قبل موتك او نتوفينك قبل ذلك. ففي كلتا الحالتين الينا رجوعهم يوم القيامة ثم الله مطلع على ما كانوا يعملون لا يخفى عليه منه شيء وسيجازيهم على اعمالهم اذا هذه الاية تتمة الرد على المشركين في تكذيبهم ما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتيهم تأويله من العقاب الذي مر في المجلس السابق فقال تعالى واما نريينك بعض الذين نعدهم او نتوفينك فالينا مرجعهم اي وما نعجل عقوبة الكفار في حياتك يا محمد فتراها طبعا ربنا جل جلاله قد اراه قتلهم واسرهم ودلهم وذهاب عزهم في بذر وايضا ربنا جل جلاله قد فتح له الفتح الاكبر في فتح مكة نعم فربنا جل جلاله اراه بعض من ذلك وما حصل لهم بعده ايضا حصل بامر الله سبحانه وتعالى وايضا مصيرهم ومرجعهم الى الله تعالى ولذلك في عقوبة الكافر في الدنيا لا تمنع عقوبته في الاخرة فثمة عقوبة عاجلة وثمة العقوبة الكبرى هي العقوبة يوم القيامة قال ثم الله شهيد على ما يفعلون اي ثم الله شاهد على ما كانوا يفعلونه في الدنيا وسيجازيهم. فربنا جل جلاله شهيد على فعل الخير يجازي عليه وعلى فعل الشر ويجازي عليه. قال يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله ونسوه نعم ثم قال تعالى ولكل امة رسول فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ولكل امة من الامم السابقة رسول ارسل اليهم بين بلغهم ما امر بتبليغه وكذبوه حكم بينهم وبينه بالعدل فنجاه الله بفضله واهلكهم بعدله وهم لا يظلمون من جزاء اعمالهم شيئا. فربنا جل جلاله لا يظلم احدا ابدا اذا ربنا جل جلاله لما بين حال الرسول في قومه بين حال الانبياء جميعا مع اقوامهم وهذا فيه تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه. وفيه تطمين لقلبه صلى الله عليه وسلم نعم قال ولكل امة رسول. طبعا هنا الامة تطلق على الجماعة من الناس وهو الاستعمال الغالب في قوله ولكل امة رسول. كما هو هنا وتطلق ايضا الامة على البرهة من الزمن. وادكر بعد امة وتطلق في الرجل المبتلى به ان ابراهيم كان امة. فرجل واحد لكنه يعدل امة بالدعوة الى الله تعالى وتطلق على الشريعة والطريقة كقوله انا وجدنا اباءنا على امة فهنا قالوا لكل امة رسول اي ولكل امة من الامم الماضية رسول ارسله الله اليهم يدعوهم الى الايمان عبادة الله وحده وهذا من رحمة ارحم الراحمين ان الله قد ارسل الرسل وانزل الكتب رحمة بالعباد والسعيد من قام باداء هذه الرسالة قال فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون. اي فاذا اتى الامة رسولهم يوم القيامة ليشهد عليهم. حكم الله بينهم بالعدل وهو غير ظالم لهم. فربنا جل جلاله لا يظلم ولا يظلم كما قال تعالى واشرقت الارض بنور ربها ووضع الكتاب وجيء بالنبيين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون. فربنا جل جلاله لا يظلم احدا ولذلك الانسان مهما يبذل ومهما يتعب فتعبه لا يذهب ثم قال تعالى ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين نعم الاية الثامنة. ويقول هؤلاء الكفار معاندين ومتحدين متى زمن ما وعدتمونا به من العذاب ان كنتم صادقين فيما تدعونه اذا هذه الاية عطف على جملة واما نرينك بعض الذي نعدهم والمناسبة انه لما بينت الاية السابقة ان تعجيل الوعيد في الدنيا للمشركين وتأخيره سواء عند الله تعالى اذ الوعيد الاتم هو وعيد الاخرة. اتبعت بهذه الاية حكاية لتهكمهم على تأخير الوعيد لكل امة اجل اذا جاء اجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستخدمون قل لهم