من مظاهر لطف الله بالمؤمنين ورحمته بهم انه لما هم الكفار بالعودة لقتال المسلمين انزل الله النعاس على طائفة منهم ليدخل الطمأنينة على قلوبهم ويزيل الخوف والفزع من نفوسهم اه مم الف لوجود كنعمة القرآن وروضة تزداد في الوجدان وجودك نعمة القرآن. وروضة تزداد كانوا في الوجداني. وبانعمان ازدهت ارواح وسمت بها لمراتي بالاحساء زهراء وحي نستظل بظلها بخلاصة تفسير القرآن. اعوذ بالله من الشيطان ثم انزل عليكم من بعد الغم امنة يغشى طائفة منكم. وطاء طائفة قد اهمتهم انفسهم يظنون بالله ويرى الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الامر من شيء قل ان الامر كله لله يخفون في انفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الامر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل مضاجعهم وليبت لي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور يذكر الله تعالى بعض مظاهر لطفه ورحمته بالصحابة في غزوة احد. ابعد الغم الشديد الذي اصابهم ارسل الله تعالى عليهم النعاس. فما القصة؟ لما انهزم المسلمون في غزوة احد واخذ المشركون بالعودة الى مكة وبينما هم في الطريق. هموا بالرجوع لقتال المسلمين. وصلت الاخبار الى المدينة فقعد المؤمنون متهيئين للحرب. فانزل الله تعالى عليهم امانا. كان مظهرهم النعاس اطمأنت معه نفوسهم واستراحت معه ابدانهم. والنعاس في قتال امنة من الله وفي الصلاة وسوسة من الشيطان. قال ابو طلحة رضي الله عنه غشينا النعاس ونحن في مصافنا يوم احد. فجعل سيفي يسقط من يدي واخذه تسقط واخذه. وتلك الامانة لم تكن عامة. فقد غشي النوم جماعة منهم وهم المؤمنون نون المخلصون وجماعة اخرى اصابهم الخوف بان يرجع الكفار عليهم فطار النوم من اعينهم من الفزع والجزع. وهم المنافقون. الذين لا هم لهم الا سلامة انفسهم لا هم الدين ولا هم الرسول ولا هم المسلمين ومن سوء باطنهم انهم يظنون بالله ظن السوء من ان الله تعالى لن ينصر رسوله ولن يؤيد عباده مثل ظن اهل الجاهلية وذلك حين رأوا هجمت المشركين على المسلمين ظنوا ان دين الله زائل وان اتباعه مهزومون ومن سوء قولهم انهم قالوا هل لنا رأي في امر الخروج الى القتال ولو كان لنا اختيار لما خرجنا قل يا محمد لهؤلاء المنافقين ان الامر كله لله. فهو الذي يقدر ما يشاء وهو من خروجكم وهؤلاء المنافقون يبطنون في انفسهم ما لا يظهرونه امامك يا محمد ومما قالوه ايضا لو كان لنا رأي يطاع لما خرجنا ولما قتلنا. ولكن اكرهنا عن الخروج والمنافقون بهذا الكلام ارادوا القاء تبعة الذي جرى في غزوة احد على النبي عليه الصلاة والسلام يا محمد لو كنتم في منازلكم وفيكم من قدر الله عليه القتل لخرجوا الى مصارعهم فالحذر لا ينجي من القدر. ثم بين الله تعالى بعض الحكم مما جرى للمسلمين في غزوة احد فالله تعالى لم يكتب لكم تلك الشدائد الا ليختبر ما في صدوركم من نيات ومقاصد ولينقي ما في قلوبكم ويطهره من الادران والظنون السيئة. والله عالم بالسرائر مطلع على الضمائر وما فيها من خير او شر. لا يخفى عليه شيء منها ان الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان انما استذلت او الشيطان ببعض ما كسبوا. ولقد عفا الله عنهم ان الله غفور حليم. يا معشر المؤمنين ان الذين تولوا منكم عن القتال او تركوا اماكنهم طلبا للغنيمة في اليوم الذي التقى فيه جمع وجمع المشركين في غزوة احد. انما حملهم الشيطان على الزلل. واوقعهم في هذا الخطأ ما عملوا من الذنوب وهو مخالفة امر النبي عليه الصلاة والسلام. ولقد تجاوز الله عن عقوبته بهم وصفح عنهم. لحسن توبتهم وصدق ندمهم. لان فرارهم لم يكن بسبب النفاق اقبل عارضا عارض لهم عندما اضطربت الصفوف ثم عادوا الى اخوانهم الثابتين من منين ان الله واسع المغفرة حليم يمهل عباده ليتوبوا فلا يعاجلهم بالعقوبة. وبهذا ان غزوة احد مرت بجولات. الجولة الاولى انتصر فيها المسلمون. وفي الجولة الثانية كانت الهزيمة. اما الجولة الثالثة فقد كان الانتصار فيها عظيم للمسلمين. وهو انتصار المعرفة الواضحة والرؤية المستنيرة للحقائق التي جلاها القرآن. انه انتصار الوعي والنضج وانتصار الخبرة والتجربة. غزوة احد علمت المسلمين تمحيص النفوس. وتمييز وكشف المنافقين واهمية الطاعة ووجوب الاتباع وقيمة الثبات واسباب النصر واهمية الصبر ومنزلة التوكل على الله في كل خطوة من خطوات الطريق وهذه الحصيلة الضخمة من الدروس والحكم كانت اكبر بما لا يقاس من حصيلة النصر والغنيمة وكم كان المسلمون بحاجة ماسة اليها وهم يؤسسون نواة دولتهم في المدينة المنورة يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كانوا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير يا من امنتم بالله وباليوم الاخر. لا تتشبهوا بالمنافقين. الذين قالوا عن اقاربهم او اخوانهم في النفاق اذا خرجوا في الاسفار او في الحروب واصابهم الموت قالوا لو انهم لازموا بيوتهم ولم يخرجوا احياء ولما ماتوا او قتلوا. والله سبحانه وتعالى انما طبع الكفار على هذا الاعتقاد الباطل ليجعل الحسرة في قلوبهم والغم في نفوسهم. بعكس المؤمن الذي يؤمن بقضاء الله تعالى خيره وشره ويرضى بما قدره الله تعالى له ويؤمن ان الارواح كلها بيد الله والله تعالى وحده الذي يحيي ويميت بمشيئته. والله بما تعملون بصير لا تخفى عليه اعمالكم وسيجازيكم قم عليها وفي هذا ترغيب للمؤمنين وتهديد للكافرين. ولا قتلتم في سبيل الله او متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون لتثبيت المؤمنين ترغيبهم في الجهاد ورد في الاية رد اخر على مقالة اولئك المنافقين. يا معشر المؤمنين والله لان قتلتم وانتم تجاهدون في سبيل الله. او متم على فراشكم وانتم طائعون لله. لنلتم مغفرة عظيمة من الله ولظفرتم برحمة واسعة منه هي خير لكم مما يجمعه الكفرة من من متع الدنيا وشهواتها ونعيمها الزائل. ولئن متم او قتلتم الى الله تحشرون. يا معشر المؤمنين والله لان متم على اي حال. سواء متم على الفراش او قتلتم في ساحة الجهاد. فان مرجعكم الى الله جميعا وجميع الخلق مؤمنهم وكافرهم سيعودون الى الله يجازيهم على اعمالهم يوم الدين اللهم احسن قدومنا اليك وثبتنا على صراطك المستقيم. واجعل خير ايامنا يوم نلقاك فيه وروضة تزدان في الوجدان انا عمران ازدهت ارواحنا وسمت بها لمراتي بالاحزاب زهراء وحين نستظل بظلها بخلاصة التفسير للقرآن اه