بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وفي سلسلة الاربعون في الاستعاذات النبوية نكمل هذه المجالس ومع الحديث الثاني والعشرون عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم اذا امسى قال امسينا وامسى الملك لله والحمد لله لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير رب اسألك خير هذه الليلة وخير ما بعدها. واعوذ بك من شر هذه الليلة وشر ما بعدها. ربي اعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب اعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر واذا اصبح قال ذلك ايضا اصبحنا واصبح الملك لله. الحديث رواه مسلم هذا الذكر من اذكار الصباح والمساء. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله تعالى فيه من شر ما في اليوم وشر ما بعده وشر ما في الليلة وشر ما بعدها ومن الكسل وسوء الكبر وعذاب النار وعذاب القبر وفيه اظهار العبودية والافتقار الى الله عز وجل وان الامر كله بيده الخير والشر. وان العبد ليس له من الامر شيء وفي تعليم الامة شيئا من اداب الدعاء كما في مراعاة المفاتيح وقوله واعوذ بك هذا موضع الشاهد مما يتصل بموضوعنا موضوع الاستعاذات النبوية واعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها الاستعاذة من شر الليلة وما فيها من الشرور الظاهرة والباطنة وهذا مناسب لاذكار المساء ودخول الليل ومعظم الشرور تكون في الليل. ولذلك خص بالاستعاذة في سورة الفلق في قوله ومن شر غاسق اذا وقب اي الليل اذا اظلم والنبي عليه الصلاة والسلام قال لعائشة استعيذي بالله من شر هذا الغاسق اذا وقب والقمر اية الليل قالوا كثير من الفواحش ترتكب في الليل. وحتى شرب الخمور وكذلك مجالس اه المجالس الحرام تكون غالبا في سهرات الليل وحتى انتشار الشياطين والهوام والحيات والعقارب ونحو ذلك وكذلك السراق واللصوص فالشاهد ان الليل اه فيه طوارق شر كثيرة واستعاذ كذلك من الكسل وهو التثاقل عما لا ينبغي التثاقل عنه وعدم نهوض النفس الى الخير وقلة الرغبة فيه مع وجود الاستطاعة فالعاجز معذور اذ لست طاعة له لكن الكسلان غير معذور لوجود الاستطاعة كما في المفاتيح وشرح المشكاة هو من قبائح الصفات التي تصد كثيرا من الناس عن المعاني والفضائل والامور المحمودة وترضيهم بالدون والمستويات النازلة مع القدرة على تحصيل ما هو اعلى منها وقد حكي عن الشيخ الفقيه شيخ الاسلام زكريا الانصاري رحمه الله الشافعي المتوفى سنة تسعمية وستة وعشرين للهجرة. انه كان لا يكاد يفتر عن الطاعة ليلا او ونهارا وكان يصلي النوافل من قيام مع كبر سنه وبلوغه مائة سنة واكثر ويقول لا اعود نفسي الكسل. لا اعود نفسي الكسل ويقول النفس من شأنها الكسل واخاف ان تغلبني واختم عمري بذلك. كما في الكواكب السائرة للغز وقال الاوزاعي رحمه الله يعني في طرفة عن حال الكسالى الكسالى قال كان قوم كسالى ينامون تحت شجرة اه كم مثرى يقولون ان سقط في افواهنا شيء اكلنا والا فلا فسقطت كم مثرات بجانب احدهم فقال له الذي يلي ضعها في فمه قال لو استطعت ان اضعها في فمك وضعتها في فمي انا وقوله وسوء الكبر اي ما يورثه كبر السن من ذهاب العقل بحيث يصير الرجل خرفا متخبطا في الرأي وغير ذلك مما يسوء به الحال كالذلة بين الناس والعجز عن الحركة ونحو ذلك كما في المفتاح كما في اه المفاتيح اما من كان كبيرا محتفظا بعقله وعمله فهو من خير الناس ان احسن العمل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل اي الناس خير؟ قال من طال عمره حسن عملك قال فاي الناس شر؟ قال من طال عمره وساء عمله؟ رواه الترمذي. وهو حديث صحيح وجاء في رواية عند مسلم قوله اللهم اني اسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها واعوذ بك من شرها وشر ما فيها واللهم اني اعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر. اعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر. وفتنة وفتنة الدنيا عذاب القبر وقالوا في توجيه الجمع بين الكسل والهرم وسوء الكبر. ان فيه ترقي في السوء استعاذ اولا اولا من الكسل وهو التثاقل عن الطاعات مع الاستطاعة ثم من الهرم الذي فيه سقوط بعض الاستطاعة فيقوم ببعض الوظائف. ثم من سوء الكبر الذي يصير فيك الحلس البالي الملقى لا يصدر منه شيء من الخير كما في شرح المشكال الطيبي والكاشف عن حقائق السنن فاذا لاحظ انه انه استعاذ بالثلاثة مرتبا الى الاسوأ من من الاهون الى الاسوأ. الكسل والهرم وسوء الكبر وكل واحد اشد من الذي قبله وقول ربي اعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر خصهما بالذكر لشدتهما وعظم شأنهما فالقبر اول منازل الاخرة. ومن سلم فيه سلم مما بعده والنار المها عظيم وعذابها شديد اعاذنا الله منها