ثم قال الله تعالى وما كان لنفس ان تموت الا باذن الله ويجعل الرجس على الذين لا يعقلون وما ينبغي لنفس ان تؤمن من تلقاء نفسها الا ان يأذن الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين لم يحدث ان امنت قرية من القرى التي ارسلنا اليها رسلنا ايمانا معتدا به قبل معاينة العذاب فينفعها ايمانها لمجيئه قبل معاينته الا قوم يونس حين امنوا ايمانا صادقا رفعنا عنهم عذاب الذل والهوان في الحياة الدنيا ومتعناهم الى وقت انقضاء اجارهم ربنا جل جلاله قال فيما سبق الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم اتبعه ربنا جل جلاله بهذه الاية فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما امن وكشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين فهذه الاية دالة على ان قوم يونس امنوا بعد كفرهم وانتفعوا بذلك الايمان وذلك يدل على ان الكفار فريقان منهم من حكم عليه بخاتمة الكفر ومنهم من حكم عليه بخاتمة الامام وكل ما قظى الله به فهو واقع وهذه الاية مع الايتين بعدها تفريع على الايات السابقة وتكميل لها في بيان سنة الله في الامم مع رسلهم وفي خلق البشر مستعدين للامور المتضادة من الايمان والكفر مع تعلق بمشيئة الله وحكمته بافعاله وافعال عباده ووقوعها على رزقهما فقال تعالى فلولا كانت قرية امنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس اي فهلا كانت قرية من القرى الذي اهلكها الله تعالى امنت قبل معاينة العذاب ولم تؤخر ايمانها الى حين معاينة العذاب كما اثر فرعون ايمانه فنفعها ذلك في الايمان وقبله سبحانه الا قوم يونس. اي لكن قوم يونس اي ما امن اهل قرية من القرى الهالكة في وقت ينفعهم ايمانهم فيه الا قوم النبي يونس عليه الصلاة والسلام امنوا كلهم في وقت ينفعهم فيه الايمان حين رأوا اية تدل على العذاب قبل نزوله بهم ثم قال تعالى لما امنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم الى حين اي لما امنوا رفعنا عنهم عذاب الذل الذي وعدهم به نبيهم في الحياة الدنيا وكان قد قرب نزوله بهم وتركناهم يستمتعون في الدنيا الى اخر اعمارهم المكتوبة وتأمل اخي الكريم في قوله ومتعناهم الى حين فان الانسان يتمتع في هذه الدنيا بما فيها الى وقت محدد فاذا انتهى هذا الوقت المحدد تقف دقات قلب الانسان ويطوى سجله ويحال بينه وبين هذه الدنيا اما الى دار انس وبهجة واما الى دار شقاء ووحشة ولذلك انت في اعمالك تعمل اعمالا كثيرة وتقصد ان تنتفع بها حينما تنزع من بين اهلك ومالك وامتيازاتك وشهاداتك وتوضع في هذه الارض الذي لا ينفع شيء الا العمل الذي قدمه الانسان من قبل ثم قال الله تعالى ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا. افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ولو شاء ربك ايها الرسول ايمان جميع من في الارض لان لكنه لم يشأ ذلك لحكمة وهو يظل من يشاء بعدله ويهدي من يشاء بفضله فليس باستطاعتك اكراه الناس على ان يكونوا مؤمنين فتوفيقهم للايمان بيد الله وحده ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا. ايوة لو شاء ربك يا محمد لالهم كل من في الارض الايمان فامنوا بالله وبما جئت به لكنه لم يشأ ذلك لمخالفته مقتضى حكمته سبحانه وتعالى وفي سورة الانعام ربنا قال لنبيه مصبرا اياه ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين وسيأتي معنا في سورة هود بمشيئة الله ولو شاء ربك لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذلك خلقهم وتمت كلمة ربك لاملأن جهنم من الجنة والناس اجمعين ثم قال تعالى افانت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين اي افانت يا محمد تلزم الناس وتضطرهم الى الايمان حتى يكونوا مؤمنين بما جئتهم به ليس ذلك اليك ولا قدرة لك عليه بل الله تعالى هو من يهدي ويظل من يشاء من عباده. لا باكراهك لهم والايات في هذا كثيرة وفي سورة فاجر افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ان الله عليم بما يصنعون فلا يقع ايمانا الا بمشيئته فلا تذهب نفسك حسرات عليهم. ويجعل الله العذاب والخزي على الذين لا يدركون عنها حججه. واوامرهم ونواهيه وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله اي وما ينبغي لنفس ان تؤمن وتهتدي الا بقضاء الله وقدره ومشيئته فلا تجهدن نفسك يا محمد في طلب هداها وبلغها وعيد الله ثم خليها فان هداها بيد خالقها ولا تكفي دعوتك في حصول الايمان حتى يأذن الله لمن دعوته ان يؤمن ثم قال تعالى ويجعل الرجز على الذين لا يعقلون اي ويجعل الله غضبه وعذابه على الذين لا يعقلون اياته وحججه ومواعظه واوامره ونواهيه ولا يدركون حكمه فيما امر الله تعالى به ثم قال الله تعالى قل انظروا ماذا في السماوات والارض وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون قل ايها الرسول للمشركين الذين يسألونك الايات. تأملوا ماذا في السماوات والارض من الايات؟ الدالة على وحدانية الله وقدرته وما ينفع انزال الايات والحجج والرسل في قوم ليس لهم استعداد ان يؤمنوا لاصرارهم على الكفر اذا قل انظروا ماذا في السماوات والارض اي قل يا محمد للمشركين الذين يسألون في الايات انظروا ماذا في السماوات من الشمس والقمر والنجوم والسحاب وانظروا في الارض وما فيها من الجبال والبحار والانهار والاشجار والثمار والدواب وغير ذلك من المخلوقات الصغيرة والكبيرة فتفكروا فيها معتمر فانها دالة على وحدانية الله في ربوبيته والوهيته وعلى كمال قدرته وعظيم صفاته فتغنيكم عن طلب الايات والمؤمن يقرأ الحمد لله رب العالمين فالعالمون كل ما سوى الله وسمي العالمون بالعالمين لان كل شيء علامة على خالقه فربنا جل جلاله هو الرب وكلمة الرب تشمل الخلق الملك التدبير وما تغني الايات والنذر عن قوم لا يؤمنون ايوة ما تنفع الايات السماوية والايات الارظية والرسل المنذرة قوما سبق في علم الله انهم لا يؤمنون وربنا قال حكمة بالغة فما تغني النذر ومر معنا في الدرس السابق ان الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل اية حتى يروا العذاب الاليم ثم قال تعالى فهل ينتظرون الا مثل ايام الذين خلوا من قبلهم قل فانتظروا اني معكم من المنتظرين اي سهل ينتظر هؤلاء المشركون المكذبون لك يا محمد من النقمة والعذاب الا مثل وقائع الله تعالى في الامم الماضية من قبلهم المكذب لرسلهم قل فانتظروا اني معكم من المنتظرين اي قل لهم يا محمد فانتظروا عذاب الله اني معكم من المنتظرين ما يحل بكم من العذاب والهلاك الذي وعدكم الله ثم قال الله تعالى ثم ننجي رسلنا والذين امنوا كذلك حقا علينا ننجي المؤمنين ثم ننزل بهم العقاب وننجي رسلنا وان ننجي الذين امنوا معهم فلا يصيبهم ما اصاب قومهم كما انجينا اولئك الرسل المؤمنين معهم ننجي رسول الله والمؤمنين معهم ان جاء حقا ثابتا عليها ثم ننجي رسلنا والذين امنوا اي ثم ننجي رسلنا والمؤمنين بهم من عذابنا الواقع على قومهم كذلك يحقد علينا ننجي المؤمنين اي كما انجينا الرسل السابقين والمؤمنين بهم حين نزول العذاب كذلك نفعل بك يا محمد وبالمؤمنين بك فلننجيكم جميعا حقا ووعدا اوجبناه علينا لا نخلفه وهذا في قوله تعالى ان الله يدافع عن الذين امنوا كقوله تعالى انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد فعلى المؤمن ان ينصر دين الله تعالى فان الله ناصره لا محالة اما اذا استخدم الانسان المعاصي فان النصر يتأخر عليه ثم قال تعالى قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم وامرت ان اكون من المؤمنين وامرني قل يا ايها الرسول يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني الذي ادعوكم اليه وهو دين التوحيد فانا على يقين من فسادي دينكم فلا اتبعه فلا اعبد الذين تعبدونهم من دون الله ولكني اعبد الله الذي يميتكم هو امرني ان اكون من المؤمنين المخلصين له الدين ولذلك فان عقيدة الاسلام وعلى الانسان ان يفكر في ضررها قبل اقتحامها وعند اقتحامها وبعد ذهابها ثالثا قوم يونس لما امنوا قوم يونس لما امن قبل معاينة العذاب كشف الله العذاب الذي كان سينزل بهم لو لم يؤمنوا يظهرها الانسان ويعلو بها ولا يداهن ولا يخلط بين الاديان ولا يعترف بعقيدة الباطل وهذا امر للنبي صلى الله عليه وسلم وهو امر لكل مؤمن والخطاب لكل الناس اجمعين. قل يا ايها الناس ان كنتم في شك