ايها الرسل لا املك لنفسي ضرا اضرها به او ادفعه عنها ولا نفعا انفعها به فكيف بنفع غيري او ضرة الا ما شاء الله من ذلك. فكيف لي ان اعلم غيبه لكل امة من الامم توعدها الله بهلاك زمن محدد لهلاكها لا يعلمه الا الله. فاذا جاء زمن هلاكها لم تتأخر عنه وقتا ولم تتقدم اذا امر الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم بان يجيب عن شبهة تأخر الوعيد بجواب يحسم المادة وهو قوله قل لا املك لنفسي ضرا ولا نفعا الا ما شاء الله وحقيقة هذا المعنى معنى عظيم جدا حتى لا يأتي انسان يتعلق فيطلب المدد من النبي صلى الله عليه وسلم والان يعني تجد كثير من الناس يقول يا الله يا رسول الله وهذا امر خطير جدا واذا سمعنا احدا يقول هذا يحرم علينا السكوت فلا بد ان نبين وانا هنا اسمع بعض الاشخاص يتكلمون بلغتهم ولا يعرفون العربية فاضطر ان اتكلم معهم بلغتهم وبلسانهم وابين لهم ان هذا امر محرم وان الانسان يطلب من الله وحده اذا امر الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم بان يجيب عن شبهة تأخر الوعيد بجواب جليل يحسم المادة وهو قوله قل لا املك لنفسي ظرا ولا نفعا الا ما شاء الله والمراد ان انزال العذاب على الاعداء واظهار النصر للاولياء لا يقدر عليه احد الا الله سبحانه وتعالى ولذلك ما حصل من بعض الصحابة في غزوة حنين واعجبتهم الكثرة بين الله تعالى لهم ان النصر من عند الله تعالى وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم. فربنا جل جلاله هو العزيز الحكيم ثم قال تعالى قل لا املك لنفسي ضرا ولا نفعا الا ما شاء الله. اي قل لهم يا محمد لا اقدر على ضرر نفسي ولا نفعها في ديني ولا دنياي الا ما شاء الله ان املكه واقدر عليه ولست قادرا على الاتيان بما تسألونني عنه من العذاب لكل امة اجل اي لكل قوم وقت محدد قدره الله لانقضاء مدتهم وهذه الامور التي قدرها الله تعالى على الامم والافراد هي بحكمته سبحانه وتعالى قال فاذا جاء اجلهم فلا يستأثرون ساعة ولا يستقدمون اي اذا جاء وقت انقضاء اجل كل امة فلا يؤخرون عن ذلك الوقت الذي قدره الله لهلاكهم ساعة ولا يتقدم اجلهم وربنا قال ما تسبق من امة اجلها وما يستأخرون ثم قال الله تعالى قل ارأيتم ان اتاكم عذابه بياتا او نهارا. ماذا يستعجل منه المجرمون قل ايها الرسول لهؤلاء المستعجلين عن العذاب. اخبروني ان جاءكم عذاب الله في اي وقت من ليل او نهار ما الذي تستعجلونه من هذا العذاب؟ اذا هذا فيه بيان عجلة الانسان فالانسان يستعجل لنفسه الشر كما يستعجل لنفسه الخير ولذلك الانسان يقرأ الوحي حتى يختار لنفسه الصواب فربنا جل جلاله بين لهذه الاية الكريمة انه لما كان جل قصد المشركين بقولهم السابق الاستهزاء وكان وقوعها امرا منفذا وكان من شأن العاقل ان يبتعد عن كل خطر ممكن. امره الله تعالى امر نبيه صلى الله عليه وسلم بجواب اخر فقال قل ارأيتم ان اتاكم عذابه بياتا او نهارا. اي قل لهم يا محمد قل للمشركين اخبروني ان اتاكم عذاب الله ليلا واقتنوا بكم او نهارا وقت اشتغالكم بامور معاشكم ماذا يستعجل منه المجرمون اي اي شيء يستعجل المشركون من العذاب الا الشر الذي لا يستطيعون دفعه عن انفسهم ثم قال تعالى اثم اذا ما وقع امنتم به الان وقد كنتم به تستعجلون ابعد ان يقع عليكم العذاب الذي وعدتم الذي وعدتموه تؤمنون حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل. اتؤمنون الان وقد كنتم تستعجلون العذاب من قبل من قبل على وجه التكذيب اثم اذا ما وقع امنتم