المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الثاني والعشرون والمائتان الحديث الرابع عن عمر رضي الله عنه انه جاء الى الحجر الاسود وقبله وقال اني لاعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم يقبلك ما قبلتك رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث عمر انه جاء الى الحجر الاسود فقبله الى اخره يقول رضي الله عنه اني لم افعل هذا تعظيما لشيء من الاحجار كما يفعل اهل الجاهلية بل انما هذا تعظيم لله ولرسوله لانه امر بتقبيله فيستحب تقبيله واستلامه باليد اليمنى ومسح الوجه به الجبهة والخدين للتبرك فانه ورد انه من استلمه فكأنما صافح الرحمن ومن قبله فكأنما قبل يد الرحمن وكذلك يستحب استلام الركن اليماني ولا يستحب تقبيله واما الركن الشامي والغربي فلا يستحب استلامهما ولا تقبيلهما لانه لم يكن صلى الله عليه وعلى اله وسلم يستلمهما فقد ورد ان معاوية لما حج رضي الله عنه جعل يستلم الاركان كلها فقال له ابن عباس ليس هكذا السنة فقال معاوية ليس شيء من البيت مهجورا فقال ابن عباس لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة فقال معاوية صدقت فرجع لقول ابن عباس والحكمة ان الركنين اليمانيين على قواعد ابراهيم والركنين الشاميين الذين يليان الحجر ليس على قواعد ابراهيم فان بعض الحجر من البيت كما ورد ان قريشا اختزلوه من البيت لما قصرت عليه النفقة الحلال وكرهوا ان يجعلوا فيه مالا حراما تعظيما له مع انهم قوم كفار ولكن هذا من صيانة الله تعالى لبيته وتطهيره له