وباقيها وكل في نحرها عليا وقوله وبدأ رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فاهل بالعمرة ثم اهل بالحج ليس معناه انه فعل افعال العمرة ثم فعل افعال الحج المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الثامن والعشرون والمائتان الحديث الثاني عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال تمتع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حجة الوداع بالعمرة الى الحج واهدى فساق معه الهدي من ذي الحليفة وبدأ رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فاهل بالعمرة ثم اهل بالحج فتمتع الناس مع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم فاهل بالعمرة الى الحج فكان من الناس من تمتع فساق الهدي من ذي الحليفة ومنهم من لم يهدئ فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال للناس من كان منكم قد اهدى فانه لا يحل من شيء حرم منه حتى يقضي حجه ومن لم يكن اهدى فليطف بالبيت وبالصفا والمروة وليقصر وليحلل ثم ليهل بالحج وليهد فمن لم يجد هديا فليصم ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجع الى اهله فطاف رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم حين قدم الى مكة واستلم الركن اول شيء ثم خب ثلاثة اشواط من السبع ومشى اربعة وركع حين قضى طوافه بالبيت عند المقام ركعتين ثم انصرف فاتى الصفا وطاف بين الصفا والمروة سبعة اشواط ثم لم يحل من شيء حرم منه حتى قضى حجه ونحر هديه يوم النحر وافاض فطاف بالبيت ثم حل من كل شيء حرم عليه وفعل مثلما فعل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم من اهدى فساق الهدي من الناس رواه البخاري ومسلم قال الشيخ السعدي رحمه الله في تعليقاته قوله في حديث ابن عمر تمتع رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم في حجة الوداع الى اخره المراد بقوله تمتع القران كما ثبت في احاديث كثيرة قال الامام احمد رحمه الله لا اشك ان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم احرم قارنا والمتعة احب الي لان النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم امر اصحابه بها وتأسف وقال لو استقبلت من امري ما استدبرت ما سقت الهدي ولاحللت معكم وقوله في حجة الوداع وهي سنة عشر ولم يحج بعد الهجرة غيرها وسميت حجة الوداع لانه لم يحج بعدها ولان خطبه في هذه الحجة فيها اشارات الى توديع الناس وانه لا يحج بعد هذا العام ولم يمكث بعد رجوعه الا بضعة وثمانين يوما ثم توفاه الله تعالى صلى الله عليه وعلى اله وسلم وحفظ عنه في هذه الحجة الواحدة جميع احوال الحج وما يشرع فيه فكل فعل فعله فقد حفظه الصحابة رضي الله عنهم وقد حثهم على ذلك وكان يقول خذوا عني مناسككم وهذا الحديث عبارة عن منسك مختصر وقوله واهدى فساق الهدي من ذي الحليفة فيه استحباب سوق الهدي وكان الذي ساق من ذي الحليفة مع الذي جاء به علي من اليمن مئة بدنة كلها هدي من رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم الى البيت الحرام فنحر منها رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم ثلاثا وستين بيده الشريفة عدد اعوام عمره الشريف بل انه بدأ بذكرها في تلبيته فانه يستحب ذكر النسك في اول وفي اثنائها فيقول المفرد لبيك حجا ويقول المتمتع لبيك عمرة ويقول القارن لبيك عمرة وحجا ولو قدم الحج فقال لبيك حجا وعمرة فلا بأس ولكن قوله لبيك عمرة وحجا افضل وهو فعله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قوله فكان من الناس من تمتع الى اخره اي ان بعض الناس قرن وبعضهم تمتع وبعضهم افرد الحج وبعضهم ساق الهدي وهم القليل وبعضهم لم يسقه وهم اكثر الناس وقوله فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم قال للناس الى اخره اي انه امر من لم يسق الهدي ان يتحلل بعمرة فيطوف لها ويسعى لها ويحلق او يقصر ثم يحل وبعضهم امره بذلك بعد الطواف والسعي فكان اولا طوافه للقدوم فلما امره بذلك نوى العمرة فانقلب الطواف والسعي للعمرة وقصر وحل وهذه من غرائب العلم فانه بعدما فرغ من العبادة وهو قد فعلها على وجه السنة نواها للعمرة فاجزأته عن الواجب وجاز له التحلل بل ان هذا افضل وبعضهم يوجبه كما تقدم فان رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم امرهم به وحتم عليهم ان يتحللوا بعمرة واما من ساق الهدي فانه لا يحل الا بعدما يقضي حجه وينحر هديه كما قال تعالى ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله وكما صرح به في هذا الحديث ومن تحلل فانه يحرم بالحج يوم التروية وهو الثامن من ذي الحجة استحبابا ويخرج الى منى فيصلي فيها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر من اليوم التاسع فاذا طلعت الشمس سار الى عرفة ويستحب ان يأتيها من طريق ضب وهو الطريق الايمن الواسع فيجمع بها بين الظهر والعصر استحبابا ويستحب ان يكون جمع تقديم ليتسع وقت الوقوف ويقف راكبا او غير راكب فيفعل الارفق به وكل عرفة موقف الا بطن عرنة والافضل ان يقف عند الصخرات وجبل الرحمة فيجعله بين يديه مستقبل القبلة ويدعو بما احب من خير الدنيا والاخرة فاذا غربت الشمس دفع الى مزدلفة من طريق المأزمين وهما الجبلان فاذا وصلها صلى بها المغرب والعشاء يجمع بينهما جمع تأخير ويستحب فعلهما قبل حط رحله ثم يبيت في مزدلفة هذه الليلة وهي ليلة العيد ويصلي الصبح فيها بغلس ثم يأتي المشعر الحرام وهو الجبل الذي عليه مسجد فيدعو عنده بما احب من خير الدنيا والاخرة وكل مزدلفة موقف فاذا اسفر جدا دفع الى منى فاذا وصلها بدأ بالرمي قبل كل شيء فرمى جمرة العقبة بسبع حصيات متعاقبات يرفع يده مع كل حصاة ويأخذ حصى الجمار من اي موضع شاء من مزدلفة او من منى فاذا رمى نحر هديه ان كان معه هدية ثم حلق ثم لبس وحلله كل شيء الا النساء وهذا التحلل الاول فهو يحصل بفعل اثنين من ثلاثة هي الرمي والحلق والطواف ثم يفيض الى مكة فيطوف للحج ويسعى للحج ان كان متمتعا او غيره ولم يكن سعى مع طواف القدوم ثم قد حل له كل شيء حتى النساء ثم يرجع الى منى فيبيت بها ليلة احد عشر وليلة الثاني عشر وليلة الثالث عشر ان تأخر ويرمي كل يوم بعد الزوال الجمرات الثلاث فيبدأ بالاولى وهي التي تلي مسجد الخيف فيرميها بسبع حصيات متعاقبات يرفع يديه ويكبر مع كل حصاة ويجعلها قدامه ومنى عن يساره ومكة عن يمينه فاذا فرغ منها تأخر او تقدم قليلا ورفع يديه يدعو طويلا ثم الوسطى مثلها لكن يجعلها عن يمينه وقل من يدعو من الناس اليوم عند الجمرات ثم يذهب الى جمرة العقبة فيرميها كذلك ويجعلها قدامه ومنى عن يمينه والبيت عن يساره كما يأتي ولا يقف عندها ومن تعجل خرج من منى في اليوم الثاني عشر قبل الغروب والا فيلزمه المبيت والرمي من الغد ولا يرخص لاحد في ترك المبيت في منى الليالي من الا سقاة زمزم ورعاة الابل ومن تركه غيرهم فعليه دم ويلزم المتمتع والقارن هدي فمن لم يجد صام ثلاثة ايام في الحج وسبعة اذا رجع الى اهله والله اعلم