فلولا رحمته وقدرته لسقطت السماء على الارض فتلف ما عليها وهلك من فيها. ان الله يمسك السماوات والارض ان تزول. ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا. ارحم بهم من والديهم ومن انفسهم. ولهذا يريد لهم الخير ويريدون لها الشر والضر. ومن رحمته ان سخر لهم ما سخر من هذه الاشياء وهو الذي يحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ان ايوا سخر لكم الفلك وهي السفن تجري في البحر بامره تحملكم وتحمل تجاراتكم وتوصلكم من محل الى محل وتستخرجون من البحر حلية تلبسونها ومن رحمته بكم انه يمسك السماء ان تقع على الارض المكتبة السمعية للعلامة المفسر الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله. يسر فريق مشروع كبار العلماء ان يقدم قراءة تفسير السعدي ذلك الذي شرع لكم تلك كالاحكام الحسنة العادلة. وحسن التصرف في تقديره وتدبيره. الذي يولج الليل في النهار. اي يدخل هذا على هذا وهذا على هذا بالليل بعد النهار وبالنهار بعد الليل ويزيد في احدهما ما ينقصه في الاخر. ثم بالعكس فيترتب على ذلك قيام الفصول ومصالح الليل النهار والشمس والقمر التي هي من اجل نعمه على العباد. وهي من الضروريات لهم وان الله سميع يسمع الضجيج الاصوات باختلاف اللغات على تفنن الحاجات بصير يرى دبيب النملة سوداء تحت الصخرة الصماء في الليلة الظلماء. سواء منكم من اسر القول ومن جهر به. ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار هو الباطل ذلك صاحب الحكم والاحكام بان الله هو الحق. اي الثابت الذي لا يزال ولا يزول. الاول الذي ليس قبله شيء. والاخر الذي اليس بعده شيء كامل الاسماء والصفات صادق الوعد الذي وعده حق ولقاؤه حق ودينه حق وعبادته هي الحق النافعة الباقية على الدوام. وان ما يدعون من دونه من الاصنام انداد من الحيوانات والجمادات هو الباطل الذي هو باطل في نفسه. وعبادته باطلة. لانها متعلقة بمضمحل فان. فتبطل تبعا لغايتها ومقصودها. وان الله ها هو العلي الكبير العلي في ذاته فهو عال على جميع المخلوقات وفي قدره فهو كامل الصفات وفي قهره لجميع المخلوقات الكبير وفي ذاته وفي اسمائه وفي صفاته الذي من عظمته وكبريائه ان الارض قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه من كبريائه ان كرسيه وسع السماوات والارض ومن عظمته وكبريائه ان نواصي العباد بيده فلا يتصرفون الا بمشيئته سيتحركون ويسكنون الا بارادته. وحقيقة الكبرياء التي لا يعلمها الا هو. لا ملك مقرب ولا نبي مرسل. انها كل صفة في كمال وجلال وكبرياء وعظمة. فهي ثابتة له. وله من تلك الصفة اجلها واكملها. ومن كبريائه ان العبادات كلها الصادرة من اهل السماوات والارض كلها المقصود منها تكبيره وتعظيمه واجلاله واكرامه. ولهذا كان التكبير شعارا للعبادات الكبار كالصلاة وغيرها هذا حث منه تعالى وترغيب في النظر باياته الدلات على وحدانيته وكماله. فقال الم تر اي الم تشاهد ببصرك وبصيرتك ان الله انزل من السماء ماء وهو المطر فينزل على ارض خاشعة مجدبة قد اغبرت ارجائها ويبس ما فيها من شجر ونبات فتصبح مخضرة قد اكتست من كل زوج كريم وصار لها بذلك منظر بهيج. ان الذي احياها بعد موتها وهمودها لمحيي الموتى بعد ان