به اي اذا نزل عذاب الله بكم ايها المشركون امنتم به حين لا ينفعكم الايمان ولذلك الانسان انما يستعجل قبل ساعة الرحيل. اما اذا صار الرحيل وجاءه الامر فلا ينفعه الايمان في ساعة الرحيل وربنا قال فلما رأوا بأسنا قالوا امنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون فربنا جل جلاله بين في هذه الاية الكريمة ثم قال كنتم به تستعجلون اي الان تؤمنون ايها المشركون بعد ان وقع بكم العذاب وقد كنتم قبل مجيئه تستعجلون بالعذاب. لانكم مكذبون به وربنا قال عن فرعون حتى اذا ادركه الغرق قال امنت انه لا اله الا الذي امنت به بنو اسرائيل وانا من المسلمين الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين فالانسان يستغل يستثمر الاوقات ولا يضيعها ثم قال تعالى ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد هل تجزون الا بما كنتم تكسبون ثم بعد ادخالهم بعد ادخالهم في العذاب وطلبه من الخروج منه يقال لهم ذوقوا العذاب الدائم في الاخرة. فهل تثابون الا ما كنتم تعملون من الكفر والمعاصي ثم قيل للذين ظلموا ذوقوا عذاب الخلد اي ثم يقال يوم القيامة للذين ظلموا انفسهم بالكفر بالله ذوقوا اي تجرعوا العذاب الدائم الذي لا ينقطع ولذلك كما ان المطعومات تذاق بالفم بامور الايمان تذاق حلاوتها بالقلب وكذلك العذاب ايضا يذاق هل تجزون الا بما كنتم تكسبون؟ اي يقال الذين ظلموا ان يجازيكم الله الا بما كنتم تعملون في الدنيا من الكفر والتكذير والمعاصي ثم قال تعالى ويستنبئونك احق هو قل اي وربي انه لحق وما انتم بمعجز ويستخبرك ايها الرسول المشركون اهذا العذاب الذي وعدنا به حق؟ قل لهم نعم انه والله لحق ولستم بمفلتين منه وذلك ربنا لما اخبر عن الكفار بقوله ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين؟ اجاب عنه وحكى عنهم انهم رجعوا الى الرسول مرة اخرى في عين هذه الواقع. وسألوه عن ذلك السؤال مرة اخرى. فربنا جل جلاله كان نبيه ماذا يقول لهم؟ وكيف ان الله قد امر نبيه بالقسم ويستنبئونك احقهم. اي ويستخبرك المشركون يا محمد فيقولون لك احق ما تعدنا به قل اي وربي انه لحق وما انتم بمعجز وهاي طبعا في الاية الكريمة فيه اثبات تردد هؤلاء الكفار اي قل له يا محمد نعم واقسم بربي انما وعدتكم به لحق واقع لا شك فيه وما انتم بفائد الله فهو قادر عليكم من فوائد الايات الانسان هو الذي يورد نفسه موارد الهلاك فالله منزه عن الظلم مهمة الرسول هي التبليغ والله يتولى حسابهم وعقابهم بحكمته فقد يعجله في حياة الرسول او يؤخره لبعد وفاته النفع بيد الله طبعا العبارة هنا النفع والضر بيد الله. لكن لا احب هذه العبارة بهذه الطريقة. نقول النفع بيد الله ولا يدفع الظر احد الا الله فلا احد من الخلق يملك لنفسه او لغيره ضرا ولا نفع لانه لا يحصل في هذا الكون الا شيء بامر الله تعالى لا ينفع الايمان لا ينفع الامام صاحبه عند معاينة الموت. لان المدة التي يحصل فيها العمل قد ذهبت حينما يعاين الانسان الموتى بالامكان ان تضاف بعض الفوائد اولا قصر الدنيا وانها قليلة ذاهبة وهذه الدنيا مهما طالت فهي قليلة. احلام نوم او كظل زائل ان اللبيب بمثلها لا يخدع فعلى الانسان ان يعرف حقيقة هذه الدنيا وانها ذاهبة وانها زائلة وان السعيد من اتخذها مطية الى الدار الاخرة. وانه ينبغي على الانسان ان يستعبر جميع هذه النعم في مرضاة الله تعالى ثانيا التحذير من مشاقة الرسول صلى الله عليه وسلم والتحذير من رد السنة النبوية الصحيحة ولكل امة