وغيرهم ولا اماتتهم حينما يريد ذلك قال ثم اذا شاء انشره. حتى التوقيت هو بيد الله تعالى ليس بتوقيت احد. قال واليه ترجعون طيب والى الله وحده مصيركم ايها الناس بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى ولو ان لكل نفس ظلمت ما في الارض لافتدت به واسروا الندامة لما رأوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ولو ان لكل مشرك بالله جميع ما في الارض من اموال نفيسة فجعله مقابل فكاكه من عذاب الله لو اتيح له ان يفتدي به واخفى المشركون الندم على كفرهم لما شاهدوا العذاب يوم القيامة وقضى الله بينهم بالعدل وهم لا يظلمون وانما يجزون على اعمالهم هذا الكلام كلام مختصر لكن لدي شيء هنا يقول واخفى المشركون الندم يعني هذا الندم ليس خاصا بالمشركين بل هو لكل ظالم ظلم والشيخ عبدالرحمن حسن حبنك الميداني له كلمة في تفسيره النفيس معارج التفكر وهو يتناسب مع اولئك الاشخاص الذين يبالغون في ظلم الاخرين وجمع المال بغير حقه. اما من يجمع المال في حقه ويضعه في حقه فهذا مأجور يقول الشيخ علينا وعليه رحمة الله ما قيمة امتلاك الانسان كل ما في الدنيا اذا كان خاسرا نفسه بعد لحظات او ساعات او مصابا بعذاب وشقاء ابديين انه عندئذ يدرك ان نفسه وخلاصه من العذاب اغلى عنده من كل ممتلكات الوجود ولهذا حينما يعني يرى الانسان بوادر وسائل العذاب الرباني للظالمين. نسأل الله سبحانه وتعالى العافية. اذا هذه اية عظيمة فربنا جل جلاله يبين انه لو كان لكل نفس كفرت بالله او اشركت او عصت او اجرمت ظلمت نفسها او ظلمت الاخرين والظلم ظلمات يوم القيامة فلانه لو كان لكل نفس حصلها هذا جميع ما في الارض لبذلته يوم القيامة لو كان يقبل منها لتفتدي به من عذاب الله وحين ذاك يخفي الظلمة الحسرة والتأسف على كفرهم حين يرون عذاب الله تعالى يوم القيامة وحينما يتوقعون انه واقع بهم وربنا جل جلاله يقضي بين العباد بالعدل. فربنا غير ظالم وربنا جل جلاله لا يهضم وربنا لما ذكر العذاب واقسم على حقيقته وان المشركين لن يفلتوا من عذابه ذكر صورة من حال الظلمة في الاخرة وهذه الصورة قد تأتي للانسان في اول منازل الاخرة ومن وضع السيف على رقبته وجاءته الخواطر علم ما تحدث النفس الانسانة فربنا قال ولو ان لكل نفس ظلمت ما في الارض لافتدت به. اي اذا قدمه فدية لانقاذها وحمايتها من عذاب الله. لو كان ذلك يقبل منها فيكون تفسير الاية لو ان لكل نفس كفرت بالله واجرمت في حقه جميع ما في الارض لبذلت ذلك يوم القيامة. لو كان يقبل منها لتفتدي به من عذاب الله الاليم والايات في هذا المعنى كثيرة في سورة الرعد وفي غيرها. وجاء في سورة ال عمران ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار فلن يقبل من احدهم ملء الارض ذهبا ولو افتدى به اولئك لهم عذاب اليم وما لهم من ناصرين طبعا بالصفحة الماظية يعني مر معنا للذين احسنوا الحسنى والزيادة فحينما انت تقرأ في سورة الرعد ايضا والايات القرآنية يعني تتشابه فيها الامور فربنا قال للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به اولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد حتى تدرك كيف ان السور القرآنية والايات القرآنية مثاني تثنى بها السور المتشابهة من مشاهد يوم القيامة قال واسروا الندامة لما رأوا العذاب. طبعا الندام حصول الغم بسبب العثور على سوء الصنيع وندامة الانسان حزنه ندامة الانسانة حزنهم واسفه على ما كان قد كسبه بارادته الحرة دون اكراه ولا اجبار وتمنيه ان لا يكون قد كسبه. مع تلوينه لنفسه قال واسر الندامة لما رأوا العذاب. اي واخفى الكفار الحسرة والتأسف على كفرهم حين رأوا عذاب الله يوم القيامة واستيقنوا انه واقع بهم قال وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون. اي وقضى الله بين الكفار بالعدل وهو غير ظالم. فربنا جل جلاله يقضي بين الجميع من الكفار والمؤمنين بالقسط والعدل ولا يظلم احدا ابدا. فربنا جل جلاله لا يظلم ولا يهمل انما الذي يظلم ويهظم هو الانسان ثم قال تعالى الا ان لله ما في السماوات والارض الا ان وعد الله حق ولكن اكثرهم لا يعلمون اي ان الله وحده ان لله وحده ملك ما في السماوات وملك ما في الارض الا ان وعد الله بعقاب الكافرين واقع لا مرية فيه ولكن اكثرهم لا يعلمون ذلك فيشكون وهذه الاية ربنا جل جلاله لما قالوا له ان لكل نفس ظلمت ما في الارض لفسدت به بين فيها الان وليس للظالم شيء يفتدي به. فان كل الاشياء فان كل الاشياء ملك الله تعالى وان جميع الاشياء هي ملك لله تعالى. الا ان لله فهذه اللام في لله لام الملك فكيف يفتن الانسان بما لا يملك وما يؤتاه الانسان في هذه الدنيا ارثا او هدية او كسب انما هو تخويل تخويل يخول به الانسان في حياته ويخول بثلثه في الوصية حينما تكون الوصية على رفق الشريعة الاسلامية فقال الا ان لله ما في السماوات والارض اي الا ان لله وحده جميع ما في السماوات وجميع ما في الارض فربنا جل جلاله لا مانع يمنعه من انفاذ حكمه. فربنا جل جلاله هو القادر على كل شيء بعد هذه المقدمة بالة اللي هي اداة استفتاح وتنبيه قال الا ان وعد الله حق. فربنا قال. وعده حق وهو القائل سبحانه يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور. ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير الا ان وعد الله حق ولكن اكثرهم لا يعلمون اذا وعد الله تعالى حق وكائن لا محالة ولكن اكثر اولئك المشركين لا يعلمون ذلك فلما كانوا لا يعلمون فهم يكذبون ثم قال الله تعالى هو يحيي ويميت واليه ترجعون وسبحانه يبعث الموتى ويميت الاحياء واليه وحده ترجعون يوم القيامة فيجازيكم على اعمالكم اي الله وحده هو المتصرف بالاحياء والاماتة فلا يتعذر عليه احياء المشركين بعد موتكم فيجازيكم يوم القيامة باعمالكم. وتأمل هنا واليه ترجعون. اي بارجاع الله لكم فانتم ترجعون مطاوعين بالقهر. يعني الامر ليس للانسان فيما يتعلق برجوعه الى الله سبحانه وتعالى فربنا جل جلاله الجميع اليه سبحانه وتعالى ثم قال الله تعالى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين يا ايها الناس قد جاءكم القرآن فيه تذكير وترغيب وترهيب وهو شفاء لما في القلوب من مرض الشك والارتياب. وارشاد لطريق الحق وفيه رحمة للمؤمنين فهم المنتفعون وهذه اية عظيمة وتأملوا ايها الاخوة هذه الصفحة الكريمة كيف انها ابتدأت بمشهد المشاهد يوم القيامة؟ فقد يقول الانسان كيف النجاة في ذلك اليوم؟ التمسك بالكتاب. وجاء في الخطاب قبل جميع الناس وانت حينما تأتيك ندايات نداءات الرحمن تقف فهو اما خير تفعله واما شر تنتهي عنه ولما يأتيك الخطاب لعامة الناس تدرك يعني اهمية شمولية هذا الخطاب للجميع واذا كان الخطاب ذاك نبلغه للمؤمنين لما يأتينا الخطاب هذا نبلغه للمؤمنين وليغير المؤمنين. فيؤيد الانسان يستدرك اهمية الخطاب ويستدرك الانسان اهمية الواجب تجاه هذا الخطاب العظيم فربنا جل جلاله يوجه نداء الى الناس كافة فيقول يا ايها الناس قد اتاكم من ربكم قرآن يأمركم ويزجركم ويرقق قلوبكم وهو دواء للقلوب من الشهوات والشبهات ومن جميع المحرمات ورشد لمن اتبعه من الخلق فينجيه من الهلاك وهو رحمة يحصل بها الخير والاحسان والثواب للمؤمنين فهنا رحمة طبعا الرحمة هي النعمة على المحتاج لانه لو اهدى ملك الى ملك شيئا لا يقال قد رحمه لانه لم يضعها في محتاج يقال انعم عليه لكن الرحمة هي الرحمة على المحتاج. فتأمل تأمل حاجتنا بل حاجة الناس اجمعين الى كتاب الله سبحانه وتعالى وهذا الكتاب فيه الرحمة وفيه المواعظ والمواعظ هي بيان فيه ترغيب وترهيب لان النفس يتأثر اما بالخوف واما بالطبع فهو فيه مواعظ وزواجر وتأمل انه من ربكم للدلالة على عظم لمقدار هذه الموعظة وان في هداية وهي رشاد في الانسان يعني يدرك يدرك هذا وفيه شفاء لما في الصدور والصدر هو اعز موضع في الانسان لجوار القلب فاذا يعني لا يستغني الانسان عن كتاب الله تعالى فربنا جل جلاله لما ذكر الادلة على الالوهية والوحدانية والقدرة ذكر الدلائل على صحة النبوة وذكر الدليل على الطريق المؤدي اليها وهو القرآن الكريم وربنا جل جلاله لما بين ان الرسول حق وصدق بظهور المعجزات على يديه لقوله تعالى ومن كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله الى قوله ان كنتم صادقين فربنا جل جلاله هنا بين ان هذه المعجزة تتصف باربع صفات. اولا كونه موعظة زاجر ومرغب كونه شفاء لما في الصدور كونه هدى كونه رحمة للعالمين وفي ذلك طبعا الحث على التزود من هذا الكتاب. فقال تعالى يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم ايا ايها الناس قد اتاكم قرآنا يأمركم ويزجركم ويرقق قلوبكم وتصلح به احوالكم منزل من عند ربكم وتأمل ان هذا الكتاب منزل من عند الله تعالى وان الله قد انزله بعلمه في حث فيه حث على التزود من هذا القرآن قال وشفاء لما في الصدور اي دواء للقلوب من الشهوات المحرمة والخواذر المحرمة والشبهات يشفي من الجهل ويشفي من الشرك ويدفع النفاق ويمنع من الغيب وفيه صلاح حال الفرد وحال الاسرة وحال المجتمع. وربنا قال وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا. وربنا قال قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون به في اذانهم واقروا وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد ولذلك ينبغي على لسانكم دائما قريبة من القرآن قريبا من فهمه قريبة من معانيه قريبا من خدمته ثم قال وهدى ورحمة للمؤمنين وتأمل هذه الصفات الخاصة العامة ثم جاءت صفة خاصة قال وهدى للجميع هداية الدلالة قال ورحمة للمؤمنين. اذا هو فيه هداية وبيان للحلال من الحرام وفيه دليل على الطاعة والمعصية ورشد لمن اتبعه وهو رحمة. لكن لمن؟ هو رحمة يحصل به الخير والاحسان والثواب للمؤمنين كما قال تعالى الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين وقال سبحانه وتعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم ثم ربنا جل جلاله لما ذكر عموم رسالة القرآن قال قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون. قل ايها الرسول وقلنا بان كل خطاب للرسول هو خطاب للجنة قل ايها الرسول للناس ما جئتكم به من القرآن هو فضل من الله عليكم ورحمة منه بكم فبفضل الله عليكم ورحمته بكم بانزال هذا القرآن فافرحوا لا بسواهما فما جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم من ربه خير مما يجمعونه من حطام الدنيا الزائل وان يسمى ما في الدنيا حطام لانه يتحطم ويزول اذا يتفرأ على كون القرآن كتاب هداية وانه رحمة للمؤمنين في هذا تنبيه ان ذلك فضل من الله ورحمة بهم يحق لهم ان يفرحوا بها وان يقدروا قدر نعمتها وان يعلموا انها نعمة تفوق نعمة المال التي حرم منها اكثر المؤمنين ومنحها اكثر المشركين ولذلك الانسان يتزود من هذا الكتاب ويفرح به. كما ان المؤمن يفرح بيوم الجمعة يلبس احسن الثياب ويغتسل ويذهب لانه بقي من السبت الى صباح الجمعة يصلي الصلوات الخمس في المساجد يفرح. فيوم الجمعة عيد وتدارس حينما يصوم الانسان ويقوم الليل في رمضان يفرح في يوم العيد وحينما يذهب الانسان للحج او يجتهد في التسع من ذي الحجة في اليوم العاشر ايضا يعيد بل كذلك القرآن يفرح الانسان بهذه النعمة وينشرح صدره قل بفظل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا. اي قل يا محمد ويا كل داعية بالاسلام والقرآن لا بمتاع الدنيا الفانية واموالها الزائلة. لان العمل الصالح يبقى نفعه واما غير ذلك فهو ينتفع به الانسان وانما يناله الانسان من هذه الدنيا ما يقدمه للدار الاخرة قال هو خير مما يجمعون اي الاسلام والقرآن خير مما يجمع الناس في الدنيا من متاع واموال ومناصب وشهادات وغير ذلك. يقول الطبري فان الاسلام الذي دعاهم اليه والقرآن الذي انزله عليهم خير مما يجمعون من حطام الدنيا واحوالها وكنوزها ولذلك ربنا قال ورحمة ربك خير مما يجمعون كنت اصلي في مدينته هيت في جامع عبد الله ابن المبارك صلاة المغرب فقرأ الامام من سورة الزخرف فلما قرأ ورحمة ربك خير مما يجمعون وقعت في قلبي فالانسان عليه ان يستذكر ايات القرآن كما قال سفيان يقول ايات القرآن خزائن الله في الارض فاذا دخلت خزانة فلا تخرج منها حتى تعلم ما فيها. لابد للانسان ان يتدبر هذه الايات الكريمة وعليه ان يتزود منها ليخشع ولاجل ان ينتفع من ذلك ثم قال الله تعالى قل ارأيتم ما انزل ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا قل الله اذن لكم ام على الله تفترون قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين اخبروني عما من الله به عليكم من انزال رزق فعملتم فيه باهوائكم فحرمتم بعضه واحللتم بعده. قل لهم هل الله اباح لكم ما في تحليل ما احللتم وتحريم ما حرمتم ام انكم تختلقون عليه الكذب. وتأمل عظمة القرآن الكريم فربنا جل جلاله لما ذكر نعمة القرآن نعمة القرآن نضعها في محلها ومن ذلك اننا نقرأ القرآن ونطبق ما في هذا القرآن وايضا ربنا جل جلاله لما قال يا ايها الناس قد جائتكم موعظة من ربكم وكان المراد بذلك كتاب الله المشتمل على التحليل والتحريم بين فساد اولئك الذين يخالفون طرائق القرآن فيحللون ويحرمون بغير مستند شرعي وبغير الرجوع الى كتاب الله تعالى وهنا بيان عظمة القرآن وانه منهج حياة وانه رحمة للعالمين وانه صالح لكل زمان ولكل مكان اما الانسان اذا جعل القرآن ظهريا وترك التحاكم للقرآن فقد وقع في اخطر شيء فربنا جل جلاله يقول قل ارأيتم ما انزل الله لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحلالا اي قل يا محمد وهذا الخطاب ايضا لكل داعية. قل يا محمد للمشركين اخبروني عن الرزق الذي خلقه الله لكم فجعلتم بعضه حراما عليكم وبعضه حلالا لكم. بسم الله الحمد لله طبعا في هذا يعني كما ان تحليل ما حرمه الله خطير كذلك تحريمه ما احله الله تعالى خطير جدا قل االله اذن لكم ام على الله تفترون؟ طبعا هذا التقول على الله تعالى هو اخطر شيء فهنا وما تكون يا محمد في اي عمل من الاعمال وما تتلوا من سورة من القرآن ولا تعملون ايها الناس عملا من خير او شر. تأمل كيف ان الخطاب مفرد فيقول يا محمد للمشركين االله اذن لكم بان تحرموا ما حرمتم وتحلوا ما احللتم ام انكم تكذبون على الله في ذلك ولذلك من سيؤلف لماذا نقرأ القرآن نقرأ القرآن حتى نطبق وحتى لا نقع في الكذب على الله تعالى وربنا قال ام لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله. ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم. وان الظالمين لهم عذاب اليم وربنا قال ولا تقول لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون وربنا قال ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا بصيلة ولا حال. ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب واكثرهم هم لا يعقلون اذا الكذب على الله من اخطر ما يكون. وربنا قال قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق فالتقول على الله تعالى شديد جدا. يقول القاسم ابن محمد ابن ابي بكر الصديق قال لا ان يلقى الانسان جاهلا لا ان يلقى الانسان ربه جاهلا خير له من ان يلقى ربه كاذبا عليه. فالكذب والافتراء والتقول على الله والتساهل في امر الفتيا امر في غاية الخطورة ثم قال تعالى وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثرهم لا يشكرون واي شيء يظنه مختلقو الكذب عليه واقعا بهم يوم القيامة واي شيء نظنه مخترقو الكذب عليه واقعا يوم القيامة لان من حلل وحرم بالباطل فقد كذب وافترى على الله تعالى لان التحليل والتحريم هو من حق الله تعالى فاذا افترى الانسان نسب الى الله تعالى ما لم يقله ايظنون ان يغفر لهم هيهات ان الله لذو افظال على الناس بامهالهم وعدم معاجلتهم بالعقوبة ولكن اكثرهم جاحدون نعم الله عليهم فلا يشكرونها ربنا جل جلاله لما كان قد مضى من ادلة ذكرها ومنها ادلة المعاد وانها ظاهرة جدا لا يظيع الانسان يعني ان يردها كان افتراءهم قد ثبت بعدم قدرتهم على مستند باذن الله تعالى لهم في ذلك وربنا جل جلاله قال مشيرا الى ان يوم القيامة مما هو معلوم لا يصوغ انكاره قال وما اظن الذين يفترون عن الله الكذب يوم القيامة اي وما ظن الذين يتقولون على الله الكذب ان يحل بهم يوم القيامة من النكال ايحسبون ان الله لا يعاقبهم وربنا قال ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة اليس في جهنم مثوى للمتكبرين ولذلك هذا من الكبر ان الانسان يفتري على الله بل جميع الذنوب هي من الكبر لانه بطل الحق قال تعالى ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثرهم لا يشكرون اي ان الله لصاحب تفضل على الناس بنعمه الكثيرة ومنها ما سخره لهم من نعم الدنيا واباحه لهم ومنها امهال العاصين وعدم معالجتهم بالعقوبة ولكن اكثر الناس لا يشكرون الله على ما تفضل به من نعم بل يستعيذون بها على معصيته ويحرمون بعضها. اذا ها هنا تنبيه جدا على ان النعم ينبغي على الانسان ان يستخدمها في طاعة الله تعالى وانا كثيرا ما انقل مقولة ذات التابعي الجليل ابو حازم سلمة بن دينار حينما قال كل نعمة لا تقربوا الى الله فهي بلية ثم قال الله تعالى وما تكونوا في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين وما تكونوا ايها الرسول في امر من الامور. وما تقرأوا من قرآن وما تعملون ايها المؤمنون من عمل الا كنا نراكم عالمين بكم ونسمعكم حين تشرعون في العمل مندفعين فيه وما يغيب عن علم ربك وزن ذرة في السماء او في الارض. ولا اصغر من وزنها ولا اكبر الا وهو مسجل في كتاب واضح لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها اذا هذه اية عظيمة ويقف الانسان عند المعاني وينظر الى نفسه وحاله فهذا الخطاب هو خطاب للجميع فربنا جل جلاله يقول وما تكون يا محمد في اي عمل من الاعمال ولما ذكر اي عمل خصص افراد بعظ افراد العام جيء به لاجل التخصيص لمكانة في هذا العمل وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن يعني دي ان قراءة القرآن وفهم القرآن ومجالس القرآن وبث القرآن هي اعظم مجالس الانسان واعظم شؤون الانسان واعظم احواله ثم جاء الجمع يعني القياس ما تكون في شيء وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملوا من عمل وعلى هذا يكون التفسير ولا تعملوا من عمل حسن او سيء. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعمل عملا شيئا ابدا جاء هنا ولا تعملون من عمل اي ولا تعملون ايها الناس عملا من خير او شر صغيرا او كبيرا الا والله مطلع عليكم حين تأخذون فيه وتعملون فنحفظه عليكم ونجزيكم به. فعلم الله تعالى يترتب عليه محاسبته للناس وما يغيب عن ربك يا محمد من زنة نملة صغيرة او هباء في الارض ولا في السماء ولا اصغر الاشياء ولا اكبرها الا وهو في لوح محفوظ مكتوب فيه كل شيء اذ ربنا جل جلاله يعلم هذه الاشياء ويحصيها على الناس يوم يبعثهم الله جميعا فينبئهم بما عملوا احصاه الله ونسوه والله على كل شيء شهيد. فربنا يشاهد الاشياء ويحفظها ويحاسب عليها فربنا جل جلاله لما اطال الكرام في امر الرسول بايراد الدلائل على فساد مذاهب الكفار في امره بايراد الجواب عن شبهاتهم وفي امره بتحمل اذاهم وبالرفق معهم ذكر ربنا جل جلاله هذا ليحصل به تمام السلب والسرور للمطيعين وتمام الخوف والفزع للمذنبين وهو ان الله سبحانه وتعالى عالم بعمل كل احد وان الله سبحانه وتعالى عالم بما في قلبه من الدواعي والصوارف والانسان قد يظهر العبادة ولكن في بطنه في باطنه الامر مختلف. فربنا عالم بكل شيء ويحاسب عليه وربنا لما ذكر عباده بنعمة القرآن هو ما يجب عليهم من شكر هذه النعمة بان اكثر الناس لا يشكرون وان شكر الله تعالى بتطبيق ما في الوحيين الكتاب والسنة عطف على ذلك تذكيره لهم باحاطته بهم وبعلمه بشؤونهم واعمالهم كلها صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها وايضا علمه بما في العوالم علويها وسفليها لاجل ان يحاسبوا انفسهم على تقصيرهم في ذكره وشكره واداء حقه ولذا قال عمر حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا اعمالكم قبل ان توزنوا. واستعدوا ليوم العرض الاكبر اذا هذه اية عظيمة يكررها الانسان في حياته وهي تستر معانيها ليرعد مما فيها ويحاسب نفسه محاسبة الشريك لشريكه وما تكون في شأن وما تتلوا منه من قرآن ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه. اي تأخذون ما فيه وتخوضون واصل الفيض يدل على جريان الشيء بسهولة فيكون معنى الاية ما تكون يا محمد؟ في اي عمل من الاعمال؟ وما تتلوا من اي سورة او صفحة او اية ولا تعملون ايها الناس من عمل صغير او كبير خير او شر الا والله مطلع عليكم حين تأخذون فيه وتقومون به اذا الخطاب للنبي وامته داخلون في هذا الخطاب كما قال الواحدي يقول لان خطاب الرئيس خطاب له ولاتباعه قال ويدل عليه قوله ولا تعملون من عمل. فاذا في ذلك تنبيه على ان هذا الخطاب ثم قال وما يعزب عن ربك وما يعزب ان يبعد واصل عزب يدل على تباعد وتنحي ولد الانسان غير متزوج وقال له اعزب والمرأة عزباء ولما كنا في القرية قبل اربعين سنة فاذا كان طفل يعني حزنان وجالس يقول لماذا فلان عازب؟ اي لماذا هو في معزل وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين ايوب حقيقتي خبر الله لمن نظر فيه. لانه لا شيء كان او يكون الا احصاه الله جل جلاله وانه لا يعزب عن الله تعالى شيء في سمائه ولا في ارضه اي ما يغيب عن ربك يا محمد وزن ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر فلا يخفى عليه سبحانه اصغر الاشياء وان خف في الوزن كل الخفان ولا اكبرها وان عظم وثقل وزنه وكل ذلك في لوح محفوظ مكتوب فيه كل شيء وفي سورة الانعام وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها. ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين وقال سبحانه وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين اذا ربنا جل جلاله يعلم جميع الاشياء وربنا جل جلاله يحاسب فالله ما خلقنا عبثا ولن يتركنا سدى من فوائد الايات عظم ما ينتظر المشركين بالله من عذاب عشرون الاصل في العبادات التوقيف فلا يشرع منها الا ما شرعه الله اما العادات فالاصل فيها العفو. فلا يحظر منها الا ما حرمه الله حادي وعشرون كل ما خلقه الله حتى انهم يتمنون دفعه بكل ما في الارض ولن يقبل منهم القرآن شفاء للمؤمنين من امراض الشهوات وامراض الشبهات بما فيه من الهدايات والدلالات العقلية والنقلية ينبغي للمؤمن ان يفرح بنعمة الاسلام والايمان دون غيرهما من حطام الدنيا الفاني. طبعا امر الدنيا نفرح به حينما نستعمله في مرضاة في الله تعالى دقة مراقبة الله لعباده واعمالهم وخواطرهم ونياتهم. ولذلك على الانسان ان يصحح امر النيات دوامه طبعا هذه الفوائد التي ذكرها الاخوة وبالامكان ان يزاد عليها. بسم الله الحمد لله اولا عذاب يوم القيامة لا تتحمله اية نفس على تفاوت الانفس في احتمال الالام ثانيا زيادة عذاب اهل النار طورا بعد طور فكتمان الندامة يقع منهم قبل احراق النار لهم فاذا احرقتهم النار الهتهم عن هذا التصنع لمن كان يتبعهم في الدنيا يدل على ذلك قوله قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا فهم في هذا الحال لا يكتمون ندبهم ثالثا تصدير الاستفتاح به الا التي هي للتنبيه في قوله الا ان لله ما في السماوات والارض لتنبيه الغافلين. عن هذه الحقيقة وان كانوا يعرفونها لكثرة ذهول الناس عن تذكر امثالها رابعا القرآن الكريم شفاء لجميع الامراض القلبية خامسا اذا تحققت الهداية حصل الفلاح والربح والنجاح والفرح والسرور والحبور وقد ذكر هذا السعدي في تفسيره علينا وعليه رحمة الله سادسا اذا تحققت السعادة الروحية فليفرح المؤمن انها من عند الله وبفضله وبرحمته سابعا العالم القائم بالكتاب والسنة المتورع عن الحرام المؤدي حقوق الله تعالى قد يصيبه