وعن انس رضي الله عنه قال كنت امشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فادركه اعرابي فجبده برداءه جبذة شديدة. فنظرت الى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد اثرت بها حاشية الرداء من شدة جبذته. ثم قال يا محمد مر لي من مال الله اه الذي عندك؟ فالتفت اليه فضحك ثم امر له بعطاه. متفق عليه. وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال كأني انظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيا من الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم ضربه قومه فادموه وهو يمسح الدم عن رده. ويقول اللهم ثم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون. متفق عليه. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله الله عليه وسلم قال ليس الشديد بسرعة انما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب. متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه. ومن اهتدى بهود. اما بعد فاجل هذه الثلاثة تدل على فضل الحلم والصفح والعفو ولا سيما من اولي الفضل ومن العلماء والدعاة الى الله. لان هذا من اسباب هداية البشر الصفح والعفو والعظة للجاهلين والحلم من اسباب توفيق الله للعبد ومن اسباب رضا الله عنه ومن اسباب هداية الاخرين على يديه كما قال الله جل وعلا خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين وقال جل وعلا بكتابه العظيم فبما رحمة من الله لنت لهم. ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. فاعفوا عنهم واستغفر لهم وشاؤوا للارض في هذا انه كان يمشي عليه الصلاة والسلام فجاء اعرابي فجذب رداءه كذبة شديدة حتى اثر في عنقه وقال يا محمد الامور اللي مما لله الذي عندك فالتفت اليه النبي صلى الله عليه وسلم وضحك وامر له بعطاء وصفح عنه ولم يؤاخذهم لجهله كان لشخص عليه دين فاغلظ عليه هم به بعض الصحابة فقال صلى الله عليه وسلم دعوه بين صاحب الحق مقالة ثم قال الرجل انما فعلت هذا لاختبر حلمك فان الانبياء ليزيدهم الجهل عليهم الا حلما اراد بهذا ان يعرف خلقه صلى الله عليه وسلم لما اغلظ في طلب الحق فقال له النبي صلى الله عليه وسلم دعوه قال الرجل انما فعلت هذا لان الانبياء لا يزيده الجهل عليهم الا حلما وصبرا فهذا فيه الحث على الهم والصبر وعدم العجلة من العقوبة تأثم بالنبي عليه الصلاة والسلام ويقول صلى الله عليه وسلم ليس الشديد بالصراع انما الشديد الذي يبني نفسه عند الغضب. كذلك كان من اصحابه ذات يوم فيحكي لهم خبر نبي من الانبياء ضربه قومه فادموه فهو يمسح الدمع عن وجهه ويقول اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون. هذه اخلاق الانبياء الصبر والحلم يرجون بذلك الهداية لقومهم يضربونه حتى ادمغوه ويقول اللهم اغفر لقوم فانهم لا يعلمون ان حملهم على الظرب والاذى حملهم الجهل فطلب لهم الهداية والمغفرة بالهداية هذا يفيد انه ينبغي لطالب العلم والدعاة الى الله التأسي بالانبياء في العلم عند الدعوة والصبر وعدم الغلظة وعدم الانتقام صلى عائشة رضي الله كما تقدم ما كان ينتقم من نفسه عليه الصلاة والسلام بل كان يعفو ويصفح الا اذا انتهكت محارم الله فانه ينتقم لله. والله يقول وانت عفوا اقرب للتقوى. ويقول جل وعلا افمن واصلح فاجره على الله اه ومن صفات المتقين والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. ووفق الله الجميع