الحديث الثالث والعشرون عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من خمس من الجبن والبخل وسوء العمر وفتنة الصدر وعذاب القبر رواه ابو داوود وغيره حديث صحيح اما الاستعاذة من الجبن فان الجبن في القتال والبخل في المال استعاذ بهما معنى الجبن والبخل قرينان فسوء الجبن يمنع من نكاية الاعداء والبخل يمنع من اخراج ما وجب كما في مرقاة المفاتيح والتنوير للصنعاني فاستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم منهما لما فيهما من التقصير باداء الواجبات وكذلك الخلل في حقوق القيام بحقوق الله تعالى وايضا التقصير في ازالة المنكر انه الناس الجبن ما هو فقط في القتال الجبن في انكار المنكر الجبن في قول الحق الجبن في ان يقف الانسان الموقف الشرعي الصحيح عندما يتطلب الامر منه ذلك كذلك التراجع في نصر المظلوم خذلان المظلومين نوع من الجبن وكذلك البذل في امتناع عن القيام بالحقوق واداء الحقوق من نفقة الزوجة والاولاد والوالدين والزكاة والاشياء الواجبة وعدم الانبعاث الى الانفاق والجود والصدقة ومكارم الاخلاق كما في شرح ابي داوود للعيني قال ابن القيم رحمه الله فان الاحسان المتوقع من العبد اما بماله واما ببدنه البخيل مانع للانفاق بايش بماله والجبان مانع للعطاء ببدنه مانع لنفع بدنه كما في مفتاح دار السعادة والجبن والجبن والبخل مذمومان غاية الذنب. في الحديث كما جاء حسب الرجل يعني يكفيه من الشر ان يكون فاحشا بذيا يعني قبيح الكلام. بخيلا جبانا. رواه احمد وصححه الالباني اذا حسب الرجل ان يكون فاحشا بذيا بخيلا جبانا قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وما في القرآن من الحض على الجهاد والترغيب فيه وذم الناكلين عنه والتاركين له كله ذم للجبن بني رسالته في الامر بالمعروف. والبخل هو منع الحق فلا يقال لمن يؤدي حقوق الله تعالى بخيل. قال القرطبي رحمه الله البخل المذموم في الشرع البخل المذموم في الشرع هو الامتناع من اداء حقوق الله تعالى الامتناع من اداء حقوق ما اوجب الله عليه. الامتناع من اداء ما اوجب الله تعالى عليه تفسير القرطبي قال الله تعالى ولا يحسبن الذين يبخلون بما اتاهم الله من فضله وخيرا لهم بل هو شر لهم. سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة هل البخل يكون في غير المال نعم قال ابن هبيرة رحمه الله البخل قد يعرض في غير المال مثل ان يبخل الرجل بالسلام او بالسلام الكامل او بالبشر في وجه اخيه الابتسامة او بالخبر الطيب الذي يسر قلبه ونحو ذلك قال وان من ابخل البخل وافظعه ان يبخل الرجل على اخيه المسلم بفضل ربه سبحانه. فيحسده او يبخل عليه بمال غيره اذا رزقه الله منه وان من قبيح البخل البخل بالعلم مع علم العالم ان علمه يزكو على الانفاق الافصاح لابن هريرة وقول سوء العمر يعني سوء الكبر يعني سوء الكبر والرد الى ارذل العمر كلها قريبة وقد وردت الاستعاذة بها في احاديث اخرى وهذا منه الخرف وفساد العقل عند الكبر وتغير تغير خلص ضيق العطن تغير الاخلاق وعدم ما يتحمل احد ولا احد يتحمله لا يتحمل احد ولا حيتحمله واستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من هذا لان حاله يختل فيها اشرف الاشياء وهو العقل ويعجز به عن اداء العبادات ويصبح عالة على الناس كلا كما في التنوير وشرح ابي داود للعين وقيل في معنى سوء العمر الانشغال فيما لا ينفعه في عمره. وعدم البركة فيه بفوات الطاعات والاخلال بالواجبات فهو اما سوء الكبر في اخر الحال او مضيه فيما لا ينفعه في المال تصرف الاعمار يصرف عمره فيما لا منفعة فيه خلافا لحديث احرص على ما ينفعك خلافا لحديث من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه فهو يشتغل بما لا يعنيه وما لا يفيده لا في الدنيا ولا في الاخرة وهذا اليوم في الناس كثير وقد ولدت هذه الحضارة المعاصرة من انواع تضييع الاوقات تضييع الاوقات يعني في ملاهي ما منها فائدة لا دينية ولا دنيوية وبعضها العاب ليتها تقوي العضلات ليتها يعني ليت فيها يعني راحة مثلا للحواس لا تتلف اعصاب اليدين تضعف العينين حاسة البصر وحتى السمع اذا كان الاصوات احيانا مما يضر بالسمع واشياء مشغلة ملهية لا تكسبه لا مهارة يكسب منها عيشا ولا طبعا شيء في الدين اصلا يعني ولا شيء ينفع ولا تزيد علما بس مضيعات اوقات مضيعات اعمار كثير الان هذا في هذه الحضارة ينتجون ما يلهي الناس ويشغلهم يضيع امواله واعمارهم كأنها جزء من خطة شيطانية انسية جنية لالهاء الناس عن المقصود الذي خلقهم الله من اجله وين في شيء فيه عبادة؟ وين في شيء وما خلقت الجن والانس؟ خلاص نسيهم. اشغلهم ثم استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من فتنة الصدر. ما هي فتنة الصدر وكم مرة قلنا اللهم انا نعوذ بك من فتنة الصدر وهذا حديث صحيح فتنة الصدر تشمل العقائد الباطلة ومن طوى من طوى عليه القلب من الاشياء الرديئة كالرياء والنفاق قسوة القلب حب الدنيا الهم بالمعصية الاصرار على المعصية الحقد الحسد الكيد سوء الظن الغل الخيانة وساوس الشيطانية وغير ذلك في ناس هذا الذهن والقلب مشغول بابتكار الافكار التي تفسد الناس فالقلب الذي في الصدر ملك الاعضاء وبصلاحه تنصلح الجوارح بفساده تفسد كما قال عليه الصلاة والسلام الا وان في الجسد موضة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب. رواه البخاري ومسلم وفي رواية ابن ماجة قال وكيع يعني في تفسيرها الراوي يعني الرجل يموت على فتنة لا يستغفر الله منها الرجل يموت على فتنة لا يستغفر الله منها. قد تكون فتنة نساء قد تكون فتنة مال قد تكون فتنة في بدعة اعتقدها ونحو ذلك هل يمكن ان يفسر فتنة الصدر بحب الرئاسة تصدر ممكن فهم بعضهم ذلك وقالوا هذا يعني اللي قاعدين عنده فتنة صدر لو كان صدرا لعظمت الفتنة به يعني تصير عنده فتنة صدر وهو متصدر بين الناس متصدر للناس مصيبة صارت مصيبتان صارت مصيبتين وقيل فتنة الصدر هي الضيق المشار اليه في قوله تعالى ومن يرد ان يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في سماء اهذا من المعيشة الضنك التي قال الله فيها ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا يضيق صدره فلا طمأنينة له ولا انشراح فيه بل صدره ضيق لضلاله ومعاصيه وذنوبه وان تنعم في الظاهر واكل ما اكل ما شاء ولبس ما شاء وسافر كيف شاء. وركب ما شاء من مراكب وسوف لكن في الحقيقة الصدر ضيق ما في ما ما ما يهنأ ما في ما في اه انشراح ولا طمأنينة وهذا بسبب الشبهات والشهوات المحرمة وفتنة الصدر من اخطر الفتن. فيدخل فيها فتنة الشيطان لانه يوسوس في صدور الناس. الذي يوسوس في صدور الناس وهذه من فتنة الصدر بيدخل فيها فتن الشهوات كما في الحديث تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا كيف الحصير في اعواد متوالية ورا بعض ورا بعض مصفوفة منسوجة كذلك تعرض الفتن على القلوب هذا من ابتلاء الله لخلقه. فمن الذي يصمد امام هذه الفتن هو الذي يتشربها واحدة وراء الاخرى خلاص كالكوزي مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا ويدخل في هذا طبعا ايضا امراض القلوب كالشك وآآ آآ يدخل فيه الاستسلام للوساوس الرديئة. قلنا الاستسلام لان الانسان لا يملك ان يدفع الخواطر السيئة والوساوس الشيطانية عن الله وعن الدين وعن النبي عليه الصلاة والسلام وعن القرآن وعن الاحكام والحلال والحرام لكن من الناس من عنده دين ايمان فهو يستعيذ بالله منها يعني تجير الخاطر السيئة يدفعها ويجاهده من الناس من يستسلم لها وينساق معها ويركن اليها والعياذ بالله طيب يدخل في فتنة الصدر مثلا الوسواس القهري يعني شي ممكن يكون ابتلاء يعني ليس من جنس المعاصي والذنوب ولكنه يعني مصيبة من المصائب ايضا ثم استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من عذاب القبر الذي يقع بسبب التقصير في المأمورات وفعل المنهيات تعليما للامة كيف يتعوذون كما في فيض القدير المناوي فهذه جملة من الاستعاذات النبوية العظيمة المهمة في هذا الحديث