عند عند عدم الاختيار اما لو اختار الانسان بين الطريقين فعليه ان يختار الايسر ليش قلنا هذا الكلام؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم ما خير بين امرين الا اختار ايسرهم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد نستأنف قراءتنا لكتاب بدائع الفوائد العلامة ابن القيم رحمه الله كنا قد وقفنا على قوله قاعدة جليلة في قوله تعالى مستفادة من قوله تعالى وكذلك نفصل الايات ولتشتبين سبيل المجرمين فنبدأ على بركة الله ونسأله جل وعلا ان يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح. نعم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى قال المؤلف رحمه الله تعالى قاعدة جليلة قال الله تعالى كذلك نفصل الايات ولتستبين سبيل المجرمين وقال ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى. ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما ولا الاية. والله تعالى قد قد بين في كتابه سبيل المؤمنين مفصلة وسبيل المجرمين مفصلا وعاقبة هؤلاء مفصلة وعاقبة هؤلاء مفصلة. واعمال هؤلاء واعمال هؤلاء واولياء هؤلاء واولياء هؤلاء وخذلانه لهؤلاء وتوفيقه لهؤلاء. والاسباب التي وفق يا هؤلاء والاسباب التي خذل بها هؤلاء. وجل سبحانه الامرين في كتابه وكشفهما واوضحهما. وبين هما غاية البيان حتى شاهدت شاهدتهم البصائر كمشاهدة الابصار للضياء والظلام. يعني القاعدة هذه ان بيان طريق المؤمنين واظح في القرآن بجميع ما يتعلق بهذا الطريق من الامور. مفصل وكذلك الله جل وعلا من تمام بيانه لطريق المهتدين ان بين طريق المجرمين حتى لا يلتبس الامر على احد نعم قال رحمه الله فالعاملون فالعالمون بالله وكتابه ودينه عرفوا سبيل المؤمنين معرفة تفصيلا وسبيل المجرمين معرفة تفصيلية. فاستبانت لهم السبيلان كما يستبين للسالك الطريق الموصل الى مقصوده والطريق الموصل الى الهلكة. فهؤلاء اعلم الخلق وانفعهم للناس. وانصحهم لهم وهم ادلاء الهدى العلماء المقصود بهم العلماء بالله العلماء بالكتاب العلماء بالسنة هؤلاء اعلم الناس بتفصيل سبيل المؤمنين وبمعرفة سبيل المجرمين وهم يقومون في هذا الدين مقام الانبياء في التعليم والدلالة والارشاد والنصح والتوجيه والامر بالمعروف والنهي عن المنكر نعم قال رحمه الله وبذلك برز الصحابة على جميع من اتى بعدهم الى يوم القيامة. رضي الله عنهم فانهم نشأوا في سبيل الضلال والكفر والشرك. والسبل الموصلة الى الهلاك. وعرفوها مفصلة ثم جاءهم الرسول صلى الله عليه وسلم فاخرجه من تلك الظلمات الى سبيل الهدى وصراط الله المستقيم. فخرجوا من الظلمة الشديدة الى نور التام ومن الشرك الى التوحيد ومن الجهل للعلم ومن الغي الى الرشاد ومن الظلم الى العدل ومن الحيرة والعمى الى الهدى المصائب فعرفوا مقدار ما نالوه من ظفروا به ومقدار ما كانوا فيه. فان الضد يظهر حسنه الضد وانما تتبين الاشياء باضدادها. فازدادوا رغبة ومحبة فيما انتقلوا اليه. ونفرة وبغضا لمن تقلوا عنه وكانوا احب الناس بالتوحيد والايمان والاسلام وابغض الناس في ضده عالمين بالسبيل على التفصيل. ولو ظربنا مثلا لهذا تصوروا رجل مقعد لا يرى ولا يسمع ولا يبصر ثم جاءه طبيب مختص فقال اعالجك فترى فعالجه فرآه اعالجك فتسمع فعالجه فسمع اعالجك فتنطق فعالجه فنطق اعالجك فتمشي فعالجه فمشى هذا الرجل من جهة يعرف معنى البصر وقدر هذه النعمة معنى السمع معنى الكلام معنى اليد معنى الرجل بخلاف الرجل الذي ما عاش العمى ما عاش الصمم ما عاش البكم ما عاش الشلل ما يعرف قدر هذه النعمة ثم هذا الرجل تعلقه بطبيبه اعظم من تعلق الناس بطب هذا الطبيب ولو كانوا عالمين بطبه فيحصل لنا من هذا التمثيل امران الاول ان الصحابة رضوان الله عليهم اعرف الناس بسبيل المجرمين واعلم الناس بالنقلة النوعية التي كانت لهم بسبب محمد صلى الله عليه وسلم ومن هنا ندرك تقول له خير عسى ما شر؟ قال والله ابي البيت الفلاني الله ييسرها لي يعني انشغل حتى في وقوفه بين يدي الله انشغل بالدنيا وهذا يدل على ماذا يدل على موت القلب عظمة اخلاصهم من جهة وعظمة متابعتهم من جهة اخرى لرسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم قال رحمه الله واما من جاء بعد الصحابة فمنهم من نشأ في الاسلام غير عالم تفصيل ضده فالتبس عليه بعض تفاصيل سبيل المؤمنين بسبيل المجرمين. فان اللبس انما يقع اذا ضعف العلم بالسبيلين او احدهما كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه انما تنقض انما تنقض عرى الاسلام عروة عروة اذا نشأ في الاسلام من لم يعرف جاهلية وهذا من كمال علم عمر رضي الله عنه فانه اذا لم يعرف الجاهلية وحكمها فانه اذا لم يعرف الجاهلية شو حكمها وهو كل ما خالف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فانه من الجاهلية. فانها منسوبة للجهل وكل ما خالف رسول وكل ما خالف الرسول صلى الله عليه وسلم فهو من الجهلة. فمن لم يعرف سبيل المجرمين ولم تستبن له اوشك ان يظن ان يظن في بعظ سبيلهم انا من سبيل المؤمنين. كما وقع في هذه الامة من امور كثيرة في باب الاعتقاد والعلم والعمل. وهي من سبيل المجرمين والكفار واعداء الرسل وادخلها من لم يعرف انها من سبيلهم في سبيل المؤمنين. ودعا اليها وكفر من خالفها واستحل منه ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كما وقع لاكثر لاكثر اهل البدع من الجهمية والقدرية والروافض واشباههم ممن ابتدع بدعة ودعا اليها وكفر من خالفها. يعني الناس الذين جاءوا بعد الصحابة كانت نظرتهم للدين المفصل للايمان المفصل وطريق مؤمنين لم تكن تامة معرفتهم بسبيل المجرمين لم تكن تامة. فربما حصل بعدم النظرة التامة الى سبيل المؤمنين سبيل المجرم التباس فظنوا امرا هو من سبيل المجرمين يظنونه من سبيل المؤمنين مثال ذلك مثلا قتل المسلم بحكم انه كافر لاحظ الان كيف التبس عليه الامر قتل المسلم بزعم انه كافر دون الرجوع الى القاضي والحاكم هو انتظار امر الحاكم والقاضي يصير هو القاضي هو المنفذ هو الجلاد هو كل شيء هذا السبيل منو؟ هذا في واقع الامر اذا نظرنا اليه ان يكون هو الجلاد وهو القاضي وهو الحاكم وهو المنفذ هذا هو السبيل المشركين الكفار كان احدهم يقول قولا وينفذه. خلاص هذه هذه امثلة من سبيل المشركين الملتبس على بعض المسلمين ظنهم ان الله جل في علاه عياذا بالله في كل كل مكان نسأل الله السلامة والعافية الله جل وعلا فوق المخلوقات على العرش استوى لانه رأى ان بعظ المشركين يجعل المألوهات في صنم او وثن او قبر او او فاذا قيل له من ربك؟ وهو لم يعرف السبيل التام يقول في كل مكان وقع في سبيل المشركين وهكذا ظن بعظهم عياذا بالله الظنة بالله والبخل كما قالت اليهود عن الله جعل الله عن ذلك علوا كبيرا. نعم قال رحمه الله والناس في هذا الموضع اربع فرق. الاولى من استبان له سبيل المؤمنين وسبيل المجرمين على تفصيل علما وعملا. وهؤلاء اعلم الخلق. الفرقة الثانية من عميت عنه السبيلان من اشباه الانعام وهؤلاء بسبيل المجرمين اخص ولها اسلك. هذا هذه الفرقة الثانية من عميت عنه السبيلان من اشباه الانعام حتى لو تقول لاحدهم لماذا انت مسلم؟ يقول ما ادري ابوي وامي مسلمين وخلاص هذا حاله ما يعرف الفرق بين النور والظلمة يعني التوحيد والشرك بين السنة والبدعة. نعم. الفرقة الثالثة من صرف عنايته الى معرفة سبيل المؤمنين دون ضدها فهو يعرف ضدها من حيث الجملة والمخالفة. وان كل ما خالف سبيل المؤمنين فهو باطل وان لم على التفصيل بل بل اذا سمع شيئا مما يخالف سبيل المؤمنين صرف سمعه عنه ولم يشغل نفسه بفهمه ومعرفة وجه بطلانه. هو بمنزلة من سلمت نفسه من ارادة الشهوات ولم تخطر بقلبه ولم تدعه ولم تدعو اليها نفسه بخلاف الفرقة الاولى فانهم فانهم يعرفونها وتميل اليها نفوسهم جاهدونها على تركها لله. وقد كتبوا الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسألونه عن هذه المسألة. ايهما افضل رجل لم تخطر له الشهوات ولم تمر بباله او رجل نازعته اليها نفسه فتركها لله. فكتب عمر رضي الله او عنك ان الذي تشتهي نفسه المعاصي ويتركها لله عز وجل من الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة واجر عظيم. يعني هؤلاء لهم اجران اجر ترك المعصية لله عز وجل واجر المجاهدة بخلاف اولئك فلم تخطر ببالهم ولذلك لم يحصلوا مرتبة المجاهدة. نعم احسن الله اليكم وهكذا من عرف البدع والشرك والباطل وطرقه فابغضها لله وحذرها وحذر منها ودفعها عن نفسه ولم يدعها تخدش وجه ايمانه ولا تورثه شبهة ولا شكا. بل يزداد بمعرفتها بصيرة في الحق ومحبة له كراهة لها ونفرة عنها. افضل ممن لا تخطر بباله ولا تمر بقلبه. فانه كلما مرت بقلبه له ازداد محبة للحق ومعرفة بقدره وسرورا به. فيقوى ايمانه به. كما ان صاحب خواطر الشهوات والمعاصي كلما مرت به فرغب عنها الى ضدها ازداد محبة لضدها ورغبة فيه وطلبا وحرصا عليه فما ابتلى الله سبحانه عبده المؤمن بمحبة الشهوات والمعاصي وميل نفسه اليها الا ليسوقوا بها الى محبة ما هو افضل منها وخير له وانفع واجود. وليجاهد نفسه على تركها له سبحانه. فتورثه تلك مجاهدة الوصول الى المحبوب الاعلى. فكلما نزعته نفسه الى تلك الشهوات واشتدت ارادته لها وشوقه اليها صرفه ذلك الشوق والارادة والمحبة الى النوع العالي الدائم. فكان طلب له اشد وحرصه عليه اتم بخلاف النفس بارد الخالي من ذلك فانها وان كانت للاعلى لكن بين الطلبين فرق عظيم. الا ترى ان من مشى الى محبوبه على الجمر والشوك اعظم ممن مشى اليه راكبا على النجائب فليس من اثر محبوبه مع منازعة نفسه كمن اثرهما عدم منازعتها الى غيره. فهو سبحانه يبتلي عبده بالشهوات اما حجابا له عنه او حجابا له احسن الله اليك او حاجبا له يوصله الى رضاه وقربه وكرامته. طبعا المقصود هنا ليس من مشى الى محبوبه على الجمر اعظم ممن مشى اليه راكبا على النجائب لا شك ان من مشى الى الى الله جل وعلا بالطريق المليء بالشوك وبالسعدان وبالشبهات والشهوات ووصل هذا اعظم هذا اعظم ممن يمشي وهو راكب على احسن المراكب والنجاح. طبعا هذا ايظا لا يعرظ الانسان نفسه للبلا واذا اردنا ان نستيقظ من هذا المعنى ايهما اعظم عند الله؟ من يمشي بطريق مليء بالشبهات والشهوات؟ ايمانه اعظم ولا الذي بطريق لا شبهة فيه ولا شهوة ايمانه اعظم. لا شك الاول ومن هنا نعرف اذا امن بعض الكفار من بلاد الغرب تجد عنده من الايمان والتقوى والصلاح ما لا تجده عند المسلم ليش؟ لانه في مكان كله اشواك كله شبهات كله شهوات من وجه ومن وجه اخر لانه انتقل من الظلمة الى النور من الشرك الى التوحيد من السنة الى البدعة فعرف القدر بخلاف الذي كان يمشي بين المسلمين فهو يرى النور حتى اصبح النور عنده امرا عاديا واصبح السير عنده امرا عاديا. فربما ربما فربما انقلبت العبادات عنده الى عادات وهذه مصيبة المصائب ان تنقلب العبادات الى عادات صار يصوم عادة يصلي عادة هكذا المجتمع مثلا نعم احسن الله اليكم قال رحمه الله الفرقة الرابعة فرقة عرفت سبيل الشر والبدع والكفر مفصلة سبيل المؤمنين مجملة وهذا حال كثير ممن اعتنى بمقالات الامم ومقالات اهل البدع. فعرفها على التفصيل وان لم يعرف ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كذلك بل عرفوا مجملة بل عرفه معرفة مجملة. وان تفصلت له في بعض الاشياء ومن تأمل كتبهم رأى ذلك عيانا. هذا موجود في بعض الذين كتبوا عن اليهود وعن النصارى وعن الفرق الضالة تجد عنده معرفة بالتفصيل التام في سبيل المجرمين لكن عندما يأتي ويتكلم عن الايمان او عن سبيل المؤمنين يقع عنده ايش الخلط يقع عنده الخلط او على رأس هؤلاء مثلا ابن حزم ابن حزم في كتاب الملل والنحل لما يتكلم عن اليهود والنصارى والفرق الضالة يتكلم بكلام من اجمل ما يكون عنده علم تام مفصل في سبيل المجرمين لكن عندما يتكلم عن سبيل المؤمنين وطريقتهم وطريقتهم في الاعتقاد يخطئ الشهرستاني رحمه الله كذلك وغيرهم هذه امثلة فقط نعم قال ابن القيم ومن تعلم تأمل كتبهم رأى ذلك عيانا. نعم وكذلك من كان عارفا بطرق الشر والظلم والفساد على التفصيل سالكا لها. اذا تاب ورجى عنها الى سبيل الابرار يكون علمه بها مجملا غير عارف بها على التفصيل معرفة من افنى عمره في تصرفها وسلوكها. والمقصود المقصود ان الله سبحانه يحب ان تعرف سبيل اعدائه لتجنب وتبغض كما يحب ان تعرف سبيل اوليائه لتحب وتسبت لتجتنب وتبغض. نعم يعني كما قال الشاعر عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه. ومن لا يعرف الشر من الخير يقع فيه. ومن لا يعرف الخير من الشر يقع فيه وقال حذيفة رضي الله عنه كما في الصحيح كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير فكنت اسأله عن الشر مخافة ان يقع فيه. نعم قال رحمه الله في هذه المعرفة من الفوائد والاسرار ما لا يعلمه الا الله من معرفة عموم ربوبيته سبحانه وحكمته وكمال اسمائه وصفاته وتعلقها بمتعلقاتها واقتضائها لاثارها وموجباتها. وذلك وذلك من اعظم الدلالة ومن ذلك من اعظم الدلالة على ربوبيته وملكه والهيته وحبه وبغضه وثوابه وعقابه والله اعلم من لا فرق بين الدلالة والدلالة مثلثة الدالشة مثلثة الدال الدلالة والدلالة والدلالة الصواب قول من فرق الصواب قول من فر. الدلالة بمعنى الدليل الدلالة بمعنى الدليل مصدر بمعنى فعله يعني دل. دل يدل دلالة اما اذا كسروا دل يدل دلالة اذا كسروا فالمقصود بالكسر هنا المدلول فهو بمعنى مفعوله نعم قال رحمه الله ارباب الحوائج على باب الملك يسأل باب الملك يسألون قضاء حوائجهم. واولياؤه المحبون له الذين وهمهم ومرادهم جلسائه وخواصه. فاذا اراد قضاء حاجة واحد من اولئك اذن لبعض جلسائه وخاصته ان يشفع فيه رحمة له وكرامة للشافع. وسائر الناس مطرودون عن الباب مضروبون بسياط البعد نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يجعلنا واياكم من عباده الذين يحبهم ويحبونه ان يجعلنا واياكم من اوليائه فان الله سبحانه وتعالى اذا تولى عبده احبه واذا احبه قربه نعم قال رحمه الله فصل عشرة اشياء ضائعة لا ينتفع بها. نسأل الله السلامة والعافية. نسأل الله السلامة والعافية نسأل الله السلامة والعافية من هذه الاشياء الظايعة التي لا ينتفع بها. ما هي؟ نعم علم لا يعمل به وعمل لا اخلاص فيه ولا اقتداء. ومال لا ينفق منه فلا يستمتع به جامع في الدنيا ولا يقدمه امامه الى الاخرة وقلب فارغ من محبة الله والشوق اليه والانس به وبدن معطل من طاعته وخدمته. ومحبة لا تتقيد برضا المحبوب وامتثال اوامره ووقت معطل عن استدراك فارق او اغتنام بر وقربة. وفكر يجول فيما لا ينفع. وخدمة من لا اتقربك خدمة الى الله ولا تعود عليك بصلاح دنياك. وخوفك ورجائك لمن ناصيته بيد الله واسير في قبضته ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا. واعظم هذه الاضاعات اضاعتان هما اصل كل اضاعة اضاعة القلب واضاعة الوقت فاضاعة القلب من ايثار الدنيا على الاخرة الوقت من طول الامل. فاجتمع الفساد كله في اتباع الهوى وطول الامل. والصلاح كله في اتباع الهدى استعداد للقاء والله المستعان هذه الاشياء اذا ضاعت على العبد بعضها او كلها فانه في خسارة المنبغى على الانسان ان يغتنم علمه بالعمل ويجعل عمله مصاحبا للاخلاص على وفق هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقدم ما له رصيدا لاخرته ويستخدم بدنه في طاعة ربه جل وعلا ويجعل محبته لله وللرسول يجعل محبته لله تعالى وللرسول صلى الله عليه وسلم محبة مقيدة بما يحبه هو لا بما يهواه العبد واذا حصل له وقت معطل فعليه ان يغتنمه فيما قد فرط فيه من صيام او صدقة او صلاة واذا وجد فراغا فليتفكر في الاء الله ونعمه. ولا يجول في فكره فيما لا ينفع وعليه ان يخدم من خدمته يقربك الى الله من الوالدين خدمة الاكابر من الناس خدمة اهل العلم ولا تخاف ولا ترجو الا من الله. نعم قال رحمه الله العجب ممن تعرض له حاجة في صرف رغبته وهمته فيها الى الله ليقضيها له. ولا تصدى للسؤال لحياة قلبه من موت الجهل والاعراض وشفائه من داء الشهوات والشبهات ولكن اذا مات القلب لم يشعر بمعصيته. الله المستعان تجد بعض الناس يصلي ويدعو ويلح ويلح ويلح اصبح القلب في غفلة عن امور اعظم فاشتغل بالامور الحقيرة اشتغل بالفاني عن الباقي نعم قال رحمه الله فصل بالله سبحانه على عبده امر امره به وقضاء يقضيه عليه ونعمة ينعم بها عليه. فلا ينفك من هذه ثلاثة والقضاء نوعان اما مصائب واما معايب وله عليه عبودية في هذه المراتب كلها فاحب الخلق كيف من عرف عبوديته في هذه المراتب ووفاها حقها فهذا اقرب الخلق اليه وابعدهم منه من عبودية في هذه مراتب فعطلها علما وعملا. من جهل عبودية المراتب وجهل عبودية الاحوال فلابد انه يقع في التعطيل. سيعطل لابد للانسان ان يتفقه ان يعرف عبودية الوقت اذا جاء الامر ماذا يفعل؟ اذا كانت النعمة ماذا يفعل اذا كانت المصيبة ماذا يفعل اذا كانت المعصية ماذا يفعل كيف يتعبد لربه هذه قضية مهمة نعم قال رحمه الله فعبوديته في الامر امتثاله اخلاصا واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم. صلى الله وفي النهي اجتنابه خوفا منه واجلالا ومحبة. هذا امر مهم. ان في العبودية في عبودية الامر الامتثال مع الاخلاص والاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في عبودية النهي لا تجتنبه لانه يضر بدنك لا تجتنبه لانه يظر مالك يضر سمعتك مثلا بعض الناس قد يترك المعاصي خوفا من سمعته ما تركها لله يجب على العبد ان يجتنب النهي اذا اراد ان يؤجر عليها ها خوفا خوفا من الله اجلالا لله تبارك وتعالى محبة لله تبارك تعظيما لله جل وعلا خشية منه سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله عبوديته في قضاء المصائب. الصبر عليها ثم الرضا بها وهو اعلى منه. ثم الشكر عليها وهو اعلى من الرضا. وهذا انما يتأتى منه اذا تمكن حبه من قلبه وعلم حسن اختياره له وبره به ولطفوا به واحسانه اليه بالمصيبة وان كره المصيبة. طبعا بالنسبة المصايب الواجب الواجب الدرجة الاولى وهي الصبر هذا واجب اذا لم يصبر وجزع نزل من مرتبة الايمان الى الاسلام بل وربما يحصل مع عدم الصبر الضجر والاعتراظ على الله فيكفر طيب كيف يرتقي في المصائب يرتقي في المصايب بانه لا يكتفي بعبودية الصبر فان عبودية الصبر يسميه بعظ العلماء يسميه فعل الكلاب الكلاب اذا اصحابها منعها من الاكل تصبر تعوي وتصبر تعوي وتصبر لكن المؤمن التقي لا يكون حاله كحال البهايم في الصبر ماذا يفعل يصبر بنية يصبر حتى يكون صبره عبادة يصبر بنية ما هي النية؟ هذا قضاء الله وقدره هذا قضاء الله وقدره خير من هذا ان يرتقي الى الرضا فيرضى بهذا الذي وقع مات قريبه يقول هذا خير يرضى ضاع ماله يرظى يقول هذا خير مباشرة لا يجد في قلبه الا الرضا بالقضاء وهذا امر عظيم وهذه مرتبة فوق الصابرين. وهي مرتبة المحسنين طيب ما هي المرتبة اللي فوقها؟ المرتبة اللي فوقها مرتبة نوح عليه السلام انه كان عبدا شكورا لا اله الا الله ليش سماه الله عبد شكور؟ ما سألنا انفسنا هذا السؤال يعني الله سبحانه وتعالى ما سمى احد شكور الا من نوح عليه السلام ليش سماه بالعبد الشكور يقول مشايخنا رحمهم الله لانه ارتقى في الصبر حتى نال الرضا. فارتقى حتى صار شاكرا. لم يتضجر يوم يقال له ليش ارسلتني لاجيال لا يؤمن؟ يموتون لا يؤمنون يوصي بعظهم بعظا لا يؤمنون فوصل الى مرتبة الشكر شكر الله على الحال تسع مئة وخمسين سنة شكر الله على الحق هم يسفهونك يسبونك يشتمونك. ناس على قد عياله يكبرون يشتمونه. احفاده يكبرون يشتمونه احفاده احفادي يكبرون يموتون يشتمونه لا تجده الا شاكرا ما الفرق بين الرضا والشكر الرضا ان الانسان يقول ما وقع هو الخير فيرضى اما الشكر فهو عمل قولي وعملي الشكر عمل قولي وعملي قولي ان يقول اشكر الله عن ابتلاني بهذه البلية لماذا يشكر؟ لانه يعلم ان ابتلاء الله له خير له ويعمل على وفق ذلك وهذه مرتبة تأتي بالمجاهدة نسأل الله عز وجل ان يرزقنا واياكم عبودية الاحوال من الذي يغيب عن عبودية الاحوال؟ الغافلون وانت لا تعقل شيئا انعم عليك وانت لا تدرك ولا تطلب بنعم عظيمة انت الان بعد عقلك وادراكك واحساسك عاجز عن عدها وحصرها اي وربي اما التي طلبتها فاعطاك منذ ان عقلت حتى تموت الميت القلب لا يعرف ماذا يفعل في الاحوال نعم وعبوديته في قضاء المعايب. احسن الله اليكم. قال رحمه الله عبوديته في قضاء المعايير المبادرة الى التوبة منها والتنصل والوقوف في مقام الاعتذار والانكسار. عالما بانه لا يرفعها عنه الا هو. ولا يقيه شرها سواه وانا ان استمرت ابعدته من قربه وطرده وطردته من بابه. فيراها من الضر الذي لا يكشفه غيره حتى انه ليرى اعظم من ضر البدن فهو عائد برضاه من سخطه وبعفوه من عقوبته وبه منه مستجيرا مستجير به منه وملتجئ منه اليه يعلم انه اذا تخلى عنه وخلى بينه وبين نفسه فعنده امثالها وشر منها. وانه لا سبيل له الى الاقلاع والتوبة الا بتوفيقه واعانته وان ذلك بيده سبحانه لا بيد العبد فهو اعجز واضعف واقل من ان يوفق نفسه او بمرضات سيدي بدون اذني ومشيئتي واعانتي. فهو ملتجئ اليه متضرع ذليل مسكين. ملقي نفسه بين يديه طريح ببابه مستخذ له اذل شيء واكثره لها وافقره واحوجهه اليه. وارغبه فيه واحبه له. بدله متصرف في اشغاله وقلبه ساجد بين يديه. يعلم يقينا انه لا خير فيه ولا له ولا به ولا منه. وان الخير كله لله وفي يديه وبه ومنه فهو ولي نعمته ومبتدأه بها من غير استحقاق ومجريه عليها مع تمقته باعراضه وغفلته ومعصيته. فحظه سبحانه الحمد والشكر والثناء. وحظ العبد الذم والنقص والعيب وقد استأثر بالمحاميد والمدح والثناء وولي العبد الملامة والنقائص والعبود والعيوب فالحمد كله له والخير وكله في يديه والفضل كله لهو الثناء كله له والمنة كلها له فمنه الاحسان. ومن العبد الاساءة. ومنه التودد الى العبد بنعمه ومن العبد تبغض اليه بمعاصيه. ومنه النصح لعبده ومن العبد الغش له في معاملته. هذه العبودية في قضايا المعايب هي عبودية عظيم لا يعرفها الا من من عرف الله عز وجل فالله سبحانه وتعالى يحب ان يستغفر يحب ان يطلب رحمته يحب ان يتعبده العبد بالتوبة فانه التواب ولذلك من تمام العبودية ان الانسان اذا وقع عليه قضى الله عليه عيبا ان يرجع ابي الخضوع والذل ينطرح بباب الله يستخذي له جل وعلا ومعنى مستخدم للذال المعجمة يعني خاضعا خاضع ذليل فان قال قائل فما وجه تقديري هذا النوع من القظايا على العبد فالجواب ليزداد العبد معرفة بنفسه وفقره وذله ويزداد العبد تمسكا بحبل الله ويعلم عظمته وجلاله وكبريائه نعم الخامس يعني خمس عبوديات الانسان يمر بها في كل لحظة عبودية امر عبودية نهي ها عبودية مصايب عبودية معايب عبودية النعم نعم قال رحمه الله واما عبودية النعم فمعرفتها والاعتراف بها اولا. ثم العياذ به ان يقع في قلبه نسبتها واضافتها الى سواه وان كان سببا من الاسباب فهو مسببه ومقيمه فالنعمة منه وحده بكل وجه واعتبار ثم الثناء بها عليه ومحبته عليها وشكره بان يستعملها في طاعته. ومن لطائف التعبد بالنعم ان يستكثر قليلها عليه استقل كثير شكره عليها. الله. ويعلم انها وصلت اليه من سيده من غير ثمن بذله فيها. ولا وسيلة من غير ثمن بذله فيها. احسن الله اليك من غير ثمن بذله فيها ولا وسيلة منه توسل بها اليه. ولا استحقاق منه لها وانها لله في كتلال العبد فلا تزيده النعم الا الا انكسارا وذلا وتواضعا ومحبة للمنعم. وكلما جدد له نعمة احدث لها عبودية ومحبة وخضوعا وذلا. وكلما احدث له قبضا احدث له رضا. وكلما احدث ذنب بل احدث له توبة وانكسارا واعتذارا. فهو فهذا هو العبد الكيس. العاجز بمعزل عن ذلك وبدع فهذا هو العبد الكيس والعاجز والعاجز بمعزل عن ذلك. هذا جملة وهذي جملة. نعم. فهذا هو العبد الله يجعلنا واياكم من العبد الكيس ولا يجعلنا من العاجزين والعاجز والعاجز بمعزل عن ذلك وبالله التوفيق يعني عبودية النعم حقيقتها ايها الاخوة ان الانسان لا يرى الاسباب هذه حقيقته لا يرى الاسباب شيئا يرى ان القليل عليه كثير وانه لا يستحقها وان هذا من عظمة الله عليه من فضل الله عليك وان يعلم انه مهما فعل لا يشكر الله عليها ووصلت اليه من المولى جل في علاه بلا ثمن بل بل وجل النعم وجل النعم على العباد ابتداء من الله جل وعلا. لم يعرفه العبد ولا خطر بباله ولا احس بها ولا شعر بها. الا ترى انك في بطن امك فهي نعم اكثرها لا يمكن شراؤها منها دوام العافية منها البعد عن المعوقات منها ومنها ومنها ومنها ماذا يعدد الانسان وماذا عساه ان يذكر من نعم الله كان حقيرا فاعزه الله كان جاهلا فعلمه الله كان معدوما فاوجده الله كان فقيرا فاغناه الله كان وحيدا فاكثره الله العاقل من يعرف كيف يتعبد لله عز وجل بالاحوال المحيطة به نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح. نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين