وعن ابي الدرداء رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من شيء نثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق. وان الله يبغض الفاحش البذيء. رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اكثر ما يدخل الناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن اكثر ما يدخل الناس النار. فقال الفم والفرج. رواه الترمذي حديث حسن صحيح. وعنه رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اكمل المؤمنين ايمانا نحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم. رواه الترمذي وقال حديث حسن وعائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم. رواه ابو داود. ومن الادب. بسم الله الرحمن الحمد لله وصلى الله وسلم على رسوله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى اما بعد هذه الاحاديث الاربعة كلها تدل على فضل حسن الخلق كالتي قبلها فيها الدلالة على ان ينبغي للمؤمن ان يحسن خلقه وان يجتهد في ذلك ويعالج امره حتى يكون حسن الخلق مع اخوانه طيب الكلام طيب البشر مع اخوانه ولهذا في هذا ما من شيء الارقام حسن الخلق وان الله يبغض الفحش البذيء ويقول صلى الله عليه وسلم اكمل بالايمان احسنهم خلقا وخياركم خيارهم لنسائهم ويقول انكم لا تسعون الناس باموالكم ولكن ليس لهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ويقول ان الانسان بخلقه حسن يبلغ درجة الصائم القادم. فهذا فيه الحث على احسان الخلق لعظم المزايا التي رتبها الله عليه وهذا يحتاج الى مجاهدة لابد مجاهدة وصبر كما قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا. قال تعالى ولنبلونكم حتى المجاهدين والصابرين اخباركم الاخلاق الفاضلة والاعمال الصالحة كلها تحتاج الى صبر وجهاد وعناية كما قال الله جل وعلا والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وقال جل وعلا سابقوا الى مغفرة من ربكم الاية قال تعالى وسارعوا الى مغفرة ربكم الاية اما المقام يحتاج الى عناية ومسارعة ومسابقة وجهاد النفس والذين جاهدوا بنا لهدناهم سبلنا ولنبلونكم حتى نعلوا جهلهم الصابرين ونبلو اخبارهم فحسن الخلق له منزلة عظيمة تقدم قوله صلى الله عليه وسلم ان احبكم الي واقرب مما يوم القيامة احاسنكم اخلاقا. نسأل الله ان يوفق الجميع لما يحبه. لا تأخذوه