كانوا رميما اللطيف الذي يدرك بواطن الاشياء وخفياتها وسرائرها. الذي يسوق الى عبده الخير ويدفع عنه الشر بطرق لطيفة تخفى على العباد. ومن لطفه انه يري عبده عزته في انتقامه وكمال اقتداره. ثم يظهر لطفه بعد ان اشرف العبد على الهلاك ومن لطفه انه يعلم مواقع القطر من الارض وبذور الارض في باطنها. فيسوق ذلك الماء الى ذلك البذر. الذي خفي على علم الخلائق فينبت منه انواع النبات. خبير بالسرائر الامور وخبايا الصدور وخفايا الامور له ما في السماوات وما في الارض خلقا وعبيدا يتصرف بملكه وحكمته وكمال اقتداره. ليس لاحد غيره من الامر شيء ان الله لهو الغني بذاته الذي له الغنى المطلق التام من جميع الوجوه ومن غناه انه لا يحتاج الى احد من خلقه ولا يواليهم من ذلة ولا كفروا بهم من قلة ومن غناه انه ما اتخذ صاحبة ولا ولدا. ومن غناه انه صمد لا يأكل ولا يشرب. ولا يحتاج الى ما يحتاج اليه الخلق بوجه من الوجوه فهو يطعم ولا يطعم. ومن غناه ان الخلق كلهم مفتقرون اليه في ايجادهم واعدادهم وامدادهم. وفي دينهم دنياهم ومن غناه انه لو اجتمع من في السماوات ومن في الارض الاحياء منهم والاموات في صعيد واحد. فسأل كل منهم ما بلغت امنيته فاعطاهم فوق امانيهم ما نقص ذلك من ملكه شيء. ومن غناه ان يده سحاء بالخير والبركات. الليل والنهار. لم يزل افضاله على انفاس ومن غناه وكرمه ما اودعه في دار كرامته مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. الحميد اي في ذاته وفي اسمائه لكونها حسنى. وفي صفاته لكونها كلها صفات كمال. وفي افعاله لكونها دائرة بين العدل والاحسان والحكمة وفي شرعه لكونه لا يأمر الا بما فيه مصلحة خالصة او راجحة. ولا ينهى الا عن ما فيه مفسدة خالصة او راجحة. الذي له الحمد الذي يملأ ما في السماوات والارض وما بينهما وما شاء بعدها الذي لا يحصي العباد ثناء على حمده بل هو كما اثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه عباده وهو المحمود على توفيق من يوفقه وخذلان من يخذله. وهو الغني في حمده الحميد في غناه ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه اي الم تشاهد ببصرك وقلبك نعمة ربك السابغة واياديهم الواسعة وان الله سخر لكم ما في الارض من حيوانات ونباتات وجمادات. فجميع ما في الارض مسخر لبني ادم. حيواناتها لركوبه وحمله واعماله واكله وانواع واشجارها وثمارها يقتاتها. وقد سلط على غرسها واستغلالها ومعادنها يستخرجها وينتفع بها والفلك وهو الذي احياكم اوجدكم من العدم. ثم يميتكم بعد ان احياكم ثم يحييكم بعد موتكم. ليجازيكم المحسنة باحسانه والمسيء باساءته. ان الانسان اي جنسه الا من عصمه الله لكفور لنعم الله. كفور بالله لا يعترف باحسانه. بل ربما كفر بالبعث وقدرة ربه يخبر تعالى انه جعل لكل امة من سكن اي معبدا وعبادة قد تختلف في بعض الامور مع اتفاقهم على العدل والحكمة. كما قال تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا. ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة. ولكن ليبلوكم فيما اتاكم هم هم ناسكون اي عاملون عليه بحسب احوالهم فلا اعتراض على شريعة من الشرائع خصوصا من الاميين اهل الشرك والجهل المبين فان انه اذا ثبتت رسالة الرسول بادلتها وجب ان يتلقى جميع ما جاء به بالقبول والتسليم وترك الاعتراض. ولهذا قال فلا ينازعنك في الامر اي لا ينازعك المكذبون لك. ويعترضون على بعض ما جئتهم به بعقول الفاسدة مثل منازعتهم في حل الميتة بقياسهم الفاسد. يقولون تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتل الله. وكقولهم انما البيع مثل الربا ونحو ذلك من اعتراضاتهم التي لا يلزم الجواب عن اعيانها وهم منكرون لاصل الرسالة وليس فيها مجادلة ومحاجة بانفرادها بل لكل مقام مقال. فصاحب هذا الاعتراض المنكر لرسالة الرسول اذا زعم انه يجادل ليسترشد يقال له الكلام معك في اثبات الرسالة وعدمها. والا في الاقتصار على هذه دليل ان مقصوده التعنت والتعجيز. ولهذا امر الله رسوله ان يدعو الى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة. ويمضي على ذلك سواء اعترض المعترضون ام لا. وانه لا ينبغي ان يثنيك عن الدعوة شيء. لانك على هدى اي معتدل موصل للمقصود. متضمن علم الحق والعمل به. فانت على ثقة من امرك ويقين من دينك. فيوجب ذلك لك الصلابة والمضي لما امرك به ربك. ولست على امر مشكوك فيه او حديث مفترى. فتقف ومع الناس ومع اهوائهم وارائهم. ويوقفك اعتراضهم ونظير هذا قوله تعالى. فتوكل على الله انك على الحق المبين. مع ان في انك لعلى هدى مستقيم. ارشاد لاجوبة المعترضين على جزئيات الشرع. بالعقل الصحيح فان الهدى وصف لكل ما جاء به الرسول هدى ما تحصل به الهداية من مسائل الاصول والفروع. وهي المسائل التي يعرف حسنها وعدلها وحكمتها بالعقل والفترة السليمة. وهذا يعرف لتفاصيل المأمورات والمنهيات. ولهذا امره الله بالعدول عن جدالهم في هذه الحالة. فقال الله يحكم بينكم يوم القيامة فيما كنتم فيه تختلفون وان جادلوك فقل الله اعلم بما تعملون. اي هو عالم بمقاصدكم ونياتكم. فمجازيكم عليها في يوم القيامة الذي يحكم الله به دينكم فيما كنتم فيه تختلفون. فمن وافق الصراط المستقيم فهو من اهل النعيم. ومن زاغ عنه فهو من اهل الجحيم. ومن تمام حكمه ان يكون حكما بعلم. فلذلك ذكر احاطة علمه واحاطة كتابه فقال ان ذلك على الله يسير. الم اعلم ان الله يعلم ما في السماء والارض. لا يخفى عليه منها خافية. من ظواهر الامور وبواطنها. وخفيها وجليها متقدمها ومتأخرها ان ذلك العلم المحيط بما في السماء والارض. قد اثبته الله في كتاب وهو اللوح المحفوظ حين خلق الله القلم. قال له اكتب قال ما اكتب قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة. وان كان تصوره عندكم لا يحاط به. فالله تعالى يسير عليه ان يحيط علما بجميع الاشياء. وان يكتب ذلك في كتاب مطابق للواقع يذكر تعالى حالة المشركين به العادلين به غيره. وان حالهم اقبح الحالات. وانه لا مستند لهم على ما فعلوه. فليس لهم به علم. وانما هو تقليد تلقوه عن ابائهم الضالين. وقد يكون الانسان لا علم عنده بما فعله. وهو في نفس الامر له حجة ما علمها. فاخبر هنا ان الله لم ينزل في ذلك سلطانا اي حجة تدل عليه وتجوزه. بل قد انزل البراهين القاطعة على فساده وبطلانه. ثم توعد الظالمين منهم المعاندين للحق فقال وما للظالمين من نصير ينصرهم من عذاب الله اذا نزل بهم وهل هؤلاء الذين لا علم لهم بما هم عليه؟ قصد في اتباع الايات والهدى اذا جاءهم؟ امهم راضون بما هم عليه من الباطل؟ ذكر بقوله يكادون يسقون بالذين يتلون عليهم اياتنا. واذا تتلى عليهم ايات هنا التي هي ايات الله الجليلة المستلزمة لبيان الحق من الباطل. لم يلتفتوا اليها ولم يرفعوا بها رأسا. بل في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون. تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر من بغضها وكراهتها. ترى وجوههم معبسة وابشارهم مكفهرة. يكادون يسقون بالذين يتلون عليهم اياتنا اي يكادون يوقعون بهم القتلى والضرب البليغ من شدة بغضهم وبغض الحق وعداوته. فهذه الحالة من الكفار بئس الحالة وشرها بئس الشر ولكن ثم ما هو شر منها حالتهم التي يؤولون اليها. فلهذا قال ذلكم النار النار وعدها الله الذين كفروا فهذه شرها طويل عريض. ومكروهها والامها تزداد على الدوام ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستوون انقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب. ما قدروا الله حق قدره هذا مثل ضربه الله لقبح عبادة الاوثان وبيان نقصان عقول من عبدها وضعف الجميع قال يا ايها الناس هذا خطاب للمؤمنين والكفار. المؤمنون يزدادون علما وبصيرا. والكافرون تقوم عليهم الحجة. ضرب مثل استمعوا له اي القوا اليه اسماعكم وتفهموا ما احتوى عليه. ولا يصادف منكم قلوبا لاهية واسماعا معرضة. بل القوا اليه القلوب والاسماع وهو هذا نقول ايه؟ ان الذين تدعون من دون الله شمل كل ما يدعى من دون الله لن يخلقوا ذبابا. الذي هو من احقر المخلوقات واخسها. فليس في خلق هذا المخلوق الضعيف. فما فوقهم من باب اولى. ولو اجتمعوا له. بل ابلغ من ذلك شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب. لو يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذه منه وهذا غاية ما يصير من العجز. ضعف الطالب الذي هو المعبود من دون الله والمطلوب الذي هو الذباب. فكل منهما ضعيف واضعف منهما. من يتعلق بهذا الضعيف. وينزله منزلة رب العالمين هذا ما قدر الله حق قدره. حيث سوى الفقير العاجز من جميع الوجوه. بالغني القوي من جميع الوجوه. سوى من لا يملك لنفسه ولا لغيره نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. بمن هو النافع الضار المعطي المانع. ما لك الملك والمتصرف فيه بجميع انواع التصريف ان الله لقوي عزيز. اي كامل القوة كامل العزة من كمال قوته وعزته. ان نواصي الخلق بيديه وانه لا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن الا بارادته ومشيئته. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ومن كمال قوته انه يمسك السماوات والارض ان تزول. ومن كمال قوته انه يبعث الخلق كلهم اولهم واخرهم. بصيحة واحدة ومن كمال قوته انه اهلك الجبابرة والامم العاتية بشيء يسير وسوط من عذابه ان الله سميع بصير. يعلم ما لما بين تعالى كماله وضعف الاصنام وانه المعبود حقا بين حالة الرسل وتميزهم عن الخلق بما تميزوا به من الفضائل فقال الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ان اختاروا يجتبي من الملائكة رسلا ومن الناس رسلا يكونون ازكى ذلك النوع. واجمعه لصفات المجد واحقه بالاصطفاء. فالرسل