من ديني فلا اعبد الذين تعبدون من دون الله فيقول يا محمد يا ايها الناس ان كنتم في شرك من صحة دين الاسلام الذي ادعوكم اليه فاني لا اعبد الذين تعبدون من دون الله من الاصنام والاوثان وغيرها من المخلوقات التي لا تستحق العبادة انما الذي يستحق العبادة هو الله الخالق سبحانه وتعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون فالخالقية معراج العبودية ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم اي ولكن اعبد الله الذي يميتكم ويقبض ارواحكم ثم يبعثكم واليه مرجعكم ليجازيكم باعمالكم فهو وحده المستحق للعبادة وتأمل هنا يتوفاك ومعنى توفي الميت استيفاء مدته التي توفيت له وهي عدد الوحدات الزمنية الصغرى المقدرة لحياته الدنيا واختير هذا الخطاب ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم. اختير هذا لما فيه من معنى القهر الذي لا تملك النفوس معاندته بلدان كلهم يعترفون انهم يموتون وامرت ان اكون من المؤمنين. اي وامرني الله الخالق ان اكون من جملة المؤمنين المصدقين بما اوحي اليهم الموعودين بالنجاة من العذاب. والموعودين بالنصر على اعدائهم واعدائهم والايات في هذا المعنى في حث النبي صلى الله عليه وسلم على هذا منها سورة قل يا ايها الكافرون وهي سورة يقرأها المؤمن في السنة القبيلة صلاة الفجر وفي السنة البعدية لصلاة المغرب وفي الشفع من صلاة الوتر بحيث انه يقرأها في اول النهار وفي اخر النهار وفي اول الليل وفي اخر الليل واذا يستحب قراءتها عند النوم ففيها براءة من الشرك وربنا قال لنبيه قل انني هداني ربي الى صراط مستقيم دينا قيما ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين قل ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين ثم قال الله تعالى وان اقم وجهك للدين حنيفا ولا تكونن من المشركين وامرني كذلك ان استقيم على الدين الحق واثبت عليه مائلا عن كل الاديان مائلا عن كل الاديان اليه. يعني مائلا الى الحق. ونهاني ان اكون من المشركين به اذا وان اقم وجهك للدين حنيفا ايؤمرني الله بقوله اقم نفسك على دين الاسلام واستقم عليه مخلصا لله وحده مائلا عن كل دين سواه ولا تكونن من المشركين اي ولا تكونن يا محمد من المشركين في عبادة الله لا في حالهم ولا في عقائدهم ولا في اعمالهم وربنا قال ولقد اوحي اليك والى الذين من قبلك لئن اشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين بل الله فاعبد وكن من الشاكرين ثم قال الله تعالى ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فان فعلت فانك اذا من الظالمين ولا تدعو ايها الرسول من دون الله من الاوثان والاصنام وغيرها. ما لا يملك نفعا فينفعك. ولا ضرا فيضرك. فان عبدتها فانك اذا من الظالمين المعتدين على حق الله وحق انفسهم ربنا جل جلاله لما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الشرك اكده بما هو كالتعليل له بقوله ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك. اي لا تعبد. يا محمد من دون الله من الاصنام وغيرها ما لا ينفعك ان عبدته ولا يضرك ان عصيته فان فعلت فانك اذا من الظالمين اي فان عبدت غير الله فانك يا محمد من الظالمين لانفسهم بالشرك الواضعين العبادة في غير موضعها ثم ذكر الاخوة في مركز التكسير في هذا المختصر في التفسير فوائد لهذه الصفحة المباركة فقالوا من فوائد الايات الايمان هو السبب في رفعة صاحبه الى الدرجات العلى والتمتع في الحياة الدنيا ليس في مقدور احد حمل احد على الامام لان هذا عائد لمشيئة الله وحده لا تنفع الايات والنذر من اصر على الكفر وداوم عليه وجوب الاستقامة على الدين الحق والبعد كل البعد عن الشرك والاديان الباطلة طبعا بالامكان ان يضاف الى هذا اولا الخسران لازم لمن كذب بايات الله ثانيا خطورة الذنوب وان الذين وجب لهم العذاب لاحاطة ذنوبهم بهم لا يؤمنون لفقد الاستعداد للايمان. اذا الذنوب خطيرة جدا رابعا ان الايمان لا يتم لاحد الا بارادة الله وقضائه وفق سنته الماضية فمن اراد الايمان اخذ باسباب الهداية المؤدي اليها خامسا ان الله تعالى يدعو الناس الى الايمان ويبين لهم ثمراته الطيبة ويحذرهم من