شظف العيش وعليه الا يتأسف على ما فاته من حطام الدنيا فانما اتاه الله من علم الوحيين خير مما اوتي اصحاب الاموال ومتاع الدنيا يزول ونعمة الدين متصلة بالاخرة ثم ان من يصبر على هذا ويحتسب لا شك ان الله سبحانه وتعالى يرزقه ويجزي له العطاء في الدنيا قبل الاخرة ثامنا نعمة الدين والوحي والرسالة نعمة متصلة بسعادة الدارين وهي نعمة تجعل عمل الداعية باقيا والقاعدة عند العارفين ليس الحريص الذي يحرص ان يملأ وقته بالطاعات فقط بل ان الحريص الذي يحرص ان لا تنقطع حسناته عند وفاته تاسعا الفرح والسرور بنعمة العلم والدين مما يوسع الصدر ويشرحه للعمل الصالح وتحمل الصعاب لاجل تبليغ رسالات الله عاشرا القرآن رحمة للمؤمنين دون الكافرين. اذ هو عليهم عمى وفي الاخرة جزاؤه على الكفر به الخلود في لغى. كما قال علينا وعليه رحمة الله حادي عشر ان كل ما في السماوات والارض ملك لله جل جلاله. وعظم سلطانه ولذلك ما يحق للانسان ان يعمل في ملك الله غير ما يرضي الله؟ ابدا فالارض ارضه والعباد عباده والشرع شرعه ولا يصلح لعبد الله في ارض الله الا شرع الله ثاني عشر ان وعد الله حق فهو سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد ولكن اكثر الناس لا يعلمون هذه الحقيقة لذا وجب علينا تعليمهم ثالث عشر ان الله هو الذي يحيي ويميت اي يدخل الروح في الجسد فيكون الجسد حيا ويفصل الروح عن الجسد فيصير الجسد ميتا ولذلك امر الروح لا يعلمه البشر ابدا خامس عشر ان كل وعد يعده الله عباده وعد حق اي صدق مطابق لما قدره الله وقضى ان يكون في المستقبل السادس عشر قدم اسم الجلالة الله في قوله قل الله ادنى قل الله اذن لكم ام على الله تفترون؟ للتنبيه على ان الله هو وحده الذي له حق التحريم والتحريم ومن يفتي بالشروط المعتبرة لا يمكنه ان يفتي حتى يرسخ في العلم. ليجتهد في الوصول الى حكم الله تعالى سابع عشر شرع الله لهذه الامة الفرح والسرور بتمام نعمة الدين كما يفرح المؤمن بعيد الجمعة وعيد الفطر والعيد الاضحى ونعمة القرآن اعظم النعم فهو يجلب السرور دوام ثامن عشر الفرح الحقيقي هو الفرح المتعلق بامر الاخرة اما الفرح بامر الدنيا فحسب الذي جاء فيه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين وبقراءة النصوص جميعا نفهم ان كان في الدنيا شيء يستحق ان يفرح به فهو فضل الله رحمته. اذا هذا هو الفرح الحقيقي ان يفرح الانسان بالشيء الذي يقربه الى ربه وخالقه التاسع عشر الوعيد الشديد على من تقول على الله بغير علم او افترى على الله كذبا او احل ما حرم الله او حرم ما احله الله وسخره للناس من منافع الكون الاصل فيه الاباحة وربنا ليش يرى نعمه على سبيل المنة ثاني وعشرون كل من دان بغير شرع الله فهو مذموم ثالث وعشرون على المؤمن ان يراقب ربه في السر والعلانية هو ان يحقق في نفسه ان الله رقيب عليه مطلع على اعماله ظاهرا وباطنا رابع وعشرون كان نبينا صلى الله عليه وسلم يحب معالي الامور ويكره سفسافها ولذا جاء الخطاب وما تكون في شأن والشأن هو الامر العظيم وذو البال وهذا يدل على ان جميع اموره صلى الله عليه وسلم كانت عظيمة فهو القدوة والاسوة ولذلك الانسان يقتدي نبيه صلى الله عليه وسلم فعلا وتركع انا ذكرت بعض الكلمات يعني لاجل حفظها فلعلي اقتصر على ما نكر حتى لا يكون المجلس طويلا هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته