بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الا ان اولياء الله لا خوف عليهم فيما يستقبلونه من اهوال القيامة ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا طبعا هكذا قال الاخوة وهنا ليس خاصا هنا لا خوف عليهم ليس خاصا باهوال يوم القيامة اي فيما يستقبل فيما يستقبل الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وربنا جل جلاله لما بين احاطته بجميع الاشياء وهذا فيه تذكير للمؤمنين وتقوي لايمانهم وايضا فيه كسر لقلوب العاصين. ذكر ربنا جل جلاله حال المطيعين الذين يلحدون الذين يلحظون الله تعالى في كل عمل وفي كل مناسبة لاجل ان يؤدوا حق الله تعالى فالمراقبة يراقب الانسان ربه يراقب الانسان ربه بالمعصية فلا يأتيها ولد حصلت منه سارع بالتوبة والعمل الصالح يراقب الانسان ربه بالفرائض فيأتي الفرائض اخلاصا ومتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم يؤدي الانسان النوافل متابعة للنبي صلى الله عليه وسلم مخلصا في طاعته لله تعالى مستغفرا ربه على التقصير حذرا من ان يضيع الانسان ادبا من اداب النبوة لان هذه الاداب التي سنها النبي صلى الله عليه وسلم بمثابة حصون تمنع دخول الشيطان الى قلب الانسان فمر معنا فيما يتعلق بان الله محيط بكل شيء. فعلى الانسان ان يلحظ الله تعالى في كل شيء وان يحقق الاخلاص والاحسان في عبودية الله بين ربنا جل جلاله مكانة اوليائه. فقال الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون اي الا ان من تولاهم الله تعالى بنصره وتأييده ومحبته ورعايته لا خوف عليهم فيما يستقبلونهم من امر الدنيا ولا في امر البرزخ ولا في امر الاخرة ولا هم يحزنون على ما مضى ولا يحزنون على ما يمر بهم من شيء يبذلونه في سبيل الله او شيء يخسرونه او شيء يمر بهم من محازل الدنيا لان المؤمن قلبه مع مواطن القضاء والقدر. فاذا اصابته المصيبة احتسب وصبر ورضي عن الله وشكر الله سبحانه وتعالى اذا هؤلاء تولوا رعاية حق الله فتولاهم الله تعالى ثم ذكر وصفهم وهذا الوصف مهم لتصحيح الفهوم. فقال الذين امنوا وكانوا يتقون اي هم الذين امنوا بما وجب عليهم الايمان به. وصدقوا ايمانهم بلزوم تقوى الله بفعل اوامره واجتناب نواهيه وهكذا يعيش الانسان ليؤدي حق الله تعالى في كل مناسبة تنبيه لكل من يدعو الى الله تعالى ان يصبر وان يحتسب فربنا لما حكى عن الكفار شبهاتهم المتقدمة ثم اجاب عنها عدلوا الى طريق اخر وهو انهم هددوا النبي صلى الله عليه وسلم وخوفوه من المناسبات ثم قال الله تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة قال هنا الا ان اولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. الذين امنوا وكانوا يتقون يقول اخوة في مركز تفسير هؤلاء الاولياء هم الذين كانوا يتصفون الايمان بالله وبرسوله صلى الله عليه وسلم وكانوا يتقون الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه ثم قال تعالى لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة لا تبديل لكلمات الله ذلك هو الفوز العظيم لهم البشارة من ربهم في الدنيا بما يسرهم برؤية صالحة او ثناء الناس عليهم ولهم البشارة من الملائكة عند قبض ارواحهم وبعد موتهم وفي الحشر لا تغيير لما وعدهم الله به. ذلك الجزاء هو النجاح العظيم بما فيه من