بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ونحن في هذا المجلس من مجالس الاربعون القلبية وشرحها عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعنا حديث عياض المجاشعي رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم في خطبته اهل الجنة ثلاثة ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربة ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال ترث ذو سلطان مقسط متصدق موفق ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم وعفيف متعفف ذو عيال الحديث رواه مسلم رحمه الله والامام احمد في مسنده وكذلك ابن حبان في صحيحه والحديث يقول اهل الجنة ثلاثة اي ثلاثة اجناس من الناس كما قال صاحب الملقاة ذو سلطان قال القاري ذو سلطان اي حكم قال الطيبي ذو سلطان ذو قهر وغلبة من السلاطة وهي التمكن من القهر قال تعالى ولو شاء الله لسلطهم ومنه سمي السلطان سلطانا وقيل ذو حجة لانه تقام الحجج به وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الرياض السلطان يعم السلطة العليا وما دونها. يعني قد يكون اميرا قد يكون وزيرا قد يكون ملكا قد يكون رئيسا حاكما قد يكون ما هو دون ذلك من اصحاب السلطة وقوله مقسط اي عادل. يقال اقسط فهو مقسط اذا عدل وقسط غير اقسط تماما تختلف قسطة يعني جارة اقسط عدله وقال ابو منصور الازهري رحمه الله من ائمة اللغة القسط العدل والفعل منه اقسط يعني عدلا واما القصد بالفتح فهو الجور يقال قسط يقسط قسطا وقسوطا يعني جورا وظلما وقال الزبيدي رحمه الله في العدل لغتان. قسطا واقسطا وفي الجور لغة واحدة قسط بغير الف ومنه قوله تعالى واما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا. ما معنى القاسطون قاصد اسم فاعل من قصطة ما معنى القسط؟ جار وظلمه فاذا قوله مقسط ذو سلطان مقسط يعني عادل وقوله متصدق يعني محسن الى الناس معطي باذل جواد كريم موفق قوله في الحديث موفق قال القرطبي رحمه الله موفق يعني مسدد لفعل الخيرات وقال القائل رحمه الله موفق اي الذي هيأ له اسباب الخير وفتح له ابواب البر المرقات وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الرياض اي مهتد لما فيه التوفيق والصلاح وقد هدي الى ما فيه الخير فهذا من اصحاب الجنة اذا الصنف الاول المقسطون من اصحاب السلطان والولايات على الناس الذين يعدلون بينهم ويحسنون اليهم ويتصدقون عليهم وفي الصحيحين سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله الامام العادل فذكر اول السبعة فذكره في اول السبعة وهذا يبين ان العدل بين الناس في الولايات من اجل الاعمال وازكاها عند الله ومن اعظم ما ينفع صاحبه وان الله يظل في ظله قبل دخول الجنة في الحشر في المحشر ثم يدخله الجنة في اول الداخلين طبعا الان في زمننا هذه الولايات متنوعة فيوجد مثلا مدير مدرسة مدير دائرة حكومية مدير الولايات الان السلطات موزعة في مناصب كثيرة. الثاني في الحديث وهو الشاهد منه في موضوعنا موضوع القلب ورجل رحيم رقيق القلب لكل ذي قربى ومسلم رحيم على الصغير والكبير. رقيق يعني يرق قلبه فيرحم لكل ذي قربى لكل صاحب قرابة منه بينه وبينه نسب او صلة الاسلام لانه قال ومسلم. يعني لكل مسلم عموما وليس فقط لاصحاب القرابات وعندما تجتمع صفة الرحمة والرقة هنا رحيم رقيق قال بعضهم الرقيق هذه صفة ذاتية لقلب الشخص والرحيم متعدية فيرحم غيره الرحيم هذه صفة عامة شاملة للانسان والحيوان فان الحيوان ايضا يرحم صغيره فترفع الفرس قدمها عن ولدها خشية ان تطأه قوله رحيم من الرحمة رقيق القلب من الرقة خلاف الغلظ والعنف فلصفاء قلبه ورحمته صارت فيه هاتان الصفتان الرقة والرحمة وهذا موضع الشاهد ان الاصحاب القلوب الناجية والذين يدخلون الجنة يتصفون بالرقة والرحمة فعلى من اراد ان يدخل الجنة ان يكون قلبه رقيقا رحيما يرق ويرحم ورقيق القلب عكس القاسي لان القسوة صفة ذميمة فويل للقاسية قلوبهم وكذلك فان الله سبحانه وتعالى يدخله الجنة لرحمته بخلقه فيرحمه ولرقة قلبه لانه يحسن اليهم ولا يظلمهم والمقصود ان هذا الصنف من اهل الجنة يتصف بالرحمة ورقة القلب وهذه من صفات النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في الصحيحين عن ما لك بن حويرث رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيما رقيقا هذا لفظ مسلم ولفظ البخاري رحيما رفيقا وقال ابن القيم رحمه الله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هين المؤنة لين الخلق كريم الطبع جميل المعاشرة طلق الوجه بساما متواضعا من غير ذلة جوادا من غير سرف رقيق القلب رحيما بكل مسلم خافض الجناح للمؤمنين لين الجانب لهم انتهى كلامه رحمه الله في المدارج اما اهل الكفر الذين يحادون الله ورسوله فيجب الغلظ عليهم. قال الله تعالى يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم. فليسوا للرقة ولا للرحمة وقال الله للمؤمنين يا ايها الذين امنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة طيب ما هو الصنف الثالث اللي في الحديث؟ قال وعفيف متعفف ذو عيال قال ابن الجوزي العفيف الذي يكف يده عما لا يحل له والمتعفف يعني عن سؤال الناس. فاذا قيل ما الفرق بين العفيف والمتعفف المتعفف الذي يكف نفسه عن السؤال والعفيف الذي يكف نفسه عن الحرام وعن ما لا يحل له قال القارئ وعفيف متعفف ذو عيال ثالث الثلاثة مجتنب عما لا يحل متعفف عن السؤال متوكل على الكبير المتعال او على الملك المتعال في امره وامر عياله لانه قال في الحديث ذو عيال اي لا يحمله حب العيال ولا خوف رزقهم على ترك التوكل بارتكاب سؤال الخلق وتحصيل المال الحرام والاشتغال بهم عن العلم والعمل بما يجب عليه فهو صاحب عيال وعياله لا يشغلونه عن الطاعة. وصاحب عيال عياله لا يحملونه على سؤال الناس وصاحب عيال عياله لا يحملونه على الكسب الحرام كالرشوة والسرقة وفي قوله العفيف اشارة الى ما في نفس هذا الرجل من القوة المانعة له عن الفواحش عفيف بطبعه متعفف مكتسب لمزيد من العفة يمنع بها نفسه من الحاجة الى الخلق او سؤال الخلق ذو عيال لكمال يقينه وتوكله على الله ما يمنع الحمل ولا يحد النسل ولا يحمله خشية نفقات الاولاد على منع قدومهم الى الدنيا لانه متوكل على الله وان الله ضمن الرزق لكل ولد يأتيه فهو مرحب بقدومهم متوكل على الله في رزقهم قال في دليل الفالحين ذو عيال لكمال يقينه وثقته ووثوقه بمولاه لتضمنه يعني لان الله يضمن ارزاق العباد وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين رجل عفيف متعفف ذو عيال يعني انه فقير لكنه متعفف لا يسأل الناس شيئا يحسبه الجاهل غنيا من التعفف وهو مع فقره عنده عائلة فتجده صابرا محتسبا يكد على نفسه فهذا من اهل الجنة وهذا الوصف ذو عيال في زماننا هذا وصف الرجل الفقير المحتاج الذي لا يكاد يجد ما يكفيه ويكفي عياله هذا الحال صار مع الاسف حال مكروه من كثير من الناس يؤخرون الزواج من اجل تلافيه يعني يقول اتزوج ويأتيني عيال من وين اجيب لهم اترك المرأة تحمل ما تأخذ موانع وتحمل وتلد والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والسابع من وين اجيب له فصار هذا الوصف المذكور في الحديث وصفا منبوذا من كثيرين يعني واحد فقير متعفف ذو عيال صار هذا شيء يهرب منه ويشردون منه وعلى موانع الانجاب على تحديد النسل على كذا على تأخير الزواج على ما نبغى اولاد في البداية مع انه الوصف هذا في الحديث وصف ممدوح بل صاحبه من اهل الجنة فبعض الناس يكره ان ان يكون ذا عيال يعني عنده كذا عدد وهذا يتطلب طعاما ولباسا دواء دراسة نفقات معروف الان الان تكلفة الاولاد معروف عبء عبء فقوله ذو عيال رجل عفيف متعفف ذو عيال هذا جنس من اجناس اهل الجنة طبعا الشاهد من الحديث قوله رحيم رقيق القلب وهاتان صفتان مهمتان للقلب وينبغي لمن عنده نقص فيهما ان يحاول كسب المزيد منهما