لا يكون هنا الا صفوة الخلق على الاطلاق. والذي اختارهم واصطفاهم ليس جاهلا بحقائق الاشياء. او يعلم شيئا دون شيء. وانما المصطفي لهم السميع البصير مصير الذي قد احاط علمه وسمعه وبصره بجميع الاشياء. فاختياره اياهم عن علم منه انهم اهل لذلك. وان الوحي يصلح فيهم كما قال قال الله تعالى الله اعلم حيث يجعل رسالته. والى الله ترجع الامور. اي هو يرسل الرسل. يدعون الناس الى الله فمنهم المجيب. ومنهم مراد لدعوتهم ومنهم العامل ومنهم الناكل. فهذا وظيفة الرسل. واما الجزاء على تلك الاعمال فمصيرها الى الله. فلا تعدم له فضلا او عدلا يأمر تعالى عباده المؤمنين بالصلاة. وخص منها الركوع والسجود لفضلهما وركنيتهما وعبادته التي هي قرة العيون. وسلوة القلب المحزون. وان ربوبيته واحسانه على العباد يقتضي منهم ان يخلصوا له العبادة ويأمرهم بفعل الخير عموما. وعلق تعالى الفلاح على هذه الامور. فقال اي تفوزون بالمطلوب المرغوب وتنجون من المكروه المرهوب. فلا طريق للفلاحس والاخلاص في عبادة الخالق. والسعي في نفع عبيده. فمن لذلك فله القدح المعلى من السعادة والفلاح والنجاح وجاهدوا في الله حق جهاده. والجهاد بذل الوسع في حصول الغرض المطلوب. فالجهاد في الله حق جهاد هو القيام التام بامر الله. ودعوة الخلق الى سبيله بكل طريق موصل الى ذلك. من نصيحة وتعليم وقتال وادب وزجر ووعظ. وغير لذلك هو اجتباكم اي اختاركم يا معشر المسلمين من بين الناس. واختار لكم الدين ورضيه لكم واختار لكم افضل الكتب وافضل الرسل فقابلوا هذه المنحة العظيمة بالقيام بالجهاد فيه حق القيام. ولما كان قوله وجاهدوا في الله حق جهاده. ربما توهم متوهم انه هذا من باب تكليف ما لا يطاق او تكليف ما يشق. احترز منه بقوله وما جعل عليكم في الدين من حرج. اي مشقة وعسر بل يسره غاية تيسير وسهله بغاية السهولة. فاولا ما امر والزم الا بما هو سهل على النفوس. لا يثقلها ولا يؤودها. ثم اذا عرض بعض الاسباب الموجبة للتخفيف خفف ما امر به اما باسقاطه او اسقاط بعضه. ويؤخذ من هذه الاية قاعدة شرعية وهي ان المشقة تجلب التيسير والضرورات تبيح المحظورات. فيدخل في ذلك من الاحكام الفرعية شيء كثير معروف في كتب الاحكام ملة ابيكم ابراهيم. اي هذه الملة المذكورة. والاوامر المذبورة ملة ابيكم ابراهيم التي ما زال عليها فالزموها واستمسكوا بها. هو سماكم المسلمين من قبل اي في الكتب السابقة مذكورون ومشهورون وفي هذا اي هذا الكتاب وهذا الشرع اي ما زال هذا الاسم لكم قديما وحديثا. ليكون الرسول شهيدا عليكم باعمالكم خيرها وشرها وتكون شهداء على الناس. لكونكم خير امة اخرجت للناس. امة وسطا عدلا خيارا. تشهدون للرسل انهم بلغوا اممهم تشهدون على الامم ان رسلهم بلغتهم بما اخبركم الله به في كتابه فاقيموا الصلاة باركانها وشروطها وحدودها وجميع لوازمها. واتوا الزكاة المفروضة لمستحقيها. شكرا لله على ما اولاكم واعتصموا بالله امتنعوا به وتوكلوا عليه في ذلك. ولا تتكلوا على حولكم وقوتكم فنعم المولى ونعم النصير. هو مولاكم الذي يتولى اموركم يدبركم بحسن تدبيره. ويصرفكم على احسن تقديره. اي نعم المولى لمن تولاه. فحصل له مطلوبه ونعم النصير لمن استنصره. فدفع عنه المكروه