المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله قال الامام ابن القيم رحمه الله فصل في مذهب ابن حزم واتى ابن حزم بعد ذاك فقال ماء للناس قرآن ولا اثنان بل اربع كل يسمى بالقرى اني وذاك قول بين البطلان هذا الذي يتلى واخر ثابت فالرسمي يدعى المصحف العثماني والثالث المحفوظ بين صدورنا هذي الثلاث خليقة الرحمن والرابع المعنى القديم كعلمه كل يعبر عنه بالقرآن قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله واتى ابن حزم الى اخره قد تقدم الكلام على مراتب وجود المعين في مذهب الاقترانية فارجع اليه والاولى جعله في هذا المحل قال الامام ابن القيم رحمه الله واظنه قد رام شيئا لم يجد انه عبارة ناطق ببيان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته معناه انه اراد هذا المعنى ولم يحسن يعبر عنه عبارة واضحة قال الامام ابن القيم رحمه الله ان المعين ذو مراتب اربع عقلت فلا تخفى على انسان بالعين ثم الذهن ثم اللفظ ثم مر اسم حين تخطه ببنان الجميع الاسم يصدق لكن اولى به الموجود في الاعيان بخلاف قول ابن الخطيب فانه قد قال ان الوضع للاذهان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته واما وجوده الخارجي فهو ان كان عينا فوجود صورتها ظاهر وان كان صفة وقيامها بموصوفها هو وجودها الخارجي ثم اختلفوا في اي هذه الاربع اولى واقرب واخص بالمسمى فقال الجمهور ومنهم ابن حزم انه الوجود الخارجي وخالف في ذلك الفخر الرازي وهو ابن الخطيب فقال انه الوجود الذهني لانه اول الشيء ومبدأه قال الامام ابن القيم رحمه الله فالشيء شيء واحد لا اربع فذهبن حزم قلة الفرقان والله اخبر انه سبحانه متكلم بالوحي والفرقان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته ثم ذكر المصنف الاستدلال من القرآن بان كل الاربعة شيء واحد فذكر اولا الوجود الخارجي ثم الذهنية ثم الرسمية ثم اللفظي وقد تضمنت سورة القلم هذه المراتب الاربعة قال الامام ابن القيم رحمه الله وكذلك اخبرنا بانك كلامه بصدور اهل العلم والايمان وكذاك اخبر انه المكتوب فيه صحوف مطهرة من الشيطان وكذلك اخبر انه المتلو مقروء عند تلاوة الانسان والكل شيء واحد لا انه هو اربع وثلاثة واثنان وتلاوة القرآن افعال لنا وكذا الكتابة فهي خط بنان لكن ما المتلو والمكتوب محفوظ قول الواحد المنان والعبد يقرأه بصوت طيب وبضده فهما له صوتان وكذا كيكتبه بخط جيد وبضده فهما له خطان اصواتنا ومدادنا واداتنا ورق ثم كتابة القرآن ولقد اتى في نظمه من قال قوم للحق والانصاف غير جبان قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته البيت منكسر بجميع النسخ التي وقفت عليها وصواب وزنه ومعناه ان يقال ولقد اتى في نظمه من قال قو للحق ايضا وهو غير جبان او يجعل بدل ايضا صدقا ونحوها ومراده بذلك القحطاني مع ان للصرصري كلاما هذا معناه ولكن الاول الاول ثم ذكر المؤلف مبحثا نفيسا جدا اشكل على بعض السلف وكثير من المبتدعة حتى صار فيه خوض كثير وامتحن به جملة من علماء السلف وذكرها هنا لمناسبة قريبة وهي مسألة التلاوة واللفظ فقال وتلاوة القرآن الى اخره وحاصل ذلك ان التلاوة واللفظ تحتمل معنيين فان اريد بها المتلو والملفوظ فهو كلام الباري غير مخلوق بل هو صفة من صفاته منه بدأ واليه يعود وان اريد المصدر وهو نفس التلاوة ونفس اللفظ فهي فعل للعبد وصفة من صفاته فهي مخلوقة وكذلك الكتابة والصوت والمداد وادوات الكتب من قلم ورق فكل ذلك مخلوق قوله عليك بالتفصيل الى اخره وهذا كلام نفيس لان اكثر الاختلاف الواقع بين المريدين للحق والانصاف ما حصل بينهم التفرق والتخالف الا بسبب اجمال بعض الالفاظ التي يفهم منها معنيان متناقضان كما في التلاوة واللفظ فانه يحتمل ان المراد به المصدر وهو فعل القارئ ويحتمل ان المراد به المتلو الذي هو كلام الباري فاذا قيل اللفظ مخلوق كان خطأ او غير مخلوق كان خطأ ايضا فالصواب التفصيل فيقال ان اريد باللفظ فعل العبد فهو مخلوق وان اريد به المتلو والملفوظ فهو كلام الله وعلى ذلك نص الائمة كاحمد والبخاري فان البخاري لما قدم نيسابور حصل له اخيرا امتحان من جهة اللفظ ففصل هذا التفصيل فانكر عليه محمد ابن يحيى الذهلي والصواب مع البخاري بلا شك مع ان الذهلية من علماء السلف وكل من الذهلي والبخاري يحتج ويستدل بقول الامام احمد وللمسألة قصة وقعت بين الذهلي والبخاري مذكورة في مواضعها منها في اخر مقدمة فتح الباري وغيرها ولما حصل ما حصل انحاز بعض العلماء الى البخاري واخذ بقوله كمسلم وغيره حتى انه رد على الذهلي احاديث كثيرة كان قد رواها عن الذهلي ولكن الامام البخاري يروي عن الذهلي في صحيحه فاذا قال حدثنا محمد بن عبدالله فهو الذهلي ينسبه لجده وكذلك قال الامام احمد من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع لان الاول طريق قريب الى ادخال التجهم على الناس والثانية لم يرد عن السلف فهو مبتدع وكانه رحمه الله اخذ ذلك من الاية وهي قوله تعالى يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا فنهاهم الله من قول راعنا لحيث انها تحتمل معنيين احدهما الرعونة وهي الحماقة والثانية النظر فارشدهم الى الامر الظاهر الواضح الذي لا يحتمل الا الشيء الواضح قال الامام ابن القيم رحمه الله ان الذي هو في المصاحف مثبت بانامل الاشياخ والشبان هو قول ربي ومدادنا والرق مخلوقان فشفا وفرق بين متلو ومصر نوع وذاك حقيقة العرفان الكل مخلوق وليس كلامه متلو مخلوقا هما شيئان فعليك بالتفصيل والتمييز اطلاق والاجمال دون بيان قد افسدا هذا الوجود وخبط اذهان والاراء كل زمان وتلاوة القرآن في تعريفها باللام قد يعنى بها شيئا يعنى به المتلوفة وكلامه هو غير مخلوق كذي الاكوان ويراد افعال العباد كصوتهم وادائهم وكلاهما خلقان هذا الذي نصت عليه ائمة اسلامي اهل العلم والعرفان وهو الذي قصد البخاري الرضا لكن تقاصر قاصر الاذهان عن فهمه كتقاصر الافهام عنه قول الامام الاعظم شيباني اللفظ لما ان نفض الدين عنه هو اهتدى للنفي ذو عرفان فاللفظ يصلح مصدرا هو فعلنا كتلفظ بتلاوة القرآن وكذا يصلح نفس ملفوظ به وهو القران فذاني محتملان فلذا كأنكر احمد الاطلاق فيه نفي واثبات بلا فرقان