فانك ان اعطيتها عن مسألة وكلت اليها وان اعطيت عن غير مثل اعنت عليها اذا اعطيها من غير مسألة والزمها فان الله يعينه اذا صدق ونصح اما ان يسألها للعلو في الارض باب النهي عن سؤال الامارة واختيار ترك الولايات اذا لم يتعين عليه او تدعو حاجة اليه. قال الله تعالى تلك الدار الاخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في اللفظ ولا فسادا. والعاقل للمتقين. وعن ابي سعيد عبدالرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عبدالرحمن بن سمرة لا تسأل الامارة فانك ان اعطيتها عن غير مسألة اعنت عليها وان اعطيتها مسألة وكلت اليها واذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها. فاتي الذي هو خير وكفر عن يمينك. متفق عليه. وعن ابي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا ذر اني اراك ضعيفا واني احب لك ما احب لنفسي لا تأمرن على اثنين لا تولين مال يتيم. رواه مسلم وعنه رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله الا تستعملني؟ فضرب بيده على منكبي ثم قال يا ابا ذر ضعيف وانها امانة وانها يوم القيامة خزي وندامة. الا من اخذها بحقها وادى الذي اليه فيها رواه مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال انكم حريصون على الامارة وستكون ندامتين يوم القيامة. رواه البخاري. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسوله وعلى اله واصحابه ومن اهتدى اما بعد هذه الاحاديث دلالة على تحذير من سؤال العمارة لانها خطر قد يسألها ولا يقوم بالواجب فينبغي لها سؤال العافية وعدم سؤال الامارة. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة لا تسأل الامارة او ظن الناس او لجاه او ما اشبه ذلك هذا خطره عظيم. كما قال تعالى تلك الدار الاخرة نجعلها فالامارات خطرها عظيم فاذا بلي بها الانسان وصبر واستعان بالله عليها اجر اما السؤال فلا ينبغي ان يسأله وهكذا قال النبي لابي ذر يا ابا ذر اني اراك رجلا ضعيفا فلا تأمرن على اثنين ولا تولنا مال يتيم وهذا يفيد ان الانسان الظعيف لا ينبغي له يقبل العمارة ولا يتولى مال الايتام لانه قد يضعف عن القيام بالواجب ولا يعطيه الايتام حقهم ولا يعطي الامارة حقها فينبغي هو ولاة الامور ان يولوا الاخيار الاقوياء على الامارة الذين يرجى فيهم النفع الكبير ويقول صلى الله عليه وسلم انكم ستعيشون العبارة وستكون خزيا وندامة الا من اخذها بحقها او ادى الذي عليه فيها المقصود ان العبارة فيها خطر فينبغي تجنبها الا ان عند الحاجة اليه. اذا امر ولي الامر واحتوي عليه فليستعن بالله وفق الله الجميع