التكذيب ويبين لهم اثاره السيئة سادسا القرآن حق ونبوة محمد ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم حق ومن ادلة اثبات احقيتهما صدقهما فيما اخبر به من قصص الانبياء ومغيبات المستقبل سابعا الدنس الروحي لمن عطل عقله عن التدبر وانتهى به ذلك الاهمال الى التكذيب والكفر عياذا بالله ثامنا الله خلق الانسان وفيه استعداد للخير والشر والايمان والكفر ومن واجب المرسلين التبشير والانذار وهما يساعدان العقل على حسن الاختيار تاسعا السماوات والارض حافلتان بالايات والمفرط الذي لم ينظر النظر المؤدي الى الوحدانية قد خسر خسرانا مبيرا فينبغي على الانسان ان ينتفع من كل اية حوله. وان يتدبر ان يتدبر قدرة الله سبحانه وتعالى الخالق الموجد للاشياء عاشرا سنة الله لا تتبدل في اهلاك المكذبين ونصر الانبياء والمرسلين ومن كان على طريقتهم فربنا جل جلاله سنة في اهلاك المشددين وله سنة في نصر من كان على ما يحب ترك على ما يحب الله تنل نصره حادي عشر المؤمن يظهر دينه ويظهر المفارقة بينه وبين الشرك تاني عشر التحذير الشديد لاولئك الذين اغمضوا اعينهم في النظر في دلائل قدرة الله ووحدانيته وهم الذين صموا اذانهم عن الايات المنزلة ثالث عشر الطبيب السعيد هو الذي يبين لمرضاه وللناس ايات الله في خلق الانسان وما اتحف الله به الانسان من النعم. وكذلك اصحاب بقية العلوم ينفعون الانسانية بهذا وفي هذا خدمة للعقيدة فيستطيع كل صاحب اختصاص ان يخدم الدين من طريق اختصاصه رابع عشر قراءة التاريخ قراءة صحيحة يدفع الى الامام لان من نظر في التاريخ وتقلبات الايام وحياة الرسل والعاقبة الحميدة للمؤمنين فانه بهذا الشيء يندفع الى الايمان والزيادة في الايمان خامس عشر البشارة للرسول صلى الله عليه وسلم بالنصر له ولاتباعه المؤمنين سادس عشر تخصيص صفة المتوفي بالذكر ولكن اعبد الله الذي يتوفاكم لما في ذلك من التهديد ولكونه يدل على المبدأ ثم الموت ثم الاعادة ولانه اشد الاحوال مهابة في القلوب اسأل الله ان يبارك لنا في حياتنا وعند موتنا وفي لقائه سابع عشر الشرك ظلم بل هو اعظم الظلم والخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم. فان فعلت فانك اذا من الظالمين تثبيت له على ما هو عليه من تمام التوحيد. وتحذير لغيره وهنا في هذا الخطاب تنبيه الناس على فظاعة عظم هذا الفعل بحيث لو فعله اشرف المخلوقين لكان من الظالمين الثامن عشر نصر الله للمؤمنين نصر الله للمؤمنين والله تعالى قد احقه على نفسه بحكم احسانه وفضله ووعده وليس هم الذين احطوه عليهم كالحق الذي لانسان على من له عنده يد. انما هو فضل من عند الله تعالى التاسع عشر من سنة الله اذا انزل عذابه بقوم اخرج من بينهم الرسل والمؤمنين عشرون الايمان لا يكون بالاكراه اذ هو تصديق واقرار ولابد له من ارادة واختيار هذه وعشرون لا يحدث شيء في ملك الله دون علمه وارادته ثاني وعشرون كل ما في السماوات والارض دلائل وابراهيم على وجود الله وتدبيره ثالث وعشرون لا حجر في الاسلام على فكر الانسان بدل الكون بكل ما فيه ميدان بحث ونظر لاجل ان يترقى الانسان بالتوبة والعبودية لله تعالى رابع وعشرون كثرة كثرة ركام الباطل ينبغي ان لا يضعف عزيمة الدعاة بل لا بد من الثبات والاعتزاز بعقيدة التوحيد القائمة على الولاء والبراء فالبلاء والبراء هو المنهج العملي لكلمة التوحيد خامس وعشرون امر رسول الله صلى الله عليه وسلم بان يجعل اتجاهه في كل حياته ملازما الطاعة لاوامر الدين ونواهيه في نفسه وسلوكه الشخصي وان يوجه طاقته لنشر دين الله فمعنى اقم وجهك للدين اي اجعل اتجاه حركة حياتك ملازما لاداء واجبات الدين ونشره والدعوة اليه. وهكذا المؤمن يجعل جميع حياء لاجل طاعة الله وبث الدعوة الى الله وان يقيم الحجة على العباد وفي ذلك سعادة الدنيا والاخرة ونصر الدنيا والاخرة سادس وعشرون الدليل لا يهدي الا باعانة الله واذا لم تحصل تلك الاعانة ذهبت تلك الدلائل ذهبت تلك الدلائل من غير جدوى اسأل الله ان يفتح لنا ولكم من الخيرات والبركات وان يرزقنا الله واياكم الظفر والنجاة في الدنيا والاخرة هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته