المكتبة الصوتية للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله الحكم العدل اي هو تعالى الملك الحكم الذي له الحكم في الدنيا والاخرة ففي هذه الدار لا يخرج الخلق عن احكامه القدرية بل ما حكم به قدرا نفذ من غير مانع ولا منازع وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ولا يخرج المكلفون عن احكامه الشرعية التي هي احسن الاحكام والتي هي صلاح الامور وكمالها. ولا يستقيم لهم دين ورشد الا باتباع هذه الاحاديث احكام التي شرعها على السنة رسله ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون افغير الله ابتغي حكما وهو الذي انزل اليكم الكتاب مفصلا وفي الاخرة لا يحكم على العباد الا هو ولا يبقى لاحد قول ولا حكم حتى الشفاعات كلها منطوية تحت ارادته واذنه ولا يشفع عنده احد الا اذا حكم بالشفاعة وهذه الاحكام كلها بالحكمة والعدل فهو الحكم العدل الذي تمت كلماته صدقا في الاخبار وعدلا في الاوامر والنواهي فاوامره كلها عدل لانها منافع ومصالح فهي عدل ممزوجة بالرحمة ونواهيه كلها عدل لكونه لا ينهى الا عن الشرور والاضرار. وهي ايضا مقرونة برحمته وحكمته ومجازاته للعباد باعمالهم عدل لا يهضم احدا من حسناته ولا يزيد في سيئاتهم او يعذبهم بغير جرم اجترحوه ولا تزر وازرة وزر اخرى وحكمه بين العباد كله مربوط بالعدل فلا يمنع احدا حقه ولا يغفل عن الظالمين ولا يضيع حقوق المظلومين فعدله تعالى شامل للخليقة في كلها حتى الحيوانات غير المكلفة فانه يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء من كمال عدله ومن كمال عدله انه ارسل الرسل مبشرين ومنذرين لان لا يكون للناس على الله حجة ولان لا يقولوا ما جاءنا من بشير ولا انادير وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ومن كمال عدله انه اعطى عباده الاسماع والابصار والعقول والقدرة على افعالهم والارادة ومكنهم من جميع ما يريدون ولم يجبرهم على افعالهم فعدله وحكمته ورحمته يبطل بها مذهب الجبرية كما انك مال قدرته ومشيئته وشمولها لكل شيء حتى افعال العباد تبطل مذهب القدرية الذين يزعمون انهم اهل العدل وهم في الحقيقة اهل الظلم فالحق هو ما ذهب اليه اهل السنة وهو ما دلت عليه البراهين العقلية والبراهين النقلية ودلت عليه اسماؤه الحسنى كما نبهنا عليه ان افعال العباد واقعة تحت اختيارهم واراداتهم خيرها وشرها ومع ذلك فلا خروج لها عن قضائه وقدره