ان له والدا تزوج بامرأة اخرى ولم يهتم به وباخوانه. وطلبوه مساعدتهم للزواج فلم يستجب لهم اذ يبلغ احدهم اربعا وثلاثين سنة. وحينئذ يسأل فضيلتكم شيخ عبدالله التوجيه كيف يكون موقفهم من هذا الاب الذي تزوج بامرأة ثانية كما يقولون وتركهم جزاكم الله خيرا الجواب اولا ما يتعلق بزواج الاب من امرأة ثانية تقدير لذلك من جهة حاجة الاب وعدمها راجع الى الاب وليس الى الابناء ثانيا اذا تزوج الرجل زوجة ثانية فانه يجب عليه العدل بين الزوجتين وذلك حسب قدرته والله جل وعلا يقول ولن تستطيعوا ان تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول اللهم ان هذا قسمي فيما املك فلا تلمني فيما تملك ولا املك ومقصوده من هذا مودة القلب لان ميول القلب هذا لا يستطيع الرجل ان يتصرف فيه. لكن من جهة النفقة ومن جهة الكسوة من جهة السكن ومن جهة المبيت الا اذا سمحت احدى الزوجتين او احدى الزوجات اذا سمحت بشيء من حقها فهذا راجع اليها ثالثا ما يتعلق بالعلاقة بين الاب وبين اولاده فمن المعلوم ان نفقتهم وكسوتهم وسكناهم واجبة عليه في حالتي عدم استطاعتهم على ذلك اما اذا كان الولد تستطيع ان فانه لا يجب على الوالد ان ينفق عليه لان الولد اصبح قادرا على القيام بنفسه ومما يؤسف له ان كثيرا من الابناء لو حصل له ان يجرد والده من جميع ماله ويمنعه ايضا من الزواج لفعل ذلك ولا شك ان هذا ليس من البر والاحسان بل هو في الواقع عقوق من الاولاد لابائهم فالواجب على كل من الاب ومن الاولاد الواجب هو ان كل واحد يعرف مسؤوليته اذا كان الاولاد في مستوى المسؤولية يعرف مسؤوليته ويقوم بما يستطيع منها ويكون هناك تعاون بين الاب وبين اولاده بدلا من ان يكون هناك نفرة بين الاب وبين اولاده فاذا كانت هذه النفرة من الاب فانه يزيلها يعني اذا كان هو السبب واذا كان السبب من احد الاولاد مثلا او كان من الزوجة الجديدة او كان من الزوجة القديمة فان من كان سببا في حصول هذه النفرة فانه يعالج هذا السبب ولا مانع من معاونته من الاخرين في معالجة هذا السبب وذلك من اجل بقاء وحدتي هذه الاسرة متكاتفة متعاونة يصل بعضها رحم بعض وتتعاون على البر والتقوى بدلا من ان يكون هناك قطيعة فيما بينها ويكون سبب هذه القطيعة يمكن علاجه وبالله التوفيق