باب احتمال الاداة. قال الله تعالى والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. والله يحب والمحسنين. وقال تعالى ولمن صبر وغفران ذلك لمن عزم الامور. وفي الاحاديث السابقة في الباب قبله. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله ان لي قرابة اصلهم ويقطعوني واحسن اليهم ويسيئون الي. واحلم عنهم ويجهلون علي. فقال لان كنت كما وقلت فكانما تسفهم المل. ولا يزال معك من الله تعالى ظهير عليهم ما دمت على ذلك. رواه مسلم باب الغضب اذا انتهكت حرمات الشرع والانتصار لدين الله تعالى. قال الله تعالى حرمات الله فهو خير له عند ربه. وقال تعالى ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم وفي الباب حديث عائشة السابق في باب العفو. وعن ابي مسعود النقبة ابن عمر البدري رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال اني لاتأخر عن صلاة الصبح من اجل فلان مما طين بنا فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم غضب في موعظة قط واشد مما غضب يومئذ فقال يا ايها الناس ان منكم منفرين. فايكم ام الناس فليوجز؟ فان من من ورائه الكبيرة والصغيرة وذا الحاجة. متفق عليه. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله. وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى به. اما بعد فهذه الاحاديث مع الايات بها الحث على تحمل الاذى والصبر بذات الله وان المؤمن يكون صفوحا حليما عند ما قد يصاب منه بعض الشيء يتحمل ويرجو ما عند الله. كما قال تعالى في اهل الايمان واذا ما غضبهم يغفرون. قال تعالى اول من صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور. قال في وصف المتقين والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس كان عليه الصلاة والسلام يسبح ويعفو الا اذا انتهكت محارم الله فانه يغضب لله عز وجل فالمؤمن يصبه على ما قد ينال منه ويخدم الغيظ يرجو ما عند الله من المثوبة اما عند انتهاك محارم الله عند وجود المعاصي فالواجب الغضب لله والانكار على من غفر معصية ولهذا كان صلى الله عليه وسلم اذا انتهكت معالم الله محارم الله يغضب لله وينكر على من اتى المعصية واظهر المنكر ولما بلغه ان بعض الناس يطيل الصلاة ويشق على الناس غضب قال ايها الناس ان منكم منفرين يعني منفردين من صلاة الجماعة فانكم اعمى الناس بل يوجز فانهم فيهم الصغير والكبير والظعيف وذا الحاجة فالسنة للمؤمن يجب ان يغضب لله وينتقم لله فيما تجد فيه الحدود وفيما يظهر من المنكرات كما قال تعالى والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمر بالمعروف وينهون عن المنكر. اما ما كان في حق نفسه فالافضل له التسامح وكظم الغيظ والعفو خذ العفو وامر بالعرف واعرض الجاهلين. ومن صبر وغفران ذلك لمن عزم الامور اما ما كان لله فالواجب الانتقام لله وما كان يتعلق بحق الله فالواجب الغضب لله وانكاره منكر حتى يلتزم الناس بالشرع والامام انما يكون مقتصدا اذا اتبع السنة يتحرى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في الصلاة يتحرى ما كان يفعل في صلاته في وركوعه وسجوده حتى لا يشق على الناس يتحرى القصد في هذا كله في قيامه وركوعه وسجوده حتى لا يشق على الكبير والظعيف وذي الحاجة. رزق الله الجميع التوفيق والهداية. نعم