رسول. فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون لذلك فان في كتب اهل الحديث استعمال مصطلح صاحب سنة وهذه العبارة لا يطلقها النقاد من اهل الحديث الا على كل من روى الحديث وانما على من جمع حسن الاعتقاد والعمل وقوة الاتباع للاثر اذا الانسان يهتم بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ويهتم بالقرآن ويهتم بالفقه ويهتم باللغة العربية التي هي مدخل لفهم القرآن والسنة فهذه العلوم الرئيسة الثلاثة يعنى بها الانسان غاية العناية. ويجعل همه الاكبر في هذه الدنيا الدعوة الى الله والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والدلال الى الخير والتحذير من الشر ولذلك عاقبة المحسنين محمودا اما عاقبة المذنبين مذمومة رابعا ان احدا لن يموت الا بانقضاء اجله ولذلك جاء في الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم ان روح القدس نفث في روعي انه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها فلا يمت الانسان الا بانقضاء اجله الذي قدره الله لهم فربنا قد عد لكل انسان انفاسا معدودة وساعات محدودة عند انقضائها تقف دقات قلبه ويدوى سجله ويحال بينه وبين هذه الدار خامسا كثرة الحلف غير مستحب ولكنه قد يستحب اذا كان فيه مصلحة شرعية سادسا العذاب لا ينبغي ان يستعجل به كثير من الناس والعياذ بالله يستعجل العذاب هذا لا يصل ولذلك نحن مأمورون ان نقول ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار سابعا اذا ظلمت او اعتدي على حقك فتذكر ان الله يقضي بالقسط يوم القيامة فالانسان يعلم ان حقه لن يذهب وكثير من الحقوق قد تسلب من الاشخاص في هذه الدنيا فيطالبون بها او لا يتمكنون بالمطالبة فلا ينالونها فيصبرون بوثوقهم انهم ينالون ما ظلموه يوم القيامة ثامنا اذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا وهو اشرف الخلق فكيف بمن هو دونه وكيف يطلب منه المدد فهذا امر في غاية الاهمية هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته طبعا تمت الكلمات انا يعني سلمت لكن السلام حسن عسى الله ان يسلمنا ثمة كلمات يعني ينبغي حفظها. بياتا اي ليلا وقت اشتغالهم بالنوم واصل بيته يدل على مأوى الانسان بالليل ويستنبئونك ان يستخبرونك والنبأ خبر له شأن عظيم واصل نبأ يدل على الاتيان من مكان الى مكان طبعا هنا لما قلنا النبأ خبر له شأن عظيم يذكرك بصنيع اهل الحديث حينما يقولون انبأنا ويقولون اخبرنا ويقولون سمعتم لكن ما هي اكثر عبارة يستعملها المحدثون؟ في التحديث يقولون حدثنا اكثر شيء لانهم جلسوا للتحديث ونصبوا انفسهم لاسماع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذا كان بعض اهل الحديث يسمع الحديث الواحد من الشيخ عدة مرات عديدة ولدينا امثلة كثيرة لو تقرأ في صحيح البخاري صنع علي ابن المدينة مع سفيان بعض الاحاديث سمعها مرارا بل نفس السفيان سمع من عمر ابن دينار مرارا في بعض الاحاديث وسمع من الزهر في بعض الاحاديث مرارا هنا حدثنا يدل على انهم كانوا يحدثون وانهم قد جلسوا للتحديث ولذلك بعض السور التي نكررها فيها هل اتاك حديث الغاشية لكثرة ما يتكرر دكتور هذه السورة في صلاة الصبح والمغرب والعشاء والعيدين وغير ذلك اذا النبأ خبر له شأن عظيم اي اي نعم وهي كلمة موضوعة لتحقيق كلام متقدم هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد اسأل الله ان يسلمنا واياكم وان يسلم جميع المسلمين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته