الى الله وحده يرد علم الساعة. فهو وحده يعي متى تقع. فلا يعلم ذلك غيره. وما تخرج من ثمرات من اوعية التي تحفظها وما تحمل من انثى ولا تلد الا بعلمك هي هداية الارشاد لا هداية التوفيق. اثابك الله. نسأل الله عز وجل ان يتقبل منا ومنكم نكتفي بهذا القدر. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين على الاية الثامنة والعشرين قال جماعة من المتخصصين في التفسير في قوله تعالى وقال رجل مؤمن من ال فرعون يكتم ايمانا وتقتلون رجلا ان يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات بعض الذي نعدهم او نتوفينك فالينا يرجعون اصبر ايها الرسول على اذى قومك وتكذيبهم ان وعد الله بنصرك حق لا مرية فيه فاما نريينك في حياتك بعض الذي نعدهم به من العذاب كما الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد فهذا هو المجلس الثالث والعشرون من مجالس قراءتنا للمختصر في تفسير القرآن الكريم ونحن في يوم الاحد الثالث والعشرون من شهر رمضان عام ثلاثة واربعين واربع مئة والف من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم كنا قد وقفنا في التفسير في سورة غافر ربيكم واياكم كاذبا فعليه كذبه وان يكن صادقا ينصبكم بعض الذي يعدكم ان الله لا يهدي من هو مسرف كذاب وقال رجل مؤمن بالله من ال فرعون يكتم ايمانه وعن قومه منكرا عليهم عزمهم على قتل موسى اتقتلون رجلا دون جرم غير انه قال ربي الله؟ وقد جاءكم بالحجج والبراهين الدالة على صدقه في دعواه انه مرسل من ربه وان قدر انه كاذب فظرر كذبه عائد عليه. وان يكن صادقا يصبكم بعض الذي اعدكم به من العذاب عاجلا ان الله لا يوفق للحق من هو متجاوز لحدوده مفتر عليه وعلى رسله يا قومي لكم الملك اليوم ظاهرين في الارض فمن ينصرنا من بأس لئن جاءنا. قال فرعون ما اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيلا تشاد يا قومي لكم الملك اليوم غالبين في ارض مصر فمن ينصرنا من عذاب الله ان جاءنا بسبب قتل موسى قال فرعون الرأي رأيي والحكم حكمي وقد رأيت ان اقتل موسى دفعا للشر والفساد وما ارشدكم الا الى الصواب والسداد وقال الذي امن يا قوم اني اخاف عليكم مثل يوم الاحزاب. وقال الذي امن ناصحا قومه اني اخاف عليكم ان قتلتم موسى ظلما وعدوانا عذابا مثل عذاب الاحزاب. الذين يتحزبوا على رسلهم من السابقين فاهلكهم الله مثل دهب قوم نوح واد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد. كعادة من كفر وكذب الرسل الى قوم نوح وعاد وثمود والذين جاءوا من بعدهم فقد اهلكهم الله بكفرهم وتكذيبهم لرسله وما الله يريد ظلما للعباد وانما يعذبهم بذنوبهم جزاء وفاقا ويا قومي اني اخاف عليكم يوم التناد. ويا قوم اني اخاف عليكم يوم القيامة ذلك اليوم الذي ينادي فيه الناس بعضهم بعضا بسبب قرابة او جاه ظنا منهم ان هذا المسلك ينفعهم في هذا الموقف الرهيب هذا احد الاقوال في معنى التناد فان ينادي بعضهم بعضا يعني قرابتهم ولكن قد يقول قائل هذا يتعارض مع قوله تعالى يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه ولا تعارض لان التنادي في مكان وفي وقت والفرار في وقت الفرار في وقت الميزان في وقت المرور على الصراط في وقت توزيع الصحائف واما التناد فيكون في المواضع الاخرى هذا على احد التفاسير. هناك قول اخر ان من معاني يوم التناد اليوم يوم يناديهم المنادي بامر الله تبارك وتعالى وهو النافخ في الصور وهذا اقرب للتفسير نعم لا لا ما يحتاج يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاص ومن يضلل الله فما له من هادئ. يوم تولون هاربين خوفا من النار. ما لكم من ان يمنعكم من عذاب الله ومن يخذله الله ولا يوفقه للايمان فما له من هاد يهدين. لان هداية التوفيق بيد الله وحده. من فوائد لجوء المؤمن الى ربه ليحميه من كيد اعدائه. جواز كتم الايمان للمصلحة الراجحة او لدار المفسدة. تقديم النصح للناس من صفات اهل الايمان ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى اذا لك قلتم لن يبعث الله من بعده كذلك يضل الله من هو مسرف ولقد جاءكم يوسف من قبل من قبل موسى بالبراهين الواضحة على توحيد الله فما زلتم في شك وتكذيب لما جاءكم به حتى اذا توفي ازددتم شكا وارتيابه وقلتم لن يبات الله من بعده رسوله مثل ضلالكم هذا عن حقي يظل الله كل من هو متجاوز لحدود الله شاك في وحدانيته. الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان نتاهم كبر مقتنع عند الله وعند الذين امنوا كذلك يطمع الله على كل قلب متكبر جبار. الذين يخاصمون في الله ليبطلوها بغير حجة ولا برهان اتى بغير حجة ولا برهان اتاهم كبر جدالهم مقتا عند الله وعند الذين امنوا به وبرسله كما ختم الله على قلوب هؤلاء المخاصمين في اياتنا لابطالها يختم الله على كل قلب مستكبر عن الحق فلا يهتدي الى صواب ولا يرشد ولا يرشد الى خير يلا تفضل انا ليش قلت لك استاذ خالد ما تقرا لان هو كان جاي جزاك الله خير تفضل. وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي ابلغ الاسباب. وقال فرعون لوزيره هامان يا هامان ابن لي بناء رجاء ان ابلغ الطرقات اسباب السماوات فاضطلع الى اله موسى واني لاظنه كاذبا. وكذلك زين الاسلام سوء عمله عن السبيل وما كيد فرعون الا في تباب. رجاء ابلغ طرق السماوات الموصل اليها. فانظر الى المعبود موسى الذي وقل ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل اننا عاملون. وقالوا قلوبنا مغطاة باغلفة ان فلا فلا تعقلوا ما تدعونا اليه. وفي وفي اذاننا صمم فلا تسمعه ومن بيننا وبينك ستر فلا يزعم انه المعبود بحق واني لاظن ان موسى كاذب فيما يدعيه. وهكذا حسن لفرعون قبح عمله حين طلب ما طلب من هامان. وصرف عن طريق الحق الى طرق الضلال وما مكر فرعون لاظهار باطله الذي هو عليه وابطال الحق الذي جاء به موسى الا في خسارة لان مآله والاخفاق في سعي والشقاء الذي لا ينقطع ابدا. وقال الذي امن يا قوم اتبعوني اهدكم الى الرشاد. وقال الرجل الذي امن من ال فرعون ناصحا قومه ومرشدا اياهم الى طريق الحق يا قوم اتبعوني. ادلكم وارشدكم الى طريق للصواب والهداية الى الحق. يا قومي انما هذه الحياة الدنيا متاع. وان هي دار القرب. يقوم انما هذه الحياة الدنيا تتمتع بملذات تمتع بملذات منقطعة. فلا تغرنكم بما فيها من متاعب زائد وان الدار الاخرة بما فيها من نعيم دائم لا ينقطع هي دار الاستقرار والاقامة. فاعملوا لها بطاعة الله واحذروا من الانشغال بحياتكم الدنيا عن العمل للاخرة من عمل من عمل سيئة فلا يجزى الا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة. يرزقون فيها بغير حساب. من عمل عملا سيئا فلن يعاقب الا بمثل ما عمل لا يزاد عليه عقاب ومن عمل عملا صالحا يبتغي به وجه الله ذكرا كان العامل انثى وهو مؤمن بالله ورسوله فاولئك الموصوفون بتلك الصفات الحميدة يدخلون الجنة يوم القيامة يرزقهم الله مما اودعوا فيها من الثمرات والنعيم المقيم الذي لا ينقطع ابدا بغير حساب. من فوائد الايات الجدال لابطال الحق واحقاق الباطل خصلة ذميمة وهي من صفات اهل الضلال التكبر مانع من الهداية الى الحق. اخفاق حيل الكفار مكرهم لابطال الحق. وجوب الاستعداد للاخرة وعدم الانشغال عنها بالدنيا ويا قومي ما لي ادعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار. ويا قومي ما لي اجروكم الى النجاة من الخسران الحياة الدنيا والاخرة بالايمان وبالله والعمل الصالح وتدعونني الى دخول النار بما تدعونني اليه من الكفر بالله وعصيانك واشرك به ما ليس لي به علم. وانا ادعوكم الى العزيز الغفار. تدعونني الى باطلكم رجاء اكفر بالله واعبد معه غيره مما لا علم لي بصحة عبادته مع الله وانا ادعوكم الى الايمان بالله العزيز الذي لا يغلب احد الغفار عظيم المغفرة لعباده. لا جرم انما تدعونني اليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة. وان مردنا الى الله وان المسرفين هم اصحاب حقا ما حقا انما تدعونني الى الايمان به والى طاعته ليس له دعوة يدعى بها بحق في الدنيا ولا الاخرة ولا يستجيب لمن دعاه وان مرجعنا جميعا الى الله وحده وان المسرفين في الكفر والمعاصي هم اصحاب النار الذين يلازمون دخولها يوم القيامة فستذكرون ما اقول لكم وافوض امري الى الله ان الله بصير بالعباد. فرفضوا فقال ستذكرون ما قدمت لكم من نص وتتحسرون على عدم قبولي وافوض اموري كلها الى الله وحده. ان الله لا يخفى عليه من من اعمال عباده شيئا من اعمال عباده شيء فوقاه الله فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون العذاب. فحفظه الله من سوء مكرهم حين ارادوا قتله. واحاط بال فرعون عذاب الغرق. فقد اغرقه الله هو وجنوده كلهم في الدنيا. النار يعرضون عليها غدوا وعشيا. ويوم تقوم الساعة ادخل آل فرعون اشد العذاب. وبعد موته معرضون على النار في قبورهم اول النهار واخره. ويوم القيامة يقال ادخلوا باع فرعون اشد العذاب اعظم لما كانوا عليه من الكفر والتكذيب والصد عن سبيل الله. هذه الاية نص في وجود عذاب في البرزخ وان كان هذا العزاء العذاب دون عذاب الاخرة كما ان هناك نصوص تنص على وجود نعيم في عالم البرزخ كما قال الله عن الشهداء عند ربهم يرزقون عند ربهم يرزقون. قال هنا عن هؤلاء الكفار النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا ال فرعون اشد العذاب فاي نفس قاطع اكثر من هذا؟ نعم واذ يتحاجون في النار فيكون الضعفاء للذين استكبروا انا كنا لكم واذكر ايها الرسول حين يتخاصم الاتباع والمتبوعون من ابناء فيقول اتباع المستضعفون المتبوعين المتكبرين. انا كنا لكم اتباعا في الضلال في الدنيا فهل انتم مغنون عنا جزءا من عذاب الله بتحمله عنا قال الذين استكبروا انا كل فيها ان الله قد حكم بين العباد. قال المتبون المستكبرون قال المتبوعون المستكبرون انا سواء كنا اتباعا او متبوعين في النار ولا يتحمل احد منا جزءا من عذاب الاخر ان الله قد حكم العباد فاعطى كلا ما يستحقه من العذاب. وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا وقال المعذبون في النار من الاتباع والمتبوعين والملائكة الموكلين بالنار لما يئسوا من الخروج من النار والعودة الحياة الدنيا ليتوبوا ادعوا ربكم يخفف عنا يوما واحدا من هذا العذاب الدائم. من فوائد الايات اهمية التوكل على الله نجاة الى الحق من مكر اعدائه ثبوت عذاب البرزخ تعلق الكافرين باي سبب يريحهم من النار ولو لمدة محدودة وهذا لن يحصل ابدا قالوا اولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين الا في ضلال قال خزنة جهنم ردا على الكفار اولم تكن تأتيك تأتيكم رسلكم بالبراهين والادلة الواضحة. قال الكفار بلى كانوا بالبراهين والادلة الواضحة قال الخزنة تهكما بهم فادعوا انتم فنحن لا نشفع للكفار وما دعاء الكافرين الا في بطلان لعدم قبوله منهم بسبب كفرهم. ولما ذكر الله القصة فرعون وما ال اليه امره وامر اتباعه في الدنيا والاخرة ذكر امر الرسل والمؤمنين وما يصيرون اليه من نصر في الدنيا والاخرة فقال لنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد. انا لننصر رسلنا والذين امنوا بالله وبرسله في الدنيا باظهار بحجة وتأييدهم على اعدائهم وننصرهم يوم القيامة بادخالهم الجنة وبعقاب خصومهم في الدنيا بادخالهم النار بعد ان يشهد الانبياء والملائكة والمؤمنون على حصول التبليغ وتكذيب الامم يوم لا ينفع الظالمين ما درتهم. ولهم اللعنة ولهم سوء الدار. يوم لا ينفع الظالمين انفسهم بالكفر والمعاصي اعتذارهم عن ظلمهم ولهم في ذلك اليوم اضطروا من رحمة الله ولهم سوء الدار في الاخرة بما يلاقونه من العذاب الاليم اتينا موسى الهدى وورثنا بني اسرائيل الكتاب. ولقد اعطينا موسى العلم الذي يهتدي به بنو اسرائيل بلا الحق. وجعلنا كتابا متوارثا في بني اسرائيل يرثونه جيلا بعد جيل. هداية الى طريق وتذكيرا لاصحاب العقول السليمة. فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك والابكار. فاصبر يا ايها الرسول على ما تلاقيه من تثبيت قومك وايذائهم. ان وعد الله لك بالنصر والتأييد حق لا من فيه واطلب المغفرة لذنبك وسبح بحمد ربك اولا النهار واخره ان الذين يجادلون في ايات الله بغير سلطان اتاهم في صدورهم الا كبر ما هم ببالغ واستعن بالله انه هو السميع البصير. ان الذين يخاصمون في ايات الله سعيا لابطالها بغير حجة ولا برهان من عند الله لا يحمله على ذلك الا ارادة الاستعلاء والتكبر الى الحق. ولن يصلوا الى ما يريدونه من الاستعلاء عليه. فاعتصم اي الرسول بالله انه هو السميع لاقوال عباده البصير باعمالهم لا يفوته منها شيء وسيجازيهم عليها. لخلوق السماوات والارض اكبر من خلق الناس ولكن اكثر الناس لا يعلمون. لخلق السماوات والارض لضخامتهما واتساعهما ما اعظم من خلق الناس فالذي خلقهما ما عظمهما قادر على بعث الموتى من قبورهم احياء ليحاسبهم ويجازيهم ولكن معظم الناس لا يعلمون فلا يعتبرون به ولا يجعلونه دليلا على البعث مع وضوحه. وما يستوي الاعمى والبصير والذي لا امنوا الصالحات ولا المسيء قرينا ما تتذكرون. ولا يستوي الذي لا يبصر والذي يبصر. ولا يستوي الذين امنوا بالله لا يصدقوا رسله واحسن اعمالهم ولا يستوون مع من يسيء عمله بالاعتقاد الفاسد والمعاصي لا تتذكرون الا قليلا اذ لو تذكرتم لعلمتم الفرق بين الفريقين لتسعوا الى ان تكونوا من الذين امنوا وعملوا الصالحات رغبة في مرضاة الله. من فوائد الايات نصر الله لرسله وللمؤمنين سنة الهية ثابتة. اعتذار الظالم يوم القيامة لا ينفعه. اهمية الصبر في مواجهة الباطل. دلالة خلق السماوات والارض على على البعث لان من خلق ما هو عظيم قادر على اعادة الحياة الى ما دونه. ان الساعة لاتية لا ريب ولكن اكثر الناس لا يؤمنون. ان الساعة التي يبعث الله فيها الموتى للحساب والجزاء لاتية لا محالة. لا شك فيها لا ولا معظم الناس لا يؤمنون بمجيئها ولذلك لا يستعدون لها عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين. وقال ربكم ايها الناس وحدوني في في العبادة والمسألة. اجب دعائكم واعف عنكم وارحمكم ان الذين تعظمون عن افراد بالعبادة سيدخلون يوم القيامة جهنم صاغرين ذليلين اللهم رجال لكم الليل لتسكنوا فيه والنار مبصرا. ان الله ذو فضل على الناس ولكن اكثرهم الناس لا يشكرون. الله هو الذي صير لكم ليلة مظلما لتسكنوا فيه وتستريحوا. وصير النهار مضيئا منيرا لتعملوا فيه. ان الله فضل عظيم على الناس حين اسبغ عليهم من ظاهر نعمه وباطنها. ولكن معظم الناس لا يشكرونه سبحانه على ما انعم به عليهم منها ذلكم الله ربكم خالق كل شيء لا اله الا هو ذلكم الله الذي تفضل عليكم بنعمه هو خالق كل شيء فلا خالق غيره ولا معبود بحق له فكيف تنصرفون عن عبادته الى عبادة غيره ممن لا يملك نفعا ولا ضرا ولا ضرا الذين كانوا بايات الله يجحدون. كما صرف هؤلاء عن الايمان بالله وعبادته وحده يصرف عنه من يجحد بايات الله الدالة توحيده في كل زمان ومكان فلا يهتدي الى حق ولا يوفق لرشد الله الذي جعل لكم الارض قرارا والسماء بناء. وصوركم فاحسن صوركم ورزقكم من الطيبات ذلكم الله ربكم فتبارك الله رب العالمين. الله الذي صير لكم ايها الناس الارض قارة مهيئة لاستقراركم عليها. وسير السماء محكمة البناء فوقكم ممنوعة من السقوط وصوركم في ارحام امهاتكم فاحسن صوركم ورزقكم من حلال الاطعمة ومستطاب بها. ذلكم ذلكم الذي انعم عليكم بهذه النعم هو الله ربكم فتبارك الله رب المخلوقات كلها فلا رب لها غيره سبحانه هو الحي لا اله الا هو فادعوا مخلصين له الدين الحمد لله رب العالمين. هو الحي الذي لا يموت لا معبود بحق غيره فادعو دعاء عبادة ومسألة. قاصدين وجهه وحده ولا تشركوا معه غيره من المخلوقات. من مخلوقاته الحمد لله رب المخلوقات رب العالمين قل يا ايها الرسول اني نهاني الله ان اعبد الذين تعبدونهم من دون الله من هذه الاصنام التي لا تنفع ولا تضر. حين جاءت لي البراهين الواضح على بطلان عبادتها وامرني الله ان اقادره وحده بالعبادة فهو رب الخلائق كلها لا رب لها غيره. من فوائد الاية دخول الدعاء في مفهوم العبادة التي لا تصرف الا لله. لان الدعاء هو عين العبادة. نعم الله تقتضي من العباد الشكر. ثبوت صفة الحياة لله اهمية الاخلاص في العمل هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلوا اشدكم ثم لتكونوا شيوخا. ومنكم من يتوفى من قبل هو الذي خلق اباكم ادم من تراب ثم جعل خلقكم من بعد النطفة ثم بعد النطفة من دم متجمد ثم بعد ذلك يخرجكم من بطون امهاتكم اطفالا صغارا ثم لتصلوا سن البدن ثم لتكبروا ثم لتكبروا حتى تصيروا شيوخا ومنكم من يموت قبل ذلك ولتبلغوا امدا محددا في علم الله لا لا تنقصون عنه ولا تزيدون عليه ولعلكم تنتفعون بهذه الحجج والبواهين على قدرته ووحدانيته اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون. هو وحده سبحانه الذي بيده الاحياء وهو وحده الذي بيده الامام فاذا قضى امرا فانما يقول لذلك الامر كن فيكون. الم تر الى الذي لا يجادلون في ايات الله ان لا يصرفون. الم تر ايها الرسول الذين يخاصمون في ايات الله مكذبين بها مع وضوحها. لتعجب من حالهم وهم يعرضون اهل الحق مع وضوحك. الذين كذبوا بالكتاب وبما ارسلنا به رسلنا فسوف يعلمون الذين كذبوا بالقرآن وبما بعثنا به رسلا من الحق فسوف يعلم هؤلاء المكذبون عاقبة تكذيبهم تكذيبهم. ويرون سوء الخاتمة اذ الاضلال في اعناقهم والسلاسل يسحبون يعلمون عاقبته حين تكون الاصفاد حين تكون حين تكون الاصفاد في اعناقهم والسلاسل في ارجلهم تجرهم زبانية العذاب في الحميم ثم في النار يسجرون. يسحبون يسحبونهم في الماء الحار الذي اشتد غليانه ثم في النار يوقدون. ثم قيل لهم اينما كنتم تشركون. ثم قيل لهم تبكيتا لهم وتوبيخا. اين الالهة مزعومة التي اشركتم بعبادتها كذلك يضل الله الكافرين. من دون الله من اصنامكم التي لا تنفع ولا تضر. قال الكفار غابوا عنا فلسنا نراهم بل بل ما كنا نعبد في الدنيا شيئا يستحق العبادة مثل اظلال هؤلاء يظل الله الكافرين عن الحق في كل زمان ومكان كنتم تفرحون في الارض بغير الحق وبما كنتم تمرحون. ويقال لهم ذلك العذاب الذي تقاسونه بسبب فرحكم لما كنتم عليه من الشرك وبتوسعكم في الفرح متكبرين ادخلوا ابواب جهنم ماكثين فيها ابدا. فقبح مستقر فقبح فقبح مستقر المتكبرين عن الحق ولما علا رسول الله صلى الله عليه وسلم من قومه ما عنا امره الله بالصبر وسلاه بما وعد به من النصر فقال حصل يوم بدر او لتوفينك قبل ذلك فالينا وحدنا يرجعون يوم القيامة فنجازيهم على اعمالهم فندخلهم النار خالدين فيها ابدا من فوائد الايات التدرج في الخلق سنة الهية يتعلم منها الناس التدرج في حياتهم قبح الفرح بالباطل اهمية الصبر في حياة الناس وبخاصة الدعاة منهم. ولقد ارسلنا رسلا من قبرك منهم من قصصنا عليك من لم نقص عليك وما كان لرسول ان يأتي باية منا باذن الله فاذا جاء امر الله وقضي بالحق وخسره ذلك المبطلون. ولقد بعثنا رسلا كثيرين من قبلك ايها الرسول الى اممهم فكذبوهم واذوهم فصبروا على وايذائهم. من هؤلاء الرسل من قصصنا عليك خبرا. ومنهم من لم نقصص عليك خبرهم. وما يصح لرسول ان يأتي بقومه باية من ربه الا بمشيئته سبحانه. فاقتراح الكفار على رسلهم الاتيان بايات ظلم. فاذا جاء امر الله بالفتح والفصل بين الرسل واقوامهم فصل بينهم بالعدل فاهلك الكفار فاهلك الكفار ونجى الرسل. وخسر في ذلك الموقف الذي يفصل بين الذي يفصل فيه بين العباد اصحاب الباطل انفسهم بايرادها موارد الهلاك بسبب كفرهم. الله الذي جعل لكم الانعم لتركبوا منها ومنها تأكلون الله هو الذي جعل لكم الابل والبقر والغنم تركب بعضها وتأكل لحوم بعضها وفي صدوركم وعلينا وعلى الفلك تحملون. الله هو ولكم في هذه المخلوقات منافع متعددة تتجدد في كل عصر ويحصل لكم من خلالها ما ترغبون به مما في انفسكم من حاجات وابرزها التنقل في البر والبحر ويريكم اياته فاي ايات الله تنكرون. ويريكم سبحانه من اياته الدالة على قدرته ووحدانيته فاي ايات لا تعترفون بها بعد ان تقرر لديكم انها اياته. افلم يسيروا في الارض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قدرهم كانوا اكثر منهم واشد قوة واثارهم في الارض فما اغنى عنهم ما كانوا يكسبون افلم فلم يسري هؤلاء المكذبون في في الارض فيتأمل كيف كانت نهاية الامم المكذبة من قبلهم فيعتبروا بها؟ فقد كانت تلك الامم اكثر منهم اموالا واعظم قوة واشد اثارا في الارض فما اغلى عنهم ما كانوا يكسبون من القوة لما جاءهم عذاب الله المهلك فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كان يستهزئون فلما جاءتهم رسل بالبراهين بما عندهم من العلم الملائم الواضحة فلما جاءتهم رسل بالبراهين بالبراهين الواضحة كذبوا بها ورضوا بالتمسك بما عندهم من العلم المنافي لما جاءتهم به رسلهم. ونزل بهم ما كانوا يسخرون منهم من العذاب الذي كانت تخوفهم رسلهم منه فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين. فلما رأوا عذابنا قالوا المضطرين حين لا ينفع الاقرار امنا بالله وحده وكفرنا بما كنا نعبد من دونه من شركاء واصنام فلما رأوا بأسنا سنة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون لم يكن ايمان قيلعايا وعذابنا ينزل بهم نافعا لهم. سنة الله التي مضت في عباده انه لا ينفعهم ايمانهم عندما يعاينون العذاب وخسر الكافرون حين حين نزول العذاب انفسهم بايرادها موارد الهلاك بسبب كفرهم بالله. وعدم التوبة منها قبل معاينة العذاب. من فوائد الايات لله رسل غير الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم يؤمن بهم اجمالا. من نعم الله تبيينه الايات الدالة على توحيده خطر الفرح بالباطل وسوء عاقبته على صاحبه. بطلان الايمان عند معاينة العذاب المؤلم. الرسل الذين ذكرهم الله في القرآن لا شك انهم افضل الرسل وافضل الانبياء لهذا ذكرهم الله وامر نبيه ونحن تبع له ان نقتدي به لفضائلهم ومحاسنه فقالوا اولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتدي والذين لم يذكرهم هم اكثر من الذين ذكروا باضعاف مضاعفة نعم. سورة فصلت مكية من مقاصد السورة بيان احادي المعرضين عن الله وذكر عاقبتهم حميد تقدم الكلام على نظائية في بداية سورة البقرة. هذا القرآن تنزيل من الله الرحمن الرحيم. كتاب فصلت اياته قرآنا عربيا لقومه يعلمون. كتاب بينت اياته اتمه تبيين واكمله وجعل قرآنا عربيا لقوم يعلمون لانهم الذين ينتفعون بمعانيه وبما فيه من الهداية الى الحق فاعرض اكثر فهم لا يسمعون مبشرا المؤمنين بما اعد الله لهم من الجزاء الجزيل ومخوفا الكافرين بما من عذاب الله الاليم. فاعرض معظمهم عنه فهم لا يسمعون ما فيه من الهدى سماع قبول الينا شيء مما تقول فاعمل انت على طريقتك وانا انا عاملون على طريقتنا ولن نتبعك قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد. فاستقيموا اليه واستغفروه وويل للمشركين. قل يا ايها الرسول لهؤلاء المعاندين انما انا بشر مثلكم يوحي اوحي الي الله انى ما معبودكم انما معبودكم بحق معبود واحد هو الله. فاسلكوا الطريق الموصل اليه نطلب منه المغفرة لذنوبكم وهلاك وعذاب للمشركين الذين يعبدون غير الله او يشركون معه احدا الذين لا يؤتون الزكاة وهم بالاخرة هم كافرون. الذين لا يعطون زكات اموالهم وهم بالاخرة وما فيها من مقيم وعذاب اليم كافر. ان الذين امنوا وعملوا الصالحات لهم اجر غير ممنون. ان الذين امنوا بالله وبرسله وعملوا الصالحات وعملوا الاعمال الصالحات لهم ثواب خارج غير مقطوع وهو الجنة قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا. ذلك رب انا ميل. قل يا قل ايها الرسول موبخا المشركين. لماذا انتم تكفرون بالله الذي خلق الارض في يومين؟ يوم يوم الاحد والاثنين وتجعلون له نظراء تعبدونهم من دونه. ذلك رب المخلوقات كلهم وجعل فيها رواسيا من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتا في اربعة ايام سواء للسائلين. وجعل فيها جبالا ثوابت من فوقها تثبتها تثبتها لان لا تضطرب بارك فيها فجعلها دائمة الخير لاهلها وقدر فيها اقوات الناس والبهائم. في اربعة ايام متممة لليومين السابقين هما يوم الثلاثاء ويوم الاربعاء سواء لمن اراد ان يسأل عنها ثم استوى الى السماء ويدخل فقال لها وللارض ائتيا طوعا اوكروها ثم قصد سبحانه الى خلق السماء وهي يومئذ دخان فقال لها وللارض ان قادا لامر مختارتين او مكرهتين لا محيد لكما عن ذلك قالتا اتينا طائعتين فلا ارادة لنا دون ارادتك يا ربنا من فوائد الايات تعطيل الكافرين لوسائل الهداية عندهم يعني بقاؤهم على الكفر. بيان منزلة الزكاة انها ركن من اركان الاسلام استسلام الكون لله وانقياده لامره سبحانه بكل ما فيه فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحى في كل سماء امرها وزين ان السماء الدنيا بمصابيح وحفظا. ذلك تقدير عزيز عليم. فاتم الله خلق السماوات في يومين يوم الخميس ويوم الجمعة وبهما تم خلق السماوات والارض في ستة ايام واوحى الله في كل سماء ما يقدره ما يقدره فيها ما يأمر به من طاعة وعبادة زينا السماء الدنيا بالنجوم وحفظنا بها السماء من استراق شياطين السبع. ذلك المذكور كله تقدير العزيز الذي لا يغلب احد العليم بخلقه. من المقرر في القرآن ان الله خلق السماوات والارض وما فيهما وما بينهما في ستة ايام ابتداء من يوم الاحد وبه سمي الاحد لانه اول يوم ثم الاثنين لانه مثنى والثلوث مثلثه وهكذا الى الخميس والجمعة لاجتماع الخلق فيه وجاء في هذا عدة احاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم واما حديث الذي رواه مسلم خلق الله التربة يوم السبت فذكر السبت شاذ واما الاحاديث المحفوظة فهي قوله صلى الله عليه وسلم خلق الله عز وجل الجبال يوم الاحد وخلق الشجر يوم الاثنين وخلق المكروه يوم الثلاثاء وخلق النور يوم الاربعاء وبث فيها الدواب يوم الخميس. وخلق ادم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في اخر الخلق وفي اخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر الى الليل هذا الحديث محفوظ واما ذكر السبت فهذا يشهد او منكر. نعم فان اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة آجوا وثمود. فإن اعرضوا فإن اعرض هؤلاء لا يعني الايمان بما جئت به فقل لهم ايها الرسول خوفتكم عذابا يقع عليكم مثل عذاب مثل العذاب الذي وقع على عاد وعلى عاد قوم هود وثموه قوم صالح لما كذبوهما اذ جاءتهم الرسل من بين ايديهم ومن خلفهم الا تعبدوا الا الله. قالوا لو شاء ربنا لانزل ملائكة فانا بما ارسلتم بي كافرون. حين جاءتهم رسل يتبع بعضهم بعض بدعوة واحدة يأمرونهم الا يعبدوا الا الله وحده. قال الكفار منهم لو شاء ربنا ان زال ملائكة الينا رسلا لانزلهم فانا كافرون بما ارسلتم به لان بشر مثلكم لم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة وكانوا باياتنا يجحدون فاما عاد قوم هود فمع كفرهم بالله تكبروا في الارض بغير الحق وظلموا من حولهم وقالوا وهم مخدوعون بقوتهم من اشد منا قوة لا احد اشد منا لا احد اشد منهم قوة بزعمهم. فرد الله عليهم اولا يعلم هؤلاء ويشاهدون ان الله الذي خلقهم واودع فيهم القوة التي اطغتهم هو اشد منهم قوة وكانوا يكفرون بايات الله التي جاء بها هود عليه السلام. فارسلنا عليهم ريحا انصرصرا في ايام نحسات لنذيقهم لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذب باب الاخرة اخزى وهم لا ينصرون. فبعثنا عليهم ريحا ذات صوت مزعج في ايام مشؤومات عليهم لما فيها من العذاب لنذيقهم عذاب الذل والمهانة لهم في الحياة الدنيا ولا عذاب الاخرة الذي ينتظرهم اشد اذلالا لهم وهم لا تجدون من ينصرهم بانقاذهم من العذاب. ونجينا واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على المهدى فاخذتهم صاعقة عذاب الهون بما كانوا يكسبون. واما ثمود قوم صالح فقد هديناهم بتبيين طريق الحق لهم. ففضلوا الضلال على الهداية الى الحق فاهلكتهم صاعقة العذاب المهين بسبب ما كانوا يكسبونه من الكفر والمعاصي. ونجينا الذين امنوا وكانوا يتقون وانجينا الذين امنوا بالله ورسله وكانوا يتقون الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه انجيناهم من العذاب الذي حل بقومهم اعداء الله الى النار فهم يوزعون. ويوما يحشر الله اعداءه الى النار. ترد الزبانية اولهم والى اخرهم لا يستطيعون الهرب من النار. حتى حتى اذا ما عليهم سمعهم وابصار جلود بما كانوا يأمنون. حتى اذا ما جاءوا النار التي سيقوا اليها وتنكروا لما كانوا يعملون في الدنيا. شهدت عليهم اسمعوا وابصارهم وجنودهم بما كانوا يعملونه في الدنيا من الكفر والمعاصي. من فوائد الايات الاعراض عن الحق سبب المهالك في الدنيا والاخرة. التكبر اضطرار بالقوة مانعاني من الالعان والالحاح مانعاني من الاذعان للحق. الكفار يجمع لهم بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة. شهادة الجوارح يوم القيامة على اصحابها آآ من فوائد الايات جواز تسمية بعض الايام بوصف خاص لا على الاطلاق في ايام النحسات يعني عليهم يقول الانسان هذا يوم شديد يعني علي وهذا يوم عصيب يعني عليهم وهذا يوم كئيب يعني على فلان. اما اليوم الشديد هذا لا يجوز. اليوم العصيب هذا لا يجوز الا اذا جاء في الكتاب والسنة كيوم القيامة بالوصف المطلق. نعم وقالوا لجنودهم لم شهدتم علينا؟ قالوا انطقنا الله الذي انطق كل شيء وهو خلقكم اول مرة واليه ترجعون. وقال الكفار لجنودهم لم شهدتم علينا بما كنا نعمل في الدنيا؟ قال الجلود جوابا لاصحابها انطقنا الله الذي انطق كل شيء وهو خلقكم اول مرة عندما كنتم في الدنيا واليه وحده ترجعون في الاخرة الحساب والجزاء وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم. ولكن ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون. وما كنتم تستخفون حين يرتكبون المعاصي حتى لا تشهد عليكم اسماعكم ولا ابصاركم وما كنتم تستخفون حين ترتكبون المعاصي حتى لا تشهد عليكم اسماعكم ولا ابصاركم ولا جلودكم لانكم لا تؤمنون بحساب ولا عقاب ولا ثواب بعد الموت. ولكن ظننتم ان الله سبحانه لا يعلم كثيرا مما تعملونه بل يخفى عليه فاقتررتم وذلكم ظنكم الذي ظلمتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين. ذلكم الظن السيء الذي ظننتم بربكم اهلككم فاصبحتم بسبب ذلك من الخاسرين الذين خسروا الدنيا والاخرة ان يستعجلوا فما هم من المعتدين فان يصبر هؤلاء الذين شهد عليهم سمعهم وابصارهم وجلودهم فالنار مستقر لهم ومأوى ومأوى يأوون اليه. وان يطلبوا رفع رضا الله عنهم فما هم بنا الينا رضا ولا داخلين الجنة ابدا وقيدنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين ايديهم وما خلفهم. وحق عليهم القول في امم قدر خلت من قبر من الجن والانس انهم كانوا خاسرين. وهيئنا لهؤلاء الكفار قرناء من الشياطين يلازمونهم فحسنوا لهم سوء اعمالهم في الدنيا وحسنوا لهم ما ما خلفهم ما وحسنوا لهم ما خلفهم من امر اخرتي فانسوهم تذكرها والعمل لها ووجب عليهم العذاب في جملة امم قد مضت من قبرهم من الجن والانس. انهم كانوا خاسرين حيث خسروا انفسهم اهليهم واهليهم يوم القيامة بدخولهم النار وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغو فيه لعلكم تغضبون. وقال الكفار متواصين فيما بينهم لما عجزوا عن جاءت الحجة بالحجة لا تسمعوا لهذا القرآن الذي يقرأه عليكم محمد ولا تنقادوا لما فيه. وصيحوا وارفعوا اصواتكم عند قراءتي لكم لعلكم بذلك تنتصرون عليه فيترك تلاوته والدعوة اليه فنستريح منه الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم السؤال الذي كانوا يعملون. فلن الذين كفروا بالله وكذبوا الرسل وعذابا شديدا يوم القيامة ولنجزينهم اسوء الذين كانوا يعملون من الشرك والمعاصي عقابا لهم عليها. ذلك اعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا باياتنا ايجهادون. ذلك الجزاء المذكور جزاء اعداء الله الذين كفروا به وكذبوا رسلا. النار لهم فيها خلود لا ينقطع ابدا جزاء على جحدهم لايات الله وعدم ايمانهم بها مع وضوحها وقوة حجتها من الجن والانس نجعلهما تحت اقدامنا ليكونا من الاسفلين. وقال الذين كفروا بالله وكذبوا يا ربنا ارنا الذين اضلانا من الجن والانس ابليس الذي سن الكفر والدعوة اليه. وابن ادم الذي سن سفك الدماء نجعلهما من في النار تحت اقدامنا ليكونا من الاسفلين الذين هم اشد النار عذابا. وانما خص هذين بالذكر الذين انا ابليس وابن ادم لان ابليس اول من سن الكفر وابن ادم اول من سن الكبائر وهذا فيه خطورة سنة شيء من الامور وضرره على الانسان. نعم من فوائد الايات سوء الظن بالله صفة من صفات الكفار الكفر والمعاصي سبب تسليط الشياطين على الانسان. تبني الاتباع ان ينال متبوعه اشد العذاب يوم القيامة ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا احزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون ولما ذكر الله جل وعلا جزاء اعدائه ذكر جزاء اوليائه فقال ان الذين قالوا ربنا الله لا رب لنا غيره. واستقاموا على امتثال اوامره واجتنابهم نواهي تتنزل عليهم الملائكة عند احتضارهم قائلين لهم لا تخافوا من الموت ولا مما بعده ولا تحزنوا على ما خلفتم ما خلفتم ما خلفتم في الدنيا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون بها في الدنيا على ايمانكم بالله وعملكم الصالح. نحن اولياء في الحياة الدنيا وفي الآخرة. ولكم فيها ما تشتهي انفسكم ولكم فيها ما نحن اوليائكم في الحياة الدنيا فقد كنا نسددكم ونحفظكم ونحن اولياؤكم في الاخرة فولايتنا لكم مرة ولكم في الجنة ما تشتهيه انفسكم من الملذات والشهوات ولكم فيها كل ما تطلبونه مما تشتهونه ان غفور رحيم رزقا مهيأ لضيافتكم من رب غفور لذنوب من تاب اليه من عباده. رحيم به ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين ولا احد احسن قولا ممن دعا الى توحيد الله والعمل بشرعه. وعمل عملا صالحا يرضي ربه. وقال اني من المستسلمين المنقادين لله فمن فعل ذلك كله فهو احسن الناس قولا. ولا تستوي الحسنة ولا السيئة دفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه كانه ولي حميم ولا يستوي فعل الحسنات والطاعات التي ترضي الله ولا فعل السيئات والمعاصي التي تسخطه. ادفع بالخصلة التي هي احسن اساءة من اساء اليك من فاذا الذي بينك وبينه عداوة سابقة اذا دفعت اساءته بالاحسان اليك كانه قريب شفيع وما يلقاها الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. ولا يوفق لهذه الخصلة الحميدة الا الذين صبروا على الايذاء وما يلاقونه من الناس من السوء ولا يوفق لها الا ذو نصيب عظيم. بما فيها من الخير الكثير والنفع العظيم. والنفع الوفير اما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله. انه هو السميع العليم وان وسوس لك الشيطان في اي وقت بشر فاعتصم بالله والجأ اليه انه هو السميع لما تقوله العليم بحالك. ومن يأتي الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهم لئن كنتم اياه تعبدون ومن ايات الله الدالة على عظمة وتوحيده الليل والنهار في تعاقبهما والشمس والقمر لا تسجد ايها الناس للشمس ولا ولا تسجد للقمر اسجدوا لله لله وحده الذي خلقهن ان كنتم ان كنتم تعبدونه حقا. فان استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون. فان استكبروا واعرضوا ولم يسجدوا لله الخالق فالملائكة الذين هم عند الله يسبحونه ويحمدونه في الليل والنهار معا وهم لا يملون من عبادته. من فوائد الايات منزلة الاستقامة عند الله عظيمة. كرامة الله لعباده العرب بنزول القرآن بلغتهم في الظلم عن الله واثبات العدل له اليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرة من اكمامها وما تحمل من انثى ولا تذر الا بعلمه ويوم يناديهم اين شركائي؟ قالوا آذناك ما منا من شهيد وتوليه شؤونهم وشؤون من خلفهم مكانة الدعوة الى الله وانها افضل الاعمال الصبر على الايذاء والدفع بالتي هي احسن خلقان لا لا غنى للداعي الى الله عنهما. ومن اياته انك ترى الارض خاشعة. فاذا انزلنا عليها الماء اهتزت وربت ان الذي احيانا لمحيي الموتى انه على كل شيء قدير. ومن آياته الدالة على وتوحيده وعلى قدرته على البعث انك تعاين الارض لا نبات فيها. فاذا انزلنا عليها ماء المطر تحركت بسبب نمو المخبوء فيها من بذور وارتفعت ان الذي احيا هذه الارض الميتة بالنبأ لمحيي الموتى وباعثهم للحساب والجزاء انه على كل شيء قدير لا يعجزه احياء الارض احياء ارض بعد موتها ولا احياء الموتى وبعثهم من قبورهم. ان الذين يلحدون في اياتنا الا يخفون علينا افمن يلقى في النار خير ام من يأتي امنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم انه بما تعملون بصير. ان الذين يميلون في ايات الله عن الصواب بانكارها والتكذيب بها وتحريفها لا اخفى حالهم علينا فنحن نعلمهم افمن يلقى في النار افضل ام من يأتي يوم القيامة امنا من العذاب اعملوا ايها الناس بما شئتم من خير وشر. فقد بينا لكم الخير والشر. ان الله بما تعملون منه ما بصير. لا يخفى عليه شيء من اعمالكم. ان الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وانه لكتاب عزيز. ان الذين كفروا بالقرآن لما جاءهم من عند الله لمعذبون يوم وانه لكتاب عزيز منيع لا يستطيع محرف ان يحرفه ولا مبدل ان يبدله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه بنقص او زيادة او تبديل او تحريف تنزيل من حكيم في خلقه وتقديره وتشريعه محمود على كل حال. ما يقال لك الا ما قد قيل للرسل من قبلك ان ربك لذو مغفرة وذو عقاب اليم ولما ذكر ولما ذكر الله جل وعلا حال المكذبين بالكتاب صبر رسوله وسله بما كان يلقاه في من قبله اخوانه من الرسل في من التكذيب والسخرية والافتراء فقال ما يقال لك ايها الرسول من التكذيب الا ما قد قيل للرسل من قبلك فاصبر فان ربك لدو مغفرة لمن تاب من عباده وذو عقاب موجع لمن اصر على ذنوبه ولم يتوب ولو جعلنا قرآنا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياته اعجمي وعربي قل هو للذي هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقروا وهو عليهم عمى اولئك ينادى من مكان بعيد. ولو انزلنا هذا القرآن بغير لغة العرب لقال الكفار منهم لولا بينت اياته حتى نفهمها. ايكون القرآن اعجميا والذي جاء به عربي قل يا قل ايها الرسول لهؤلاء القرآن للذين امنوا بالله وصدقوا رسله هداية من الضلال شفاء لما في الصدور من الجهر وما يتبعه. والذين لا يؤمنون بالله في اذانهم صمم. وهو عليهم عمى لا يفهمونه. اولئك يصوفون بتلك الصفات كمن ينادون من مكان بعيد. فكيف لهم ان يسمعوا صوت المنادي؟ هذا القول انما قاله المشركون تعنتا والا هم يفهمون ان هذا الكلام الفصيح كيف ينطق به اعجمي؟ وهم اقحاح العرب عجزوا عن الاتيان بمثله وهذا القول ولو جعلناه قرآننا اعجميا لقولوا لولا فصلت اعجمي وعربي فيه رد ايضا على مزاعم اهل الكتاب اليوم الذين يزعمون ان محمدا صلى الله عليه وسلم اخذ عن احبار اليهود طيب كيف يكون اخذ من احبار اليهود؟ واحبار اليهود عجب وهو انما يتكلم بلسان عربي مبين نعم ولقد اتينا موسى الكتاب فاختلف فيه ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم من شك منه مريب. ولقد اعطينا موسى التوراة فاختلف فيها فمنهم من امن بها ومنهم من كفر بها ولولا وعد ولولا وعد من الله ان يفصل بين العباد يوم القيامة فيما اختلفوا فيه لحكم بين المختلفين التوراة فبين فبين المحق المبطل فاكرم المحق واهان المبطل وان الكفار لفي شك من امر القرآن المريد من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للابيد من عمل عملا صالحا فنفع عمله الصالح عائد اليه. فالله لا ينفعه العمل الصالح من احد. ومن عمل عملا سيئا فضرر ذلك راجع اليه فالله لا تضره معصية احد من خلقه. وسيجازي كلا بما يستحقه وما ربك ايها الرسول بظلام لعبيده. فلن ينقصهم حسن فلن ينقصهم ولن يزيدهم سيئة. من فوائد الايات حفظ الله القرآن من التبديل والتحرير وتكفل سبحانه بهذا الحفظ بخلاف الكتب السابقة له. قطع الحجة على لا يفوته من ذلك شيء ويوم يناجي الله المشركين الذين كانوا يعبدون معه الاصنام موبخا اياهم على عبادتهم له. اين شركاء الذين كنتم تزعمون انهم شركاء. قال المشركون اعترفنا امامك لا احد منا يشهد الان ان لك شريكا. وضل عنه ثم كانوا يدعون من قبل وظنوا ما لهم من محيص. وغاب عنهم ما كانوا يدعونه من الاصنام وايقنوا انهم لا مهرب لهم من عذاب ابالله ولا محيض. وان مسه الشر فيؤوس لا يمل الانسان من طلب الصحة والمال والولد وغير ذلك من النعم وان اصابه فقر او مرض ونحو ذلك فهو كثير اليأس والقنوط من رحمة الله. ولئن ادقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن وما اظن ولان رجعت الى ربي ان لي عنده للحسنى ولنبين الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ ولن ذقناه منا صحة وغنى وعافية بعد بلاء ومرظ اصابه ليقولن هذا لي لاني اهل له ومستحق وما اظن الساعة قائم ولن فرض ان الساعة قائمة فان لي عند الله الغنى والمال. فكما انعم علي في الدنيا الاستحقاق ذلك ينعم علي في الاخرة فلنخبرن الذين كفروا بالله بما عملوا من الكفر والمعاصي. ولنذيقنهم من عذاب بالغ في الشدة وايذاء انعمنا على الانس لاعرض ونأى بجانبه واذا مسه الشر فذو دعاء عريض واذا انعمنا على بنعمة الصحة والعافية ونحوها غفل عن ذكر الله وطاعته. واعرض بجانبه تكبرا واذا مسه مرظ وفقر ونحوه فهو ذو دعاء لله كثير اليه ما مسه منه ليكشفه عنه. فهو لا يشكر ربه اذا انعم عليه ولا يصبر على بلاءه اذا ابتلاه ارأيتم ان كان من عند الله ثم كفرتم بي من اضل ممن وفي شقاق بعيد قل ايها الرسول لهؤلاء المشركين المكذبين اخبروني ان كان هذا القرآن من عند الله ثم كفرتم به وكذبتموه فكيف سيكون حالكم ومن اضل ممن هو في عناد للحق مع ظهوره ووضوح حجته وقوتها انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق سنري كفار قريش اياتنا في افاق الارض مما يفتحه الله للمسلمين ونريهم اياتنا في انفسهم بفتح مكة. حتى يتضح لهم بما يرفع الشك ان هذا القرآن هو الحق الذي لا درية فيه اولم يكفي هؤلاء المشركين للقرآن احق بشهادة الله انه من عنده. ومن اعظم شهادة من الله فلو كانوا يريدون الحق لاكتفوا بشهادة ربهم. الا انهم في مرية من لقاء ربهم الا انه بكل شيء محيط. الا ان المشركين في شك من لقاء ربهم يوم القيامة لانكارهم البعث. فهم لا يؤمنون بالاخرة لذلك لا يستعدون لها بالعمل الصالح الا ان الله بكل شيء محيط علما وقدرة. من فوائد الايات علم الساعة عند لله وحده. تعامل الكفار مع نعم الله ونقامه فيه تخبط واضطراب. احاطة الله بكل شيء علما وقدرة بعض الجهلة يقول ما دام الله جدني فانا يجب عليه ان افعل كذا وكذا في حقي كما هو قول المعتزلة في ايجابهم على الله بعقولهم ومعلوم ان العبد ليس له ان يوجب على سيده شيء ونحن عبيد الله نحن في ملكي في خلقه انشأنا واوجدنا ليس لنا اي حق عليه. يفعل فينا ما يشاء. يعطي من يشاء يمنع من يشاء يبتلي من يشاء يعافي من يشاء ولكن العبد عليه ان يتقلب في نعم الله تبارك وتعالى ويشكر الله على النعم. واذا تقلب في الابتلاءات عليه ان يسأل الله العفو وان يسأل الله عز وجل الصفح. نعم سورة الشورى مكية من مقاصد الشورى بيان كمال تشريع الله ووجوب متابعته والتحذير من مخالفته بسم الله الرحمن الرحيم. قاف تقدم الكلام على نظرية في بداية سورة البقرة مثل هذا الوحي يوحي اليك يا محمد والى الذين من قبلك من انبياء الله. الله العزيز في انتقامه من اعدائه الحكيم في تدبيره خلقه له ما في السماوات وما في الارض وهو العلي العظيم مثل هذا لله وحده ما في السماوات وما في الارض خلقا وملكا وتدبيرا وهو العلي بذاته وقدره وقهره. العظيم في تكاد السماوات يتفطرن من فوقه والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض الا ان الله هو الغفور الرحيم. ومن عظمته سبحانه تكاد السماوات مع عظمها وارتفاعها يتشققن من فوق الاراضين. والملائكة يرجهون ربهم ويعظمونه حامدين له خضوعا واجلالا ويطلبون المغفرة من الله لمن في الارض الا ان الله هو الغفور لذنوب من تاب من عباده الرحيم بهم والذين اتخذوا من دونه اولياء الله حفيظ عليهم وما امت عليهم بوكيل. والذين تأخذوا من دون الله اصناما يوالون ويعبدونهم من دون الله. الله لهم بالمرصاد يسجل عليهم اعمالهم ويجازيهم بها وما انت ايها الرسول موكل بحفظ اعمالهم فلن تسأل عن اعمالهم انما انت مبلغ وكذلك اوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر ام القرى ومن حولها وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه فريق في الجنة وفريق في السعي. ومثل ما اوحينا الى الانبياء من قبلك ايها الرسول اوحينا اليك قرآنا عربيا لتنذر مكة ومن حولها من قرى ثم الناس جميعا وتخوف الناس من من يوم القيامة يوم يجمع الله الاولين والاخرين. في صعيد واحد الحساب والجزاء لا شك في وقوع ذلك اليوم والناس ينقسمون فيه الى فريقين فريق في الجنة وهم المؤمنون فريق في النار وهم وهم الكفار. ولو شاء الله لجعلهم والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير. ولو شاء الله تعالى واحدة على دين الاسلام لجعلهم امة واحدة عليه وادخلهم جميعا الجنة. ولكن اقتضت حكمته ان يدخل من يشاء في الاسلام ويدخله الجنة. والظالمون بانفسهم بالكفر المعاصي ما لهم من ولي نتولاهم ولا نصير ينقذهم من عذاب الله ام اتخذوا من دون اولياء فالله هو الولي وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير. بل اتخذ هؤلاء المشركون من دون الله اولياء يتولونهم الله هو الولي الحق فغيره لا ينفع ولا يضر. وهو يحيي الموتى فيهم للحساب والجزاء ولا يعجزه شيء سبحانه. وما اختلفتم في من شيء فحكمه الى الله. ذلكم الله رب توكلت واليه اولو انيب. وما اختلفتم ايها الناس فيه من شيء من اصول دينك وفروعه فحكمه الى الله. فيرجع فيه الى كتابه او سنة رسوله صلى الله وسلم هذا الذي يتصل بهذه الصفات هو ربي عليه اعتمدت في اموري كلها واليه ارجع بالتوبة. من فوائد الآيات عظمة الله ظاهرة في كل شيء دعاء الملائكة لاهل الايمان بالخير القرآن والسنة مرجعة للمؤمنين في شؤونهم كلها. وبخاصة عند الاختلاف. الاقتصار على انذار اهل مكة ومن حولها لانه بالرد على لان المقصودون بالرد عليهم لانكارهم رسالته صلى الله عليه وسلم وهو رسول للناس كافة كما قال تعالى وما ارسلناك الى الا كافة للناس فاطر السماوات والارضال لكم من انفسكم ازواجه ومن الانعام ازواجا يذرؤكم فيه ليس كمثله شيء وهو السميع العليم بسيط. الله خالق السماوات والارض الى غير مثال سابق. جعلوا لكم من انفسكم ازواجا وجعل لكم من الابل والبقر والغنم ازواجا. حتى تتكاثر من اجلكم يخلقكم يخلقكم فيما لكم من ازواجكم بالتزاوج ويعيشكم ويعيشكم ويعيشكم فيما جعل لكم من انعامكم من لحومها والبان والبانها لا يماثله شيء من مخلوقاته وهو السميع لاقوال عباده البصير بافعالهم لا يفوته منها شيء سيجازيهم على اعمالهم ان خيرا ان خيرا فخير شرا فشر له مقاليد السماوات والارض يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر. انه بكل شيء عليم. لو مفاتيح خزائن السماوات والارض يوسع الرزق لمن يشاء من عباده اختبارا له ايشكر ام يكفر؟ ويضيق على من يشاء ابتلاه؟ ايصبر ام يتسخط على قدر الله؟ انه بكل شيء عليم لا يخفى عليه شيء مما فيه مصالح عباده وموسى وعيسى ان اقيموا الدين. الاقيموا الدين ولا تتبرقوا فيه. كبر على المشركين ما تدعوهم اليه الله يجتبي اليه من يشاء يهدي اليه من ينيب. شرع لكم من الدين مثل ما امرنا نوحا وبالتبليغ والعمل به هو الذي اين اليه ايها الرسول وشرع لكم مثل الذي امرنا به ابراهيم وموسى وعيسى بالتبليغ والعمل به. خلاصته ان اقيموا الدين واتركوا التفرق فيه وعملوا ما على المشركين ما تدعون اليه من توحيد وترك عبادة غيره الله يصطفي من شاء من عباده فيوفقه لعبادته وطاعته ويهدي اليه من يرجع اليه منهم بالتوبة بذنوبه وما تفرقوا الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ولولا كلمة سبقت من ربك الى اجل مسمى لقضي بينهما ان الذين اوتوا الكتاب من بعدهم بشك منه مريب. وما تفرق الكفار والمشركون الا من بعد ما قامت عليهم الحجة ببعثة محمد صلى الله عليه وسلم اليه. وما كان التفرق منا بسبب البغي والظلم ولولا ما سبق في علم الله من انه يؤخرنا على انهم العذاب يؤخر عنهم العذاب الى امد محدد في علمه هو يوم القيامة لحكم الله بينهم فجعل لهم العذاب بسبب كفرهم بالله وتكذيبهم لرسله. وان الذين اورثوا التوراة من اليهود والانجيل من النصارى من بعد اسلافهم ومن بعد هؤلاء المشركين لا في شك منا هذا القرآن الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ومكذبون به فلذلك فادعو واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم وقل امنت بما انزل الله من كتاب ومرته ليعدل الله ربنا وربكم لنا اعمالنا ولكم اعمالكم لا حجة بيننا وبينكم. الله يجمع بيننا واليه ادعوا لهذا الدين المستقيم واثبت عليهم وفق ما وفق ما امرك الله ولا تتبع هواهم الباطل وقل عند مجادلتهم امنت بالله وبالكتب التي انزلها الله على رسله وامرني الله وان احكم بينكم بالعدل الله الذي اعبده ربنا وربكم جميعا. لنا اعمالنا خيرا كانت او شراء. ولكم اعمالكم خيرا كانت او شراء. لا جدال بيننا وبينكم بعد ان تبينت الحجة واتضحت المحجة الله يجمع بيننا جميعا واليه واليه المرجع يوم القيامة فيجازي كلا منا بما يستحقه فيتبين عندئذ الصادق من الكاذب والمحق من المبطل. من فوائد الايات دين الانبياء في اصوله دين واحد. اهمية وحدة الكلمة وخطر الاختلاف فيها من مقومات نجاح الدعوة الى الله صحة المبدأ والاستقامة عليه والبعد عن اتباع هو والعدل والتركيز على المشترك وترك الجدال العقيم والتذكير بالمصير المشترك من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم. وعليهم غضب ولهم عذاب شديد. والذين يجادلون الحجج الباطنة في هذا الدين المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. بعدما استجاب الناس له هؤلاء المجادلون حجتهم ذاهبة وساقطة عند ربهم وعند المؤمنين. لا اثر لها وعليهم غضب من الله لكفرهم ورصدهم الحق ولهم عذاب شديد ينتظرهم يوم القيامة. ولما بين جل وعلا بطلان حجج الكافرين بين اصل الحجج الصحيحة التي يحتج بها المسلم وهي القرآن فقال الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان وما يدري قريبا. الله الذي انزل القرآن بالحق الذي لا منية فيه وانزل العدل ليحكم بين الناس بالانصاف. وقد تكون الساعة التي يكذب بها هؤلاء القريبة ومعلوم ان كل ات قريب يستعجل بان الذين لا يؤمنون بها والذين امنوا مشفقون منها ويعلمون انا للحق الا ان الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد يطلب الذين لا يؤمنون بها تعجيلها لانهم لا يؤمنون بحساب ولا ثواب ولا عقاب والذين امنوا بالله خائفون منها لخوفهم من مصيرهم فيها ويعلمون علم اليقين انها الذي لا ملة فيه الا ان الذين يجادلون في الساعة ويخاصمون فيها ويشككون في وقوعها لفي ضلال بعيد عن الحق. الله لطيف بعبادي يرزق من يشاء وهو القوي العزيز. الله جلوسا بعباده يرزق من يشاء في وسع له الرزق. ويضيقه على من يشاء بحسب اقتضاء حكمة ولطفه وهو القوي الذي لا يغلب احد العزيز الذي لا العزيز الذي ينتقم من اعدائه. من كان يريد حرث الاخرة نزدناه في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤتي منها وماله في الآخرة من نصيب من كان يريد ثواب الاخرة عاملا لها عملها نضاعف له عذابه فالحسنة بعشر امثالها الى سبع مئة ضيف الى اضعاف كثيرة. ومن كان يريد الدنيا وحدها اعطيناه نصيبه المقدر المقدر له فيها. المقدرة له فيها وليس له في الاخرة من حفظ من حظ لايثاره الدنيا عليها من الدين ما لم يذن به الله. ولولا كلمة الفصل لقضي بينهم ان الظالمين لهم عذاب اليم. ام لهؤلاء المشركين الهة من دون الله شرر لهم من الدين ما لم يأذن لهم الله بشرعه من الشرك به وتحريم ما احله وتحريم ما احله وتحرير ما حرم ولولا ما ضربه الله من محدد للفصل بين المختلفين وانه يؤخرهم اليه لفصل ليفصل بينهم. لفصل بينهم. احسنت لفصل بينهم ان الظالمين لانفسهم بالشرك بالله والمعاصي لهم عذاب موجع ينتظرهم يوم القيامة ترى الظالمين المشرقين مما كسبوا وهو واقع مبين. والذين امنوا وعملوا الصالحات في ثم يشاء عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير. ترى ايها رسول الظالمين انفسهم بالشرك والمعاصي خائفين من العقاب بما كسبوا من الاثم والعقاب واقع بهم لا محالة فلا ينفعهم الخوف المجرد عن توبة. والذين امنوا بالله وبرسله وعملوا الصالحات على النقيض منهم. فهم فهم في بساتين الجنات يتنعمون لهم ما يشاؤون عند ربهم من انواع النعيم الذي لا ينقطع ابدا. ذلك هو الفضل الكبير الذي لا يدانيه فضل من فوائد الايات خوف المؤمن من اهوال القيامة يعين على الاستعداد لها. لطف الله بعباده حيث يوسع رزقنا من يكون خيرا له ويضيق على من يقول التضييق خيرا له. خطر ايثار الدنيا على الاخرة في قوله تعالى الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان بالحق الجرمج متعلق بالانزار وكلمة والميزان معطوف على الكتاب. يعني الله الذي انزل الكتاب والله الذي انزل الميزان. فهما امران والكتاب قول ناطق حق والميزان فعل من الرب جل وعلا وكل شيء في الكون فانما هو قائم بالعدل وما جار عن هذا العدل احد الا استحق عقاب الله نعم ذلك الذي يبشر الله عباده الذين امنوا وعملوا الصالحات. قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ان الله غفور شكور. ذلك العظيم الذي يبشر الله به على يد رسوله على يد رسوله الذين امنوا بالله ورسله وعملوا الاعمال الصالحات قلنا ايها الرسول لا اطلب منكم على تبليغ الحق ثوابا الا ثوابا واحدة. عائدا نفعه اليكم وهو ان تحبوني قرابتي فيكم ومن يكسب حسنة نضاعف له اجره. الحسنة بعشر امثالها ان الله غفور لذنوب من تاب اليه من عباده. شكور لاعمالهم الصالحة التي يعملونها ابتغاء وجه. ام يكونوا افترى على الله كذبا فان يشأ الله يختم على قلبك ويمحو الله الباطل ويحق الحق بكلماته انه بذات الصدور. من زعم من زعم المشركين ان محمدا صلى الله عليه وسلم قد اختلق هذا القرآن ونسبه لربه. ويقول الله ردا عليهم لو حدثت نفسك ان تفتري كذبا لطبعت على قلبك. ومحوت الباطل المفترى وابقيت الحق. ولما لم يكن الامر كذلك دل على النبي صلى الله عليه وسلم انه موحى له من ربه انه عليم بما في قلوب عباده لا يخفى عليه شيء منه ويعفو عن السيئات ويعلم ما كفالون. وهو سبحانه الذي يقبل توبة عباده من الكفر والمعاصي اذا تابوا اليه ويتجاوز عن سيئاتهم التي ارتكبوها ويعلم ما تفعلون من شيء لا يخفى عليه من اعمالكم شيء. وسيجازيكم عليه. ويستجيب الذين امنوا وعملوا الصالحات ويزيد من فضله والكافرون لهم عذاب شديد. ويجيب دعاء الذين امنوا بالله وبرسله وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله على ما على ما لم يسألوه. والكافرون بالله وبرسله لهم عذاب قوي ينتظرهم يوم القيامة. ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الارض ولكن بقدر ما يشاء. انه بعباده خبير بصير. ولو وسع الله ولو وسع الله الرزق لجميع عباده لطغوا في الارض بالظلم ولكنه سبحانه ينزل بالرزق بقدر ما يشاء من توسيع وتوفيق. انه خبير باحوال عباده بصير بها فيعطي لحكمة ويمنع لحكمة ايضا. ومن اية وهو الذي وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو هو الولي الحميد وهو الذي ينزل المطر على عباده من بعد ما يأس من نزوله وينشر هذا المطر فتنبت الارض وهو المتولي شؤون عباده على كل حال ومن اياته خلق السماوات والارض وابث فيما من دابة وهو على جمع اذا يشاء ومن ايات الله الدات على قدرة وحدانيته خلق السماوات وخلق الارض وما نشر فيهما من مخلوقات عجيبة وهو على جمعهم بالحشر والجزاء متى شاء قدير لا يعجزه ذلك كما لا كما لم يعجزه خلقهم اول مرة. وما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم ويعفو عن كثير. وما اصابكم ايها الناس من مصيبة في انفسكم او اموالكم فبما كسبته ايديكم من المعاصي. ويتجاوز الله لكم عن كثير منها فلا يؤاخذكم به وما انتم بمعجزين في الارض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير. ولستم بقادرين على النجاة من ربكم هربا اذا اراد اذا اراد عقابكم فليس لكم من دونه ولي يتولى امر اموركم ولا نصير يرفع عنكم العذاب ان ارادوا بكم. من فوائد الايات الداعية الله لا ينبغي لا يبتغي الاجر عند الناس. التوسيع في رزقه والتظييق فيه خاضع لحكمة الهية قد تخفى على كثير من الناس. الذنوب والمعاصي من اسباب المصائب ومن اياته الجوار في البحر كالاعلى ومن ايات الله الدالة على قدرة وحدانية السفن التي تجري في البحر مثل الجبال ارتفاعه وعلوها ان يشاء الله اسكان الريح التي تسيرهن اسكنها فيظلن ثوابت في البحر لا يتحركن ان في ذلك المذكور من خلق السفن وتسخير الرياح لدلالات واضحة على قدرة الله لكل صبار على البلاء والمحن شكور لنعم الله عليك. او يوبقهن بما كسبوا ويعفو عن الكثير. او ان يشأ سبحانه اهلاك تلك السفن بارسال الريح العاصمة عليها اهلكها. بسبب ما كسب الناس من الاثم. ويتجاوز عن كثير من ذنوب عباده فلا يعاقبهم عليها. ويعلم الذين يجادلون في اياتنا ما لهم من محيص. ويعلم اهلاك تلك السفن بارسال الريح العاصي الذين يجادلون في ايات الله لابطالها ما لهم من مهرب عن الاذى فلا يدعون الا الله ويتركون من عاداهم فما اوتيتم من شيء فمتاع الحياة الدنيا وما عند الله خير وابقى للذين امنوا على ربهم نتوكلون فما اعطيتم ايها الناس من مال او جاه اولا فمتاع الحياة الدنيا وهو زائر منقطع والنعيم الدائم هو نعيم الجنة الذي اعده الله للذي امنوا بالله ورسله وعلى ربهم وحده يعتمدون في جميع امورهم. والذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش واذا ما غضبوا والذين يبتعدون عن كبائر الذنوب وقبائلها واذا غضبوا من ممن اساء اليهم بالقول او الفعل يغفرون له زلته ولا ولا يعاقبونه عليها وهذا العفو تفضل منهم اذا كان فيه خير ومصلحة. والذين استجابوا لربهم واقاموا الصلاة وامر شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون. والذين استجابوا لربهم بفعل ما امر وبفعل ما امر به. وترك ما نهى عنه واتم الصلاة على اكمل وجه والذين يتشاورون في الامور التي تهمهم ومما رزقناهم ينفقون ابتغاء وجه الله. والذين اذا اصابتهم واذا والذين اذا اصابهم البغي ينتصرون. والذين اذا اصابهم الظلم ينتصرون اكراما لانفسهم واعزازا لها. واذا كان الظالم غير اهل للعفو الانتصار حق وهذا الانتصار حق بخاصة اذا لم يكن في العفو مصلحة والذي وجزاء سيئة سيئة مثلها. فمن عفا واصلح فاجره على الله انه لا يحب الظالمين ومن اراد ان يأخذ حقه فله ذلك لكن بالمثل دون زيادة او تجاوز ومن عفا عمن اساء اليه ولم يؤاخذه على اساءته واصلح ما بينه وبين اخيه فثوابه عند الله فانه لا يحب الظالمين الذين يظلمون الناس في انفسهم او اموالهم او اعراضهم ويبغضهم ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل. ومن انتصر لنفسه فاولئك ما عليهم من مؤاخذة لاخذهم بحقهم. انما السبيل على الذي لا يضربن النسب ويبغون في الارض بغير الحق. اولئك لهم عذاب اليم. انما المؤاخذة عقاب للذين يظلمون الناس ويعملون في الارض بالمعاصي اولئك لهم عذاب موجع في الاخرة ولا من صبر وغفران ذلك من عزم الامور. واما من صبر على ايذاء غيره له وتجاوز عنه فان ذلك الصبر مما يعود به الخير عليك وعلى المجتمع وذاك امر محمود ولا يوفق له الا ذو حظ عظيم ومن يضلل الله فما له من ولي من بعده. وترى الظالمين لما رأوا العذاب يقول ومن خذله الله عن الهداية فاضله عن الحق فليس له ولي من بعده يتولى امره. وترى الظالمين انفسهم بالكفر والمعاصي لما عاينوا العذاب يوم القيامة يقولون متمنين هل للعودة الى الدنيا طريق فلا توب الى الله؟ من فوائد الايات الصبر والشكر سببان للتوفيق للاعتبار بايات الله. مكانة ترى في الاسلام عظيمة جواز مؤاخذة الظالم بمثل ظلمه والعفو خير من ذلك. وتراهم يعرضون عليها خاشين من الذل من طرف خفي وقال الذين امنوا ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة ان الظالمين في عذاب مقيم. وترى ايها الرسول هؤلاء الظالمين حين يعرضون على النار وهم اذلاء وخزايا ينظرون الى النار خلسة من شدة خوفهم لها وقال الذين امنوا بالله وبرسله ان الخاسرين حقا هم الذين خسروا انفسهم واهليهم يوم القيامة بسبب ما لاقوه من عذاب الله الا ان الظالمين لانفسهم بالكفر والمعاصي في عذاب دائم لا ينقطع ابدا. ومن يضلل الا هو فما له من سبيل. وما كانوا منه لينصرون بانقاذهم من عذاب الله يوم القيامة. ومن يخذلهم الله عن الحق فيضله فليس له ابدا من طريق تؤديه الى الهداية الى الحق. استجيبوا لربكم من قبل ان يأتي يوم لا مرد له من الله وما لكم من نكير. استجيبوا ايها الناس لربكم للمساواة الى امتثال اوامرهم واجتناب نواهيه وترك التسويف من قبل ان يأتي يوم من قبل ان يأتي يوم والقيام الذي اذا جاءنا دافع له ما لكم من ملجأ تلجأون اليه وما لكم من ان كانوا تنكرون به ذنوبكم التي اكتسبتموها في الدنيا فان اعرضوا فما ارسلناك عليهم حفيظ الله فان الانسان كفور. فان اعرضوا عما امرتهم به فما بعثناك ايها الرسول عليهم حفيظا تحفظ اعمالهم. ليس عليك الا تبليغ ما امر ما امرت ما امرت بتبليغه وحسابهم على الله وانا اذا نقل الانسان منا رحمة من غنا وصحة ونحوها فرح بها وان يصب البشر بلاء بسبب ذنوبهم فان طبيعتهم كفر نعم الله وعدم شكرها والتساقط مما قدره الله بحكمته يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا ويهب لمن يشاء الذكور او يزوجهم ذكرانا واناثا ويجعل من يشاء عقيما. انه عليم قدير. لله ملك السماوات وملوك الارظ يخلق ما يشاء من ذكر او انثى يعطي لمن يشاء اناثا ويحرمه الذكور. ويعطي لمن يشاء الذكور اناثا ويجعل من يشاء الذكور والاناث معا. وينزل من يشاء عقيما لا يولد له. انه وعليم بما هو كائن بما سيكون في المستقبل وهذا من تمام علمه وكمال حكمته لا يخفى عليه شيء ولا يعجزه شيء. وما كان لبشر ان يكلمه الله او الا وحيا او منه وراء حجاب او يرسل رسولا فيوحيى باذنه. فيوحيى باذنه ما يشاء ان انه علي حكيم. وما يصح لبشر الكريم والله لوحي بالهم وغيره او يكلمه بحيث يسمع كلامه ولا يراه. ويرسل اليه ملكا رسولا جبريل الى الرسول البشري باذن الله ما يشاء ان يوحيه. انه سبحانه علي في ذاته وصفته حكيم في خلقه وقدره وشرعه. من فوائد الايات وجوب المسارعة الى امتثال اوامر الله بنواهيه مهمة الرسول البلاغ والنتائج بيد الله هبة الذكور او الاناث او جميعها معا هو على مقتضى ابن الله بما يصلح لعباده ليس فيها مزية للذكور دون الاناث. يوحي الله تعالى الى انبيائه بطرق شتى لحكم يعلمها سبحانه. وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا اكنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكنك لتهدي الى صراط مستقيم. وكما اوحينا للانبياء من قبلك ايها الرسل اوحينا اليك قرآنا من عندنا ما كنت تعلم قبله ما الكتب السماوية المنزلة على الرسل؟ وما ان كنت تعلم ما الايمان ولكن انزلنا هذا القرآن ضياء نهدي به من نشاء من عباده وانك لتدل الناس الى طريق مستقيم هو دين الاسلام ما في السماوات وما في الارض. الا الى الله تصير الامور. طريق الله الذي له ما في السماوات وله ما في الارض خلقا وملكا وتدبيرا حتما الى الله وحده ترجع الامور في تقديرها وتدبيرها. احسنت اقرأ الفائدتين من فوائد الايات سمي الوحي روحا لاهمية الوحي في هداية الناس وهو بمنزلة الروح للجسد. الهداية المسند المسندة الى الرسول صلى الله عليه وسلم