نيل المطلوب والنجاة من المرهوب اذا قال لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الاخرة اي لاولياء الله البشرى من الله بالحياة الدنيا ومن ذلك ما وعد به من الخير في كتاب الله تعالى كما في الاية الخامسة والعشرين من سورة البقرة وبشر الذين امنوا وعملوا الصالحات ان لهم جنات تجري من تحتها الانهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل واوتوا به متشابها ولهم فيها ازواج مطهرة وهم فيها خالدون وايضا البشارات الواردة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن تلكم البشارات الرؤيا الصالحة التي يراها المؤمن او ترى له وثناء الناس الحسنة عليه ولهم البشرى بدخول الجنة. طبعا البخاري في كتاب التعبير قال باب المبشرات ثم ساق من حديث ابي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لم يبق من النبوة الا المبشرات قالوا وما المبشرات؟ قال الرؤيا الصالحة فهنا لن ينقل النبوي لم يبق بعد نبوته صلى الله عليه وسلم الا المبشرات جمع مبشرة من التبشير وهو ادخال السرور والفرح على المبشر والمراد ان الوحي ينقطع بموته صلى الله عليه وسلم ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون الا الرؤيا ولذلك هذا الحديث يدل على فائدتين اولا في الحديث دليل على تحقق وقوع الرؤية الصالحة التي يراها العبد الصالح وذلك لانها من النبوة والانبياء لا يوحى اليهم الا بالحق الذي لا مرية فيه ثانيا فيه دليل على انه يشرع للمؤمن ان يفرح وان يستبشر بما يستقبله من الخير ولا شك في ان هذا الاستبشار والسرور ينشط المؤمن على طاعة الله سبحانه وتعالى وربنا يقول يبشرهم ربهم برحمة منه ورضواني وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها ابدا. ان الله عنده اجر عظيم. والايات في هذا الباب كثيرة وحديث النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك من الاحاديث الصحيحة الثابتة فيما يتعلق بمدح الانسان حينما يمدحه المؤمنون وفيما يتعلق بالرؤيا الصالحة قال تعالى لا تبديد لكلمات الله اي لا خلف بوعد الله فما وعد الله فهو حق لا يمكن تغييره ولا تبديله وهو كائن لا محال فيه. فربنا جل جلاله وعد عبادة ثم قال ذلك هو الفوز العظيم. اي ما يبشرهم به ما يبشرهم به مما يبشرهم من الملائكة والناس هو الظفر بكل محبوب. والنجاة الكبيرة من كل محذور فاذا على الانسان ان يسعى لتحقيق هذا ولذلك ربنا قال بعد هذا ولا يهزمك قولهم ثم يقف الانسان وقفة يسيرة لان الوقف ولا يهزمك قولهم لان اللي وقف يكون على كلمة قولهم ثم الابتداء يكون بعد قوله ان العزة لله جميعا لكي لا يتوهم ان جملة ان العزة لله جميعا من قولهم فهذه جملة مستأنفة ومسألة الوقف والابتداء من المسائل المهمة التي ينبغي العناية بها اذا قال تعالى ولا يهزمك قولهم فهذا تصبير للنبي صلى الله عليه وسلم وربنا جل جلاله قد صبر نبيه وتصبر الله تعالى لنبيه هو تصبير للمؤمنين حتى يقول محمد تفضل حسين يقول موضع العبرة من هذه التسلية للنبي صلى الله عليه وسلم ان يقف الداعي موقف العزم والثبات فلا يقيم لما يقوله الدامون او المتهبكون وزنا يقول ونرى ضعيف الايمان مما يدعو اليه هو الذي يحزن لاقوال المبطلين حزنا يثبته عن الدعوة او يصرفه عنها محتجا بان ما يلاقيه من الاذى عذر يبيح له ان يسكت مع الساكتين. اذا هذا بحجة انهم اصحاب اموال وانهم اصحاب اتباع باعتبار اننا سنسعى في قهرك وفي ابطال امرك. فربنا جل جلاله رد على هؤلاء مصبرا نبيه ولا يحزنك قولهم ثم علل لماذا لا يحزن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العزة لله جميعا فربنا جل جلاله يعز اولياءه. ربنا جل جلاله يعز اولياءه وربنا بعد ان بين لرسوله صلى الله عليه وسلم حال اوليائه وصفة الاولياء وما بشرهم به في الحياة الدنيا وفي الاخرة وكونه لا تجديد لكلمات الله فيما بشرهم ووعدهم كما انه لا تبديل لها فيما اوعد وتوعد به اعداءه المشركين كان هذا يتضمن الوعد بنصره ونصر من امن له وهم اولياء الله وانصار الله تعالى وانصار دينه الذين يدافعون عنه مع ضعفهم وفقرهم وكان في العزة هي القوة والغلبة في مكة لا تزال المشركين حين ذاك حينما نزلت هذه الايات. بكثرتهم وكانوا لغرورهم بكثرتهم وثروتهم واولادهم يكذبون بوعد الله تعالى وكان ذلك يحزن النبي صلى الله عليه وسلم لحرصه ان يستجيبوا فربنا قال لنبيه مسليا له ومؤكدا وعده له ولاولياءه ووعيده لاعدائه واعدائهم اذا هذا هو تفريع على نصر الله تعالى لاوليائه لان من تولاه الله تعالى نصره. قال ولا يحزنك قوله اي ولا يحزنك يا محمد قول المشركين كافترائهم على الله وتكذيبهم لك واستهزائهم بالحق طبعا الانسان حينما يقرأ في السيرة النبوية يجد ان النبي صلى الله عليه وسلم اوري في الله غاية الاذى حتى ان الانسان يصبر ويحتسب ولذلك لما اخبر ورقة بما اخبر قال ورقة يا ليتني فيها جذعا اذ يخرجك قومك. عجب النبي قال اومخرجين؟ قال نعم. لم يأت احد بمثل ما جئت به الا عود ثم قال تعالى ويبتلي القارئ يقول القراءة ان العزة لله جميعا وهذه جملة مستأنفة وهي بمثابة تعليل للنهي عن الحزن لان الحزن يضعف القلب ان العزة لله جميعا اي فان الله هو المنفرد بجميع العزة في الدنيا وفي الاخرة فله وحده القوة الكاملة والقدرة التامة والغلبة الشاملة فهو ناصرك سبحانه ومعينك ومانعك من اذى المشركين وهو القادر على عقابهم والانتقام منهم حتى تصير اعز منهم ثم قال هو السميع العليم ان العزة لله جميعا هو السميع العليم. اي هو سبحانه السميع لاقوال عباده العليم باحوالهم ومن ذلك سماعه لاقوال المشركين ومن ذلك ايضا سماعه لاقوال من خالف دين الله تعالى طبعا ايضا ربنا من دار في السماح لاقوال منافقين. لكن لما نزلت هذه الايات لم يكن ثمة نفاق. النفاق ظهر في المدينة بعد ان نصر الله نبيه في معركة بدر فربنا هو السميع عباده جميعا كما يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي دواما يقول السميع لجميع الاصوات باختلاف اللغات على تنوع الحاجات اذن هو السميع لاقوال عباده العليم باحواله فمن ذلك السماح لاقوال المشركين وعلمه باعمالهم وعلمه بما في قلوبهم فيجازيهم بذلك. ويدفع عنك وعن المؤمنين الاذى فاكتفي بعلم الله وكفايته عز وجل ثم قال الله تعالى الا ان لله من في السماوات ومن في الارض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء ان يتبعون الا الظن وان هم الا يخرصون الا ان لله وحده ملك من في السماوات وملك من في الارض واي شيء نتبعه المشركون الذين يعبدون من دون الله شركاء. لا يتبعون في الحقيقة الا الشرك وما هم الا يكذبون في نسبتهم الشركاء الى الله تعالى تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا طبعا لما ذكر الله تعالى ان العزة له والعزة هي القهر والغلبة ذكر ما يناسب القهر وهو كون المخلوقات ملكا لله تعالى يتصرف الله تعالى بها الا ان لله من في السماوات ومن في الارض اي الا ان لله وحده من في السماوات وكل من في الارض فهم ملكه يتصرف فيهم كيف يشاء وهو الخالق فهو المستحق وحده للعبادة الا له الخلق والامر وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء. اي واي شيء يتبع هؤلاء الذين يقولون ان لله شركاء. اي الا الظن وان هم الا يخلصون اي يكذبون اي وما يتبع المشركون في دعواهم الشركاء لله الا مجرد الظن بلا دليل وما هم الا يتقولون الكذب على الله ظنا بلا علم اذا ربنا جل جلاله قد رد على هؤلاء الذين يفترون الكذب ولذلك انت حينما تجد في كتاب الله تعالى جميع اصحاب الدعاوى تجد الرد عليهم ولذلك ينبغي على اهل العلم في كل زمان ان يبينوا امر هذا الدين. وان يردوا على اصحاب اهل الضلالة فالعلم لا يهلك حتى يكون سرا قال هو الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا ان في ذلك لايات لقوم يسمعون نعم الا ان لله وحده ملك من في السماوات وملك من في الارض واي شيء نعم هذه قرأناها؟ قال هو وحده الذي جعل لكم ايها الناس لتسكنوا فيه عن الحركة والتعب وجعل النهار مضيئا لتسعوا فيه بما يرجع اليكم بنفع بنفع في معاشكم ان في ذلك لدلائل واضحة لقوم يسمعون سماع اعتبار وقبول طبعا فيما يتعلق بمناسبة الاية لما قبلها فهي استدلال على مضمون ما قبلها من نفي وجود شركاء له في الخلق وربنا جل جلاله هو الذي خلق الليل وهو الذي خلق النهار ومنها الايات ان الليل يأخذ النهار وان النهار يأخذ من الليل وهي ايات نفعها للانسان وللنبات وللحيوان هل ينتفع النواة من الليل والنهار والظلمة؟ الجواب نعم وقد اثبت اثبتت الدراسات البحثية المعاصرة ذلك حتى ان صاحب مزرعة جاءت شركة كبيرة جدا فجعلوا اظاءة ليلية حتى الصباح. فتأثر زرعه فاقام عليهم في المحكمة فتبين نعم ان الزرع يتضرر بالليل بسبب هذه الاضاءة فاخذ منهم تعويضا. نعم اي الله وحده هو الذي خلق لكم ايها الناس الليلة لاجل ان تهدأوا عن الحركة وتستريح فيه من العناء والتعب وجعل لكم النهار مضيئا تبصرون فيه لمعاشكم وقضاء حوائجكم قال ان في ذلك لايات لقوم يسمعون اي ان في اختلاف حاد الليل والنهار بالظلم والضياء واختلاف حال اهلهما فيهما بالسكون والحركة لدلالات للذين يسمعون ايات الله ويعونها فيقبلونها ويعتبرون بها على عظمة الخالق سبحانه وتعالى وعلى قدرته وحكمته واستحقاقه وحده للعبودية وربنا قال هو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن اراد ان يذكر او اراد شكورا. اذا هي نعمة وتذكر بالمنعم سبحانه وتعالى ثم قال تعالى قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني له ما في السماوات وما في الارض ان عندكم من سلطان بهذا اتقولون على الله ما لا تعلمون قال فريقنا المشركين اتخذ اتخذ الله الملائكة بنات تقدس الله عن قولهم فهو سبحانه الغني عن جميع مخلوقاته له ملك ما في السماوات وملك ما في الارض. ليس عندكم ايها المشركون برهانا على قولكم هذا اتقولون على الله قولا عظيما؟ اذ تنسبون اليه الولد لا تعلمون حقيقته دون برهان. اذا قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه. طبعا التسبيح هو تنزيه الله تعالى وتقديسه عن كل ما لا يليق به من صفات النفسي قال اتخذ الله ولدا اي قال مشركو العرب الملائكة بنات الله وقال بعض اليهود عزير ابن الله وقال جماعة من النصارى عيسى ابن الله سبحانه اي تنزه الله عن ان يكون له ولد هو الغني لهما في السماوات وما في الارض اي الله هو الغني عن الزوجة والولد وعن جميع خلقه له جميع ما في السماوات وما في الارض خلقا وملكا وتصرفا وعبيدا فربنا لا يحتاج الى شيء بل يحتاجه جميع المخلوقات وربنا قال وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا لقد احصاهم وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا فالانسان عليه ان لا يستهين حينما يجلس ويشاهد اشياء فيها الشرك بالله تعالى قال ان عندكم من سلطان بهذا اي ليس عندكم ايها المشركون دليل وحجة على ان الله اتخذ ولدا من خلقه اتقولون على الله ما لا تعلمون؟ اي اتقولون ايها المشركون على الله قولا لا تعلمون حقيقته وصحته فتنسبون اليه الولد جهلا منكم بغير دليل ثم قال الله تعالى قل ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون قل لهم ايها الرسول ان الذين يختلقون على الله الكذب بنسبة الولد اليه لا يظفرون بما يطلبونه ولا ينجون مما يرهبونه وربنا جل جلاله لما بين بالدلائل الظاهرة ان اثبات الولد لله تعالى قول باطل. ثم بين انه ليس لهذا القائل دليل على صحة قوله فقد ظهر ان ذلك المذهب افتراء على الله. ونسبة ما لا يليق به اليه تبين ان من هذا حاله فانه لن يفلح البتة. ولن يفوز ولن يغفر قل ان الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون. اي قل لهم يا محمد ان الذين يكذبون على الله فينسبون اليه الولد لا يفوزون ولا ينجون ولا يأمنون في الدنيا ولا في الاخرة ثم قال تعالى متاع في الدنيا ثم الينا مرجعهم ثم نذيقهم العذاب الشديد بما كانوا يكفرون فلا يغتر بما يتمتعون به من ملذات الدنيا ونعيمها. فهو متاع قليل زائل ثم الينا رجوعهم يوم القيامة ثم نذيقهم العذاب القوي بسبب كفرهم بالله وتكذيبهم لرسوله. وتأمل في الاية سبعين متاع في الدنيا اي يتقلبون فيه مما يطيب لهما يلد هو متاع قليل ضئيل زائل. طبعا المتاح هو ما ينتفع به قليلا ومصيره الى الزوال والفناء ولا بقاء لنوعه ولا جنسه فهو متاع يتمتع به مدة وهذه الدنيا على طولها فهي متاع متاع قير. قال تعالى قل متاع الدنيا قليل. والاخرة خير لمن اتقى ولا تطلبون فتيلا فهذا جميع ما في الدنيا هو متاع قليل زائل ذاهب اذا ربنا جل جلاله عظيم هو كتابه كتاب عظيم والانسان يتأمل الايات ويتأمل المعاني ويأتي بنفسه عند كل اية من هذه الايات يتفكر فيما يتعلق بمصيره هو وموقفه والانسان لا يحزن. شف ربنا قال لنبيه ولا يحزنك قولهم الحزن مشاعر الم في النفس طويل الامد ومن اسبابه مكروه حصل قد مس النفس بالم. اسأل الله ان يدفع عني وعنكم الحزن لكن من يقرأ الايات اي شيء يمر به يصبر ويحتسب يجد الراحة ويجد اللذة فيحتسب الاجر عند الله تعالى فيذهب ما به من حزن من فوائد الايات نقرأ ما ذكره الاخوة في مركز تفسير قال ولاية الله تكون لمن امن بها وامتثل اوامره واجتنب نواهيه واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم واولياء الله هم الامنون يوم القيامة. ولهم البشرى في الدنيا اما بالرؤيا الصالحة او عند الموت طبعا لا داعي لامه لان هي من ضمنها الرؤيا الصالحة وعند الموت ويوم القيامة العزة لله جميعا وحده العزة لله جميعا وحده. طبعا العبارة فيها يعني ركع نعم العزة لله وحده. نعم فهو مالك الملك وما عبد من دون الله لا حقيقة له لان لا يستحق العبادة هو الله. فالعبادة غاية الذل لمن له غاية الاحسان والذي له الاحسان الكامل هو الله سبحانه وتعالى الحث على التفكر في خلق الله. لان ذلك يقود الى الايمان به وتوحيده حرمة الكذب على الله وان صاحبه لن يفلح ومن اعظم الكذب نسبة الولد الى الله سبحانه وتعالى بالامكان ان نضيف بعض الفوائد اولا ذكر ابن عاشور ان التقوى ملازمة لاولياء الله. وانها متجددة اخذا من صيغة كان في قوله يتقون الذين امنوا وكانوا يتقون ثانيا اصله معنى الولي مأخوذ من البلاء وهو القرب والنصرة فولي الله هو الذي يتقرب الى الله بطاعته مع اجتناب نواهيه ومن كان كذلك فان الله يقربه ويعينه ويوفقه وينصره ثالثا الولي يحب الله ويحبه الله وهذا الولي يحفظ حواسه ويحفظ جوارحه فلا يستعملها الا فيما يرضي الله فالله يتولاه فيوفقه في الاعمال التي يباشرها ويسر له استعمالها في طاعة الله ويحميه من مواقعة المعاصي والاثام كما صرف الله تعالى السوء عن يوسف رابعا الليل والنهار من اظهر الادلة على وجود الخالق ووحدانيته وكمال قدرته فالانسان لابد ان يعتبر حينما يأتيه الليل ولابد ان يعتبر حينما يأتيه النهار ولا بعد ان يستذكر الموت عند النوم ولابد ان يستذكر البعث عند الاستيقاظ من النوم وليستفتي الانسان ان ان النوم سلطان على السلطان فهذا النوم يحتاجه كل احد ولا يقاوم الانسان من غير النوم وهذه الايات يستذكرها الانسان ويجعلها في مرضاة الله تعالى وينتبه الانسان الى فوائدها لاجل ان يشكر الله تعالى على هذه النعمة خامسا تدبير النظام ليل ونهار بهذا الشكل الدقيق المحكم الثابت المستمر يدل على وحدانية الله وعظمته ورحمته بعباده سادسا الانسان والحيوان والطير يحتاج الى سكون الليل براحته كما يحتاج الى ضوء النهار لسعيه وكده وكسبه سابعا اولياء الله هم الذين جمعوا بين الايمان الصحيح والعمل الصالح. الذين امنوا وكانوا يتقون ثامنا اهل الثواب لا يحصل لهم خوف في محفل يوم القيامة قال تعالى لا يحزنهم الفزع الاكبر تاسعا الفوز لاهل الايمان والتقوى عاجلا واجلا عاشرا عزة الله تعالى ذاتيا له وعزة رسوله والمؤمنين به ومنه عز وجل فربنا جل جلاله يعز من يشاء ويذل من يشاء هذي عشر حينما تذكر السماوات والارض يتقدم ذكر السماوات لان يعني منتهى يدل على ملك الارض بطريق الاولى ثم ايظا تذكر السماوات وتقدم لعظمها ولانها اشرف من الارظ ثاني عشر البحوث العلمية المحكمة ابانت عن حكمة الله في جعل الليل والنهار نظاما متقنا ملائما لما فطر الناس عليه. طبعا الفوائد التي تأتي للانسان هي النعمة نعمة الله على الانسان الفوائد التي تكون على الحيوان وعلى الطير وعلى السمك وعلى الدواب وعلى النباتات وعلى الثمار ايضا مردودها للانسان وربنا جل جلاله قد خلق للناس ما في الارض جميعا فعل الناس ان يستذكروا هذه النعم وان يحرصوا لاداء لاداء حقها وشكرها. هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته